القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : امْرُؤ القَيْس الكل
المجموع : 8
سَما لَكَ شَوقٌ بَعدَما كانَ أَقصَرا
سَما لَكَ شَوقٌ بَعدَما كانَ أَقصَرا / وَحَلَّت سُلَيمى بَطنَ قَوِّ فَعَرعَرا
كِنانِيَّةٌ بانَت وَفي الصَدرِ وُدُّها / مُجاوِرَةٌ غَسّانَ وَالحَيُّ يَعمُرا
بِعَينَيَّ ظَعنُ الحَيِّ لَمّا تَحَمَّلوا / لَدى جانِبِ الأَفلاجِ مِن جَنبِ تَيمَرى
فَشَبَّهتَهُم في الآلِ لَمّا تَكَمَّشوا / حَدائِقَ دومِ أَو سَفيناً مُقَيَّرا
أَوِ المُكرَعاتِ مِن نَخيلِ اِبنِ يامِنٍ / دُوَينَ الصَفا اللائي يَلينَ المُشَقَّرا
سَوامِقَ جَبّارَ أَثيثٍ فُروعَهُ / وَعالَينَ قُنواناً مِنَ البُسرِ أَحمَرا
حَمَتهُ بَنو الرَبداءِ مِن آلِ يامِنٍ / بِأَسيافِهِم حَتّى أَقَرَّ وَأَوقَرا
وَأَرضى بَني الرَبداءِ وَاِعتَمَّ زَهوُهُ / وَأَكمامُهُ حَتّى إِذا ما تَهَصَّرا
أَطافَت بِهِ جَيلانَ عِندَ قِطاعِهِ / تُرَدِّدُ فيهِ العَينَ حَتّى تَحَيَّرا
كَأَنَّ دُمى شَغفٍ عَلى ظَهرِ مَرمَرٍ / كَسا مُزبِدَ الساجومِ وَشياً مُصَوَّرا
غَرائِرُ في كَنٍّ وَصَونٍ وَنِعمَةٌ / يُحَلَّينَ ياقوتاً وَشَذراً مُفَقَّرا
وَريحَ سَناً في حُقَّةٍ حِميَرِيَّةٍ / تُخَصُّ بِمَفروكٍ مِنَ المِسكِ أَذفَرا
وَباناً وَأُلوِيّاً مِنَ الهِندِ داكِياً / وَرَنداً وَلُبنىً وَالكِباءَ المُقَتَّرا
غَلِقنَ بِرَهنٍ مِن حَبيبٍ بِهِ اِدَّعَت / سُلَيمى فَأَمسى حَبلُها قَد تَبَتَّرا
وَكانَ لَها في سالِفِ الدَهرِ خُلَّةٌ / يُسارِقُ بِالطَرفِ الخِباءَ المُسَتَّرا
إِذا نالَ مِنها نَظرَةً ريعَ قَلبُهُ / كَما ذُعِرَت كَأسُ الصَبوحِ المُخَمَّرا
نَزيفٌ إِذا قامَت لِوَجهٍ تَمايَلَت / تُراشي الفُؤادَ الرَخصَ أَلّا تَخَتَّرا
أَأَسماءُ أَمسى وُدُّها قَد تَغَيَّرا / سَنُبدِلُ إِن أَبدَلتِ بِالوُدِّ آخَرا
تَذَكَّرتُ أَهلي الصالِحينَ وَقَد أَتَت / عَلى خَمَلى خوصُ الرِكابِ وَأَوجَرا
فَلَمّا بَدا حَورانُ وَالآلُ دونَهُ / نَظَرتَ فَلَم تَنظُر بِعَينَيكَ مَنظَرا
تَقَطَّعُ أَسبابُ اللُبانَةِ وَالهَوى / عَشِيَّةَ جاوَزنا حَماةَ وَشَيزَرا
