القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحَمّد الهِلالي الكل
المجموع : 58
أسفر البدر عن صباح السرور
أسفر البدر عن صباح السرور / من مجالي سنا جمال النوري
ومنادي الهنا ينادي هلموا / للوفايا ذوي الصفا والحبور
وأجيبوا علاى صماع الأغاني / داعي اللهو بين مرد وحور
بين قوم على الدنان عكوف / قد سقاهم ساقي الشارب الطهور
يا مليك الملاح يا أعدل الأغ / صان قداً ويا أجل أمير
جد على القوم بالشراب إلى أن / يشتكي الكأس للعفو الغفور
خمرة عن الست تروي حديثاً / أنها كانت قبل دور الدهور
من ثريا عنقودها عصرت / شمساً أضاءت بها جميع العصور
هاتها من خلاصة الراح راحاً / لطفت فاختفت بمحض الظهور
قرقف لو عادت وحيت رفاةً / لأعادت حياة من في القبور
عاطنيها فهذه حضرة الأطلا / ق قد آذنت بكشف الستور
عاطنيها حتى بها أتلاشى / حيث لا أدري غيبتي من حضوري
عاطنيها بين الرياحين من ور / د خدود وأقحوان ثغور
ومغن برقة الشدو يغني / عن صرير السنطير والطنبور
في رياض أريضة ومروج / كبروج تزهو بزهر الزهور
سيما والغصون من فوقها قد / رن صوت الهزار والشحرور
ونديمي على المدام غزال / سلب الأسد طرفه بالفتور
زف راح الأنس في حان السرور
زف راح الأنس في حان السرور / وهي تجلي بين ولدان وحور
حبذا حضرة إطلاق بها / قد نفى التقييد لي كشف الستور
فلكٌ فيه جرت شمس الطلا / لبدور غيبوها في ثغور
فاستحالت شفقاً في أوجه / مشرفات تحت أحلامك الشعور
ومدير الكأس سلطان غدا / عادل القد على الشرب يجور
ظبي أنس كم ظبا ألحاظه / كسرت من كاسر ليث هصور
بمحياه المصون افتضحت / قاصرات الطرف من أعلى القصور
يوسفي الحسن أما إن شدا / خلته داود يتلو في الزبور
ما بدا إلا وفي بهجته / قطعت أحشاء ربات الخدور
قلن ماذا بشرٌ بل ملك / قد براه الله من لطف ونور
لست أنسى أنس أوقات بها / آنس الأغيد من بعد النفور
جاءني والليل داج مهدياً / في صفا البلور لي ذوب الشذور
قلت ما هذا حبيبي قال لي / خذ شراباً من يد الساقي طهور
زارت وعليها من الذوائب أستار
زارت وعليها من الذوائب أستار / ليلاً فرأينا الشموس تدرك أقمار
بلقيس جمال لها الملاح جنود / تختال على عرشها بحلة أنوار
يا ملك مهجة المشوق بقدٍ / بالعدل على عصبة الصبابة قد جار
هيهات رقادي يزور بعد سهادي / جفني وفؤادي على شفا جرف هار
أقسمت بآيات حسنها وبنار / في جنتها أشرقت بجنة أزهار
لم أهو سواها ولو أذاب نواها / جسمي وهواها إلى المهالك بي سار
شمس ببرود من الأطالس حلت / فاستطلعت بالشهب في البنا أزرار
غراء بستر تزين أنحل خصرٍ / والوجه كبدر بدا يضيء بأسحار
هيفاء فلو أنها بدت لأبيها / يوماً ورأى لطف رقصها عبد النار
أما والسنا الوضاح من جيدها الغجري
أما والسنا الوضاح من جيدها الغجري / وسود ليال من ذوائبها العشر
ومن كأسها بالنجم وهي تديره / ومن شهب الأزرار بالشفع والوتر
وشمس محياها وفرقد فرقها / وصبح جبين ضاء كوكبه الدري
لليلة لقياها المنيرة ليلة / علمت يقيناً أنها ليلة القدر
ولم أنس إن زارت من الليل مضجعي / وحيت فأحيت ميت الصد والهجر
وقد كان منها القرب عنقاء مغرب / ومن دونه صيد الكواكب والزهر
دنت وتدلت فاندهشت مهابة / وغبت بها عن حالة الصحو والسكر
وعند تدليها اتراني هزة / كما انتفض العصفور من بلل القطر
ولما أباحتني الوفا فهت بالجوى / وبحت بما قد كنت أكتم في سري
ورقت وقالت قر عيناً فهذه / أويقات وصلي فاغتنم غفلة الدهر
وهذا جنى جنات قربي ففز به / وإياك ما يفضي إلى السوء والوزر
فقلت معاذ اللَه ما أنا بالذي / أحب وما راعى عفاف الهوى العذري
على أنني الحر الأبي لكل ما / يشين وليس العذر من شيم الحر
هناك أوت من بعد عز وآنست / إل وأهوت من قطوب إلى بشر
فعانقت منها أسمراً تحت أبيض / الإزار بدا يختال بالحل الخضر
وغصنا من البلور أصبح يانعاً / برمانتي نهدين في فضة الصدر
ومن زندها للضم مدت أريكة / إلي فأغنتني عن المد في القصر
وسرحت طرفي في رياض جمالها / وأوردته الورد المضمخ بالعطر
فبت حليف الأنس منها منعماً / بروح وريحان على كوثر الثغر
إلى أن نوى ركب الظلام على النوى / وطي صبا الأسحار آذن بالنشر
وهمت بسلخ الليل أيدي الصباح مذ / أتاه بسكين الضياء من الفجر
ومن شفق الصبح البنفسج كاد أن / يعصفره فيروزج الجو بالتبر
وقامت لتوديع التي ساعة الصفا / بها والوفا منها أبيع بها عمري
