المجموع : 12
إِنَّما كانَ طَلحَةُ الخَيرِ بَحراً
إِنَّما كانَ طَلحَةُ الخَيرِ بَحراً / شُقَّ لِلمُعتَفينَ مِنهُ بُحورُ
ثُمَّ كانَ الَّذي تَلَقّاكَ مِنهُ / نائِلٌ واسِعٌ وَسَيبٌ غَزيرُ
يَتَّقي الذَمَّ بِالفَعالِ وَيَبني / مَجدَ مَن قَد تَضَمَّنَتهُ القُبورُ
بِسِجِستانَ قَدَّسَ اللَهُ مِنهُ / قَد ثَوى في الضَريحِ خَيرٌ كَثيرُ
خَلَّفَتهُ لَنا شَمائِلُ عَبدِ ال / لَهِ لا جاحِدٌ وَلا مَنزورُ
بِالطِعانِ الشَديدِ وَالنائِلِ الجَز / لِ إِذا نَكَّسَ البَخيلُ الدَثورُ
حَمِسٌ بِاللِواءِ لَيثٌ إِذا ما / رايَةُ الموتِ بِالمَنايا تَدورُ
حينَ لا يُقدِمُ الجَبانُ وَلا يَص / بِرُ إِلّا المُشَيَّعُ النِحريرُ
تَتَفادى مِنهُ إِذا عَرَفَتهُ / خَشيَةَ الموتِ أُسدُها وَالنُمورُ
مَرَّةً فَوقَ جِلدِهِ صَدَءُ الدِر / عِ وَيَوماً يَجري عَليهِ العَبيرُ
فَهوَ سَهلٌ لِلأَقرَبينَ كَما يُر / تادُ غَيثٌ عَلى البِلادِ مَطيرُ
وَيُباري الصَبا بِجَفنَتِهِ الشي / زى إِذا هاجَتِ الصَبا الزَمهَريرُ
حينَ لا يَنبَحُ العَقورُ مِنَ القُر / رِ وَلا يُغبَقُ الوَليدُ الصَغيرُ
سَوفَ يَبقى الَّذي تَسَلَّفتَ عِندي / إِنَّني دائِمُ الإِخاءِ شَكورُ
وَيُؤَدّي الثَناءَ رَكبٌ عِجالٌ / قالَ هاديهِمُ مِنَ اللَيلِ سيروا
طَرَدوا عَنهُمُ النُعاسَ بِشِعري / وَثَناءٍ يَزينُهُ التَحبيرُ
كَثَنائي عَلى أَبيكَ الَّذي يَب / كي عَلَيهِ عِندَ الوَثاقِ الأَسيرُ
وَسَرَت بَغلَتي إِلَيكَ مِنَ الشَأ / مِ وَحَورانُ دونَها وَالعَويرُ
وَسَواءٌ وَالقَريَتانِ وَعينُ ال / تَمرِ خَرقٌ يَكِلُّ فيهِ البَعيرُ
فَاِستَقَت مِن سِجالِهِ بِسِجالٍ / لَيسَ فيهِ مَنٌّ وَلا تَكديرُ
شُبَّ بِالعالِ مِن كَثيرَةَ نارُ
شُبَّ بِالعالِ مِن كَثيرَةَ نارُ / شَوَّقَتنا وَأَينَ مِنّا المَزارُ
أَوقَدَتها بِالمِسكِ وَالعَنبَرِ الرَط / بِ فَتاةٌ قَد ضاقَ عَنها الإِزارُ
تَتَّقي بِالحَريرِ مِن وَهَجِ الشَم / سِ وَخَزِّ العِراقِ وَالأَستارِ
بِعُقَيرِ الرومِيِّ مِنها مَحَلٌّ / وَلَها بِالكُوَيفَتَينِ دِيارُ
قَد تَراها وَلَو تَشاءُ مِنَ القُر / بِ لَأَغناكَ عَن نَداها السِرارُ
تِلكَ نارٌ لَها أَضاءَ سَناها / لِمُحِبٍّ لَهُ بِيَثرِبَ دارُ
ذَكَّرَتني حِلفَ النَبِيِّ وَقَد تَع / لَمُ حِلفي وَحِلفَها الأَنصارُ
لَم أَخُنها فَتَطلُبَ الوِترَ مِنّي / عِندَ ذي الذَحلِ تُطلَبُ الأَوتارُ
أَطلِقي إِذ مَلَكتِني ثُمَّ فُكّي / عَن أَسيرٍ عانٍ بَراهُ الإِسارُ
ظَعَنَت لِتَحزُنَنا كَثيرَ
ظَعَنَت لِتَحزُنَنا كَثيرَ / وَلَقَد تَكونُ لَنا أَميرَه
أَيّامَ تِلكَ كَأَنَّها / حَوراءُ مِن بَقَرٍ غَريرَه
شَبَّت أَمامَ لِداتِها / بَيضاءُ سابِغَةُ الغَديرَه
رَيّا الرَوادِفِ غادَةٌ / بَينَ الطَويلَةِ وَالقَصيرَه