بِسَيرٍ يَضُجُّ العَودُ مِنهُ يَمُنُّهُ / أَخو الجَهدِ لا يُلوي عَلى مَن تَعَذَّرا
وَلَم يُنسِني ما قَد لَقيتُ ظَعائِناً / وَخَملاً لَها كَالقَرِّ يَوماً مُخَدَّرا
كَأَثلٍ مِنَ الأَعراضِ مِن دونِ بَيشَةٍ / وَدونَ الغُمَيرِ عامِداتٍ لِغَضوَرا
فَدَع ذا وَسَل لا هُمَّ عَنكَ بِجِسرَةٍ / ذُمولٍ إِذا صامَ النَهارُ وَهَجَّرا
تُقَطِّعُ غيطاناً كَأَنَّ مُتونَها / إِذا أَظهَرَت تُكسي مُلاءً مُنَشَّرا
بَعيدَةُ بَينَ المَنكِبَينِ كَأَنَّما / تَرى عِندَ مَجرى الضَفرِ هِرّاً مُشَجَّرا
تُطايِرُ ظِرّانَ الحَصى بِمَناسِمٍ / صِلابِ العُجى مَلثومُها غَيرُ أَمعَرا
كَأَنَّ الحَصى مِن خَلفِها وَأَمامِها / إِذا نَجَلَتهُ رِجلُها خَذفُ أَعسَرا
كَأَنَّ صَليلَ المَروِ حينَ تُشِذُّهُ / صَليلِ زُيوفٍ يُنتَقَدنَ بِعَبقَرا
عَلَيها فَتىً لَم تَحمِلِ الأَرضُ مِثلَهُ / أَبَرَّ بِميثاقٍ وَأَوفى وَأَصبَرا
هُوَ المُنزِلُ الآلافَ مِن جَوِّ ناعِطٍ / بَني أَسَدٍ حَزناً مِنَ الأَرضِ أَوعَرا
وَلَو شاءَ كانَ الغَزوُ مِن أَرضِ حِميَرٍ / وَلَكِنَّهُ عَمداً إِلى الرومِ أَنفَرا
بَكى صاحِبي لَمّا رَأى الدَربَ دونَهُ / وَأَيقَنَ أَنّا لاحِقانِ بِقَيصَرا
فَقُلتُ لَهُ لا تَبكِ عَينُكَ إِنَّما / نُحاوِلُ مُلكاً أَو نَموتَ فَنُعذَرا
وَإِنّي زَعيمٌ إِن رَجِعتُ مُمَلَّكاً / بِسَيرٍ تَرى مِنهُ الفُرانِقَ أَزوَرا
عَلى لاحِبٍ لا يَهتَدي بِمَنارِهِ / إِذا سافَهُ العَودُ النُباطِيُّ جَرجَرا
عَلى كُلِّ مَقصوصِ الذُنابى مُعاوِدٍ / بَريدَ السَرى بِاللَيلِ مِن خَيلِ بَربَرا
أَقَبَّ كَسَرحانِ الغَضى مُتَمَطِّرٍ / تَرى الماءَ مِن أَعطافِهِ قَد تَحَدَّرا
إِذا زُعتُهُ مِن جانِبَيهِ كِلَيهِما / مَشى الهَيدَبى في دَفِّهِ ثُمَّ فَرفَرا
إِذا قُلتُ رَوَّحنا أَرَنَّ فُرانِقٌ / عَلى جَلعَدٍ واهي الأَباجِلِ أَبتَرا
لَقَد أَنكَرَتني بَعلَبَكُّ وَأَهلُها / وَلَاِبنُ جُرَيجٍ في قُرى حِمصَ أَنكَرا
نَشيمُ بَروقَ المُزنِ أَينَ مُصابُهُ / وَلا شَيءَ يُشفي مِنكِ يا اِبنَةَ عَفزَرا
مِنَ القاصِراتِ الطَرفِ لَو دَبَّ مُحوِلٍ / مِنَ الذَرِّ فَوقَ الإِتبِ مِنها لَأَثَّرا
