القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ القَيْسَراني الكل
المجموع : 13
واحَرَبا في الثُّغور من بلدٍ
واحَرَبا في الثُّغور من بلدٍ / يضحك حُسْناً كأَنه ثَغَرُ
ترى قصوراً كأَنها بِيَعٌ / ناطقة في خِلالها الصُّورُ
هالات طاقاتِهن آهلةٌ / يَبْسِم في كلّ هالةٍ قمرُ
سَوافرٌ كلّما شَعَرْنَ بنا / بَرْقَعهنّ الحَياءُ والخَفَرُ
مِن كلّ وجهٍ كأَنّ صورتَه / بدرٌ ولكنّ ليلَه شَعَرُ
فهو إِذا ما السُلُوّ حاربَهُ / كان لتلك الضفائِر الظَفَرُ
فيا عَذولي فيهن دعْ كَلَفي / وانظر إِلى الشمس هل لها طُررُ
وكُنْ مُعيني على ذوي خُدَعٍ / إِن سالم القلبُ حارب النظرُ
سِرْتُ وخَلَّفْتُ في ديارهُمُ / قلباً تمنّيت أَنَّهُ بصرُ
ولم أَزل أَغْبَطُ المُقيمَ بها / للقرب حتى غَبِطَت مَن أُسِروا
كم بالكنائِس مِنْ مُبَتَّلَةٍ
كم بالكنائِس مِنْ مُبَتَّلَةٍ / مثل المَهاةِ يَزينُها الخَفَرُ
مِنْ كلِّ ساجدةٍ لصورتها / لو أَنصفت سجدتْ لها الصُوَر
قدّيسَةٌ في حبل عاتقها / طولٌ وفي زُنّارها قِصَر
غَرَسَ الحياءُ بصحن وَجْنَتِها / وَرْداً سقى أَغصانه النَّظرُ
وتكلّمت عنها الجُفون فلوْ / حاورتَها لأَجابك الحَوَر
وحَكَتْ مدارِعُها غدائرَها / فأَراك ضعفيْ ليلةٍ قمرُ
في طاعة الحب ما أَنفقتُ من عُمري
في طاعة الحب ما أَنفقتُ من عُمري / وفي سبيل الهوي ما شابَ من شَعَري
طال الوُقوف على ضَحْضاحِ نائلكم / وغُلَّة الصّدر بين الوِرد والصَّدرِ
كم قد أَماتَ الهوى شوقي وأَنشره / عن يأْس منتظِرٍ أضو وعد منتظَر
بمُهْجتي وبصَحْبي كلُّ آنسةٍ / تبيت نافرةً منّي ومِنْ نَفَري
أَما ترى سُنَّةَ الأَقمار مُشْرقةً / في لِمَّتي فبياض الليل للقمر
هَبْني أُخلِّصُ جسمي من مُعَذِّبه / فمن يخلّص قلبي من يَدَيْ نظري
فيا نسيم الخُزامى هُبَّ لي سَحَراً / لعلَّ نَشْرك مَطْوِيٌّ على خَبَر
واحذر لسان دُموعي أَنْ تَنِمَّ به / فإِنَّ سرّيَ من دمعي على خَطَر
أَما وكأْسٍ تَشِفُّ عن ثَغَرِ
أَما وكأْسٍ تَشِفُّ عن ثَغَرِ / يَبْسِمُ عُجْباً بوَرْدَتَيْ خَفَرِ
يحميهما صارمٌ مضاربهُ / مِنْ كَحَلٍ والفِرَنْدُ مِنْ حَوَرِ
لقد عصيتُ المَلام في رشإٍ / مَلَّكَه القلبَ طاعةُ البصر
تُنافِسُ الخيزُرانَ قامَتُهُ / ليناً ولوناً في اللّمس والنظر
دِقّةُ كَشْحٍ وبَرْدُ مُرْتَشَفٍ / فوا غرامي بالخَصْر والخَصَرِ
وذي سهام تُصْمي بغير يدٍ / على قِسِيٍّ ترمي بلا وَتَرِ
وكيف تُخْطى القلوبَ مُرهَفةٌ / تُراش بين القضاءِ والقَدَرِ
نوافذٌ تُنْهِر الفُتوقَ دماً / ولا تَرى للجراح مِن أَثرِ
يا مُسْهِري واصِلاً ومُجْتَنِباً / والصبُّ ما بين ليلتيْ سَهَر
إِذْ لا ترى العين فرقَ بينِهما / إِلاّ بطُول السُّهادِ والقِصر
لا عَذَلٌ فيك بات لي سَمَراً / يا حبَّذا العذْلُ فيك من سَمَر
عن خاطري نبأ الخيالِ الخاطرِ
عن خاطري نبأ الخيالِ الخاطرِ / فأعجب لزورةِ واصلٍ من هاجرِ
لم يعْدُ أَنْ جعل الرُّقاد وسيلةً / فأَتى الجوانحَ من سَواد النّاظر
ولقد علمتُ على تباريح الجوى / أَنّ السُّلُوَّ خرابُ قلبٍ عامر
