المجموع : 263
يَظلِمُ الناسُ في القيادةٍ أَفْرى
يَظلِمُ الناسُ في القيادةٍ أَفْرى / أنت منه باللومِ أَوْلى وأَحْرى
كان للكركدنِّ قرنٌ فأضحى / قرنُه اليومَ عند قرنك مِدْرَى
من يكن قرنه كقرنك هذا / فليكن بابُه كإيوانِ كسرى
ألا رُبَّ أشياءَ مذكورةٍ
ألا رُبَّ أشياءَ مذكورةٍ / يُحدَّثُ عنها وليستْ تُرى
بِعرْسٍ وآوَى وما أشْبها / وكابنِ الرُّخاميِّ طيفِ الكَرى
أكُفُّ الغواني بالخنا خَضِراتُ
أكُفُّ الغواني بالخنا خَضِراتُ / وهنَّ بأقران الهوى ظَفراتِ
ضعُفنَ وكان الضعفُ منهنَّ قوةً / فهنَّ على الألبابِ مقتدراتُ
ومُنتقباتٌ بالضياءِ وضاءةً / كما هنَّ بالظَّلْماء مُعتجراتُ
خُلقن من الأضداد فاسودَّت الذُّرا / سوادَ الدجى وابيضَت البَشَراتُ
ومِسْنَ وكثبانُ المآزر رُجَّحٌ / وقضبانُ ما وُشِّحن مُضْطمِراتُ
بَكَرْنَ على باكورتي فابتكرنَها / وهن لها إذ ذاك مُبتكِراتُ
كِلانا اجتنى ما يشتهي من خليله / فأغصانُ ما نهواهُ مُنهَصِراتُ
ذَكَرتُ الصبا وهناً فلا الوجْدُ مُقْلِعٌ / لشيء ولا الأحشاءُ مُصطبراتِ
غليلٌ أبى أن يُطفِئَ الدمعُ نارَهُ / ويُضرمهُ أن تَعصِب الزفراتُ
ألا إنما الدنيا الشبابُ وإنما / سرور الفتى هاتيكمُ السّكراتُ
ولا خيرَ في الدنيا إذا ما رعيتَها / وقد أيبستْ أجنابُها الخَضِراتُ
نُراعُ إذا لاحت نجومُ مشيبنا / كأن نجوم الليل مُنكدراتُ
وتنفطرُ الأكبادُ عند شُمولهِ / كأنّ الطِّباق السبع منفطرات
سيُنسيك أيامَ الشباب وبردَها / فتىً ما جدٌ أيامُه سَبِراتُ
مواصلةٌ آصالُها غُدواتها / من اللاءِ لم تُخْلق لها جمراتُ
ولم تُسلِكَ الأيامُ عن زهَرَاتها / بمثل فتىً أخلاقه زَهراتُ
كمثل أبي العباس إن كان مثلُهُ / وهل مثلُه دامت له الخيَراتُ
أخو السَّرو من آل الفرات وكلُّهُمْ / سَراةٌ ولكن للسَّراةِ سَراةُ
يدُ الله يا آل الفرات عليكُمُ / وأيديكُمُ بالعرفِ منهمراتُ
تَحلّ أياديكم بحقٍ وإنها / لديكم بلا حق لمُحتقَراتُ
أيادٍ بوادٍ لا تُفيق وشايةً / بأيدِ انتهاءٍ وهي مُستتَراتُ
قِرىً لكُم تُخْفونه وهو ظاهرٌ / سجاياكُمُ قِدْماً به يَسراتُ
وكيف بأن يخفَى قِراكم وإنما / بلادُ بني الدنيا لكم حَجَراتُ
أزَرتُمْ قراكم كلّ قومٍ فجاءهم / هنيئاً ولم تُقطع له القَفراتُ
جريتُم مع السُّبَّاق في كل حلبةٍ / فجئتم ولم تُرْهِقْكُمُ الفَتراتُ
رَجَحْتُمْ على أكفائكُم إذ وُزِنتُمُ / وهل يستوي الآلاف والعَشَراتُ
لنا أثرَاتٌ دونكم بثرائكم / ولكن لكم بالسؤدد الأَثراتُ
حلمتم وفيكم مَنعةٌ فأكفُّكم / قوادر لا يعجزنَ مُغتفِراتُ
أَكفٌّ عن الهافينَ طرّاً صوافحٌ / وهنَّ من الباغين مُنتصراتُ
كأنكُمُ ليناً وحدّاً مَناصلٌ / لها الصفحاتُ المُلس والشَّفراتُ
إذا افتخرَ السادات يوماً سكتُّمُ / ولم تَسكُتِ الأحلامُ والأَمرات
وما فَخْرُ قومٍ والمَفاخرُ كلُّها / بهم عند ذكر الفخر مُفتخِراتُ
لهم شِيمٌ إنْ لم تكن أزليةً / فإن بحارَ الأرض مُحتفَراتُ
مفجَّرةٌ قبل السؤال وبعدَهُ / صوافي جِمام الماء لا كَدِراتُ
