القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ شُهَيد الأَندَلُسي الكل
المجموع : 13
ويْح الكِتابَة مِن شَيْخٍ هَبنَّقَةٍ
ويْح الكِتابَة مِن شَيْخٍ هَبنَّقَةٍ / يلْقَى العُيُون برأَسٍ مُخْهُ رارُ
ومُنْتِنِ الرِّيحِ إِنْ نَاجَيتَهُ أَبداً / كأَنَّما مات في خَيْشُومِهِ فارُ
تَولَّى الحِمامُ بظَبْي الخُدُورِ
تَولَّى الحِمامُ بظَبْي الخُدُورِ / وفازَ الرَّدى بالغَزَالِ الغَرِيرِ
وكُنْتُ ملِلْتُك لا عن قِلىً / ولا عن فَسادٍ جرى في ضَمِيري
كمِثْلِ ملالِ الفَتَى للنَّعِيمِ / إِذا دام فيه وحال السُّرُورِ
هذا كِتابِي وكَفُّ الموْتِ تُزْعِجُنِي
هذا كِتابِي وكَفُّ الموْتِ تُزْعِجُنِي / عن الحياةِ وفي قَلْبِي لكم ذِكَرُ
إِنْ أَقضِكُم حقَّكُم مِن قِلَّةٍ عُمُرِي / إِنِّي إِلى اللَّهِ لا حقٌّ ولا عُمُرُ
لَهفِي على نَيِّراتٍ ما صدعْتُ بها / إِلا وأَظْلَمَ مِن أَضْوائِهَا القَمرُ
فاقْر السَّلام على المنْصُورِ أَفْضلِ من / سعى لثأرِ بنِي الإِسْلامِ فانْتَصرُوا
واعطِفْ بها عطْفَةً تهتزُّ مِن كَرمٍ / على المُظَفَّرِ فهو الفَلْجُ والظَّفَرُ
شَجتْهُ مغَانٍ مِن سُلَيْمى وأَدْؤرُ
شَجتْهُ مغَانٍ مِن سُلَيْمى وأَدْؤرُ /
وأُخْرى اعْتَلَقْنَا دُونَهُنَّ ودُونَها / قُصُورٌ وحُجّاب ووالٍ ومعْشَرُ
يُزَيِّنُها ماءُ النَّعيمِ وحفَّها / مِن العيْشِ فَيْنَانُ الأَراكَةِ أَخْضَرُ
إِذا رامهَا ذُو حاجة صدَّ وجْهَهُ / ظُبا الباتِراتِ والوشِيجُ المُكَسَّرُ
ومِن قُبّةٍ لا يُدْرِكُ الطَّرْفُ رأَسها / تَزِلُّ بها رِيحُ الصَّبا فَتَحدَّرُ
إِذا زاحمتْ منها المخَارِم صوَّبتْ / هُويّا على بُعْدِ المدى وهْي تَجْأَرُ
تَكَلَّفْتُهَا واللَّيْلُ قد جاشَ بحْرُهُ / وقد جعلَتْ أَمْواجُهُ تَتَكَسَّرُ
ومِن تَحْتِ حِضْني أَبْيضٌ ذُو سَفَاسِقٍ / وفي الكَفِّ مِن عسّالةِ الخَطِّ أَسْمرُ
هُما صاحِباي مِن لَدُن كُنْتُ يافِعاً / مُقِيلانِ مِن جدِّ الفَتَى حين يَعْثُرُ
فذا جَدْوَلٌ في الغِمْدِ تُسْقَى به المُنَى / وذا غُصُنٌ في الكَفِّ يُجْنَى فيُثْمِرُ
إِلى بَيْتِ لَيْلى وهو فَرْد بذي الغَضا / يضِيءُ لعَيْنِ المُسْتَهَامِ ويزْهرُ
فبتْنَا على ضمٍّ لفَرْطِ اشْتِياقِنَا / تكادُ له أَكْبَادُنَا تَتَفَطَّرُ
ودَوِّيّةٌ مِن فِتْنَةٍ مُدْلَهِمّةٍ / دَرِيسِ الصَّوَى مَعْرُوفُهَا مُتَنَكِّرُ
إِذا جابَها الخِرِّيت في طُرُقَاتِهَا / يَظَلُّ بها أَعْمَى وإِنْ كانَ يُبْصِرُ
