القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : بَدَوِيّ الجَبَل الكل
المجموع : 10
رمل سيناء قبرنا المحفور
رمل سيناء قبرنا المحفور / و على القبر منكر و نكير
كبرياء الصحراء مرّغها الذلّ / فغاب الضحى و غار الزّئير
لا شهيد يرضي الصحارى و جلّى / هارب في رمالها و أسير
أيّها المستعير ألف عتاد / لأعاديك كلّ ما تستعير
هدّك الذعر لا الحديد و لا النار / و عبء على الوغى المذعور
أغرور على الفرار ؟! لقد ذاب / حياء من الغرور الغرور !
ألقلاع المحصّنات – إذا الجبن / حماها – خورنق و سدير !
لم يعان الوغى ((لواء)) و لا عانى / ((فريق)) أهوالها و ((مشير))
رتب صنعة الدواوين .. ما شارك / فيها قرّ الوغى و الهجير
و تطير النسور من زحمة النّجم / و في عشّه البغاث يطير
جبن القادة الكبار و فرّوا / و بكى للفرار جيش جسور
تركوه فوضى إلى الدور فيحاء / لقد ضمّت المساء الخدور !
هزم الحاكمون – والشعب في / الأصفاد فالحكم وحده المكسور
هزم الحاكمون لم يحزن الشعب / عليهم و لا انتخى الجمهور
يستجيرون و الكريم لدى الغمرة / يلقى الردى و لا يستجير !
لا تسل عن نميرها غوطة الشام / ألحّ الصدى و غاض النمير
و انس عطر الشام حيث يقيم / الظلم تنأى .. و لا تقيم العطور
أطبقوا .. لا ترى الضياء جفوني / فجفوني عن الضياء ستور
بعض حرّيتي السّماوات و الأنجم / و الشمس و الضحى و البدور
بعض حرّيتي الملائك و الجنّة / و الراح و الشذا و الحبور
بعض حرّيتي الجمال الإلهيّ / و منه المكشوف و المستور
بعض حرّيتي و يكتحل العقل / بنور الإلهام و التفكير
بعض حرّيتي . و نحن القرابين / لمحرابها و نحن النذور
بعض حرّيتي من الصّبح أطياب / و من رقّة النسيم حرير
نحن أسرى و لو شمسنا على القيد / لما نالنا العدوّ المغير
لاقتحمنا على الغزاة لهيبا / و عبرنا و ما استحال العبور
سألوني عن الغزاة فجاوبت / : رمال تسفى و نحن الصّخور
سألوني عن الغزاة فجاوبت / : ليال تمضي و نحن الدّهور !
هل درت عدن أن مسجدها الأقصى / مكان من أهله مهجور
أين مسرى البراق و القدس و المهد / و بيت مقدّس معمور ؟
لم يرتّل قرآن أحمد فيه / و يزار المبكى و يتلى الزّبور
طوي المصحف الكريم و راحت / تتشاكى آياته و السطور
تستبى المدن و القرى هاتفات / أين .. أين الرّشيد و المنصور !
يالذلّ الإسلام . إرث أبي / حفص بديد مضيّع مغمور
يا لذلّ الإسلام : لا الجمعة الزه / راء نعمى . و لا الأذان جهير
كلّ دنيا المسلمين مناحات / و ويل لأهلها و ثبور
لبست مكّة السّواد و أبكت / مشهد المرتضى و دكّ الطور
هل درى جعفر ؟ فرفّ جناحاه / إلى المسجد الحزين يطير !
ناجت المسجد الطّهور و حنّت / سدرة المنتهى و ظلّ طهور
أين قبر الحسين ؟ قبر غريب / ! من يضمّ الغريب أو من يزور
أين آي القرآن تتلى على الجمع / و أين التهليل و التكبير ؟
أين آي الإنجيل ؟ فاح من الإنجيل / عطر و ضوّأ الكون نور
أين روما ؟ و جلّ حبر بروما / مهد عيسى يشكو و يشكو البخور
ألنصارى و المسلمون أسارى / و حبيب إلى الأسير الأسير
صلب الرّوح مرّتين الطّواغيت / ! جراح كما يضوع العبير
يا لذلّ الإسلام و القدس نهب / هتكت أرضه فأين الغيور
قد تطول الأعمار لا مجد فيها / و يضمّ الأمجاد يوم قصير
من عذولي على الدّموع ؟ و في المروة / و الرّكن و الصفا لي عذير
و حرام عليّ أن ينزل البشر / بقلبي و أن يلمّ الحبور
كحلت بالثّرى الخصيب جفون / و هفت للثرى الحبيب ثغور
لا تشقّ الجيوب في محنة القدس / و لكنّها تشقّ الصدور
حبست أدمع الأباة من الخوف / و يبكي الشذا و تبكي الطيور
أنا حزن شخص يروح و يغدو / و مسائي مع الأسى و البكور
أنا حزن يمرّ في كلّ باب / سائل مثقل الخطى منهور
طردتني الأكواخ و البؤس قربى / و تعالت على شقائي القصور
يحتويني الهجير حينا و لا يرحم / أسمال فقري الزمهرير
و على الجوع و الضنى و الرّزايا / في دروبي أسير ثمّ أسير
نقلتني الصحراء حينا .. و حينا / نقلتني إلى الشعوب البحور
حاملا محنتي أجرّر أقدامي و يومي / سمح الغمام مطير
حاملا محنتي أوزّعها في / كلّ دنيا و شرّها مستطير
محنتي الغيث إن أرادوا و إلاّ / فهدير البركان و التدمير
حاملا محنة الخيام فتزورّ / وجوه عنّي و تغلق دور !
