المجموع : 5
نَأَتكَ سُلَيمى فَالهَوى مُتَشاجِرٌ
نَأَتكَ سُلَيمى فَالهَوى مُتَشاجِرٌ / وَفي نَأيها لِلقَلبِ داءٌ مُخامِرُ
نَأَتكَ وهام القَلبُ نَأياً بِذِكرِها / ولجّ كَما لَجَّ الخَليعُ المُقامِرُ
بواضحة الأَقرابِ خَفّاقَةِ الحَشى / برهرَهة لا يَجتَويها المُعاشِرُ
إِذا عَدَّدَ الناسُ المَكارِمَ وَالعُلا / فَلا يَفخَرَن يَوماً عَلى الغَمرِ فاخِرُ
تَراهُم خشوعاً حينَ يَبدو مَهابَةً / كَما خَشَعَت يَوماً لِكِسرى الأَساوِرُ
أغَرّ بِطاحِيٌّ كَأَنَّ جَبينَهُ / إِذا ما بَدا بَدرٌ إِذا لاحَ باهِرُ
وَقى عِرضَهُ بِالمالِ فَالمالُ جُنَّةٌ / لَهُ وَأَهانَ المالَ وَالعِرضُ وافِرُ
وَفي سَيبه لِلمُجتَدينَ عِمارَةٌ / وَفي سَيفِهِ لِلدّينِ عِزٌّ وَناصِرُ
نَماهُ إلى فَرعَي لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ / أَبوهُ أَبو العاصي وَحَربٌ وَعامِرُ
وَخَمسَةُ آباءٍ لَهُ قَد تَتابَعوا / خَلائِفُ عَدلٍ مُلكُهُم مُتَواتِرُ
بهاليلُ سَبّاقونَ في كُلِّ غايَةٍ / إِذا اِستَبَقَت في المَكرُماتِ المَعاشِرُ
هُمُ خَيرُ مَن بَين الحجونِ إِلى الصَّفا / إِلى حَيثُ أَفضَت بِالبِطاحِ الحَزاوِرُ
وَهُم جَمَعوا هَذا الأَنامَ عَلى الهدى / وَقَد فرقَت بَينَ الأَنامِ البَصائِرُ
إِنَّ جُملاً وَإِن تَبَيَّنتُ مِنها
إِنَّ جُملاً وَإِن تَبَيَّنتُ مِنها / نَكباً عَن مَوَدَّتي وَاِزوِرارا
شرّدَت بِاِدِّكارِها النَّوم عَنّي / وَأُطيرَ العَزاءُ منّي فطارا
ما عَلى أَهلِها وَلَم تَأتِ سوءاً / أَن تُحَيّا تَحِيَّةً أَو تُزارا
يَوم أَبدَوا لي التَّجَهُّمَ فيها / وَحَمَوها لَجاجَةً وَصِرارا
عيلَ العَزاءُ وَخانَني صَبري
عيلَ العَزاءُ وَخانَني صَبري / لَمّا نَعى الناعي أَبا بَكرِ
وَرَأَيتُ رَيبَ الدَّهرِ أَفرَدَني / مِنهُ وَأَسلَمَ لِلعِدا ظَهري
مِن طَيِّبِ الأَثوابِ مُقتَبِلٍ / حُلوِ الشَّمائِلِ ماجِدٍ غَمرِ
فَمَضى لِوجهَتِهِ وَأَدركهُ / قَدَرٌ أُتيحَ لَهُ مِنَ القَدرِ
وَغَبَرتُ مالي مِن تَذَكُّرِهِ / إِلّا الأَسى وَحَرارَةُ الصَّدرِ
وَجَوىً يُعاوِدُني وَقَلَّ لَهُ / مِنّي الجَوى وَمَحاسِنُ الذِّكرِ
لَمّا هَوَت أَيدي الرِّجال بِهِ / في قَعرِ ذاتِ جَوانِبٍ غُبرِ
وَعَلِمتُ أَنّي لَن أُلاقِيَهُ / في الناسِ حَتّى مُلتَقى الحَشرِ
كادَت لِفُرقَتِهِ وَما ظلمَت / نَفسي تَموتُ عَلى شَفا القَبرِ
وَلَعَمرُ مَن حُبِسَ الهَدِيُّ لَهُ / بِالأَخشَبَينِ صَبيحَةَ النَّحرِ