تَرى ثابِتاتِ الحُكْمِ عِنْدَ اعْتِسافِها / تَزلُّ على أَدْفافِها فَتَهَوَّرُ
وإِنْ سَلَكَتْ أَضْوَاجَهَا عَييَتْ بها / عَوارِبَ من ذِي مُطْرياتٍ تَزَجَّرُ
وسِرْنَا نَجُوزُ النَّهْجَ حتَّى بَدا لنا / بغُرّةِ يَحْيى ساطِعُ اللَّوْنِ أَزْهَرُ
وإِني علَى ما هاجَ صَدْرِي وغاظنِي
وإِني علَى ما هاجَ صَدْرِي وغاظنِي / ليأْمَنُنِي مَن كانَ عِنْدِي له سِر
ما في الطُّلُولِ مِن الأَحِبَّةِ مُخْبِرُ
ما في الطُّلُولِ مِن الأَحِبَّةِ مُخْبِرُ / فَمَن الَّذِي عن حالِها نَسْتَخْبِرُ
لا تَسأَلنَّ سِوى الفراقِ فإِنَّهُ / يُنْبِيكَ عنهم أَنْجدُوا أَم أَغْوَرُوا
جارَ الزَّمانُ علَيْهِمُ فَتَفَرَّقُوا / في كُلِّ ناحِيّةٍ وبادَ الأَكْثرُ
جَرَتِ الخُطُوبُ على محلِّ دِيارِهِم / وعلَيْهِمُ فَتَغَيَّرَتْ وتَغَيّرُوا
فدَعِ الزَّمانَ يصوغُ في عرصاتِهِم / نُوراً تكادُ له القُلُوبُ تُنَوِّرُ
فلِمثْلِ قُرْطُبةٍ يقلُّ بُكاءُ مَن / يَبْكِي بعَيْنٍ دَمْعُها متَفَجِّرُ
دَارٌ أَقالَ اللَّهُ عَثْرةَ أَهْلِهَا / فَتَبَرْبَرُوا وتَغَرَّبُوا وتَمَصّرُوا
في كُلِّ ناحِيَةٍ فَرِيقٌ منهمُ / مُتَفَطِّرٌ لفراقِها مُتَحَيِّرُ
عَهْدي بها والشملُ فيها جامِعٌ / مِن أَهْلِها والعَيْشُ فيها أَخْضَرُ
ورِياحُ زَهْرَتِها تلوحُ علَيْهمُ / برَوائِحٍ يَفتَرُّ منها العَنْبرُ
والدارُ قد ضَربَ الكَمالُ رِواقَهُ / فيها وباعُ النقص فيها يَقْصُرُ
والقَوْمُ قد أَمنُوا تغيُّرَ حُسْنِها / فَتَعَمَّمُوا بجَمالِها وتأَزَّرُوا
يا طِيبَهُمْ بقُصُورِها وخُدُورِها / وبُدُورها بقُصُورِها تَتَخَدَّرُ
والقَصْرُ قَصْرُ بَني أُمَيّةَ وافِرٌ / من كُلِّ أَمْر والخِلافةُ أَوْفَرُ
والزاهِرِيَّةُ بالمَراكِبِ تُزْهِرُ / والعامِرِيّةُ بالكَواكِبِ تُعْمَرُ
والجامِعُ الأَعْلَى يغصُّ بكُلِّ مَن / يتلو ويَسْمَعُ ما يَشاءُ ويَنْظُرُ
ومسالِكُ الأَسْواقِ تشهد أَنَّها / لا يَستَقِلُّ بسالِكِيها المَحْشَرُ
يا جَنَّةً عَصفَتْ بها وبأَهْلِها / رِيحُ النَّوى فتَدَمَّرتْ وتَدَمَّرُوا
آسَى علَيْكِ مِن المَماتِ وَحقَّ لِي / إِذ لم نَزَلْ بكِ في حَياتِكِ نَفخَرُ
كانَتْ عراصُك للمُيَمِّمِ مَكَّةً / يأوِي إِلَيْها الخائِفُونَ فيُنْصَرُوا
يا مَنْزِلاً نَزَلَت به وبأَهْلِهِ / طَيْرُ النَّوى فَتَغَيَّرُوا وتَنَكَّرُوا
جادَ الفُراتُ بساحَتَيْك ودِجْلةٌ / والنّيلُ جادَ بها وجادَ الكَوْثَرُ