تفوه بآه وهي قائلة دنا / رحيلي وإني من رقيبي على ذعر
وسارت ولولا الوعد منها بأوبة / لكانت حياتي اليوم من أعجب الأمر
من رصَّع الشَّمس في شهب من الدرر
من رصَّع الشَّمس في شهب من الدرر / فأطلع البدر في ليل من الشعر
شمس على فلك الحسن البديع جرت / لمستقر لها في هالة القمر
حيث الرياض ونور النور يسفر عن / برج من الزهر ف مرج من الزهر
وحامل الكأس بدر فوق غصن نقا / بالنجم يسعى إلى الندمان بالسحر
ساق يسوق لنا المشروب يصحبه / المشموم من شامة في خده العطر
تبارك من أجرى إلى هالة البدر
تبارك من أجرى إلى هالة البدر / بطيب الهنا شمس الصيانة في الخدر
زفاف به حق السرور وكيف لا / وليلته ما غيرها ليلة القدر
وحمداً لمولانا وشكراً وحبذا / مقابلة النعماء بالحمد والشكر
على أن كسا الجندي أعني محمدا / جمال مجالي بهجة العز والفخر
وحسبي اعترافي يا أجل الكرام إذ / مآثرك الحسنى تجل عن الحصر
هنيئاً بما قد قدمته يداك من / قران سعود البدر في أشرف الزهر
هما القمران النيران سناهما / غدا مستفاداً منك يا كوكب العصر
فدم لهما واسلم إلى أن تراهما / بهذا الورى جدوداً مدى الدهر
وأبقاك والأنجال رب السماء ما / جرى في الورى عقد النكاح على بكر
وما ابن هلال راح يشدو مؤرخاً / زفاف الثريا حل للكوكب الدري
شمس البهاء جرت لأوجه مستقر
شمس البهاء جرت لأوجه مستقر / وبأسعد الإقبال أدركت القمر
وبواعث الأفراح بالبشرى دعت / طاب الصفا لذوي الوفا زال الكدر
وكواكب الأقداح راح يديرها / بدر له تعنو الشموس إذا سفر
راح بها أشباحنا ترتاح إذ / عن مبتدأ أرواحنا روت الخبر
راقت ورقت في الزجاج فأشبهت / معنى خفياً دق عن درك الفكر
فكأنها وحبها في كأسها / ثغر تبسم عن ثنايا من درر
تجلو الهموم إذا لها الساقي جلى / والصبح صال على الدجى وسطاً وكر
يا صاح دونكها عروساً واقتطف / في فيك من وجناتها ورد الخفر
واطرد بها يأجوج حزنك إنها / سد فما زبر الحديد ولا الحجر
واطرب وبادر للسرور مهنئاً / إسكندراً بزفافه الزاهي الأغر
بدر لشمس الضحى تحوي أباريقه
بدر لشمس الضحى تحوي أباريقه / لك أسفر
فيه أسكر وتحذر / من فصال اللحظ المشهر
ما رمت مزج الطلى إلا أبى ريقه / هو أهدى
لي شهداً وتبدا / وحوى بالخد وردا
جبينه الصبح قد لاحت نماريقه / لنضيدي
ووريدي وفريدي / في سلك الغواني الغيد
وفرقة الليل من جمعي تفاريقه / لصفانا
قد دعانا وسقانا / وجلا عنا الأحزانا
زارت ولليل ذيل كاد أن ينكف / بجلاها
وجلاها وطلاها / جل من قلبي ولاها
خود حكت عن تميم منها خضاب الكف / وكعيني
دمع عيني وبيني / من دمعي مرج البحرين
قل للعزول الذي عن حبها استنكف / دع قيلك
ومقيلك وقبيلك / واجعل الإنصاف دليلك
كم مغرم في هواها دمعة أو كف / هيمانا
فتدانى حيرانا / لا كان النوى ولا كانا
كم بالتي في مهجتي
كم بالتي في مهجتي / من مقلتي دمعي جرى
كالسحب يهمي على الثرى / أسرار كتمي قد أظهرا
من ذا معين للعاشقين / يا ذا الفطين بين الورى
رفع التكليف الحب الحب / منع التكليف الحب الحب
يا محبوبي / الحب الحب
هي الملة الغراء عز انتصارها
هي الملة الغراء عز انتصارها / مبيد لمن قد رام ذل انكسارها
وكيف ترى ضيما وحامي ذمارها / له همة لا منتهى لكبارها
وهمته الصغرى أجل من الدهر /
ملائكة الرحمة مجلى شهودها / بمن كان قدما علة لسجودها
ينابيع فضل مر عين وجودها / له راحة لو أن معشار جردها
على البر كان البر اندى من البحر /
وما مصدر الأشياء إلا محمد
وما مصدر الأشياء إلا محمد / كم اشتق سر من سناه ونور
لقد جل عن قدر المديح كما له / وناهيك طول المدح فيه قصور
بدائرة التكوين نور جماله / ذكاء وكل الأنبياء بدور
بلى وهو قطب في سماء رسالة / طيه جميع الكائنات تدور
شام برق الشام وقت السحر
شام برق الشام وقت السحر / فاستفزته دواعي السهر
وصبا لما استمالته الصبا / من شذا الربوة ذات الشجر
ربوة ذات قرار وصفا / ومعين ونسيم عطر
جنة الله التي في الأرض قد / فاخرت زهر السما بالزهر
بقصور لم تزل تجلى بها / قاصرات الطرف فوق السرر
وخدور لبدور طلع / قد سلبن الحور حسن الحور
خرد من كل خود وجهها / عبرة بالحسن للمعتبر
وفتاة كمهاة في الخبا / تاسر الأسد بطرف الجوء زر
بانة قامتها غصن نقا / في كثيب بارز مستتر
يا لها عبسية إن غضبت / عبلة الردف بلحظ عتري
