المجموع : 64
ماذا عَلى طَيفِ الأَحِبَّةِ لَو سَرى
ماذا عَلى طَيفِ الأَحِبَّةِ لَو سَرى / وَعَلَيهِمُ لَو سامَحوني بِالكَرى
جَنَحوا إِلى قَولِ الوُشاةِ فَأَعرَضوا / وَاللَهُ يَعلَمُ أَنَّ ذلِكُ مُفتَرى
يا مُعرِضاً عَنّي بِغَيرِ جِنايَةٍ / إِلّا لِما رَقشَ الحَسودُ وَزوَّرا
هَبني أَسَأتُ كَما تقَوَّلَ وَاِفتَرى / وَأَتَيتُ في حُبَّيكَ أَمراً مُنكَرا
ما بَعد بُعدِك وَالصُدودِ عُقوبَةٌ / يا هاجِري قَد آنَ لي أَن تَغفِرا
لا تَجمَعَنَّ عَلَيَّ عَتبِكَ وَالنَوى / حَسبُ المُحِب عُقوبَةً أَن يُهجَرا
عِبءُ الصُدودِ أَخَفُّ مِن عِبءِ النَوى / لَو كانَ لي في الحُبِّ أَن أَتَخَيَّرا
لَو عاقَبوني في الهَوى بِسوى النَوى / لَرَجَوتُهُم وَطَمَعتُ أَن أَتَصَبَّرا
فَسقى دِمَشقَ وَوادِيَيها وَالحمى / مُتَواصِلُ الإِرعادِ مُنفَصِمُ العُرى
حَتّى تَرى وَجهَ الرِياضِ بِعارِضٍ / أَحوى وَفَودَ الدَوحِ أَزهَرَ نَيِّرا
وَأَعادَ أَيّاماً مَضينَ حَميدَةً / ما بَينَ حَرَّة عالِقين وَعَشتَرا
تِلكَ المَنازِلُ لا أَعِقَّةُ عالِجٍ / وَرِمالُ كاظِمَةٍ وَلا وادي القُرى
أَرضٌ إِذا مَرَّت بِها ريحُ الصَبا / حَملَت عَلى الأَغصانِ مسكاً أَذفرا
فارَقتُها لا عَن رِضىً وَهَجَرتُها / لا عَن قِلىً وَرَحَلتُ لا مُتَخَيِّرا
أَسمى لِرِزقٍ في البِلادِ مُفَرَّقٍ / وَمِنَ البَلِيَّةِ أَن يَكونَ مُقتَرّا
وَلَقَد قَطَعتُ الأَرضَ طوراً سالِكاً / نَجداً وَآوِنَةً أَجدُّ مُغَوَّرا
وَأَصونُ وَجهَ مَدائِحي مُتَقَنِّعاً / وَأَكُفُّ ذَيلَ مَطامِعي مُتَسَتِّرا
كَم لَيلَةٍ كَالبَحرِ جُبتُ ظَلامَها / عَن واضِحِ الصُبحِ المُنيرِ فَأَسفَرا
في فِتيَةٍ مِثلُ النُجومِ تَسَنَّموا / في البيدِ أَمثالَ الأَهِلَّة ضُمَّرا
باتوا عَلى شُعَبِ الرِحالِ جَوانِحاً / وَالنَومُ يُفتَلُ في الغَوارِبِ وَالذُّرى
مَتَرَنِّحينَ مِنَ النُعاسِ كَأَنَّهُم / شَرِبوا بِكاساتِ الوَجيفِ المُسكِرا
قالوا وَقَد خاطَ النُعاسُ جُفونَهُم / أَينَ المُناخُ فَقُلتُ جدوا في السُّرى
لا تَسأَموا الإِدلاجَ حَتّى تُدرِكوا / بيضَ الأَيادي وَالجَنابَ الأَخضَرا
في ظِلِّ مَيمونِ النَقيبَةِ طاهِر ال / أَعراقِ مَنصورِ اللِواءِ مُظَفَّرا
العادِلِ المَلِكِ الَّذي أَسماؤُهُ / في كُلِّ ناحِيَةٍ تُشَرِّفُ مِنبَرا
وَبِكُلِّ أَرضٍ جَنَةٌّ مِن عَدلِهِ ال / ضافي أَسالَ نَداهُ فيها كَوثَرا
عَدلٌ يَبيتُ الذِئبُ مِنهُ عَلى الطَوى / غَرثانَ وَهوَ يَرى الغَزالَ الأَعفَرا
ما في أَبي بَكرٍ لِمُعتَقِدِ الهُدى / شَكٌّ يُريبُ بِأَنَّهُ خَيرُ الوَرى
سَيفٌ صِقالُ المَجدِ أَخلَصَ مَتنَهُ / وَأَبانَ طيبُ الأَصلِ مِنهُ الجَوهَرا
ما مَدحُهُ بِالمُستَعارِ لَهُ وَلا / آياتُ سُؤدُدِهِ حَديثٌ يُفتَرى
بَينَ المُلوكِ الغابِرينَ وَبَينَهُ / في الفَضلِ ما بَينَ الثُرَيّا وَالثَرى
لا تَسمَعَنَّ حَديثَ مَلكٍ غَيرهِ / يُروى فَكُلُّ الصَّيدِ في جَوفِ الفَرا
نَسَخَت خَلائِقُهُ الكَريمَةُ ما أَتى / في الكُتبِ عَن كِسرى المُلوكِ وَقَيصَرا
مَلِكٌ إِذا خَفَّت حلومُ ذَوي النُهى / في الرَوعِ زادَ رَزانَةً وَتَوَقُّرا
ثَبتُ الجنانِ تُراعُ مِن وَثَباتِهِ / يَومَ الوَغى وَثَباته أُسدُ الشَرى
