القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : القَطامي التَّغْلِبي الكل
المجموع : 8
وقالوا فُقيمٌ قيّمُ الماءِ فاستَجِز
وقالوا فُقيمٌ قيّمُ الماءِ فاستَجِز / عُبادَةَ إنَّ المستجيزَ على قُترِ
فبينا عُميرٌ طامِحُ الطَّرفِ إذ رأى / عُبادةَ إن واجهتَ أضجمَ ذا خَترِ
شنِئتُكَ اذ أبصرتُ جَهرَك سيّئاً / وما غيّبَ الأقوامُ تابعةَ الجُهرِ
وقد كنتَ تُدعى عبدَ ياسوعَ مرةً / فأخلفتَ والإخلافُ من سيَّىء الذَّكرِ
واعييَتَ قيساً إن تجيءَ كضربهِ / وما كُلُّ ذي عِرقٍ ولو يستوي يجري
وباتت لقاحي بالقريِّ كأنما / تجاوبُ ثكلى من عَوانِ ومن بِكسرِ
وما ضَرَّها إن لم تكن رَعَتِ الحِمى / ولم تَطلُبِ الخيرَ الملاوِذَ من بِشرِ
وَرَدنَ مُدلاَّتِ وأصدَرنَ ذُبَّلاً / وقد لاحتِ الجوزاءُ في مَطلَعِ الفَجرِ
فلو كان حوضُ ابنِ السليلِ تعَطّنت / أصابَت بلا شُربٍ قليلٍ ولا كَدرِ
أُولاك البهاليلُ الأُلى يُهتدى بهم / إِلى اليوم فارحَل عن مُقاوَلةٍ زهرِ
فوارسُ بُسطامٍ عليك لأمِّهِ / بنو الشَّمس أدَّت بالسّعودِ من البَدرِ
وكنتُ اذا قَومٌ جَفَوني رَميتُهُم / بداهيةٍ شنعاءَ قاصمةِ الظَهرِ
تَرحَّلَ إخواني بعقلي إنني
تَرحَّلَ إخواني بعقلي إنني / تكلفَ قلبي كُلُّ جارٍ لجاوِرُه
وأرَّقَني ما لا يزالُ يروقني / غَزالُ اناسِ قاصِرُ الطَّرفِ فاتِرُهُ
له مستظلٌ بارِدٌ في مخدَّرِ / كنينٍ إذا شَعبانُ أحمَت هَواجِرُه
بعينيك تنظارٌ الى كُلِّ هَودَجِ / وكلِّ بَشيرِ الوَجهِ حُرٍّ مسافِرُه
تراه وما تَسطيعُهُ غير أنَّه / يكونُ على ذي الحلمِ داءً يُخامِرُه
إذا تاقَ قَلبي أو تطرَّبَهُ الهوى / فليست له بُقيا ولا الحِلمُ زاجرُه
عصى كُلَّ ناهٍ وآستَبَدَّ بأمرِهِ / فما هو الا كالعَشِيرِ تُؤامِرُه
وكَأسٍ تَمشّى في العِظامِ سبيئةٍ / من الرَّاحِ تعلو الماءَ حتى تكاثِره
كميتٍ إذا ما شَجَّها الماء صَرَّحَت / ذخائِرَ حانيٍّ عليها يناذِرُه
فجاءَ بها بَعدَ الإباءِ وَبَعدَما / بذلنا له ما آستامَ في السَّومِ تاجِرُه
شَرِبتُ وفتيان كجنَّةِ عَبقَرٍ / كرام اذا ما الأمرُ أَعيَت جرائرُهُ
فَقُلتُ اشرَبوا حيّاكم اللهُ واسبقوا / عواذِلَنا منها بريّ نُباكِرُه
فلما انتَشينا واستدارَت بهامِنا / وقلنا اكتفينا بَعدًَ عَفقِ نُظاهِرُه
وَرُحنا أُصَيلالاً نَجُرُّ ذُيُولَنا / بأنعمِ لَيلٍ قد تَطَاوَلَ آخِرُهُ
وَشَدَّ المطايا بالرِّحالِ كأنها / قطاً قلَّ عنهُ الماءُ صفرٌ غَرائِرُه
يعارضُ بَرّاقَ المُتون موقِّعاً / رضيضَ الحصا ما إن تنامُ سوافِرُه
تَعوجُ البرى والجُدلُ في كل رسلَةٍ / إذا كمشَ الحادي استحثَّت تُبادِرُه
