المجموع : 14
حييت من رشأ غرير
حييت من رشأ غرير / أسفرت عن قمر منير
وبسمت عن شبم اللمى / شنب المذاق من الثغور
وأتيت يعطفك النسيم / تعطف الغصن النضير
تعطو كمثل الضبي لا / مثل القطاة إلى الغدير
من علي لوجنتيك / وليس بالمن اليسير
سلب المدامة لونها / وهي التي سلبت شعوري
أيام حال شعاعها / بين البصيرة والضمير
لا نتقى قول الوشا / ة ولا نبالي في غيور
أمرصعاً شمس الطلى / بفواقع الشعرى العبور
ذقها وعبرها إلي / تشمني نشر العبير
فلماك عندي والطلى / كلتاهما حلب العصير
وإذا سفرت فإنما / سفر الزمان عن السرور
وغدت لياليه جميعاً / مقمراتٍ في الشهور
وغدايتيه تغطرفاً / ويفوق فخراً في الدهور
ما الفطر ما النوروز ما / الأضحى أخو الشأن الكبير
اليوم باشرت المسرة / مهجة الهادي البشير
وغدا عليه الوحي يهبط / بالتهاني والحبور
بسرور ذي القدر الرفيع / وحجة اللَه القدير
العالم الحكم الذي / ما خان يوماً في نقير
سيان عند قضائه / قدر المبجل والحقير
رب الخورنق عنده / رب الشويهة والبعير
الباعث الدهماء للأضياف / في اليوم المطير
كبرت بان تمسي أثا / فيها كرضوى أو ثبير
لو كان في عصر بن / جذعان ووالده البشير
لكفى الوليمة عمه / في الراسيات من القدور
يا حاسد المهدي / غض الطرف إنك من نمير
أربع وكن متجرعاً / عمر المدى حسك الصدور
كم طامعٍ بعلاه قب / لك طال بالباع القصير
أقعى كما أقعى أبوه ل / عجز ذي لهث عقور
هيهات تدرك شأوه / أين الثماد من البحور
إن البحار لقطرةٍ / من جود جعفره الغزير
هو جعفر بن محمد / والصادق القول المشير
يرمي الغيوب بفكرةٍ / رمي السهام من الجفير
وتعود وهي كأنما / كانت لديه من الحضور
سله بكل عويصةٍ / فلقد سقطت على الخبير
فهو ابن بجدتها الذي / أثنت عليه يد المشير
لولا أبو حسن لقال / الناس كان بلا نظير
هو صنوه وقسيمه / في كل مكرمةٍ وخير
ما ميز بينهما وهل / فرق لشبر من شبير
عن نعته صام ال / عقول فليس تلقى من افطور
لو رامه العقل المجر / رد عاد في بصر حسير
وتكاد حسدة ذهنه / لتبين عن ذات الصدور
سروا فليس بمسلمٍ / من حاد عن هذا السرور
بمحمد بن محمد / ذي الطول والنسب القصير
بفتى تشبب بالعلى / طفلاً يغذي بالحجور
وتوسمت منه المراضع هيبةً / الملك الخطير
حتى ترجل عن سري / ر وامتطى أعلى سرير
انظر الورى منه ثبيراً / يحتبي فوق الأثير
وصغت لمنطقة المسا / مع من صغير أو كبير
فإذا رأيت رأيت منه / هيبة الأسد الهصور
وإذا سمعت فعن فم / المولى الملقب بالأمير
يهنيهم الفرح الذي / يبقى على أبد الدهر
حتى يضاعفه ال / حسين بيوم بشر مستنير
المنتمي للذروة العلياء / من مضر البدور
متكهلاً عصر الشبا / ب بمنسك الشيخ الكبير
وجرى بميدان الرهان / لغاية الشرف المنير
لا بالبليد ولا اللبيد / ولا الغبي ولا العثور
من معشر شغلتهم ال / علياء عمن في الخدور
لولا طلابهم بقا / ء سلالة الهادي البشير
كي لا تبيت الأرض خا / ليةً من الثقل الصغير
وفروا النساء على الخدو / ر تكرماً فعل الحصور
وإذا هم خطبوا لأن / فسهم منيعات القصور