يَقظٌ يَكادُ يَقولُ عَمّا في غَدٍ / بِبَديهَةٍ أَغنَتهُ أَن يَتَفَكَّرا
حُلمٌ تَخفُّ لَهُ الجِبالُ وَراءَهُ / عَزمٌ وَرَأيٌ يَحقِرُ الإِسكندَرا
يَعفو عَنِ الذَنبِ العَظيمِ تَكُرُّماً / وَيَصُدُّ عَن قَولِ الخَنا مُتَكَبِّرا
أَيَنالُ حاسِدُهُ عُلاهُ بِسَعيِهِ / هَيهاتَ لَو رَكِبَ البُراقَ لَقَصَّرا
وَلَهُ البَنون بِكُلِّ أَرضٍ مِنهُمُ / مَلكٌ يَقودُ إِلى الأَعادي عَسكَرا
مِن كُلِّ وَضّاحِ الجَبينِ تَخالُهُ / بَدراً فَإِن شَهِدَ الوَغى فَغَضَنفَرا
يَعشو إِلى نارِ الوَغى شَغَفاً بِها / وَيَجِلُّ أَن يَعشو إِلى نارِ القِرى
مُتَقَدِّمٌ حَتّى إِذا النَقعُ اِنجَلى / بِالبيضِ عَن سَبيِ الحَريمِ تَأَخَّرا
قَومٌ زَكَو أَصلاً وَطابوا مُخبراً / وَتَدَفَّقوا جوداً وَراعوا مَنظَرا
وَتعافُ خَيلُهُمُ الوُرودَ بِمنهَلٍ / ما لَم يَكُن بِدَمِ الوَقائِعِ أَحمَرا
كَم حادِثٍ خَفَّت حلومُ ذَوي النُهى / خَوفاً وَجَأشُكَ فيهِ أَربطُ مِن حِرا
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي ما في فَضا / ئِلِهِ وَسُؤدَدِهُ وَمُحتَدِهِ مِرا
أَنتَ الَّذي اِفتَخَرَ الزَمانُ بِجودِهِ / وَوُجودِهِ وَكَفاهُ ذلِكَ مَفخَرا
اللَهُ خَصَّكَ بِالمَمالِكِ وَاِجتَبى / لَمّا رَآكَ لَها الصَلاح الأَكبَرا
أَشكو إِلَيكَ نَوىً تَمادى عُمرُها / حَتّى حَسِبتُ اليَومَ مِنها أَشهُرا
لا عيشَتي تَصفو وَلا رسمُ الهَوى / يَعفو وَلا جَفني يُصافِحُهُ الكَرى
أُضحي عَنِ الأَحوى المَريعِ مُحَلأً / وَأَبيتُ عَن وِردِ النَميرِ مُنَفَّرا
وَمِنَ العَجائِبِ أَن تَفَيَّأَ ظِلَّكُم / كُلُّ الوَرى وَنُبِذتُ وَحدي بِالعَرا
وَلَقَد سَئِمتُ مِنَ القَريضِ وَنظمِهِ / ما حيلَتي بِبِضاعَةٍ لا تُشتَرى
كَسَدَت فَلَمّا قُمتُ مُمتَدِحاً بِها / مَلِكَ المُلوكِ غَدَوتُ أَربَحُ متجَرا
فَلَأَشكُرَنَّ حَوادِثاً قَذَفَت بِآ / مالي إِلَيكَ وَحَقُّها أَن تُشكَرا
لا زِلتُ مَمدودَ البَقا حَتّى تَرى / عيسى بِعيسى في الوَرى مُستَنصِرا
أَشاقَكَ مِن عُليا دِمَشقَ قُصورُها
أَشاقَكَ مِن عُليا دِمَشقَ قُصورُها / وَولدانُ رَوضِ النَيربينِ وَحورُها
وَمُنبَجِسٌ في ظِلّ أَحوى كَأَنَّهُ / ثِيابُ عَروسٍ فاحَ مِنها عَبيرُها
مَنازِلُ أُنسٍ ما أَمَحَّت وَلا اِمَّحَت / بِمَرِّ الغَوادي وَالسَواري سُطورُها
كَأَنَّ عَلَيها عَبقَرِيَّ مَطارِفٍ / مِنَ الوَشي يُسديها الحَيا وَيُنيرُها
تَزيدُ عَلى الأَيّامِ نوراً وَبَهجَةً / وَتَذوي اللَيالي وَهيَ غَضٌّ حَبيرُها
إِذا الريحُ مَرَّت في رُباها كَريهَةً / حَباها بِطيبِ النَشرِ فيها مُرورُها
سَقى اللَهُ دَوحَ الغُوطَتَينِ وَلا اِرتَوى / مِنَ الموصِلِ الحَدباءِ إِلا قُبورُها
فَيا صاحِبي نَجوايَ بِاللَهِ خَبّرا / رَهينَ صَباباتٍ عَسيرٌ يَسيرُها
أَمن مَرَحٍ مادَت قُدودُ غُصونِها / بِبَهجَتِها أَم أَطرَبَتها طُيورُها
خَليلَيَّ إِنَّ البَينَ أَفنى مَدامِعي / فَهَل لَكُما مِن عَبرَةٍ أَستَعيرُها
لَقَد أُنسِيَت نَفسي المَسراتِ بَعدكُم / فَإِن عادَ عيدُ الوَصلِ عادَ سُرورُها
عَلى أَنَّ لي تَحتَ الجَوانِحِ غِلَّةً / إِذا جادَها دَمعٌ تَلَظّى سَعيرُها
وَقاسَمتُماني أَن تُعينا عَلى النَوى / إِذا نَزواتُ البَينِ سارَ سُؤوَرُها