تكلَّمُ عنكم ما تبين صنائعٌ / سُترنَ وهُنَّ الدهرَ مُشتهراتُ
ومنكم أبو العباس ذاك الذي لهُ / تقاصَرُ في أبدانها القَصَراتُ
فتىً لا قضاياه علينا بوادرٌ / ولا الجود منه باللُّهى خَطَراتُ
ولكن قضاياه سدادٌ وَجُودُهُ / ينابيع بالمعروف مُنفجراتُ
هو المرءُ يسعى والمساعي ثقليةٌ / ويسبِقُ والأنفاس مُنبهراتُ
له ضحكاتٌ حين يُسألُ حاجةً / إذا كثُرت من غيرِهِ الضَّجراتُ
يقول ويُولي منّةً بعد مِنَّةٍ / فيُطنبُ والأقوالُ مُختصراتُ
فلو أُنزلتْ بعد النبيِّينَ سورةٌ / إذاً أنزلت في مدحهِ سُوراتُ
جرى وجرتْ أقلامُهُ خيلَ حَلْبةٍ / وأقلامُ قومٍ عنده حُمُراتُ
نصيحاً إذا غشَّ الولاةَ كفاتُهم / وفيِّاً إذا ما خيفَتِ الغدراتُ
أميناً على مالِ الملوكِ وفيئِهِم / وسوقِهمُ ليست له حثَراتُ
ضليعاً إذا ما اسْتُحْمِلَ الخطبَ ناهضاً / بأعبائه ليست له عثراتُ
يُرَوِّي فَتُسْتَلُّ السيوفُ ولم تزلْ / له هَدآتٌ غِبَّها نَفَرَاتُ
وكم هَدآتٍ للأرِيبِ أَريبةٍ / يخالُ الأعادي أنها فَتَرَاتُ
أخُو الفِكَر اللَّائي إذا فِكَرُ الوَرَى / تَنَاسَتْ هُدَاها فهي مدَّكِرَاتُ
لقد خِيرَ فيه للوزير ولم يزلْ / أبو الصقر مختاراً له الخِيرَاتُ
به تَتَعَرَّى المرْهَفَاتُ وتارةً / تَسَتَّرُ والأغمادُ منحَسِرَاتُ
أمنْتُ ولو غاض الفراتُ من الصَّدَى / لأنك لي يا ابن الفرات فُراتُ
ترى الدَّهْرَ مُرْتَاعاً إذا ما تَتَابَعتْ / إلى صَرْفه من أحمدٍ نظراتُ
مُحَاذَرةً ممن إذا ما تحرَّرتْ / عوارفُهُ زالتْ بها النَكِراتُ
أساءتْ ليَ الأيامُ يا ابن مُحَرَّرٍ / وهُنَّ إليَّ الآنَ مُعْتذِراتُ
رأَينَ مطافي حول حقْوَيْكَ عائذاً / فهنَّ لما أبصرنَهُ حَذِراتُ
وأَوْعدتُهَا تَنْكِيرَكَ النُّكْرَ صادقاً / فقلت رُوَيْداً تَنْجَلي الغمراتُ
إلى الله أشكُو سوءَ رَأْيٍ مُؤَمَّلٍ / معارفُ شِعْرِي عنْده نَكِرَاتُ
وقدْ كنتُ منْ حرمانه في بَليَّةٍ / فقد أرْدفَتْ حرمانَهُ الحَسَراتُ
توَالتْ على العافينَ آلاءُ عُرْفِهِ / وأخْفَقْتُ والآمالُ مُنْتظِرَاتُ
فأَنَّى أَثاب الثَيِّبات ولم يُثِبْ / عَذارَى ولم تُفْضَضْ لها عُذُراتُ
أعِذْ كلماتي فيه من قول قائلٍ / أرى شَجَراتٍ ما لها ثَمراتُ
أمُنْطَوِيَاتٌ دون كَفِّي صِلاتُهُ / وأسرابُ مدْحي فيه منتشرات
أرى الشعر يُحْيي المجد والبأْس والندى / تُبَقِّيهِ أرواحٌ لها عَطراتُ
وما المجد لولا الشِّعْرُ إلا مَعاهدٌ / وما النَّاسُ إلا أعْظمٌ نَخِراتُ
وقد صُغْتُ ما التيجانُ أشباهُ بعضِهِ / وقد حِكْتُ ما أشْباهُهُ الحَبِراتُ
رُمْتُ نداكم يا بني طاهرٍ
رُمْتُ نداكم يا بني طاهرٍ / فرمتُ مُخَّ الذَّرِّ في عُسْرَتِهْ
أمَّلْتُ منْ رفد سُلَيْمانِكُمْ / ما أمَّلَ المعتزُّ مِنْ نُصْرَتِهْ
تَربصتَ بي رَيْبَ المنونِ تجرُّني
تَربصتَ بي رَيْبَ المنونِ تجرُّني / على مَطْلك الممدودِ عصراً إلى عصرِ
وأعْطيتني زاد المسافر عالماً / بقلةِ ما أبقى مطالُك من عمري
ومثل امرئٍ أفنى مطالك عمرَهُ / كفاه لعمري مثل نائلك النزرِ
