المجموع : 21
راحَ القَطينُ بِهَجرٍ بَعدَما اِبتَكَروا
راحَ القَطينُ بِهَجرٍ بَعدَما اِبتَكَروا / فَما تُواصِلُهُ سَلمى وَما تَذَرُ
مَنأى الفَرورِ فَما يَأتي المُريدَ وَما / يَسلو الصُدودَ إِذا ما كانَ يَقتَدِرُ
كَأَنَّ أَظعانَهُم في الصُبحِ غادِيَةً / طَلحُ السَلائِلِ وَسطَ الرَوضِ أَو عُشَرُ
أَو بارِدُ الصَيفِ مَسجورٌ مَزارِعُهُ / سودُ الذَوائِبِ مِمّا مَتَّعَت هَجَرُ
جَعلٌ قِصارٌ وَعَيدانٌ يَنوءُ بِهِ / مِنَ الكَوافِرِ مَكمومٌ وَمُهتَصِرُ
يَشرَبنَ رَفهاً عِراكاً غَيرَ صادِرَةٍ / فَكُلُّها كارِعٌ في الماءِ مُغتَمِرُ
بَينَ الصَفا وَخَليجِ العَينِ ساكِنَةٌ / غُلبٌ سَواجِدُ لَم يَدخُل بِها الحَصَرُ
وَفي الحُدوجِ عَروبٌ غَيرُ فاحِشَةٍ / رَيّا الرَوادِفِ يَعشى دونَها البَصَرُ
كَأَنَّ فاها إِذا ما اللَيلُ أَلبَسَها / سَيابَةٌ ما بِها عَيبٌ وَلا أَثَرُ
قالَت غَداةَ اِنتَجَينا عِندَ جارَتِها / أَنتَ الَّذي كُنتُ لَولا الشَيبُ وَالكِبَرُ
فَقُلتُ لَيسَ بَياضُ الرَأسِ مِن كِبرٍ / لَو تَعلَمينَ وَعِندَ العالِمِ الخَبَرُ
لَو كانَ غَيري سُلَيمى اليَومَ غَيَّرَهُ / وَقعُ الحَوادِثِ إِلّا الصارِمُ الذَكَرُ
ما يَمنَعُ اللَيلُ مِنّي ما هَمَمتُ بِهِ / وَلا أَحارُ إِذا ما اِعتادَني السَفَرُ
إِنّي أُقاسي خُطوباً ما يَقومُ لَها / إِلّا الكِرامُ عَلى أَمثالِها الصُبُرُ
مِن فَقدِ مَولىً تَصورُ الحَيَّ جَفنَتُهُ / أَو رُزءُ مالٍ وَرُزءُ المالِ يُجتَبَرُ
وَالنيبُ إِن تَعرُ مِنّي رَمَّةً خَلَقاً / بَعدَ المَماتِ فَإِنّي كُنتُ أَثَّئِرُ
وَلا أَضِنُّ بِمَعروفِ السَنامِ إِذا / كانَ القُتارُ كَما يُستَروَحُ القُطُرُ
وَلا أَقولُ إِذا ما أَزمَةٌ أَزَمَت / يا وَيحَ نَفسِيَ مِمّا أَحدَثَ القَدَرُ
وَلا أُضِلُّ بِأَصحابٍ هَدَيتُهُمُ / إِذا المُعَبَّدُ في الظَلماءِ يَنتَشِرُ
وَأُربِحُ التَجرَ إِن عَزَّت فِضالُهُمُ / حَتّى يَعودَ سُلَيمى حَولَهُ نَفَرُ
غَربُ المَصَبَّةِ مَحمودٌ مَصارِعُهُ / لاهي النَهارِ لِسَيرِ اللَيلِ مُحتَقِرُ