طَواها السُّرى فالنِسعُ يجري كأنّه / وِشاحُ فتاةٍ دق عَنه مخاصِرُه
تَزَيَّدُ في فَضلِ العنان بصَدرِها / إذا اليومَ عاذَت بالظلالِ يعافِرُه
فَظَلَّ يُباريها سَمامُ كأنها / عوالي عروشٍ قد حَنَتهُ أواسِرُه
وُكلُّ صهابيٍّ كانَ عمامَةً / على الرَّأسِ مما قد كَسَتهُ مشافِرُه
فإني نفيسٌ في الشَّبابِ ورحلةُ ال / مطيِّ وبعضُ العَيشِ تعدى مياسِرُه
وفي صالحاتِ الخَيل إنَّ ظهورَها / مراكبُنا في كلِّ يومٍ نغاوِرُهُ
تُكَشِّرُ بادينا على كلِّ من بدا / قديماً واغنى مثلَ ذلك حاضِرة
فليس من الأحياءِ إِلا مُسوِّدٌ / ربيعةَ أعرابيُّهُ ومهاجِرُه
ونحن أُناسٌ لا ترى الناسَ اقرموا / إِلى قَرمِنا قَرماً يجيءُ بِخاطِرُه
اذا ما سما بَذَّ القورمَ جرانُه / ومها تصب انيابُه فهوَ عاقِرُه
اذا الحربُ شالت للتسَّلقُح لم تجد / لنا جانبا إِلا بهِ مَن يُصابرُه
نُطيعُ وَنعصي كلَّ ذاك أميرَنا / وما كلَّ حين لا نزالُ نشاورُه
وما يَعلمُ الغيبَ امرؤٌ قبلَ أن يَرى / ولا الأمر حتى تُستبانَ دوابِرُه
يا ناقُ خُبّي خَببا زِوَرّا
يا ناقُ خُبّي خَببا زِوَرّا / وقلبِّي منسَمكِ المُغبَرَا
وعارضي الليلَ إذا ما اخضَرّا / أَخبرَكِ البارحُ حينَ مَرَّا
إذ سَوفَ تَلقَينَ جَواداً حُرّا / سَيّدَ قيسٍ زُفَرَ الأغرّا
ذاك الذي بايعَ ثم بَرّا / ونقضَ الآباءَ واستَمَرّا
قد نَفَعَ اللهُ به وضرّا / وكان في الحَربِ شِهاباً مُرّا
ألا بَكَرَت مَيِّ بغيرِ سَفاهَةٍ
ألا بَكَرَت مَيِّ بغيرِ سَفاهَةٍ / تعاتِبُ والمودودُ يَنفَعُه العَزرُ
فَقُلتُ لها إنّي بحلمِكِ واثِقٌ / وغنَّ سوى ما تأمرينَ هُوَ الآمرُ
وتَرعِيَّةٍ لم يَدرِ ما الخمرُ قبلَنا / سقيناهُ حتى صارَ قيداً له السُّكرُ
فثمَّ كفيناهُ البَدادَ ولم نكُن / لننكدَهُ عما يَضِنُّ به الصَّدرُ
وَظلَّ الى أن باتَ عندي بنعمةٍ / الى أن غدا لا لومَ أهلي ولا خَمرُ
غطاريفُ يَدعون الكريمَ أخاهم / وإن لم يكن فيهم له مِنهُمُ صَهرُ
وتغلِبُ حَيَّ وَرَّثَ المجدَ وائلاً / مَراسِلُها حُشدٌ مرافِدُها غُزرُ
دَعوا النَمرَ لا تثنوا عليهم خِنايَةً / فقد أحسنت فيما خلا بينَنا النَمرُ
وكنا كما كانوان إذا نَزَلت بهم / من المُعضلاتِ لا عَوانٌ ولا بِكرُ
وكنا إذا نابَت من الدَّهرِ نوبةٌ / كفتها الهوادي من بني جُشَمَ الزهرُ
ألم تَرَ همّاماً فتى تغلِب الذي / تعاورُه الأيامُ واضطَرَّهُ الدَّهرُ
بنى بَينَ حَيَّي وائِلٍ بصنيعةٍ / فلا تغلِبٌ لامَت أخاها ولا بَكرُ
لَعَمرُ أبي أمِّ الأراقم إنها / لَغرّاءُ مذكارٌ تجنُّبُها النَّززُ
ولو ثَوَّبَ الدّاعي بشَيبانَ زَعزَعَت / رماحٌ وجَاشَت من جوانِبِها القِدرُ
