المجموع : 44
مَطالِعُ سَعدٍ أَم مَطالِعُ أَقمارِ
مَطالِعُ سَعدٍ أَم مَطالِعُ أَقمارِ / تَجَلَّت بِهَذا العيدِ أَم تِلكَ أَشعاري
إِلى سُدَّةِ العَبّاسِ وَجَّهتُ مِدحَتي / بِتَهنِئَةٍ شَوقِيَّةِ النَسجِ مِعطارِ
مَليكٌ أَباحَ العيدُ لَثمَ يَمينِهِ / وَيالَيتَ ذاكَ العيدَ يَبسُطُ أَعذاري
وَيَحمِلُ عَنّي لِلعَزيزِ تَحِيَّةً / وَيَذكُرُ شَيئاً مِن حَديثي وَأَخباري
لِآلِ عَلِيٍّ زينَةُ المُلكِ وِجهَتي / وَإِن قيلَ شيعِيٌّ فَقَد نِلتُ أَوطاري
أَحِنُّ لِذِكراهُم وَأَشدو بِمَدحِهِم / كَأَنّي بِجَوفِ اللَيلِ هاتِفُ أَسحارِ
وَأُنشِدُ أَشعاري وَإِن قالَ حاسِدي / نَعَم شاعِرٌ لَكِنَّهُ غَيرُ مِكثارِ
فَحَسبي مِنَ الأَشعارِ بَيتٌ أَزينُهُ / بِذِكرِكَ يا عَبّاسُ في رَفعِ مِقداري
كَذا فَليَكُن مَدحُ المُلوكِ وَهَكَذا / يَسوسُ القَوافي شاعِرٌ غَيرُ ثَرثارِ
وَيَسلُبُ أَصدافَ البِحارِ بَناتَها / بِنَفثَةِ سِحرٍ أَو بِخَطرَةِ أَفكارِ
مَعانٍ وَأَلفاظٌ كَما شاءَ أَحمَدٌ / طَوَت جَزلَ بَشّارٍ وَرِقَّةَ مَهيارِ
إِذا نَظَرَت فيها العُيونُ حَسِبنَها / لِحُسنِ اِنسِجامِ القَولِ كَالجَدوَلِ الجاري
أَمَولايَ هَذا العيدُ وافاكَ فَاِحبُهُ / بِحُلَّةِ إِقبالٍ وَيُمنٍ وَإيثارِ
وَيَمِّنهُ وَاِنثُر مِن سُعودِكَ فَوقَهُ / وَتَوِّجهُ بِالبُشرى وَمُرهُ بِإِسفارِ
فَلا زالَتِ الأَعيادُ تَبغي سُعودَها / لَدى مَلِكٍ يَسري عَلى عَدلِهِ الساري
وَلا زِلتَ في دَستِ الجَلالِ مُؤَيَّداً / وَلا زالَ هَذا المُلكُ في هَذِهِ الدارِ
في عيدِ مَولانا الصَغي
في عيدِ مَولانا الصَغي / رِ وَعيدِ مَولانا الكَبيرِ
إِشراقُ عيدِ الفِطرِ وَال / أَضحى عَلى عَرشِ الأَميرِ
لَمَحتُ مِن مِصرَ ذاكَ التاجَ وَالقَمَرا
لَمَحتُ مِن مِصرَ ذاكَ التاجَ وَالقَمَرا / فَقُلتُ لِلشِعرِ هَذا يَومُ مَن شَعَرا
يا دَولَةً فَوقَ أَعلامٍ لَها أَسَدٌ / تَخشى بَوادِرَهُ الدُنيا إِذا زَأَرا
بِالأَمسِ كانَت عَلَيكِ الشَمسُ ضاحِيَةً / وَاليَومَ فَوقَ ذُراكِ البَدرُ قَد سَفَرا
يَؤولُ عَرشُكِ مِن شَمسٍ إِلى قَمَرٍ / إِن غابَتِ الشَمسُ أَولَت تاجَها القَمَرا
مَن ذا يُناويكِ وَالأَقدارُ جارِيَةٌ / بِما تَشائينَ وَالدُنيا لِمَن قَهَرا
إِذا اِبتَسَمتِ لَنا فَالدَهرُ مُبتَسِمٌ / وَإِن كَشَرتِ لَنا عَن نابِهِ كَشَرا
لا تَعجَبَنَّ لِمُلكٍ عَزَّ جانِبُهُ / لَولا التَعاوُنُ لَم تَنظُر لَهُ أَثَرا
ما ثَلَّ رَبُّكَ عَرشاً باتَ يَحرُسُهُ / عَدلٌ وَلا مَدَّ في سُلطانِ مَن غَدَرا
خَبَرتُهُم فَرَأَيتُ القَومَ قَد سَهِروا / عَلى مَرافِقِهِم وَالمُلكُ قَد سَهِرا
تَشاوَروا في أُمورِ المُلكِ مِن مَلِكٍ / إِلى وَزيرٍ إِلى مَن يَغرِسُ الشَجَرا
وَكانَ فارِسُهُم في الحَربِ صاعِقَةً / وَذو السِياسَةِ مِنهُم طائِراً حَذِرا
بِالبَرِّ صافِنَةٌ داسَت سَنابِكُها / مَناجِمَ التِبرِ لَمّا عافَتِ المَدَرا
وَفي البِحارِ أَساطيلٌ إِذا غَضِبَت / تَرى البَراكينَ فيها تَقذِفُ الشَرَرا
وَهُنَّ في السِلمِ وَالأَيّامُ باسِمَةٌ / عَرائِسٌ يَكتَسينَ الدَلَّ وَالخَفَرا
حَتّى إِذا نَشِبَت حَربٌ رَأَيتَ بِها / أَغوالَ قَفرٍ وَلَكِن تَنهَشُ الحَجَرا
اليَومَ يُشرِقُ إِدوارٌ عَلى أُمَمٍ / كَأَنَّها البَحرُ بِالآذِيِّ قَد زَخَرا
لَو أَمطَرَ الغَيثُ أَرضاً تَستَظِلُّ بِهِم / عَدَت رُؤوسَهُمُ عَن وَجهِها المَطَرا
اليَومَ يَلثِمُ تاجُ العِزِّ مُحتَشِماً / رَأساً يُدَبِّرُ مُلكاً يَكلَأُ البَشَرا
يُصَرِّفُ الأَمرَ مِن مِصرٍ إِلى عَدَنٍ / فَالهِندِ فَالكابِ حَتّى يَعبُرَ الجُزُرا