بأبي ناهدة بنت ثما / ن وست ضرة للقمر
أخت شمس في سماء مطلع / فرقد الفرق بلبل الشعر
بجبين لن تندى عرقا / رضع الشمس بشهب الدرر
ما سواها الكوكب الدري في / أفق الحسن البديع الأنور
لست أنسى إذ غدت تسفر عن / غرة تشرق تحت الطرر
حبذا سين ثنايا صانها / ميم ثغر فيه عين الخضر
وبروحي أعين نرجسها / يحرس الورد بروض الخفر
أعين سكرى وكسرى في الهوى / أبداً من جفنها المنكسر
لا يغرنك منها ضعفها / إنها عندي لاحدى الكبر
وأعنائي بقسي من حوا / جب ترمي بسهام القدر
لا بكأس الخمر سكري إنما / يهوى ذات الغطا والخمر
بعروس يابن ودي مهرها / مهج نصلى بذات الشرر
وصداق الحب صدق ووفا / وسماح بنفيس العمر
والغنا في العشق خلد وبقا / فيهما إثبات محو الأثر
يا نمديمي عَلى الصرف امزجا / لي المعاني في كؤوس الصور
واسقياني والقياني للقيا / ن وللوتر اذكرا بالوتر
أشرق المصباح من مشكاته / لبصير ناقد ذي بصر
هذه أنوار ليلى لمعت / في الدجا للناظر المدكر
أعربا لي جملة اسمية / عرفتني المبتدا بالخبر
أسفرت اسماء عن أسماء قد / بشرت آدم اصل البشر
بعلوم حازها زاتية / أول الخلق ختام الدفتر
وصفات قام فيها المصطفى / مبهط القرآن سر السور
من سقى أهل الوفا التوحيد من / خمرة قد قدست عن كدر
وأراهم نور عرفان لهم / لاح من خلف ستور الحير
يا كليم الحب قم مقتبسا / نار أنس نزهت عن شرر
ولحان الراح رح مستجديا / راحتي كنز الوفا المدخر
مستمدا مدد الأسرار من / غوثنا غيث الندا المنهمر
مستفيضا من عطايا فيض مو / لاي عبد القادر المقتدر
جامع الفرق أمام الجمع في / جامع العلم النزيه الأطهر
مثبت الحق منار الصدق في / مظهر ماحي رسوم الغير
بفهوم وعلوم دركها / رق معنى عن رقيق الفكر
يا له من عارف لاهوته / حل في ناسوت أبهى مظهر
طور هدي للتجلي قلبه / إذ على الطور بلوغ الوطر
لست أدري وهو يزهو لابسا / حلة من ملة المدثر
ملك أم ملك لاح لنا / علم من علمه المنتشر
سطع الباطن من ظاهره / شمس فضل كم له من قمر
أوحد العصر جميلا للورى / إذ باهليها جمال العصر
لم يكن أوحده إلا لأن / حاز فضلا ليس بالمنحصر
سيد من سيد من سيد / وسريٌ من سري من سري
ابن محي الدين محيينا إذا / ضن في الدنيا الحيا بالمطر
كيف لا يفخر سبط جده / فيه حق الفخر للمفتخر
سيدي الغازي الذي منه الجزا / ئر كانت للندا في أبحر
أسد اللَه على أعدائه / حين يسطو بالحسام الذكر
لو تراه والعدا في رهج / قسور الفتك ببهم الحمر
قسور منه يفرون كما / فر إبليس الغوي من عمر
بطل منتقم للَه لا / لهوى النفس ولا للبطر
لومة اللائم لاتثني له / همة عن نجدة المستنصر
جنة المأوى لنا في ظله / وعلى الباغي لظى مع سقر
ذو جبين مستنير عرفه / هاشمي قرشي مضري
وميحا صبحنا منه إذا / ما ضللنا في الدجا المعتكر
وإياد من سخاء خلقت / لحياة البائس المفتقر
قطب محراب وحرب ثابت / قد ما فوق السماكين جري
أيها السائل عن راحاته / كرر التسئال عنها كرر
لا تلمني باحتقاري غيره / من رأى البحر ازدرى بالنهر
قم وشاهد منه أبهى طلعة / كم بها من باهت منبهر
جل من أودع ما أودع في / صدره من غيبه المستتر
كنز أكسير هدى يا فوز من / حاز منه كيمياء النظر
منه للغرب على الشرق يد / سار داعي شكرها في السير
شمس إحسان وحسن مذ بدا / أشرق الشرق ببدر البدر
وبروحي حضرت أسرارها / قد سرت في بدونا والحضر
فهنيئا لدمشق الشام ما / دامت الدنيا بهذا البشر
بلدة طيبة قد زادها / عنصر النور زكي العنصر
جاور الشام مجير الشام إذ / تهدم الأقدار سور الحذر
كل أرض حل فيها حرم / آمن فيه صفا المعتمر
ومقام لمصلى قام في / ركن بيت أسعدي الحجر
أبداً فيه الذي يدعو الورى / بشروا بالنفع أهل الضرر
شيم أعطر من عرف الصبا / عطرت أقطارنا بالقطر
مالها حد ولا عد وهي / هات إحصاء الحصا والمدر
أدرك أدرك بالرضى من قاصر / كلمات العاجز المختصر
لم أطل مدحيك فاعذر شاعرا / عن مناه باعه في قصر
أين مني ما أوفيك ابه / عزما فوق القوى والقدر
فاجزني بقبول منك يا / قبلة المعترف المعتذر
نظرة منك بها أجلو صدا / ء الغين عن مراة عين الفكر
قطرة من بحر سر لفتى / شفه حر الزمان العسر
هذه أوحال أحوالي لقد / كدرت صافي عيشي النضر
ما غريمي غير دهر خائن / بسوي أهل الوفا لم يغدر
في بلاد جار فيها البلدا / با ابتلاء الفصحا بالبقر
فانتقذ يا ابن رسول اللَه من / قلة الحظ كثير الضجر