لَجِيميةٌ خرساءُ أو ثعلبيَّةٌ / يُحشنَ حُمَيَّاها المساعِرةُ الزَهرُ
هُمُ يَومَ ذي قارٍ اناخوا وجالَدوا / كتائبَ كسرى بعد ما وَقَد الجَمرُ
وظلت بناتُ الحُصنِ بالمِسكِ تطّلي / اليهم وقد طابَت بأيدِيهِمُ الخَمرُ
أرِقتُ ومُعرِضاتُ الليلِ دوني
أرِقتُ ومُعرِضاتُ الليلِ دوني / لِبَرقِ باتَ يَستَعِرُ استِعارا
تواضَعَ للسجاسجِ من مُنيمٍ / وجادَ العينَ وافترشَ الغمارا
وبات يَحُطُّ من جبلي نِزارٍ / غواربَ سيلِهِ حُزَماً كِبارا
بسحٍّ تغرقُ النجواتُ منه / ويبعثُ من مرابِعها الصُّوارا
ويصطادُ الرِّئالَ اذا علاها / وإن أمعَنَّ من فَزَعٍ فِرارا
وحَبلٌ من جُمانَةَ مستجدٌ / أبيتُ لأهلِهِ إِلا ادِّكارا
يُطالعُني بدَومةَ يا لَقومي / اذا ما قلتُ قد نَهضَ استحارا
فما غراءُ في دَمثٍ هيامٍ / أراد بها السهولةَ والقرارا
بأحسنَ من جُمانَةَ يومَ ردوا / جمالَ البينِ وارتحلوا نهارا
وقِيدَ الى الظعينةِ ارحَبيٌّ / جلالٌ هيكَلٌ يصفُ القطارا
فقلنَ لها اركبي لا تحبسينا / أبت خَفَراً وخالَطَت انبِهارا
تهدُّ محالَ آدمَ دوسريٍّ / تجوزُ بها ملاطاه القفاراَ
تدافع بالمناكبِ من بعيدٍ / وتسترُ بالمطارفِ أن تضارا
ترى السمكَ الطوالَ يَحدنَ عنها / وتبهرُ في المقاومةِ القِصارا
فلما قامَ كبّرَ من يليها / وقالوا خالطَ الجملُ انكسارا
فما ذكري جُمانةَ غيرَ أَني / كصاحبِ خِلعةٍ ذكرَ القمارا
وخُصّي في الحوادثِ أَن قيساً / أصابوا بعد خُضبِهمُ الغيارا
وتغلِبُ جَدَّعَ السرواتِ منها / وذاقَت من تَخَمطِها البوارا
وما كلبٌ بجازيةٍ بنعمى / ولا بهراءُ تَطَلعُ الديارا
فلولا الخيلُ من غاري كلابٍ / وحيٌّ بني الحُبابِ ومن أجارا
لما دُعِيَت غداةَ الروعِ قيسٌ / ولا كانَت نِزارُهُمُ نِزارا
وإنّا يومَ نازَلَهُم شُعيبٌ / كليثِ الغابِ أَصحَرَ فاستغارا
ظلَلنا ما من الحَيينِ الا / يرى الصَّبرَ التجملَ والفخارا
بضرب تنعسُ الابطالُ منه / وتمتكرُ اللحى منه امتكارا
تجدَّلَ كاهلٌ ونجا ابنُ بدرٍ / نجاءً من اسنَّتِنا فِرارا
وغودر هوَبرٌ وبنو مليكٍ / كمن قد ماتَ في زمنٍ فبارا
فلا شَمِتَ الاعادي في شبيبٍ / ومن قاسى ومن بالسرو غارا
فاني قد وجدت بني نفيلٍ / يشنون القنابلَ والغوارا
على كلبٍ وأَهلِ الشامِ طراً / كشدّ الاسدِ غَصباً واهتصارا
أَمِن طَرَبٍ بكيتُ وذكرِ أهلٍ
أَمِن طَرَبٍ بكيتُ وذكرِ أهلٍ / وللطربِ المُتاحِ لَكَ إدِّكارُ
وأطلالٌ عَفَت من بعدِ أنسٍ / ودارُ الحي منكرةٌ قفارُ
خَلَت غيرُ الظباءِ بها وعينٌ / وظلمانُ النعامِ لها عِرارُ
وإنَّ بكلِ محنيةٍ وسفحٍ / مقابلَ منظرٍ فيها صوارُ