خطبوا الكرائم للأكا / رم والشموس إلى البدور
من كل بيت من بيو / تات العلى علم شهير
انظر فهل تلقى سوا / هم ذا حمى للمستجير
فلكم ذوات حشاشةٍ / صدعت لمقهورٍ أسير
فزعت إليهم وهو في / إظفار ذي لبد ظفير
جاؤا به من بين شد / قي ضيغمٍ عالي الزئير
يا أيها الملك المغلف / بالمداد عن العبير
ومن الكتاب وزيره / أكرم بذلك من وزير
حسدت نمارق كل ملكٍ / ما وطأت من الحصير
كم ليلةٍ أحييتها / بهلاك أباء الشرور
براعةٍ قلبتها / بين المحابر والسطور
وصوارم لك ماضيا / ت في رقاب بني الغرور
أمضى عليهم من صوا / رم يوم بدرٍ في النحور
لو تثنين لك الوسا / دة فهت بالجم الغفير
وابنت عن صحف الخليل / وصحف موسى والزبور
وابنت من إنجيل / عيسى والكتاب المستنير
وحمت في أربابها / فيما عليهم من أمور
وهدتيهم سبل الهدى / بعد التخبط في الوعور
لكن صمت تأسياً / بمقر شقشقة الهدير
العلم حبوتك التي / ما نلتها بالمستعير
يبدو إليك لبابه / وسواك يخضم بالقشور
فإذا تسمى فيه فال / أعمى يسمى بالبصير
وأقول ذا عوداً على / بدء بلا ريب وزور
لا أحفلن بعاذل / واللَه في هذا عذيري
صنت الركاب فلم أقل / الألكم ياناق سيري
أبداً لويس لغيركم / أفضيت عما في ضميري
كم لهفةً بردتها / بندى اكفهم الغرير
فإليكها غراء ترفل / بالثنا لا بالحرير
يلهي الفرزدق حسنها / عن شتم صاحبه جرير
نهج البلاغة ما تحرر / لا مقامات الحريري
واسلم نصيراً للهدى / فلقد تعرى عن نصير
سر يوماً شانيك واغتم دهراً
سر يوماً شانيك واغتم دهراً / رب حلو لطاعم عاد مرا
كاشح سر لعقة الكلب أنفاً / ثم في غمه القديم استمرا
ضحك الدهر منه إذ طال تيهاً / بسرورٍ كصحوة الموت عمرا
يا أبا جعفرٍ ومن قد رمته / أعين الحاسدين في الفضل شزرا
لا أقر الإله أعين قومٍ / نظرتكم مزورة لن تقرا
إن عذر الزمان الخصم هوناً / فاراه حلواً وأسقاه مرا
فتولى والخزي يغشاه جهراً / ضعف ما قد غشا بصفين عمروا
لم يزلا نعلاك عنك لهون / لا ولا أنت قد تشاغلت فكرا
بل بدا من علاك للخلق مالم / تحض منه عقولها العشر عشرا
ولكم قد أحطت في علم غيبٍ / غيركم لم يحط به قد خبرا
فخشيت الإسلام فيك يقولو / ن كما قالت المغالون كفرا
وتصوبت قيد رمحٍ فحلت / لك من ذا في قاب قوسين ذكرا
فلذا كل من على الأرض ضجت / وضجيج السماء أعظم أمرا
لو أطاقت أم السماء لضمتك / إليها حرصاً عليك وبرا
ولأحنت عليك كالأم شوقاً / وانعطافاً وشرفت بك حجرا
ووقت الوصل للأرض رفقاً / بك كي لا تنال من ذاك ضرا
ولكانت ذكاؤها لك فرشاً / ووساداً من النجوم البدرا
قد حكيت الصديق يوسف لما / أن هوى في غيابة الجب صبرا
بل رأيت النار التي قد رآها / صاحب الطور يوم قد خر ذعرا
ولعمري حكيته غير لا أدري / أذعراً هويت أم كان شكرا
أم عرا ذكر كربلا منك قلباً / حني قاربت للمحرم شهرا
أن متناً شكوته طال ما زا / حمت فيه من الملائك غرا
قبلت كفه الملوك ونالت / من ناداها العافون بيضاً وصفرا
فهي طوراً غنى المقل وطوراً / تغتدي للغني عزاً وفحرا
وبنوك الكرام أطيب ولدٍ / نجباء الآباء بطناً وظهرا
