القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صالِح الكَوّاز الحِلّي الكل
المجموع : 14
حييت من رشأ غرير
حييت من رشأ غرير / أسفرت عن قمر منير
وبسمت عن شبم اللمى / شنب المذاق من الثغور
وأتيت يعطفك النسيم / تعطف الغصن النضير
تعطو كمثل الضبي لا / مثل القطاة إلى الغدير
من علي لوجنتيك / وليس بالمن اليسير
سلب المدامة لونها / وهي التي سلبت شعوري
أيام حال شعاعها / بين البصيرة والضمير
لا نتقى قول الوشا / ة ولا نبالي في غيور
أمرصعاً شمس الطلى / بفواقع الشعرى العبور
ذقها وعبرها إلي / تشمني نشر العبير
فلماك عندي والطلى / كلتاهما حلب العصير
وإذا سفرت فإنما / سفر الزمان عن السرور
وغدت لياليه جميعاً / مقمراتٍ في الشهور
وغدايتيه تغطرفاً / ويفوق فخراً في الدهور
ما الفطر ما النوروز ما / الأضحى أخو الشأن الكبير
اليوم باشرت المسرة / مهجة الهادي البشير
وغدا عليه الوحي يهبط / بالتهاني والحبور
بسرور ذي القدر الرفيع / وحجة اللَه القدير
العالم الحكم الذي / ما خان يوماً في نقير
سيان عند قضائه / قدر المبجل والحقير
رب الخورنق عنده / رب الشويهة والبعير
الباعث الدهماء للأضياف / في اليوم المطير
كبرت بان تمسي أثا / فيها كرضوى أو ثبير
لو كان في عصر بن / جذعان ووالده البشير
لكفى الوليمة عمه / في الراسيات من القدور
يا حاسد المهدي / غض الطرف إنك من نمير
أربع وكن متجرعاً / عمر المدى حسك الصدور
كم طامعٍ بعلاه قب / لك طال بالباع القصير
أقعى كما أقعى أبوه ل / عجز ذي لهث عقور
هيهات تدرك شأوه / أين الثماد من البحور
إن البحار لقطرةٍ / من جود جعفره الغزير
هو جعفر بن محمد / والصادق القول المشير
يرمي الغيوب بفكرةٍ / رمي السهام من الجفير
وتعود وهي كأنما / كانت لديه من الحضور
سله بكل عويصةٍ / فلقد سقطت على الخبير
فهو ابن بجدتها الذي / أثنت عليه يد المشير
لولا أبو حسن لقال / الناس كان بلا نظير
هو صنوه وقسيمه / في كل مكرمةٍ وخير
ما ميز بينهما وهل / فرق لشبر من شبير
عن نعته صام ال / عقول فليس تلقى من افطور
لو رامه العقل المجر / رد عاد في بصر حسير
وتكاد حسدة ذهنه / لتبين عن ذات الصدور
سروا فليس بمسلمٍ / من حاد عن هذا السرور
بمحمد بن محمد / ذي الطول والنسب القصير
بفتى تشبب بالعلى / طفلاً يغذي بالحجور
وتوسمت منه المراضع هيبةً / الملك الخطير
حتى ترجل عن سري / ر وامتطى أعلى سرير
انظر الورى منه ثبيراً / يحتبي فوق الأثير
وصغت لمنطقة المسا / مع من صغير أو كبير
فإذا رأيت رأيت منه / هيبة الأسد الهصور
وإذا سمعت فعن فم / المولى الملقب بالأمير
يهنيهم الفرح الذي / يبقى على أبد الدهر
حتى يضاعفه ال / حسين بيوم بشر مستنير
المنتمي للذروة العلياء / من مضر البدور
متكهلاً عصر الشبا / ب بمنسك الشيخ الكبير
وجرى بميدان الرهان / لغاية الشرف المنير
لا بالبليد ولا اللبيد / ولا الغبي ولا العثور
من معشر شغلتهم ال / علياء عمن في الخدور
لولا طلابهم بقا / ء سلالة الهادي البشير
كي لا تبيت الأرض خا / ليةً من الثقل الصغير
وفروا النساء على الخدو / ر تكرماً فعل الحصور
