المجموع : 15
نَثَروا الجَواهِرَ وَاللَجينَ ولَيسَ لي
نَثَروا الجَواهِرَ وَاللَجينَ ولَيسَ لي / شَيءٌ عَلَيهِ سِوى المَدائِحِ أَنثُرُ
بِقَصائِد كَالدر إِن هِيَ أُنشِدَت / وَثَناً إِذا ما فاحَ فَهُوَ العَنبَرُ
لُمتُ الزَمانَ عَلى تَأخيرِ مُطَّلَبي
لُمتُ الزَمانَ عَلى تَأخيرِ مُطَّلَبي / فَقالَ ما وَجهُ لَومي وَهُوَ مَحظورُ
فَقُلتُ لَو شِئتَ ما فاتَ الغِنى أَمَلي / فَقالَ أَخطَأتَ بَل لَو شاءَ سابورُ
عُذ بِالوَزيرِ أَبي نَصرٍ وَسَل شَطَطاً / أَسرِف فَإِنَّكَ في الإِسرافِ مَعذورُ
وَقَد تَقَبَّلتُ هذا النُصحَ مِن زَمَني / وَالنُصحُ حَتّى مِنَ الأَعداءِ مَشكورُ
وَما لِطَرفِ رَجائي عَنكَ مُنصَرِفُ / وَهَل يُفارِقُ جُرمُ المُشتَري النورُ
بِقُربِكَ مِن بِعادِكَ استَجيرُ
بِقُربِكَ مِن بِعادِكَ استَجيرُ / وَهَل في الدَهرِ غَيركَ مَن يُجيرُ
نَأَيتَ فَما لِسَلوائي دُنُوٌّ / وَغِبتَ فَما لِلَذّاتي حُضورُ
وَقَد صاحَبتُ إِخواناً وَلكِن / مَتى تُغنى عَنِ الشَمسِ البُدورُ
فَيا مَن رُعتَ مِنهُ الدَهرَ قِدما / بِمَن تَسمو بِخِدمَتِهِ الأُمورُ
وَمَن قَدَّرتُ أَنَّ لَهُ نَظيراً / فَحينَ طَلَبتُ أَعوَزَني النَظيرُ
إِذا كُنتَ السُرورَ وغِبتَ عَنّي / فَكَيفَ يَتِمُّ بَعدَكَ لي سُرورُ
كُلُّ الأُمورِ إِلى مَن
كُلُّ الأُمورِ إِلى مَن / بِهِ تَتَمُّ الأُمورُ
وَأفزَع إَلَيهِ إِذا لَم / يُجِركَ عَجزاً مُجيرُ
وَكُلُّ صَعبٍ عَسيرٍ / عَلَيهِ سَهلٌ يَسيرُ
لِمَن أَسائِلُ لا رسمٌ وَلا أَثَرُ
لِمَن أَسائِلُ لا رسمٌ وَلا أَثَرُ / رَحَلتُمُ وَأَقامَ الدَمعُ وَالسَهَرُ
كُنتُم لِعَيني صَباحاً لا مَساء لَهُ / فَعاضَها البَينُ لَيلاً مالَهُ سَحرُ
وَما أُعابُ بِشَيءٍ بَعدَ فُرقَتِكُم / إِلّا البَقاءَ فَإِنّي مِنهُ أَعتَذِرُ
وَذي أَربَعٍ لا يُطيقُ النُهوضَ
وَذي أَربَعٍ لا يُطيقُ النُهوضَ / وَلا يَألَفُ السَيرَ فيمَن سَرى
تُحَمِّلُهُ سَبَجاً أَسوَداً / فَيَجعَلُهُ ذَهَباً أَحمَرا
خَجَل الوَرد مِن جَوارِ البَهارِ
خَجَل الوَرد مِن جَوارِ البَهارِ / فَمَشى بِاِحمِرارِهِ في اِصفِرارِ
وَحَكى الماءُ فيهِما أَحمَرَ اليا / قوتِ حُسناً مُرَصَّعاً بِنَضارِ
جُمِعا بِالكَمالِ في بِركَةٍ تُم / تعُ حُسنا نَواظِرَ الحُضّارِ
أَضرَمَ الماءُ بِالشَقيقِ بِها النا / رُ وَعَهدي بِالماءِ ضِدَّ النارِ
فوجدنا أخلاق سيدنا الزهْ / رذَكاءً تُربى عَلى الأَزهارِ