قَد سالَمَتهُ اللَيالي حينَ أَعجَزَها / عَقدٌ لِما حَلَّ أَو تَقويمُ ما أَطَرا
إِدوارُ دُمتَ وَدامَ المُلكُ في رَغَدٍ / وَدامَ جُندُكَ في الآفاقِ مُنتَصِرا
حَقَنتَ بِالصُلحِ وَالرَأيِ السَديدِ دَماً / رَوّى الشِعابَ وَرَوّى الصارِمَ الذَكَرا
هُم يَذكُرونَكَ إِن عَدّوا عُدولَهُمُ / وَنَحنُ نَذكُرُ إِن عَدّوا لَنا عُمَرا
كَأَنَّما أَنتَ تَجري في طَريقَتِهِ / عَدلاً وَحِلماً وَإيقاعاً بِمَن أَشِرا
إِن صَوَّروكَ فَإِنَّما قَد صَوَّروا
إِن صَوَّروكَ فَإِنَّما قَد صَوَّروا / تاجَ الفَخارِ وَمَطلَعَ الأَنوارِ
أَو نَقَّصوكَ فَإِنَّما قَد نَقَّصوا / دينَ النَبِيِّ مُحَمَّدِ المُختارِ
سَخِروا مِنَ الفَضلِ الَّذي أوتيتَهُ / وَاللَهُ يَسخَرُ مِنهُمُ في النارِ
لا تَجزَعَنَّ فَلَستَ أَوَّلَ ماجِدٍ / كَذَبَت عَلَيهِ صَحائِفُ الفُجّارِ
رَسَموا بِذاتِكَ لِلنَواظِرِ جَنَّةً / مَحفوفَةً بِمَكارِهِ الأَشعارِ
وَتَقَوَّلوا عَنكَ القَبيحَ وَهَكَذا / يُمنى الكَريمُ بِغارَةِ الأَشرارِ
لَن يَحجُبوكَ عَنِ الوَرى أَو يَحجُبوا / فَلَقَ الصَباحِ وَمَشرِقَ الأَقمارِ
أَو يَبلُغوا عَلياكَ حَتّى يَبلُغوا / بَينَ الزَواهِرِ صورَةَ الجَبّارِ
ما أَنتَ ذَيّاكَ البَغيضُ فَتَنثَني / مُتَسَربِلاً بِالعارِ فَوقَ العارِ
لَعِبوا بِهِ في صورَةٍ قَد أَسفَرَت / عَن عَزلِهِ فَأَقامَ حِلسَ الدارِ
قَصَرتُ عَلَيكَ العُمرَ وَهوَ قَصيرُ
قَصَرتُ عَلَيكَ العُمرَ وَهوَ قَصيرُ / وَغالَبتُ فيكَ الشَوقَ وَهوَ قَديرُ
وَأَنشَأتُ في صَدري لِحُسنِكَ دَولَةً / لَها الحُبُّ جُندٌ وَالوَلاءُ سَفيرُ
فُؤادي لَها عَرشٌ وَأَنتَ مَليكُهُ / وَدونَكَ مِن تِلكَ الضُلوعِ سُتورُ
وَما اِنتَقَضَت يَوماً عَلَيكَ جَوانِحي / وَلا حَلَّ في قَلبي سِواكَ أَميرُ
كَتَمتُ فَقالوا شاعِرٌ يُنكِرُ الهَوى / وَهَل غَيرُ صَدري بِالغَرامِ خَبيرُ
وَلَو شِئتُ أَذهَلتُ النُجومَ عَنِ السُرى / وَعَطَّلتُ أَفلاكاً بِهِنَّ تَدورُ
وَأَشعَلتُ جِلدَ اللَيلِ مِنّي بِزَفرَةٍ / غَرامِيَّةٍ مِنها الشَرارُ يَطيرُ
وَلَكِنَّني أَخفَيتُ ما بي وَإِنَّما / لِكُلِّ غَرامٍ عاذِلٌ وَعَذيرُ
أَرى الحُبَّ ذُلّاً وَالشِكايَةَ ذِلَّةً / وَإِنّي بِسَترِ الذِلَّتَينِ جَديرُ
وَلي في الهَوى شِعرانِ شِعرٌ أُذيعُهُ / وَآخَرُ في طَيِّ الفُؤادِ سَتيرُ
وَلَولا لَجاجُ الحاسِدينَ لَما بَدا / لِمَكنونِ سِرّي في الغَرامِ ضَميرُ
وَلا شَرَعَت هَذا اليَراعَ أَنامِلي / لِشَكوى وَلَكِنَّ اللَجاجَ يُثيرُ
عَلى أَنَّني لا أَركَبُ اليَأسَ مَركَباً / وَلا أُكبِرُ البَأساءَ حينَ تُغيرُ
فَكَم حادَ عَنّي الحَينُ وَالسَيفُ مُصلَتٌ / وَهانَ عَلَيَّ الأَمرُ وَهوَ عَسيرُ
وَكَم لَمحَةٍ في غَفلَةِ الدَهرِ نَفَّسَت / هُموماً لَها بَينَ الضُلوعِ سَعيرُ
فَقَد يَشتَفي الصَبُّ السَقيمُ بِزَورَةٍ / وَيَنجو بِلَفظٍ عاثِرٌ وَأَسيرُ
عَسى ذَلِكَ العامُ الجَديدُ يَسُرُّني / بِبُشرى وَهَل لِلبائِسينَ بَشيرُ
وَيَنظُرُ لي رَبُّ الأَريكَةِ نَظرَةً / بِها يَنجَلي لَيلُ الأَسى وَيُنيرُ
مَليكٌ إِذا غَنّى اليَراعُ بِمَدحِهِ / سَرَت بِالمَعالي هِزَّةٌ وَسُرورُ
أَمَولايَ إِنَّ الشَرقَ قَد لاحَ نَجمُهُ / وَآنَ لَهُ بَعدَ المَماتِ نُشورُ
تَفاءَلَ خَيراً إِذ رَآكَ مُمَلَّكا / وَفَوقَكَ مِن نورِ المُهَيمِنِ نورُ
مَضى زَمَنٌ وَالغَربُ يَسطو بِحَولِهِ / عَلَيَّ وَما لي في الأَنامِ ظَهيرُ
إِلى أَن أَتاحَ اللَهُ لِلصَقرِ نَهضَةً / فَفَلَّت غِرارَ الخَطبِ وَهوَ طَريرُ
