القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حَسَن القَيِّم الحِلّي الكل
المجموع : 8
إِن تكن جازِعاً لَها أَو صبورا
إِن تكن جازِعاً لَها أَو صبورا / فَلَياليك حكمها أَن تجورا
تصحبنك الضدين ما دمت حيّاً / نوباً تارة وطوراً سرورا
ربما استكثر القليل فَقيرٌ / وَغَني بها استقلَّ الكثيرا
فكأَنَّ الفَقير كان غنياً / وكأَن الغَني كان فَقيرا
فَحذاراً من مكرها في مقامٍ / لست فيه تحاذر المحذورا
نذرت أَن تسيء فعلا فأَمسَت / في بني المُصطَفى تقضّي النذورا
يوم عاشور الَّذي قد أَرانا / كل يوم مصابه عاشورا
يوم حفت بابن النبي رجالٌ / يملأون الدروع بأَساً وَخيرا
عمروها في اللَه أَبيات قدس / جاورت فيه بيته المعمورا
ما تمرَّت بالطف حتىّ كَساها / اللَه في الخلد سندساً وَحَريرا
لم تعثر أَقدامها يوم أَمسى / قدم الموت بالنفوس عثورا
بِقُلوبٍ كأَنَّما البأس يدعو / ها بقرع الخطوب كوني صخورا
رفعت جرد خيلهم سقف نقعٍ / أَلف الطير في ذراه الوكورا
حاليات يرشحن بالدم مرجا / ناً ويعرقن لؤلؤاً منثورا
حلق الزغف والوجوه بليل / النقع يطلعن أَنجماً وبدورا
عشقوا الغادة الَّتي أَنشقتهم / من شذاها النقع المثار عبيرا
قَد تَلقوا سهامها بصدورٍ / جعلوهن للسهام جفيراً
لازموا الوقفة الَّتي قطرتهم / تحت ظل القنا عفيراً عفيرا
فخبوا أَنجماً وَغابوا بدوراً / وهووا أَجبلاً وغاضوا بحورا
من صَريع مرمل غسَّلته / من دماه السيوف ماءً طهورا
ومعرّى على الثرى كفنته / أَمه الحرب نقعها المُستَثيرا
عفَّر الترب منهم كلَّ وَجهٍ / علَّم البدر في الدجا أَن ينيرا
وَنِساءٍ كادَت باجنحة الرعب / شَظايا قلوبها أَن تطيرا
كَم مدير بسوطه فلك الضرب / عليهن فاِغتدى مستديرا
صرن في حيث لو طلبن مجيراً / بسوى السوط لم يجدن مجيرا
لو يَروم القطا المثار جناحاً / لأَعارته قلبها المذعورا
يا لحسرى القناع لم تلق إِلّا / آثماً من أُميَّةٍ أَو كفورا
أَوقفوها على الجسوم اللواتي / صرن للبيض روضة وغديرا
فَغَمرن النحور دمعاً ولو لَم / يك قانٍ غسلن فيه النحورا
علَّ مستطرقاً يرى الليل درعاً / وَعَلى نسجها النجوم قتيرا
إِن أَتى سر من رأى فليعرّج / نحو غاب قد ضم ليثاً هصورا
يبلغن المهدي عني شكوى / قلَّ في أَنَّها تضيق الصدورا
قل له إِن شممت تربة أَرض / وَطأت نعله ثراها العطيرا
وتزودت نظرة من محياً / تَكتَسي من بهائه الشمس نورا
قم فانذر عداك وهو الخطاب / الفصل أَن تجعل الحسام نذيرا
كائناً للمنون هارون في البعث / لموسى عوناً له وَوَزيرا
قد دجا في صدورهم ليل غيٍ / فيه يَهوى نجم القنا أَن يغورا
أَو ما هزَّ طود حلمك يَومٌ / كان للحشر شرُّه مستطيرا
يوم أَمسى الحيسن منعفر الخدَّ / ين فيه ونحره منحورا
