المجموع : 8
إِن تكن جازِعاً لَها أَو صبورا
إِن تكن جازِعاً لَها أَو صبورا / فَلَياليك حكمها أَن تجورا
تصحبنك الضدين ما دمت حيّاً / نوباً تارة وطوراً سرورا
ربما استكثر القليل فَقيرٌ / وَغَني بها استقلَّ الكثيرا
فكأَنَّ الفَقير كان غنياً / وكأَن الغَني كان فَقيرا
فَحذاراً من مكرها في مقامٍ / لست فيه تحاذر المحذورا
نذرت أَن تسيء فعلا فأَمسَت / في بني المُصطَفى تقضّي النذورا
يوم عاشور الَّذي قد أَرانا / كل يوم مصابه عاشورا
يوم حفت بابن النبي رجالٌ / يملأون الدروع بأَساً وَخيرا
عمروها في اللَه أَبيات قدس / جاورت فيه بيته المعمورا
ما تمرَّت بالطف حتىّ كَساها / اللَه في الخلد سندساً وَحَريرا
لم تعثر أَقدامها يوم أَمسى / قدم الموت بالنفوس عثورا
بِقُلوبٍ كأَنَّما البأس يدعو / ها بقرع الخطوب كوني صخورا
رفعت جرد خيلهم سقف نقعٍ / أَلف الطير في ذراه الوكورا
حاليات يرشحن بالدم مرجا / ناً ويعرقن لؤلؤاً منثورا
حلق الزغف والوجوه بليل / النقع يطلعن أَنجماً وبدورا
عشقوا الغادة الَّتي أَنشقتهم / من شذاها النقع المثار عبيرا
قَد تَلقوا سهامها بصدورٍ / جعلوهن للسهام جفيراً
لازموا الوقفة الَّتي قطرتهم / تحت ظل القنا عفيراً عفيرا
فخبوا أَنجماً وَغابوا بدوراً / وهووا أَجبلاً وغاضوا بحورا
من صَريع مرمل غسَّلته / من دماه السيوف ماءً طهورا
ومعرّى على الثرى كفنته / أَمه الحرب نقعها المُستَثيرا
عفَّر الترب منهم كلَّ وَجهٍ / علَّم البدر في الدجا أَن ينيرا
وَنِساءٍ كادَت باجنحة الرعب / شَظايا قلوبها أَن تطيرا
كَم مدير بسوطه فلك الضرب / عليهن فاِغتدى مستديرا
صرن في حيث لو طلبن مجيراً / بسوى السوط لم يجدن مجيرا
لو يَروم القطا المثار جناحاً / لأَعارته قلبها المذعورا
يا لحسرى القناع لم تلق إِلّا / آثماً من أُميَّةٍ أَو كفورا
أَوقفوها على الجسوم اللواتي / صرن للبيض روضة وغديرا
فَغَمرن النحور دمعاً ولو لَم / يك قانٍ غسلن فيه النحورا
علَّ مستطرقاً يرى الليل درعاً / وَعَلى نسجها النجوم قتيرا
إِن أَتى سر من رأى فليعرّج / نحو غاب قد ضم ليثاً هصورا
يبلغن المهدي عني شكوى / قلَّ في أَنَّها تضيق الصدورا
قل له إِن شممت تربة أَرض / وَطأت نعله ثراها العطيرا
وتزودت نظرة من محياً / تَكتَسي من بهائه الشمس نورا
قم فانذر عداك وهو الخطاب / الفصل أَن تجعل الحسام نذيرا
كائناً للمنون هارون في البعث / لموسى عوناً له وَوَزيرا
قد دجا في صدورهم ليل غيٍ / فيه يَهوى نجم القنا أَن يغورا
أَو ما هزَّ طود حلمك يَومٌ / كان للحشر شرُّه مستطيرا
يوم أَمسى الحيسن منعفر الخدَّ / ين فيه ونحره منحورا
أَفتَدي منه مخدراً صار يحمي / بشبا السيف عَن نساه الخدورا