فَفيمَ تَماديكُم وَقَد جَدَّ جدُّها / كَما تَرَيانِ وَاِستَمَرَّ مَريرُها
وَأَصعَبُ ما يلقى المُحِبُّ مِنَ الهَوى / تَداني النَوى مِن خُلَّةٍ لا يَزورُها
فَيا لَيتَ شِعري الآنَ دَع ذِكرَ ما مَضى / أَوائِلُ أَيّامِ النَوى أَم أَخيرُها
مَتى أَنا في رَكبٍ يَؤُمُّ بِنا الحِمى / خِفافٌ ثِقالٌ بِالأَماني ظُهورُها
حروفٌ بِأَفعالٍ لَهُنَّ نَواصِبٌ / إِذا آنَسَت خَفضاً فَرفعٌ مَسيرُها
تَظُنُّ ذُرى لُبنانَ وَاللَيلُ عاكِفٌ / صَديعَ صَباحٍ مِن سُراها يُجيرُها
وَقَد خَلَّفَت رَعنَ المَداخِلِ خَلفَها / وَنَكَّبَ عَنها مِن يَمينِ سَنيرُها
فَيَفرَحَ مَحزونٌ وَيَكبتَ حاسِدٌ / وَتَبرُدَ أَكبادٌ ذَكِيٌّ سَعيرُها
وَقَد ماتَتِ الآمالُ عِندي وَإِنَّما / إِلى شَرَفِ الدينِ المَليكِ نُشورُها
مَليكٌ تَحَلّى المُلكُ مِنهُ بِعَزمَةٍ / بِها طالَ مِن رُمحِ السِماكِ قَصيرُها
يُلاقي بَني الآمالِ طَلقاً فَبِشرُهُ / بِما أَمَّلَتهُ مِن نَجاحٍ بَشيرُها
فَما نِعمَةٌ مَشكورَةٌ لا يَبُثُّها / وَما سيرَةٌ مَحمودَةٌ لا يَسيرُها
همامٌ تَظَلُّ الشَمسُ مِن عَزماتِهِ / مُحَجَّبةً نَقعُ المَذاكي سُتورُها
مهيبٌ فَلَو لاقى الكَواكِبَ عابِساً / تَساقَطَتِ الجَوزا وَخَرَّت عَبورُها
وَلَو آنَسَت مِنهُ الأَهِلَّةُ غَضبَةً / نَهاها سُطاهُ أَن تَتِمَّ بُدورُها
تُشرَّفُ أَندى السُحبِ إِن قالَ قائِلٌ / لِأَدنى نَوالٍ مِنهُ هذا نَظيرُها
حَلَفتُ بِما ضَمَت أَباطِحُ مَكَّةٍ / غَداةَ مِنىً وَالبُدنُ تَدمى نُحورُها
لَقَد فازَ بِالمُلكِ المُعَظَّمِ أُمَّةٌ / إِلى عَدلِهِ المَشهورِ رُدَّت أُمورُها
صَليلُ المَواضي وَاِهتِزازُ القَنا السُمرِ
صَليلُ المَواضي وَاِهتِزازُ القَنا السُمرِ / بِغَيرِهِما لا يُجتَنى ثَمرُ النَصرِ
وَصَبرُ الفَتى في المَأزِقِ الضَنكِ فادِحٌ / وَلكِنَّهُ أَهدى طَريقٍ إِلى الفَخرِ
وَتَحتَ ظَلامِ النَقعِ تُشرِقُ أَوجُهُ ال / ثَناءِ وَجَمعُ المَجدِ في فِرقَةِ الوَفرِ
وَما اِستَعبَدَ الأَحرارَ كَالعَفوِ إِن جَنى / جَهولٌ وَفَضلُ الصَدرِ في سَعَةِ الصَدرِ
وَمَن لَم تُنَوّه بِاِسمِهِ الحَربُ لَم يَزَل / وَإِن كَرُمَت آباؤُهُ خامِلَ الذِكرِ
إِذا غَشِيَ الحَربَ العَوانَ تَمَخَّضَت / وَقَد لَقَحَت عَن فتكَةٍ في العدى بِكرِ
خِلالُ عُلىً لَولا المُعَظَّمُ أعجزَت / طَرائِقُها الأَملاكَ بَعدَ أَبي بَكرِ
هِلالٌ وَبَدرٌ أَشرَقا فاِبتِهالُنا / إِلى اللَهِ إِبقاءُ الهِلالِ مَعَ البَدرِ
مَليكٌ إِذا ما جالَ في مَتنِ ضامِرٍ / لِيَومِ وَغىً أَبصَرَت بَحراً عَلى بَحرِ
عَليمٌ بِتَصريفِ القَنا فَرِماحُهُ / مَواقِعُها بَينَ التَرائِبِ وَالنَحرِ
إِذا عَلَّ في صَدرِ المُدَجَّجِ عامِلاً / بَدا عَلُّهُ فَوقَ السِنانِ عَلى الظَهرِ
وَما مُشبِلٌ من أُسد خَفّانَ باسِلٌ / يَذودُ الرَدى عَن أُمِّ شِبلَينِ في خِدرِ
هزَبرٌ إِذا اِجتازِ الأُسودُ بغيلِهِ / فَأَشجَعُها خافي الخُطى خافِتُ الزارِ
حَوالَيهِ أَشلاءُ الوُحوشِ نَضيدَةٌ / غَريضٌ عَلى مُستكرهٍ صائِكِ الدَفرِ
بِوادٍ تَحاماهُ الأُسودُ مَهابَةً / وَنَكَّبَ عَن مَسراهُ وَالجَةُ السَفرِ
بِأَعظَمَ مِنهُ في القُلوبِ مَهابَةً / وَإِن غَضَّ مِنها بِالطَلاقَةِ وَالبِشرِ