يا سيداً لم يلتبس عِرضُهُ
يا سيداً لم يلتبس عِرضُهُ / بذمِّ رائيهِ ولا خابرِهْ
ظاهرُهُ أحسنُ من غيبه / وغيبُه أحسن من ظاهرِهْ
ومن إذا الرأي خبا نُورُهُ / فإنما يقدحُ من خاطرِهْ
فلا ترى أثقبَ من ذهنهِ / فيه ولا أيمَنَ من طائرِهْ
أوَّلُ ما أسأل من حاجةٍ / أن تقرأ الشعر إلى آخرِهْ
قراءةً تصدرُ عن نيةٍ / تُفهم قلب المرء عن ناظرِهْ
ثم كفاني بالذي تَرْتَئي / في جَيّد الشعر وفي شاعرِهْ
وما أرَى التقصير يُخشَى على / فعلك بل يُخشى على شاكرِهْ
أبلغْ فتى آل بشرٍ بل مؤمَّلهُمْ
أبلغْ فتى آل بشرٍ بل مؤمَّلهُمْ / رسالةً ليس في أمثالها عارُ
هل جائزٌ يا أبا العباس أو حسنٌ / وأنت شهمٌ ذكي القلب نَظّارُ
ظلمٌ تَمادَون فيه لا يُرى لكُمُ / عنه وإن سكت المظلوم إقصارُ
ما هازِباء مَصيدٌ في فنائكُمُ / مثل السبائك أشبارٌ وأفتارُ
في كل يوم تُغاديكم وظائفكم / منه وإخوانكم من ذاك أصفارُ
أنتم أصحاء والمرضى أحقّ به / فأنصفوا إنّ أهل العدل أبرارُ
أولا ففي درهمٍ ما يُستعفُّ به / عنكم وتُقضى لُبانات وأوطارُ
فكلِّمونا إذا جئنا لحاجتنا / إنّا بذلك نستوفي ونختارُ
ولا تشحُّوا علينا أن نُغَرِّمكم / فيلتقي فيكُمُ بخلٌ وإضرارُ
أقول قولي وقد أنذرتكم غضبي / يا سادة الناس والإنذار إعذارُ
وقد خصصت أبا عيسى بلائمتي / إذ لم يكن منه تنبيهٌ وإذكارُ
أدْللتُ منكم على أحرار دهركُمُ / وليس يستثقل الإدلالَ أحرارُ
فلا يُقابَلْ بإنكارٍ فإنكُمُ / قومٌ لكم بحقوقِ المجد إقرارُ
وكم حاجبٍ غضبانَ كاسرِ حاجبٍ
وكم حاجبٍ غضبانَ كاسرِ حاجبٍ / محا الله ما فيه من الكسر بالكسرِ
عبوسٍ إذا حييتهُ بتحيةٍ / فيا لك من كِبْرٍ ومن منطقٍ نَزْرِ
يظل كأن الله يرفع قدرَهُ / بما حطّ من قدري وصغَّرَ من أمري
إذا ما رآني عاد أعمى بلا عمىً / وصَمَّ سميعاً ما بأُذْنيه من وقرِ
أزفُّ إليك البكر ما زُفّ مثلها / فيدفع منها في الترائب والنحرِ
ولو أنه خلّى إليك سبيلها / قررتَ بها عيناً وأثخنتَ في المهرِ
ومن شِيمِ الحجابِ أن قلوبهم / قلوب على الأحرار أقسى من الصخرِ
وأنهمُ لو ملِّكوا القَطر أو وَلُوا / خزائنهُ خافوا النفاد على القطرِ
يخافون أن يحظى سواهم بحظهم / فهم من سؤال السائلين على وحرِ
فلو حلَّؤوني عن شريعة جدولٍ / عذرتُ ولكن حلَّؤوني عن البحرِ
فإن كان لي قَدْرٌ لديك تُسِرُّهُ / فعرّفهُمُ ما لي لديك من القدرِ
يا أبا حفص المُعَي
يا أبا حفص المُعَي / ير بالأبنة الحدَرْ
لا تُعيِّر ذوي البلا / ءِ به واحذرِ الغِيرْ
إن يكن فيّ ما ذكر / تَ وقد يكذبُ الخبرْ
فعلى رأسك ابتلي / تُ بدائي مع القدرْ
من يرى رأسك الصقي / لَ فلا يشتهي الكَمرْ
لم يزل بي تنزُّهي / فيه باللمس والنظرْ
دون أن صرتُ أشتهي / بعض ما يشتهي البشرْ
مدحتُ مَعاشراً عُرَراً
مدحتُ مَعاشراً عُرَراً / حسبت بأنهم غررُ
فما رَفَدوا ولا وعدوا / ولا اعتلّوا ولا اعتذروا
أحبّ الطهارة من داخلٍ
أحبّ الطهارة من داخلٍ / فلم يرضَ منها بما يظهرُ
وما استدخل الأير من حاجةٍ / ولكن به المذهب الأكبرُ