يُروي قَوامِحَ قَبلَ اللَيلِ صادِقَةً / أَشباهَ جِنٍّ عَلَيها الرَيطُ وَالأُزُرُ
إِن يُتلِفوا يُخلِفوا في كُلِّ مَنقَصَةٍ / ما أَتلَفوا لِاِبتِغاءِ الحَمدِ أَو عَقَروا
نُعطي حُقوقاً عَلى الأَحسابِ ضامِنَةً / حَتّى يُنَوِّرَ في قُريانِهِ الزَهَرُ
وَأَقطَعُ الخَرقَ قَد بادَت مَعالِمُهُ / فَما يُحَسُّ بِهِ عَينٌ وَلا أَثَرُ
بِجَسرَةٍ تَنجُلُ الظُرّانَ ناجِيَةَ / إِذا تَوَقَّدَ في الدَيمومَةِ الظُرَرُ
كَأَنَّها بَعدَما أَفنَيتُ جُبلَتَها / خَنساءُ مَسبوعَةٌ قَد فاتَها بَقَرُ
تَنجو نَجاءَ ظَليمِ الجَوِّ أَفزَعَهُ / ريحُ الشَمالِ وَشَفّانٌ لَها دِرَرُ
باتَت إِلى دَفِّ أَرطاةٍ تُحَفِّرُهُ / في نَفسِها مِن حَبيبٍ فاقِدٍ ذِكَرُ
إِذا اِطمَأَنَّت قَليلاً بَعدَما حَفَرَت / لا تَطمَئِنُّ إِلى أَرطاتِها الحُفَرُ
تَبني بُيوتاً عَلى قَفرٍ يُهَدِّمُها / جَعدُ الثَرى مُصعَبٌ في دَفِّهِ زَوَرُ
لَيلَتَها كُلَّها حَتّى إِذا حَسَرَت / عَنها النُجومُ وَكادَ الصُبحُ يَنسَفِرُ
غَدَت عَلى عَجَلٍ وَالنَفسُ خائِفَةٌ / وَآيَةٌ مِن غُدُوِّ الخائِفِ البُكَرُ
لاقَت أَخا قَنَصٍ يَسعى بِأَكلُبِهِ / شَأنَ البَنانِ لَدَيهِ أَكلُبٌ جُسُرُ
وَلَّت فَأَدرَكَها أولى سَوابِقِها / فَأَقبَلَت ما بِها رَوعٌ وَلا بَهَرُ
فَقاتَلَت في ظِلالِ الرَوعِ وَاِعتَكَرَت / إِنَّ المُحامِيَ بَعدَ الرَوعِ يَعتَكِرُ
وَلَم تَحمَ عَبدُ اللَهِ لا دَرَّ دَرُّها
وَلَم تَحمَ عَبدُ اللَهِ لا دَرَّ دَرُّها / عَلى خَيرِ قَتلاها وَلَم تَحمَ جَعفَرُ
وَلَم تَحمَ أَولادُ الضَبابِ كَأَنَّما / تُساقُ بِهِم وَسطَ الصَريمَةِ أَبكُرُ
وَدَوكُم غَضا الوادي فَلَم تَكُ دِمنَةٌ / وَلا تِرَةٌ يَسعى بِها المُتَذَكِّرُ
أَجِدَّكُمُ لَم تَمنَعوا الدَهرَ تَلعَةً / كَما مَنَعَت عُرضَ الحِجازِ مُبَشِّرُ
لَوَشكانَ ما أَعطَيتَني القَومَ عَنوَةً / هِيَ السُنَّةُ الشَنعاءُ وَالطَعنُ يَظأَرُ
لَشَتّانَ حَربٌ أَو تَبوءوا بِخِزيَةٍ / وَقَد يَقبَلُ الضَيمَ الذَليلُ المُسَيَّرُ
يا بِشرُ بِشرَ إِيادٍ أَيُّكُم