ألخيام الممزّقات و أمّ / في الزّوايا و كسرة و حصير
و فتاة أذلّها العرى و الجوع / و يلهو بالرمل طفل صغير
كلما أنّ في الخيام شريد / خجل القصر و الفراش الوثير
خجل الحاكمون شرقا و غربا / و رئيس مسيطر و وزير
هيئة للشّعوب تمعن في الذنب / و لا توبة و لا تكفير
من قوانينها المداراة للظلم / و منها التغريب و التهجير
و يقام الدستور أضحوكة الساخر / منّا و يوأد الدستور
كلّ علم يغزو النجوم و يغزو / بالمنايا الشعوب علم حقير
و الحضارات بعضهنّ بشير / يتهادى و بعضهنّ نذير
نعمات الشعوب شتّى فنعمى / حمدت ربّها و نعمى كفور
لن يعيش الغازي و في الأنفس / الحقد عليه و في النّفوس السّعير
يحرق المدن و العذارى سبايا / و صغير لذبحه و كبير
دينه الحرق و الإبادة و الحقد / و شتم الأعراض و التشهير
صوّرته التوراة بالفتك و التدمير / حتى ليفزع التصوير
من طباع الحروب كرّ و فرّ / و المجلّي هو الشجاع الصبور
ليس يبنى على الفجاءات فتح / علمي في غد هو المنشور
تنتخي للوغى سيوف معدّ / و يقوم الموتى و تمشي القبور
عربيّ فلا حماي مباح / عند حقدي و لا دمي مهدور
نحن أسرى و حين ضيم حمانا / كاد يقضي من حزنه المأسور
كلّ فرد من الرّعية عبد / و من الحكم كلّ فرد أمير
و مع الأسر نحن نستشرف الأفلاك / و الدائرات كيف تدور
نحن موتى ! و شرّ ما ابتدع الطغيان / موتى على الدّروب تسير
نحن موتى ! و إن غدونا و رحنا / و البيوت المزوّقات قبور
نحن موتى . يسرّ جار لجار / مستريبا : متى يكون النشور
بقيت سبّة الزمان على الطاغي / و يبقى لنا العلى و الضمير
سألوا عن ضناي محض تشفّ / هل يصحّ المعذّب الموتور
أمن العدل أيّها الشاتم التاريخ / أن تلعن العصور العصور ؟
أمن النبل أيّها الشاتم الآباء / أن يشتم الكبير الصغير
و إذا رفّت الغصون اخضرارا / فالذي أبدع الغصون الجذور
إشتراكيّة ؟! و كنز من الدرّ / و زهو و منبر و سرير
إشتراكيّة تعاليمها : الإثراء / و الظّلم و الخنا و الفجور
إشتراكيّة ! فإنّ مرّ طاغ / صفّ جند له و دوّى نفير
كلّ وغد مصعّر الخدّ لا سابور / في زهوه و لا أردشير
يغضب القاهر المسلّح بالنّار / إذا أنّ أو شكا المقهور
ينكر الطّبع فلسفات عقول / شأنهنّ التعقيد و التعسير
كلّ شيء متمّم لسواه / ليس فينا مستأجر و أجير
بارك الله في الحنيفيّة السمحاء / فيها التسهيل و التيسير
و رقيب على الخيال .. فهل يسلم / منه المسموع و المنظور ؟
عازف عن حقائق الأمر لوّما / و كفى أن يلفّق التقرير
فيجافي أخ أخاه و يشقى / بالجواسيس زائر و مزور
لصغار النّفوس كانت صغيرات / الأماني و للخطير الخطير
يندر المجد و الدروب إلى المجد / صعاب و يكثر التزوير
علموا أنّه عسير فهابوه / و لا بدع فالنفيس عسير
محنة الحاكمين جهل و دعوى / جبن فاضح و مجد عثور
نهبوا الشعب و استباح حمى المال / جنون النعيم و التبذير