ألا ربما سؤتُ الغيورَ وساءني
ألا ربما سؤتُ الغيورَ وساءني / وبات كلانا من أخيه على وحرِ
وقبَّلتُ أفواهاً عِذاباً كأنها / ينابيع خمرٍ حُصِّبت لؤلؤ البحرِ
مدحتُ أبا العباس أطلب رِفْدَهُ
مدحتُ أبا العباس أطلب رِفْدَهُ / فخيَّبني من رفده وهجا شعرِي
فهبنيَ قد أعفيتُه من مَثوبتي / أيُغضي له شعري على مضض الوِترِ
سيبريه شعري حسبَ ما كان راشهُ / ولا خير في شعرٍ يَريش ولا يبري
وإني عليم أنّ فَرْيَ أديمه / يسيرٌ عليه ما غدا سالمَ الوَفْرِ
لي صديقٌ إذا رأت
لي صديقٌ إذا رأت / وجهَهُ العينُ سرَّها
قلت يوماً وخلتهُ / مطلَقَ الكفّ ثَرَّها
يا جواداً إذا حمتْ / لِقَحُ المزن دَرَّها
فرَّطتْ منك دعوةٌ / تأملُ النفس كرَّها
قال كانت فُليتةً / فوَقَى اللَّه شرَّها
قلتُ واهاً بجُرعةٍ / ذقتُها ما أمرَّها
أنت مذ ذقتها تشكْ / كى إلى الله حرَّها
قال إي والذي قضى / حلّ كفي وصرَّها
قلت تب توبة امرئٍ / عَقَّ نفساً وبرَّها
كلَّف النفس خطة / لم تطقها وغرَّها
ثم قفَّى بتوبةٍ / مطّ فيها وجرَّها
ولقد تُنفَع النفو / سُ بما كان ضرَّها
وفي ابن عمار عُزيريةٌ
وفي ابن عمار عُزيريةٌ / يخاصم الله بها في القدرْ
لِمْ كان ما كان ولمْ لَمْ يكن / ما لم يكن فهو وكيل البشرْ
لا بل فتى خاصم في نفسه / لِم لَم يفز قِدْماً وفاز البقرْ
وكل من كان له ناظر / صافٍ فلا بدّ له من نظرْ
يا هلْ من الحادثات من وَزَرِ
يا هلْ من الحادثات من وَزَرِ / للخائف المستجير أم عَصَرِ
تغدو فتعدو فما تَرِقُّ على / أنثى وما إن تخاف من ذكرِ
يا بؤسَ للدهر ذي السفاهِ أما / يَفْرقُ بين القيانِ والجِزَرِ
أما يُعفِّي على جرائم ما اس / تقدَمَ منه متابَ منتظرِ
يُمرُّ عصراه كلّ مُنتكث / ونقضُهُ عائد على المِرَرِ
مُنصلتُ السيفِ كلَّ مُنصلَت / مُنشمر النَّبل كل منشمَرِ
يقتلنا سيفُهُ وتختِلنا / سهامُهُ الكامنات في القُتَرِ
كأن إسرافهُ برهبة مق / هور عليه وحرص مؤتجَرِ
كم من قتيلٍ لِصَرفه طَلفٍ / وكم دمٍ في ثيابهِ هدرِ
ألا فداءٌ يفي ببُغيته / ألا سِدادٌ لتلكمُ الفُقَرِ
يا لك من مالكٍ ومقتدرٍ / مؤتَمِر السوء كلَّ مؤتَمَرِ
مُكتنِفٍ بالعَداء مُعتوِرٍ / مكتنَفٍ بالملام مُعتوَرِ
فجَّعني صرفُهُ بمؤنسةٍ / تبعث مَيْت النشاط والأشرِ
صيغت وِفاقَ الهوى فما شُنِئت / من رَهَل عابها ولا قَفَرِ
عسيرة البذل غير خاليةٍ / من خُلق يخدع الرِّضا يَسَرِ
تُمتِّع الحِدْث من مُلاعَبَةٍ / تنزل بين المجون والحصرِ
ويومها من محرَّم أبداً / حِذقاً ويوم القيان في صفرِ
سابقة لم تزل تُنقِّلها / بسابقٍ في الكتاب مستطَرِ
واها لذاك الغناء من طبقٍ / على جميع القلوب مقتدَرِ
يملأ رَوْحاً فؤاد سامعهِ / ويُصطلى حرُّه من القِررِ
كأنه قالبٌ لكلّ هوىً / فكلُّهُ والمُنى على قَدَرِ
لا خير في غيره وهل أمَمٌ / من شاربِ الراح شارب السَّكرِ
إنّا إلى الله راجعون لقد / غال الردى سيرة من السيرِ
مِلءَ صدور المجالس اختُلِست / لا بل صدور الورى إلى الثُّغرِ