لَهُ الوَيلُ إِن أَمسى وَلا أُمُّ هاشِمٍ / قَريبٌ وَلا البَسباسَةُ اِبنَةَ يَشكُرا
أَرى أُمَّ عَمروٍ دَمعُها قَد تَحَدَّرا / بُكاءً عَلى عَمروٍ وَما كانَ أَصبَرا
إِذا نَحنُ سِرنا خَمسَ عَشرَةَ لَيلَةٍ / وَراءَ الحِساءِ مِن مَدافِعِ قَيصَرا
إِذا قُلتُ هَذا صاحِبٌ قَد رَضيتُهُ / وَقَرَّت بِهِ العَينانِ بُدِّلتُ آخَرا
كَذَلِكَ جَدّي ما أُصاحِبُ صاحِباً / مِنَ الناسِ إِلّا خانَني وَتَغَيَّرا
وَكُنّا أُناساً قَبلَ غَزوَةِ قُرمُلٍ / وَرَثنا الغِنى وَالمَجدَ أَكبَرَ أَكبَرا
وَما جَبُنَت خَيلي وَلَكِن تَذَكَّرَت / مَرابِطَها في بَربَعيصَ وَمَيسَرا
أَلا رُبَّ يَومٍ صالِحٍ قَد شَهِدتُهُ / بِتاذِفَ ذاتِ التَلِّ مِن فَوقِ طَرطَرا
وَلا مِثلَ يَومٍ في قُدارانَ ظِلتُهُ / كَأَنّي وَأَصحابي عَلى قَرنِ أَعفَرا
وَنَشرَبُ حَتّى نَحسِبَ الخَيلَ حَولَنا / نِقاداً وَحَتّى نَحسِبَ الجَونَ أَشقَرا
لَعَمرُكَ ما قَلبي إِلى أَهلِهِ بِحُر
لَعَمرُكَ ما قَلبي إِلى أَهلِهِ بِحُر / وَلا مُقصِرٍ يَوماً فَيَأتِيَني بِقُر
أَلا إِنَّما الدَهرُ لَيالٍ وَأَعصُرِ / وَلَيسَ عَلى شَيءٍ قَويمٍ بِمُستَمِر
لَيالٍ بِذاتِ الطَلحِ عِندَ مُحَجَّرِ / أَحَبُّ إِلَينا مِن لَيالٍ عَلى أُقَر
أُغادي الصَبوحَ عِندَ هِرٍّ وَفَرتَنى / وَليداً وَهَل أَفنى شَبابِيَ غَيرُ هِر
إِذا ذُقتُ فاهاً قُلتُ طَعمُ مُدامَةٍ / مُعَتَّقَةٍ مِمّا تَجيءُ بِهِ التُجُر
هُما نَعجَتانِ مِن نِعاجِ تِبالَةِ / لَدى جُؤذَرَينِ أَو كَبَعضِ دُمى هَكِر
إِذا قامَتا تَضَوَّعَ المِسكُ مِنهُما / نَسيمَ الصَبا جاءَت بِريحٍ مِنَ القُطُر
كَأَنَّ التُجارَ أُصعِدوا بِسَبيئَةٍ / مِنَ الخِصِّ حَتّى أَنزَلوها عَلى يَسَر
فَلَمّا اِستَطابوا صُبَّ في الصَحنِ نِصفُهُ / وَشُجَّت بِماءٍ غَيرِ طَرقٍ وَلا كَدِر
بِماءِ سَحابٍ زَلَّ عَن مُتنِ صَخرَةٍ / إِلى بَطنِ أُخرى طَيِّبٍ ماؤُها خُصَر
لَعَمرُكَ ما إِن ضَرَّني وَسطَ حِميَرٍ / وَأَقوالِها إِلّا المَخيلَةُ وَالسُكُر
وَغَيرُ الشَقاءِ المُستَبينِ فَلَيتَني / أَجَرَّ لِساني يَومَ ذَلِكُمُ مُجِر