حَلَّت فَلاليجَ السَوا / دِ وَحَلَّ أَهلي بِالجَزيرَه
قَذَفَت بِها غَربُ النَوى / فَعَسى تَكونُ لَنا مَريرَه
صَفراءُ كَالسِيَراءِ لَم / تَشمِط عُذوبَتَها بُحورَه
مِن نِسوَةٍ كَالبَيضِ في ال / أُدحِيِّ بِالدَمَثِ المَطيرَه
لَم يَصطَلينَ غَضاً وَلَم / يَضرِبنَ لِلبَهمِ الحَظيرَه
جُبنَ الفُروجَ مِنَ المَرا / جِلِ وَالمُضَلَّعَةِ المَنيرَه
فَوقَ الجُلودِ يَفوحُ في / أَردانِها عَبَقُ الذَريرَه
إِنّي اِمرُؤٌ لا يُزدَرى / دَفعِيَ عَن أَعراضِ العَشيرَه
في بَيتِها حَسَباً وَمِن / أَخلاقِ صالِحِها سَريرَه
أَنفي القَراقيرَ الصِغا / رَ وَأَحطِمُ الفُلكَ الكَبيرَه
أُمّي لِقَيسٍ في الذُرى / وَأَبي لِعاتِكَةَ المَهيرَه
بِنتِ العَواتِكِ مِن بَني / ذَكوانَ لا عَدمى فَقيرَه
في بَيتِها عَدَدُ الرِجا / لِ وَحَولَها مُضَرُ الكَثيرَه
بُنِيَت عَلَيها مِثلَما / بُنِيَت عَلى البَيتِ الضَفيرَه
تَدعو فَتَأتيها بِها ال / جُردُ البَهاليلُ الذُكورَه
بِالمُردِ وَالشُمطِ المُجَر / رَبَةِ الخَضارِمَةِ المُغيرَه
يَخطَفنَ أَنفاساً كَما / خَطِفَت أَرانِبَها الصُقورَه
وَأَرومَةٌ عادِيَّةٌ / فيها وَقِبصُ حَصىً كَثيرَه
أَيُّ اِمرِئٍ حَقَرَ الرِجا / لَ فَنَفسُهُ تِلكَ الحَقيرَه
بَل رُبَّ دُنيا قَد رَأَي / تُ كَبيرَةٍ حَقّاً مَزيرَه
فَإِخالُ ذالِكَ باطِلاً / ما لَم يَكُن عَمَلاً ذَخيرَه
أَتَيناكَ نُثني بِالَّذي أَنتَ أَهلُهُ
أَتَيناكَ نُثني بِالَّذي أَنتَ أَهلُهُ / عَلَيكَ كَما أَثنى عَلى الرَوضِ جارُها
تَقَدَّت بِيَ الشَهباءُ نَحوَ اِبنِ جَعفَرٍ / سَواءٌ عَلَيها لَيلُها وَنَهارُها
تَزورُ فَتىً قَد يَعلَمُ اللَهُ أَنَّهُ / تَجودُ لَهُ كَفٌّ بَعيدٌ غِرارُها
فَوَاللَهِ لَولا أَن تَزورَ اِبنَ جَعفَرٍ / لَكانَ قَليلاً في دِمَشقَ قَرارُها
فَإِن مُتَّ لَم يوصَل صَديقٌ وَلَم تَقُم / طَريقٌ مِنَ المَعروفِ أَنتَ مَنارُها
ذَكَرتُكَ إِذ فاضَ الفُراتُ بِأَرضِنا / وَجاشَ بِأَعلى الرَقَّتَينِ بِحارُها
وَعِندِيَ مِمّا خَوَّلَ اللَهُ هَجمَةٌ / عَطاؤُكَ مِنها شَولُها وَعِشارُها
مُبارَكَةٌ كانَت عَطاءَ مُبارَكٍ / تُمانِحُ كُبراها وَتَنمي صِغارُها
إِنَّ عَهدي بِهِم غَداةَ اِستَقَلّوا
إِنَّ عَهدي بِهِم غَداةَ اِستَقَلّوا / مِن فِلَسطينَ وَالدُموعُ غِزارُ
وَاِستَحازَت عَلى القَناطِرِ مِن حَو / رانَ عينٌ نَواعِمٌ أَبكارُ
لَم يُكَلِّمنَ خَشيَةَ العَينِ ذا اللُب / بِ وَغَطّى الدُموعَ مِنها الخِمارُ
غَيرَ أَنّي سَمِعتُ حينَ اِنصَرَفنا / قَولَهُم شَطَّ بِالحَبيبِ المَزارُ
تَذَكَّرَ القَلبُ مِن أَسمائِهِ ذِكَرا
تَذَكَّرَ القَلبُ مِن أَسمائِهِ ذِكَرا / وَكانَ عَن أَمَةِ الغَفّارِ قَد صَبَرا
وَاللَهِ ما ذُكِرَت عِندي سَمِيَّتُها / إِلّا تَرَقرَقَ ماءُ العَينِ فَاِنحَدَرا
