المجموع : 17
ما صَوَّرَ اللَّهُ شَبيهاً لَهُ
ما صَوَّرَ اللَّهُ شَبيهاً لَهُ / مِن كُلِّ مَن مِن خَلقِهِ صَوَّرا
أَشبَهُ بالخِنزيرِ وَجهاً وَلا / بِالكَلبِ أَعراقاً وَلا مَكسِرا
وَلا رَأَينا أَحَداً مِثلَهُ / أَنجَسَ أَو أَطفَسَ أَو أَقذَرا
لَو طُلِيَت جَلدَتُهُ عَنبَرا / لَنَتَّنَت جلدَتُهُ العَنبَرا
أَو طُلِيَت مِسكاً ذَكِياً إِذاً / تحَوّل المِسكُ عَلَيهِ خِرا
قُل لِوَجهِ الخَصِيِّ ذي العارِ إِنّي
قُل لِوَجهِ الخَصِيِّ ذي العارِ إِنّي / سَوفَ أُهدي لِزَينَبَ الأَشعارا
قَد لَعَمري فَرَرتُ مِن شِدَّةِ الخَو / فِ وَأَنكَرتُ صاحِبيَّ نَهارا
وَظَنَنتُ القُبورَ تَمنَعُ جاراً / فَاِستَجَرتُ التُّرابَ وَالأَحجارا
كُنتُ عِندَ اِستِجارَتي بِأَبي أي / يوبَ أَبغي ضَلالَةً وَخَسارا
لَم يُجِرني وَلَم أَجِد فيهِ حَظّاً / أَضرَمَ اللَّهُ ذَلِكَ القَبرَ نارا
تَفرَحُ إِن نيكَت وَإِن لَم تُنَك
تَفرَحُ إِن نيكَت وَإِن لَم تُنَك / بِتَّ حَزينَ القَلبِ مُستَعبِرا
أَسكَرَكَ القَومُ فَساهَلتَهُم / وَكُنتَ سَهلاً قَبلَ أَن تَسكَرا
غَزالَةُ الرّجسَةُ أَو بِنتُها
غَزالَةُ الرّجسَةُ أَو بِنتُها / سُمَيعَةُ الناعِيةُ الفَهرا
يا نافِعَ اِبنَ الفاجِرة
يا نافِعَ اِبنَ الفاجِرة / يا سَيِّدَ المُؤاجِرَه
يا حِلفَ كُلِّ زاعِرٍ / وَزَوجَ كُلِّ عاهِرَه
ما أَمَةٌ تَملِكُها / أَو حُرَّةٌ بِطاهِرَه
تِجارَةٌ أَحدَثتَها / في الكَشخِ غَيرُ بائِرَه
لَو دَخَلَت عَفيفَةٌ / بَيتَكَ صارَت فاجِرَه
حَتّى مَتى تَرتَعُ في ال / خُسرانِ يا اِبنَ الخاسِرَه
يُجمَعُ في بَيتِكَ بَي / نَ العِرسِ وَالبَرابِرَه
زُرتُ اِمرءاً في بَيتِهِ مَرَّةً
زُرتُ اِمرءاً في بَيتِهِ مَرَّةً / لَهُ حَياءٌ وَلَهُ خيرُ
يَكرَهُ أَن يُتخِمَ إِخوانَهُ / إِن أَذى التُّخمَةِ مَحذورُ
وَيَشتَهي أَن يُؤجَروا عِنده / بِالصَّومِ وَالصّائِمُ مَأجورُ
يا اِبنَ أَبي شُهدَةَ أَنتَ امرُؤٌ / بِصِحَّةِ الأَبدانِ مَسرورُ
لَقَد صارَ بَشّارٌ بَصيراً بِدُبرِهِ
لَقَد صارَ بَشّارٌ بَصيراً بِدُبرِهِ / وَناظِرُهُ بَينَ الأَنامِ ضَريرُ
لَهُ مُقلَةٌ عَمياءُ واستٌ بَصيرَةٌ / إِلى الأَيرِ مِن تَحتِ الثِّيابِ تُشيرُ