كيف يغشى الوغى و يظفر فيها / حاكم مترف و شعب فقير
مزّقوه و لن يمزّق فالشعب / عليم بما أرادوا خبير
حكموه بالنّار فالسيف مصقول / على الشعب حدّه مشهور
محنة العرب أمّة لم تهادن / فاتحيها و حاكم مأجور
هنكوا حرمة المساجد لا جنكيز / باراهم و لا تيمور
قحموها على المصلّين بالنّار / فشلو يعلو و شلو يغور
أمعنوا في مصاحف الله تمزيقا / و يبدو على الوجوه السّرور
فقئت أعين المصلّين تعذيبا / و ديست مناكب و صدور
ثم سيقوا إلى السّجون و لا تسأل / فسجّانها عنيف مرير
يشبع السوط من لحوم الضحايا / و تأبّى دموعهم و الزفير
مؤمن بين آلتين من الفولاذ / دام ممزّق معصور
هتفوا باسم أحمد فعلى الأصوات / عطر و في الأسارير نور
هتفوا باسم أحمد فالسّياط الحمر / نعمى و جنّة و حرير
طرف اتباع أحمد في السّماوات / و طرف الطاغي كليل حسير
عبرة للطغاة مصرع طاغ / و انتقام من عادل لا يجور
ألمصلّون في حمى الله يرديهم / مدلّ بجنده مخمور
جامع شاده في حمى الله يرديهم / أمويّ معرّق منصور
لم ترع فيه قبل حكم الطّواغيت / - طيور و لا استبيحت و كور
مطلق النّار فيه في الجمعة الزهراء / شلو دام و عظم كسير
و الذي عذّب الأباة رأي التعذيب / حتّى استجار من لا يجير
قدماه لم تحملاه إلى الموت / فزحف على الثرى لا مسير
و خزته الحراب و هو مسوق / لرداه محطّم مجرور
و يجيل العينين في إخوة الحكم / و أين الحاني و أين النّصير ؟
كلّ فرد منهم لقتل أخيه / يصدر الرأي منه و التدبير
و إذا يذبح الرّفيق رفيق / منهم و العشير فيهم عشير
يأكل الذئب حين يردى أخوه / و يعضّ العقور كلب عقور
إرجعوا للشّعوب يا حاكميها / لن يفيد التهويل و التّغرير
صارحوها فقد تبدّلت الدّنيا / وجدّت بعد الأمور أمور
لا يقود الشعوب ظلم و فقر / و سباب مكرّر مسعور
و الإذاعات ! هل تخلّعت العاهر / ؟ أم هل تقيّأ السكيّر ؟!
صارحوها .. و لا يغطّ على الصدق / ضجيج مزوّر و هدير
و اتّقوا ساعة الحساب إذا دقّت / فيوم الحساب يوم عسير
يقف المتّهمان وجها لوجه / حاكم ظالم و شعب صبور
كلّ حكم له – و إن طالت / الأيّام – يومان : أوّل و أخير
كلّ طاغ – مهما استبدّ – ضعيف / كلّ شعب – مهما استكان – قدير
و هب الله بعض أسمائه / للشعب فهو القدير و هو الغفور
يبغض الظّلم ناصحيه و إنّي / لملوم في نصحكم معذور !
يشهد الله ما بقلبي حقد / شفّ قلبي كما يشفّ الغدير
و جراحي ينطفن شهدا و عطرا / أدمعي رحمة و شعري شعور
يرشف النّور من بياني فإنّ / غنّيت فهو المدلّه المخمور
و طباعي على ازدحام الرزايا / - لم ينلها التبديل و التغيير
مسلم .. كلّما سجدت لربّي / فاح من سجدتي الهدى و العبير
و مع الشيب و الكهولة قلبي / - كعهود الصّبا – بريء غرير
بي حرّيتي و إيماني السمح / فحلمي هان و جفني قرير !
لم أهادن ظلما و تدري اللّيالي / في غد أيّنا هو المدحور !
