المجموع : 7
تَطاوَلَ هَمُّهُ بِبُراقِ سِعرِ
تَطاوَلَ هَمُّهُ بِبُراقِ سِعرِ / لِذاكِرِهِم وَأَيُّ أَوانِ ذكرِ
كَأَنَّ النارَ تُخرِجُها ثِيابي / وَتَدخُلُ بِعدَ نَومِ الناسِ صَدري
وَعَبّاسٌ يُدِبُّ لِيَ المَنايا / وَما أَذنَبتُ إِلّا ذَنبَ صُحرِ
وَلَولا اِبنا تُماضِرَ أَن يُساؤوا / وَأَي مِنك غَيرُ صَريمِ سَحرِ
لِباتَت تَضرِبُ الأَمثالَ عِندي / عَلى نابٍ شَرِبتُ بِها وَبِكرِ
وَتَنسى مَن أُفارِقُ غَيرَ قالٍ / وَأَصبِرُ عَنهُمُ مِن آلِ عَمرِو
وَهَل تَدرينَ أَن مارُبَّ خِرقٍ / رُزِئتُ مُبَرَّأً بِقَصاصِ وَترِ
أَخي ثِقَةٍ إِذا الضَراءُ نابَت / وَأَهلَ حَياءِ أَضياف وَنَحرِ
كَصَخرٍ لِلسَرِيَّةِ غادَروهُ / بِذَروةَ أَو مُعاوِيَةَ بنِ عَمرِو
وَمَيتٍ بِالجَنابِ أَثَلَّ عَرشي / كَصَخرٍ أَو كَعَمرٍو أَو كَبِشرِ
وَآخَرَ بِالنَواصِفِ مِن هِدامٍ / فَقَد أَودى وَرَبِّ أَبيكِ صَبري
فَلَم أَرَ مِثلَهُم حَيّاً لِقاحاً / أَقاموا بَينَ قاضَيَةٍ وَحِجرِ
أَشُدُّ عَلى صَروفِ الدَهرِ إِدّاً / وَآمَرَ مِنهُم فيها بِصَبرِ
وَأُكرَمَ حينَ ضَنَّ الناسُ خيماً / وَأَحمَدَ شيمَةً وَنَشيلَ قَدرِ
إِذا الحَسناءُ لَم تَرحَض يَدَيها / وَلَم يُقصَر لَها بَصَرٌ بِسَترِ
قَروا أَضيافَهُم رَبَحاً بِبُحٍّ / تَجيءُ بِعبقَرِيِّ الوَدقِ سُمرِ
رِماحُ مُثَقِّفٍ حَمَلَت نِصالاً / يَلحنَ كَأَنَّهُنَّ نُجومُ فَجرِ
جَلاها الصَيقَلونَ فَأَخلَصوها / مَواضِيَ كُلُّها يَفري بِبَترِ
هُم الأَيسارُ إِن قَحَطَت جُمادى / بِكُلِّ صَبيرٍ سارِيَةٍ وَقَطرِ
يَصُدّونَ المُغيرَةَ عَن هَواها / بِطَعنٍ يَفلُقُ الهاماتِ شَزرِ
تَعَلَّمَ أَنَّ خَيرَ الناسِ طُرّاً / لولَدانِ غَداةَ الريحِ غُبرِ
وَأَرمَلَةٍ وَمُعَتَّرٍ مُسَيفٍ / عَديم المال عَجزةِ أُمِّ صَخرِ
أَعبّاسُ إِنّا وَما بَينَنا
أَعبّاسُ إِنّا وَما بَينَنا / كَصَدعِ الزُجاجَةِ لا يُجبَرُ
فَلَستَ بِكُفءٍ لِأَعراضِنا / وَأَنتَ بِشَتمِكُم أَجدَرُ
وَلَسنا بِأَهلٍ لِما قُلتُمُ / وَنَحنُ بِشَتمِكُمُ أَعذَرُ
أَراكَ بَصيراً بِتِلكَ الَّتي / تُردُ وَعَن غَيرِها أَعوَرُ
فَقَصرُكُ مِنّي رَقيقُ الذُبا / بِ عَضبُ كَريهَتِهِ مُبترُ
وَأَزرَقُ في رَأَسِ خَطِيَّةٍ / إِذا هَزَّ أكعَبَها تَخطِرُ
يَلوحُ السِنانُ عَلى مَتنِها / كَنارٍ عَلى مَرقَبٍ تُسعَرُ
وَزَعفٌ دِلاصٌ كَماءِ الغَديرِ / تَوارَثَهُ قَبلَهُ حِميَرُ
فَتِلكَ وَجَرداءُ خَيفانَةٌ / إِذا زُجِرَ الخَيلُ لا تُزجَرُ
إِذا أَلقَتِ الخَيلُ أَولادَها / فَأَنتَ عَلى جَريِها أَقدَرُ
مَتى يَبلُلِ الماءُ أَعطافَها / تَبُذُّ الجِيادَ وَما تُبهِرُ
أُنَهنِهُ بِالسَوطِ مِن غَربِها / وَأُقدمُها حَيثُ لا يُنكرُ
وَأَرحَضُها غَيرَ مَذمومَةٍ / بِلَبّاتِها العَلَقَ الأَحمَرُ
أَقولُ وَقَد شُكَّ أَقرابُها / غَدَرتَ وَمِثلي لا يُغدَرُ
وَأُشهِدُها غَمَراتِ الحُروبِ / فَسِيّانِ تَسلُمِ أَو تُعقَرُ
أَعبّاسُ إنَّ اِستَعارَ القَصيدِ / في غَيرِ مَعشَرِهِ مُنكَرُ