وإذا هم خطبوا لأن / فسهم منيعات القصور
خطبوا الكرائم للأكا / رم والشموس إلى البدور
من كل بيت من بيو / تات العلى علم شهير
انظر فهل تلقى سوا / هم ذا حمى للمستجير
فلكم ذوات حشاشةٍ / صدعت لمقهورٍ أسير
فزعت إليهم وهو في / إظفار ذي لبد ظفير
جاؤا به من بين شد / قي ضيغمٍ عالي الزئير
يا أيها الملك المغلف / بالمداد عن العبير
ومن الكتاب وزيره / أكرم بذلك من وزير
حسدت نمارق كل ملكٍ / ما وطأت من الحصير
كم ليلةٍ أحييتها / بهلاك أباء الشرور
براعةٍ قلبتها / بين المحابر والسطور
وصوارم لك ماضيا / ت في رقاب بني الغرور
أمضى عليهم من صوا / رم يوم بدرٍ في النحور
لو تثنين لك الوسا / دة فهت بالجم الغفير
وابنت عن صحف الخليل / وصحف موسى والزبور
وابنت من إنجيل / عيسى والكتاب المستنير
وحمت في أربابها / فيما عليهم من أمور
وهدتيهم سبل الهدى / بعد التخبط في الوعور
لكن صمت تأسياً / بمقر شقشقة الهدير
العلم حبوتك التي / ما نلتها بالمستعير
يبدو إليك لبابه / وسواك يخضم بالقشور
فإذا تسمى فيه فال / أعمى يسمى بالبصير
وأقول ذا عوداً على / بدء بلا ريب وزور
لا أحفلن بعاذل / واللَه في هذا عذيري
صنت الركاب فلم أقل / الألكم ياناق سيري
أبداً لويس لغيركم / أفضيت عما في ضميري
كم لهفةً بردتها / بندى اكفهم الغرير
فإليكها غراء ترفل / بالثنا لا بالحرير
يلهي الفرزدق حسنها / عن شتم صاحبه جرير
نهج البلاغة ما تحرر / لا مقامات الحريري
واسلم نصيراً للهدى / فلقد تعرى عن نصير
سر يوماً شانيك واغتم دهراً
سر يوماً شانيك واغتم دهراً / رب حلو لطاعم عاد مرا
كاشح سر لعقة الكلب أنفاً / ثم في غمه القديم استمرا
ضحك الدهر منه إذ طال تيهاً / بسرورٍ كصحوة الموت عمرا
يا أبا جعفرٍ ومن قد رمته / أعين الحاسدين في الفضل شزرا
لا أقر الإله أعين قومٍ / نظرتكم مزورة لن تقرا
إن عذر الزمان الخصم هوناً / فاراه حلواً وأسقاه مرا
فتولى والخزي يغشاه جهراً / ضعف ما قد غشا بصفين عمروا
لم يزلا نعلاك عنك لهون / لا ولا أنت قد تشاغلت فكرا
بل بدا من علاك للخلق مالم / تحض منه عقولها العشر عشرا
ولكم قد أحطت في علم غيبٍ / غيركم لم يحط به قد خبرا
فخشيت الإسلام فيك يقولو / ن كما قالت المغالون كفرا
وتصوبت قيد رمحٍ فحلت / لك من ذا في قاب قوسين ذكرا
فلذا كل من على الأرض ضجت / وضجيج السماء أعظم أمرا
لو أطاقت أم السماء لضمتك / إليها حرصاً عليك وبرا
ولأحنت عليك كالأم شوقاً / وانعطافاً وشرفت بك حجرا
ووقت الوصل للأرض رفقاً / بك كي لا تنال من ذاك ضرا
ولكانت ذكاؤها لك فرشاً / ووساداً من النجوم البدرا
قد حكيت الصديق يوسف لما / أن هوى في غيابة الجب صبرا
بل رأيت النار التي قد رآها / صاحب الطور يوم قد خر ذعرا
ولعمري حكيته غير لا أدري / أذعراً هويت أم كان شكرا
أم عرا ذكر كربلا منك قلباً / حني قاربت للمحرم شهرا
أن متناً شكوته طال ما زا / حمت فيه من الملائك غرا
قبلت كفه الملوك ونالت / من ناداها العافون بيضاً وصفرا
فهي طوراً غنى المقل وطوراً / تغتدي للغني عزاً وفحرا