بِكُلِّ فَتىً مِن آلِ أَيّوبَ لَم يَزَل / دِفاعاً لِخَطبٍ أَو سِداداً عَلى ثَغرِ
إِذا اِستَلأَموا يَومَ النِزالِ حَسِبتَهُم / أُسودَ العَرينِ الغُلبِ في غابَةِ السُمرِ
فَلا وَزَرٌ مَن بَأسِهِ لِعُداتِهِ / وَلَو وَقَلَت كَالعُصمِ في شامِخٍ وَعرِ
وَلَو حاوَلَ المِريخُ في الأُفقِ مَنعَها / لَخَيَّمَ ما بَينَ النَعائِمِ وَالغَفرِ
فَيا أَيُّها المَلكُ المُعَظَّمُ دَعوَةً / إِلَيكَ لمَطوِيّ الضُلوعِ عَلى جَمرِ
غَريبٌ إِذا ما حَلَّ مِصراً أَبى لَهُ / وَشيكُ النَوى إِلا اِرتِحالاً إِلى مِصرِ
لَهُ غُنيَةٌ عَن غَيرِكُم مِن قَناعَةٍ / وَأَمّا إِلى مَعروفِكُم فَأَخو فَقرِ
فَحَتّامَ لا أَنفَكُّ في ظَهرِ سَبسَبٍ / أُهَجّرُ أَو في بَطنِ دَوّيَةٍ قَفرِ
أُشَقِّقُ قَلبَ الشَرقِ حَتّى كَأَنَّني / أُفَتِّشُ في سَودائِهِ عَن سَنا الفَجرِ
وَيَقبَحُ بي أَن أَرتَجي مِن سِواكُمُ / نَوالاً وَأَن يُعزى إِلى غَيرِكُم شُكري
عَجِبتُ للطيفِ يا لَمياءُ حينَ سَرى
عَجِبتُ للطيفِ يا لَمياءُ حينَ سَرى / نَحوي وَما جالَ في عَيني لَذيذُ كَرى
وَكَيفَ تَرقدُ عَينٌ طولَ لَيلَتِها / تُدافِعُ المُقلِقَينِ الدَمعَ وَالسَهَرا
باتَت وَساوِسُ فِكري فيكِ تَخدَعُني / أَطماعُها وَتُريني آلَهُ غُدُرا
أَحبابَنا ما لِدَمعي كُلَّما اِضطَرَمَت / نارُ الجَوى بَينَ أَحناءِ الضُلوعِ جَرى
وَما لِصَبري الَّذي قَد كُنتُ أَذخُرُه / عَلى النَوى ناصِراً يَومَ النَوى غَدرا
وَما لِدَهري إِذا اِستَسقَيتُ أَشرَقَني / عَلى الظما وَسَقاني آجِناً كَدِرا
يَصفي لِغَيري عَلى رَيٍّ مَوارِدَهُ / ظُلماً وَيورِدُني المُستَوبَلَ المَقِرا
أَشكو إِلَيهِ سَقاماً قَد بَرى جَسَدي / أَعيا الأُساةَ وَلَو واصَلتُمُ لَبَرا
وَلَيلَةٍ مِثل مَوجِ البَحرِ بِتُّ بِها / أُكابِدُ المُزعِجينَ الخَوفَ وَالخَطَرا
حَتّى وَرَدتُ بِآمالي إِلى مَلِكٍ / لَو رامَ رَدّاً لِماضي أَمسِهِ قَدَرا
فَأَصبَحَ الدَهرُ مِمّا كانَ أَسلَفَهُ / إِلَيَّ في سالِفِ الأَيّامِ مُعتَذِرا
وَذادَ عَنّي الرَزايا حينَ أَبصَرَني / بِعِزَّةِ الأَمجَدِ السُلطانِ مُنتَصِرا
مَلكٌ أَرانا عَلِيّاً في شَجاعَتِهِ / وَعِلمِهِ وَأَرانا عَدلُهُ عُمرا
أَغَرُّ ما نَزَعَت عَنهُ تَمائِمُهُ / حَتّى تَرَدّى رِداءَ المُلكِ وَاِتَّزَرا
مِن آلِ أَيّوبَ أَغنَتنا عَوارِفُهُ / في كالِحِ الجَدبِ أَن نَستَنزِلَ المَطَرا
ثَبتُ الجَنانِ لَهُ حلمٌ يُوَقِّرُهُ / إِن خامَرَ الطَيشُ رُكني يَذبُلٍ وِحرا
الفارِجُ الهَبَواتِ السودَ يوردُ في / مَواقِعِ الراشِقاتِ الأَبيَضَ الذَكَرا
وَمُقدمُ الخَيلِ في لَبّاتِها قِصَدٌ / وَعاقِرُ البُدنِ في يَومي وَغىً وَقِرى
وَخائِضُ الهَولِ وَالأَبطالُ مُحجِمَةٌ / لا تَستَطيعُ بِهِ ورداً وَلا صَدَرا
وَثابِتُ الرَأيِ أَغنَت أَلمَعِيَّتُهُ / عَن أَن يُشارِكَهُ في رَأيِهِ الوُزَرا
لا يَتَّقي في الوَغى وَقعَ الأَسِنَّةِ بِا / لزَغفِ الدلاصِ كَفاهُ سَيفُهُ وَزَرا
عارٍ مِنَ العارِ كاسٍ مِن مَفاخِرِهِ / تَكادُ عِزَّتُهُ تَستَوقِفُ القَدَرا
تَمضي المَنايا بِما شاءَت أَسِنَّتُهُ / إِذا القَنا بَينَ فُرسانِ الوَغى اِشتَجَرا
تَكادُ تَخفي النُجومُ الزَهرُ أَنفُسَها / خَوفاً وَيُشرِقُ بَهرامٌ إِذا ذُكِرا
