القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمّد سَعيد الحَبّوبي الكل
المجموع : 10
هل انعقدت أكاليل الزهور
هل انعقدت أكاليل الزهور / على غير الأهله والبدور
وهل سفرت براقع من شقيق / على الوجنات من نار ونور
خدود بالجمال موردات / وألحاظ فترن عن الفتور
وأجسام تكاد تذوب لطفا / بأكباد تقد من الصخور
أوانس من ظباء الحي تعدو / أنيسات المجالس غير نور
تبرجها الملاعب والملاهي / مفضضة المباسم والثغور
فما أدري ثغوراً من عقود / تفصل أم عقودا من ثغور
معاطفهن أغصان المغاني / وأوجههن أقمار الخدود
جزين الرمل في أحقاف رمل / تكاد تسل أثناء الخصور
وارجن الحمى بأريج مسك / ركبن حقاقه فوق الصدور
مراشفهن والمقل السواهي / تريك الحسن في حورٍ وحور
وفي وجناتهن رياض حسن / وأقمار فمن نورٍ ونور
فلم نعرف محولاً في ربوع / ولم ندرك سراراً في شهور
ومخطفة الحشا تختال تيهاً / كخطوط البان في كفي هصور
إذا برزت أذالت ليل شعر / فتبرز بالستور من الستور
ولو سفرت لجللها سناها / فتحجب بالسفور عن السفور
ترى نظري إذا طلعت إليها / على صدق الهوى نظر الغيور
تعاطيني على نغم الأغاني / وتنشدني على نطف الخمور
حمياً عتق العصار منها / مجددة البشاشة والسرور
أضأنا في سناها واستنرنا / فما ندري العشي من البكور
لقد لمعت بمر تبعي فأضحى / سواءً طور سيناء وطورى
وقد شفت فما ظهرت لراء / فكان خفاؤها الظهور
كأن حبابها أطفال در / ترقص فوق مهد من سعير
إذا نظرت نمير الماء قالت / فغض الطرف إنك من نميري
شربناها مشعشعة بكفي / فتاة كالهلال المستنير
فتاة تيمت قلبي دنوا / وصدت شيمة الظبي النفور
رأت أترابها كلفي ووجدي / فقلن لها احتكمت فلا تجوري
فقالت ما عليه فسوف يسلو / لقد قالت ولكن قول زور
فلا هي قبل ذلك أنذرتني / ولا أنا ذلك بالصبور
لئن ملت دنوي واستقلت / فلست أمل راحلتي وكوري
وإن أحزن لشحط من نواها / فبالمهدي مقتبل سروري
فتى عقد الكمال عليه تاجا / ترصعه المعالي بالحبور
تبينت المكارم منه قرما / طويل الباع ذا نسب قصير
أبا المهدي كنية مستطيل / على العلياء معدوم النظير
أزف لك التهاني نيرات / تنظم من طروس في سطور
حلفت بجازيات بطن وجٍّ / بأخفاف كأجنحة النسور
بأمثال النبال من الترامي / وأمثال القسي من الضمور
جزين الورد لم يشربن إلا / أعاصير الجنائب والدبور
طوت شقق الفلا حتى أنيخت / بمكة بين أهضاب وقور
وبالملأ الكرام تيمموها / على انضائهم شعت الشعور
إليك مصير كل علا وفضل / إذا ما الشيء صار إلى المصير
لك الحظ الصريح من المعالي / وحظ سواك مشتبه الأمور
وفضلك لا يرد وكان أرثاً / إذا ردت عواري المستعير
لك البيت المقيم بجانبيه / سنام المجد من كرم وخير
فرهطك خير رهط حيث كانوا / جحاجحة ودورك خير دور
إذا ما قيل أي الناس أتقى / فما تعدوكم كف المشير
تجر على المجرة منك ذيلاً / نقياً ما تدنس بالعثور
ولم تك أنت مختالاً فخوراً / فداؤك كل مختال فخور
ولكن قد شكرت فأنت أحرى / بعزة مؤمن وعلا شكور
أقمت شريعة الهادي فأضحت / ممنعة مسورة بسور
أبنت مدارك الأحكام حتى / أبنت لنا اللباب من القشور
أعر نسمات نشرك للنعامى / وعطرها بخلقك لا العبير
وهب للروض بشرك فهو أزهى / ببهجته من الروض النضير
لئن جف الثماد فأنت مروٍ / وأن صلد الزمان فأنت موري
وأروع يستجير المجد فيه / أجل طه مجير المستجير