بلغوا غاية العلا حيث كلٌّ / راح يقفو في سيره لك أثرا
والذي يهتدي بمهدي عصر / ليس يخشى عن قصده الحور فترا
حملوا عبأ كل مجدٍ أثيل / مثلما تحمل القوادم نسرا
كيف لا يهتدي مضل رآهم / وهم آيةٌ إلى الحق كبرى
يا بني الوحي قد زففت إليكم / من بنات الأفكار غراء بكرا
لم اسمها على سواكم علوا / ولو أني قد كان لي البدر صهرا
إنما الشعر ما هو المدح فيكم / وهو في مدح غيركم راح هجرا
مدحكم في جميع قسمٍ من ال / قول لقد سار في البرية ذكرا
فهو وحي أتى وجاء حديثاً / وبدا خطبةً ونظماً ونثرا
أتابوت طالوتَ ذا سائراً
أتابوت طالوتَ ذا سائراً / أم النعش فيه الهوادي تسير
وهذي السكينة في ضمنه / أم المرتضى عاد ضمن السرير
وأن سليمان فوق البساط / يحف به الجند جماً غفير
وذي نفحة الصور قد فاجأت / فجاء الورى يومها القمطرير
أم المرتضى جاء فيه النعي / بصوتٍ يهدُّ الرواسي جهير
وقد عطر الكون منه الحنوط / أم الحور ذرت عليه العبير
وذلك لحد له شق أم / خزانةٌ علم العليم الخبير
لئن عقرب العرب / عشية من ناقة أو بعير
فقد عقر المجد من فوقه / فطبق وسع الفضا بالهدير
وإن هي كبت جفان الكرام / وأمسين نيرانهم لا تنير
فقد أخمد النار من بعده / وكب الأواني أناس كثير
فيا راضياً دهره باليسير / ولا شيء فيه عليه عسير
أراك سليمان في ملكه / وسلمان إذ لا تعاف الحصير
فلم أر مثلك كسرى زمان / يقضي الزمان بقلب كسير
لألزمت نفسك عصر الشباب / قيام وصوم الهجير
فرحت على ذاك لا قاعداً / بك الضعف عنها لسن كبير
أبكيك للعلماء الألى / تركتهم بالعظيم الخطير
لأنهم نظم عقد الجمان / أصيب بواسطه المستنير
وهذي الشريعة مما بها / جواب مسائلها لا تحير
عزاء محمد يا ابن الألى / إليهم أمور الرايا تصير
فلا غرو إذ كنت ممن أصيب / بأمر أصاب أباك الأمير
فما يوم عمار من يومه / بأدهى وإن كان يوماً شهير
فا كوكباً في سماء العلا / وينقلب الطرف عنه حسير
جريت فأدركت أقصى المدى / وغيرك في خطة يستدير
إذا ما ارتديت ثياب الفخار / فإرثك لست لها مستعير
وما كان فيك من المكرمات / فشنشنة من نذير بشير
نضارة ذا العود من أصله / وما كل عودٍ تراه نضير
فخفض عليك ونهنه جواك / فبدر الهداية فينا منير
إذا الناس قالوا إلى أيهم / إلى ابن أبيك أشار المشير
إلى سيد القوم مولاهم / ومن هو للدين نعم النصير
همام إذا الدست فيه استقل / تقول على الدست حلماً ثبير
أبا جعفرٍ أنت نعم الدليل / لمن حار يوماً ونعم المجير
فما اعترض الشك قدماً به / ولا اليوم مقترن في نظير
وغيرك ما هو في غيرها / إذا عد منها ولا في النفير
وإن صرفت عنك بعض العيون / ولا تدرك الشمس عين الضرير
وأبناؤك الغر كل نرى / به شبراً ونلاقي شبير
اللَه ما بعد هذا اليوم مصطبرٌ
اللَه ما بعد هذا اليوم مصطبرٌ / للمسلمين ولو راموا أذن عذروا
وأصدق الناس إيماناً أشدهم / حزناً ومن قد تسلى كاذب أشر
أيملك رزء أقل الذي قد جاء أن به / تفنى النفوس وتمحى بعده الصور
ناع أصات فقال الدهر مندهشاً / اللَه أكبر ماذا أبدع القدر