خواذلَ من مصاحبةٍ وفردٍ / كَبُلقِ الخيلِ يتبعُها المهارُ
وقد دَرَسَت سوى آثارِ نؤيٍ / وآريٍّ تنصَّفَهُ الغبارُ
وكلِّ جَذَمِّهِ خَرِبٍ محيلٍ / كأنّ بقيةً منه جدارُ
وأَورقَ كالحمامَةٍ مقشعِرٍّ / وشُعثٍ سجَّحَتهنَّ الفِهارُ
ومحتدمِ القدورِ على ثلاثٍ / كأنَّ مناكبَ الأحجارِ قارُ
وملعبِ وبربٍ أدمٍ هجانٍ / نوادٍ عند مشيتِها انفتارُ
بوارقَ ترقد الصبحاتُ خردٍ / بهن من الشَّبابِ ضحى انبهارُ
ونادينا الرسومَ وهُنَّ صُمٌّ / ومنطقُها المعاجمُ والسّطارُ
وكان الصّبرُ أجملَ فانصرفنا / وَدمعُ العينَِ البثُهُ انحدارُ
وعارضت المطيةُ وهي تهوي / وأهونُ سيرِها منها انسجارُ
وقلت لصاحبيَّ الا اصبحاني / لتسلي عبرتي خَمرٌ عقارُ
فَشَعشَعَ بالأداوةِ شَرمحيٌّ / وليس بنا ولو جهدَ انتظارُ
ونحن على قلامِسَ يعملاتِ / أضَرَّ بها الترحُّلُ والسّفارُ
كأنّ لغامَهُنَّ سبيخُ قطنٍ / على المعزاءِ تَندِفُهُ الوتارُ
وتسمعُ من أسادِسِها صريفاً / كما صاحَت على الحَدَبِ الصقارُ
سواهم تغتلي في كلِّ فرعٍ / كما يَرمي مدى الغَرضِ القِتارُ
وبشَّرَنا البشيرُ بنغمِ طيرٍ / ومما أن تقبَّلنا البشارُ
بظعنٍ لجَّجَت في يومِ صيفٍ / وقالوا ليس بالأنهى قِطارُ
دَعتهنَّ الهواجرُ نحو نجدٍ / وصابَ الهيفُ فابتدرَ الغمارُ
فشمَّرت الحداةُ بكل رَسلٍ / علاه الرّيطُ اشعَلَه احمِرارُ
فلمّا أن لحقنا بَعدَ لأيٍ / ببيضِ في محاجِرها احوِرارُ
تنازَعنا الحديثَ فحدَّثتنا / عطابيلٌ تُقتَّلُ مَن يَغَارُ
وجدنَ بفديةٍ قصدت الينا / وطرفِ يعافرٍ فيه انكسارُ
وعُجنَ سوالِفاً وقدت عليها / قلائدُها كما تقِدُ الجمارُ
اذا ما احتلَّ بالبطحاءِ حَيٌّ / بَدَت غُرَرٌ تُرادِفُها البشارُ
أذاك هديت أم ما بالُ ضيفٍ / تضمَّنُهُ المضاجعُ والشعارُ
وأرَّقني بدائِعُ من مَعَدٍّ / أراها اليومَ ليس لها ازدجارُ
اذا ما قلت قد جُبِرَت صدوعٌ / تُهاضُ وليس للهَيضِ انجبارُ
كذاك المُفسِدونَ اذا تولوا / على شيءٍ فأمرُهم التَّبارُ
فأينَ ذوو البطاحِ ذرى قريشٍ / وأحلامٌ لَهُم ما تستعارُ
ونحن رعِيةٌ وهم رُعاةٌ / ولولا رَعيُهُم شنع الشنارُ
فإن لم تأتَمِر رُشداً قريشٌ / فليس لسائرِ العَرَبِ ائتمارُ
وفضلُهُمُ باذنِ اللهِ صَبرٌ / وضَرسٌ للاعادي واحتقارُ
فيا قومي هَلُمَّ الى جميعٍ / وفيما قد مضى لكم اعتبارُ
الم يُخز التفرقُ جيشَ كِسرى / ونُحّوا عن مدائنهم فطاروا
وشُقَّ البَحرُ عن اصحابِ موسى / وغُرِّقَت الفراعِنةُ الكفارُ
فكَم مِن مُدَّةٍ سَبَقَت لقومٍ / زَماناً ثم يلحقها انبتارُ
فما من جِدَّةٍ الا ستَبلى / ويبقى بعد جِدَّتها الحبارُ
وأنذُرُكم مصائرَ قوم نوحٍ / وكانت أمةً فيها انتشارُ