ظَلَّت مِنهُ وَمِن نَداماهُ لِلأُن / سِ نَديمَ الشُموسِ وَالأَقمارِ
فَإِن رَأى لا أَراهُ اللَهُ نائِبَةً
فَإِن رَأى لا أَراهُ اللَهُ نائِبَةً / مِنَ الزَمانِ وَرَعاهُ مِنَ الغيرِ
أَن يَجعَلَ النُجحَ لي باباً إِلَيهِ وَأَن / يَخُصَّ حُسنَ رَجائي فيهِ بِالظَفرِ
صَبَرتُ وَلَم أُحمَد عَلى الصَبرِ شيمَتي
صَبَرتُ وَلَم أُحمَد عَلى الصَبرِ شيمَتي / لِأَنَّ مَآلي لَو جَزَعتُ إِلى الصَبرِ
وَلِلَّهِ في أَثناءِ كُلِّ مُلِمَّةٍ / وَإِن آلَمَت لُطفٌ يَحُضُّ عَلى الشُكرِ
وَكَم فَرَجٍ وَاليَأسُ يَحجُبُ دونَهُ / أَتاكَ بِهِ المَقدورُ مِن حَيثُ لا تَدري
وَصفرٌ كَأَطرافِ العَوالي قدودَها
وَصفرٌ كَأَطرافِ العَوالي قدودَها / قِيامٌ عَلى أَعلى كَراسٍ مِنَ الصِفرِ
تَلبَّسنَ مِن شَمسِ الأَصيلِ غَلائِلاً / فَأَشرَقنَ في الظلماءِ بِالخِلعِ الصُفرِ
عَرائِسَ يَجلوها الدُجى لِمَماتِها / وَتَحيا إِذا أَذرَت دُموعاً مِنَ التبرِ
إِذا ضَرَبَت أَعناقَها في رِضا الدُجى / أَعارَتهُ مِن أَنوارِها خِلَعَ الفَجرِ
تَبكي عَلى أَحشائِها بِجسومِها / فَأَدمُعُها أَجسامُها أَبَداً تَجري
عَلاها ضِياءُ عامِلٍ في حَياتِها / كَما تَعمَلُ الأَيّامُ في قصرِ العُمرِ
وَيَومٍ كَأَنَّ الدَهرَ سامَحَني بِهِ
وَيَومٍ كَأَنَّ الدَهرَ سامَحَني بِهِ / فَصارَ أَسمه ما بَينَنا هِبَةَ الدَهرِ
جَرَت فيهِ أَفراسُ الصِبا بِاِرتِياحِنا / إِلى دَيرُ مُرّان المُعَظَّمِ وَالعُمرِ
بِحَيثُ هَواءَ الغَوطَتَينِ مُعَطَّرِ الن / نَسيمِ بِأَنفاسِ الرِياحينَ وَالزَهرِ
فَمِن رَوضَةٍ بِالحُسنِ تُرفِدُ رَوضَةً / وَمِن نَهرٍ بِالفيضِ يَجري إِلى نَهرِ
وَفي الهَيكَلِ المَعمورِ مِنهُ اِفتَرَعتُها / وَصَحبي حَلالاً بَعدَ تَوفيةِ المَهرِ
وَنَزَّهتُ عَن غَيرِ الدَنانيرِ قَدرَها / فَما زِلتُ مِنها أَشرَبُ التَبرَ بِالتبرِ
وَحَلَّ لَنا ما كانَ مِنها مُحَرَّماً / وَهَل يُحظَرُ المَحظورُ في بَلَدِ الكُفرِ
فَأَهدَت لي الأَيّامُ فيهِ مَوَدَّةً / دَعَتني في سِترٍ فَلَبَّيتُ في سِترِ
أَتى مِن شَريفِ الطَبعِ أَصدَقَ رَغبَةً / تُخاطِبُني عَن مَعدَنِ النظمِ وَالنَثرِ
وَكانَ جَوابي طاعَةً لا مَقالَةً / وَمَن ذا الَّذي لا يَستَجيبُ إِلى اليُسرِ
فَلاقَيتُ مِلءَ العَينِ نُبلاً وَهِمَّةً / مَحَلّى السَجايا بِالطَلاقَةِ وَالبَشرِ
وَأَحشَمَني بِالبِرِّ حَتّى ظَنَنتُهُ / يُريدُ اِختِداعي عَن جَناني وَلا أَدري