يا بِشرُ بِشرَ إِيادٍ أَيُّكُم / أَدّى أُرَيكَةَ يَومَ هَضبِ الأَجشُرِ
يَتَرادَفُ الوِلدانُ فَوقَ فَقارِها / بِنِها الرَدافِ إِلى أَسِنَّةِ مَحضَرِ
جاءَت عَلى قَتَبٍ وَعِدلِ مَزادَةٍ / وَأَرَحتُموها مِن عِلاجِ الأَيصَرِ
مَن كانَ مِنّي جاهِلاً أَو مُغَمَّراً
مَن كانَ مِنّي جاهِلاً أَو مُغَمَّراً / فَما كانَ بِدعاً مِن بَلائِيَ عامِرُ
أَلِفتُكَ حَتّى أَخمَرَ القَومُ ظِنَّةً / عَلَيَّ بَنو أُمِّ البَنينَ الأَكابِرُ
وَدافَعتُ عَنكَ الصيدَ مِن آلِ دارِمٍ / وَمِنهُم قَبيلٌ في السُرادِقِ فاخِرُ
فُقَيمٌ وَعَبدُ اللَهِ في عِزِّ نَهشَلٍ / بِثَيتَلَ كُلٌّ حاضِرٌ مُتَناصِرُ
فَذُدتُ مَعَدّاً وَالعِبادَ وَطَيِّئاً / وَكَلباً كَما ذيدَ الخِماسُ البَواكِرُ
عَلى حينَ مَن تَلبَث عَلَيهِ ذَنوبُهُ / يَجِد فَقدَها وَفي الذِنابِ تَداثُرُ
وَسُقتُ رَبيعاً بِالفَناءِ كَأَنَّهُ / قَريعُ هِجانٍ يَبتَغي مَن يُخاطِرُ
فَأَفحَمتُهُ حَتّى اِستَكانَ كَأَنَّهُ / قَريحُ سُلالٍ يَكتَفُ المَشيَ فاتِرُ
وَيَومَ ظَعَنتُم فَاِصمَعَدَّت وُفودُكُم / بِأَجمادِ فاثورٍ كَريمٌ مُصابِرُ
وَيَومَ مَنَعتُ الحَيَّ أَن يَتَفَرَّقوا / بِنَجرانَ فَقري ذَلِكَ اليَومَ فاقِرُ
وَيَوماً بِصَحراءِ الغَبيطِ وَشاهِدي ال / مُلوكُ وَأَردافُ المُلوكِ العَراعِرُ
وَفي كُلِّ يَومٍ ذي حِفاظٍ بَلَوتَني / فَقُمتُ مَقاماً لَم تَقُمهُ العَواوِرُ
لِيَ النَصرُ مِنهُم وَالوَلاءُ عَلَيكُمُ / وَما كُنتُ فَقعاً أَنبَتَتهُ القَراقِرُ
وَأَنتَ فَقيرٌ لَم تُبَدَّل خَليفَةً / سِوايَ وَلَم يَلحَق بَنوكَ الأَصاغِرُ
فَقُلتُ اِزدَجِر أَحناءَ طَيرِكَ وَاِعلَمَن / بِأَنَّكَ إِن قَدَّمتَ رِجلَكَ عاثِرُ
وَإِنَّ هَوانَ الجارِ لِلجارِ مُؤلِمٌ / وَفاقِرَةٌ تَأوي إِلَيها الفَواقِرُ
فَأَصبَحتَ أَنّى تَأتِها تَبتَئِس بِها / كِلا مَركَبَيها تَحتَ رِجلَيكَ شاجِرُ
فَإِن تَتَقَدَّم تَغشَ مِنها مُقَدَّماً / عَظيماً وَإِن أَخَّرتَ فَالكِفلُ فاجِرُ
وَما يَكُ مِن شَيءٍ فَقَد رُعتَ رَوعَةً / أَبا مالِكٍ تَبيَضُّ مِنها الغَدائِرُ