فَزفْرةٌ لا تزال في صَعدٍ / وعبرةٌ وُكّلت بمنحدرِ
بانت وما خلَّفت نظيرتها / وغصنها اللدن غير مهتصَرِ
مضت على دَلِّها بوحدتها / ولم يعد شخصُها بمنجحِرِ
تسمو لأقرانها مبارِزةً / لا من وراء الستور والحُجَرِ
لم يعتصم عودُها بزامرةٍ / ولا ضوى وجهها إلى السُّترِ
تُبارز العين وحدها أبداً / والأُذنَ وهي الحميدة الأثرِ
وتقتل الهمّ شرّ قتلتِهِ / بغير عون يكون من أُخرِ
ما بذلتْ للكئيب نُصرتها / على الأسى فارعوى إلى النُّصَرِ
لم تخلُ من منظر تُشوِّقهُ / ومن عفاف يفي بمستَترِ
ما برزت للخنا ولا استترت / من عجر شانَها ولا بجرِ
ما أُولع الدهر في تصرفهِ / بكل زينٍ له ومفتخَرِ
يعدو على نفسه فيسلبها / إلا عتاد المعدِّ ذي النَّمرِ
كم ملبس لا يعاب هتّكه / عن جلدةٍ منه شَثنة الوبرِ
أودى بِبستانَ وهي حُلّتهُ / فقد غدا عارياً من الحبرِ
أطار قُمرية الغناء عن ال / أرض فأيُّ القلوب لم تطِرِ
للَّه ما ضُمِّنت حفيرتُها / من حُسن مرأىً وطُهرِ مختبرِ
أضحت من الساكني حفائرهم / سكنَى الغوالي مَداهنَ السُّررِ
مُطيِّبي كلِّ تربةٍ خَبثتْ / ومؤنسيها بشرّ مجتوَرِ
يا حرّ صدري على ثلاثة أم / واهٍ هُريقت في الترب والمدَرِ
ماءي شباب ونعمة مُزجا / بماء ذاك الحياء والخفرِ
لو يعلم القبر من أتيح له / لا نحفر القبر غير محتَفرِ
أو لأباها فصان حينئذٍ / عن رمسه درّةً منَ الدرَرِ
إنّ ثرىً ضمها لأفضلُ مح / جوجٍ لِصَبٍّ وخيرُ معتَمرِ
أقسمتُ بالغُنجِ من مَلاحظِها / وسحر ذاك السُّجوِّ والفَتَرِ
لو عُقرتْ حول قبرها بقر ال / إنسِ مكان القِلاص والمُهَرِ
والدرّ نظمٌ على الترائب من / هن وأشكاله من العِترِ
وانتحرت في فنائه بُهَمُ ال / حرب وصِيد الملوك من مُضرِ
ثم سَقيتُ الدماء تربتَها / لم أشفِ ما في الفؤاد من وَحَرِ
نفسَك يا نفس فانحري أسفاً / فإن هذا أوان مُنتحرِ
ما حَسَنٌ أن تذوبَ مهجتُها / ومهجتي لم تُرَق ولم تُمَرِ
لا يُنكر الدهرُ بعد مهلِكها / هُلكَ ذوات الجلال والخطرِ
كَوَّر شمس النهار فانكدرت / كواكبُ الليل كل منكَدَرِ
بستان يا حسرتا على زَهَرٍ / فيك من اللهو بل على ثمرِ
بستان لهفي لحسن وجهك وال / إحسان صارا معاً إلى العَفرِ
بستان أضحى الفؤاد من وَلهٍ / يا نزهة السمع منه والبصرِ
بستان ما منك لامرئٍ عوضٌ / من البساتين لا ولا البشرِ
بستان أسقيتِ من مدامعنا ال / دمع وأعقبتِ عُقبةَ المطرِ
بل حَقُّ سقياك أن تكون من ال / صهباءِ صهباءِ حمص أو جَدَرِ
بل من رحيق الجنان يقطَبُ بال / مسكِ سُلافاته بلا عَكَرِ
بل من نجيع القلوب يمزج بال / عطف وصفو الوداد لا الكدرِ
بستان لم يُستعَر لك اسمك يا / بستانَ لذاتنا ولم يُعَرِ
كنا إذا اللَّهو قلّ مائرُنا / منه وجدناك معدن المِيرِ
ما كل لهوٍ أراهُ بعدكُمُ / عندي سوى سُخرةٍ من السُّخَرِ
لست إلى نغمة بذي أذَنٍ / ولا إلى صورةٍ بذي صَوَرِ
كنتِ وكانت قرينةٌ لك عي / نين لهوىً فِشين بالعوَرِ
وكنتِ يُمناهما ففات بك ال / دَهر وهل يَصطفي سوى الخِيَرِ
يا مشرباً كان لي بلا كدرٍ / يا سمراً كان لي بلا سهرِ