وإِذا استقلّ عن الفؤاد قطينهُ / لم يبق منه سوى محلٍ داثر
أَرضى اليسيرَ وما رِضاكَ يَسيرُ
أَرضى اليسيرَ وما رِضاكَ يَسيرُ / أَنا في الهوى غِرٌّ وأَنت غريرُ
ولو اقتصرت على حُشاشة مُغْرمٍ / وافاك من مأْسورك الميسور
ما أَذعنتْ لك في فؤادي طاعةٌ / إِلاّ وأَنتَ على القلوب أَمير
ضمنتْ ثناياك العذابُ مَخافتي / فهل الثّغور الضاحكات ثُغور
يا هندُ مَنْ لأخي غرامٍ ما جرى
يا هندُ مَنْ لأخي غرامٍ ما جرى / بَرْقُ الثّغور لطرفه إِلاّ جرى
أَبكته شَيْبتُه وهل من عارضٍ / شِمْتُ البوارقَ فيه إِلاّ أَمطرا
لا تنكري وَضَحاً لَبِسْتُ قتيرَه / رَكْضُ الزمان أَثار العِثْيَرا
أَتراك عن وَتْرٍ وعن وَتَرِ
أَتراك عن وَتْرٍ وعن وَتَرِ / ترمي القلوبَ بأَسهم النظرِ
كيف السبيلُ إِلى طِلاب دمي / والثأْر عند معاقل الحَوَر
هي وَقعة الحَدَق المِراض فمِن / جُرحٍ جبارٍ أَو دمٍ هَدِر
تمضي العزائِم حيث لا وَزَر / وَتُفَلُّ دون معاقِد الأُزَُر
يا صاحِ راجعْ نظرةً أَمماً / فقدِ اتّهمت على المها بصري
بكَرتْ تطاعننا لواحظُها / فتنوب أَعيننا عن الثُّغَرِ
وتُرِي مباسمها معاصمها / مَجْلُوَّةً في لؤلؤ الثَّغَرِ
لا لائم العشّاق إِنَّهمُ / لَيَرَوْن ذنبك غيرَ مُغتفَر
أَوما علمتَ بأَنها صور / جادتْ بأَنفسها على الصُّور
ومُدامة كالنار مطفِئها / غرضٌ لها ترميه بالشَّرر
يجري الحَباب على جاجتها / والتّبرُ خيْرُ مراكبِ الدُّرَر
كالجمر تلفح كف حاملها / فتظنُّه منها على خطر
والكأْس والساقي إِذا اقترنا / فانظر إلى المرّيخ والقمر
عَذَلا على طربي بجائرةٍ / لولا مجير الدين لم تَجُر
إِلاّ يكنْ قد هَوِيتُه بشراً
إِلاّ يكنْ قد هَوِيتُه بشراً / فإِنّه فتنةٌ على البشرِ
واحَرَبا من بياض وَجْنته / تراكضتْ فيه ظُلْمَةُ الشَّعَرِ
حين تبدّى سَوادُ عارضه / كما تبدّى الكسوفُ بالقمر
أَين مضاءُ الصّارمِ الباتِر
أَين مضاءُ الصّارمِ الباتِر / من لحظاتِ الفاتن الفاتِر
وأَين ما يُؤْثَر عن بابلٍ / مِنْ فعلِ هذا الناظر الساحر
ظبْيٌ إِذا لوّح منه الهوى / بواصلٍ صرّح عن هاجر
يوهمني في قوله باطناً / والحُكْم محمولٌ على الظاهر
نام وأَغرى الوجدَ بي فانظُروا / ما أَولعَ النائمَ بالسّاهرِ
ثم اغتدى يقنِصُني نافراً / يا عَجَباً لِلْقانص النّافر
عاتبتُه في عَبْرتي زاجراً / خوفاً على الأَسرار زاجر
فاعتذرَتْ عيني إِلى عينِه / معذرَة الوافي إِلى الغادر
أَضنى الهوى قلبي ليطوي به / مسافةَ البيْنِ على ضامر
وطار فانقضّ عليه الجوى / بكاسِر الجفن على كاسر
وقهوةٍ تحسب كاساتِها / كواكباً في فلك دائِر
رَعَتْ بها لَيْلَ الهوى فانجلى / عن شمس هذا الزّمن الناضر
وأَبعَدَ الأَخْطارَ تقريبُها / مؤيَّدَ الدُّوْلةِ من خاطري
كيف قلتُمْ ما عندَ عينيْه ثارُ
كيف قلتُمْ ما عندَ عينيْه ثارُ / وبخدَّيْه من دمي آثارُ
لو شهدتم إِعْراضَه وخُضوعي / لم يكنْ في قضيّتي إِنكار
يا لَقومي وكيف تُنْكر قتلي / لَحَظاتٌ جُحودُها إِقرار
إِن تطلّبتُمُ من الطرْف / والوجْنة عُذري ففيهما أَعذار