ليس تدري محبوكة الدر ضمَّت / شخصه في ثباته أَم ثبيرا
أَعدت السيف كفه في قراها / فَغَدا في الوغى يضيف النسورا
يوم طارَت أَعناقها بحسام / عَن شباه طير الردى لن يَطيرا
صار موسى وآل فرعون حرب / وَالعَصا السيف والجواد الطورا
واصريعاً بثوب هيجاه مدرو / جاً وفي درع صبره مقبورا
كَيفَ قرَّت في فقد ممسكها الا / رض وقد آن بعده أَن تمورا
قَد قَضى في الهجير ظامٍ ولكن / بحشى حرُّها يشب الهجيرا
صار سدراً لجسمه ورق البي / ض ونقع الهيجا له كافورا
أَحسين تقضي بغير نصير / مستضاماً فلا عدمت النصيرا
بأَبي رأَسك المشهر أَمسى / يحمل الرمح منه بدراً منيرا
قَد حملت نشرك يا معطاره
قَد حملت نشرك يا معطاره / صباً بنجد طيَّبت عراره
سرت بريّاك فظن صاحبي / قَد فَضَّ دارِيٌّ لنا عطاره
خمرت وَجهاً لو رأَته لبست / شمس الضحى من خجلٍ خماره
رأَت نساء الحي برق حاجرٍ / يزجى الى خبت النقا عشاره
حسبنه خلف البيوت ضرماً / فرحن وهنا يقتبسن ناره
زرَّ على السحب بنجدٍ جيبه / وحلَّ في تهامةٍ أَزراره
ياهل طرقت طنباً لغلمةٍ / تحرس في نجم القنا أَقماره
فبالخبا ريّاالشباب سجفها / تمنع عنه قومها من زاره
تشير لي خلف القنا بمعصم / فعمته قد فصمت سواره
لَو ينتَضي موتورهم من جفنها / سيفاً لرد مدركاً أَو تاره
أَو أَدركوا في الطعن رمح قدّها / عافوا القنا واِعتقلوا خطاره
احبب بليل ميَّةٍ وقد غدا / يَقضي أَخو اللهو بها أَوطاره
يَستاف طوراً فيه ورد خدها / وَتارة يلثم جلّناره
حتىّ إِذا كف الصباح لطمت / وَجه الدجي ومزقت أَطماره
وَصار بالصبح كعبد محرم / بات يشد بالصفا أَزاره
أَرخت عن الواشي لها غدائراً / سوداً أَحال ليلها نهاره
وانصرفت تستاف من أردانها / لطيم مسك يسحقون فاره
قلت اِستعرت لحظ ظبي رامةٍ / قالت بها لحظي هو اِستعاره
يا من رأَى لي بالكناس ناشئاً / يعقد فوق بانة زنّاره
عاقرني وردية مازجها / خداً أَرى في كأسها احمراره
يدير كأساً قد غدت تصبغه / حمرتها عن خد من أَداره
على رياض حاك ريعان الصبا / فيه رداء لبست بهاره
اعرس منها النور في مفّوف / كانَت دنانير الحيا نثاره
ذو عبقٍ كأَنَّما قد عطرت / نفحة عرس حسن أَزهاره
لاحَ بناد البشر منه قَمَرٌ / قال الورى سبحان من أَناره
بورك في أُفق السماح طالعاً / بدر ندى لا نَختَشي سراره
إِذا تَصَدَّت لندى بنانه / أَجرت عباب كرم تياره
يا رائدي الأَفراح إِنَّ غصنها / أَينع قوموا فاِجتَنوا ثماره
بشراكم في فرحةٍ لمثلها / محمد قد أَكثر اِستبشاره
يا خير زاكٍ غرست كف العلا / من قبل في طينتها نجاره
قلت لمرتاد الندى مغلّساً / في السير يمم في الركاب داره
حيّ بممدود الرواق أَغلبا / يلبس عن شد الحبا وقاره
لَو تَستَطيع هاشم لمجدها / لفَّت على رؤوسها فخاره
