المجموع : 5
بكُلّ والدة تفدى وما ولدت
بكُلّ والدة تفدى وما ولدت / زهراء طيبة الأعراق مذكارُ
أحلَّها من ذُرى عدنان في شرف / عالي الذرى ماله من ذا الورى جار
بل ليتَ شعري ما يغني الفداءُ وقد / تشبثت للعنايا فيك أظفار
يا أكرم الأمهاتِ الطاهرات لقد / أودعتِ قلبي غليلا دونه النارُ
بيني وبينك بُعد المشرقين على / قٌرب المزار وما شَّطت بك الدارُ
سقا ثراكِ وللسقيا حللت به / كفافُهُ دِيمة وَطفاءُ مِدرارَ
إذا بكت فوقه انداؤها ضحكت / خِلالَه من أنيق النبت أزهار
قل للجَنوبِ إذا وافت مُسَلِّمةً / واستصحبتها عشيَّاتُ وأسحارُ
عُوجي على مسجد الأقدام واعتمدي / سمت الشمال ولا يأخذك تسيارُ
ونكسي الجوسق العالي ولا تقفي / ما لم تُلاقِك أعلامٌ وأحجار
عن يسرة المسجد المشهور معرفة / بذي العمودين عرفان وأنكار
خَلي الصفاتِ ولكن حيثما سطعت / من القرافة أضواء وأنوار
وفاض عَرف كما قد فَضّ في ملأٍ / من التجار عيابَ المسك عطّارُ
فثمّ حُطَّت عن الأعوادِ سارية / من الغمام ثناها الدهر مسيار
وثم باب إلى الفردوس مختصر / منه الطريق فنعم البابُ والدار
يا ربّ كن عند ظني فيك لي ولها / كذاك يفعل رحبُ الطول غفارُ
قد كنتُ أحسبهم في القاطنين معي / ما كنت أحسب أن القوم زوّارُ
لا غَرَّني أمل من بعدها أبداً / هيهات كُلٌ من التأميل غرَّارُ
من كان يخبرني والدار جامعة / أن الأحبة بعد العين آثار
يا منزلا بات من سُكانه عُطلا / ماق يل حلُّوه حتى قيل قد ساروا
قضيت منهمومن إيناسهم وطراً / وقد بقى لك أوطار وأوطار
كل يفارق في الدنيا أحبَّته / وإنما هو إعجالٌ وانظار
ونحن سَفر مطايانا إلى امدٍ / أعمارنا وفنون العيش أسفار
لا ينفع المرء إلاّ ما يقدِّمه / لا درهم بعده يبقى ولا دارٌ
صبراً فما لقتيل الدهر من قَودٍ / يُرجى ولا لعقير الموت عَقّار
يا دهر أعظم شيء هدّني أسفاً / ظعينة لك لم يدرك لها ثار
لو كنتَ يا دهر من يلقى مبارزةً / أو كان يدفع بالمقدار مقدار
ثناكَ جيش يُثير النقع مشتمل / لكنّه بالقنا الخطِّي خَطَّارُ
قضت ونحن حواليها نُطيف بها / كأنها بيننا عقرى وأيسارُ
يلقى الفتى وهو مضطرٌ مصائبه / كأنما هو للتسليم مختارُ
وكم لنا في خِلال العيش من قدم / فُسَرّ أن تتقضَّى وهي أعمارُ
للمرء في المرء تنبيه وموعظة / لو كان ينفع إعذار وإنذارُ
إلى كم يملِكُ المشتاقُ صبرا
إلى كم يملِكُ المشتاقُ صبرا / إذا طال التجنُّبُ كان هجرا
فهل لك يا فديتك في صديق / بلوت وداده سراً وجهرا
إذا واصلتَ عدُّ الشهرَ يوماً / وإن صارمتَ عدُّ اليومَ شهرا
لنجني من رياض الأنس زهراً / ونطفي من لهيب الشوق جمرا
وتَصطَحِب المثالث والمثاني / فنحيا لذة ونموت سكرا
توالت فتوحات وأدرك ثارُ
توالت فتوحات وأدرك ثارُ / وقرَّ لأمر المسلمين قرارُ
وجرد سيف الله ناصرُ دينه / فصال به حَدَّ له وغِرارُ
ودانت له الحرب العوان وأنها / وإن لئن أنساً به لَنوار
يُرَدّ إليه أمرها وهي شامسٌ / لها مسحل من قهره وعرار
كأنّ مطاف الحادثات بشاهق / منيف الذري للفتح فيه مطارُ
تزلّ خطوب الدهر عن صفحاته / كما زلّ عن صفح الحسام غبار
فيا ناصرَ الدين الذي فخرت به / بناةُ المعالي يعربُ ونزارُ
لقد علم الأعداء إنك منتضٍ / حساماً لهم هُلكُ به ودمار
وإنك حزب الله تسعى بهديه / وتغضب في مرضاته وتغار
بكفك سيف الله تضربهم به / وهل يحتمي من ذي الفقار فقار
تَسُلُّهُمُ خيل الإلَه عوابسآ / كما طرد الليلَ البهيم نهارٌ
كتائب في ذات الإله مشيحةٌ / لها بغياث المسلمين شعار
فولّوا فِراراً والرماحُ تنوشهم / لهم حَيَدٌ عن وقعها ونِفارُ
وجاؤوك في دوح قناك غصونه / فليس لها إلاّ الرؤوس ثمارُ
أضفتهم حتى إذا ما تمردوا / أضفت بهم تبآ لهم وخسار
وأروع بسام عليه سكينة / من الله بادٍ نورها ووقارُ
عمرت به جيد المعالي قلائداً / يطول بها الإمتاع وهي قصار
فيا علم المجد الذي طرزت به / حلاه واضحى في ذراه منار
تنام الرعايا ملء أجفانها كرىً / ونومُك تسهادٌ له وغرارُ
فلا عُطِّلَت منك الوزارة أنها / هي المعصم الحالي وأنت سوار
وعش يا غياث المسلمين فإنما / حياتك عزٌ للورى وفخار
ودم مَلِكاً ما ساوت العين أختها / وما صحبت بمنى اليدين يسارُ
ألا أنعم بنارنجك المجتنى
ألا أنعم بنارنجك المجتنى / فقد حضر السعدُ لمّا حَضَر
يا مرحباً بخدودِ الغصونِ / ويا مرحباً بنجومِ الشجر
كأنَّ السماءَ هَمت بالنُضارِ / فصاغَت لنا الأرضُ منه أُكَر
جاء بكمثرى جنّيٍ غدا
جاء بكمثرى جنّيٍ غدا / منظره يبدي لنا خُبره
من كل زهراء خلوقية / تجمع بين النهد والسُرّه