أَفتَدي منه مخدراً صار يحمي / بشبا السيف عَن نساه الخدورا
ليس تدري محبوكة الدر ضمَّت / شخصه في ثباته أَم ثبيرا
أَعدت السيف كفه في قراها / فَغَدا في الوغى يضيف النسورا
يوم طارَت أَعناقها بحسام / عَن شباه طير الردى لن يَطيرا
صار موسى وآل فرعون حرب / وَالعَصا السيف والجواد الطورا
واصريعاً بثوب هيجاه مدرو / جاً وفي درع صبره مقبورا
كَيفَ قرَّت في فقد ممسكها الا / رض وقد آن بعده أَن تمورا
قَد قَضى في الهجير ظامٍ ولكن / بحشى حرُّها يشب الهجيرا
صار سدراً لجسمه ورق البي / ض ونقع الهيجا له كافورا
أَحسين تقضي بغير نصير / مستضاماً فلا عدمت النصيرا
بأَبي رأَسك المشهر أَمسى / يحمل الرمح منه بدراً منيرا
قَد حملت نشرك يا معطاره
قَد حملت نشرك يا معطاره / صباً بنجد طيَّبت عراره
سرت بريّاك فظن صاحبي / قَد فَضَّ دارِيٌّ لنا عطاره
خمرت وَجهاً لو رأَته لبست / شمس الضحى من خجلٍ خماره
رأَت نساء الحي برق حاجرٍ / يزجى الى خبت النقا عشاره
حسبنه خلف البيوت ضرماً / فرحن وهنا يقتبسن ناره
زرَّ على السحب بنجدٍ جيبه / وحلَّ في تهامةٍ أَزراره
ياهل طرقت طنباً لغلمةٍ / تحرس في نجم القنا أَقماره
فبالخبا ريّاالشباب سجفها / تمنع عنه قومها من زاره
تشير لي خلف القنا بمعصم / فعمته قد فصمت سواره
لَو ينتَضي موتورهم من جفنها / سيفاً لرد مدركاً أَو تاره
أَو أَدركوا في الطعن رمح قدّها / عافوا القنا واِعتقلوا خطاره
احبب بليل ميَّةٍ وقد غدا / يَقضي أَخو اللهو بها أَوطاره
يَستاف طوراً فيه ورد خدها / وَتارة يلثم جلّناره
حتىّ إِذا كف الصباح لطمت / وَجه الدجي ومزقت أَطماره
وَصار بالصبح كعبد محرم / بات يشد بالصفا أَزاره
أَرخت عن الواشي لها غدائراً / سوداً أَحال ليلها نهاره
وانصرفت تستاف من أردانها / لطيم مسك يسحقون فاره
قلت اِستعرت لحظ ظبي رامةٍ / قالت بها لحظي هو اِستعاره
يا من رأَى لي بالكناس ناشئاً / يعقد فوق بانة زنّاره
عاقرني وردية مازجها / خداً أَرى في كأسها احمراره
يدير كأساً قد غدت تصبغه / حمرتها عن خد من أَداره
على رياض حاك ريعان الصبا / فيه رداء لبست بهاره
اعرس منها النور في مفّوف / كانَت دنانير الحيا نثاره
ذو عبقٍ كأَنَّما قد عطرت / نفحة عرس حسن أَزهاره
لاحَ بناد البشر منه قَمَرٌ / قال الورى سبحان من أَناره
بورك في أُفق السماح طالعاً / بدر ندى لا نَختَشي سراره
إِذا تَصَدَّت لندى بنانه / أَجرت عباب كرم تياره
يا رائدي الأَفراح إِنَّ غصنها / أَينع قوموا فاِجتَنوا ثماره
بشراكم في فرحةٍ لمثلها / محمد قد أَكثر اِستبشاره
يا خير زاكٍ غرست كف العلا / من قبل في طينتها نجاره
قلت لمرتاد الندى مغلّساً / في السير يمم في الركاب داره
حيّ بممدود الرواق أَغلبا / يلبس عن شد الحبا وقاره
