القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن أبي البِشْر الصِّقِلّي الكل
المجموع : 5
بكُلّ والدة تفدى وما ولدت
بكُلّ والدة تفدى وما ولدت / زهراء طيبة الأعراق مذكارُ
أحلَّها من ذُرى عدنان في شرف / عالي الذرى ماله من ذا الورى جار
بل ليتَ شعري ما يغني الفداءُ وقد / تشبثت للعنايا فيك أظفار
يا أكرم الأمهاتِ الطاهرات لقد / أودعتِ قلبي غليلا دونه النارُ
بيني وبينك بُعد المشرقين على / قٌرب المزار وما شَّطت بك الدارُ
سقا ثراكِ وللسقيا حللت به / كفافُهُ دِيمة وَطفاءُ مِدرارَ
إذا بكت فوقه انداؤها ضحكت / خِلالَه من أنيق النبت أزهار
قل للجَنوبِ إذا وافت مُسَلِّمةً / واستصحبتها عشيَّاتُ وأسحارُ
عُوجي على مسجد الأقدام واعتمدي / سمت الشمال ولا يأخذك تسيارُ
ونكسي الجوسق العالي ولا تقفي / ما لم تُلاقِك أعلامٌ وأحجار
عن يسرة المسجد المشهور معرفة / بذي العمودين عرفان وأنكار
خَلي الصفاتِ ولكن حيثما سطعت / من القرافة أضواء وأنوار
وفاض عَرف كما قد فَضّ في ملأٍ / من التجار عيابَ المسك عطّارُ
فثمّ حُطَّت عن الأعوادِ سارية / من الغمام ثناها الدهر مسيار
وثم باب إلى الفردوس مختصر / منه الطريق فنعم البابُ والدار
يا ربّ كن عند ظني فيك لي ولها / كذاك يفعل رحبُ الطول غفارُ
قد كنتُ أحسبهم في القاطنين معي / ما كنت أحسب أن القوم زوّارُ
لا غَرَّني أمل من بعدها أبداً / هيهات كُلٌ من التأميل غرَّارُ
من كان يخبرني والدار جامعة / أن الأحبة بعد العين آثار
يا منزلا بات من سُكانه عُطلا / ماق يل حلُّوه حتى قيل قد ساروا
قضيت منهمومن إيناسهم وطراً / وقد بقى لك أوطار وأوطار
كل يفارق في الدنيا أحبَّته / وإنما هو إعجالٌ وانظار
ونحن سَفر مطايانا إلى امدٍ / أعمارنا وفنون العيش أسفار
لا ينفع المرء إلاّ ما يقدِّمه / لا درهم بعده يبقى ولا دارٌ
صبراً فما لقتيل الدهر من قَودٍ / يُرجى ولا لعقير الموت عَقّار
يا دهر أعظم شيء هدّني أسفاً / ظعينة لك لم يدرك لها ثار
لو كنتَ يا دهر من يلقى مبارزةً / أو كان يدفع بالمقدار مقدار
ثناكَ جيش يُثير النقع مشتمل / لكنّه بالقنا الخطِّي خَطَّارُ
قضت ونحن حواليها نُطيف بها / كأنها بيننا عقرى وأيسارُ
يلقى الفتى وهو مضطرٌ مصائبه / كأنما هو للتسليم مختارُ
وكم لنا في خِلال العيش من قدم / فُسَرّ أن تتقضَّى وهي أعمارُ
للمرء في المرء تنبيه وموعظة / لو كان ينفع إعذار وإنذارُ
إلى كم يملِكُ المشتاقُ صبرا
إلى كم يملِكُ المشتاقُ صبرا / إذا طال التجنُّبُ كان هجرا
فهل لك يا فديتك في صديق / بلوت وداده سراً وجهرا
إذا واصلتَ عدُّ الشهرَ يوماً / وإن صارمتَ عدُّ اليومَ شهرا
لنجني من رياض الأنس زهراً / ونطفي من لهيب الشوق جمرا
وتَصطَحِب المثالث والمثاني / فنحيا لذة ونموت سكرا
توالت فتوحات وأدرك ثارُ
توالت فتوحات وأدرك ثارُ / وقرَّ لأمر المسلمين قرارُ
وجرد سيف الله ناصرُ دينه / فصال به حَدَّ له وغِرارُ
ودانت له الحرب العوان وأنها / وإن لئن أنساً به لَنوار
يُرَدّ إليه أمرها وهي شامسٌ / لها مسحل من قهره وعرار
كأنّ مطاف الحادثات بشاهق / منيف الذري للفتح فيه مطارُ
تزلّ خطوب الدهر عن صفحاته / كما زلّ عن صفح الحسام غبار
فيا ناصرَ الدين الذي فخرت به / بناةُ المعالي يعربُ ونزارُ
لقد علم الأعداء إنك منتضٍ / حساماً لهم هُلكُ به ودمار
وإنك حزب الله تسعى بهديه / وتغضب في مرضاته وتغار
بكفك سيف الله تضربهم به / وهل يحتمي من ذي الفقار فقار
تَسُلُّهُمُ خيل الإلَه عوابسآ / كما طرد الليلَ البهيم نهارٌ
كتائب في ذات الإله مشيحةٌ / لها بغياث المسلمين شعار
فولّوا فِراراً والرماحُ تنوشهم / لهم حَيَدٌ عن وقعها ونِفارُ
وجاؤوك في دوح قناك غصونه / فليس لها إلاّ الرؤوس ثمارُ
أضفتهم حتى إذا ما تمردوا / أضفت بهم تبآ لهم وخسار
وأروع بسام عليه سكينة / من الله بادٍ نورها ووقارُ
عمرت به جيد المعالي قلائداً / يطول بها الإمتاع وهي قصار
فيا علم المجد الذي طرزت به / حلاه واضحى في ذراه منار
تنام الرعايا ملء أجفانها كرىً / ونومُك تسهادٌ له وغرارُ
فلا عُطِّلَت منك الوزارة أنها / هي المعصم الحالي وأنت سوار
وعش يا غياث المسلمين فإنما / حياتك عزٌ للورى وفخار
ودم مَلِكاً ما ساوت العين أختها / وما صحبت بمنى اليدين يسارُ
ألا أنعم بنارنجك المجتنى
ألا أنعم بنارنجك المجتنى / فقد حضر السعدُ لمّا حَضَر
يا مرحباً بخدودِ الغصونِ / ويا مرحباً بنجومِ الشجر
كأنَّ السماءَ هَمت بالنُضارِ / فصاغَت لنا الأرضُ منه أُكَر
جاء بكمثرى جنّيٍ غدا
جاء بكمثرى جنّيٍ غدا / منظره يبدي لنا خُبره
من كل زهراء خلوقية / تجمع بين النهد والسُرّه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025