وَغلمة منه على نار القرى / بانت تقص بالندى أَخباره
فَما دَجَت ليلة سار وهم / لخابطيها يوقدون ناره
يفديك سبط الراحتين ذويد / قد قبضت من لؤمها ديناره
لَو كان ضرع ديمة بنانه / ما بلَّ قسبا حالبٌ قطاره
أَو عصرت راحته ما سمحت / بقطرة يغسل فيها عاره
تَقول لي في مدحكم قرائحي / هَذا أَوان الشعر يا مهياره
فَقامَ مني للثناء أَفوهٌ / يحكم في مديحكم أَشعاره
سرت له من نحوكم صنائعٌ / نبهن بعد رقدةٍ افكاره
مثل الحسام حلَّ فيه صدأ / ثم القيون صقلت غراره
يا مُستَشاراً يوم أعوز الورى / فيه حصيف الرأي مستشاره
لَقَد بنت قومك بيت سؤددٍ / أَضحى عليك مرخيا ستاره
فاِشتَركت في المجد قدما ونرى / عندك يا واحدها انحصاره
حملت عبأ منه لَو ناء بهِ / سوى الحسين لاشتكى أَوقاره
فَتى سرى من رأيه بكوكب / لو ساير النجم غدا سيّاره
يا من به قد أَودع الفضل الَّذي / ما بلغت كل الورى معشاره
يضم منك الليل خير ناسك / عاقد في خشوعه أَسحاره
كَم ذي لِسانٍ طالع عن شدقه / كالصل جاء نازعا وجاره
إِذا الكَلام جاش يوما بحره / قال سواي لم يعم غماره
يعقده بالعي منك فيصل / أَضحى فنيق كلم هداره
وَيَغتَدي لسانه من صمته / ميتا يَرى في فمه إِقباره
يا من رأت منه بمضمار العلا / سبقا فظنت تَقتَفي آثاره
خلفك عجزاً عَن بلوغ سابقٍ / إِلى العلا لن تلحقي غباره
تقاصري عن العلا عاجزةً / بوعك فيها لم تطل أَشباره
أَدرك مجد قومه موطداً / موسى فاعلى بعدها مناره
ما اِنتسبت لقومه أَكرومة / إِلّا وزرَّ فوقها أَطماره
ظلَّ السماح خابطا عن مبركٍ / حتىّ أَناخَ بهم عشاره
هم أَعتقوا رق الزَمان وغدوا / يَستَعبِدون بالنَدى أَحراره
فأَسروا بمنّهم طليقه / وأَطلقوا بمنِّهم أَساره
لَو كانَ ينطق صامت
لَو كانَ ينطق صامت / وله لسان غير قاصر
لغدت تطيل من الثناء / عليك أَلسنة المنابر
تخطى الردى في فيلق منه جرّار
تخطى الردى في فيلق منه جرّار / اليه فأَخلى أَجمة الأَسد الضاري
وفل شبا عضب يصمّم في العدا / بأَقطع من ماضي الغرارين بتار
أَبا أَحمد جاورت في ذلك الحمى / أَخا المُصطَفى غوث الندا حامي الجار
فحسبك نيل الامن في كل رائع / وَفوز نجاة في ولاه من النار
لَقَد حملوا بالامس نعشك والتقى / فَيالَك نعشاً وَالتقى معه ساري
ووسدّت فيها حفرة جاء نشرها / بمسكية من نافح الطيب معطار
أَبا حسن صبراً وإِن مض داؤُها / رَزايا سقاكم صرفها رنق اكدار
فَكَم حازم في الخطب يبدي تجلداً / وَزند الجوى عن نار مهجته واري
تسىء اللَيالي للكرام كأَنَّما / تطالبهم في النائبات بأَوتار
بقيت برغم الحاسدين بنعمةٍ / يوفرها عمر الزَمان لك الباري
فَكَم أَفوه أَخرسن منك لسانه / شقاشق فحل بالفصاحة هدار