فَلَو كانَ مَولايَ اِمرَأً ذا حَفيظَةٍ / إِذاً زَفَّ راعي البَهمِ وَالبَهمُ نافِرُ
فَلا تَبغِيَنّي إِن أَخَذتَ وَسيقَةً / مِنَ الأَرضِ إِلّا حَيثُ تُبغى الجَعافِرُ
أولَئِكَ أَدنى لي وَلاءً وَنَصرُهُم / قَريبٌ إِذا ما صَدَّ عَنّي المَعاشِرُ
مَتى تَعدُ أَفراسي وَراءَ وَسيقَتي / يَصِر مَعقِلَ الحَقِّ الَّذي هُوَ صائِرُ
فَجَمَّعتُها بَعدَ الشَتاتِ فَأَصبَحَت / لَدى اِبنِ أَسيدٍ مُؤنِقاتٌ خَناجِرُ
أُعاذِلَ قَومي فَاِعذُلي الآنَ أَو ذَري
أُعاذِلَ قَومي فَاِعذُلي الآنَ أَو ذَري / فَلَستُ وَإِن أَقصَرتِ عَنّي بِمُقصِرِ
أُعاذِلَ لا وَاللَهِ ما مِن سَلامَةٍ / وَلَو أَشفَقَت نَفسُ الشَحيحِ المُثَمِّرِ
أَقي العِرضَ بِالمالِ التِلادِ وَأَشتَري / بِهِ الحَمدَ إِنَّ الطالِبَ الحَمدَ مُشتَري
وَكَم مُشتَرٍ مِن مالِهِ حُسنَ صيتِهِ / لِأَيّامِهِ في كُلِّ مَبدىً وَمَحضَرِ
أُباهي بِهِ الأَكفاءَ في كُلِّ مَوطِنٍ / وَأَقضي فُروضَ الصالِحينَ وَأَقتَري
فَإِمّا تَرَيني اليَومَ عِندَكِ سالِماً / فَلَستُ بِأَحيا مِن كِلابٍ وَجَعفَرِ
وَلا مِن أَبي جَزءٍ وَجاري حَمومَةٍ / قَتيلِهِما وَالشارِبِ المُتَقَطِّرِ
وَلا الأَحوَصَينِ في لَيالٍ تَتابَعا / وَلا صاحِبِ البَرّاضِ غَيرِ المُغَمَّرِ
وَلا مِن رَبيعِ المُقتِرينَ رُزِئتُهُ / بِذي عَلَقٍ فَاِقنَي حَياءَكِ وَاِصبِري
وَقَيسِ بنِ جَزءٍ يَومَ نادى صِحابَهُ / فَعاجوا عَلَيهِ مِن سَواهِمُ ضُمَّرِ
طَوَتهُ المَنايا فَوقَ جَرداءَ شَطبَةٍ / تَدِفُّ دَفيفَ الرائِحِ المُتَمَطِّرِ
فَباتَ وَأَسرى القَومُ آخِرَ لَيلِهِم / وَما كانَ وَقّافاً بِدارِ مُعَصَّرِ
وَبِالفورَةِ الحَرّابُ ذو الفَضلِ عامِرٌ / فَنِعمَ ضِياءُ الطارِقِ المُتَنَوِّرِ
وَنِعمَ مُناخُ الجارِ حَلَّ بِبَيتِهِ / إِذا ما الكَعابُ أَصبَحَت لَم تَسَتَّرِ
وَمَن كانَ أَهلَ الجودِ وَالحَزمِ وَالنَدى / عُبَيدَةُ وَالحامي لَدى كُلِّ مَحجَرِ
وَسَلمى وَسَلمى أَهلُ جودٍ وَنائِلٍ / مَتى يَدعُ مَولاهُ إِلى النَصرِ يُنصَرِ
وَبَيتُ طُفَيلٍ بِالجُنَينَةِ ثاوِياً / وَبَيتُ سُهَيلٍ قَد عَلِمتِ بِصَوءَرِ