عَلى وُدِّهِ أَنَّ الحميرَ تَنيكُهُ / وَإِنَّ جَميعَ العالَمينَ حميرُ
إِنَّ اِبنَ برد رَأى رُؤيا فَأَوَّلَها
إِنَّ اِبنَ برد رَأى رُؤيا فَأَوَّلَها / بِلا مَشورَةِ إِنسانٍ وَلا أَثَرِ
رَأى العَمى نِعمَةً لِلَّهِ سابِغَةً / عَلَيهِ إِذ كانَ مَكفوفاً عَنِ النَّظَرِ
وَقالَ لَو لَم أَكُن أَعمى لَكُنتُ كَما / قَد كانَ برد أَبي في الضّيقِ وَالعُسُرِ
أكدُّ نَفسي بِالتَّطيينِ مُجتَهِداً / إِمّا أَجيراً وَإِمّا غَيرُ مُؤتَجَرِ
أَو كُنتُ إِن أَنا لَم أَقنَع بِفِعلِ أَبي / قَصّابَ شاءٍ شَقِيَّ الجَدِّ أَو بَقَرِ
كَإِخوَتي دائِباً أَشقى شَقاءَهُم / في الحَرِّ وَالبَردِ وَالإِدلاجِ وَالبُكَرِ
فَقَد كَفاني العَمى مِن كُلِّ مَكسَبَةٍ / وَالرِّزقُ يَأتي بِأَسبابٍ مِنَ القَدرِ
فَصِرتُ ذا نَشَبٍ مِن غَيرِ ما طَلَبٍ / إِلّا بِمَسأَلَتي إِذ كُنتُ في صِغَري
أَضُمُّ شَيئاً إِلى شَيءٍ فَاِذخَرُهُ / مِما أجمعُ مِن ثَمرٍ وَمِن كِسرِ
مَن كانَ يَعرِفُني لَو لَم أَكُن زَمناً / أَو كانَ يَبذُلُ لي شَيئاً سِوى الحَجَرِ
فَقُل لَهُ لا هَداهُ اللَّهُ مِن رَجُلٍ / فَإِنَّها عَرَّةٌ تُربي عَلى العُرَرِ
لَقَد فَطِنتَ إِلى شَيءٍ تَعيشُ بِهِ / يا اِبنَ الخَبيثَةِ قَد أَدقَقتَ في النَّظَرِ
يا اِبنَ الَّتي نَشَزَت عَن شَيخِ صِبيَتِها / لِأَيرِ ثَوبانَ ذي الهاماتِ وَالفُجَرِ
أَما يكُفُّكَ عَن شَتمي وَمَنقَصَتي / ما في حِر أُمِّكَ مِن نَتنٍ وَمِن دَفَرِ
نَفَتكَ عَنها عُقَيلٌ وَهي صادِقَةٌ / فَسَل أُسَيداً وَسَل عَنها أَبا زُفَرِ
يا عَبدَ أُم الظِباءِ المُستَطِبِّ بِها / مِنَ اللَّوى لَستَ مَولى الغُرِّ مِن مُضَرِ
بَل أَنتَ كَالكَلبِ ذُلّاً أَو أَذَلّ وَفي / نَزالَةِ النَّفسِ كَالخِنزيرِ وَاليَعَرِ
وَأَنتَ كَالقِردِ في تَشويهِ مَنظَرِهِ / بَل صورَةُ القِردِ أَبهى مِنكَ في الصُوَرِ
نُبِّئتُ بَشّاراً نُعاني وَلل
نُبِّئتُ بَشّاراً نُعاني وَلل / مَوتِ بَراني الخالِقُ الباري
يا لَيتَني مُتُّ وَلَم أَهجُهُ / نَعَم وَلَو صِرتُ إِلى النارِ
وَأَيُّ خِزيٍ هُوَ أَخزى مِن أَن / يُقالَ لي يا سِبَّ بَشّارِ
كَيفَ بَعدي كُنتَ يا يو