أضو سأَلتُمْ أَيُّ البديعيْن أَذْكى / جُلَّ ناري فذلك الجُلَّنار
ما أَراني ليلي بغير نهارٍ / غيرُ ليلٍ يلوح فيه نهارُ
زاد إِراقُ وجهه بين صُدغيْه / وفي الليل تُشْرق الأَقمار
لا تسلْني عن الهوى فهو في / الأَجفان ماءٌ وفي الجوانح نار
ويظنّ العذولُ أَنّ مشيبي / ضاحكٌ عنه لِمَّةٌ وعِذار
لم أَشِب غير أَنّ نار فؤادي / أُلهبت فاعتلى الدُّخان شرارُ
إِنّ الأُلى جمعتْهُمْ والنَّوى دارُ
إِنّ الأُلى جمعتْهُمْ والنَّوى دارُ / جارُوا فهل أَنت لي من ظلمهم جارُ
ساروا على أَنهم قرباً كبعدهم / فما أُبالي أَقام الحيُّ أَم سارُوا
عندي على الوجد فيهم كلُّ لائمةٍ / وعندهم للهوى العُذرِيِّ أَعذارُ
ففي الصُّدور صَباباتٌ وَمَوْجِدَةٌ / وفي الخُدور لُباناتٌ وأَوطار
قد أَنكر الناس من دمعي ومن حُرَقي / هوىً تهادَن فيه الماءُ والنار
إِلامَ اُعلن أَسراري وأَكتمُها / وآيةُ الشوق إِعلان وإِسرار
دَيْنٌ على عبراتي أَنْ تُقِرَّ به / وإِنما غايةُ الإنكار إِقرار
لِيَهْنِ دمشقاً أَن كُرسيّ مُلْكِها
لِيَهْنِ دمشقاً أَن كُرسيّ مُلْكِها / حُبي منك صَدْراً ضاق عن هَمِّه الصَّدْرُ
وأَنك نورَ الدين مُذْ زُرتَ أَرضها / سمتْ بك حتى انحطّ نَسرها النسر
هي الثَّغْر أَمسى بالكراديس عابساً / وأَصبح عن باب الفراديس يَفْتَرّ
فإِمّا وقفت الخيل ناقعة الصَّدى / على بردى من فوقها الوَرَق النَّصْر
فمن بعد ما أَوردتها حَوْمةَ الوغى / وأَصدرتها والبيض من عَلَقٍ حُمْر
وجلّلتها نقعاً أَضاع شِياتِها / فلا شُهْبُها شهب ولا شُقْرها شقر
علا النهرُ لما كاثَرَ القصب القنا / مكاثرةً في كل نَحْرٍ لها نَحْرُ
وقد شرِقتْ أَجْرافه بدم العِدى / إِلى أَن جرى العاصي وضحضاحه غَمر
صدعْتَهمُ صَدْعَ الزُّجاجة لا يدٌ / لجابرها ما كلُّ كسرٍ له جَبْر
فلا ينتحل من بعدها الفخرَ دائلٌ / فمن بارز الإِبرنز كان له الفخر
ومَنْ بزّ أَنطاكية مِنْ مليكها / أَطاعته أَلحاظُ المُؤلّلَةِ الخُزْر
أَتى رأسه ركضاً وغودر شِلْوُهُ / وليس سوى عافي النسور له قبر
كما أَهدتِ الأَقدارُ للقمص أَسْرَهُ / وأَسْعَدُ قِرنٍ من حواه لك الأَسْر
فأَلْقتْ بأَيديها إِليك حصونُه / ولو لم تُجِبْ طوعاً لجاء بها القَسْر
وأَمستْ عَزاز كاسمها بك عِزَّةً / تشُقّ على النَّسريْن لو أَنها الوَكْر
فسِرْ تملإِ الدُّنيا ضياءً وبَهْجةً / فبالأُفُق الداجي إِلى ذا السَّنا فَقْر
كأَني بهذا العزم لا فُلّ حَدُّه / وأَقصاه بالأَقصى وقد قُضِيَ الأَمر
وقد أَصبح البيت المقدَّسُ طاهراً / وليس سوى جاري الدماء له طُهْر
وإِن تتيمَّمْ ساحِل البحر مالكاً / فلا عجبٌ أَن يملِك الساحلَ البحر
سللتَ سيوفاً أَثكلت كلَّ بلدة / بصاحبها حتى تخوفك البدر
إِذا سار نور الدين في عَزَماته / فقُولا لِلَيْلِ الإِفك قد طلَع الفجر
هُمامٌ متى هَزَّت مواضي سيوفه / لها ذكراً زُفّت له قَلْعةٌ بِكْر
خلعتَ على الأَيّام من حُلَلِ العُلى / ملابِس من أَعلامها الحمد والشكرُ
فلا تفتخر مصرٌ علينا بنيلها / فيمناكَ نيلٌ كلُّ مِصْرٍ به مِصْرُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025