وَنَزَّه عَن غَيرِ الصَفاءِ اِجتِماعَنا / فَكُنتُ وَإِيّاهُ كَقَلبَينِ في صَدرِ
وَشاءَ السُرورُ أَن يَلينا بِثالِثٍ / فَلا طفنا بِالبَدرِ أَو بِأَخي البَدرِ
بِمُعطى عُيون ما اِشتَهَت مِن جَمالِهِ / وَمَضني قُلوبٍ بِالتَجَنُّبِ وَالهَجرِ
جَنينا جَنيَ الوَردِ في غَيرِ وَقتِهِ / وَزَهرَ الرُبا مِن رَوضِ خَدَّيهِ وَالثَغرِ
وَقابَلَنا مِن وَجهِهِ وَشَرابِهِ / بِشَمسَينِ في جُنحى دُجى اللَيلِ وَالشَعرِ
وَغَنّى فَصارَ السَمعُ كَالطَرفِ آخِذاً / بِأَوفَرِ حَظٍّ مِن مَحاسِنِهِ الزُهرِ
وَأَمتَعَنا مِن وَجنَتَيهِ بِمِثلِ ما / تَمَزَّجَ كَفّاهُ مِنَ الماءِ وَالخَمرِ
سُرورٌ شكرنا منة الصحو إذ دعا / إِلَيهِ وَلَم نَشكُرُ بِهِ مِنَّةَ السُكرِ
كَأَنَّ اللَيالي نمنَ عَنهُ فَعِندَما / تَنَبَّهَنَّ نَكَّبنَ الوَفاءَ إلى الغَدرِ
مَضى وَكَأَنّي كُنتُ فيهِ مُهَوِّماً / يُحَدِّثُ عَن طَيفِ الخَيالِ الَّذي يَسري
وَهَل يَحصُلُ الإِنسانُ مِن كُلِّ ما بِهِ / تُسامِحُهُ الأَيّامُ إِلّا عَلى الذِكرِ
لا عُذرَ بَعدَ عَذارٍ شابَ أَكثُرُهُ
لا عُذرَ بَعدَ عَذارٍ شابَ أَكثُرُهُ / فَالشَيبُ أَوعَظُ أَعذار وَأَنذارِ
فَلا اِنتَزَعَ اللَهُ الهُدى عَزَّ بَأسه
فَلا اِنتَزَعَ اللَهُ الهُدى عَزَّ بَأسه / وَلا اِنتَزَعَ اللَهُ الوَغى عَزَّ نَصره
وَأَحسَن عَن حِفظِ النَبِيِّ وَآله / وَرَعى سَوامِ الدينِ تَوفير شُكرِهِ
فَما تُدرِكُ المَدّاح أَدنى حُقوقهُ / بِإِغراقِ مَنظومِ الكَلامِ وَنَثرِهِ
وَمُهَفهَفٍ لِما اِكتَسَت وَجَناتُهُ
وَمُهَفهَفٍ لِما اِكتَسَت وَجَناتُهُ / حُلَلَ المَلاحَةِ طُرِّزَت بِعَذارِهِ
لَما اِنتُصِرتُ عَلى عَظيمِ جَفائِهِ / بِالقَلبِ كانَ القَلبُ مِن أَنصارِهِ
كَمُلَت مَحاسِنُ وَجهِهِ فَكَأَنَّما اِق / تَبَسَ الهِلالُ النورَ مِن أَنوارِهِ
وَإِذا أَلَحَّ القَلبُ في هِجرانهِ / قالَ الهَوى لا بُدَّ مِنهُ فَدارِهِ
قَد جاءَتِ البَغلَةُ السَفواءُ يَجلِبُ مِن
قَد جاءَتِ البَغلَةُ السَفواءُ يَجلِبُ مِن / ها البَرقُ غَيثُ نَدى يَنهَلُ ماطِرُهُ
عَريقَةٌ ناسَبَت أَخوالَها فَلها / بِالعُتقِ مِن كَرَمِ الجِنسَينِ فاخِرهُ
مِلءُ الحِزامِ وَمِلءُ اللَبَدِ مُجفَرَّةً / يُريكَ عائِبَها في الحَسَنِ حاضِرُهُ
لَيسَت بِأَوَّلِ حَملان شَرِيَت بِهِ / حَمدى وَلآ هِيَ ياذا المَجدِ آخِرُهُ
كَم قَد تَقَدَّمَها مِن سابِحٍ بِيَدي / عَنانَهُ وَعَلى الجَوزاء حافِرُهُ