ما كنتُ أدري أطعمُ عافيتي / أعذبُ أم طعم ذلك السمرِ
يا نعمة الله في بريّته / أصبحتِ إحدى فواقرِ الفِقرِ
يا غضّةَ السن يا صغيرتها / أمسيتِ إحدى المصائب الكُبرِ
أنّى اختصرتِ الطريق يا سكَني / إلى لقاء الأكفان والحفرِ
ألم تكوني غريرةً فُنُقاً / لا يهتدي مثلها لمحتَصَرِ
أنى تجشمت في الحداثة ما / جُشِّمتِ من كُره ذلك السفرِ
أنى ولم تلحقي ذوي حُنْك ال / سنّ ولا امّزت من ذوي الغَرَرِ
أحميك من مورد قصدتِ له / لا ينتهي وردُهُ إلى صدرِ
يا شمسَ زُهر الشموس يا قمر ال / أقمار حسناً يا زهرة الزُّهَرِ
أبعد ما كنتِ باب مبتهجٍ / للنفس أصبحتِ باب معتبرِ
أصبحت كالترب غير راجحةٍ / به وقد ترجحين بالبِدرِ
أصابنا الدهرُ فيك أكمل ما / كنت فما رُزؤُنا بمجتبَرِ
لم تقتحمك العيون من صِغَرٍ / ولا قَلتْك النفوس من كِبرِ
فكيف نسلاكِ والأسى أبداً / في كِبَرٍ والسُّلوُّ في صغرِ
كلُّ ذنوب الزمان مغتفرٌ / وذنبه فيك غير مغتفَرِ
تبتّل العود عند فقدكُمُ / وازدجر اللهو أيّ مزدَجرِ
وغاب عنا السرور بعدكُمُ / واحتَضر الهم حينَ محتضرِ
وغاض ماء النعيم يتبعكم / وانهمر الدمع كلّ منهمرِ
فإن سمعنا لِمزهر وتراً / حنّ فهاتيك عَوْلة الوترِ
أما ولؤم البِلى وقسوته / لقد محا منك أحسن الصورِ
يا بشراً صاغه المصوِّر من / نورٍ على سُنّة من الفِطرِ
بل من شعاع العقول حين ترى ال / غيب بعين الذكاء والعبرِ
لا تحسبوني غَنيتُ بعدكُمُ / عنكم بشمس الضحى ولا القمرِ
لا تحسبوني أنستُ بعدكمُ / إلى هديل الحمام في الشجرِ
لا تحسبوني استرحت بعدكُمُ / إلى نسيم الشَّمال بالسّحرِ
لا تحسبوا العين بعدكم سَرَّحت / في مسرحٍ من مسارح النظرِ
يأبى لها ذاك أن ناظرها / في شُغُلٍ بالسهاد والعبرِ
وكيف بالنوم للمُباشر أط / راف حُمات الحيّات والإبرِ
سقياً ورَعياً لعيشةٍ معكم / أصبحتُ من عهدها بمفتقرِ
أمتعني دهرُها بغبطتِهِ / على الذي كان فيه من قصَرِ
كانت لياليه كلّها سَحَراً / وكان أيامهن كالبُكَرِ
لهوٌ أطفنا بِبكر لذَّتِه / وما فضضْنا خواتمَ العُذَرِ
ولم ننلْ من جناه نَهْمَتَنا / وإن حظينا بمونِق الزهرِ
كم قد نعمنا بضمِّ مُتَّشحٍ / وما اعتدينا بهَتْك مؤتزرِ
كم قد شربت الرضاب في قُبَل / كانت ولكن شربت بالغُمرِ
جدوى فمٍ فيه لؤلؤ وجَنَى / نحلٍ بماء السحابِ في النُّقرِ
غناؤه يشتكي حرارته / وريقه يشتكي من الخَصَرِ
كنتم لنا فتنةً من الفتن ال / غُرِّ بلا شهرةٍ من الشُّهَرِ
وكلُّ لهوٍ بمثل وصلكُمُ / ذو غُرر إذ سواه ذو عُرَرِ
أخذتُكُم طائعاً أخا جَذَلٍ / ولم أدع طائعاً ولم أذَرِ
كأنني ما طلعتِ مقبلةً / عليَّ يوماً بأملح الطُّرَرِ
في كفّك العود وهو يؤذن بال / إحسان إيذانَ صادقِ الخبرِ
إذ مشيكم مُذْكِري غناءَكُمُ / مَشْيَ الهوينا سواكنِ البقرِ
وإذ فسادي بكم يذكِّرني / لنُفْسِدَنَّ الطواف في عمرِ
كأنّ عينيَّ أبصرتْكِ ضُحى / في مجلسي والوشاة في سَقرِ
كأنها ما رأتك كالمَلَكِ ال / أصيد في التاج يوم مُبتَهرِ