لَعَمرُكَ ما سَعدٌ بِخُلَّةِ آثِمٍ / وَلا نَأنَإٍ يَومَ الحِفاظِ وَلا حَصِر
لَعَمري لَقَومٌ قَد نَرى أَمسَ فيهِمُ / مَرابِطَ لِلأَمهارِ وَالعَكَرِ الدَثِر
أَحَبُّ إِلَينا مِن أُناسٍ بِقِنَّةٍ / يَروحُ عَلى آثارِ شائِهِمُ النَمِر
يُفاكِهُنا سَعدٌ وَيَغدو لِجَمعِنا / بِمَثنى الزِقاقِ المُترَعاتِ وَبِالجَزُر
لَعَمري لَسَعدٌ حَيثُ حَلَّت دِيارُهُ / أَحَبُّ إِلَينا مِنكَ فافَرَسٍ حَمِر
وَتَعرِفُ فيهِ مِن أَبيهِ شَمائِلاً / وَمِن خالِهِ أَو مِن يَزيدَ وَمِن حُجَر
سَماحَةَ ذا وَبِرَّ ذا وَوَفاءِ ذا / وَنائِلَ ذا إِذا صَحا وَإِذا سَكِر
رُبَّ رامٍ مِن بَني ثُعَلٍ
رُبَّ رامٍ مِن بَني ثُعَلٍ / مُتلِجٍ كَفَّيهِ في قُتَرِه
عارِضٍ زَوراءَ مِن نَشمٍ / غَيرُ باناةٍ عَلى وَتَرِه
قَد أَتَتهُ الوَحشُ وارِدَةً / فَتَنَحّى النَزعُ في يَسَرِه
فَرَماها في فَرائِصِها / بِإِزاءِ الحَوضِ أَو عُقُرِه
بِرَهيشٍ مِن كِنانَتِهِ / كَتَلَظّي الجَمرِ في شَرَرِه
راشَهُ مِن ريشِ ناهِضَةٍ / ثُمَّ أَمهاهُ عَلى حَجَرِه
فَهوَ لا تَنمى رَمِيَّتُهُ / مالُهُ لا عُدَّ مِن نَفَرِه
مُطعِمٌ لِلصَيدِ لَيسَ لَهُ / غَيرُها كَسبٌ عَلى كِبَرِه
وَخَليلٍ قَد أُفارِقُهُ / ثُمَّ لا أَبكي عَلى أَثَرِه
وَاِبنِ عَمٍّ قَد تَرَكتُ لَهُ / صَفوَ ماءِ الحَوضِ عَن كَدَرِه
وَحَديثُ الرَكبِ يَومَ هَنا / وَحَديثٌ ما عَلى قِصَرِه
أَلا قَبَّحَ اللَهُ البَراجِمَ كُلَّها
أَلا قَبَّحَ اللَهُ البَراجِمَ كُلَّها / وَجَدَّعَ يَربوعاً وَعَفَّرَ دارِها
وَآثَرَ بِالمِلحاةِ آلَ مُجاشِعٍ / رِقابَ إِماءٍ يَقتَنينَ المَفارِما
فَما قاتَلوا عَن رَبِّهِم وَرَبيبِهِم / وَلا آذَنوا جاراً فَيَظفَرَ سالِما
وَما فَعَلوا فِعلَ العُوَيرِ بِجارِهِ / لَدى بابِ هِندٍ إِذ تَجَرَّدَ قائِما
إِنَّ بَني عَوفَ اِبتَنوا حَسَباً
إِنَّ بَني عَوفَ اِبتَنوا حَسَباً / ضَيَّعَهُ الدُخلُلونَ إِذ غَدَروا
أَدّوا إِلى جارِهِم خَفارَتِهِ / وَلَم يَضَع بِالمَغيبِ مَن نَصَروا
لَم يَفعَلوا فِعلَ آلِ حَنظَلَةٍ / إِنَّهُم جيرِ بِئسَ ما اِئتَمَروا
لا حِميَرِيٌّ وَفى وَلا عُدَسٌ / وَلا اِستُ عيرٍ يَحُكُّها الثَفَرُ