وبنوك الكرام أطيب ولدٍ / نجباء الآباء بطناً وظهرا
بلغوا غاية العلا حيث كلٌّ / راح يقفو في سيره لك أثرا
والذي يهتدي بمهدي عصر / ليس يخشى عن قصده الحور فترا
حملوا عبأ كل مجدٍ أثيل / مثلما تحمل القوادم نسرا
كيف لا يهتدي مضل رآهم / وهم آيةٌ إلى الحق كبرى
يا بني الوحي قد زففت إليكم / من بنات الأفكار غراء بكرا
لم اسمها على سواكم علوا / ولو أني قد كان لي البدر صهرا
إنما الشعر ما هو المدح فيكم / وهو في مدح غيركم راح هجرا
مدحكم في جميع قسمٍ من ال / قول لقد سار في البرية ذكرا
فهو وحي أتى وجاء حديثاً / وبدا خطبةً ونظماً ونثرا
أتابوت طالوتَ ذا سائراً
أتابوت طالوتَ ذا سائراً / أم النعش فيه الهوادي تسير
وهذي السكينة في ضمنه / أم المرتضى عاد ضمن السرير
وأن سليمان فوق البساط / يحف به الجند جماً غفير
وذي نفحة الصور قد فاجأت / فجاء الورى يومها القمطرير
أم المرتضى جاء فيه النعي / بصوتٍ يهدُّ الرواسي جهير
وقد عطر الكون منه الحنوط / أم الحور ذرت عليه العبير
وذلك لحد له شق أم / خزانةٌ علم العليم الخبير
لئن عقرب العرب / عشية من ناقة أو بعير
فقد عقر المجد من فوقه / فطبق وسع الفضا بالهدير
وإن هي كبت جفان الكرام / وأمسين نيرانهم لا تنير
فقد أخمد النار من بعده / وكب الأواني أناس كثير
فيا راضياً دهره باليسير / ولا شيء فيه عليه عسير
أراك سليمان في ملكه / وسلمان إذ لا تعاف الحصير
فلم أر مثلك كسرى زمان / يقضي الزمان بقلب كسير
لألزمت نفسك عصر الشباب / قيام وصوم الهجير
فرحت على ذاك لا قاعداً / بك الضعف عنها لسن كبير
أبكيك للعلماء الألى / تركتهم بالعظيم الخطير
لأنهم نظم عقد الجمان / أصيب بواسطه المستنير
وهذي الشريعة مما بها / جواب مسائلها لا تحير
عزاء محمد يا ابن الألى / إليهم أمور الرايا تصير
فلا غرو إذ كنت ممن أصيب / بأمر أصاب أباك الأمير
فما يوم عمار من يومه / بأدهى وإن كان يوماً شهير
فا كوكباً في سماء العلا / وينقلب الطرف عنه حسير
جريت فأدركت أقصى المدى / وغيرك في خطة يستدير
إذا ما ارتديت ثياب الفخار / فإرثك لست لها مستعير
وما كان فيك من المكرمات / فشنشنة من نذير بشير
نضارة ذا العود من أصله / وما كل عودٍ تراه نضير
فخفض عليك ونهنه جواك / فبدر الهداية فينا منير
إذا الناس قالوا إلى أيهم / إلى ابن أبيك أشار المشير
إلى سيد القوم مولاهم / ومن هو للدين نعم النصير
همام إذا الدست فيه استقل / تقول على الدست حلماً ثبير
أبا جعفرٍ أنت نعم الدليل / لمن حار يوماً ونعم المجير
فما اعترض الشك قدماً به / ولا اليوم مقترن في نظير
وغيرك ما هو في غيرها / إذا عد منها ولا في النفير
وإن صرفت عنك بعض العيون / ولا تدرك الشمس عين الضرير
وأبناؤك الغر كل نرى / به شبراً ونلاقي شبير
اللَه ما بعد هذا اليوم مصطبرٌ
اللَه ما بعد هذا اليوم مصطبرٌ / للمسلمين ولو راموا أذن عذروا
وأصدق الناس إيماناً أشدهم / حزناً ومن قد تسلى كاذب أشر
أيملك رزء أقل الذي قد جاء أن به / تفنى النفوس وتمحى بعده الصور
ناع أصات فقال الدهر مندهشاً / اللَه أكبر ماذا أبدع القدر