يَدعو العُفاةَ إِلى أَموالِهِ الجَفَلى / إِذا دَعا غَيرُهُ في الأَزمَةِ النَقَرى
مِن دَوحَةٍ شَرُفَت أَعراقُها وَزَكت / مِنها الفُروعُ وَطابَت مغرِساً وَثَرى
لَمّا تَخَيَّرَني أَروي قَصائِدَهُ / مَضيتُ قُدماً وَخَلَّفتُ الرُواةَ وَرا
فَاعجَب لِبَحرٍ غَدا في رَأسِ شاهِقَةٍ / مِنَ العَواصِمِ طامٍ يَقذِفُ الدُرَرا
شِعرٌ سَمَت بِاِسمِهِ الشِعرى لِشِركَتِها / فيهِ فَقامَت تُباهي الشَمسَ وَالقَمَرا
لَو قامَ بَعضُ رُواةِ الشِعرِ يُنشِدُهُ / يَوماً بِأَرضِ أَزالٍ أخجلَ الحِبَرا
سِحرٌ وَلكِنَّ هاروتاً وَصاحِبَهُ / ماروتَ ما نَهيا فيهِ وَلا أَمرا
كَم قُمتُ في مَجلِسِ الساداتِ أُنشِدُهُ / فَلَم يَكُن لِحَسودٍ في عُلاهُ مرا
عَجِبتُ مِن مَعشَرٍ كَيفَ اِدَّعَوا سفهاً / مِن بَعدِ ما سَمعوهُ أَنَّهُم شُعَرا
لَولا التُقى قُلتُ لا شَيءٌ يُعادِلُهُ / أَستَغفِرُ اللَهَ إِلّا النَملُ وَالشُعَرا
أنا الَّذي سارَ في الدُنيا لَهُ مثلٌ / أَهديتُ مِن سُفهٍ تَمراً إِلى هَجَرا
جَرَيتُ في شَأوِهِ أَبغي اللَحاقَ بِهِ / فَما تَعَلَّقتُ إِلا أَن ظَفرت بَرى
وَالشِعرُ صَيدٌ فَهذا جُلُّ طاقَتِهِ / حَرشُ الضِبابِ وَهذا صائِدٌ بَقَرا
وَلَيسَ مُستَنزِلُ الأَوعالِ من يَفَعٍ / كَمَن أَتى نَفَقَ اليَربوعِ فَاِحتَفَرا
وَإِنَّ مَن شارَفَ التِسعينَ في شُغُل / عَنِ القَوافي جَديرٌ أَن يَقولَ هُرا
لا يَخدَعَنَّكَ صِحَّةٌ وَيَسارُ
لا يَخدَعَنَّكَ صِحَّةٌ وَيَسارُ / ما لا يَدومُ عَلَيكَ فَهوَ مُعارُ
يَغشى الفَتى حُبَّ الحَياةِ وَزينَةَ ال / دُنيا وَيَنسى ما إِلَيهِ يُصارُ
وَإِذا البَصائِرُ عَن طَرائِق رُشدِها / عَمِيَت فَماذا تَنفَعُ الأَبصارُ
لا تَغتَرر بِالدَهرِ إِن وافاكَ في / حالٍ يَسُرُّكَ إِنَّهُ غَرّارُ
انظُر إِلى مَن كانَ قَبلكَ وَاعتَبر / سَتَصيرُ عَن كَثَبٍ إِلى ما صاروا
فَيَزولُ عَنكَ جَميعُ ما أوتيتَ في ال / دُنيا وَلَو زُوِيَت لَكَ الأَمصارُ
تُرزا الكِرامُ ولا كَرزءِ عَشيرَةٍ / فُجِعَت بِمَن مِنهُم إِلَيهِ يُشارُ
اللَهُ جارُكَ يا ابنَ يوسُفَ ثاوِياً / وَسَقى ضَريحَكَ وابِلٌ مدرارُ
حَتّى تُرى جَنَباتُ قَبرِكَ رَوضَةً / مُخضَرَّةً وَيَحُفُّهُ النوّارُ
أَبكي عَلَيكَ وَلَو وَفَت لَكَ أَدمُعي / لَتَعجَّبَت مِن مَدِّها الأَنهارُ
يا بَدرُ كُنتَ لَنا اليَمينَ وَما عَسى / تُغني إِذا مَضَت اليَمينُ يَسارُ
كُنتَ المُعينَ عَلى الزَمانِ لَنا إِذا / غاضَ المَعينُ وَعَزَّت الأَمطارُ
يا بَدرُ ضاقَ بِكَ الضَريحُ وَطالَما / ضاقَت عَلى عَزَماتِكَ الأَقطارُ
أَعزز عَلَيَّ بِأَن يَضيقَ بِكَ الثَرى / وَيَميلَ عَن عَرَصاتِكَ الزُوّارُ
قَد كُنتَ ذُخراً لِلمُلوكِ وَعُمدَةً / فَبِرَأيِكَ الإيرادُ وَالإِصدارُ
وَلَكم بِرَأيِكَ مِن وَرائِكَ قَد سَرى / نَحوَ الأَعادي جَحفَلٌ جَرّارُ
وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّ بَدراً كامِلاً / يَعتادُهُ عِندَ التَمامِ سِرارُ
كانَ الجَوادَ بِما حَوى وَقَد استَوى / في مالِهِ الإِقلالُ وَالإِكثارُ
صافي أَديمِ العَرضِ لا يَنأى النَدى / عَنهُ وَلا يَدنو إِلَيهِ العارُ
مِن أُسرَةٍ عَرَبِيَّةٍ جاءَت بِهِ / عَرَبِيَّةٌ آباؤُها أَحرارُ
لَم يُغذَ مِن لَبَنِ الإِماءِ وَلَم تُحِل / أَخلاقَهُ عَن طَبعِها الأَظآرُ
