المجموع : 106
إذا ضاقَ أمرٌ فارجُ ربَّكَ إنَّهُ
إذا ضاقَ أمرٌ فارجُ ربَّكَ إنَّهُ / قديرٌ على تَيسيرِ كُلِّ عَسيرِ
وبينَ تَرَقِّي جَوزَةٍ وانحدارِها / فَكاكُ أسيرٍ وانجِبارُ كَسيرِ
الشّافِعِيُّ أجلُّ النَّاسِ منزلَةً
الشّافِعِيُّ أجلُّ النَّاسِ منزلَةً / وأعظمُ النَّاسِ في دِينِ الهُدى أثَرا
العَدلُ سِيَرتُهُ والصِّدقِ شِمَتُهُ / والسِّحرُ منظومُةُ والدُّرُّ إنْ نَثَرا
فقُلْ لِمنْ باعَهُ وابتاعَ كاسِدَهْ / أراكَ بِعتْ بخُرْصِ النَّخلَةِ الكَثَرا
عِندي فديتُكَ سادَةٌ أحرارُ
عِندي فديتُكَ سادَةٌ أحرارُ / وقلوبُهُمْ شَوقاً إليكَ حِرارُ
وشَرابُنا شربُ العُلومِ وبينَنا / نُزَهُ الحديثِ ونُقْلُنا الأشعار
فامنُنْ علَينا بالبدارِ فإنَّما / أعمارُ أوقات السُّرورِ قِصارُ
فديْتُكَ ليسَ ما أولَيْتَ بكْرا
فديْتُكَ ليسَ ما أولَيْتَ بكْرا / ولا شُكري لما أوليْتَ بكْرا
كِلانا صائغٌ فتَصوغُ بِّراً / تُحَلِّيني بهِ وأصوغُ شُكْرا
وزارَةُ بُسْتٍ وِزرُها قاصِمُ الظَّهرِ
وزارَةُ بُسْتٍ وِزرُها قاصِمُ الظَّهرِ / ومُدَّتُها مُنذُ الغَداةِ إلى الظَّهرِ
فلا تَخطُبَنْها إنَّها ضَرَّةُ النُّهى / وبُغيَتُها روحُ البُعولَةِ في المَهرِ
وشادِنٍ وَجهُهُ نَهارٌ
وشادِنٍ وَجهُهُ نَهارٌ / وخدُّهُ الغَضُّ جُلَّنارُ
قلتُ لهُ قد جرَحْتَ قَلبي / فقالَ جُرحُ الهَوى جُبارُ
أسأْتُ إلى نَفسي وطامَنْتُ من قَدري
أسأْتُ إلى نَفسي وطامَنْتُ من قَدري / فَحَكِّمْ غِنى أخلاقِكَ الغُرِّ في فَقري
فما العقلُ إلا خاتمٌ أنتَ فصُّهُ / وعفوُكَ نقشُ الفصِّفاختِمْ بهِ عُذري
عَزَلْتُ سَمعي وشَمِّي والمذاقَ معاً
عَزَلْتُ سَمعي وشَمِّي والمذاقَ معاً / والحِسَّ عن كلِّ لْهوٍ ماعَدا بَصَري
ومَنْ تجافى عنِ اللّذّاتِ قاطِبةً / مِن غَير عَجزٍ فلا تعذِلْهُ في النَّظَرِ
دَعْ دُموعي يسِلْنَ سَيلاً بِدار
دَعْ دُموعي يسِلْنَ سَيلاً بِدار / وضُلوعي يصلَيْنَ بالوَجدِ نارا
قد أعادَ الأسى نهاريَ لَيْلاً / مُذْ أعادَ المَشِيبُ لَيلي نَهارا
عليكَ بالعَدلِ إنْ وُلِّيتَ مملكَةً
عليكَ بالعَدلِ إنْ وُلِّيتَ مملكَةً / واحذَر مِنَ الجَورِ فيها غايَةَ الحَذَرِ
فالعدلُ يُبقيهِ أنَّى احتَلَّ من بَلَدٍ / والجَورُ يَفنيهِ في بَدْوٍ وفي حَضَرِ
لئِنْ أبدَعَ الدَّهرُ ما بينَنا
لئِنْ أبدَعَ الدَّهرُ ما بينَنا / وأبدعَ أمرٌ مِن البَينِ إمْرا
فكْم لي مِن خاطِرٍ خاطرٍ / بذِكراكَ من أعظمِ النَّاسِ ذِكْرا
عظَّمتَ طيبَك لما نِلتَ مَنزلَةٌ
عظَّمتَ طيبَك لما نِلتَ مَنزلَةٌ / وخِلتَ أنَّكَ فُقْتَ السّادةَ الغُرَرا