وكان يسبّحُ الرحمنَ شكراً / وللهِ المحامدُ والوقارُ
فلما أَن أرادَ اللهُ أمراً / مضى والمُشرِكونَ لهم جؤارُ
ونادى صاحِبُ التنورِ نُوحاً / وصُبَّ عليهِمُ منهُ الوَبارُ
وضجوا عند جيئتِهِ اليهم / ولا يُنجي من القدرِ الحذارُ
وجاشَ الماءُ مُنهَمِراً اليهم / كأنّ غثاءَه خرقٌ نشارُ
وعامَت وهي قاصِدَةٌ بإذنٍ / ولولا اللهُ جارَ بها الجوارُ
الى الجوديِّ حتى صار حجراً / وحان لتالِك الغمر الخسارُ
فهذا فيه موعِظَةٌ وحُكمٌ / ولكني امرؤٌ فيَّ افتِخارُ
مِن الفتيانِ اقذفُ كلَّ عَبدٍ / بحربٍ ليس فيهنّ اعتِذارُ
وعندَ الحقِ تعتزلُ الموالي / اذا ما أُوقدَت للحَربِ نارُ
اكلبُ هلمّ نحنُ بني أبيكُم / ودعوى الزورِ مَنقَصةٌ وعارُ
وقد علمت كهولهم القدامى / اذا قعدوا كأنهم النسارُ
بان قُضاعةَ الاولى معدٍّ / لقرمٍ لا تَغُطُّ بهِ البِكارُ
اذا هدرت شقاشِقُهُ ونَشبَت / له الاظفارُ تركَ له المدارُ
ومَن يَتَوَلَّ للرحمن نَصراً / يفرّثُ من مدامِعِهِ انتثارُ
اذا اصطَكَّا بارَعنَ مكفهرٍ / تفارَطَ أن تناوله القصارُ
هلم فعندنا عَدلٌ ونَصفٌ / وأحكامٌ تسدُّ بها الثِغارُ
وإن يعطفكُمُ نَسَبٌ الينا / فليسَ عليكم منها ظهارُ
أبونا فارسُ الفرسانِ عَلقَت / بكفته الاعنةُ والغوارُ
وأفضلُ ما اقتنينا من سوامٍ / ذكورُ الخيلِ والاسلُ الحرارُ
ورَثِنا الخيلَ قد عَلِمَت مَعَدٍّ / ومن عاداتهِنَّ لنا اختيارُ
تراثاً عن أبي صدقٍ أيادٍ / وعِيلانٍ وخندفِها الكثارُ
اباعرةٌ فكلٌّ ساقَ نهباً / له منه العرارةُ والخيارُ
فصارت بالجدودِ بنو نِزارٍ / فَسِدناهم واثعلت المضارُ
فكان لنا وللمضرين حظٌّ / وللحُسّادِ في الأثَرِ الغبارُ
فصار العِزّ والبَسَطات فينا / واعلامٌ قدامِسَةٌ كبارُ
ومنا الأنبياءُ وكُلٌّ مَلكٍ / وحُكّامُ الائمةِ حيثُ صاروا
غَلَبنا الناسَ في الدنيا بفضل / ونرجو أن يكونَ لنا المحارُ
واسماعيلُ بعد اللهِ يقضي / لنا بالحقِّ اذ رُفِعَ الخطارُ
فعندي الفصلُ للجهالِ منكم / كمنهاجِ الطريقِ به المنارُ
قضاعةُ كان حزباً من معدٍ / تَصِر تبعاً وللتَبَعِ الصَّغارُ
ويلقوا ثَرَّ شَخبٍ من مَعَدٍّ / يَدُرُّ لِمَن يشاركُه الغرارُ
وتعرفُ من بني قحطانَ بُعداً / وتظلم وهي ليس لها انتصارُ
ومَن يكُ يومَ دعوتِهِ غريباً / يخُنهُ من جناحَيهِ انكسارُ
ونصرُ ذوي الاباعدِ منك رَيثٌ / واحشاءُ ابنِ عمِّكَ تُستطارُ
ومن يَنزَع أرومَتَه لأخرى / فذاك لثابتِ الأصلِ اعتقارُ
كما الزيتونُ لا يَمّازُ نخلاً / ولا الجبارُ تبدلُه الصحارُ
ولا التمرُ المكمَّمُ حولَ حِمصٍ / اذا ماحانَ من هَجَرِ الجزارُ