إذا ذكر التقى فإليه يعزى / وإلا فهو تسويل الغرور
يخال من العبادة خوط بانٍ / يميل بعطفه صوم الهجير
تجلبب كل مكرمة فزرت / عليه مطارف الشرف الخطير
إليك زففت حالية القوافي / محبرة تطرز بالحبور
عوان اللفظ أبكار المعاني / جموح النظم شاردة الشطور
بقيت بقاء مجدك وهو باق / بقاء النيرات على الدهور
ولا زالت ربوعك حاليات / ببشرك بالعشي وبالبكور
لي في محياك ما للناس في القمر
لي في محياك ما للناس في القمر / هدى لمسراي أو عون على سهري
فامرح ببرديك تيهاً إن بينهما / روح الجمال بدت في أحسن الصور
وما رأيتك إلا قلت مبتهجا / لولا محاسن هذا لم أرد نظري
يا شادناً لم يزل واشيه يرصده / فما اجتمعت به إلا على حذر
أدنيته وقد إثاقلت من نفسي / لما استطار إلى خديه بالشرر
خشيت أحرق روضاً راق مرتعه / أرعيته سائمات اللحظ والبصر
ونحن في مربع حاك الربيع له / برود موشية خيطت بلا إبر
خال الكثيب بها ردفاً فغازله / وراح يكسوه إبراداً من الزهر
فبت أعبث في أعطاف ذي غنج / مهفهف رقصته نغمة الوثر
مفلج الثغر يسقي من مراشفه / صهباء ما دنستها كف معتصر
أرخى الغدائر إكليلاً فحين بدا / بدا بلا معجر في زي معتجر
ما مزق الليل سيف من أشعته / إلا وحاك له ثوباً م الشعر
يعطو بأتلع لو حلت قلائده / لما فقدن لما يبقين من أثر
من عقده وثناياه ومنطقه / وراشح العرق المنهل بالدرر
رأيت منتظماً يزهو بمنتظم / وشمت منتثراً يهمي بمنتثر
يا حاكماً جائراً في حكمه أبدا / وأي ملك تولى الحكم لم يجر
زدني بحبك تعذيباً أسرُّ به / فليس لي غير ما تهواه من وطر
قد غرني خدك القاني برقته / وما علمت بأن القلب من حجر
أم هل نسيت ليالينا التي سلفت / عجلي وأبطأ منها لمحة البصر
ولو تطاول ليلي الدهر يجمعكم / ثم انقضى عبت ذاك الليل بالقصر
يا جارتا بزرود طال عهدكم / بالمستهام فلم يذكر ولم يزر
بعد ارتفاعي في عينيك صغرني / مثل السها إذ رأته العين ذا صغر
سلي بي الخيل تنزو في شكائمها / فما جهلت بهذا الحي من مضر
إني تركت طريق المجد واحدة / كي لا يرى المجد إلا مقتفي أثري
وطال باعي حتى كاد يدرك لي / ما لست أدركه في منتهى بصري
بذا نظمت دراري الشهب تهنئة / لما شهدت زفاف الشمس للقمر
محمد الحسن الزاكي الذي شهدت / بفضله فصحاء البدو والحضر
المطعم الجزر ابن المطعم الجزر / ابن المطعم الجزر ابن المطعم الجزر
مؤيد تهتك الأستار فكرته / حتى يحيط بكنه الكل بالفكر
ورب علم جليل راغ عن ملكٍ / يغدو بجملته وقفا على بشر
نداه والغيث غيث عم مسيبهما / والمنبت الحمد غير المنبت الشجر
سر بكفك لم يغرق مقبلها / وقد تلقى بفيه ديمة المطر
فيا أخي ومن أدعو سواك أخا / وهذه دعوة يسمو بها قدري
قالت لحلمك رضوى حين راجحها / ما طبع ربك إلا نسمة السحر
يا مجهداً يتمنى أن يجيء له / بمشبهٍ في طوامير من السير
خذ ما رأيت ودع شيئاً سمعت به / ففي العيان وثوق ليس في الخبر
يا راكباً ذات لوث في مناسمها / رقىً تقيها سهام الأين والضجر
حرف أبوها ظليم في مناسبه / وأمها الحرف للمهرية الصعر
فخلقها برزخ ما بين ذاك وذي / مثل الظليم ولكن ذاك لم يطر
واعجب لها ذات أخفاف وأجنحة / حصاء من ريشها ترتاش بالوبر
يمم بها حيث حل المصطفى بلداً / يزري حصاه بحسن الأنجم الزهر
وحيه مبلغاً علياه تهنئة / تضمخت من شذاه بالشذا العطر