فقال لا قال بل جذت سواعده / وطار في مفرقيه الصارم الذكر
إن الذي كان للعافي سحاب ندى / وليس في نيله رنق ولا كدر
أضحت تقلب أيديها قواصده / مغبرة الجو لا موج ولا مطر
أبو الأمين ولي اللَه قد نصبت / له الأرائك حول العرش والسرر
ونائحات دعت فيه فحق بان / تجيبها غرر الأملاك لا البشر
أن تبكه مقل الأفلاك تبك فتى / بمثله أنبياء اللَه تفتخر
أبا الأمين لو أن الموت أنصفنا / أبقاك ما بقيت آلاؤك الغرر
كي لا يضل طريق الحق طالبه / ولم يخب من إلى جدواك يفتقر
فهن آلاء مفقود إذا طويت / طي السجل غدت في الكتب تنتشر
نفسي الفداء لأجفان مغمضةٍ / كانت تؤرقها العلياء لا السمر
جفت وما إن جفت عن قسوة أبداً / أغضت ولم تغضها من حادت فكر
أفدي محيا أغرّاً ما تقابله / إلا وأشرق من بشر به القمر
أمسى تعفر ترب القبر غرته / وفوقها من ثرى محرابه عفر
من بعده فيه يستسقى السحاب وقد / كانت تصوب به الهطالة الهمر
أبا محمد إن الدين في دهش / قد لاذ فيك مروع وهو منذعر
نشدتك اللَه في البقيا عليه فقد / أودى لوجدك في أحشائه الضرر
وحائز قصب العلياء أسبق من / جرى إلى غياة العلياء يبتدر
مغبر في وجوه القوم ما رجحت / منه المناكب إلا والده الغرر
التابعين له في كل منقبةٍ / بيضاء عنها جميع الخلق قد قصروا
فلا يخط له في غاية أثرٌ / إلا وكان لهم من حوله أثر
جحاجح هم شبول حول غابته / وحول هالته هم أنجم زهر
الآخذين بأطراف الفخار علا / إن عاق غيرهم الأعياء والخور
قضى ماجد كان في عصره
قضى ماجد كان في عصره / بمنزلة النور من بدره
ومنزلة الروح من جنبها / ومنزلة القلب من صدره
وأحضى الحمام لدى العتب ذا / لسان تلجلج في عذره
لتبك الشجاعة مقدادها / ويبكي التقى لأبي ذره
ويبكي الزمان بشجو محمداً / حسناً منتهى أمره
فكان العماد وفيه تشاد / خيام الهدى في حمى أمره
ليبك الموحد حزناً له / فقد بسم الشرك عن ثغره
فكسر قنا الشرك في جبره / جبر قنا الشرك في كسره
وأضحى الزمان لما قد عراه / دجى ليس يدعو إلى فجره
فلم يعرف الظهر من ليله / ولم يعرف الليل من ظهره
لقد حملوا نعشه والهدى / يقوم ويكبو على أثره
أرى العلم والحلم والمكرمات / جميعاً حواها ثرى قبره
وما دفنوه به وحده / أجل دفنوا الكون في أسره
محمد لما قضيت الزمان / تسافل منه علا قدره
فشهرك عارٍ على عامه / ويومك عارس على شهره
هجاني لساني إذا هو لم / يكن راثياً لك في شعره
ومادح مهدي فقد الأنام / من اختصه اللَه في ذكره
فكم منكر رد في نهيه / وكم فعل العرف في أمره
أخو منن طالما أشرقت / شموس الثنا في سما شكره
وأحيا نداه رياض العلا / فهاهن ينفحن عن نشره
نرى فيه أثار خير الورى / محمد والمرتضى صهره
أبا جعفرٍ لم أفه بالعزا / لأنك أذكى ذوي دهره
وأنت وعاء علوم الإله / ومؤتمن اللَه في سره
فمن ذا يجيء إلى الشمس في / سراج وللطود في ذره
وما جاء فيه المعزى بشعر / إليك وما جاء في نثره
فذاك لعمري منك إليك / وما فاق غيرك في فخره
ليهن محاني مشهد الشمس أنه
ليهن محاني مشهد الشمس أنه / ثوى بدر أنسي عندها بثري القبر