فَلَم أَرَ يَوماً كانَ أَكثَرَ باكِياً / وَحَسناءَ قامَت عَن طِرافٍ مُجَوَّرِ
تَبُلُّ خُموشَ الوَجهِ كُلُّ كَريمَةٍ / عَوانٍ وَبِكرٍ تَحتَ قَرٍّ مُخَدَّرِ
وَبِالجَرِّ مِن شَرقِيِّ حَرسٍ مُحارِبٌ / شُجاعٌ وَذو عَقدٍ مِنَ القَومِ مُحتَرِ
شِهابُ حُروبٍ لا تَزالُ جِيادُهُ / عَصائِبَ رَهواً كَالقَطا المُتَبَكِّرِ
وَصاحِبُ مَلحوبٍ فُجِعنا بِيَومِهِ / وَعِندَ الرِداعِ بَيتُ آخَرَ كَوثَرِ
أولَئِكَ فَاِبكي لا أَبا لَكِ وَاِندُبي / أَبا حازِمٍ في كُلِّ يَومٍ مُذَكَّرِ
فَشَيَّعَهُم حَمدٌ وَزانَت قُبورَهُم / سَرارَةُ رَيحانٍ بِقاعٍ مُنَوِّرِ
وَشُمطَ بَني ماءِ السَماءِ وَمُردَهُم / فَهَل بَعدَهُم مِن خالِدٍ أَو مُعَمَّرِ
وَمَن فادَ مِن إِخوانِهِم وَبَنيهِم / كُهولٌ وَشُبّانٌ كَجِنَّةِ عَبقَرِ
مَضَوا سَلَفاً قَصدُ السَبيلِ عَلَيهِمِ / بَهِيٌّ مِنَ السُلّافِ لَيسَ بِحَيدَرِ
فَكائِن رَأَيتُ مِن بَهاءٍ وَمَنظَرٍ / وَمِفتَحِ قَيدٍ لِلأَسيرِ المُكَفَّرِ
وَكائِن رَأَيتُ مِن مُلوكٍ وَسوقَةٍ / وَراحِلَةٍ شُدَّت بِرَحلٍ مُحَبَّرِ
وَأَفنى بَناتُ الدَهرِ أَربابَ ناعِطٍ / بِمُستَمَعٍ دونَ السَماءِ وَمَنظَرِ
وَبِالحارِثِ الحَرّابِ فَجَّعنَ قَومَهُ / وَلَو هاجَهُم جاءوا بِنَصرٍ مُؤَزَّرِ
وَأَهلَكنَ يَوماً رَبَّ كِندَةَ وَاِبنَهُ / وَرُبَّ مَعَدٍّ بَينَ خَبتٍ وَعَرعَرِ
وَأَعوَصنَ بِالدومِيِّ مِن رَأسِ حِصنِهِ / وَأَنزَلنَ بِالأَسبابِ رَبَّ المُشَقَّرِ
وَأَخلَفنَ قُسّاً لَيتَني وَلَوَ أَنَّني / وَأَعيا عَلى لُقمانَ حُكمُ التَدَبُّرِ
فَإِن تَسأَلينا فيمَ نَحنُ فَإِنَّنا / عَصافيرُ مِن هَذا الأَنامِ المُسَحَّرِ
عَبيدٌ لِحَيِّ حِميَرٍ إِن تَمَلَّكوا / وَتَظلِمُنا عُمّالُ كِسرى وَقَيصَرِ
وَنَحنُ وَهُم مُلكٌ لِحِميَرَ عَنوَةً / وَما إِن لَنا مِن سادَةٍ غَيرَ حِميَرِ
تَبابِعَةٌ سَبعونَ مِن قَبلِ تُبَّعٍ / تَوَلّوا جَميعاً أَزهَراً بَعدَ أَزهَرِ
نَحُلُّ بِلاداً كُلُّها حُلَّ قَبلَنا / وَنَرجو الفَلاحَ بَعدَ عادٍ وَحِميَرِ