بفرحه صدحت تشدو بلابلها / كسحب كفيه عمت سائر البشر
أبا الغنى أما في راحتيك غنى / عن السحاب فلم يهمي بمنهمر
والشمس تطلع أحياناً وقد علمت / بأن وجهك بدر غير مستتر
وهبهما حكيا بعضاً فمن لهما / أن يجمعا شبه الأحوال والصور
يا حئزي قصب العليا بسبقهما / بلغتما منتهى العليا على قدر
وما ونى واحد عن واحد فهما / كالفرقدين خلال الأنجم الزهر
لا تأملا صدري عن ورد ودكما / في المورد العذب ما يلهي عن الصدر
بقيتما ملجأ العافي ومأمنه / ما هيجت مستهاماً نسمة السحر
لمحياك اجتليت القمرا
لمحياك اجتليت القمرا / وبذكراك عقدت السمرا
وعلى حبك أطوي أضلعا / لو جرى الماء بها لاستعرا
ينقضي العمر وما أقضي بكم / وطرا حتى قضيت العمرا
ما لدمعي في تعاطي ذكركم / لارتياح ما جرى إلا جرى
وكأن العين تدمي بعدكم / فجرى دمعي عقيقاً أحمرا
ما رأت في البعد مرأى حسنا / ليت شعري لم أجيل النظرا
لا ترى بغض الكرى لكنها / حلفت بعدكم أن تسهرا
اسأل الركب احتفالاً بكم / وصبا الريح فتروي خبرا
وبآداب استماعي ذكركم / كنتم سمعي فكونوا البصرا
وإذا حدثت في سوانكم / ربما كان حديثاً مفترى
سلامٌ يفوق الزهر ما افتر زهره
سلامٌ يفوق الزهر ما افتر زهره / ويزري بنشر المسك ما ضاع نشره
وما هو ذاك اللؤلؤ الرطب خلته / أنيط بأعناق الصحائف نثره
ولكن ثم القلب خضخضة الهوى / إلى أن طفا فوق الألوكة دره
لست أدري وربما كنت أدري
لست أدري وربما كنت أدري / أي ظبي عشقت من آل فهر
عاقداً للنطاق يعقد فيه / ثقل أردافه بدقة خصر
ما بخديك من وميض سناء / ماء حسن يموج أم ومض جمر
قل لنا أيها البديع جمالا / أببغداد يوسف أم بمصر
لاح كالشمس مشرقاً وسقاني / من لماه السلاف من غير عصر
فتراني والسكر سكر هيام / إذا سقاني والخمر خمرة ثغر
فأنا ابن الهوى أجل وأبوه / ما تربى هواك إلا بحجري
ليس للحب غاية وانتهاء / فهو عيش ما وقتوه بعمر
لا يحاججني العذول عليه / فهو من أول الشبيبة عذري
أيها المظمئ لورد رضاب / فيه لا في ابنة العناقيد سكري
لك نجلاء مقلة ضاق عنها / وسع صدري وانهد شاهق صبري
أيا راكباً ظهر مجدولة / سرت تترامى سرى الناشط
أرحها على الرمل من عالج / وعرج على المنزل الشاحط
وسل عن فؤادي فما غيره / بسقط العقيقين من ساقط
فيا حباذا الربع حيث الحمى / ووادي الأراكة للهابط
بحيث الصبا صابغ لمتي / ولم يكن الشيب بالواحظ
وعيش رقيق الحواشي مضى / ولم تعده غبطة الغابط
نعم قبل أن يسقى سقانا فأسكرا
نعم قبل أن يسقى سقانا فأسكرا / رشاً قد أضاء الليل منه فأقمرا
على حورٍ زان الجفون وإنما / علقنا غزال السرب إذ كان أحورا
ذكرنا له عهد الصبا فاستمله / ليكتبه بالدمع لما تذكرا
فرشنا له حب القلوب فلم يطأ / إذا ما مشى إلا الحرير المحبرا
الموت سهم مرسل
الموت سهم مرسل / والعمر مد لسيره
من لم يمت فليعتبر / قبل الممات بغيره
فلي زفرة وجه النهار وزفرة
فلي زفرة وجه النهار وزفرة / أسامر فيها الليل دون سميري
وما تلك أنفاساً تشب وإنما / شظايا فؤادي في شواظ زفيري
صبح محياك بليل العذار
صبح محياك بليل العذار / أسفر أم ليل بدا في نهار
وصدغك الملوي أم عقرب / يلسع أحشائي فيعي القرار
فالصدغ من آس ومن نرجس / عيناك والخدان من جلنار
أيا أخا الغصن إذا ما أنثني / ويا أخا البدر إذا ما أنار
أني أهواك على ما أرى / من قلة الود وبعد المزار