هات حدّثني فقد طاب السمر
هات حدّثني فقد طاب السمر / و أنر ظلمة نفسي يا قمر
سور الحسن فلا تبخل بها / إنّ للشاعر ألحان السور
أنا نشوان و من خمر الهوى / قد ترشّفت رحيقا بابليّا
سكرة الحبّ في عهد الصبا / كيف لا يعذر من كان صبيّا
في ظلال الورد أحسو خمرتي / مشركا في كأسي الزهر النديّا
نهلة منّي و منه نهلة / هكذا نرتشف الكأس هنيّا
لامني الناس على حبّ الطلى / فاعذر الشاعر فيها يا قمر
آه للأزهار من شاعرة / تجهل الأوزان و الشّعر شعور
آه للأزهار في أوراقها / كتب الدّهر روايات العصور
هذه الأغصان هزّتها الصّبا / نضرات كنّ بالأمس خصور
و ثغور الورد في أكمامه / كنّ للغيد المعاطير ثغور
هذه أسرار جنّات الرّبى / فاسمع السرّ وصنه يا قمر
وفاؤك لا عسر الحياة و لا اليسرُ
وفاؤك لا عسر الحياة و لا اليسرُ / و همّك لا الدّاء الملحّ و لا العمرُ
إذا المرء لم يملك وثوبا على الأذى / فمن بعض أسماء الرّدى الحقّ و الصبر
إذا ملكوا الدنيا على الحرّ عنوة / ففي نفسه دنيا هي العزّ والكبر
و إن حجبوا عن عينيه الكون ضاحكا / أضاء له كون بعيد هو الفكر
فليلته صبح و عسرته غنى / و أحزانه نعمى و آهاته شعر
أنزّه آلامي عن الدّمع و الأسى / فتؤنسها منّي الطلاقة و البشر
و أضحك سخرا بالطغاة و رحمة / و في كبدي جرح و في أضلعي جمر
كفاء لعسف الدّهر أنّي مؤمن / و عدل لطغيان الورى أنّني حرّ
و ما ضرّني أسر و نفسي طليقة / مجنّحة ما كفّ من شأوها أسر
أهدهد من أحزانها كلّما ونت / و يسلس بعد المري للحالب الدرّ
أطلّ على الدنيا عزيزا : أضمّني / إليه ظلام السجن أم ضمّني القصر
و ما حاجتي للنّور و النّور كامن / بنفسي لا ظلّ عليه و لا ستر
و ما حاجتي للأفق ضحيان مشرقا / و نفسي الضحى و الأفق و الشمس و البدر
و ما حاجتي للكائنات بأسرها / و في نفسي الدّنيا و في نفسي الدّهر
يريدون أسراري و للّيل سرّه / إذا نقّبوا عنه و ما للضّحى سرّ
لعمرك للضعف الخفاء و كيده / و للقوّة الكبرى الصّراحة و الجهر
و ما أكبرت نفسي سوى الحقّ قوّة / و إن كان في الدّنيا لها النّهي و الأمر
ة كنت إذا الطّاغي رماني رميته / فلا نصرتي همس و لا غضبي سرّ
و أحمل عن إخواني العسر هانئا / و يبعدني عنهم إذا أيسروا اليسر
فليت الذي عاطيته الودّ صافيا / تجاوزني من كأسه الآجن المرّ
و أشقى إذا أعرضت عمّن أحبّه / و لكن دواء الكبر عندي هو الكبر
و نفسي لو أنّ الجمر مسّ إباءها / على بشرها الريّان لاحترق الجنر
و يا خيبة الطاغي يدلّ بنصره / و من سيفه لا روحه انبثق النّصر
يغالي بدنياه و يجلو قتونها / و دنياه في عينيّ موحشة قفر
رأيت بزهدي ما رأى بغروره / فأعوامه ساع و آماده فتر
شكا حبّه لي و هو ريّان من دمي / و أنيابه حمر و أظفاره حمر
و صانع يستجدي الولاء فياله / غنى ملك الدّنيا و معدنه الفقر
تلّفّت لا شملي جميع و لا الهوى / قريب و لا فرع الصبى عبق نضر
و يا سامر الأحباب مالك موحشا / معاذ الهوى بل أنت يؤنسك الذكرا
أديماك من حب القلوب تمزّقت / عليه فسال الحبّ و الشوق و الطّهر
إذا ظمئت في قطعها البيد نسمة / ألمّت به وهنا فرنّحها السّكر
فبا للصّبا العجلى إذا عبرت به / تأنّت كما يرتاح في الواحة السّفر
تمنّيت إجلالا له و كرامة / لو أنّ حصاه نجم الفلك الزّهر
و أجزع إن مرّت به الرّيح زعزعا / و أسرف حتّى جاوز الغاية القطر
فليت الرّبيع الطلق عاطاه كأسه / مدّى الدّهر لا برد عليه و لا حرّ
لقد ساءني غاد عليه و رائح / فمن كبدي فوق الثرى قطع حمر
و لو قدرت صانته عيني كرامة / كما صين في أغلى خزائنه الدرّ
تطوف بك الأحلام سكرى كعهدها / و ينطف من أفيائك الحبّ و العطر
و يضحك لي وجه نديّ منوّر / كأن لم يغيّب من طلاقته القبر