وأرو ظمئانا غدا خاطره / خائضا في أبخر من خطر
غلبت جبرا عليه حرفة / ما لها إلا الرضى بالقدر
حسبي اللَه ولا حول ولا / قول مجهود من الحول يرى
وإذا عني الأحباء ناموا / وبجهدي خانني مصطبري
فختام الرسل بي أول الورى / في حياتي ولدى محتضري
ملجاء المطرود ما وي الضعفا / مورد الجوى حمى المنذعر
ما سواه النعمة العظمى وما ال / جبر إلا منه للمنكر
فهو روحي وجناحي من يطر / بجناح غيره لم يطر
من عليه اللَه صلى كرما / من سلام بالسلام العطر
صلوات وصلت للال مع / صحبه الصبح الوجوه الغرر
ما الهلالي شم روحا كلما / شام برق الشام وقت السحر
من رصع الشمس في شهب من الدرر
من رصع الشمس في شهب من الدرر / وأطلع البدر قي ليل من الشعر
شمس على فلك الحسن البديع جرت / لمستقر لها في هالة القمر
حيث الرياض ونور النور يسفر عن / برج من الزهر في مرج من الزهر
وحامل الكاس بدر فوق غصن نقا / بالنجم يسعى إلى الندمان في السحر
ساق يسوق لنا المشروب بصحبه ال / مشموم من شامة في خده العطر
يصب من أحمر الياقوت سائلة / في جامد أبيض من فضة نضر
بميم ثغر حوى عين الرحيق لذا / طابت عليه حياة الشارب الخضر
راح وروح وريحان يطوف بها / أحوى سبي الحور والولدان بالحور
قديمة حدثتنا عن الست فما / لمبتدا عصرها في الدهر من خبر
كريمة أكرم الإشراف خاطبها / من كرمها راغبا في أكرم الشجر
عذراء صهباء تجلى في الكؤس على / منصة الحان بين الناي والوتر
بكر تزف على الأسماع أكؤسها / بكل معنى فصيح اللفظ مبتكر
أنست منها على طور الكلام سنا / نار لغير كليم الوجد لم ننر
فجئتها خالع النعلين مقتبسا / نورا تقدس عن نار وعن شرر
لذا تراني من الأفراح في فلك / قظبا عليه سوى الأقداح لم تدر
ومجلس الأنس بالندمان منعقد / فيه السقاة سلاطين على السرر
والدر من حبب يطفو على ذهب / كالنار في لهب والماء في خصر
رقيقة الذمام العقل مالكة / رقت فدقت عن الافهام والفكر
لا زلت أشربها نقلا وتشربني / عقلا إلى أن شكاني الكاس للجرر
لم أنسها راحة من كف أنسة / قامت إلى القوم تهدي نشأة السكر
فريدة قد سمت عن ان تسام وهل / من السماء يسام البدر بالبدر
مليكة صدرها تصبوا الملوك إلى / مافيه من بارز في البرد مستتر
خود تقاصر عن أوصافها كلمي / فطال في خصرها الممشوق مختصري
ناديتها وهي تثني غصن قامتها / على يا قدها بالعدل لا تجر
تشدو وقد برق الإبريق في يدها / يا ساهر البرق ايقظ راقد السمر
أي والضحى من محياها الصبيح وبا / لمصباح من خدها الموقود بالخفر
ما كوكب الصبح إلا فوق جبهتها / من غرة تحت جنح الليل من طرر
علقتها من ظباء البيد غانية / وفي البداوة حسن ليس في الحضر
والحسن يظهر في بيتين رونقه / بيت من الشعر أو بيت من الشعر
والمدح معتبر بالمستحق له / على الجميل وإلا غير معتبر
هذا الفخار فيا بشرى لذي أدب / بمدح ابناء باز الله مفتخر
باز إذا بجناح منه أنجدني / فالطير تعجب مني كيف لم أطر
بألف فرخ إذا ما سمت بيضنه / إذ منه تقويم فرخ غير منحصر
للفرع من أصله الأسرار سارية / شبل الكماة كمي وابن السرة سري
يا صاح بادر حماة الشام خير حمى / صفوا بلا كدر أمنا بلا حذر
فثم أقمار جيلان الذين بهم / بين الورى شرف الأمصار والعصر
بحر لمغترف زهر لمتقطف / عذر لمعترف جبر لمنكسر
فإن نحاسا احالتك النحوس فلذ / بكيميا كنز اكسير من النظر
حيث القصور التي حاشا تطاولها / قصور قيصر عنها اليوم في قصر
منازل لمصابيح مطالعها / تزهو بأنوار أوج الأوجه الغرر
أعاذ مجدك عبد اللَه خالقه / من أعين الشهب لا من أعين البشر
بدر لهالته شمس العلاء أتت / كما أتي ربه موسى على قدر
هذا زفاف هلال الشعر أرخه / يمنا بإدراك شمس السعد للقمر
به الهني لبني جيلان قاطبة / على بلوغ المنى واليمن والوطر
في ليلة أشرقت في الكون واشتهرت / حتى سرت مثلا في الكتب والسير
لصيتها في الورى صوت السرور دعا / إلى السماع وليس الخبر كالخبر
حيث المشاعل تجري كالشموس بها / والشمع من حولها شهب من الدرر
والطيب ضمخ أعطاف النسيم شذا / فعطر الجو والأقطار بالقطر
يا جيرة جدكم خير الجدود إذا / لم يستجر بكم الملهوف لم يجر
بمدحكم شرفي لكن على قدري / فالفكر في حير والباع في قصر
حسبي احتسابي عليكم في الأنام عسى / قبول عذر عسى منكم لمعتذر
بجدكم ثقتي طول الحياة ولي / بجاهه حسن ظن عند محتضري