لَكِن عُوَيرٌ وَفى بِذِمَّتِهِ / لا عُوَرٌ شانُهُ وَلا قِصَرُ
لَنِعمَ الفَتى تَعشو إِلى ضَوءِ نارِهِ
لَنِعمَ الفَتى تَعشو إِلى ضَوءِ نارِهِ / طَريفُ بنُ مالٍ لَيلَةَ الجوعِ وَالخَصرِ
إِذا البازِلُ الكَوماءُ راحَت عَشِيَّةً / تُلاوِذُ مِن صَوتِ المُبَسّينَ بِالشَجرِ
دَيمَةٌ هَطلاءُ فيها وَطَفٌ
دَيمَةٌ هَطلاءُ فيها وَطَفٌ / طَبَّقَ الأَرضَ تُجَرّى وَتُدِر
تُخرِجُ الوِدَّ إِذا ما أَشجَذَت / وَتُواريهِ إِذا ما تَشتَكِر
وَتَرى الضَبَّ خَفيفاً ماهِراً / ثانِياً بُرثُنُهُ ما يَنعَفِر
وَتَرى الشَجراءَ في رَيِّقِهِ / كَرُؤوسٍ قُطِّعَت فيها الخُمِر
ساعَةً ثُمَّ اِنتَحاها وابِلٌ / ساقِطُ الأَكنافِ واهٍ مُنهَمِر
راحَ تُمرِيهِ الصَبا ثُمَّ اِنتَحى / فيهِ شُؤبوبُ جُنوبٍ مُنفَجِر
ثَجَّ حَتّى ضاقَ عَن آذِيِّهِ / عَرضُ خَيمٍ فَخُفاءٍ فَيُسُر
قَد غَدا يَحمِلُني في أَنفِهِ / لاحِقُ الإِطلَينِ مَحبوكٌ مُمِر
أَحارِ بنَ عَمروٍ كَأَنّي خَمِرْ
أَحارِ بنَ عَمروٍ كَأَنّي خَمِرْ / وَيَعدو عَلى المَرءِ ما يَأتَمِرْ
لا وَأَبيكِ اِبنَةَ العامِرِيِّ / لا يَدَّعي القَومُ أَنّي أَفِر
تَميمُ بنُ مُرٍّ وَأَشياعُها / وَكِندَةُ حَولي جَميعاً صُبُر
إِذا رَكِبوا الخَيلَ وَاِستَلأَموا / تَحَرَّقَتِ الأَرضُ وَاليَومُ قَر
تَروحُ مِنَ الحَيِّ أَم تَبتَكِر / وَماذا عَلَيكَ بِأَن تَنتَظِر
أَمَرخٌ خِيامُهُمُ أَم عُشَر / أَمِ القَلبُ في إِثرِهِم مُنحَدِر
وَفيمَن أَقامَ عَنِ الحَيِّ هِرّ / أَمِ الظاعِنونَ بِها في الشُطُر
وَهِرٌّ تَصيدُ قُلوبَ الرِجالِ / وَأَفلَتَ مِنها اِبنُ عَمروٍ حُجُر
رَمَتني بِسَهمٍ أَصابَ الفُؤادَ / غَداةَ الرَحيلِ فَلَم أَنتَصِر
فَأَسبَلَ دَمعي كَفَضِّ الجُمانِ / أَوِ الدُرِّ رَقراقِهِ المُنحَدِر
وَإِذ هِيَ تَمشي كَمَشيِ النَزي / فِ يَصرَعُهُ بِالكَثيبِ البُهُر
بَرَهرَهَةٌ رَودَةٌ رَخصَةٌ / كَخُرعوبَةِ البانَةِ المُنفَطِر
فُتورُ القِيامِ قَطيعُ الكَلامِ / تَفتُرُ عَن ذي غُروبٍ خَصِر
كَأَنَّ المُدامَ وَصَوبَ الغُمامِ / وَريحُ الخُزامى وَنَشرُ القُطُر
يُعِلُّ بِهِ بَردُ أَنيابِها / إِذا طَرَّبَ الطائِرُ المُستَحِر