جَرَت أُمَّةُ اليابانِ شَوطاً إِلى العُلا / وَمِصرٌ عَلى آثارِها سَتَسيرُ
وَلا يُمنَعُ المِصرِيُّ إِدراكَ شَأوِها / وَأَنتَ لِطُلّابِ العَلاءِ نَصيرُ
فَقِف مَوقِفَ الفاروقِ وَاُنظُر لِأُمَّةٍ / إِلَيكَ بِحَبّاتِ القُلوبِ تُشيرُ
وَلا تَستَشِر غَيرَ العَزيمَةِ في العُلا / فَلَيسَ سِواها ناصِحٌ وَمُشيرُ
فَعَرشُكَ مَحروسٌ وَرَبُّكَ حارِسٌ / وَأَنتَ عَلى مُلكِ القُلوبِ أَميرُ
رَبّاكَ والِدُكَ الكَريمُ عَلى التُقى
رَبّاكَ والِدُكَ الكَريمُ عَلى التُقى / وَعَلى النَزاهَةِ وَالضَميرِ الطاهِرِ
فَنَشَأتَ بَينَ رِعايَةٍ وَعِنايَةٍ / وَدَرَجتَ بَينَ مَحامِدٍ وَمَفاخِرِ
وَسَمَوتَ يا سامي إِلى أَوجِ العُلا / وَبَرَعتَ قَومَكَ بِالذَكاءِ النادِرِ
رَبّى أَبوكَ عُقولَنا وَنُفوسَنا / فَاِهنَأ بِوالِدِكَ الأَمينِ وَفاخِرِ
وَاِهنَأ بِما أوتيتَهُ مِن نِعمَةٍ / في عَهدِ مَولانا الأَميرِ الزاهِرِ
يا مالِئَ الكُرسِيِّ مِنهُ مَهابَةً / وَكِفايَةً يا مِلءَ عَينِ الناظِرِ
إِنَّ الَّتي قُلِّدتَها في حاجَةٍ / لِعَزيمَةٍ تَمضي وَرَأيٍ باتِرِ
فَأَفِض ضِياءَكَ في النَظارَةِ كُلِّها / وَاِقبِض عَلى الأَعمالِ قَبضَ القادِرِ
وَاِخدُم بِلادَكَ بِالَّذي أوتيتَهُ / مِن فِطنَةٍ وَأَقِل عِثارَ العاثِرِ
هَنَّأتُ مِصرَ وَنيلَها وَرِجالَها / لَمّا رَأَيتُكَ في ثِيابِ الآمِرِ
وَرَأَيتُ في الديوانِ قَدرَكَ عالِياً / وَالناسُ تَهتِفُ بِالثَناءِ العاطِرِ
ما بَينَ مُعتَرِفٍ بِفَضلِكَ مُعلِنٍ / أَو ضارِعٍ لَكَ بِالدُعاءِ وَشاكِرِ
أَمُهَندِسَ النيلِ السَعيدِ تَحِيَّةً / مِن مِصرَ تَحدوها تَحِيَّةُ شاعِرِ
يَدعو إِلَهَكَ أَن يُكَثِّرَ بَينَنا / أَمثالَ سامي في الزَمانِ الحاضِرِ
يا كاسِيَ الأَخلاقِ في
يا كاسِيَ الأَخلاقِ في / بَلَدٍ عَنِ الأَخلاقِ عاري
لَم يَبقَ فينا مَن يُجا / دِلُ في مَقامِكَ أَو يُماري
بِالأَمسِ قَد عَلَّمتَنا / أَدَبَ الكِتابَةِ وَالحِوارِ
وَاليَومَ قَد أَلطَفتَنا / بِالطَيِّباتِ مِنَ الثِمارِ
بِكِتابِ رَسطاليسَ تا / جِ نَوادِرِ الفَلَكِ المُدارِ
جاهَدتَ في تَفضيلِهِ / وَوَصَلتَ لَيلَكَ بِالنَهارِ
تَزِنُ الكَلامَ كَأَنَّهُ / ماسٌ بِميزانِ التِجارِ
وَتَصونُ مَعنى رَبِّهِ / صَونَ اللَآلِئِ في المَحارِ
وَتَضَنُّ دُهقانَ الكَلا / مِ كَضَنِّ دُهقانِ النُضارِ
حَتّى حَسِبتُكَ في الأَنا / ةِ وَالاِختِبارِ وَالاِختِيارِ
صَنَعاً يُصَوِّرُ في الفُصو / صِ لَدى الفَراعِنَةِ الكِبارِ
إِنّي قَرَأتُ كِتابَهُ / بَينَ الخُشوعِ وَالاِعتِبارِ
فَإِذا المُتَرجِمُ ماثِلٌ / جَنبَ المُؤَلِّفِ في إِطارِ
وَعَلَيهِما نورٌ يَفي / ضُ مِنَ المَهابَةِ وَالوَقارِ
قالوا لَقَد هَجَرَ السِيا / سَةَ وَاِنزَوى في عُقرِ دارِ
تَرَكَ المَجالَ لِغَيرِهِ / وَرَأى النَجاةَ مَعَ الفِرارِ
لا تَظلِموا رَبَّ النُهى / وَحَذارِ مِن خَطَلٍ حَذارِ
هَجَرَ السِياسَةَ لِلسِيا / سَةَ لا لِنَومٍ أَو قَرارِ
لَو أَنَّهُم عَلِموا الَّذي / يَبني لَهُم خَلفَ السِتارِ
لَسَعَوا إِلى حامي الفَضي / لَةِ وَالحَقيقَةِ وَالذِمارِ
وافاهُمُ بِدَعائِمَ ال / أَخلاقِ وَالحِكَمِ السَواري
أُسِّ السِياسَةِ وَالنَجا / حِ وَحِصنِ سَيِّدَةِ البِحارِ
كَلِفَت بِها وَتَمَسَّكَت / قَبلَ الفَيالِقِ وَالجَواري
يا عاشِقَ الخُلُقِ الصَري / حِ وَشانِئَ الخُلُقُ المُواري
إِنّي اِختَبَرتُكَ في الكُهو / لَةِ وَالصِبا حَقَّ اِختِبارِ
لَم يَجرِ في ناديكَ هُج / رُ القَولِ أَو خَلعُ العِذارِ