عليه أزكى صلاة باتصال سلا / م من سلام بديع الصنع مقتدر
والألا والصحب من فازوا بصحبته / لاسيما الصادق الصديق مع عمر
لا زلت أجمح في الهوى وأسير
لا زلت أجمح في الهوى وأسير / طلق الاعنة والفؤاد أسير
وأبوح بالسر المصون وهكذا / حال المولع بالملاح شهير
وأعانق البانات وهي معاطف / وأقبل الكاسات وهي ثغور
وأجد في طلب النجوم وإنها / لعقود در في النحور تنير
وأحل نجدا والغوير عساهما / تحت الوشاح روادف وخصور
وتهابني بيض الظبا وأهابها / سودا بها تسطو الظباء الحور
من كل ساطعة المطالع وجهها / شمس النهار وفرعها الديجور
خود لها خد تراه جنة / في مهجتي منه لظى وسعير
عذراء لكن إن رآها عاذلي / خلع العذار وإنه معذور
امحذري منها وقد غلب الهوى / قل لي فما ذا ينفع التحذير
تسدى الملام وباب سمعي سده / إذ صده عن لومك المقدور
افك فكاك منغرام غريمه / وخصيمه حكم عليه يجور
يا طائرا يشجي القلوب حنينه / هل أنت بي وبما أكن خبير
بيني وبينك بالنواح علاقة / فمدامع مني ومنك هدير
لكن شاني غير شأنك إذ بدا / لك من عبارة عبرتي التعبير
لو كنت مثلك والجناح مساعدا / والألف ألف والعشير عشير
لفررت من قفص الغرام وإنما / هيهات مقصوص الجناح يطير
ما حيلتي وأنا الهلالي الذي / عنه تعامى الدهر وهو بصير
والطرف ممدود إلى أعلى العلا / والباع عن نيل المنى مقصور
سبحان من قسم الحظوظ فأول / هذا وذا وسط وذاك أخير
قسم حقابقها وباطن أمرها / حكم بحق لنا بها التحيير
وتحتم يجب السكوت له على / من عنده لكلامه تصوير
حتى متى يا دهر تخدعني وبي / تغري وأنت من السراب غدير
ظماء على ظماء أحب إلي من / مستعذب فيه يلوغ عقور
وأبيك لم يضع النفيس سدا إذا / ما ضاع بين ذويه منه عبير
تبا لدار مذلة حاشا على / عرصات عاصيها يقيم غيور
وربوع قوم ليس ينفق بينهم / إلا المنافق والصدوق يبور
من كل فدم كالرصاص ثقالة / فظ غليظ دابه التجحير
علج ولكن إن بدا متكلما / تحسبه عجل السامري يخور
قارون يدعى بالكنوز قرينه / والقلب كالشيطان منه فقير
دنيا ولا دين وتعريض ولا / عرض وكفران ولا تكفير
كبر عليه لأنه متكبر / وعلى القبيحة يحسن التكبير
إياك إياك اللئيم وماله / ولو أنه الإبريز والإكسير
واحذر تغرنك الذوات فربما / كانت أناسا والصفات حمير
خشب مسندة وأحسن ما يرى / عند النحاة لجمعهم تكسير
إن الخبيثة والخبيث كلاهما / لن يطهرا أو يطهر الخنزير
جثث تربت في الحرام وفي الربا / ولهم بطون منهما وظهور
لادر دري إن خطرت لهم على / بلد بها الوغد البليد خطير
ما أنت يا زمني وإن طال المدى / إلا ليال تنقضي وشهور
فلا صبرن عليك صبر مهذب / حر الشمائل والكريم صبور
ولا جسرن جسارة العاري وكم / بأطايب اللذات فاز جسور
يا لائما مثلي على حب الردى / إن المآل منية وقبور
إني يهاب الموت من ذاق النوى / وله حياة في الهوى ونشور
والمر في عز الجوار حلاوة / والحلو في ذل الجوار مرير
كفي نبالك يا ليالي إن لي / درعا إذا جار الزمان يجير
أنا لا أبالي اليوم إذ مالي على ال / دهر الخؤون سوى الأمين نصير
سعد الزمان بديعه وعصامه / فخر العلوم العالم النحرير
مصباح أشباه النظائر درها ال / مختار من إيضاحه التنوير
والمجتبي من ملتقى البحرين للا / سلام سيف الحجة المشهور
مغني اللبيب عن الشذور وحبذا / لفظ حلا من قطره التكرير
مغتي الورى ما إن له في أمة ال / ثقلين غير أبي السعود نظير
كشاف أسرار البيان وروحه / علم العلوم لوآها المنشور
روحي الفداء لنسبة جندية / واللَه حزب جنوده منصور
والسر للأبناء من آبائهم / يسري وأبناء الشموس بدور
راقت دمشق به وقرت بعدما / كادت تمد بأهلها وتمور
بلد تسامت بالأمين وإنها ال / بلد الأمين وللتجلي طور
إن الشئام كنانة وسهامها ال / علماء فليستيقظ المغرور
وكفى بتثبيت الفؤاد لها وقد / زلت وضلت أرجل وصدور
يوم استحال الحلم ظلما بيننا / فيها وساء الفعل والتدبير
ولكم حياة في القصاص وحكمة / يشفي القلوب دواءها المأثور
حتى إذا قام الأمين بها على / قدم الشريعة زانها التوقير
وانجاب غبن الغي عن عين العنا / ية وانجلى الداجي ولاح النور
بطل اباد المبطلين ببغيهم / وإذا استبان الحق زال الزور
شهدت له البلغاء لما جائهم / منه بشير بلاغة ونذير
والشمس لا تخفي مطالعها على / أحد وهل للصبح ثم كفور
للَه بيت سيادة تسعى له / زمر السراة وسعيهم مشكور