وبين عينين منكُمُ علمٍ / لم يُسْدَ شِبْهٌ له ولم يُنَرِ
يا أحسنَ العالمين حاسرةً / وأكمل الناس عند معتجَرِ
كأنها ما رأتك صادحةً / والصُّدّحُ الوُرْق عُكّفُ الزُمُرِ
يَسْمعنَ أو يَسْتفدنَ منك شجا / والتمر يُمتار من قرى هجرِ
كأن داوود كان يومئذٍ / يتلو زبوراً مُلَيِّنَ الزبرِ
كأنني ما اقترحتُ ما اقترحتْ / نفسي فساعفتني بلا زورِ
كأنني ما استعدت مقتَرحي / يوماً فكررتهِ بلا ضجرِ
وصنتِ خدّاً كساه خالقه ال / حسنَ فصعّرْتهِ عن الصَعَرِ
ولو تكبرتِ كنتِ مُعْذِرةً / والمسكُ ما لا يُعابُ بالذَّفرِ
كأنني ما نعمتُ منك بمر / تاحِ نعيمٍ ولا بمبتكرِ
رضيتُ من منظر بطيف كرىً / يعرو ومن مسمع بمدّكرِ
رضىً كسخطٍ ولو قَدِرْتُ لغي / يَرْتُ ونكّرتُ مُنكَر الغيرِ
لو أنَّ قِرني سوى المقادير في / أمرك أحضرتُ عز منتصِرِ
لكنها القِرْنُ لا يقاومهُ / قِرنٌ عزيز لعزة النَّفرِ
لو كان فعل الورى لقد ذَئِرَتْ / له المساعير أيما ذأرِ
لكنه وِتْرُ مالكٍ مَلِكٍ / يعلو على الطالبين بالثُّؤَرِ
يا لهفَ نفسي على مُهَاجرتَي / إياكِ لهفاً يطير كالشرَرِ
ليس لذنبٍ دعا إلى غضبٍ / لكن لنُعمى دعتْ إلى بطرِ
هجرٌ متى شئتُ قلتُ كان من ال / خسران أو قلتُ ربح متَّجَرِ
كانت تُجِدُّ الهوى مغنِّيةً / كأنها نَشرةٌ من النُّشرِ
ووصلُك الإلفَ بعد هجرتِهِ / يَجْنيك معسول حدّة الظَّفرِ
لولا التعزّي بذاك آونةً / لانْفَطر القلبُ كلَّ منفَطرِ
ما انتهك الدهر قبلكم لذوي ال / لَهوِ حريماً في البدو والحضرِ
أبكيك بالدمع والدماء بل ال / تسهاد بل بالمشيبِ في الشعرِ
بل بنحول العظام مُحتقِراً / ذاك وإن كان غير محتقرِ
بل باجتناب الشفاء بل بتوخ / خي النفس ما يُتَّقى من الضّررِ
لأستميحنّ كلّ ذاك لمب / كائيك بعد استماحة الدِّررِ
بل ليت شعري وقد حَييت وقد / قَدَّمتِ للنفس وجه معتذِرِ
كيف وأنّى ولِمْ أقمتُ وقد / بِنْتِ أكان الفؤاد من حجرِ
إلّا أكن متُّ فانقرضتُ فكَمْ / من مَوْتةٍ للفؤادِ في الذِّكَرِ
وليس في خطرةٍ مغيرةٍ / لكنها سَرْمد مع الفِكرِ
رثيتُ منك صِبىً تكنَّفه / عفاف سرٍّ وحسن مجتهَرِ
وما يفي بالثلاث مرثيةٌ / إلا صلاةَ المليك في السورِ
وإن جرى الدمع غير معتنَفٍ / وسمَّح الشِّعر غير معتَسرِ
وكنتُ عَفوَ الصبَى فشيعهُ / عفوٌ من الشجو غيرُ معتَصرِ
دمعٌ وشعرٌ مساعدٌ أتيا / طوعاً وما طائع كمقتَسرِ
أشكو إلى الله لا إلى أحدٍ / أن متِّ والنفسُ حيةُ الوطرِ
من لي بالصبر بعد مدَّخرٍ / أفْنَى من الصبر كلَ مدّخرِ
بل قَبُح الصبر إنه غُدَرٌ / بصاحب الصدق أيما غُدرِ
لا أسأل الله حسن مصطبر / فإنه عنك لؤمُ مصطبرِ
وحزن نفسي عليك من كرمٍ / وهو على من سواك من خَورِ
وقد يُعزِّي الفؤاد أنك في / جنّة عدن غداً وفي نَهَرِ
سيشفع الحور فيك أنك من / هنَّ بذاك الدلال والحورِ
يا لهف نفسي عليك كم حَذِرتْ / لو وُقِّيتْ ما تخاف بالحذرِ
كم وحْيِ رؤيا فزعتُ فيك له / وطِيرةٍ من نواطق الطيرِ
بيَّنْتِ لي الحزم في البدار إلى / كل مخُوفٍ عليه مبتدَرِ