حُلوُ التَواضُعِ وَالتَوا / ضُعُ آيَةُ القَومِ الخِيارِ
مُرُّ التَكَبُّرِ حينَ يَد / عوكَ التَواضُعُ لِلصَغارِ
سِر في طَريقِكَ وادِعاً / فَلَأَنتَ مَأمونُ العِثارِ
وَاِجعَل عَلى لُقَمِ الطَري / قِ صُوىً تَلوحُ لِكُلِّ ساري
إِنّا إِلى كُتبِ السِيا / سَةِ يا حَكيمُ عَلى أُوارِ
عَجِّل بِها قَبلَ الفَسا / دِ وَقَبلَ عادِيَةِ البَوارِ
إِنّا نُناضِلُ أُمَّةً / أَقطابُها أُسدٌ ضَواري
عَرَكوا الزَمانَ وَأَهلَهُ / وَتَحَصَّنوا مِن كُلِّ طاري
أَمسَت سِياسَتُهُم كَطِل / لَسمٍ يُحَيِّرُ كُلَّ قاري
إِن يَنكِروا بَعضَ الغُمو / ضِ عَلى أَديبٍ ذي اِقتِدارِ
فَلِأَنَّهُم لَم يَذكُروا / أَنَّ المُتَرجِمَ في إِسارِ
لَم يَعيَ أَحمَدُ أَن يَجي / ءَ بِآيِ قَيسٍ أَو نِزارِ
وَهوَ المُجَلّي في أَسا / ليبِ الفَصاحَةِ وَالمُباري
لُغَةُ العُلومِ حَقائِقٌ / هِيَ عَن زَخارِفِنا عَواري
تَأبى الغُلُوَّ وَتَحسَبُ ال / إِغراقَ كَالثَوبِ المُعارِ
وَالنَقلُ إِن عَدِمَ الأَما / نَةَ كانَ عُنوانَ الخَسارِ
قَلَمٌ إِذا رَكِبَ الأَنامِلَ أَو جَرى
قَلَمٌ إِذا رَكِبَ الأَنامِلَ أَو جَرى / سَجَدَت لَهُ الأَقلامُ وَهيَ جَواري
يَختالُ ما بَينَ السُطورِ كَضَيغَمٍ / يَختالُ بَينَ عَوامِلٍ وَشِفارِ
تَأوي الظِباءُ إِلَيهِ وَهيَ أَوانِسٌ / وَتَحيدُ عَنهُ الأُسدُ وَهيَ ضَواري
ما حالُ خُلقُ الماءِ بَينَ سُطورِهِ / إِلّا إِلى خُلُقِ الزِنادِ الواري
فَإِذا رَضيتَ فَأَحرُفٌ مِن رَحمَةٍ / وَإِذا غَضِبتَ فَأَحرُفٌ مِن نارِ
يا اِبنَ الَّذي غَنّى اليَراعُ بِكَفِّهِ / فَصَبَت إِلَيهِ مَسامِعُ الأَقدارِ
لَكَ في دَمي حَقٌّ أَرَدتُ وَفاءَهُ / يَومَ الوَفاءِ فَقَصَّرَت أَشعاري
لَم يُنسِني مَرُّ الزَمانِ وَلَم يَزَل / حِفظُ الوِدادِ سَجِيَّتي وَشِعاري
هَذا كِتابُكَ قَد حَكَت آياتُهُ / آياتِ موسى التِسعِ في الإِكبارِ
نَسَجَ الحَريرَ أَبوكَ نَسجَ نِجارِهِ / وَنَسَجتَ أَنتَ حَرائِرَ الأَفكارِ
فَإِذا نَثَرتَ عَلى الصَحيفَةِ خِلتُها / غَرساً أَلَحَّ عَلَيهِ صَوبُ قِطارِ
يا صاحبَ المِصباحِ ما ذَنبُ النُهى / حَتّى حَجَبتَ مَطالِعَ الأَنوارِ
قَد كُنتَ تَهديها السَبيلَ بِضَوئِهِ / فَتَرَكتَها في ظُلمَةٍ وَعِثارِ
باتَت تُرَجّي مِنكَ عَودَةَ غائِبٍ / نورُ البَصائِرِ فيهِ وَالأَبصارِ
وَشَمائِلُ الفِكرِ الَّتي أَرسَلتَها / حِكَماً فَأَغنَتها عَنِ الأَسفارِ
فَاِشرَع يَراعَكَ يا مُحَمَّدُ إِنَّهُ / نارُ اللِئامِ وَجَنَّةُ الأَحرارِ
وَاِبعَث لَنا عيسى فَهَذا وَقتُهُ / فَالناسُ بَينَ مُخادِعٍ وَمُواري
وَمُطاوِلٍ في الكاتِبينَ وَمُدَّعٍ / في العالِمينَ وَمولَعٍ بِفَخارِ
أَمِنوا يَراعَكَ حينَ طالَ سُكونُهُ / فَتَطَلَّعوا لِمَراتِبِ الأَقمارِ
إِنّي لَأَنظِمُ ما نَثَرتَ وَإِن يَكُن / نَثرُ النَظيمِ مَطِيَّةَ النَثّارِ
شَجَتنا مَطالِعُ أَقمارِها
شَجَتنا مَطالِعُ أَقمارِها / فَسالَت نُفوسٌ لِتَذكارِها
وَبِتنا نَحِنُّ لِتِلكَ القُصورِ / وَأَهلِ القُصورِ وَزُوّارِها
قُصورٌ كَأَنَّ بُروجَ السَماءِ / خُدورُ الغَواني بِأَدوارِها
ذَكَرنا حِماها وَبَينَ الضُلوعِ / قُلوبٌ تَلَظّى عَلى نارِها
فَمَرَّت بِأَرواحِنا هِزَّةٌ / هِيَ الكَهرَباءُ بِتَيّارِها
وَأَرضٌ كَسَتها كِرامُ الشُهورِ / حَرائِرَ مِن نَسجِ آذارِها
إِذا نَقَّطَتها أَكُفُّ الغَمامِ / أَرَتكَ الدَراري بِأَزهارِها
وَإِن طالَعَتها ذُكاءُ الصَباحِ / أَرَتكَ اللُجَينَ بِأَنهارِها
وَإِن هَبَّ فيها نَسيمُ الأَصيلِ / أَتاكَ النَسيمُ بِأَخبارِها