قَد كانَ إِن خَفَّت حَلومُ ذَوي النُهى / لِلهَولِ فيهِ رَزانَةٌ وَوَقارُ
يا بَدرُ لَو أَبصَرتَ بَعدَكَ حالَنا / لَشَجاكَ ما جاءَت بِهِ الأَقدارُ
سُرَّت أَعادينا وَأَدرَكَ حاسِدٌ / فينا مُناهُ وَقَلَّتِ الأَنصارُ
كُنّا نَخافُ وَيَرتجي إِحسانَنا / أَعداؤُنا وَيَعِزُّ فينا الجارُ
ما العَيشُ بَعدكَ بالهَنيءِ وَلَو صَفَت / فيهِ الحَياةُ وَلا الدِيارُ دِيارُ
هَيهاتَ أَن يَلتَذَّ جَفني بِالكَرى / مِن بَعدِ فَقدِكَ أَو يَقَرَّ قَرارُ
أَو أَرتَجي خِلّاً سِواكَ أَبُثُّهُ / الشَكوى وَتُحفَظُ عِندَهُ الأَسرارُ
غَدَرَ الزَمانُ بِنا فَفَرَّقَ بَينَنا / إِنَّ الزَمانَ بِأَهلِهِ غَدّارُ
لَو أَنَّ قَلبَ المَوتِ رَقَّ لِهالِكٍ / لَشَجاهُ أَطفالٌ وَراكَ صِغارُ
لَم يَكفِ صَرفَ الدَهرِ دَفنُكَ في الثَرى / حَتّى نَأَت بِكَ عَن دِمَشقَ الدارُ
ما أَنصَفَ الدَهرُ المُفَرِّقُ بَينَنا / أَفَبَعدَ مَوتٍ نُقلَةٌ وَسِفارُ
كَم أُوَرّي عَن لَوعَتي وَأُواري
كَم أُوَرّي عَن لَوعَتي وَأُواري / ما أَجَنَّت أَضالِعي مِن أُواري
وَأُري صاحِبي سلواً وَفي القَل / بِ زِنادٌ مِن قادِحِ الشَوقِ واري
جَلَداً أُظهِرُ السُرورَ وَإِن أَض / مَرتُ حُزناً بَينَ الحَشا مُتَواري
فَسَقى اللَهُ بَينَ آبِل وَالمَر / جِ ثِقالاً مِنَ الغَوادي السَواري
كُلّ وَطفاءَ تحسبُ الرَعدَ فيها / بَعدَ وَهنٍ تَجاوُبَ الأَطيارِ
وَرُبا عِزَّتا وَقَد جادَها الثَل / جُ وَلاحَت مِن سائِرِ الأَقطارِ
كَعَروسٍ مِن آلِ ساسانَ تُجلى / في دَبيقي حُلَّةٍ وَإِزارِ
وَزَماناً مَضى عَلى آبِل السو / قِ وَلَيلُ الشَبابِ وَحفٌ خُداري
وَمَسَرّاتُنا طِوالٌ عِراضٌ / وَاللَيالي قَصيرَةُ الأَعمارِ
أَجتَلي بِنتَ كُرمَةٍ خَزنتها ال / رومُ دَهراً ما بَينَ طينٍ وَقارِ
صَيدَ نائِيَّةُ المَناسِبِ لكِنَّ / أَباها إِذا اِعتَزى كانَ قاري
مِن يَدي كُلُّ مُترَفٍ ساحِرِ الطَر / فِ جَميلِ الأَوصافِ كَالدينارِ
بِجَبينٍ مِثلِ الصَباحِ مُنيرٍ / تَحتَ لَيلٍ تَضلُّ فيهِ المَداري
ما رَأى الناسُ قَبلَهُ بَدرَ لَيلٍ / طافَ في مَجلِسٍ بِشَمسِ نَهارِ
في رِياضٍ مِثلِ السَماءِ اِخضِراراً / زَيَّنَتها أَزاهِرٌ كَالدَراري
أَحكَمَ الصُنعَ شَهرُ كانونَ فيها / فَشَذاها يُثني عَلى آذارِ
مِثلُ رِزقي يَدُرُّ لي بِخُراسا / نَ وَمَدحي في أَهلِ جَيرونَ جاري
أَتَمَناهُم وَهَيهاتَ أَقصى ال / دَهرُ عَنهُم داري وَشَطَّ مَزاري
غَيرَ أَنّي أَطوفُ في طَلَبِ الرِز / قِ كَأَنّي كُلِّفتُ مَسحَ البَراري
وَمحالٌ قَولي لِنَفسي عَزاءً / سُرعَةُ السَيرِ عادَةُ الأَقمارِ
لَو يُخَلّى القَطا لَنامَ وَلَو خُلّ / يتُ لَم أَرمِ عَن وِجاري وَجاري
وَلَو اَنّي خُيِّرتُ في هذِهِ الدُن / يا لما اِختَرتُ غَيرَ قَومي وَداري
فَأَيادي مُبارِزُ الدينِ أَدنى / لِثَرائي وَعَزمُهُ لانتِصاري
أَدرَكَتني نُعماهُ في آخر الهِن / دِ فَما ظَنُّكُم بِهِ وَهوَ جاري
أَمَّنتني يمناهُ مِن جورِ أَيّا / مي وَجادَت يَسارُهُ بِيَساري
مَهَّدَ الشامَ عَدلُهُ فَالطَلا الأَخ / رقُ يَرعى مَعَ الذِئابِ الضَواري
دامَ تُخطيهِ حادِثاتُ المَنايا / نافِذاً حُكمُهُ عَلى الأَقدارِ
لِطَيفِكُمُ عِندي يَدٌ لا أضيعُها
