المجموع : 10
هل انعقدت أكاليل الزهور
هل انعقدت أكاليل الزهور / على غير الأهله والبدور
وهل سفرت براقع من شقيق / على الوجنات من نار ونور
خدود بالجمال موردات / وألحاظ فترن عن الفتور
وأجسام تكاد تذوب لطفا / بأكباد تقد من الصخور
أوانس من ظباء الحي تعدو / أنيسات المجالس غير نور
تبرجها الملاعب والملاهي / مفضضة المباسم والثغور
فما أدري ثغوراً من عقود / تفصل أم عقودا من ثغور
معاطفهن أغصان المغاني / وأوجههن أقمار الخدود
جزين الرمل في أحقاف رمل / تكاد تسل أثناء الخصور
وارجن الحمى بأريج مسك / ركبن حقاقه فوق الصدور
مراشفهن والمقل السواهي / تريك الحسن في حورٍ وحور
وفي وجناتهن رياض حسن / وأقمار فمن نورٍ ونور
فلم نعرف محولاً في ربوع / ولم ندرك سراراً في شهور
ومخطفة الحشا تختال تيهاً / كخطوط البان في كفي هصور
إذا برزت أذالت ليل شعر / فتبرز بالستور من الستور
ولو سفرت لجللها سناها / فتحجب بالسفور عن السفور
ترى نظري إذا طلعت إليها / على صدق الهوى نظر الغيور
تعاطيني على نغم الأغاني / وتنشدني على نطف الخمور
حمياً عتق العصار منها / مجددة البشاشة والسرور
أضأنا في سناها واستنرنا / فما ندري العشي من البكور
لقد لمعت بمر تبعي فأضحى / سواءً طور سيناء وطورى
وقد شفت فما ظهرت لراء / فكان خفاؤها الظهور
كأن حبابها أطفال در / ترقص فوق مهد من سعير
إذا نظرت نمير الماء قالت / فغض الطرف إنك من نميري
شربناها مشعشعة بكفي / فتاة كالهلال المستنير
فتاة تيمت قلبي دنوا / وصدت شيمة الظبي النفور
رأت أترابها كلفي ووجدي / فقلن لها احتكمت فلا تجوري
فقالت ما عليه فسوف يسلو / لقد قالت ولكن قول زور
فلا هي قبل ذلك أنذرتني / ولا أنا ذلك بالصبور
لئن ملت دنوي واستقلت / فلست أمل راحلتي وكوري
وإن أحزن لشحط من نواها / فبالمهدي مقتبل سروري
فتى عقد الكمال عليه تاجا / ترصعه المعالي بالحبور
تبينت المكارم منه قرما / طويل الباع ذا نسب قصير
أبا المهدي كنية مستطيل / على العلياء معدوم النظير
أزف لك التهاني نيرات / تنظم من طروس في سطور
حلفت بجازيات بطن وجٍّ / بأخفاف كأجنحة النسور
بأمثال النبال من الترامي / وأمثال القسي من الضمور
جزين الورد لم يشربن إلا / أعاصير الجنائب والدبور
طوت شقق الفلا حتى أنيخت / بمكة بين أهضاب وقور
وبالملأ الكرام تيمموها / على انضائهم شعت الشعور
إليك مصير كل علا وفضل / إذا ما الشيء صار إلى المصير
لك الحظ الصريح من المعالي / وحظ سواك مشتبه الأمور
وفضلك لا يرد وكان أرثاً / إذا ردت عواري المستعير
لك البيت المقيم بجانبيه / سنام المجد من كرم وخير
فرهطك خير رهط حيث كانوا / جحاجحة ودورك خير دور
إذا ما قيل أي الناس أتقى / فما تعدوكم كف المشير
تجر على المجرة منك ذيلاً / نقياً ما تدنس بالعثور
ولم تك أنت مختالاً فخوراً / فداؤك كل مختال فخور
ولكن قد شكرت فأنت أحرى / بعزة مؤمن وعلا شكور
أقمت شريعة الهادي فأضحت / ممنعة مسورة بسور
أبنت مدارك الأحكام حتى / أبنت لنا اللباب من القشور
أعر نسمات نشرك للنعامى / وعطرها بخلقك لا العبير
وهب للروض بشرك فهو أزهى / ببهجته من الروض النضير
لئن جف الثماد فأنت مروٍ / وأن صلد الزمان فأنت موري
وأروع يستجير المجد فيه / أجل طه مجير المستجير
إذا ذكر التقى فإليه يعزى / وإلا فهو تسويل الغرور