كَأَنَّهُ لُؤلُؤٌ في سِلكِ ناظِمَةٍ / بُتَّ القُوى مِن جَديدِ السِلكِ فَاِنتَثَرا
يا نَضَّرَ اللَهُ بَيتاً أَنتَ عامِرُهُ / يا أُمَّ بِشرٍ وَأَسقى دارَكِ المَطَرا
تِربينِ إِحداهُما كَالشَمسِ إِذ بَزَغَت / في يَومِ دَجنٍ وَأُخرى تُشبِهُ القَمَرا
أَتانا رَسولٌ مِن رُقَيَّةَ ناصِحٌ
أَتانا رَسولٌ مِن رُقَيَّةَ ناصِحٌ / بِأَنَّ قَطينَ اللَهِ بَعدَكَ سُيِّرا
فَسارَ بِها حَيٌّ كِرامٌ أَعِزَّةٌ / وَخَيرٌ إِذا ما يُبتَغى غَيرُ أَعسَرا
فَلِلَّهِ عَينا مَن رَأى مِثلَ قَومِها / غَداةَ غَدَوا كانوا أَعَقَّ وَأَفجَرا
وَأَقطَعَ لِلأَرحامِ لَم يَرقُبوا بِها / مِنَ اللَهِ إِلّا يَومَ ذاكَ وَأَيصَرا
وَأَكثَرَ مِنهُم سَيِّداً غَيرَ مُفحَمٍ / أَغَرَّ نَقِيّاً أَصلَعَ الرَأسِ أَزهَرا
وَأَحسَنَ مِنهُم مَوكِباً حينَ أَعرَضوا / وَخِدراً عَلى مِثلِ المَهاةِ مُخَدَّرا
تَقولُ لِمَن يَحدو بِها حينَ جاوَزوا / بِها قُرُحَ الوادي وَأَجبالَ خَيبَرا
قِفوا بِيَ أَنظُر نَحوَ قَومِيَ نَظرَةً / فَلَم يَقِفِ الحادي بِها وَتَغَشمَرا
فَواحَزَنا إِذ فارَقونا وَجاوَزوا / سِوى قَومِهِم أَعلى حَماةَ وَشَيزَرا
بِلاداً تَغولُ الناسَ لَم يولَدوا بِها / وَقَد غَنِيَت مِنهُم مَعاناً وَمَحضَرا
لَيالِيَ قَومي صالِحٌ ذاتُ بَينِهِم / يَسوسونَ أَحلاماً وَإِرثاً مُؤَزَّرا
فَلِلَّهِ عَينا مَن رَأى مِن مُفارِقٍ / يُفارِقُ طَوعاً أَو غَريباً مُسَيَّرا
شَبيهاً بِذاكَ الحَيِّ حينَ تَحَمَّلوا / يَلُفّونَ أَسقاطاً وَسَبياً مُوَفَّرا
وَسوقَ عُدولٍ أُعجِلوا عَن مَناهُمُ / رِجالاً وَنِسواناً يُزَجَّينَ حُسَّرا
مُصعَبٌ كانَ مِنكَ أَمضى بَعيداً
مُصعَبٌ كانَ مِنكَ أَمضى بَعيداً / حينَ يُغشي القَبائِلَ الأَنهارا
لَو شَدَدنا مِن ناظِرَيهِ قَليلاً / لَبَنينا مِنَ الرُؤوسِ مَنارا
أَلا أَيُّها الضَيفُ الَّذي يَطلُبُ القِرى
أَلا أَيُّها الضَيفُ الَّذي يَطلُبُ القِرى / بِبَتّا تَحَمَّل لَيسَ في دارِهِ عَمروُ
وَكانَ أَبو أَوفى إِذا الضَيفُ نابَهُ / تُشَبُّ لَهُ نارٌ وَتُنضى لَهُ قِدرُ
فَيُمسي وَيُضحي الضَيفُ شَبعانَ وَالقِرى / حَميدٌ وَيَبقى بَعدَها الحَمدُ وَالذِكرُ
أَضحَت رُقَيَّةُ دونَها البِشرُ
أَضحَت رُقَيَّةُ دونَها البِشرُ / فَالرَقَّةُ السَوداءُ فَالغَمرُ
يا لَيتَ شِعري كَيفَ مَرَّ بِها / وَبِأَهلِها الأَيّامُ وَالدَهرُ
بَكّي بِدَمعِكَ واكِفَ القَطرِ
بَكّي بِدَمعِكَ واكِفَ القَطرِ / اِبنَ الحَواري العالِيَ الذِكرِ
فَلَن أُجيبَ بِلَيلٍ داعِياً أَبَداً
فَلَن أُجيبَ بِلَيلٍ داعِياً أَبَداً / أَخشى الغَرورَ كَما غُرَّ اِبنُ هَبّارِ
باتوا يَجُرّونَهُ في الحُشِّ مُنجَدِلاً / بِئسَ الهَدِيَّةُ لِاِبنِ العَمِّ وَالجارِ