لِطَيفِكُمُ عِندي يَدٌ لا أضيعُها / سَأَشكُرُها شُكرَ الرِياضِ يَدَ القَطرِ
تَجَشَّمَ أَهوالَ السُرى لا يَصدُهُ / مَهيبٌ وَلا يَرتاعُ مِن موحِشٍ قفرِ
بِأَرضٍ يُحارُ الرَكبُ في فَلَواتِها / عَلى أَنَّ هادي القَومِ فيها القَطا الكَدري
رَعى اللَهُ أَيّاماً تَقَضَّت بِقُربِكُم / وَعَصرَ الصِبى يا حَبَّذا ذاكَ مِن عَصرِ
فَسائِرُ أَيّامي لَدَيكُم مَواسِمٌ / وَكُلُّ اللَيالي عِندَكُم لَيلَةُ القَدرِ
أَلا خَبَّروني عَن حِمى تَلِ راهِطٍ
أَلا خَبَّروني عَن حِمى تَلِ راهِطٍ / يَلَذُّ بِهِ سَمعي وَإِن فاتَني النَظَر
وَقُصّا أَحاديثَ المُصَلّى وَأَهلِهِ / عَلَيَّ فَما لي في سِوى ذاكَ مِن وَطَن
لَقَد طالَ عَهدي بِالمُصَلّى فَلَيتَني / رَأَيتُ المُصَلّى أَو سَمِعتُ لَهُ خَبَر
أَلا لَيتَ شِعري هَل تَبيتُ مُغِذَّةً
أَلا لَيتَ شِعري هَل تَبيتُ مُغِذَّةً / ركابِيَ ما بَينَ النَعائِمِ وَالنسرِ
تُجاذِبُ ما بَينَ المَناظِرِ ناظِراً / مُريعاً وَتَتلو مَغرِبَ الطائِرِ النسرِ
وَتَرتَعُ مِن رَوضِ الحِمى في مَراتِعٍ / أَرَيت بِها الفَرغَينِ في مُطفيءِ الجَمرِ
وَلازَمَها سَعدُ السُعودِ وَصَحبُهُ / إِلى أَن تَلاقى الضَبُّ وَالنونُ في وَكرِ
وَأَهدى لَها الوَسمِيُّ سَبعاً وَسَبعَةً / طُلوع الزُبانى قَبل ذاكَ مَع الفَجرِ
فَما بَسَطت كَفُّ الخَضيبِ بِنانَها / عَلى الأَرضِ إِلّا وَهيَ مَوشِيَّةُ الأُزرِ
فَلا حَبراتُ العصبِ مِن نَسجِ حِميَرٍ / حَكَتها وَلا ما وَشَّعَ القبطُ في مِصرِ
تَحِيَّةُ مُشتاقٍ بَعيدٍ مزارُهُ
تَحِيَّةُ مُشتاقٍ بَعيدٍ مزارُهُ / أَبى شَوقُهُ أَن يَستَقِرَّ قَرارُهُ
إِذا نَفحَةٌ مَرَّت بِهِ قاهِرِيَّةٌ / ذَكَت في الحَشا بَينَ الجَوانِحِ نارُهُ
وَما شامَ مِن أَعلا المُقَطَّمِ جفنُهُ / سَنا بارِقٍ إِلّا تَوالَت قُطارُهُ
حَديثُ صِقالِ الخَدِّ لَم يَذوِ وَردُهُ / وَلا دبَّ كَالريحانِ فيهِ عِذارُهُ
إِذا زادَهُ جَنياً وَشَماً مُتَيَّمٌ / ذَكا وَردُ خَدَّيهِ وَزادَ اِحمِرارُهُ
ضَمانٌ على عَينَيهِ إِن طاشَ سَهمُهُ / إِذا ما رَمى أَن لا يَطيشَ اِحوِرارُهُ
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ ما القَومُ قَومُهُ / إِذا غابَ مَن يَهوى وَلا الدارُ دارُهُ
فَإِن أَنتُما لَم تُسعِداني عَلى الهَوى / ذَراني وَشَوقي عَزَّهُ لي وَعارُهُ
أَحِنُّ إِلى مِصرٍ وَيا لَيتَ أَنَّ لي / إِذا ذُكِرَت مِصرٌ جَناحاً أُعارُهُ
فَآوي إِلى ظِلٍّ ظَليلٍ وَنائِلٍ / جَزيلٍ وَملكٍ حالفَ العِزَّ جارُهُ
يا سَيِّداً عِرضُهُ عارٍ مِنَ العارِ
يا سَيِّداً عِرضُهُ عارٍ مِنَ العارِ / وَجودُهُ في البَرايا سائِرٌ ساري
قَد كانَ لي مِن بَناتِ الزِنجِ جارِيَةٌ / صَبورَةٌ عِندَ إِعساري وَإيساري
لَها مِنَ الرومِ أَولادٌ كَأَنَّهُمُ / قداحُ نَبعٍ أُجيلَت بَينَ أَيسارِ
تَضُمُّهُم في حَشاها طولَ لَيلَتِها / وَأَكثَرَ اليَومِ إِشفاقاً مِنَ الباري
وَكُنتُ أَجررتهُم عَنها فَما اِمتَنَعوا / عَن حَجمِ أَخلافِها يَوماً بِإِجرارِ
وَقَد شَقيتُ فَخَلّصني بِضَرَّتِها ال / بَيضاءِ أَو أُختِها السَوداءِ مِن قارِ
يا سَيِّداً لا يُماري في فَواضِلِه
يا سَيِّداً لا يُماري في فَواضِلِه / خَلقٌ وَلَم يُرَ مِنها غَيرَ مُمتارِ