بيت وقاه اللَه مبني على ال / فتح المبين وبالتقى معمور
يا مفردا علما ومن منه على / جمع الجوامع عول الجمهور
أنت الذي منه الفروع زكية / وأصوله منها المنار منير
لو أن في الأقمار نور كماله / لم يعرها نقص ولا تغيير
أعنيهما ريحانتيك المنتمي / لك منهما روح شذاه عطير
لا زلت يا شمس المعالي قطب دا / ئرة على فلك السعود تدور
وليهنك العيد الذي لولاك لم / يكمل به للمسلمين سرور
عيد لاولنا وآخرنا به / فطر الهناء وللعدا تفطير
حباك بالبركات من رمضانه / لم لا وأنت بصومه مأجور
مولاي دعوة هاجر أوطانه / ظماء وهجران الحبيب هجير
بقصيدة قصدت حماك لأنه / سور فيا نعم الحما والسور
وافتك راجية قبول هلالها / كرما وذا شرف له وظهور
عذراء بكر ذات عقد زانها / بمديحك المنظوم والمنثور
فاعذر فديتك سيدي واسمح وجد / بالعفو عما أوجب التقصير
واسلم للإسلام دم يا ركنه ال / سامي وأنت بما تروم قرير
وصلاة ربي والسلام على الذي / بضياء طلعته انمحى الديجور
والآل والأصحاب ما شاد شدا / لا زلت أجمح في الهوى وأسير
أصبحت سورية ضارعة
أصبحت سورية ضارعة / بالدعا والشكر للمولى القدير
ولسطان البرايا حيث لم / يقص عنها كوكب السعد المنير
الحسين الأحسن الفوزي الذي / باسمه السامي لنا اليمن الغزير
أسفت دار دمشق حينما / هم بالترحال عنها والمسير
كاد يغشاها دجا ليل النوى / من ثنائي ذلك البدر المنير
وعلى حزن عظيم أشرفت / لكن المولى لطيف وخبير
إذ دعاها للهنا الداعي وكم / من عسير بعده جاء يسير
ومنادي البسط ناداها وفي / وحي سلك البرق وافاها البشير
والهلالي منشد تاريخه / جل حسن الشام في أبقى المشير
سرى إلى المسجد الأقصى وسار على
سرى إلى المسجد الأقصى وسار على / براق عزم سما بالهمة الكبرا
حتى تباعد عنا في معارجه / والشام شوقا له لم تستطع صبرا
أعني محمدنا الوالي وراشدنا / ذاك الوزير الذي فاق السهى قدرا
مذ أنعم اللَه للقدس الشريف به / أرخت أنعام سبحان الذي أسرا
أسفر البدر عن صباح السرور
أسفر البدر عن صباح السرور / من مجالي سنا جمال النور
ومنادي الهنا ينادي هلموا / للوفا يا ذوي الصفا والحبور
وأجيبوا على سماع الأغاني / داعي اللهو بين مرد وحور
بين قوم على الدنان عكوف / قد سقاهم ساقي الشراب الطهور
يا مليك الملاح يا أعدل الأ / غصان قدا ويا أجل أمير
جر على القوم بالشراب إلى أن / يشتكي الكأس للعفو الغفور
خمرة عن الست تروى حديثا / إنها كانت قبل دور الدهور
من ثريا عنقودها عصرت شم / سا أضأت بها جميع العصور
هاتها من خلاصة الروح راحا / لطفت فاختفت بمحض الظهور
قرقف لو عادت وحيت وفاة / لأعادت حياة من في القبور
عاطنيها فهذه حضرة الإط / لاق قد آذنت بكشف الستور
عاطنيها حتى بها اتلاشى / حيث لا أدري غيبتي من حضوري
عاطنيها بين الرياحين من ور / د خدود وأقحوان ثغور
ومغنذٍ برقة الشدو يغني / عن صرير السنطير والطنبور
في رياض أريضة ومروج / كبروج تزهو بزهر الزهور
سيما والغصون من فوقها قد / رن صوت الهزار والشحرور
ونديمي على المدام غزال / سلب الأسد طرفه بالفتور
ذو جبين إذا دجا الليل أغنا / ك سناه عن السراج المنير
ومحيا يريك وقت الضحى كي / ف ازدهار البدور في الديجور
قسما بالعقيق من شفتيه / ويشفاف جيده البلور
وبمسدول شعره المتدلي / فوق مياس قده الخيزور
وبجنات حسن وجنته المو / قود منها قلبي بنار السعير
ما لمجلا الجمال رب سواه / مثل مالي في حبه من نظير
يا له من مليك حسن عظيم / قد سما منه فوق ابهى سرير
بأبي منه بدر تم لقد بأ / ن على قد غصن بان نضير
علم مفرد إذا ما تثنى / زاد في تعريفي له تنكيري
بالبهاء اشتهاره كاشتهار / ابن المعالي محمد بالنورى
شبل باز الله الذي قال هذا / قدمي بالمقام فوق النحور
الحسيب النسيب والمجتبى من / خير بيت بآله معمور
آل بيت النبي من أخبر الفر / قان عنهم بآية التطهير
كلهم أوصياء نجب كرام / وهم اللب والسوى كالقشور
حبذا نسبة إلى الباز كيلا / نية صفوة البشير النذير
فانتجع صاح من حماة حماهم / خاطب الفوز طالب الدستور
مستظلا بظلهم مستمدا / مدد الفضل من فيوض بحور
ثم أرباب جيرة عودوا ما / عودوا عند صرخة المستجير
همم دونها السهى في المهما / ت سريعات الجد والتشمير
لو تراهم وهم على الصافنات ال / جرد مثل البزاة فوق الصقور
حيدريون مهدوبون من كل / فتى حازم بعزم الأمور
مبصر عن صفاء مراة فكر / نقش الغيب فيه نقش السطور