وآنَفُ أن يكونَ اخي تبيعاً / لدى يمنٍ وقد قُهِرت نزارُ
ويأبى الصيدُ من سلفى نزارٍ / وأرفادٍ محالبُها غِزارُ
اذا الرِّيحُ الشّآميةُ استحنّت / وَلَعبض بها مع الليلِ العصارُ
فأُدبَتُنا الجوافِلُ كلَّ يومٍ / وبعضُ الناسِ أُدبَتُه انتقارُ
وقولُ المرءِ ينفذُ بعبدَ حينٍ / اماكنَ لا تجاوُرها الابارُ
أميرُ المؤمنين هدىً ونورٌ / كما جلّى دجى الظلمِ النهارُ
قريعُ بني أميةَ من قريشٍ / همُ السَّرُ المهذبُ والنضارُ
وعبدُ المَلكِ للفقراء طَعمٌ / وحِرزٌ ليس معقلُه يُضارُ
وقد حَمَلَ الخِلافَةَ ثم حَلَّ / بها عند ابنِ مروانَ القرارُ
وقلت لذي الكلاعِ وذي رعينٍ / أَحَقَّ قولُ حميرَ أم جوارُ
تدعّيهم قضاعَةُ بَعدَ دَهرٍ / وفي الدَّهرِ التَّقَلُّبُ والغيارُ
وانمارُ بنُ بجلةَ قال قِيلاً / وليس له اذا عدوا غدارُ
متى ترعش الى الالجامِ يوماً / يَقُم سوقُ الطعانِ لها تجارُ
ومعقلُنا السيوفُ اذا انخنا / وقد طارَ القنازعُ والشرارُ
بضَربٍ تَبصُرُ العميانُ منه / وتعشى دونَه الحَدَقُ البِصارُ
واسحاقٌ اخونا قد علمتُم / علينا من مواسِمِه النجارُ
نَهُزُّ المشرفيةَ ثم نعدوا / وليس بنا عن العادي ازورارُ
ومَن يَكُ أرعاه الحمى اخواتُهُ
ومَن يَكُ أرعاه الحمى اخواتُهُ / فمالي من أختٍ عَوانٍ ولا بِكرِ
تعادى السنونَ عن جراجبَ جلةٍ / مهاريسَ ليست من دياتٍ ولا مَهرِ
تناصي ضريبَ الحَمصِ ليلةَ غَبِّها / نصاءَ بني سَعدٍ على سَمَلِ العَذرِ
اذا احتَطَبَته نِيبُها قذَفت به / بلاعِيمُ أكراشٍ كأوتيةِ الغَفرِ
وما ضرَّها إن لم تكن رَعِتِ الحمى / ولم تطلب الخيرَ الملاوِذَ من بشرِ
جِبالٌ اذا صافَت هضابٌ اذا شتت / وفي القيظِ يعطفَن المياهَ على العَشرِ
مياهُ سوىً يحملَنها قبلَ العِرى / دليف الروايا بالمثممةِ الخُضرِ
بناتُ عِلَندى المنكبينِ كأنَّما / تُزِيِّنُهُ الإخصابُ بالمَغَرِ الحُمرِ
اذا رفع الراعي الهُراوةَ فوقَه / تخمَّطَ انكارَ العزيزِ من القَهرِ
يُعضُ عليها الحاسدونَ بنانَهم / وليس بأيديهم غنايَ ولا فَقرِي
طوالُ القِرى لا يلعنُ الضيفَ اهلُها / اذا هو ارغى وَسطَها بَعدمضا يَسري
اذا لم يَكُن فيها حلوبٌ تكشَّفَت / عن السَّيفِ مَصقولاً وأبيضَ كالبَدرِ
وما اتقي السَّاقَ التي تتقى بها / اذا ما تعادى الراتِكاتُ من العَقرِ
ويكفيك ألاَّ يَرحلَ الضيفُ لائماً / كراديسُ من نابٍ تغامسُ في القدرِ
إذا بَرَكَت خَرَّت على ثَفناتها
إذا بَرَكَت خَرَّت على ثَفناتها / مجافيةً صلباً كَقنطرةِ الجِسرِ
كأنَّ يديها حينَ تجري ضفورُها / طريدانِ والرجلان طالبتا وِترِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025