يخال من العبادة خوط بانٍ / يميل بعطفه صوم الهجير
تجلبب كل مكرمة فزرت / عليه مطارف الشرف الخطير
إليك زففت حالية القوافي / محبرة تطرز بالحبور
عوان اللفظ أبكار المعاني / جموح النظم شاردة الشطور
بقيت بقاء مجدك وهو باق / بقاء النيرات على الدهور
ولا زالت ربوعك حاليات / ببشرك بالعشي وبالبكور
لي في محياك ما للناس في القمر
لي في محياك ما للناس في القمر / هدى لمسراي أو عون على سهري
فامرح ببرديك تيهاً إن بينهما / روح الجمال بدت في أحسن الصور
وما رأيتك إلا قلت مبتهجا / لولا محاسن هذا لم أرد نظري
يا شادناً لم يزل واشيه يرصده / فما اجتمعت به إلا على حذر
أدنيته وقد إثاقلت من نفسي / لما استطار إلى خديه بالشرر
خشيت أحرق روضاً راق مرتعه / أرعيته سائمات اللحظ والبصر
ونحن في مربع حاك الربيع له / برود موشية خيطت بلا إبر
خال الكثيب بها ردفاً فغازله / وراح يكسوه إبراداً من الزهر
فبت أعبث في أعطاف ذي غنج / مهفهف رقصته نغمة الوثر
مفلج الثغر يسقي من مراشفه / صهباء ما دنستها كف معتصر
أرخى الغدائر إكليلاً فحين بدا / بدا بلا معجر في زي معتجر
ما مزق الليل سيف من أشعته / إلا وحاك له ثوباً م الشعر
يعطو بأتلع لو حلت قلائده / لما فقدن لما يبقين من أثر
من عقده وثناياه ومنطقه / وراشح العرق المنهل بالدرر
رأيت منتظماً يزهو بمنتظم / وشمت منتثراً يهمي بمنتثر
يا حاكماً جائراً في حكمه أبدا / وأي ملك تولى الحكم لم يجر
زدني بحبك تعذيباً أسرُّ به / فليس لي غير ما تهواه من وطر
قد غرني خدك القاني برقته / وما علمت بأن القلب من حجر
أم هل نسيت ليالينا التي سلفت / عجلي وأبطأ منها لمحة البصر
ولو تطاول ليلي الدهر يجمعكم / ثم انقضى عبت ذاك الليل بالقصر
يا جارتا بزرود طال عهدكم / بالمستهام فلم يذكر ولم يزر
بعد ارتفاعي في عينيك صغرني / مثل السها إذ رأته العين ذا صغر
سلي بي الخيل تنزو في شكائمها / فما جهلت بهذا الحي من مضر
إني تركت طريق المجد واحدة / كي لا يرى المجد إلا مقتفي أثري
وطال باعي حتى كاد يدرك لي / ما لست أدركه في منتهى بصري
بذا نظمت دراري الشهب تهنئة / لما شهدت زفاف الشمس للقمر
محمد الحسن الزاكي الذي شهدت / بفضله فصحاء البدو والحضر
المطعم الجزر ابن المطعم الجزر / ابن المطعم الجزر ابن المطعم الجزر
مؤيد تهتك الأستار فكرته / حتى يحيط بكنه الكل بالفكر
ورب علم جليل راغ عن ملكٍ / يغدو بجملته وقفا على بشر
نداه والغيث غيث عم مسيبهما / والمنبت الحمد غير المنبت الشجر
سر بكفك لم يغرق مقبلها / وقد تلقى بفيه ديمة المطر
فيا أخي ومن أدعو سواك أخا / وهذه دعوة يسمو بها قدري
قالت لحلمك رضوى حين راجحها / ما طبع ربك إلا نسمة السحر
يا مجهداً يتمنى أن يجيء له / بمشبهٍ في طوامير من السير
خذ ما رأيت ودع شيئاً سمعت به / ففي العيان وثوق ليس في الخبر
يا راكباً ذات لوث في مناسمها / رقىً تقيها سهام الأين والضجر
حرف أبوها ظليم في مناسبه / وأمها الحرف للمهرية الصعر
فخلقها برزخ ما بين ذاك وذي / مثل الظليم ولكن ذاك لم يطر
واعجب لها ذات أخفاف وأجنحة / حصاء من ريشها ترتاش بالوبر
يمم بها حيث حل المصطفى بلداً / يزري حصاه بحسن الأنجم الزهر
وحيه مبلغاً علياه تهنئة / تضمخت من شذاه بالشذا العطر
بفرحه صدحت تشدو بلابلها / كسحب كفيه عمت سائر البشر