وسُقِيتَ مِن ماءِ الحَياةِ غمامةً / تحيا بها منكَ الرِّياضُ وتُزْهِرُ
أَسَفِي على دارٍ عَهدْتُ ربوعَها / وظباؤُها بفنائِها تَتَبَخْترُ
أَيّامَ كانَتْ عَيْنُ كُلِّ كَرامةٍ / مِن كُل ناحِيَةٍ إِليَهْا تَنظُرُ
أَيْامَ كانَ الأَمْرُ فيها واحِداً / لأَمِيرها وأَمِيرِ مَن يتَأَمَّرُ
أَيَّامَ كانَتْ كَفُّ كُلِّ سلامةٍ / تسمو إِلَيْها بالسّلامِ وتَبْدُرُ
حَزَني على سَرَواتِها ورُواتِها / وثِقاتِها وحُماتِها يَتَكَرَّرُ
نَفْسِي على آلائِها وصفائِها / وبَهائِها وسَنائِها تَتَحَسَّرُ
كَبِدِي على عُلَمائِها حُلَمائِها / أُدَبائِها ظُرَفائِها تَتَفَطَّرُ
ولم أَرَ مِثْلِي ما له مِن مُعاصِرِ
ولم أَرَ مِثْلِي ما له مِن مُعاصِرِ / ولا كمَضائِي ما له مِن مُضافِرِ
ولَوْ كانَ لِي في الجَوِّ كِسْرٌ أَؤمُّهُ / رَكِبْتُ إِلَيْه ظَهْرَ فَتْخاءَ كاسِرِ
وهَمَّتْ بإِجْهاشٍ عليّ وقد رَأَتْ / مُصابيَ في آثار إِحْدى الكَبائِرِ
فقُلْتُ لها إِنْ تَجْزعِي مِن مَخَاطِرٍ / فإِنَّكِ لن تَحْظَيْ بغَيْرِ الْمَخَاطِرِ
تَشَهَّتْ ثِمارَ الوَفْرِ مِني وإِنَّها / لَدَى كُلِّ مُبْيَضِّ العَنانِيز وافِرِ
له في بَياضِ اليَوْمِ يَقْظةُ فَاجِرٍ / وتَحْتَ سَوادِ اللَّيْلِ هَجْعةُ كافِرِ
رُويْدَكِ حتَّى تَنْظُرِي عَمَّ تَنْجَلي / غَيابةُ هَذا العارِضِ المُتَناثِرِ
ودُونَ اعْتِزامِي هَضْبةٌ كِسْرَويّةٌ / مِن الحَزْمِ سَلْمانِيّةٌ في المَكاسِرِ
إِذا نَحْنُ أَسنَدْنا إِلَيْها تَبَلَّجَتْ / مَوارِدُنا عن نَيِّراتِ المَصادِرِ
وأَنْتَ ابْنَ حَزْمٍ مُنْعِشٌ مِن عِثَارِها / إِذا ما شَرقْنا بالجُدُودِ العَواثِرِ
وما جَرَّ أَذْيالَ الغِنى نَحْوَ بَيْتِهِ / كأَرْوَعَ مُعْرَوْرٍ ظُهُورَ الجَرائِرِ
إِذا ما تَبَغَّى نَضْرةَ العَيْشِ كَرَّها / لَدَى مَشْرَعٍ للمَوْتِ لمحة ناظِرِ
فَسَلَّ مِن التَّأوِيلِ فيها مُهَنَّداً / أَخُو شافِعِيّات كَرِيمُ العَناصِرِ
لِمُعْتَزِليِّ الرّأَىِ ناءٍ عن الهُدَى / بَعِيدِ المرامِي مُسْتَمِيتِ البَصَائِرِ
يُطالِبُ بالهنْدِيِّ في كُلِّ فَتْكَةٍ / ظُهُورَ المَذاكِي عن ظُهورِ المَنابِرِ
تَأَمَّلتُ ما أَفنيت مِن طُول مُدَتي
تَأَمَّلتُ ما أَفنيت مِن طُول مُدَتي / فلم أَرَهُ إِلا كلمحةِ ناظِرِ
وحَصَّلْتُ ما أَدركْتُ مِن طُول لِذَّتي / فلم أُلْفِهِ إِلَّا كصَفْقةِ خاسِرِ