وَخِلٌّ أَقامَ بِأَرضِ الشَآمِ / فَباتَت تُدِلُّ عَلى جارِها
وَأَضحَت تَتيهُ بِرَبِّ القَريضِ / كَتيهِ البَوادي بِأَشعارِها
وَلَلنيلُ أَولى بِذاكَ الدَلالِ / وَمِصرُ أَحَقُّ بِبَشّارِها
فَشَمِّر وَعَجِّل إِلَيها المَآبَ / وَخَلِّ الشَآمَ لِأَقدارِها
فَكَيفَ لَعَمري أَطَقتَ المُقامَ / بِأَرضٍ تَضيقُ بِأَحرارِها
وَأَنتَ المُشَمِّرُ إِثرَ المَظالِ / مِ تَسعى إِلى مَحوِ آثارِها
ثَأَرتَ اللَيالي وَأَقعَدتَها / بِمَصقولِ عَزمِكَ عَن ثارِها
إِذا ثُرتَ ماجَت هِضابُ الشَآمِ / وَباتَت تَرامى بِثُوّارِها
أَلَستَ فَتاها وَمُختارَها / وَشِبلَ فَتاها وَمُختارِها
وَإِن قُلتَ أَصغَت مُلوكُ الكَلامِ / وَمالَت إِلَيكَ بِأَبصارِها
أَداوودُ حَسبُكَ أَنَّ المَعالِ / يَ تَحسَبُ دارَكَ في دارِها
وَأَنَّ ضَمائِرَ هَذا الوُجودِ / تَبوحُ إِلَيكَ بِأَسرارِها
وَأَنَّكَ إِمّا حَلَلتَ الشَآمَ / رَأَيناكَ جَدوَةَ أَفكارِها
وَإِن كُنتَ في مِصرَ نِعمَ النَصيرِ / إِذا ما أَهابَت بِأَنصارِها
كَحافِظِ اِبراهيمَ لَكِنَّهُ
كَحافِظِ اِبراهيمَ لَكِنَّهُ / أَجمَلُ خَلقاً مِنهُ في الظاهِرِ
فَلَعنَةُ اللَهِ عَلى حافِظٍ / إِن لَم يَكُن بِالشاعِرِ الماهِرِ
لَعَلَّ أَرضَ الشامِ تُزهى بِهِ / عَلى بِلادِ الأَدَبِ الزاهِرِ
عَلى بِلادِ النيلِ تِلكَ الَّتي / تاهَت بِأَصحابِ الذَكا النادِرِ
شَوقي وَمَطرانَ وَصَبري وَمَن / سَمَّيتُهُ في مَطلَعي الباهِرِ
فَيا وَليدي كُن غَداً شاعِراً
فَيا وَليدي كُن غَداً شاعِراً / وَاِبدَأ بِهَجوِ الوالِدِ الآمِرِ
فَالذَنبُ ذَنبي وَأَنا المُعتَدي / هَل يَسلَمُ الشاعِرُ مِن شاعِرِ
قُل لِلرَئيسِ أَدامَ اللَهُ دَولَتَهُ
قُل لِلرَئيسِ أَدامَ اللَهُ دَولَتَهُ / بِأَنَّ شاعِرَهُ بِالبابِ مُنتَظِرُ
إِن شاءَ حَدَّثَهُ أَو شاءَ أَطرَبَهُ / بِكُلِّ نادِرَةٍ تُجلى بِها الفِكَرُ
شَكَرتُ جَميلَ صُنعِكُمُ بِدَمعي
شَكَرتُ جَميلَ صُنعِكُمُ بِدَمعي / وَدَمعُ العَينِ مِقياسُ الشُعورِ
لِأَوَّلِ مَرَّةٍ قَد ذاقَ جَفني / عَلى ما ذاقَهُ دَمعَ السُرورِ
وافى كِتابُكَ يَزدَري
وافى كِتابُكَ يَزدَري / بِالدُرِّ أَو بِالجَوهَرِ
فَقَرَأتُ فيهِ رِسالَةً / مُزِجَت بِذَوبِ السُكَّرِ
أَجرَيتَ في أَثنائِها / نَهرَ اِنسِجامِ الكَوثَرِ
وَفَرَطتَ بَينَ سُطورِها / مَنظومَ تاجِ القَيصَرِ
وَخَبَأتَ في أَلفاظِها / مِن كُلِّ مَعنىً مُسكِرِ
فَتَرى المَعاني الفارِسِي / يَةَ في مَغاني الأَسطُرِ
كَالغانِياتِ تَقَنَّعَت / خَوفَ المُريبِ المُجتَري
مَعنىً أَلَذُّ مِنَ الشَما / تَةِ بِالعَدُوِّ المُدبِرِ
أَو مِن عِتابٍ بَينَ مَح / بوبٍ وَحِبٍّ مُعذِرِ
أَو فَترَةٍ أَضاعَها ال / قامِرُ عِندَ المَيسِرِ
أَو مَجلِسٍ لِلخَمرِ مَع / قودٍ بِيَومٍ مُمطِرِ
تِسعونَ بَيتاً شِدتَها / فَوقَ سِنانِ السَمهَري
وَالسَمهَرِيُّ قَلَمٌ / في كَفِّ لَيثٍ قَسوَرِ
أَفَتى القَوافي كَيفَ أَن / تَ فَقَد أَطَلتَ تَحَسُّري
أَتُرى أَراكَ أَمِ اللِقا / ءُ يَكونُ يَومَ المَحشَرِ
ما كانَ ظَنّي أَن تَعي / شَ أَيا لَئيمَ المَكسِرِ
وَلَقَد قُذِفتَ إِلى الجَحي / مِ وَبِئسَ عُقبى المُنكَرِ
تَاللَهِ لَو أَصبَحتَ أَف / لاطونَ تِلكَ الأَعصُرِ
وَغَدا أَبُقراطَ بِبا / بِكَ كَالعَديمِ المُعسِرِ
وَبَرَعتَ جالينوسَ أَو / لُقمانَ بَينَ الحُضَّرِ
ما كُنتَ إِلّا تافِهَ ال / آدابِ عِندَ المَعشَرِ
غُفرانَكَ اللَهُمَّ إِن / ني مِن ظُلامَتِهِ بَري
سَوَّيتَهُ كَالكَركَدَن / نِ وَجاءَنا كَالأَخدَري
وَجهٌ وَلا وَجهُ الخُطو / بِ وَقامَةٌ لَم تُشبَرِ
وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّ مِث / لَ لِسانِهِ لَم يُبتَرِ
كَم باتَ يَلتَحِمُ العُرو / ضَ وَجاءَ بِالأَمرِ الفَري
فَاِفعَل بِهِ اللَهُمَّ كَال / نَمروذِ فَهوَ بِها حَري
وَاِنزِل عَلَيهِ السُخطَ إِن / أَمسى وَلَم يَستَغفِرِ
فَهوَ الَّذي اِبتَدَعَ الرِبا / وَأَقامَ رُكنَ الفُجَّرِ
وَأَقامَ دينَ عِبادَةِ ال / دينارِ بَينَ الأَظهُرِ
وَلَقَد عَجِبتُ لِبُخلِهِ / وَلِكَفِّهِ المُستَحجِرِ
لا يَصرِفُ السُحتوتَ إِل / لا وَهوَ غَيرُ مُخَيَّرِ
لَو أَنَّ في إِمكانِهِ / عَيشاً بِغَيرِ تَضَوُّرِ
لَاِختارَ سَدَّ الفَتحَتَي / نِ وَقالَ يا جَيبُ اِحذَرِ
طالَ الحَديثُ عَلَيكُم أَيُّها السَمَرُ
طالَ الحَديثُ عَلَيكُم أَيُّها السَمَرُ / وَلاحَ لِلنَومِ في أَجفانِكُم أَثَرُ
وَذَلِكَ اللَيلُ قَد ضاعَت رَواحِلُهُ / فَلَيسَ يُرجى لَهُ مِن بَعدِها سَفَرُ
هَذي مَضاجِعُكُم يا قَومُ فَاِلتَقِطوا / طيبَ الكَرى بِعُيونٍ شابَها السَهَرُ
هَل يُنكِرُ النَومُ جَفنٌ لَو أُتيحَ لَهُ / إِلّا أَنا وَنُجومُ اللَيلِ وَالقَمَرُ
أَبيتُ أَسأَلُ نَفسي كَيفَ قاطَعَني / هَذا الصَديقُ وَما لي عَنهُ مُصطَبَرُ
فَما مُطَوَّقَةٌ قَد نالَها شَرَكٌ / عِندَ الغُروبِ إِلَيهِ ساقَها القَدَرُ
باتَت تُجاهِدُ هَمّاً وَهيَ آبِسَةٌ / مِنَ النَجاةِ وَجُنحُ اللَيلِ مُعتَكِرُ
وَباتَ زُغلولُها في وَكرِها فَزِعاً / مُرَوَّعاً لِرُجوعِ الأُمِّ يَنتَظِرُ
يُحَفِّزُ الخَوفُ أَحشاهُ وَتُزعِجُهُ / إِذا سَرَت نَسمَةٌ أَو وَسوَسَ الشَجَرُ
مِنّي بِأَسوَأَ حالاً حينَ قاطَعَني / هَذا الصَديقُ فَهَلّا كانَ يَدَّكِرُ
يا اِبنَ الكِرامِ أَتَنسى أَنَّني رَجُلٌ / لِظِلِّ جاهِكَ بَعدَ اللَهِ مُفتَقِرُ
إِنّي فَتاكَ فَلا تَقطَع مُواصَلَتي / هَبني جَنَيتُ فَقُل لي كَيفَ أَعتَذِرُ
لا غَروَ إِن أَشرَقَ في مَنزِلي
لا غَروَ إِن أَشرَقَ في مَنزِلي / في لَيلَةِ القَدرِ مُحَيّا الوَزير
فَالبَدرُ في أَعلى مَداراتِهِ / لِلعَينِ يَبدو وَجهُهُ في الغَدير
أَحامِدُ كَيفَ تَنساني وَبَيني
أَحامِدُ كَيفَ تَنساني وَبَيني / وَبَينَكَ يا أَخي صِلَةُ الجِوارِ
سَأَشكو لِلوَزيرِ فَإِن تَوانى / شَكَوتُكَ بَعدَهُ لِلمُستَشارِ
أَيَشبَعُ مُصطَفى الخولي وَأُمسي / أُعالِجُ جَوعَتي في كِسرِ داري
وَبَيتي فارِغٌ لا شَيءَ فيهِ / سِوايَ وَإِنَّني في البَيتِ عاري
وَما لي جَزمَةٌ سَوداءُ حَتّى / أُوافِيَكُم عَلى قُربِ المَزارِ
وَعِندي مِن صِحابي الآنَ رَهطٌ / إِذا أَكَلوا فَآسادٌ ضَواري
فَإِن لَم تَبعَثَنَّ إِلَيَّ حالاً / بِمائِدَةٍ عَلى مَتنِ البُخارِ
تُغَطّيها مِنَ الحَلوى صُنوفٌ / وَمِن حَمَلٍ تَتَبَّلَ بِالبَهارِ
فَإِنّي شاعِرٌ يُخشى لِساني / وَسَوفَ أُريكَ عاقِبَةَ اِحتِقاري
عاصِفٌ يَرتَمي وَبَحرٌ يُغيرُ
عاصِفٌ يَرتَمي وَبَحرٌ يُغيرُ / أَنا بِاللَهِ مِنهُما مُستَجيرُ
وَكَأَنَّ الأَمواجَ وَهيَ تَوالى / مُحنَقاتٍ أَشجانُ نَفسٍ تَثورُ
أَزبَدَت ثُمَّ جَرجَرَت ثُمَّ ثارَت / ثُمَّ فارَت كَما تَفورُ القُدورُ
ثُمَّ أَوفَت مِثلَ الجِبالِ عَلى الفُل / كِ وَلِلفُلكِ عَزمَةٌ لا تَخورُ
تَتَرامى بِجُؤجُؤٍ لا يُبالي / أَمِياهٌ تَحوطُهُ أَم صُخورُ
أَزعَجَ البَحرُ جانِبَيها مِنَ الشَد / دِ فَجَنبٌ يَعلو وَجَنبٌ يَغورُ
وَهوَ آناً يَنحَطُّ مِن عَلُ كَالسَي / لِ وَآناً يَحوطُها مِنهُ سورُ
وَهيَ تَزوَرُّ كَالجَوادِ إِذا ما / ساقَهُ لِلطِعانِ نَدبٌ جَسورُ
وَعَلَيها نُفوسُنا خائِراتٌ / جازِعاتٌ كادَت شَعاعاً تَطيرُ