يا باذِلَ المالِ وَالأَنواءُ مُخلِفَةٌ / وَمانِعَ القَدرِ الجاري مِنَ الجارِ
ما لي ظَمِئتُ إِلى الصَهباءِ في عَدَنٍ / وجودُ كَفِّكَ فيها سائِرٌ ساري
فَاِنقَع أُواري بِها صَهباءَ صافِيَةً / صِرفاً لَها قَبسٌ مِن دَنِّها وارِ
كَأَنَّما نَشرُها المِسكُ الفَتيقُ إِذا / ما فاحَ أَو عِرضُكَ العاري مِنَ العارِ
عاذِلي لَو رَأَيتَ مَن أَنا مُغرى
عاذِلي لَو رَأَيتَ مَن أَنا مُغرى / بِهَواهُ بَدَّلتَ عَذلَكَ عُذرا
زارَ وَهناً لا أَصغَرَ اللَهُ مَمشا / هُ وَحَيّا فَزادَهُ اللَهُ بِرّا
يا أَيُّها الصاحِبُ الصَدرُ الَّذي شَهِدَت
يا أَيُّها الصاحِبُ الصَدرُ الَّذي شَهِدَت / بِفَضلِهِ وَنَداهُ البَدوُ وَالحَضَرُ
عَساكَ تَقبَلُ شَيئاً قَد بَعَثتُ بِهِ / نَزراً فَإِنّي إِلى عَلياكَ أَعتَذِرُ
وَلَو بَعَثتُ عَلى مِقدارِ فَضلِكَ أَر / سَلتُ الكَواكِبَ فيها الشَمسُ وَالقَمَرُ
يا اِبنَ إِدريسَ لَفظُكَ الأَنجمُ الزُه
يا اِبنَ إِدريسَ لَفظُكَ الأَنجمُ الزُه / رُ تَعالى عَن جَروَلٍ وَزُهَيرِ
لا تُذلهُ في سائِرِ الناسِ وَاِحفَظ / هُ فَما في خِيارِهِم مِن خَيرِ
وَاِقتَنِع بِالقَليلِ مِن بِرِّ مِثلي / وَاكشُط اِسمي وَخُطَّ مَن شِئتَ غَيري
يَهدي إِلى المَولى أَقَلّ عَبيدِهِ
يَهدي إِلى المَولى أَقَلّ عَبيدِهِ / وَلَقَد تَفاضَلَ حلمُهُ ما يحتَقر
وَلَو أَنَّهُ أَهدى عَلى مِقدارِكُم / لَم يَرتَضِ الشَمسَ المُنيرَةَ وَالقَمَر
قالوا الموفقُ شَيعِيٌّ فَقُلتُ لَهُم
قالوا الموفقُ شَيعِيٌّ فَقُلتُ لَهُم / هَذا خِلافُ الَّذي لِلنّاسِ مِنهُ ظَهَر
وَكَيفَ يُصبِحُ دينُ الرَفضِ مَذهَبَهُ / وَما دَعاهُ إِلى الإِسلامِ غَيرُ عُمَر
يا مَعشَرَ الناسِ حالي بَينَكُم عَجَبٌ
يا مَعشَرَ الناسِ حالي بَينَكُم عَجَبٌ / وَلَيسَ لي بَينَكُم يا قَومُ أَنصارُ
هَذا اِبنُ كامِل قَد أَودَعتُهُ ذَهباً / صُيّابَةً ما لَها في العَينِ مِقدارُ
وَجِئتُ أَطلُبُها مِنهُ وَقَد عرَضَت / في السوقِ مِنّي لُباناتٍ وَأَوطارُ
فَقامَ يَنفُضُ كميهِ وَيَنظُرُ في / صُندوقِهِ وَيُنادي جَرَّها الفارُ
فَقُلتُ لا شَبَّ قَرنُ الفارِ كَم أَكَلوا / مالَ اليَتامى وَكَم جَرُّوا وَكَم جاروا
أَينَما سِرتُ في بِلادِ إِلهِ ال
أَينَما سِرتُ في بِلادِ إِلهِ ال / عَرشِ أَلفَيتُ ثَمَّ كَهفاً وَضَخرَه
فَإِلى اللَهِ أَشتَكي ما أُلاقي / كُلُّ أَرضٍ فيها عَلى الناسِ سخرَه
لا رَعى اللَهُ لَيلَتي في بُخارى
لا رَعى اللَهُ لَيلَتي في بُخارى / ذِكرُها ما حُيّيتُ حَشو ضَميري
طَرَقَتني الضُيوفُ فيها وَقَد بِ / تُّ مِنَ الجوعِ في عَذابِ السَعيرِ
لَيسَ في مَنزِلي سِوى قَحفِ إِبري / قٍ وَباقي قَطيعَةٍ مِن حَصيرِ
أَتَقَرّى التُجارَ في سائِرِ الخا / ناتِ ظُهراً عِندَ استِواءِ القُدورِ
فَإِذا فاتَني كَريمٌ يُغَدّي / ني تَعشيتُ قُرصَةً مِن شَعيرِ
وَأُداري في صَونِ مالي بِعرضي / وَأَقولُ القَليلُ أَصلُ الكَثيرِ
وَأَنا الموسِرُ الغَنِيُّ وَلكِن / نِيَ مِن فرطِ خسةٍ كَالفَقيرِ
فَأَتاحَ القَضاءُ لي رَهطَ سوءٍ / كَذِئابٍ قَد أَخفَقَت أَو نُمورِ
أَلزَموني ما قالَهُ الخالِدِيّانِ / وَراحوا عَنّي بِقَولِ جَريرِ
ثُمَّ قالوا مَعادُنا عَن قَريبٍ / فَاِرتَقِبنا فَقُلتُ هذا مَسيري