و حتّى كأن لم يطوه عنّي الرّدى / فهل بعث الأموات أم ردّه السحر
تلمّ به الذكرى فيحيا كبارق / طواه الدّجى عنّي ليطلعه الفجر
و يبعثه حبّي و في كلّ خافق / صحيح الهوى بعث الأحبّة و النشر
فيا قلب فيك الرّاحلون و إن نأوا / و فيك النّدامى و الرّياحين و الخمر
خلعت على الموتى الحياة و سرّها / و طالعهم منك القيامة و الحشر
وفاء يصون الرّاحلين من الرّدى / إذا راح يدني من مناياهم الغدر
و يا سامر الأحباب طيف و لا كرى / و سكر و لا راح و ريّا و لا زهر
كلانا على ما كلف النفس من رضى / أضرّ به نأي الأحبّة و الهجر
أبا طارق هذي سراياك أقبلت / يرفّ على أعلامها العزّ و النصر
لقد قدنها حيّا و ميّتا فما ثنى / شكيمتها عنف و لا هدّها ذعر
فمر تشمع الدنيا هواك و ينطلق / إلى الفتح بعد الفتح عسكرك المجر
و مر يتمزّق كلّ قيد أبيته / و يسرف على طغيانه الحطم و الكسر
تبرأت في دنياك من كلّ ناكث / ذليل فلا عرف لديه و لا نكر
و من زاهد لمّار رأى الصّيد مكثبا / تمزّق عنه الزهد و افتضح المكر
و ممّن يظنّ الفقر عذرا لكفره / و ما أقنع الإيمان إلاّ الرّدى عذر
يدلّ بماضيه فهل راح شافعا / بذي ردّة نسك تقدّم أو برّ
عصابة شر راح يبرأ منهم / إلى الله إبقاء على نفسه الشرّ
رويدك شرّ الكافرين موحّد / ألحّ عليه بعد إيمانه الكفر
عباديد شتّى ألّف الوزر بينهم / فلا رحم إلاّ الضراعة و الوزر
و بين اللئام العاثرين و إن نأت / مناسبهم قربى السجيّة و الصهر
تمنّيت أنّ الغيب شفّ فلم يعق / عن الملأ الأعلى حجاب و لا ستر
و لحت لنا في عالم الحقّ و التقى / على الموعد الهاني المقيمون و السفر
فقرّت بما تلقاه عيناك و انطوت / على النشوة الكبرى الجوانح و الصّدر
أتعلم أنّ الشام فكّت إسارها / فلا قيد بعد اليوم فيها و لا أسر
يصرّف أمر النّاس فيها موفّقا / معاوية الدنيا و صاحبه عمرو
و أنّ رياضا هزّ لبنان فانتخت / شمائل في لبنان ميمونة غرّ
رمى كلّ برد أجنبيّ مزوّر / و عادت لقحطان المناسب و النجر
و لمّا شكى لبنان ضجّت أميّة / و جنّت له بغداد و التهبت مصر
أبا طارق أبقيت للحقّ سنّة / هي العزّة القعساء و الفتكة البكر
بنيت عليها كتلة و طنيّة / من الصيد ما خانوا هواك و لا فرّوا
لقد حملوا عنك الجهاد و ما ونى / و حقّك ناب للخطوب و لا ظفر
فإن أقسموا أن يفتدوا بنفوسهم / أمانتك الكبرى لديهم فقد برّوا
نماك و سيف الدولة الدار و الهوى / و غنّاكما أندى ملاحمه الشعر
و أقسم بالبيت المخرّم ما احتمت / بأمنع من كفّيكما البيض و السمر
فإن تفخر الشهباء فالكون منصت / و حقّ بسيفي دولتيها لها الفخر
أحبّاي لو غير الردى حال بيننا / دنا البرّ في عينيّ و انكشف البحر
بأسماعكم وقر و قد رحت شاكيا / و حاشا ففي سمع الثرى وحده الوقر
و أوحشتم الدنيا كأن لم تدس بكم / على الهام في الرّوع المحجّلة الشقر
و حتّى كأنّ الرّمل لم يروه دم / كريم المصفّى لا أجاج و لا نزر
فوارحمتاه للنّائمين على الطوى / و أتخم من قتلاهم الذئب و النسر
تهدّهم الصحراء هدّا و للرّدى / سلاحان في البيد : الهواجر و القرّ
و لا ماء إلاّ ما يزوّره بها / سراب نديّ اللّمح منبسط غمر
إذا سقطوا صرعى الجراح تحاملوا / على نفسهم و استؤنف الكرّ و الفرّ
و لو آثروا الدنيا لقد كان جاهها / تليدا لديهم و القسامة و الوفر
فمن مبلغ عنّي الشباب قصيدة / يحلّى بها ملك و يحمى بها ثغر
تطوّف في الدنيا الوساع كأنّما / هي الخضر أو يروي شواردها الخضر
هززت بها نوّامهم مترفّقا / و يؤذي الشباب المرتجى اللّوم و الزجر
إذا كنت في نصحي لهم غير موجع / فلي بالذي يرضي شمائلهم خبر
و عندي من زهز الشباب بقيّة / يرفّ الصبا فيها و أفياؤه الخضر
ألمّت بي الأيّام حمرا نيوبها / فما شاب لي قلب و لا شاب لي شعر