في ثَنايا الأَمواجِ وَالزَبَدِ المَن / دوفِ لاحَت أَكفانُنا وَالقُبورُ
مَرَّ يَومٌ وَبَعضُ يَومٍ عَلَينا / وَالمَنايا إِلى النُفوسِ تُشيرُ
ثُمَّ طافَت عِنايَةُ اللَهِ بِالفُل / كِ فَزالَت عَمَّن تُقِلُّ الشُرورُ
مَلَكَت دَفَّةَ النَجاةِ يَدُ اللَ / هِ فَسُبحانَ مَن إِلَيهِ المَصيرُ
أَمَرَ البَحرَ فَاِستَكانَ وَأَمسى / مِنهُ ذاكَ العُبابُ وَهوَ حَصيرُ
أَيُّها البَحرُ لا يَغُرَّنكَ حَولٌ / وَاِتِّساعٌ وَأَنتَ خَلقٌ كَبيرُ
إِنَّما أَنتَ ذَرَّةٌ قَد حَوَتها / ذَرَّةٌ في فَضاءِ رَبّي تَدورُ
إِنَّما أَنتَ قَطرَةٌ في إِناءٍ / لَيسَ يَدري مَداهُ إِلّا القَديرُ
إيهِ اِسبيرِيا فَدَتكِ الجَواري / مَنشَآتٍ كَأَنَّهُنَّ القُصورُ
يا عَروسَ البِحارِ إِنَّكِ أَهلٌ / أَن تُحَلّيكِ بِالجُمانِ البُحورُ
فَاِلبَسي اليَومَ مِن ثَنائِيَ عِقداً / تَشتَهيهِ مِنَ الحِسانِ النُحورُ
إيهِ إيطالِيا عَدَتكِ العَوادي / وَتَنَحّى عَن ساكِنيكِ الثُبورُ
فيكِ يا مَهبِطَ الجَمالِ فُنونٌ / لَيسَ فيها عَنِ الكَمالِ قُصورُ
وَدُمىً جَمَّعَ المَحاسِنَ فيها / صَنَعُ الكَفِّ عَبقَرِيٌّ شَهيرُ
قَد أُقيمَت مِنَ الجَمادِ وَلَكِن / مِن مَعاني الحَياةِ فيها سُطورُ
فَهيَ تَبدو مِنَ المَلائِكِ يَكسو / ها جَمالٌ عَلى حِفافَيهِ نورُ
أُمِرتُ بِالسُكوتِ مِن جانِبِ الحَق / قِ بِدُنيا فيها الأَحاديثُ زورُ
أَرضُهُم جَنَّةٌ وَحورٌ وَوِلدا / نٌ كَما تَشتَهي وَمُلكٌ كَبيرُ
تَحتَها وَالعِياذُ بِاللَهِ نارٌ / وَعَذابٌ وَمُنكَرٌ وَنَكيرُ
إِنَّ يَوماً كَيَومِ رِدجو وَمِسّي / نا وَكالَبرِيا لَيَومٌ عَسيرُ
ساعَةٌ مِنهُ تُهلِكُ الحَرثَ وَالنَس / لَ وَتَمحو ما سَطَّرَتهُ الدُهورُ
ذاكَ فيزوفُ قائِماً يَتَلَظّى / قَد تَعالى شَهيقُهُ وَالزَفيرُ
يُنذِرُ القَومَ بِالرَحيلِ وَلَكِن / لَيسَ يُغني مَعَ القَضاءِ النَذيرُ
وَكَذاكَ الأَوطانُ مَهما تَجَنَّت / لَيسَ لِلحُرِّ عَن حِماها مَسيرُ
شَمسُهُم غادَةٌ عَلَيها حِجابٌ / فَهيَ شَرقِيَّةٌ حَوَتها الخُدورُ
شَمسُنا غادَةٌ أَبَت أَن تَوارى / فَهيَ غَربِيَّةٌ جَلاها السُفورُ
جَوُّهُم في تَقَلُّبٍ وَاِختِلافٍ / غَيرَ أَنَّ الثَباتَ فيهِم وَفيرُ
جَوُّنا أَثبَتُ الجِواءِ وَلَكِن / لَيسَ فينا عَلى الثَباتِ صَبورُ
وَلَدَيهِم مِنَ الفُنونِ لُبابٌ / وَلَدَينا مِنَ الفُنونِ قُشورُ
أَنكَرَ الوَقفَ شَرعُهُم فَلِهَذا / كُلُّ رَبعٍ بِأَرضِهِم مَعمورُ
لَيسَ فيها مُستَنقَعٌ أَو جِدارٌ / قَد تَداعى أَو مَسكَنٌ مَهجورُ
كُلُّ شِبرٍ فيها عَلَيهِ بِناءٌ / مُشمَخِرٌّ أَو رَوضَةٌ أَو غَديرُ
قَسَّموا الوَقتَ بَينَ لَهوٍ وَجِدٍّ / في مَدى اليَومِ قِسمَةً لا تَجورُ
كُلُّهُم كادِحٌ بَكورٌ إِلى الرِز / قِ وَلاهٍ إِذا دَعاهُ السُرورُ
لا تَرى في الصَباحِ لاعِبَ نَردٍ / حَولَهُ لِلرِهانِ جَمٌّ غَفيرُ
لا وَلا باهِلاً سَليمَ النَواحي / لِلقَهاوي رَواحُهُ وَالبُكورُ
لَم يَحُل بَينَهُم وَبَينَ المَلاهي / أَو شُؤونِ الحَياةِ جَوٌّ مَطيرُ
لا يُبالونَ بِالطَبيعَةِ حَنَّت / أَم تَجَنَّت أَمِ اِحتَواها النَعورُ
عَصَفَت فَوقَهُم رِياحٌ عَواتٍ / أَم أَجازَت بِهِم صَباً أَم دَبورُ
قَد أَعَدّوا لِحادِثاتِ اللَيالي / عُدَّةً لا يَحوزُها التَقديرُ
نَضَّروا الصَخرَ في رُؤوسِ الرَواسي / وَلَدَينا في مَوطِنِ الخِصبِ بورُ
قَد وَقَفنا عِندَ القَديمِ وَساروا / حَيثُ تَسري إِلى الكَمالِ البُدورُ
وَالجَواري في النيلِ مِن عَهدِ نوحٍ / لَم يُقَدَّر لِصُنعِها تَغييرُ