وَإِنّا وَإِخواناً لَنا قَد تَتابَعوا / لَكَالمُغتَدي وَالرائِحِ المُتَهَجِّرِ
هَلِ النَفسُ إِلّا مُتعَةٌ مُستَعارَةٌ / تُعارُ فَتَأتي رَبَّها فَرطَ أَشهُرِ
لَعَمري لَئِن كانَ المُخَبِّرُ صادِقاً
لَعَمري لَئِن كانَ المُخَبِّرُ صادِقاً / لَقَد رُزِئَت في سالِفِ الدَهرِ جَعفَرُ
فَتىً كانَ أَمّا كُلَّ شَيءٍ سَأَلتَهُ / فَيُعطي وَأَمّا كُلَّ ذَنبٍ فَيَغفِرُ
فَإِن يَكُ نَوءٌ مِن سَحابٍ أَصابَهُ / فَقَد كانَ يَعلو في اللِقاءِ وَيَظفَرُ
يُذَكِّرُني بِأَربَدَ كُلُّ خَصمٍ
يُذَكِّرُني بِأَربَدَ كُلُّ خَصمٍ / أَلَدَّ تَخالُ خُطَّتَهُ ضِرارا
إِذا اِقتَصَدوا فَمُقتَصِدٌ أَريبٌ / وَإِن جاروا سَواءَ الحَقِّ جارا
وَيَهدي القَومَ مُضطَلِعاً إِذا ما / رَئيسُ القَومِ بِالمَوماةِ حارا
أَبكي أَبا الحَزّازِ يَومَ مَقامَةٍ
أَبكي أَبا الحَزّازِ يَومَ مَقامَةٍ / لِمُناخِ أَضيافٍ وَمَأوى مُقتِرِ
وَالحَيِّ إِذ بَكَرَ الشِتاءُ عَلَيهِمُ / وَعَدَت شَآمِيَةٌ بِيَومٍ مُقمِرِ
وَتَقَنَّعَ الأَبرامُ في حُجُراتِهِم / وَتَجَزَّأَ الأَيسارُ كُلَّ مُشَهَّرِ
أَلفَيتَ أَربَدَ يُستَضاءُ بِوَجهِهِ / كَالبَدرِ غَيرَ مُقَتِّرٍ مُستَأثِرِ
إِنَّما يَحفَظُ التُقى الأَبرارُ
إِنَّما يَحفَظُ التُقى الأَبرارُ / وَإِلى اللَهِ يَستَقِرُّ القَرارُ
وَإِلى اللَهِ تُرجَعونَ وَعِندَ / اللَهِ وِردُ الأُمورِ وَالإِصدارُ
كُلَّ شَيءٍ أَحصى كِتاباً وَعِلماً / وَلَدَيهِ تَجَلَّتِ الأَسرارُ
يَومَ أَرزاقُ مَن يُفَضِّلُ عُمٌّ / موسَقاتٌ وَحُفَّلٌ أَبكارُ
فاخِراتٌ ضُروعُها في ذُراها / وَأَناضَ العَيدانُ وَالجَبّارُ
يَومَ لا يُدخِلُ المُدارِسَ في الرَح / مَةِ إِلّا بَراءَةٌ وَاِعتِذارُ
وَحِسانٌ أَعَدَّهُنَّ لِأَشها / دٍ وَغَفرُ الَّذي هُوَ الغَفّارُ
وَمَقامٌ أَكرِم بِهِ مِن مَقامٍ / وَهَوادٍ وَسُنَّةٌ وَمَشارُ
إِن يَكُن في الحَياةِ خَيرٌ فَقَد أُن / ظِرتُ لَو كانَ يَنفَعُ الإِنظارُ
عِشتُ دَهراً وَلا يَدومُ عَلى ال / أَيّامِ إِلّا يَرَمرَمٌ وَتِعارُ
وَكُلافٌ وَضَلفَعٌ وَبَضيعٌ / وَالَّذي فَوقَ خُبَّةٍ تيمارُ