وكان قديماً مشهد الشمس وحدها / فعاد حديثاً مشهد الشمس والبدر
وقوفي تحت الغيث ما بلني القطر
وقوفي تحت الغيث ما بلني القطر / وعمت بلج البحر ما علني البحر
ورحت بما في معدن التبر طامعاً / فعدت وكفي وهي من صفرها صفر
وكنت قد استنصحت في الأمر رائداً / فقال هو الوادي به العشب والزهر
فلما حططت الرحل فيه وجدته / وامواهه نار وأزهاره الجمر
فواللَه ما أدري أأخطأ رائدي / أم أكذبني عمداً أم أنكس الأمر
وكم أطمعتك الغانيات بوصلها / فلما تدانى الوصل آيسك الهجر
وذلك من فعل النساء محبب / ولكنه من غيرها خلق وعر
على أنه ينمى إلى العيلم الذي / تمد البحار السبع أنمله الشر
فتى كاظم للغيظ ما ضاق صدره / إذا ضاق من وسع الفضا بالأذى صدر
إذا حسن البشر الوجوه فإنه / لمولى محياه به يحسن البشر
وما هو في حسن المناقب مكتس / فخاراً ولكن فيه يفتخر الفخر
أخو العلم إمازج في الغيب فكره / إلى ما وراء الستر يلقى له الستر
وذو معجزات به الدنيا زماناً ومذ مضى / أضاء بنوري نيريه لنا الدهر
هما الحسن الزاكي النجار وصنوه / الفتى أحمد الأفعال يعزى له الشكر
لقد جريا يوم الرهان لغاية / فجاءا معاً ما حال بينهما فتر
هما رقيا في المجد ما ليس يرتقي / بأجنحة نسر وما حله النسر
رعى اللَه فكري كم يقرب لي فكري
رعى اللَه فكري كم يقرب لي فكري / بعيداً كأن عنقاء مغرب في وكر
وكم لي من آمال نوكى بمعشر / أراني غنياً بت منهم على فقر
فهل نظرت عيناك مثلي في الورى / فتى هو في أيامه معدم مثري
وكم من محال ظلت أزعم ممكناً / كمن راح نحو البحر ملتقط الجمر
أرى الناس عاشوا بادعاء فضيلتي / فما لي محرومٌ وما لحقوا أثري
بلينا بقوم كالسباع ضورياً / تصول فما تبقي من الصيد في البر
إذا فترسوا لا يتركون للاعقٍ / دماً لا ولا فرثاً إلى جعل يسري
فأنيابهم مشغولةٌ بفريسةٍ / وأعينهم ترنو إلى الصيد في القفر
كان كل فردٍ منهم الحوتة التي / رأى شبعها عياً سليمان في البحر
قالوا تركت نظام الشعر قلت لهم
قالوا تركت نظام الشعر قلت لهم / لذاك ذنب عليكم غير مغتفر
لم ألق منكم سوى من بات ينظرني / باعين الجسم لا في أعين الفكر
تستعظمون عظيم الذقن عندكم / كان شعر الفتى آتٍ من الشعر
ببيت التمر والعسل المصفى
ببيت التمر والعسل المصفى / وصالح في بيوت من بواري
كأن الاقتباس بكم ينادي / أحلوا قومهم دار البوار
قل للصغار من الحسان إلا
قل للصغار من الحسان إلا / لا تكبرن مخافة الخدر
إن الأهلة لا يطوف بها / خسف وكان الخسف للبدر
الناس تحسبني خلّي صبابةً
الناس تحسبني خلّي صبابةً / لكثير ما ألقاهم بتصبري
حتى إذا نظروا حديث مدامعي / يروي الجوى عن قلبي المتسعر
علموا فلا علموا ولاموا ليتهم / عذروا ومن يكلف بميةٍ يعذر
ألا إن ياقوتاً يصوت معلناً
ألا إن ياقوتاً يصوت معلناً / غداة غدت عيناه يا قوتة حمرا
يا رب لا تكلن أمري إلى بشرٍ
يا رب لا تكلن أمري إلى بشرٍ / شر الحوائج ما كانت إلى البشر
لا يفعلون جميلاً قبل مسألةٍ / كالعير لولا أذى الباكور لم يسر
وبعضهم لم تكن تخطو حوافره / وإن غدا دمه يجدي على التفر