فَبِتُّ أُكابِدُ لَيلَ التِما / مِ وَالقَلبُ مِن خَشيَةٍ مُقشَعِر
فَلَمّا دَنَوتُ تَسَدَّيتُها / فَثَوباً نَسيتُ وَثَوباً أَجُر
وَلَم يَرَنا كالِئٌ كاشِحٌ / وَلَم يَفشُ مِنّا لَدى البَيتِ سِر
وَقَد رابَني قَولُها يا هَناهُ / وَيحَكَ أَلحَقتَ شَرّاً بِشَر
وَقَد أَغتَدي مَعِيَ القانِصانِ / وَكُلٌّ بِمَربَأَةٍ مُقتَفِر
فَيُدرِكُنا فَغَمٌ داجِنٌ / سَميعٌ بَصيرٌ طَلوبٌ نَكِر
أَلَصُّ الضُروسِ حَنِيُّ الضُلوعِ / تَبوعٌ طَلوعٌ نَشيطٌ أَشَر
فَأَنشَبَ أَظفارَهُ في النِسا / فَقُلتُ هُبِلتَ أَلا تَنتَصِر
فَكَرَّ إِلَيهِ بِمِبراتِهِ / كَما خَلَّ ظَهرَ اللِسانِ المُجِر
فَظَلَّ يُرَنِّحُ في غَيطَلٍ / كَما يَستَديرُ الحِمارُ النَعِر
وَأَركَبُ في الرَوعِ خَيفانَةً / كَسى وَجهَها سَعَفٌ مُنتَشِر
لَها حافِرٌ مِثلُ قَعبِ الوَليدِ / رُكِّبَ فيهِ وَظيفٌ عَجِز
لَها ثُنَنٌ كَخَوافي العُقا / بِ سودٌ يَفينَ إِذا تَزبَئِر
وَساقانِ كَعباهُما أَصمَعانِ / لَحمُ حِماتَيهِما مُنبَتِر
لَها عَجُزٌ كَصَفاةِ المَسي / لِ أَبرَزَ عَنها جُحافٌ مُضِر
لَها ذَنَبٌ مِثلُ ذَيلِ العَروسِ / تَسُدُّ بِهِ فَرجَها مِن دُبُر
لَها مَتنَتانِ خَظاتا كَما / أَكَبَّ عَلى ساعِدَيهِ النَمِر
لَها عُذُرٌ كَقُرومِ النِسا / رُكِّبنَ في يَومِ ريحٍ وَصَر
وَسالِفَةٌ كَسُحوقِ اللِيا / نِ أَضرَمَ فيها الغَوِيُّ السُعُر
لَها جَبهَةٌ كَسَراةِ المِجَنِّ / حَذَّفَهُ الصانِعُ المُقتَدِر
لَها مِنخَرٌ كَوِجارِ الضِباعِ / فَمِنهُ تُريحُ إِذا تَنبَهِر
وَعَينٌ لَها حَدرَةٌ بَدرَةُ / وَشُقَّت مَآقِيُّها مِن أُخَر
إِذا أَقبَلَت قُلتَ دُبّاءَةٌ / مِنَ الحُضرِ مَغموسَةً في الغُدُر
وَإِن أَدبَرَت قُلتَ أَثفِيَّةٌ / مُلَملَمَةٌ لَيسَ فيها أُثُر
وَإِن أَعرَضَت قُلتَ سَرعوفَةً / لَها ذَنَبٌ خَلفَها مُسبَطِر
وَلِلسَوطِ فيها مَجالٌ كَما / تَنَزَّلَ ذو بَرَدٍ مُنهَمِر
لَها وَثَباتٌ كَصَوبِ السِحابِ / فَوادٍ خِطاءٌ وَوادٍ مُطِر
وَتَعدو كَعَدوِ نَجاةِ الظِباءِ / أَخطَأَها الحاذِفُ المُقتَدِر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025