وَالنُجومُ الَّتي تَتابَعُ بِاللَي / لِ وَفيها ذاتَ اليَمينِ اِزوِرارُ
دائِبٌ مَورُها وَيَصرِفُها الغَو / رُ كَما تَعطِفُ الهِجانُ الظُؤارُ
ثُمَّ يَعمى إِذا خَفينَ عَلَينا / أَطِوالٌ أَمراسُها أَم قِصارُ
هَلَكَت عامِرٌ فَلَم يَبقَ مِنها / بِرِياضِ الأَعرافِ إِلّا الدِيارُ
غَيرُ آلٍ وَعُنَّةٍ وَعَريشٍ / ذَعذَعَتها الرِياحُ وَالأَمطارُ
وَأَرى آلَ عامِرٍ وَدَّعوني / غَيرَ قَومٍ أَفراسُهُم أَمهارُ
واقِفيها بِكُلِّ ثَغرٍ مَخوفٍ / هُم عَلَيها لَعَمرُ جَدّي نُضارُ
لَم يُهينوا المَولى عَلى حَدَثِ الدَه / رِ وَلا تَجتَويهِمُ الأَصهارُ
فَعَلى عامِرٍ سَلامٌ وَحَمدٌ / حَيثُ حَلّوا مِنَ البِلادِ وَساروا
تَمَنّى اِبنَتايَ أَن يَعيشَ أَبوهُما
تَمَنّى اِبنَتايَ أَن يَعيشَ أَبوهُما / وَهَل أَنا إِلّا مِن رَبيعَةَ أَو مُضَر
وَنائِحَتانِ تَندُبانِ بِعاقِلٍ / أَخا ثِقَةٍ لا عَينَ مِنهُ وَلا أَثَر
وَفي اِبنَي نِزارٍ أُسوَةٌ إِن جَزِعتُما / وَإِن تَسأَلاهُم تُخبَرا فيهِمُ الخَبَر
وَفيمَن سِواهُم مِن مُلوكٍ وَسوقَةٍ / دَعائِمُ عَرشٍ خانَهُ الدَهرُ فَاِنقَعَر
فَقوما فَقولا بِالَّذي قَد عَلِمتُما / وَلا تَخمِشا وَجهاً وَلا تَحلِقا شَعَر
وَقولا هُوَ المَرءُ الَّذي لا خَليلَهُ / أَضاعَ وَلا خانَ الصَديقَ وَلا غَدَر
إِلى الحَولِ ثُمَّ اِسمُ السَلامِ عَلَيكُما / وَمَن يَبكِ حَولاً كامِلاً فَقَدِ اِعتَذَر
حَشودٌ عَلى المِقرى إِذا البُزلُ حارَدَت / سَريعٌ إِلى الداعي مُطاعٌ إِذا أَمَر
وَقَد كُنتُ جَلداً في الحَياةِ مُرَزَّءً / وَقَد كُنتُ أَنوي الخَيرَ وَالفَضلَ وَالذُخَر
إِنَّ أَبانَ كانَ حُلواً بَسرا
إِنَّ أَبانَ كانَ حُلواً بَسرا /
مُلِّئَ عَمراً وَأُرِبَّ عَمرا /
وَنالَ مِن يَكسومَ يَوماً صِهرا /
وَردٌ إِذا كانَ النَواصي غُبرا /
وَعَقَّتِ الخَيلُ عَجاجاً كَدرا /
أَقامَ مِن بَعدِ الثَلاثِ عَشرا /
وَإِنَّ بِالقَصيمِ مِنهُ ذِكرا /
إِذ لَو يُطيعُ الرُؤَساءَ فَرّا /
لَكِن عَصاهُم ذِمَّةً وَقَدرا /
باتَ وَباتَت لَيلَها مُقوَرّا /