كَيفَ بَعدي كُنتَ يا يو / نسُ لا زِلتُ بِخَيرِ
وَبِغَيرِ الخَيرِ لا زا / لَ قُيَيسُ بنُ الزُّبَيرِ
أَنتَ مَطبوعٌ عَلى ما / شِئتَ مِن خَيرٍ وَمَيرِ
وَهوَ إِنسان شَبيبهٌ / بِكُسَيرٍ وَعُوَيرِ
رَغمُهُ أَهونُ عِندَ الن / ناسِ مِن ضَرطَةِ عَيرِ
لا مُؤمِنٌ يُعرَفُ إيمانُهُ
لا مُؤمِنٌ يُعرَفُ إيمانُهُ / وَلَيسَ يحيى بِالفَتى الكافِرِ
مُنافِقٌ ظاهِرُهُ ناسِكٌ / مُخالِفُ الباطِنِ لِلظّاهِرِ
مَن مُقِرٌّ بِالذَّنبِ لَم يوجِب الل
مَن مُقِرٌّ بِالذَّنبِ لَم يوجِب الل / هُ عَلَيهِ بِسَيِّءٍ إِقرارا
لَيسَ إِلّا بِفَضلِ حِلمِكَ يُعتَد / دُ بلاءً وَما يُعِدُّ اعتِذارا
يا اِبنَ بِنتِ النَّبِيِّ أَحمَد لا أَج / عَلُ إِلّا إِلَيك مِنك الفِرارا
غَيرَ أَنّي جَعَلتُ قَبرَ أَبي أَي / يوبَ لي مِن حَوادِثِ الدَّهرِ جارا
وَحَرِيٌّ من اِستَجارَ بِذاكَ ال / قَبرِ أَن يَأمَنَ الرَّدى والعِثارا
لَم أَجِد لي مِنَ العِبادِ مُجيراً / فَاِستَجَرتُ التُّرابَ وَالأَحجارا
لَستُ أَعتاضُ مِنكَ في بُغيَةِ العِز / زَةِ قَحطانَ كُلَّها وَنِزارا
فَأَنا اليَومَ جارُ مَن لَيسَ في الأَر / ضِ مُجيرٌ أَعَزُّ مِنهُ جِوارا
يا اِبنَ بِنتِ النَّبِيِّ يا خَيرَ مَن حَط / طَت إِلَيهِ الغَوارِبُ الأَكوارا
إِن أَكُن مُذنِباً فَأَنتَ اِبنُ مَن كا / نَ لِمَن كانَ مُذنِباً غَفّارا
فَاِعفُ عَنّي فَقَد قَدِرتَ وَخَيرُ ال / عَفوِ ما قُلتَ كُن فَكانَ اِقتِدارا
لَو يُطيلُ الأَعمارَ جارٌ لِعِزٍّ / كانَ جاري يُطَوِّلُ الأَعمارا
أَلا قُل لِعَبدِ اللَّهِ إِنَّكَ واحِدٌ
أَلا قُل لِعَبدِ اللَّهِ إِنَّكَ واحِدٌ / وِمِثلُكَ في هَذا الزَّمانِ كَثيرُ
قَطَعتَ إِخائي ظالِماً وَهَجَرتَني / وَلَيسَ أَخي مَن في الإِخاءِ يَجورُ
أُديمُ لِأَهلِ الوُدِّ وُدّي وَإِنَّني / لِمَن رامَ هَجري ظالِماً لَهَجورُ
وَلَو أَنَّ بَعضي رابَني لَقَطَعتُهُ / وَإِنّي بِقَطعِ الرّائِبينَ جَديرُ
فَلا تَحسَبَن مَنحي لَكَ الوُدَّ خالِصاً / لِعِزٍّ وَلا أَنّي إِلَيكَ فَقيرُ
وَدونَكَ حَظّي مِنكَ لَستُ أُريدُهُ / طَوالَ اللَيالي ما أَقامَ ثَبيرُ
أَخي كُفَّ عَن لَومي فَإِنَّكَ لا تَدري