وقلتَ إنَّكَ أهداهُمْ وأسبَقُهُمْ / ومن ضَلالِ الخُصى أن تَسْبَقَ
أمّا في النّاسِ مُرتادٌ لِحمدٍ
أمّا في النّاسِ مُرتادٌ لِحمدٍ / وساعٍ في ثوابٍ أو لأجْرِ
يقولُ لِمَنْ هَواهُ في فُؤادي / جوىً في جَنبِ رُوح المرء تجري
سبأتَ بطولِ هَجري واجتنابي / كأنَّكَ ناشِئٌ في حِجْرِ هَجْرِ
هلْ مُنِعمٌ في النَّاسِ أو مُفضِلٌ
هلْ مُنِعمٌ في النَّاسِ أو مُفضِلٌ / يرغبُ في الشُكرِ وفي الذِّكرِ
يجودُ بالقِيراط من بِرِّهِ / ويأخذُ القِنطارَ من شُكري
كَلاَّ فقد غابَ النَّدى والسَّدى / وماتَ أهلُ الفَضلِ والقَدْرِ
وأصبحَ النّاسُ وما فيهِم / حُرٌ إلى أُكرومَةٍ يَجري
ما شئتَ من مالٍ ومن ثَروَةٍ / ومن عَديدٍ وافِرٍ دَثْرِ
لكِنّهُمْ من ضيقِ أخلاقِهِمْ / في أَضَيقِ العُسرَةِ والفَقْرِ
والمالُ ما لْم يحوِهِ فاضِلٌ / أضيعُ من عِقدٍ بلا نَحرِ
فديتُكَ ما قصَّرتُ فيما وَشَيْتَهُ
فديتُكَ ما قصَّرتُ فيما وَشَيْتَهُ / وأهديتَهُ من نَظمِ قِولٍ ومن نَثْرِ
ولو كنتُ في رَيْعانِ سِنَّي وَميْعَتي / أجبْتُ ولكِنْ شابَ شَعْري من الشِّعْرِ
شأنكَ يا دمعُ وانحدارَكْ
شأنكَ يا دمعُ وانحدارَكْ / ويا زَفِيرَ الحَشا تدارَكْ
فقد نأى المُنِسُ المُواتي / وقد خَلا المجلِسُ المُبارَكْ
وأيَّ جُرمٍ جنيتُ حتَّى / أبعَدتَ بعدَ الدُّنُوِّ دارَك
وأيَّ ذَنبٍ أتيتُ حتَّى / سُلِبْتُ من شِقْوَتي جِوارَكْ
يا قمرَ الأرض لا أراني / رَبِّي ورَبُّ الورى سِرارَكْ
دَعوني وأمري واختِياري فإنَّني
دَعوني وأمري واختِياري فإنَّني / عَليمٌ بما أَفْري وأخلُقُ من أَمْري
إذا ما مضى يَومٌ ولم أَصْطَنِعْ يَداَ / ولم أقتبِسْ عِلماً فما هُوَ مِن عُمْري
أبا الفَتحِ إنْ ناصحْتَ نفسَكَ لم تبِعْ
أبا الفَتحِ إنْ ناصحْتَ نفسَكَ لم تبِعْ / بمُنتَظَر من بَعدِ ما هُوَ مُحْتَضَرْ
نصحْتَ الوَرى فانصَحِْ لنِفسِكَ ساعَةً / مضى أمسِ فاسْعَ اليَومَ إنَّ غَداً غَرَرْ
العِلمُ أنفَسُ عِلْقس أنتَ داخِرُهُ
العِلمُ أنفَسُ عِلْقس أنتَ داخِرُهُ / مَنْ يدرُسِ العِلمَ لم تَدْرُسْ مفاخِرُهُ
فاجهَدْ لِتَعلَمَ ما أصبحْتَ تجهَلُهُ / فأوُّلُ العِلمِ إقبالٌ وآخِرُهُ
أنِستُ بأيَّامِ الشَّبابِ وظِلَّها
أنِستُ بأيَّامِ الشَّبابِ وظِلَّها / وآنسْتُ دَهراً في جِواري الجَوارِيا
فلّما رأيْتُ الشَّيْبَ يبسِمُ ضاحِكاً / بكَيتُ فأخجَلْتُ العُيونَ الجَوارِيا
وقلتُ غَدا زَنْدي بِشَيْبي كابِياً / وكنتُ أراهُ يقدحُ الثَّلْجَ وَارِيا
فظُنَّ دِماءً بالدُّموعِ سفحْتُها / وما بِدُموعٍٍ قد مَراها الجوى رِيا