المجموع : 6
إنّ امرأَ قصدَت إليك به
إنّ امرأَ قصدَت إليك به / في البحرِ بعضُ مراكبِ البحرِ
تجري الرياحُ به فتحمِلهُ / وتكُفُّ أحياناً فلا تجري
ويرى المنِيَّةَ كلّما عصفَت / ريحٌ به للخوفِ والذعرِ
للمُستحَقُّ بأن تُزَوِّدَهُ / كنتَ الأمان له منَ الفقرِ
ما راحَ يومٌ على حيٍّ ولا ابتكَرا
ما راحَ يومٌ على حيٍّ ولا ابتكَرا / إلّا رأي عبرَةً فيه إن اعتَبرا
ولا أتَت ساعةٌ في الدهرِ فانصَرَمت / حتّي تؤثِّرَ في قومٍ لها أثَرا
إنّ اللياليَ والأيّام أنفُسَها / عن غَيرِ أنفُسِها لم تكتُمِ الخبَرا
ما لي رأيتُك تدني كلّ منتَكِثٍ / إذا تغيّبَ ملتاثٍ إذا حضَرا
إذا تنسَّمَ ريح الغدرِ قابلَها / حتّى إذا نفخَت في أنفهِ غَدرا
ومن يجِىء على التقريب منكَ لهُ / وأنتَ تعرِفُ فيه الميلَ والصعَرا
أحلَّكَ اللَهُ من قحطانَ منزلةً / في الرأسِ حيثُ أحلَّ السمعَ والبَصرا
فلا تضِع حقّ قحطانٍ فتُغضِبَها / ولا ربيعةَ كلّا لا ولا مضَرا
أعطِ الرجالَ على مقدارِ أنفُسهِم / وأولِ كلّا بما أولى وما صبَرا
ولا تقولَن إنّي لستُ من أحدٍ / لا تمحَقِ النيرَينِ الشمسَ والقَمَرا
أسلِم وإن كان فيكَ عنّي
أسلِم وإن كان فيكَ عنّي / قبضٌ لكَفّيكَ وازورارُ
تلحَظَني عابساً قطوباً / كأنّما بي لديكَ ثارُ
لو كان أمراً عتِبتُ فيه / يجوزُ منه ليَ اعتِذارُ
أو كنتُ سئالةً حريصاً / لحانَ منّي لك الفرارُ
أو كنتُ نذلاً عديمَ عقلٍ / لا منصِبٌ لي ولا نجارُ
أو لم أكن حامِلاً بنَفسي / ما تحملُ الأنفُسُ الكبارُ
وأنّني من خيار قومي / وكُلُّ أهلي فتىً خيارُ
عذّرتُ أن نالني جفاءٌ / منكَ وأن نالني ضرارُ
لكِنَّ ذَنبي إليكَ أنّي / قحطانُ لي الجدُّ لا نزارُ
عليكَ منّي السلام هذا / أوانُ ينأى بيَ المزارُ
هل كنتَ إلّا كلَحمِ ميتٍ / دعا إلى أكلِهِ اضطِرارُ
راحَت على الناسِ لابن يحيى / محمّدٍ ديمةٌ غزارُ
ولم يكن ما أنلتُ منهُ / بقدرِ ما ينجلي الغبارُ
قد أصبحَ الناسُ في زمانٍ / أعلامهُ السفلةُ الشرارُ
يستأخرُ السابق الذكيُّ / فيه ويستقدمُ الحمارُ
وليسَ للمرءِ ما تمنّى / يوماً وما إن لهُ اختيارُ
ما قدَّرَ اللَه فهوَ آتٍ / وفي مقاديرهِ الخيارُ
أيا ذا اليمينَينِ إنّ العتا
أيا ذا اليمينَينِ إنّ العتا / بَ يشفي صدوراً ويغري صدورا
وكنتُ أرى أنّ تركَ العتاب / بِ خيرٌ وأجدرُ ألّا يضيرا
إلى أن ظنَنتُ بأن قد ظنَن / تَ أنّي لنفسيَ أرضى الحقيرا
فأضمَرَتِ النفسُ في وهمِها / منَ الهمِّ همّا يكُدُّ الضميرا
ولا بدّ للماءِ في مرجلٍ / على النار موقدةً أن يفورا
ومن أشرِبَ اليأسَ كان الغنِيَّ / ومن أشربَ الحرصَ كان الفقيرا
علام وفيمَ أرى طاعَتي / لدَيكَ ونصري لك الدهر بورا
ألم أك بالمصرِ أدعو البعيدَ / إليك وأدعو القريبَ العشيرا
وألزَمُ غرزَكَ في ماقطِ ال / حروبِ عليها مقيماً صبورا
ففيم تقدِّمُ جفّالةً / إليكَ أمامي وأُدعى أخيرا
كأنَّك لم تدرِ أنَّ الفتى ال / حَمِيَّ إذا زارَ يوماً أميرا
فقُدِّمَ من دونَهُ قبلَهُ / أليسَ يكونُ بسُخطٍ جديرا
ألستَ ترى أنّ سفّ الترابِ / به كان أكرمَ من أن يزورا
ولستُ ضعيفَ الهوى والمدى / أكونُ الصبا وأكونُ الدبورا
ولكن شهابٌ فإن ترمِ به / مهِمّا تجد كوكبي مستنيرا
فهل لكَ في الإذنِ لي راضياً / فإني أري الإذنَ غنماً كبيرا
وكان لك اللَه فيما ابتُعِثت / له من جهادٍ ونصرِ نصيرا
ولا جعلَ اللَه في دولةٍ / سبَقتَ إليها وريح فتورا
فإنّ ورائيَ لي مذهَباً / بعيداً من الأرضِ قاعاً وقورا
به الضَبُّ تحسِبهُ بالفَلاةِ / إذا خفَقَ الآلُ فيها بعيرا
ومالاً ومصراً على أهلهِ / يدُ اللَه من جائِرٍ أن يجورا
وإنّي لمِن خيرِ سكّانهِ / وأكثَرهم بنفيري نفيرا
أعليٌ إنّكَ جاهِلٌ مغرورُ
أعليٌ إنّكَ جاهِلٌ مغرورُ / لا ظلمَةٌ لكَ لا ولا لك نورُ
أكتَبتَ توعدني إذ استبطأتني / إنّي بحربكَ ما حييتُ جديرُ
فدَعِ الوعيدَ فما وعيدُكَ ضائري / أطَنينُ أجنِحَةِ البعوضِ يضيرُ
وإذا ارتحلتُ فإنّ نصرِيَ للأُلى / أبواهُمُ المهدِيُّ والمنصورُ
نبَتَت عليهِ لحومُنا ودماؤنا / وعليهِ قدّرَ سعيُنا المشكورُ
يا ذا اليمينينِ ما شيءٌ إقامتهُ
يا ذا اليمينينِ ما شيءٌ إقامتهُ / على الإطالةِ إقصاءٌ وتقصيرُ
وما شهابٌ منيرٌ قد أضَرَّ به / همٌّ ببابِكَ حتّى ما لهُ نورُ