دعوه وَغايات الفخار فانه / جرى سابقاً لم يكب قط بمضمار
يكل لسان المدح عنها مكارم / لك اِنتشرت ما بين نجد واغوار
تطيب بك الافواه ذكراً كأَنَّما / بكل فم أَودعت جونة عطار
فَلا زالَ نوء اللطف يسقي ضريحه / بمنسكب من هاطل العفو مدرار
أَهالوها على قمر منير
أَهالوها على قمر منير / ثرى فياحة بشذى العَبير
بها نشرت مرقرقة الغوادي / مطارف بهجة الروض النضير
يدبجها الحيا بسقيط طلّ / فتكسى حلية الدر النثير
برغمي ان تبيت رهين حتف / تضمك والسماح ثرى القبور
مضيت موفراً كرم المساعي / اسير المجد فكاك الاسير
فَما قدّرت ان تلج المَنايا / عليك عرينة الليث الهصور
وَما قدرت تغمز منك عوداً / صَليباً عند احداث الدهور
لَقَد خطمتك فحل مخاصميه / يلجلجهم بشقشقه الهدير
وقد غادرت احشانا شظايا / وَقلت بمرجل الزَفَرات فوري
وَقَد بغضت بين كرى وجفن / مباغضة الفرزدَق مع جَرير
بَني عبد الجَليل عليه صبراً / مصاب يستخف حجى الوقور
فَلا طاشَت بنازلة حلوم / لكم في الخطب ارسى من ثبير
تضيء وجوهكم بدجى الرَزايا / ويظهر في الظلام سنا البدور
لكم شرف الرياسة مستمد / توارثها صغير عن كَبير
تعطر بالثنا لكم برود / لَقَد زرت على كرم وَخير
صفت اخلاقكم كرماً فجئتم / بهن ارق من نطف الخمور
اذا نظرت نمير الماء قالَت / فغض الطرف انك من نمير
بماء المكرمات نمت فَكانَت / كزهر الروض رف على الغدير
امرتاد الندى سل عن حبيب / اجبك فقد سقطت على الخَبير
فَتى تخضّر انمل راحتيه / ندىً ينهل بالكرم الغَزير
فكم أَحيا عديماً في نضار / وامسى وهو معدوم النضير
جلادُهم الخطوب بحرّ وجه / يلثمه ببدر مستنير
وَحلّق حيث اجنحة المعالي / به عبرت على الشعرى العبور
صفا خلقاً فدونك بنت كرم / لكاسك رقة منه استعيري
تشير له العلا وهو ابن مهدٍ / وما قصدت سواه يد المشير
سيدرك غاية العلياء ندب / طويل الباع ذو النسب القصير
إِذا اِقتعد السرير رأَيت منه / باندية العلا قمر السرير
فَلا راعَت حشاك ابا كمال / ملمات دعت يا أَرض موري
فيكن يا ظبيات حاجر
فيكن يا ظبيات حاجر / سهرت قلوب لا محاجر
من كل ذات محاسن / لو شمرت سود الغدائر
لرأَيت صبحاً قد تبلج / واضحاً تحت الدياجر
لا يتقي اجفانها / ضافي الدروع ولا المغافر
عجباً لهن نواظراً / كن الفواتر والبواتر
أَشهَدٌ ريقها أَم كانَ خمراً
أَشهَدٌ ريقها أَم كانَ خمراً / وشمس وجهها أَم كان بدراً
فَما هي ذات حسن لا ولكن / تريك بنرجس الاماق سحراً
اذا اخفت محاسنها جعود / تبدت والدجى لم يخف بدرا
قالوا قصير وله همة
قالوا قصير وله همة / ما قصرت عن كل أَمر عسير
قلت وقد اخبرتهم معلناً / لو انهم اصغوا لقول الخَبير
قد يخطئ الرمح على طوله / وقد يصيب السهم وهو القَصير