لَو تَستَطيع هاشم لمجدها / لفَّت على رؤوسها فخاره
وَغلمة منه على نار القرى / بانت تقص بالندى أَخباره
فَما دَجَت ليلة سار وهم / لخابطيها يوقدون ناره
يفديك سبط الراحتين ذويد / قد قبضت من لؤمها ديناره
لَو كان ضرع ديمة بنانه / ما بلَّ قسبا حالبٌ قطاره
أَو عصرت راحته ما سمحت / بقطرة يغسل فيها عاره
تَقول لي في مدحكم قرائحي / هَذا أَوان الشعر يا مهياره
فَقامَ مني للثناء أَفوهٌ / يحكم في مديحكم أَشعاره
سرت له من نحوكم صنائعٌ / نبهن بعد رقدةٍ افكاره
مثل الحسام حلَّ فيه صدأ / ثم القيون صقلت غراره
يا مُستَشاراً يوم أعوز الورى / فيه حصيف الرأي مستشاره
لَقَد بنت قومك بيت سؤددٍ / أَضحى عليك مرخيا ستاره
فاِشتَركت في المجد قدما ونرى / عندك يا واحدها انحصاره
حملت عبأ منه لَو ناء بهِ / سوى الحسين لاشتكى أَوقاره
فَتى سرى من رأيه بكوكب / لو ساير النجم غدا سيّاره
يا من به قد أَودع الفضل الَّذي / ما بلغت كل الورى معشاره
يضم منك الليل خير ناسك / عاقد في خشوعه أَسحاره
كَم ذي لِسانٍ طالع عن شدقه / كالصل جاء نازعا وجاره
إِذا الكَلام جاش يوما بحره / قال سواي لم يعم غماره
يعقده بالعي منك فيصل / أَضحى فنيق كلم هداره
وَيَغتَدي لسانه من صمته / ميتا يَرى في فمه إِقباره
يا من رأت منه بمضمار العلا / سبقا فظنت تَقتَفي آثاره
خلفك عجزاً عَن بلوغ سابقٍ / إِلى العلا لن تلحقي غباره
تقاصري عن العلا عاجزةً / بوعك فيها لم تطل أَشباره
أَدرك مجد قومه موطداً / موسى فاعلى بعدها مناره
ما اِنتسبت لقومه أَكرومة / إِلّا وزرَّ فوقها أَطماره
ظلَّ السماح خابطا عن مبركٍ / حتىّ أَناخَ بهم عشاره
هم أَعتقوا رق الزَمان وغدوا / يَستَعبِدون بالنَدى أَحراره
فأَسروا بمنّهم طليقه / وأَطلقوا بمنِّهم أَساره
لَو كانَ ينطق صامت
لَو كانَ ينطق صامت / وله لسان غير قاصر
لغدت تطيل من الثناء / عليك أَلسنة المنابر
تخطى الردى في فيلق منه جرّار
تخطى الردى في فيلق منه جرّار / اليه فأَخلى أَجمة الأَسد الضاري
وفل شبا عضب يصمّم في العدا / بأَقطع من ماضي الغرارين بتار
أَبا أَحمد جاورت في ذلك الحمى / أَخا المُصطَفى غوث الندا حامي الجار
فحسبك نيل الامن في كل رائع / وَفوز نجاة في ولاه من النار
لَقَد حملوا بالامس نعشك والتقى / فَيالَك نعشاً وَالتقى معه ساري
ووسدّت فيها حفرة جاء نشرها / بمسكية من نافح الطيب معطار
أَبا حسن صبراً وإِن مض داؤُها / رَزايا سقاكم صرفها رنق اكدار
فَكَم حازم في الخطب يبدي تجلداً / وَزند الجوى عن نار مهجته واري
تسىء اللَيالي للكرام كأَنَّما / تطالبهم في النائبات بأَوتار
بقيت برغم الحاسدين بنعمةٍ / يوفرها عمر الزَمان لك الباري
فَكَم أَفوه أَخرسن منك لسانه / شقاشق فحل بالفصاحة هدار