أبا الغنى أما في راحتيك غنى / عن السحاب فلم يهمي بمنهمر
والشمس تطلع أحياناً وقد علمت / بأن وجهك بدر غير مستتر
وهبهما حكيا بعضاً فمن لهما / أن يجمعا شبه الأحوال والصور
يا حئزي قصب العليا بسبقهما / بلغتما منتهى العليا على قدر
وما ونى واحد عن واحد فهما / كالفرقدين خلال الأنجم الزهر
لا تأملا صدري عن ورد ودكما / في المورد العذب ما يلهي عن الصدر
بقيتما ملجأ العافي ومأمنه / ما هيجت مستهاماً نسمة السحر
لمحياك اجتليت القمرا
لمحياك اجتليت القمرا / وبذكراك عقدت السمرا
وعلى حبك أطوي أضلعا / لو جرى الماء بها لاستعرا
ينقضي العمر وما أقضي بكم / وطرا حتى قضيت العمرا
ما لدمعي في تعاطي ذكركم / لارتياح ما جرى إلا جرى
وكأن العين تدمي بعدكم / فجرى دمعي عقيقاً أحمرا
ما رأت في البعد مرأى حسنا / ليت شعري لم أجيل النظرا
لا ترى بغض الكرى لكنها / حلفت بعدكم أن تسهرا
اسأل الركب احتفالاً بكم / وصبا الريح فتروي خبرا
وبآداب استماعي ذكركم / كنتم سمعي فكونوا البصرا
وإذا حدثت في سوانكم / ربما كان حديثاً مفترى
سلامٌ يفوق الزهر ما افتر زهره
سلامٌ يفوق الزهر ما افتر زهره / ويزري بنشر المسك ما ضاع نشره
وما هو ذاك اللؤلؤ الرطب خلته / أنيط بأعناق الصحائف نثره
ولكن ثم القلب خضخضة الهوى / إلى أن طفا فوق الألوكة دره
لست أدري وربما كنت أدري
لست أدري وربما كنت أدري / أي ظبي عشقت من آل فهر
عاقداً للنطاق يعقد فيه / ثقل أردافه بدقة خصر
ما بخديك من وميض سناء / ماء حسن يموج أم ومض جمر
قل لنا أيها البديع جمالا / أببغداد يوسف أم بمصر
لاح كالشمس مشرقاً وسقاني / من لماه السلاف من غير عصر
فتراني والسكر سكر هيام / إذا سقاني والخمر خمرة ثغر
فأنا ابن الهوى أجل وأبوه / ما تربى هواك إلا بحجري
ليس للحب غاية وانتهاء / فهو عيش ما وقتوه بعمر
لا يحاججني العذول عليه / فهو من أول الشبيبة عذري
أيها المظمئ لورد رضاب / فيه لا في ابنة العناقيد سكري
لك نجلاء مقلة ضاق عنها / وسع صدري وانهد شاهق صبري
أيا راكباً ظهر مجدولة / سرت تترامى سرى الناشط
أرحها على الرمل من عالج / وعرج على المنزل الشاحط
وسل عن فؤادي فما غيره / بسقط العقيقين من ساقط
فيا حباذا الربع حيث الحمى / ووادي الأراكة للهابط
بحيث الصبا صابغ لمتي / ولم يكن الشيب بالواحظ
وعيش رقيق الحواشي مضى / ولم تعده غبطة الغابط
نعم قبل أن يسقى سقانا فأسكرا
نعم قبل أن يسقى سقانا فأسكرا / رشاً قد أضاء الليل منه فأقمرا
على حورٍ زان الجفون وإنما / علقنا غزال السرب إذ كان أحورا
ذكرنا له عهد الصبا فاستمله / ليكتبه بالدمع لما تذكرا
فرشنا له حب القلوب فلم يطأ / إذا ما مشى إلا الحرير المحبرا
الموت سهم مرسل
الموت سهم مرسل / والعمر مد لسيره
من لم يمت فليعتبر / قبل الممات بغيره
فلي زفرة وجه النهار وزفرة
فلي زفرة وجه النهار وزفرة / أسامر فيها الليل دون سميري
وما تلك أنفاساً تشب وإنما / شظايا فؤادي في شواظ زفيري
صبح محياك بليل العذار
صبح محياك بليل العذار / أسفر أم ليل بدا في نهار
وصدغك الملوي أم عقرب / يلسع أحشائي فيعي القرار
فالصدغ من آس ومن نرجس / عيناك والخدان من جلنار
أيا أخا الغصن إذا ما أنثني / ويا أخا البدر إذا ما أنار
أني أهواك على ما أرى / من قلة الود وبعد المزار