عَلامَ تَناوَلُ ما لا تَنالَ / فَتَقطَعُ نَفسَكَ أَو تَخسَرُ
فَإِنَّ الرِهانَ إِذا ما أُريدَ / فَصاحِبُهُ الشامِخَ المُخطِرُ
تُخاوِضُ لَم تَستَطِع عُدَّةً / كَأَنَّكَ مِن بُغضِنا أَعوَرُ
فَقَصرُكَ مَأَثورَةٌ إِن بَقيت / أَصحو بِها لَكَ أَو أَسكَرُ
لِساني وَسَيفي مَعاً فَاِنظُرَن / إِلى تِلكَ أَيَّهُما تَبدُرُ
أَلا تِلكَ عِرسي إذا أمعَرت
أَلا تِلكَ عِرسي إذا أمعَرت / أَساءَت مَلامَتَنا والإِمارا
وقالَت أرى المالَ أَهلَكتَهُ / وَأَحسَبُهُ لَو تَراهُ مُعارا
وَيَمنَعُ مِنها نَماءَ الإِفال / نسيءُ القِداحَ وَنَقدي التِجارا
وَقَولُ الأَلَدَّةِ عِندَ الفِصالِ / إِذا قُمتُ لا تَترُكَنّا حَرارا
غَشيتُ حُزوناً بِبَطنِ الضِباعِ / فَأَلمَحتُ مِن آلِ سَلمى دِثارا
نَظَرتُ وَأَهلي عَلى صائِفٍ / هُدُوّاً فَآنَستُ بِالفَردِ نارا
عَلَيها خَذولٌ كَأُمِّ الغَزالِ / تَقرو بِذَروَةِ ضالاً قِصارا
تَنُصُّ لِرَوعاتِهِ جيدَها / إِذا سَمِعَت مِن مُغَمٍّ جُؤارا
أَصاحِ تَرى البَرقَ لَم يَغتَمِض / إِذا زَعزَعَتهُ الجَنوبُ اِستطارا
فَسَلَّ مَصابيحَهُ بِالعِشاءِ / تَحسَبُ مِن حافَتَيهِ المَنارا
كَأَنَّ تَكَشّفهُ بِالنَشاصِ / بُلقٌ تَكَشَّفُ تَحمي مِهارا
أَقامَ بِذي النَخلِ رَيعانَهُ / وَجادَ مُسَلِّحَةً فَالسِتارا
وَحَطَّطَ أَحمَرَ بِالدَونَكَينِ / يغشَينَ مُعتَصِماتٍ تِعارا
فَأَضحى بِمُعتَلِجِ الوادِيَينِ / يَبرُقُ مِنهُ صَبيرٌ نَهارا
حَسيفَ يَزيفُ كَزَيفِ الكَسيرِ / يَنهَمِرُ الماءُ مِنهُ اِنهِمارا
وَغَيثٍ تَبَطَّنتُ قُريانَهُ / يُجاوِبُ فيهِ نَهيقَ عِرارا
ذَعَرتُ عَصافيرَهُ بِالسَوادِ / أُوَزِّعُ ذا مَيعَةٍ مُستَطارا
مِنَ المُغضِباتِ بِفَضِّ القُرونِ / إِذا كَرَّ فيهِ حَميمٌ غِرارا
إِذا نَزَّعَتهُ إِلَيَّ الشَمال / راجَعَ تَقريبَهُ ثُمَّ غارا
كَما جاشَ بِالماءِ عِندَ الوَقودِ / مِرجَلُ طَبّاخِهِ ثُمَّ فارا
يَعِزُّ القَوافِل سَهلَ الطَريقِ / إِذا طابَقَت وَعثَهُنَّ الحِرارا
يَفينَ وَيَحسَبُهُ قافِلاً / إذا اِقوَرَّ حملاجَ ليفٍ مُغارا
وَمُفرِهَةِ تامِكٍ نَيُّها / إِذا ما تُساقُ تَزينُ العِشارا
لَقَيتُ قَوائِمها أَربُعاً / فَعادَت ثَلاثاً وَعادَت ضِمارا
فَجاءَ إِلَينا أَلَذَّ الرِجالِ / يُقسِمُ يَأَخُذُ مِنهُ اليَسارا
تَفَلَّت عَن غِلمَةٍ شارِبينَ / لَو طارَ شَيءٌ مِنَ الجَهلِ طارا
فَلَمّا تَبَيَّنَ مِكروهُنا / وَأَيقَنَ أَنّا نُهينُ السَيارا
تَصَدّى لِنَجزِيَهُ مِثلَها / وَنَنظُرَ ماذا يَكونُ الحِوارا
إِذا طابَقنَ لا يُبقينَ زَخاً
إِذا طابَقنَ لا يُبقينَ زَخاً / يَصيدُكَ قافِلاً وَالمُخُّ رارُ
صَردٌ يُوَقِّصُ بِالأَقدامِ جُمهورُ
صَردٌ يُوَقِّصُ بِالأَقدامِ جُمهورُ /
وَعِندَ سَعيدٍ غَيرَ أَن لَم أَبح بِهِ
وَعِندَ سَعيدٍ غَيرَ أَن لَم أَبح بِهِ / ذَكَرَتكَ إنَّ الأَمرَ يَحدُثُ لِلأَمرِ
وَوَفَت كَريهَتُنا بِسَبتٍ مُبصِرِ
وَوَفَت كَريهَتُنا بِسَبتٍ مُبصِرِ /