قبل أن يسألوه يولي كان الل / ه أولاه علم ما في الصدور
يا أبا الصادق الصدوق ويابن ال / قطب باز اللَه الولي الشهير
بترقيك من مقام إلى أعلا / مقام على ممر الشهور
وبمجلاك في جلال جمال / زانه منك وجه جاه كبير
وبمأثور ارثك العلم عن جد / ك عن ربك العليم الخبير
وبألفاظك التي ما سواها / الدر من منظوم ومن منثور
جد لداع دعاك يا ابن رسول الل / ه من ناظريك بالاكسير
ما أياس الزمان الاك ان الش / كل أمر من الأمور ضروري
يا نقيب الأشراف منك سناهم / إذ من الشمس ضوء نور البدور
أنت من معجزات من أنت منه / إذ بك الاهتدا وكبت الكفور
فهنيئا لمجلس أنت فيه / مطلب الشورى منهج التدبير
لحماة انشئام أوفي فخار / بك يا نوري النجار المثير
أنت سيف ومنك جرد سيفا / خالق الخلق محسن التصوير
فرخ باز في مهده هم أن يص / طاد نسر السماء دون النسور
قد تسمى محمدا خير مولو / د أمين لوالد مبرور
ما حكاه سوى أخيه المفدى / بمعاني جماله المأثور
بهما لازلت المهنأ قرير / العين ذا نعمة وقلب شكور
وأبق حتى تراهما خير جد / ين خديني سعادة ووفور
وبرب السما أعيذهما من / حسد الثاني الحسود الشرير
وصلاتي مع السلام على سر ال / وجود الشفيع يوم النشور
وعلى آله الكرام وصحب / نصروه واللَه خير نصير
ما الهلالي محمد قال أرخ / أسفر البدر عن صباح السرور
لمستقر لها شمس السعود جرت
لمستقر لها شمس السعود جرت / لتدرك القمر الاسى لدى السحر
مجلى جمال زفاف راح يسفر عن / مصباح أصباح ذاك الرونق النضر
يا حبذا مغنم طاب الثناء به / لنا على الأمراء الأنجم الغرر
السادة القرشيين السراة ومن / بمدحهم سارت الأخبار في السير
الواهبين الهبات النائبين بها / عن السماء إذا ماضن بالمطر
من كل ذي خلق باهي السناطلق / في الخلق ذي عبق ذاكي الشذى عطر
من كل زاهي المحيا في أسرته / نور الصباحة وضاح الجبين سري
لاسيما الشهم ذو الحزم ابن فارسهم / والشبل لليث من مستعظم الأثر
من الأولى ثمرات الفضل هم وكفى / طيبا بهم أنهم من أطيب الشجر
أعني العلي الفتى من سيف همته / يعزى إلى ذي الفقار الصارم الذكر
ذاك الشهابي والراقي سماء حجى / رجومه شهب الآراء والفكر
أمير قوم مطاع الأمر لو أمر وإلا / مقدار لم تجر والأيام لم تجر
وعين أعيان أرض أخصبت وبهم / سمت على الزهر منهم روضة الزهر
ومفرد قد حوى جمع الكمال فلم / تترك مأثره فخراً لمفتخر
وركن كعبة بيت لا تزال له / تسعى الأغرة من بدو ومن حضر
يا من أعيذ برب الناس سؤدده / ومجده من عيون الجن والبشر
ويا أبا الكوكب المسعود تسمية / وسمية الحسن والمعنى لدى الصور
ليهنك اليوم منه ما يسر بأن / حبوته درة من أشرف الدرر
كريمة للكريم ابن الكرام أنت / كما أتى ربه موسى على قدر
نعم العريس وعرس نشرطيبهما / منه تعطرت الأقطار بالقطر
في ليلة هي خير بهجة وسنا / من ألف شهر جلي القدر مشتهر
وأكوس الإنس تجلوها السقاة على / غنا الغواني فتغني عن صدى الوتر
للَه موسم أفراح وسوق منى / ما بين تجاره بيع الهنى وشري
ومهرجان زفاف فاح عرف شذى / نيروزه فروت عنه صبا السحر
ما كان اخلعني لو كنت حاضره / في خلعة الطرب الموسوم بالبطر
لم أنس أنس بشير جاء ينبؤَني / عنه وقد شنف الأسماع بالخبر
فرحت انشده لما فرحت إلا / حدث لقد ناب سمعي اليوم عن بصري
وهذه يا أبا المسعود تهنئة / عليك قد أقبلت في عذر معتذر
من شاعر قاصر يرجو التطول بال / قبول منك مع الاقبال بالنظر
غواص لج جواري المدح منه جرت / في بحر برك بالألواح والدثر
مولاي هيهات ان أحصي الثناء على / علاك هيهات عد القطر والمدر
أني لمعترف بالعجز عنه وإن / به ادعيت فدعوى غير مقتدر
يا من علي له حسن الدعاء غداً / وظيفة لم أحل عنها ولم أسر
لا زلت في دوحة الاقبال مبتهجا / مرفها بخصاب العيش والعمر
ولا برحت عريض الجاء باعك في / طول وباع الذي يشناك في قصر
ودمت في حصن عز وابنين مح / صنين في سور بسم اللَه في السور
وأنت أجمل منعوت وممتدح / بكل معنى فصيح اللفظ مبتكر
وخير والد مسعود تاهل في / تاريخ سعد قران الشمس بالقمر
أما والسنا الوضاح من جيدها الفجري
أما والسنا الوضاح من جيدها الفجري / وسود ليل من زوائيبها العشر
ومن كأسها بالنجم وهي تديره / ومن شهب الأزرار بالشفع والوتر
وشمس محياها وفرقد فرقها / وصبح جبين ضاء كوكبه الدري
لليلة لقياها المنيرة ليلة / علمت يقينا أنها ليلة القدر