وَما أَنا إِلا رَهْنُ ما قَدَّمَتْ يَدي / إِذا غادَرُوني بَيْنَ أَهْلِ المَقابِرِ
سَقَى اللَّهُ فتْياناً كأَنّ وُجُوهَهُمْ / وُجُوهُ مَصَابِيحِ النُّجُومِ الزَّواهِرِ
إِذا ذَكَرُوني والثَّرَى فَوْقَ أَعْظُمِي / بكَوا بعُيُونٍ كالسَّحابِ المواطِرِ
يَقُولُونَ قد أَوْدَى أَبُو عامِرِ العُلا / أَقِلُّوا فقِدْماً ماتَ آباءُ عامِرِ
هو المَوْتُ لم يُعْرَفْ بأَجْراِس خاطِبٍ / بَلِيغٍ ولم يُعطَفْ بأَنْفاسِ شاعِرِ
ولم يَجْتَنِبْ للبَطْشِ مُهْجةَ قادِرٍ / قوىٍّ ولا للضَّعْفِ مُهْجةَ صافِرِ
يَحُلُّ عُرَى الجَبَّار في دارِ مُلْكِهِ / ويهفُو بنَفْسِ الشارِبِ المتساكِرِ
ولَيْسَ عَجِيباً أَن تدانَتْ منيّتي / يُصَدقُ فيها أَولي أَمْر آخِري
وَلَكِنْ عَجِيباً أَن بَيْنَ جَوانِحِي / هَوى كَشَرَارِ الجمْرةِ المتطايِرِ
يحرِّكُني والمَوْتُ يَحْفُرُ مُهجتي / ويهتاجُني والنَّفْسُ عِنْدَ حناجري
كَتَبْتُ لها أَنَّني عاشِقٌ
كَتَبْتُ لها أَنَّني عاشِقٌ / عَلى مُهْرَقِ الكَتْمِ بالناظِرِ
فَرَدَّتْ عليَّ جَوابَ الهَوى / بِأَحْوَر في مائِهِ حائِرِ
مُنَعَّمةٌ نَطَقَتْ بالجُفُون / فدَلَّتْ على دِقَّة الخاطِرِ
كأَنَّ فؤادِي إِذا أَعْرَضَتْ / تَعَلَّقَ في مخْلَبَيْ طائِرِ
وبُلِّغْتُ أَقْواماً تَجِيشُ صُدُورُهُمْ
وبُلِّغْتُ أَقْواماً تَجِيشُ صُدُورُهُمْ / عليَّ وإِني منهُمُ فارغُ الصَّدرِ
أَصاخُوا إِلى قَوْلِي فأسْمَعْتُ مُعْجِزاً / وَغاصوا على سِرِّي فأَعْياهُمُ أَمْرِي
فقالَ فَرِيقٌ لَيْسَ ذا الشِّعْرُ شِعْرَهُ / وَقالَ فَرِيقٌ أَيْمُنُ اللَّهِ ما نَدْرِي
أَما عَلِمُوا أَنِّي إِلى العِلْم طامِحٌ / وأَنِّي الِّذِي سَبْقاً على عرْقِهِ يَجْرِي
وما كُلّ مَن قادَ الجِيادَ يَسُوسُها / ولا كُلُّ مَن أَجْرَى يُقالُ له مُجرِ
فمَن شاءَ فَلْيُخْبِرْ فإِنِّي حاضِرٌ / ولا شَيءَ أَجْلَى للشُّكُوكِ من الخُبْرِ
ولَرُبَّ حانٍ قد أدَرْتُ بدَيْرِهِ
ولَرُبَّ حانٍ قد أدَرْتُ بدَيْرِهِ / خَمْرَ الصِّبا مُزِجَتْ بِصَفْوِ خُمُورِه
في فِتْيةٍ جَعَلُوا الزِّقاقَ تِكاءَهُمْ / مُتَصَاغِرِينَ تخشُّعاً لكَبِيرِه
يُهْدِي إِليْنا الرّاحَ كُلُّ مُعَصْفَرٍ / كالخِشْفِ خَفَّرَهُ التِماحُ خَفِيرِه
وَالى علَىَّ بطَرْفِهِ وبكَفِّهِ / فأَمالَ مِن رَأسِي لِعَبِّ كَبيرِه
والقسُّ ممَّا شاءَ طُولَ مُقامنا / يدعو يُعَوِّذ حَوْلَنا بِزَبُورِه
وَتَرنَّمَ النَّاقُوسُ عِنْدَ صَلاتِهِمْ / ففَتَحْتُ من عَيْني لرَجْعِ هَدِيرِه