دروب العلى للسالكين عديدة / و أقربها للغاية الموحش الوعر
فلا تقنطوا من غاية المجد لا يرى / لها العقل إمكانا فقد ينبع الصخر
أعيذ من اليأس المرير نفوسكم / تلاقى على إعاناتها الظلم و القهر
إذا ركدت بعد الهبوب فإنّها / لكالبحر من أخلاقه المدّ و الجزر
أرى العفو و النسيان من خلق الصّبا / و لم ينس عند الشّيب حقد و لا ثأر
و ما أكرم النسيان و العفو منكم / إذا لم يضع حق و لم يحتسب وتر
و أنتم على دلّ الشباب و زهوه / و أهوائه ركن القضيّة و الذخر
قف بالشآم مسائلا آثارها
قف بالشآم مسائلا آثارها / مرحى لمن أمّ الشآم و زارها
أهوى أزاهرها أحنّ لعهدها / أشتاق بلبلها أحبّ هزارها
قضّيت أيّامي القصار بظلّها / جادت مدامع مقلتيّ قصارها
أفدي مهفهفة القوام أسيرة / تشكو القيود فمن يفكّ إسارها
غلّوا الأسود الصيد من أبطالها / في الغوطتين و حجّبوا أقمارها
و كسوا مناكبها فلا أنجادها / تركوا لقاطنها و لا أغوارها
هذي الشام فحيّ ليث عرينها / يوم النزال لبابها مختارها
إن كان قد هجر الشام فإنّه / أبكى الشام و هزّها و أثارها
حزنت قبور الفاتحين و أطلقت / حمر الدموع و أرسلت مدرارها
و بكت غياض الغوطتين أما ترى / أنّ المدامع بلّلت أزهارها
يا ابن الصناديد الألى قد عفّروا / هام الملوك و نكّسوا جبّارها
ألموقدي نار الضيافة أرسلت / مثل الجبال الراسيات شرارها
من كلّ وضّاح الجبين مغامر / يغشى المعامع مستثيرا نارها
كأس المنيّة في فرند حسامه / فإذا التقت حلق البطان أدارها
قد أرقلت بك في الخضمّ مطيّة / هوجاء ما نكث الخضمّ مغارها
ظمأى تسير على الخضمّ مجرجرا / سير الذلول و لا تبلّ أوارها
فإذا بلغت الغرب و هو ممالك / بالسيف تمنع مجدها و ذمارها
رفعت على حدّ السيوف عروشها / و بنت بأشلاء الضعاف ديارها
قل إن جلست مخاطبا طاغوتها / و محاورا في بغيه جزّارها
ما للشآم نسيتم ميثاقها / و خفرتم بعد العهود جوارها
قرّبتم للطيّبات عبيدها / و حرمتم حتّى الكرى أحرارها
عزّ العزاء فكفكفوا عبراتها / و خلا النديّ فأطلقوا أطيارها
لا تكذب الأمم القويّة إنّها / باسم الحضارة ثقّفت خطّارها
و لتهنأ الأمم القوية . إنّها / قد أدركت ممّن تخادع ثارها
قالت : لقد بلّغتكم أوطاركم / و هي التي بلغت بنا أوطارها
يا عصبة الصيد الغطاريف الألى / حفظوا الجدود و خلدوا آثارها
هذي سيوف الفاتحين من البلى / قذ صنتم أجفانها و شفارها
جدّدتم عهد الحفاظ لأمّة / الله طهّر خيمها و نجارها
ارجعتم صور العروبة غضّة / فكأنكم ارجعتم إعصارها
و بعثتم أمم الجزيرة بعدما / طويت و حلل فذكم أطوارها
أنطقتم الصّور الجماد فخبّرت / عن شأنها و رويتم أخبارها
و سللتم صمصامها من غمده / متألّقا و جلوتم دينارها
و رفعتم ركن القضية عاليا / بجهادكم و كشفتم أسرارها
مرحى لناشئة الشام و مرحبا / بالنشء إن عثرت أقال عثارها
ألناهضين ليمنعوا ميراثها / و يجدّدوا علياءها و فخارها
هذي الرّبوع سررتم غيّابها / بجهادكم و حرستم حضّارها
أسهرتم جفن العدوّ و رحتم / ندمان كلّ فضيلة سمّارها
أرجعتم صور العروبة غضّة / فكأنّكم أرجعتم عصارها
و رفعتم ركن القضيّة عاليا / بجهادكم و كشفتم أسرارها
و أرى العدوّ دعاكم أغرارها / أفدي الذين دعاهم أغرارها
لا تفنطوا فلقد غرستم جنّة / تجني أكفّكم إذا أثمارها
و خذوا شعاركم القلى لعصابة / تخذت مولاة الغريب شعارها
نسيت عروبتها و لم تعشق بها / مئناف جنّات الحمى معطارها
أغفت على أعذارها فتريّثوا / ألله ليس بقابل أعذارها
حسب العروبة أنّكم لبّيتم / يوم النداء و كنتم أنصارها
بردى أدار عليكم صهباء / و جلت عرائسه لكم نوّارها
و اخجلتي للناكرين جميلها / و الثالمين مع العدوّ غررها