ولم أنس إذ زارت من الليل مضجعي / وحيت فاحييت ميت الصد والهجر
وقد كان منها القرب عنقاء مغرب / ومن دونه صيد الكواكب والزهر
دنت وتدلت فاندهشت مهابة / وغبت بها عن حالة الصحو والسكر
وعند تدليها اعتراني هزة / كما انتفض العصفور من بلل القطر
ولما أباحتني الوفا فهت بالجوى / وبحت بما قد كنت أكتم في سرى
ورقت وقالت قرعينا فهذه / أويقات وصلي فاغتنم غفلة الدهر
وهذا جنى جنات قربي ففز به / وإياك ما يفضي إلى السوء والوزر
فقلت معاذ اللَه ما أنا بالذي / أحب وما راعى عفاف الهوى العذري
على أنني الحر الأبي لكل ما / يشين وليس الغدر من شيم الحر
هنالك آوت بعد زعر وآنست / إلي وأهوت من قطوب إلى بشر
فعانقت منها أسمراً تحت أبيض ال / مزار بدا يختال بالحلل الخضر
وغصنا من البلور أصبح يانعا / برمانتي نهدين في فضة الصدر
ومن زندها للضم مدت أريكة / إلي فاغنتني عن المد في القصر
وسرحت طرفي في رياض جمالها / وأوردته الورد المضمخ بالعطر
فبت حليف الانس منها منعما / بروح وريحان على كوثر الثغر
تقول وقد جن الدجى يا نجوم لا / تسيري ويا ليل التواصل لا تسر
إلى أن نوى ركب الظلام على النوى / وطي صبا الأسحار إذن بالنشر
وهمت بسلخ الليل أيدي الصباح مذ / أتاه بسكين الضياء من الفجر
ومن شفق الصبح البنفسج كاد أن / يعصفره فيروزج الجو بالتبر
وقد اشهرت بيض الوجوه سيوفهم / ليغزوا بني السودان بالزرق والحمر
وقامت لتوديع التي ساعة الصفا / بها والوفا منها أبيع به عمري
تفوه باه وهي قائلة دنا / رجلي وإني من رقيبي على زعر
وسارت ولولا الوعد منها بأوبة / لكانت حياتي اليوم من أعجب الأمر
مضت وتوارت في حجاب غطائها / مؤزرة بالصون مسدولة الشعر
معطرة الأردان مسك ختامها / مبراة مما بحرمتها يذري
وغابت ولكن عن عيوني وإنما / لها في فؤادي حضرة الأنس والذكر
ولم يلهني عن حبها شاغل سوى / ثنائي على طه وابنائه الغر
سراة كرام مهدويون نورهم / بمظهره الزاهي انمحت ظلم الكفر
فحسبي في دنياي هم وكفى بهم / أناسا بهم أكفى حسابي في الحشر
وكيف ولا واللَه أكرم خلقه / بذرية الزاهراء من عالم الذر
بروحي بروحي من بنيهم متمم ال / محامد أعني أحمد الشان والقدر
نعم وهو مجلى كل سعد وأنه / لكوكب هذا الوقت من ذلك العصر
فذلك فضل اللَه يؤتيه من يشا / ولآلاؤه جلت عن العد والحصر
هو الطيب ابن الطيبين وهكذا / سريرة سر الأصل في فرعها تسري
له اللَه من بدر به الشام لم تزل / مشرفة تسمو على الشمس والبدر
ومصباح مشكاة لبيت توقدت / به شمعة النور المبين من الدر
فأكرم به بيتا لكعبة بره / تحج أولو الآمال في البحر والبر
مدى الدهر تبقى الطائفون به له / مقابلة النعماء بالحمد والشكر
هو الحرم السامي بأحمده الذي / له القلم المبدي الحلال من السحر
ومن كلما للطرس جر يراعه / جرت حكم الأقدار بالخير والشر
فللخل منها نعمسة اليمن والمنى / وللضد أنواع الشقاوة والضر
لقد جمع الأغراب تفريقه على / نهار من القرطاس ليلا من الحبر
مطاع فلا تبديل في كلماته / أمين على سر الولادة أولي الأمر
قؤول إذا ما الحكم أشكل أمره / بفصل خطاب كالمهندة البتر
أيا أحمد الأوصاف والذات والحجى / ويا ابن سليم القلب والسر والجهر
عساك عسى تحبو بطونك شاعراً / غدى قاصرا عن شاؤُ مدحك بالشعر
فمن أين لي أحصي الثناء عليك أو / على صفوة الزهراء أجدادك الغر
وإني ولو أضحى البحار لمدحهم / مداداً لما وفت ولم تف بالعشر
ولكن على مقدار وسعي هديتي / أتنك مع الأعذار بكراً من الفكر
وكن قانعا مني بما هو قدرتي / وإن لك قدمت القليل من النذر
وبين يدي نجواي عذري مقدم / إليك فاتحف بالقبول أخا العذر
ودونك بكرا بامتداحك شرفت / على الشمس يا كفؤ المخدرة البكر
فلا زلت بدرا في سماء سيادة / تفوق على الأقمار بالسعد والفخر
ولا برحت أبناؤك الغر انجما / تضيء وتزهو من سناك مدى الدهر
وأزكى صلاة اللَه ثم سلامه / على جدك المبعوث بالفتح والنصر
كذا الآل والأصحاب ما منشدشدا / أما والسنا الوضاح من جيدها الفجر
إنما أزهى المعالي رتبة
إنما أزهى المعالي رتبة / بالعلى قد زانها داعي الفخار
حبذا اقبال اجلى بهجة / أصبحت للسعد بردا من وقار
مالها أهل سوى كهف غدا / شمس اسعاد وعز واعتبار
دام في عزم عظيم حائزا / أكمل القدر وعين الاقتدار

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025