كم جرت بالحكم على عاشق / أكل من قد ولي الحكم جار
أنت الذي أجج في أضلعي / ناراً تذكيها الدموع الغزار
إن يك في الأضلاع حر الجوى / فما دموع العين إلا حرار
يقدع زند الشوق في مهجتي / نارً ومن العين يطير الشرار
كم ليلة بالأنس قضيتها / يشدو المغني والحميا تدار
يطوف في كاساتها أغيد / دبت بخديه نمال العذار
لم يرق العين سوى حسنه / ما لم يكن من حسنه مستعار
يرتج من أردافه في نقا / يكاد ينشق عليه الأزار
فاعتقل الصعدة من قده / واستل من جفنيه بيض الشفار
ما زال يرمي الليل من كاسه / بشعلة حمراء حتى أنار
لو لم تكن ذهبية ما التوى / من رشحها في معصميه السوار
أقبل فيها باسماً ثغره / وهي كثغر فض عنه الخمار
والجو قد طبق في عارض / يهزم بالقطر محول الديار
كأنما الرعد فنيق به / يحدو غواديه حداء العشار
في روضة غناء مصقولة / لا غب سقياها ملث القطار
حاك الربيع الغض أبرادها / بنفسجاً طرزه بالعرار
سدى له السوسن حتى إذا / أطاله ألحمه بالبهار
فيالها مطارفاً وشعت / توشيع ربات الأزار الأزار
دبجها النرجس فاعجب لها / مدبجها قد دبجت بالنضار
والأيك في أعطافه راقص / إذ غنت الورق وصاح الهزار
وغارب للهو لم يعده / كوري ولم أشدده إلا وسار
طويت للعمر به مهمهاً / طي المذاكي حلبات المغار
فليتني ما جزت هذا المدى / كلا ولا قشعت هذا الغبار
وليت ذاك الليل لم ينطو / ولم يكن يطلع هذا النهار
إذ أغتدي والغيد يرمقنني / كأن من أهدابهن العذار
فعاد مبيضاً كنور الكبا / أرخص بهذا النور عند النوار
قطع حبل الود ما بيننا / بياضه تقطيع بيض الشغار
يا راكب الوجناء يطوي بها / مهامه البيد قفاراً قفار
عرج على الكرخ وسمل علي / من في محياه الندي استنار
الحسن الزاكي حليف الندى / إن فارق الزوار محل الديار
يا مؤل الوفد ومأوى الورى / ونجعة العافي وحامي الذمار
أقسم بالخوص تجوب الفلا / أنجد فيها سائق أو أغار
تحمل شعثاً فوق أكوارها / قد ألبسوا الليل رداء النهار
حتى أناخوها بحيث انجلت / مشاعر النسك ومرمى الجمار
لأنت رب المجد رب العلى / رب الأيادي البيض رب الفخار
أعيت أياديك الورى عدة / كالشهب إلا أن منها البحار
كأن من نيلك صوب الحيا / لو أنه من فضة أو نضار
وانت قطب والمعالي رحى / فلم يكن إلا عليك المدار
ولم يرق للمجد من معصم / لم يلو من علياك فيه سوار
وليس للعلياء من مفخر / ما لم يكن نعلك تاج الفخار
هل أمت العيس بركبانها / مأوى سوى مأواك أو مستجار
كأنما الأكوار آلت على / أظهرها إلا إليك الظهار
فاسلم رغيد العيش ما غردت / بلابل السعد وغنى الهزار
وهادي رشاد يقتفي الحق أثره
وهادي رشاد يقتفي الحق أثره / أبان سبيلاً عبق الطيب نشره
فقل لامرء لم يشرح اللَه صدره /
سبيل علي شرف اللَه قدره / سبيل علي طيب العبقان
فما نفحات الرند من نفحاته / إذا نفحت بالطيب ست جهاته
وكم فاح بالمعتل من نسماته /
يضوع عبيق المسك من حجراته / كما ضاع نشراً نابت العلجان
خصيب ووجه الأرض ينصاح مجدنا / وينجح إن لم ينجح السعي مطلبا
ومذ شمت برقاص لم يكن منه مخلبا /
أنخت بجنبيه ركائب شزباً / فعدن سمانا وانقلبت كسلطان
أما وأريج في شذى عرفه الشذي / ومرقد سر ما مشى فيه محتذي
لئن كان حبي من شظى النار منقذي /
فكم في حماه يحتمي العاثر الذي / المت خطاياه عليه بنيران