وَلِعَ القَومُ بِالنَظافَةِ حَتّى / جُنَّ فيها غَنِيُّهُم وَالفَقيرُ
فَإِذا سِرتُ في الطَريقِ نَهاراً / خِلتُ أَنّي عَلى المَرايا أَسيرُ
أَفرَطَ القَومُ في النِظامِ وَعِندي / أَنَّ فَرطَ النِظامِ أَسرٌ وَنيرُ
وَلَذيذُ الحَياةِ ما كانَ فَوضى / لَيسَ فيها مُسَيطِرٌ أَو أَميرُ
فَإِذا ما سَأَلتَني قُلتُ عَنهُم / أُمَّةٌ حُرَّةٌ وَفَردٌ أَسيرُ
ذاكَ رَأيي وَهَل أُشارَكُ فيهِ / إِنَّهُ قَولُ شاعِرٍ لا يَضيرُ
في جِبالِ التيرولِ إِن أَقبَلَ الصَي / فُ نَعيمٌ وَإِن مَضى زَمهَريرُ
أَذكَرَتني ما قالَهُ عَرَبِيٌّ / طارِقِيٌّ أَمسى اِحتَواهُ شُلَيرُ
حَلَّ تَركُ الصَلاةِ في هَذِهِ الأَر / ضِ وَحَلَّت لَنا عَلَيها الخُمورُ
إِنَّ صَدرَ السَعيرِ أَحنى عَلَينا / مِن شُلَيرٍ وَأَينَ مِنّا السَعيرُ
قَد بَلَوتُ الحَياةَ في الشَرقِ وَالغَر / بِ فَما في الحَياةِ أَمرٌ يَسيرُ
مِن ثَواءٍ فيهِ المَلالُ لِزامٌ / أَو رَحيلٍ فيهِ العَناءُ كَثيرُ
كَأَنّي أَرى في اللَيلِ نَصلاً مُجَرَّدا
كَأَنّي أَرى في اللَيلِ نَصلاً مُجَرَّدا / يَطيرُ بِكِلتا صَفحَتَيهِ شَرارُ
تُقَلِّبُهُ لِلعَينِ كَفٌّ خَفِيَّةٌ / فَفيهِ خُفوقٌ تارَةً وَقَرارُ
يُماثِلُ نَصلي في صَفاءِ فِرِندِهِ / وَيَحكيهِ مِنهُ رَونَقٌ وَغِرارُ
أَراهُ فَتُدنيني إِلَيهِ شَراسَتي / فَيَنأى وَفي نَفسي إِلَيهِ أُوارُ
وَأَهوي بِزَندي طامِعاً في اِلتِقاطِهِ / فَيُدرِكُهُ عِندَ الدُنُوِّ نِفارُ
تَخَبَّطَني مَسٌّ مِنَ الجِنِّ أَم سَرَت / بِأَجزاءِ نَفسي نَشوَةٌ وَخُمارُ
أَرانِيَ في لَيلٍ مِنَ الشَكِّ مُظلِمٍ / فَيالَيتَ شِعري هَل يَليهِ نَهارُ
سَأَقتُلُ ضَيفي وَاِبنَ عَمّي وَمالِكي / وَلَو أَنَّ عُقبى القاتِلينَ خَسارُ
وَأُرضي هَوى نَفسي وَإِن صَحَّ قَولُهُم / هَوى النَفسِ ذُلٌّ وَالخِيانَةُ عارُ
فَيا أَيُّها النَصلُ الَّذي لاحَ في الدُجى / وَفي طَيِّ نَفسي لِلشُرورِ مَثارُ
تُرى خَدَعَتني العَينُ أَم كُنتُ مُبصِراً / وَهَذا دَمٌ أَم في شَباتِكَ نارُ
وَهَل أَنتَ تِمثالٌ لِكَيدٍ نَوَيتُهُ / وَذاكَ الدَمُ الجاري عَلَيكَ شِعارُ
فَإِن لَم تَكُن وَهماً فَكُن خَيرَ مُسعِدٍ / فَإِنّي وَحيدٌ وَالخُطوبُ كُثارُ
وَكُن لي دَليلاً في الظَلامِ وَهادِياً / فَلَيلي بَهيمٌ وَالطَريقُ عِثارُ
عَلى الفَتكِ يا دُنكانُ صَحَّت عَزيمَتي / وَإِن لَم يَكُن بَيني وَبَينَكَ ثارُ
فَإِن يَكُ حُبُّ التاجِ أَعمى بَصيرَتي / فَما لي عَلى هَذا القَضاءِ خِيارُ
أَعِرني فُؤاداً مِنكَ يا دَهرُ قاسِياً / لَو أَنَّ القُلوبَ القاسِياتِ تُعارُ
وَيا حِلمُ قاطِعني وَيا رُشدُ لا تَثُب / وَيا شَرُّ ما لي مِن يَدَيكَ فِرارُ
وَيا لَيلُ أَنزِلني بِجَوفِكَ مَنزِلاً / يَضِلُّ بِهِ سِربُ القَطا وَيَحارُ
وَإِن كُنتَ لَيلَ المانَوِيَّةِ فَليَكُن / عَلى سِرِّ أَهلِ الشَرِّ مِنكَ سِتارُ
وَيا قَدَمي سيري حِذاراً وَخافِتي / مِنَ المَشيِ لَو يُنجي الأَثيمَ حِذارُ
وَقَفتُ بِجَوفِ اللَيلِ وَقفَةَ ساحِرٍ / لَهُ الجِنُّ أَهلٌ وَالمَكايِدُ دارُ
إِذا اِشتَمَلَ اللَيلُ البَهيمُ عَلى الوَرى / تَجَرَّدَ لِلإيذاءِ حَيثُ يُثارُ
فَمالي كَأَنّي فاتِكٌ ذو عَشيرَةٍ / خِيارُهُمُ تَحتَ الظَلامِ شِرارُ
إِذا ما عَوى ذِئبُ الفَلا هَبَّ جَمعُهُم / إِلى الشَرِّ وَاِستُلَّت ظُباً وَشِفارُ
يا ساهِدَ النَجمِ هَل لِلصُبحِ مِن خَبَرِ
يا ساهِدَ النَجمِ هَل لِلصُبحِ مِن خَبَرِ / إِنّي أَراكَ عَلى شَيءٍ مِنَ الضَجَرِ
أَظُنُّ لَيلَكَ مُذ طالَ المُقامُ بِهِ / كَالقَومِ في مِصرَ لا يَنوي عَلى سَفَرِ