فقال لا قال بل جذت سواعده / وطار في مفرقيه الصارم الذكر
إن الذي كان للعافي سحاب ندى / وليس في نيله رنق ولا كدر
أضحت تقلب أيديها قواصده / مغبرة الجو لا موج ولا مطر
أبو الأمين ولي اللَه قد نصبت / له الأرائك حول العرش والسرر
ونائحات دعت فيه فحق بان / تجيبها غرر الأملاك لا البشر
أن تبكه مقل الأفلاك تبك فتى / بمثله أنبياء اللَه تفتخر
أبا الأمين لو أن الموت أنصفنا / أبقاك ما بقيت آلاؤك الغرر
كي لا يضل طريق الحق طالبه / ولم يخب من إلى جدواك يفتقر
فهن آلاء مفقود إذا طويت / طي السجل غدت في الكتب تنتشر
نفسي الفداء لأجفان مغمضةٍ / كانت تؤرقها العلياء لا السمر
جفت وما إن جفت عن قسوة أبداً / أغضت ولم تغضها من حادت فكر
أفدي محيا أغرّاً ما تقابله / إلا وأشرق من بشر به القمر
أمسى تعفر ترب القبر غرته / وفوقها من ثرى محرابه عفر
من بعده فيه يستسقى السحاب وقد / كانت تصوب به الهطالة الهمر
أبا محمد إن الدين في دهش / قد لاذ فيك مروع وهو منذعر
نشدتك اللَه في البقيا عليه فقد / أودى لوجدك في أحشائه الضرر
وحائز قصب العلياء أسبق من / جرى إلى غياة العلياء يبتدر
مغبر في وجوه القوم ما رجحت / منه المناكب إلا والده الغرر
التابعين له في كل منقبةٍ / بيضاء عنها جميع الخلق قد قصروا
فلا يخط له في غاية أثرٌ / إلا وكان لهم من حوله أثر
جحاجح هم شبول حول غابته / وحول هالته هم أنجم زهر
الآخذين بأطراف الفخار علا / إن عاق غيرهم الأعياء والخور
قضى ماجد كان في عصره
قضى ماجد كان في عصره / بمنزلة النور من بدره
ومنزلة الروح من جنبها / ومنزلة القلب من صدره
وأحضى الحمام لدى العتب ذا / لسان تلجلج في عذره
لتبك الشجاعة مقدادها / ويبكي التقى لأبي ذره
ويبكي الزمان بشجو محمداً / حسناً منتهى أمره
فكان العماد وفيه تشاد / خيام الهدى في حمى أمره
ليبك الموحد حزناً له / فقد بسم الشرك عن ثغره
فكسر قنا الشرك في جبره / جبر قنا الشرك في كسره
وأضحى الزمان لما قد عراه / دجى ليس يدعو إلى فجره
فلم يعرف الظهر من ليله / ولم يعرف الليل من ظهره
لقد حملوا نعشه والهدى / يقوم ويكبو على أثره
أرى العلم والحلم والمكرمات / جميعاً حواها ثرى قبره
وما دفنوه به وحده / أجل دفنوا الكون في أسره
محمد لما قضيت الزمان / تسافل منه علا قدره
فشهرك عارٍ على عامه / ويومك عارس على شهره
هجاني لساني إذا هو لم / يكن راثياً لك في شعره
ومادح مهدي فقد الأنام / من اختصه اللَه في ذكره
فكم منكر رد في نهيه / وكم فعل العرف في أمره
أخو منن طالما أشرقت / شموس الثنا في سما شكره
وأحيا نداه رياض العلا / فهاهن ينفحن عن نشره
نرى فيه أثار خير الورى / محمد والمرتضى صهره
أبا جعفرٍ لم أفه بالعزا / لأنك أذكى ذوي دهره
وأنت وعاء علوم الإله / ومؤتمن اللَه في سره
فمن ذا يجيء إلى الشمس في / سراج وللطود في ذره
وما جاء فيه المعزى بشعر / إليك وما جاء في نثره
فذاك لعمري منك إليك / وما فاق غيرك في فخره
ليهن محاني مشهد الشمس أنه
ليهن محاني مشهد الشمس أنه / ثوى بدر أنسي عندها بثري القبر
وكان قديماً مشهد الشمس وحدها / فعاد حديثاً مشهد الشمس والبدر