كم جرت بالحكم على عاشق / أكل من قد ولي الحكم جار
أنت الذي أجج في أضلعي / ناراً تذكيها الدموع الغزار
إن يك في الأضلاع حر الجوى / فما دموع العين إلا حرار
يقدع زند الشوق في مهجتي / نارً ومن العين يطير الشرار
كم ليلة بالأنس قضيتها / يشدو المغني والحميا تدار
يطوف في كاساتها أغيد / دبت بخديه نمال العذار
لم يرق العين سوى حسنه / ما لم يكن من حسنه مستعار
يرتج من أردافه في نقا / يكاد ينشق عليه الأزار
فاعتقل الصعدة من قده / واستل من جفنيه بيض الشفار
ما زال يرمي الليل من كاسه / بشعلة حمراء حتى أنار
لو لم تكن ذهبية ما التوى / من رشحها في معصميه السوار
أقبل فيها باسماً ثغره / وهي كثغر فض عنه الخمار
والجو قد طبق في عارض / يهزم بالقطر محول الديار
كأنما الرعد فنيق به / يحدو غواديه حداء العشار
في روضة غناء مصقولة / لا غب سقياها ملث القطار
حاك الربيع الغض أبرادها / بنفسجاً طرزه بالعرار
سدى له السوسن حتى إذا / أطاله ألحمه بالبهار
فيالها مطارفاً وشعت / توشيع ربات الأزار الأزار
دبجها النرجس فاعجب لها / مدبجها قد دبجت بالنضار
والأيك في أعطافه راقص / إذ غنت الورق وصاح الهزار
وغارب للهو لم يعده / كوري ولم أشدده إلا وسار
طويت للعمر به مهمهاً / طي المذاكي حلبات المغار
فليتني ما جزت هذا المدى / كلا ولا قشعت هذا الغبار
وليت ذاك الليل لم ينطو / ولم يكن يطلع هذا النهار
إذ أغتدي والغيد يرمقنني / كأن من أهدابهن العذار
فعاد مبيضاً كنور الكبا / أرخص بهذا النور عند النوار
قطع حبل الود ما بيننا / بياضه تقطيع بيض الشغار
يا راكب الوجناء يطوي بها / مهامه البيد قفاراً قفار
عرج على الكرخ وسمل علي / من في محياه الندي استنار
الحسن الزاكي حليف الندى / إن فارق الزوار محل الديار
يا مؤل الوفد ومأوى الورى / ونجعة العافي وحامي الذمار
أقسم بالخوص تجوب الفلا / أنجد فيها سائق أو أغار
تحمل شعثاً فوق أكوارها / قد ألبسوا الليل رداء النهار
حتى أناخوها بحيث انجلت / مشاعر النسك ومرمى الجمار
لأنت رب المجد رب العلى / رب الأيادي البيض رب الفخار
أعيت أياديك الورى عدة / كالشهب إلا أن منها البحار
كأن من نيلك صوب الحيا / لو أنه من فضة أو نضار
وانت قطب والمعالي رحى / فلم يكن إلا عليك المدار
ولم يرق للمجد من معصم / لم يلو من علياك فيه سوار
وليس للعلياء من مفخر / ما لم يكن نعلك تاج الفخار
هل أمت العيس بركبانها / مأوى سوى مأواك أو مستجار
كأنما الأكوار آلت على / أظهرها إلا إليك الظهار
فاسلم رغيد العيش ما غردت / بلابل السعد وغنى الهزار
وهادي رشاد يقتفي الحق أثره
وهادي رشاد يقتفي الحق أثره / أبان سبيلاً عبق الطيب نشره
فقل لامرء لم يشرح اللَه صدره /
سبيل علي شرف اللَه قدره / سبيل علي طيب العبقان
فما نفحات الرند من نفحاته / إذا نفحت بالطيب ست جهاته
وكم فاح بالمعتل من نسماته /
يضوع عبيق المسك من حجراته / كما ضاع نشراً نابت العلجان
خصيب ووجه الأرض ينصاح مجدنا / وينجح إن لم ينجح السعي مطلبا
ومذ شمت برقاص لم يكن منه مخلبا /
أنخت بجنبيه ركائب شزباً / فعدن سمانا وانقلبت كسلطان
أما وأريج في شذى عرفه الشذي / ومرقد سر ما مشى فيه محتذي
لئن كان حبي من شظى النار منقذي /
فكم في حماه يحتمي العاثر الذي / المت خطاياه عليه بنيران

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025