أصبحتُ من صبحه بمنبلَجٍ / والناس من فجره بمنفجَرِ
ولو تخليتُ من شَجايَ بكم / بادرتُ باللهو كرَّةَ القَدرِ
ودَّ المبردُ أنّ الله بدَّلهُ
ودَّ المبردُ أنّ الله بدَّلهُ / من كلّ جارحةٍ في جسمهِ دُبُرا
فأعطِهِ يا إله الناس مُنْيتهُ / ولا تُبقِّ له سمعاً وبصرا
لكي يُقضِّي أوطاراً مُذمَّمةً / من كل عَرْدٍ ترى في رأسه عُجرا
بل لو يكون له ضِعفا جوارحِهِ / من الفِقاح لما قضّى بها وطرا
هيهاتَ ثمّ غليلٌ لا شفاءَ لهُ / أو يُجْعَل الكلُّ منه فَقْحةً وحِرا
ومُستصرخي بعد الخليفة صِنْوه
ومُستصرخي بعد الخليفة صِنْوه / أبو أحمد المحمودُ في البدو والحضرِ
فمن مُبَلِغٌ عني موفقَ هاشمٍ / قريعَ بني العباس ذا المجد والفخرِ
وصاحب عهد المسلمين الذي غدا / يُخاف ويُرجَى للعظيم من الأمرِ
يميناً لئن أنتم خذلتم وليَّكم / لتُسْتَفْسَدَنَّ الأولياءُ يد الدهرِ
إذا كان خذلانُ النصير جزاءَهُ / فماذا يرجِّي باذلُ النصر في النصرِ
أتثمِر إسلامَ النصير وليَّهُ / وقايتُهُ إياهُ بالصدر والنحرِ
أبى ذاك أن الرَّيع يشبه بَذْرَهُ / وذلك أن الريع من جوهر البَذْرِ
وغدرُ وليِّ المرء بالمرء فاتحٌ / لشيعته الوافين باباً إلى الغدرِ
هززتك فاغضبْ غضبةً جعفريةً / تكون على الأعداء راغية البَكرِ
ولا تَلْهُ عن إصراخ داعيك بالتي / يسير بها الركبان في البر والبحرِ
عظَّمَ الله يُمنَ فطرِك فطرا
عظَّمَ الله يُمنَ فطرِك فطرا / يا ابن أعلى الملوك مجداً وذكْرا
وأهلَّ الشهورَ بالسعد ما عش / تَ وأبقاكَ آخرَ الدهر عصرا
في سرورٍ يُريك شهرك يوماً / وحبورٍ يريك عامك شهرا
قلت لما بدا الهلالُ ضئيلاً / قد كستْه سُرى ثلاثين ضُمرا
عجباً للهلال كيف استهلّو / هُ هلالاً هلَّا استهلوه بدرا
كان لما بدا وأنت أميرٌ / مستحقاً أن يبهر الشمس فخرا
كيف لم يسبق المواقيتَ بدراً / كيف لم يقهر المقادير قهرا
غير أن الأمور تجري على ما / قدّر الله وهو أحسنُ قَدْرا
أحمدُ الله إذ أراني عيداً / لا أرى فيه فوق أمرِك أمرا
طاب فيهِ نسيمُ ريحك حتّى / لحسبنا عَجاج خيلِك عِطْرا
وتجليتَ ملءَ عينٍ وصدرٍ / وقديماً ملأت عيناً وصدرا
نَذر الناسُ في القديم نذوراً / إنْ رأوا عيدك المأمَّل شكرا
وتركتُ النذور عمداً لأني / لا أرى كُفءَ نعمةٍ فيك نذرا
فالبَس العيد وانْضُه سالم النف / سِ وإن لم تسلم ثراءً ووَفْرا
طُلْتَ مجداً وطلتَ فخراً بني آ / دمَ طراً فطُلْ كذلك عُمرا
يا بانيَ الدَّرجِ الذي أولَى به
يا بانيَ الدَّرجِ الذي أولَى به / لو كان يعقل هَدْمُها من دارِهِ
لا تبنينَّ بنيةً قوَّادةً / تُزْني بناتِ أبي البنات بجارِهِ
لم يَبنها إلا امرؤ متعصّبٌ / للكَشْخ يعجبه ارتفاع شَنارِهِ
يا بانيَ الدرج الوثيق بناؤُها / بالصخر ينقله على أشفارِهِ
شكراً لما هتَّكن من حُرماتِهِ / لا بل لما كثَّرن من أصهارِهِ
كم غافلٍ في سُوقه قنَّعتَهُ / في عُونه خِزياً وفي أبكارِهِ
لو غار هدَّمها بفيهِ وأنفهِ / طلباً لها حتى المماتِ بثارِهِ
لكنهُ رجلٌ يبرِّجُ عِرْسَهُ / وبناتِه ليزدْنَ في أنصارِهِ