وقوفي تحت الغيث ما بلني القطر
وقوفي تحت الغيث ما بلني القطر / وعمت بلج البحر ما علني البحر
ورحت بما في معدن التبر طامعاً / فعدت وكفي وهي من صفرها صفر
وكنت قد استنصحت في الأمر رائداً / فقال هو الوادي به العشب والزهر
فلما حططت الرحل فيه وجدته / وامواهه نار وأزهاره الجمر
فواللَه ما أدري أأخطأ رائدي / أم أكذبني عمداً أم أنكس الأمر
وكم أطمعتك الغانيات بوصلها / فلما تدانى الوصل آيسك الهجر
وذلك من فعل النساء محبب / ولكنه من غيرها خلق وعر
على أنه ينمى إلى العيلم الذي / تمد البحار السبع أنمله الشر
فتى كاظم للغيظ ما ضاق صدره / إذا ضاق من وسع الفضا بالأذى صدر
إذا حسن البشر الوجوه فإنه / لمولى محياه به يحسن البشر
وما هو في حسن المناقب مكتس / فخاراً ولكن فيه يفتخر الفخر
أخو العلم إمازج في الغيب فكره / إلى ما وراء الستر يلقى له الستر
وذو معجزات به الدنيا زماناً ومذ مضى / أضاء بنوري نيريه لنا الدهر
هما الحسن الزاكي النجار وصنوه / الفتى أحمد الأفعال يعزى له الشكر
لقد جريا يوم الرهان لغاية / فجاءا معاً ما حال بينهما فتر
هما رقيا في المجد ما ليس يرتقي / بأجنحة نسر وما حله النسر
رعى اللَه فكري كم يقرب لي فكري
رعى اللَه فكري كم يقرب لي فكري / بعيداً كأن عنقاء مغرب في وكر
وكم لي من آمال نوكى بمعشر / أراني غنياً بت منهم على فقر
فهل نظرت عيناك مثلي في الورى / فتى هو في أيامه معدم مثري
وكم من محال ظلت أزعم ممكناً / كمن راح نحو البحر ملتقط الجمر
أرى الناس عاشوا بادعاء فضيلتي / فما لي محرومٌ وما لحقوا أثري
بلينا بقوم كالسباع ضورياً / تصول فما تبقي من الصيد في البر
إذا فترسوا لا يتركون للاعقٍ / دماً لا ولا فرثاً إلى جعل يسري
فأنيابهم مشغولةٌ بفريسةٍ / وأعينهم ترنو إلى الصيد في القفر
كان كل فردٍ منهم الحوتة التي / رأى شبعها عياً سليمان في البحر
قالوا تركت نظام الشعر قلت لهم
قالوا تركت نظام الشعر قلت لهم / لذاك ذنب عليكم غير مغتفر
لم ألق منكم سوى من بات ينظرني / باعين الجسم لا في أعين الفكر
تستعظمون عظيم الذقن عندكم / كان شعر الفتى آتٍ من الشعر
ببيت التمر والعسل المصفى
ببيت التمر والعسل المصفى / وصالح في بيوت من بواري
كأن الاقتباس بكم ينادي / أحلوا قومهم دار البوار
قل للصغار من الحسان إلا
قل للصغار من الحسان إلا / لا تكبرن مخافة الخدر
إن الأهلة لا يطوف بها / خسف وكان الخسف للبدر
الناس تحسبني خلّي صبابةً
الناس تحسبني خلّي صبابةً / لكثير ما ألقاهم بتصبري
حتى إذا نظروا حديث مدامعي / يروي الجوى عن قلبي المتسعر
علموا فلا علموا ولاموا ليتهم / عذروا ومن يكلف بميةٍ يعذر
ألا إن ياقوتاً يصوت معلناً
ألا إن ياقوتاً يصوت معلناً / غداة غدت عيناه يا قوتة حمرا
يا رب لا تكلن أمري إلى بشرٍ
يا رب لا تكلن أمري إلى بشرٍ / شر الحوائج ما كانت إلى البشر
لا يفعلون جميلاً قبل مسألةٍ / كالعير لولا أذى الباكور لم يسر
وبعضهم لم تكن تخطو حوافره / وإن غدا دمه يجدي على التفر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025