أَخي كُفَّ عَن لَومي فَإِنَّكَ لا تَدري / بِما فَعَلَ الحُبُّ المُبَرِّحُ في صَدري
أَخي أَنتَ تلحاني وَقَلبُكَ فارِغٌ / وَقَلبي مَشغولُ الجَوانِحِ بِالفِكرِ
أَخي إِنَّ دائي لَيسَ عِندي دَواؤُهُ / وَلَكِن دَوائي عِندَ قَلبِ أَبي بِشرِ
دَوائي وَدائي عِندَ مَن لَو رَأَيتهُ / يُقَلِّبُ عَينَيهِ لأَقصَرتَ عَن زَجري
فَأُقسِمُ لَو أَصبَحتَ في لَوعَةِ الهَوى / لأَقصَرتَ عَن لَومي وَأَطنَبتَ في عُذري
وَلَكِن بَلائي مِنكَ أَنَّكَ ناصِعٌ / وَأَنَّكَ لا تَدري بِأَنَّكَ لا تَدري
كَم مِن أَخٍ لَكَ لَستَ تُنكِرُهُ
كَم مِن أَخٍ لَكَ لَستَ تُنكِرُهُ / ما دُمتَ من دُنياكَ في يُسرِ
مُتَصَنِّعٌ لَكَ في مَوَدَّتِهِ / يَلقاكَ بِالتَّرحيبِ وَالبِشرِ
يُطري الوَفاءَ وَذا الوَفاءِ وَيَل / حى الغَدرَ مُجتَهِداً وَذا الغَدرِ
فَإِذا عَدا وَالدَّهرُ ذو غِيرَ / دَهرٌ عَلَيك عَدا مَعَ الدَّهرِ
فَارفُض بِإِجمالٍ أُخُوَّةَ مَن / يَقلي المُقِلّ وَيَعشَقُ المُثري
وَعَلَيكَ مَن حالاهُ واحِدَةٌ / في العُسرِ إِمّا كُنتَ وَاليُسرِ
لا تَخلِطَنَّهُمُ بِغَيرِهم / مَن يَخلِطُ العِقيانَ بِالصُّفرِ
فَلَقَد خَبَرتُ وَما اِستَوى رَجُلٌ / خُبرٌ وَآخَرُ غَيرُ ذي خُبرِ
فَوَجَدتُ مَن أَحبَبتُ مُتَّهَماً / مُتَصَرِّفاً لِتَصَرُّفِ الدَّهرِ
إِلّا القَليلَ فَقَد وَجَدتُ ذَوي / عَهدٍ وَشُكرٍ أَيّما شُكرِ
صِرتُ لِلدَّهرِ خاشِعاً مُستَكينا
صِرتُ لِلدَّهرِ خاشِعاً مُستَكينا / بَعدَ ما كُنتُ قَد قَهَرتُ الدُّهورا
حينَ أَودى الأَميرُ ذاكَ الَّذي كُن / تُ بِهِ حَيثُ كُنتُ أُدعى أَميرا
كُنتُ فيما مَضى أُجيرُ بِهِ الدَّه / رَ فَأَصبَحتُ بَعدَهُ مُستَجيرا
يا سَمِيَّ النَبِيِّ يا اِبنَ العَب / باسِ حَقَّقتَ عِندِيَ المَحذورا
سَلَبَتني المَنونُ إِذ سَلَبَتني / كَ سُروري فَلَستُ أَرجو سُرورا
لَيتَني مُتُّ حينَ مُتَّ لا بَل / لَيتَني كُنتُ قَبلَكَ المَقبورا
أَنتَ ظَلَّلتَني الغَمامَ بِنُعما / كَ وَوَطَّأتَني وِطاءً وَثيرا
لَم تَدَع إِذ مَضَيتَ فينا نَظيراً / مِثلَ ما لَم يَدَع أَبوكَ نَظيرا
وَجَرَوا عَلى ما عُوِّدوا
وَجَرَوا عَلى ما عُوِّدوا / وَلِكُلِّ عيدانٍ عُصارَه