عقّوا البنين و ما سمعت بناقة / وطئت على مهد الصعيد حوارها
أيا دمية أنشأتها و عبدتها
أيا دمية أنشأتها و عبدتها / كما عبد الغاوون منحوت أحجار
سكبت بها روحي و أهواء صبوتي / و ألوان أحلامي و بدعة أطواري
جمعت بها الدّنيا فكانت سلافتي / و كأسي و ندماني و أهلي و سمّاري
و نامت على الحلم المريح بمقلتي / و هدهدها عطري و حبّي و إيثاري
و يا دمية أنشأتها ثمّ حطّمت / يداي الذي أنشأت تحطيم جبّار
جمالك من سحري و عطرك من دمي / و فتنتك الكبرى خيالي و أشعاري
و ثغرك من حاني فيا لمنمنم / نديّ بأنفاس الرّياحين معطار
ألمّ به إثمي فندّاه بالمنى / و مرّ به و هنا فطيّبه عاري
خلقتك من أهواء نفسي و نوّعت / بك الحسن أهوائي و حبّي و أوطاري
فما يشتهى خدّاك إلا لأنّني / تركت على خدّيك إثمي و أوزاري
و ما أسكرت عيناك إلا لأنّني / سكبت بجفنيك الغويّين أسراري
أينكرني حسن خلقت فتونه / فيخنقني عطري و تحرقني ناري
و تنكرني : يا غضبة الشعر و الهوى / و يا غضبة الدنيا و يا غضبة الباري
رددتك للطين الوضيع و ما حنا / على روضك الهاني هبوبي و إعصاري
و فارقت إذ فارقتك الطين وحده / و عادت إلى نفسي عطوري و أنواري
إنّي أكرّم شعري في متارفه
إنّي أكرّم شعري في متارفه / كما تكرّم عند المؤمن السور
هديّة الله فيها عطر جنّته / و الخمر و اللّعس النشوان و الحور
و قد أحنّ إلى حسن يدلّلني / كما يحنّ إلى أندائه الزّهر
و بلبل الدّوح ترضيه بأيكته / نعمى الجمال و يرضي غيره الثمر
أريد حبّا كنار الحقّ ماتهبا / كمزبد الموج من شمّاء ينحدر
نزر الهوى ليس يرضي جائعا شرها / إلى الصّبابة لا يبقي و لا يذر
و العبقريّ و إن جلّت موهبه / طفل السّريرة لا حقد و لا حذر
طفل فإن نال ضيم من كرامته / ما البحر يزأر . ما البركان ينفجر
ذنوبه خفرات من براءته / أحلى الغواية ما يندى به الخفر
و ما تمنّى خيالي أنّني ملك / فوق الملائك زهوا أنّني بشر
أقيم ما شئت في عدن و أتركها / و أخلع الجسم أحيانا و أتّزر
أطلّ و الشعر من عصماء باذخة / و في السّفوح غرور الحكم و البطر
نحن النّسور و من نعمى جوانحنا / أنّا رأينا صغارا كلّ من كبروا
و ربّ هجر سولء في مواجعه / أكباد من هجروا ظلما و من هجروا
أدعو قبور أحبّائي لتسمعني / و هل تجيب دعاء الثاكل الحفر
قبر بضاحية الشهباء طاف به / فلملم الطيب من حصبائه السحر
و استودعت حمص قبرا لو مررت به / لهشّ لي منه حبّ مترف عطر
و لي قبور على الفيحاء غافية / زوّارها الطير و الأشواق و القمر
ظمأى و يندى ثراها لوعة و هوى / إذا ألمّ بها من غربتي خبر
تلك المصارع ردّ الموت نجدتها / عنّي فكاد الأديم السمح يعتذر
طاح الزمان بإخواني و أوردهم / على الحتوف فلا عين و لا أثر
أصبحت بعدهم حيران منفردا / و الريح معولة و اللّيل معتكر
أحنو على كلّ قبر من قبورهم / أبكيه .. حتّى بكى من لوعتي الحجر
قد عقّني الصحب حتّى لا أضيق به / إن عقّني الأقربان السمع و البصر
ألوّن الخطب أضواء و غالية / و أبدع الفقر عزّا حين أفتقر
و ما وفى لي ممّن كنت أوثرهم / إلاّ القبور و إلاّ الأيك و النّهر
سيذكرني بعد الفراق أحبّتي
سيذكرني بعد الفراق أحبّتي / و يبقى من المرء الأحاديث و الذكر
ورود الرّبى بعد الرّبيع بعيدة / ويدنيك منها في قواريره العطر
نغمات عودي لا تملّ لأنّها
نغمات عودي لا تملّ لأنّها / شعر يفيض عواطفا و شعورا
نغمات عودي لا تملّ لأنّها / لغو الملائك إذ تناجي الحورا
همست بها الأرواح في ملكوتها / شدوا أرقّ من الصّبا و زفيرا
يدني إليّ من الخيال شواردا / و يهزّ أعطافي هوى و سرورا
في ظلمة الأحزان من نغماته / نفسي الحزينة تستعير النورا
أحنو عليه معانقا متنهدا / فكأنني أمّ تضمّ صغيرا