لَو كانَ نَيلُ الخُلدِ يُدرِكُهُ / بَشَرٌ بِطيبِ الخيم وَالنَّجرِ
لغبرتَ لا تخشى المنون ولا / أودى بِنَفسِكَ حادِثُ الدَّهرِ
وَلنِعمَ مَأوى المُرمَلينَ إِذا / قحطوا وَأَخلَفَ صائِبُ القَطرِ
كَم قُلتُ آوِنَةً وَقَد ذَرَفَت / عَيني فَماءُ شُؤونها يَجري
أَنّى وَأَيُّ فَتىً يَكونُ لَنا / شَرواكَ عِندَ تَفاقُمِ الأَمرِ
لدِفاع خَصمٍ ذي مُشاغبَةٍ / وَلعائِلٍ تَرِبٍ أَخي فَقرِ
وَلَقَد عَلِمتُ وَإِن ضُمِنتُ جَوىً / مِمّا أُجِنُّ كَواهِج الجَمرِ
ما لامرِئٍ دونَ المَنِيَّةِ من / نَفَقٍ فَيحرزُهُ وَلا سِترِ
بَني عَمِّنا ما أَسرَعَ اللَّومَ مِنكُمُ
بَني عَمِّنا ما أَسرَعَ اللَّومَ مِنكُمُ / إِلَينا وَما نَبغي عَلَيكُم وَلا نَجُر
بَني عَمِّنا إِنَّ الرِّكابَ بِأَهلِها / إِذا ساءَها المَولى تَروحُ وَتَبتَكِر
بَني عَمِّنا إِنّا نَفيءُ إِلَيكُمُ / بِأَحلامِنا في الحادِثِ الهائِلِ النُّكُر
وَنَشرَبُ رَنقَ الماءِ مِن دونِ سُخطِكُم / وَلا يَستَوي الصافي مِنَ الماءِ وَالكَدِر
أَرى قَومَنا لا يَغفِرونَ ذُنوبَنا / وَنَحنُ إِذا ما أَذنَبوا لَهُم غُفُر
ألا يا عَيْنُ فأنهمِرِي بغَزْرِ
ألا يا عَيْنُ فأنهمِرِي بغَزْرِ / وفِيضِي عَبْرةً من غَيْرِ نِزْرِ
ولا تَعِدِي عَزَاءِ بعد يحيىَ / فقد غُلِبَ العَزاءِ وعِيلَ صَبْري
ومَرْزِئَةٍ كأنَّ الجوفَ منْها / بُعَيْد النَّومِ يُسْعَرُ حَرَّ جَمْرِ
على يَحْيى وأيُّ فتًى كيَحْيَى / لعَانٍ عائِلٍ غَلِقٍ بوِتْرِ
وللخصْمِ الألدّ إذا دَعانِي / ليأخذَ حَقَّ مَقْهُورٍ بقَسْرِ
وللأضْيَاف إن طَرقُوا هُدُوًّا / وللكَلِّ المُكِلِّ وكُلّ سَفْرِ
إذا نزلَتْ بهم سَنَةٌ جَمَادٌ / أبِيُّ الدَّرِّ لم تُكْسَعْ بغُبْرِ
هُنَالك كان غيثَ حَيًا تَلاقَتْ / يَدَاهُ في جَنَابٍ غيرِ وَعْرِ
وأحْيَا من مُخَبَّأَةٍ حَيَاءً / وأجرأُ من أبي شِبْلٍ هِزَبْرِ
هَرِيتِ الشِّدْق ريِبالٍ إذا مَا / عدَا لم تُنْهَ عَدْوَته بزجْرِ
تَدِينُ الجَاذِياتُ له إذا مَا / سمعنَ زئيرَهُ في كُلّ فَجْرِ
فإمّا يُمْسِ في جَدَثٍ ضَريحٍ / بمُغَبّرٍ من الأرواح قفْرِ
فقد يَعْصَوصِبُ الجَادُون مِنْه / بأرْوَع ماجِدِ الأعْراقِ غَمْرِ
إذا ما الضَّيفُ حَلَّ على ذَراهُ / تلقَّاهُ بوَجْهٍ غير بَسْرِ
ندًى صافٍ يَبِينُ العِتْقُ فيه / يُبَيِّنُ قُبْلَ مَقْدَعةٍ ونُكْرِ
تُفَرَّجُ بالنَّدَى الأبوابُ عنهُ / ولا يكْتَنُّ دُونَهُمُ بسِتْرِ
دَهاَني الحادثاتُ بِهِ فأمسَتْ / عَلَىّ هُمُومُها تَغْدُو وتَسْري