تَوَجَّسُ النُبوحَ شُعثاً غُبرا /
كَالناسِكاتِ يَنتَظِرنَ النَذرا /
حَتّى إِذا شَقَّ الصَباحُ الفَجرا /
أَلقى سَرابيلاً شَليلاً غَمرا /
فَنُثِرَت فَوقَ السَوامِ نَثرا /
فَلَم تُغادِر لِكِلابٍ وِترا /
فاخَرَتني بِيَشكُرَ بنِ بَكرِ
فاخَرَتني بِيَشكُرَ بنِ بَكرِ /
وَأَهلِ قُرّانَ وَأَهلِ حَجرِ /
وَالزُنمَتَينِ عِندَ سَيفِ البَحرِ /
ذاكَ أَوانَ اِفتَقَرَت لِلنَصرِ /
إِنّي اِمرُؤُ مِن مالِكِ بنِ جَعفَرِ
إِنّي اِمرُؤُ مِن مالِكِ بنِ جَعفَرِ /
عَلقَمَ قَد نافَرتَ غَيرَ مُنفَرِ /
نافَرتَ سَقباً مِن سِقابِ العَرعَرِ /
إِذا ما هَتَفنا هَتفَةً في نَدِيِّنا
إِذا ما هَتَفنا هَتفَةً في نَدِيِّنا / أَتانا الرِجالُ الصائِدونَ القَساوِرُ
وَما صَدَّ عَنّي خالِدٌ مِن بَقِيَّةٍ
وَما صَدَّ عَنّي خالِدٌ مِن بَقِيَّةٍ / وَلَكِن أَتَت دوني الأُسودُ الهَواصِرُ
أَمرَعَت في نَداهُ إِذ قَحَطَ القَط
أَمرَعَت في نَداهُ إِذ قَحَطَ القَط / رُ فَأَمسى جَمادُها مَمطورا
تَرى الكَثيرَ قَليلاً حينَ تَسأَلُهُ
تَرى الكَثيرَ قَليلاً حينَ تَسأَلُهُ / وَلا مَخالِجُهُ المَخلوجَةُ الكُثُرُ
يا أَسمَ صَبراً عَلى ما كانَ مِن حَدَثٍ / إِنَّ الحَوادِثَ مَلقِيٌّ وَمُنتَظَرُ
صَبراً عَلى حَدَثانِ الدَهرِ وَاِنقَبِضي / عَنِ الدَناءَةِ إِنَّ الحُرَّ يَصطَبِرُ
وَلا تَبيتَنَّ ذا هَمٍّ تُكابِدُهُ / كَأَنَّما النارُ في الأَحشاءِ تَستَعِرُ
فَما رُزِقتَ فَإِنَّ اللَهَ جالِبُهُ / وَما حُرِمتَ فَما يَجري بِهِ القَدَرُ
نَعلوهُمُ كُلَّما يَنمي لَهُم سَلَفٌ / بِالمَشرَفِيِّ وَلَولا ذاكَ قَد أَمِروا
وَعَبدُ يَغوثٍ تَحجُلُ الطَيرُ حَولَهُ
وَعَبدُ يَغوثٍ تَحجُلُ الطَيرُ حَولَهُ / وَقَد ثَلَّ عَرشيهِ الحُسامُ المُذَكَّرُ
أَلَم تَتَنَقَّثها اِبنَ قَيسِ بنِ مالِكٍ
أَلَم تَتَنَقَّثها اِبنَ قَيسِ بنِ مالِكٍ / وَأَنتَ صَفِيُّ نَفسِهِ وَسَجيرُها
الكَلبُ وَالشاعِرُ في مَنزِلٍ
الكَلبُ وَالشاعِرُ في مَنزِلٍ / فَلَيتَ أَنّي لَم أَكُن شاعِرا
هَل هُوَ إِلّا باسِطٌ كَفَّهُ / يَستَطعِمُ الوارِدَ وَالصادِرا