يَتَناوَلُ الظُّرَفاءُ فيه وشُرْبُهمْ / لسلافِهِ والأَكْلُ مِن خِنْزِيرِه
سَقْياً لطِيبِ زَمانِنا وسُرُورهِ
سَقْياً لطِيبِ زَمانِنا وسُرُورهِ / وعَزِيزِ عَيشٍ مُسْعِفٍ بِغَزيرِه
وتكَفُّري برداءِ وَصْلِ مُقَرْطَقٍ / كَتَبُوا بِنقْسِ المِسْكِ في كافُورِه
مُتَلَفِّعٌ بحَريرهِ مُتَضَمِّخٌ / بعَبيرهِ مُتَرَنِّحٌ بفُتُورِه
وَسْنانُ ناوَلَني مُدَامَةَ طَرْفِهِ / فشَرِبْتُها وسَمِعْتُ مِن طُنْبُورِه
يَدْعُو بلُكْنةِ بَرْبَريٍّ لم يَزَلْ / يَسْتَفُّ بالصَّحْراءِ حَبَّ بَريرِه
مُتَقَدِّمٌ بمَضائِهِ مُتَلَفِّعٌ / برِدائِهِ مُتَكَلِّمٌ في عيرِه
مُسْتَفتِحٌ لبَيانِهِ بَبنانِهِ / يُهْدِي السّلامَ إِلى رجالِ عَشِيرِه
مُتَنَصِّبٌ كالغُصْنِ إِلا أَنَّهُ / يَهْتَزُّ مِن أَعْجازِه وصُدُورِه
طارَحْتُهُ كَلِماً وكُنْتُ زَعِيمَهُ / غَرداً أُحَرِّكُ مَنْكَبي لزَميرِه
فَمَشَى إِليَّ فثُرْتُ غَيْرَ مُعَفِّرٍ / كالليثِ مطَّرداً إِلى يَعفورِه
وَمَلكتُه بالكفِّ ملكةَ قادرٍ / فانصاعَ مؤتَمراً لحُكمِ أميرِه
فَقَضَيتُ ما لم أَقْضِ فيه بِرِيبَةٍ / يَأْبَى العَفافُ وعِصْمتي بحُضُورِه
زَمَنٌ قَضَى ثُمَّ انْقَضَى فكأَنه / حُلُمٌ قَرأْتُ المَوْتَ في تَفْسِيرِه
ولَرُبَّ لَيْلٍ للهُمُومِ تَهَلَّلَتْ / أَستارُه فَمحا الصُّوى بِسُتُورِه
كالبَحْر يَضْربُ وَجْهَهُ في وَجْههِ / صَعْبٌ على العُبّار وَجْهُ عُبُورِه
طاوَلْتُهُ مِن عَزْمتي بمُضَمَّرٍ / أثْبَتُّ هَمِّي في قَرارَةِ كورِه
وعليَّ للصَّبْر الجَمِيلِ مُفاضةً / تَلْقَى الرَّدَى فتَكِلُّ دُونَ صَبُورِه
وبراحتي مِن فِكْرتي ذُو ذُكرَةٍ / عَهِدَتْ تُذاكِرُني بطَبْعِ ذَكِيرِه
فَرْدٌ إِذا بَعَثَتْ دَياجي صَرْفِهِ / هَوْلاً عليَّ خَبَطْتُ في دَيْجُورِه
حتَّى بَدا عبْد العَزيز لناظِرَيْ / أَمَلِي فمَزَّقْتُ الدُّجَى عن نُورِه
مَلِكٌ تَبَقَّى المَجْدَ ناصِرُهُ لَهُ / وتَقَيَّلَ العَلْيَاءَ عن مَنْصُورِه
طَلَبَ الحَوادِثَ مُعرِباً عن ثأْرِهِ / فجَرَتْ دِماءُ الخَطْبِ في مأْثُورِه
ورَأَى الزَّمانَ يَحِيدُ عن تَأْمِيرِهِ / فسَقَى سهامَ المَجْدِ مِن تامُورِه
أقبل فديت أبا العلاءِ نَصيحَتي
أقبل فديت أبا العلاءِ نَصيحَتي / بقبولِها وبواجِبِ الشكرِ
لا تَهجُونَّ انس منك فَرُبَّما / تَهجُو أباكَ وأنتَ لا تَدري

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025