و أبثّه شكوى الهوى فإخاله / يبكي عليّ متيّما مهجورا
سله عن الزمن الخؤون و أهله / تره عليما بالزمان خبيرا
شهد العصور السالفات و هدهدت / أوتاره السفّاح و المنصورا
و رأى حضارة جلّق و جلالها / و الملك في تلك الربوع كبيرا
إذ ماء جلّق كالرحيق عذوبة / و ظباء جلّق كالشموس سفورا
سلب الزمان بها ملوك أميّة / تاجا يشعّ ضياؤه و سريرا
يا لاثما فيها الثرى من حبّه / أعلمت أنّك تلثم الكافورا
و معانقا أغصانها من وجده / دلّل هواك فقد ضممت خضورا
هذا صلاح الدين فاخشع إنّه / ملك الكلوك مسالما و مغيرا
طاف الجلال به مليكا فاتحا / حيّا و طاف بلحده مقبورا
فالثم ثراه فقد لثمت خميلة / للمكرمات و قد شممت عبيرا
و اهتف لدى القبر النديّ مردّدا / بفنائه التهليل و التكبيرا
ليث المعامع و هو أوّل آسر / صيد الفوارس كيف صار أسيرا
من نعمياتك لي ألف منوّعة
من نعمياتك لي ألف منوّعة / و كلّ واحدة دنيا من النور
رفعتني بجناحي قدرة و هوى / لعالم من رؤى عينيك مسحور
تعبّ من حسنه عيني فإن سكرت / أغفت على سندسيّ من أساطير
أخادع النّوم إشفاقا على حلم / حان على الشفة اللمياء مخمور
وزار طيفك أجفاني فعطّرها / يا للطيوف الغريرات المعاطير
طيوبها في زيارات الرؤى نزلت / من مقلتيّ على أصفى القوارير
كأنّ همسك في ريّاه وشوشة / دار النسيم بها بين الأزاهير
تندى البراءة فيه فهو منسكب / من لغو طفل و من تغريد عصفور
رشفت صوتك في قلبي معتّقة / لم تعتصر و ضياء غير منظور
لو كنت في جنّة الفردوس واحدة / من حورها لتجلىّ الله للحور
خلقتني من صبابات مدلهة / ظمأى الحنين إلى دلّ و تغرير
فكيف أغفلت قلبي من تجلّده / لمّا تولّيت إبداعي و تصويري
و كيف تشكين من حبّي غوايته / و أنت كوّنت تفكيري و تعبيري
و هل تريدين روحي هدأة و ونى / فكيف أنشأت روحي من أعاصير
ألفت نفسي على ما صغت جوهرها / يا غربتي عند تحويري و تغييري
كبّرت للطلعة النشوى أسبّحها / أكان لله أم للحسن تكبيري
يا طفلة الروح حبّات القلوب فدى / ذنب لحسنك عند الله مغفور
آثامك الخفرات البيض لو جليت / لطور موسى لندّت ذروة الطور
كأنّها أقحوانات منضّرة / بمخضب عبق الريحان ممطرة
يا نجمة تختفي حينا و تشرق لي / حينا أفانين تعريف و تنكير
لقد هجرت أخاك الفجر و انتبهت / شمس الصباح على أنّات مهجور
من موطن النّور هذا الحسن أعرفه / حلو الشمائل قدسيّ الأسارير
ففي السماء على مطلول زرقتها / أرى مساحب ذيل منك مجرور
لا تجزعي من مقادير مخبّأة / حنا يدلّلنا ظلم المقادير
عندي كنوز حنان لا نفاد لها / أنهبتها كلّ مظلوم و مقهور
أعطي بذلّة محروم فوا لهفي / لسائل يغدق النعماء منهور
جواهري في العبير السكب مغفية / من الونى بعد تغليس و تهجير
تاهت عن العنق الهاني فأرشدها / إلى سناه حنين النور للنور
أيا شاعر العرب الذي سار شعره
أيا شاعر العرب الذي سار شعره / يدوّي فلا يثنيه برّ و لا بحر
تذكّر بثغر اللاذقيّة صاحبا / إذا دبّ فيه اليأس أنعشه الذكر
أمير الندى و الأريحيّة و العلى / أحبّ من النعمى شمائلك الغرّ
بيانك لا عطر الجنان و سحرها / و طبعك لا الشهد المصفّى و لا الخمر
صحبتك من عشرين تجنع بيننا / من الأدب الأعلى الشمائل و الفكر
و أنّا تحدّينا الطغاة فلم يضيق / بطغيانهم منّا كفاح و لا صبر
و أنّت اناخ الدهر حينا بعسفه / علينا فلم يسلس شكائمنا الدهر
و أنّا تقاسمنا الإمارة بيننا / لك النثر في آفاقها و لي الشعر
أقارب لا من أسرة أو عشيرة / فمن صور القربى الشمائل و النجر
و أهل على بعد الجدود و إنّما / أخو الحرّ في الدّنيا هو الماجد الحرّ
فدلّل وفائي ما قدرت فإنّه / و حقّك نعم الذخر إن فقد الذخر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025