دعوه وَغايات الفخار فانه / جرى سابقاً لم يكب قط بمضمار
يكل لسان المدح عنها مكارم / لك اِنتشرت ما بين نجد واغوار
تطيب بك الافواه ذكراً كأَنَّما / بكل فم أَودعت جونة عطار
فَلا زالَ نوء اللطف يسقي ضريحه / بمنسكب من هاطل العفو مدرار
أَهالوها على قمر منير
أَهالوها على قمر منير / ثرى فياحة بشذى العَبير
بها نشرت مرقرقة الغوادي / مطارف بهجة الروض النضير
يدبجها الحيا بسقيط طلّ / فتكسى حلية الدر النثير
برغمي ان تبيت رهين حتف / تضمك والسماح ثرى القبور
مضيت موفراً كرم المساعي / اسير المجد فكاك الاسير
فَما قدّرت ان تلج المَنايا / عليك عرينة الليث الهصور
وَما قدرت تغمز منك عوداً / صَليباً عند احداث الدهور
لَقَد خطمتك فحل مخاصميه / يلجلجهم بشقشقه الهدير
وقد غادرت احشانا شظايا / وَقلت بمرجل الزَفَرات فوري
وَقَد بغضت بين كرى وجفن / مباغضة الفرزدَق مع جَرير
بَني عبد الجَليل عليه صبراً / مصاب يستخف حجى الوقور
فَلا طاشَت بنازلة حلوم / لكم في الخطب ارسى من ثبير
تضيء وجوهكم بدجى الرَزايا / ويظهر في الظلام سنا البدور
لكم شرف الرياسة مستمد / توارثها صغير عن كَبير
تعطر بالثنا لكم برود / لَقَد زرت على كرم وَخير
صفت اخلاقكم كرماً فجئتم / بهن ارق من نطف الخمور
اذا نظرت نمير الماء قالَت / فغض الطرف انك من نمير
بماء المكرمات نمت فَكانَت / كزهر الروض رف على الغدير
امرتاد الندى سل عن حبيب / اجبك فقد سقطت على الخَبير
فَتى تخضّر انمل راحتيه / ندىً ينهل بالكرم الغَزير
فكم أَحيا عديماً في نضار / وامسى وهو معدوم النضير
جلادُهم الخطوب بحرّ وجه / يلثمه ببدر مستنير
وَحلّق حيث اجنحة المعالي / به عبرت على الشعرى العبور
صفا خلقاً فدونك بنت كرم / لكاسك رقة منه استعيري
تشير له العلا وهو ابن مهدٍ / وما قصدت سواه يد المشير
سيدرك غاية العلياء ندب / طويل الباع ذو النسب القصير
إِذا اِقتعد السرير رأَيت منه / باندية العلا قمر السرير
فَلا راعَت حشاك ابا كمال / ملمات دعت يا أَرض موري
فيكن يا ظبيات حاجر
فيكن يا ظبيات حاجر / سهرت قلوب لا محاجر
من كل ذات محاسن / لو شمرت سود الغدائر
لرأَيت صبحاً قد تبلج / واضحاً تحت الدياجر
لا يتقي اجفانها / ضافي الدروع ولا المغافر
عجباً لهن نواظراً / كن الفواتر والبواتر
أَشهَدٌ ريقها أَم كانَ خمراً
أَشهَدٌ ريقها أَم كانَ خمراً / وشمس وجهها أَم كان بدراً
فَما هي ذات حسن لا ولكن / تريك بنرجس الاماق سحراً
اذا اخفت محاسنها جعود / تبدت والدجى لم يخف بدرا
قالوا قصير وله همة
قالوا قصير وله همة / ما قصرت عن كل أَمر عسير
قلت وقد اخبرتهم معلناً / لو انهم اصغوا لقول الخَبير
قد يخطئ الرمح على طوله / وقد يصيب السهم وهو القَصير

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025