المجموع : 37
ومشتملٍ بالحسن أحوى مهفهف
ومشتملٍ بالحسن أحوى مهفهف / قضى رجع طرفي من محاسنه الوطرْ
فأبصرتُ أشباه الرياض محاسناً / وفي خده جرحٌ بدا منه لي أثرْ
فقلتُ لجلاسي خذوا الحذر إنما / به وَصَبٌ من أسهم الغنج والحوَرْ
ويا وجنة قد جاورتْ سيف لحظه / ومن شأنها تدمى من اللمح بالبصرْ
تخيْلَ للعينين جرحاً وإنما / بدا كلفٌ منه على صفحة القمرْ
هبّ النسيم على الرياض مع السَحَرْ
هبّ النسيم على الرياض مع السَحَرْ / فاستيقظت في الدوح أجفان الزَهَرْ
ورمى القضيب دراهماً من نوْرِهِ / فاعتاض من طل الغمام بها دُرَرْ
نشر الأزاهر بعدما نظم الندى / يا حسن ما نظم النسيم وما نَثَرْ
قُمْ هاتها والجو أزهرُ باسمٌ / شمساً تحلُ من الزجاجة في قَمَرْ
إن شجها بالماء كفُّ مديرها / ترمي من شُهب الحباب بها شَرَرْ
ناريةً نوريةً من ضوئها / يقدح السراج لنا إذا الليل اعتكرْ
لم يُبقِ منها الدهرُ إلا صبغة / قد أرعشت في الكأس من ضعف الكِبَرْ
من عهد كسرى لم يُفضَّ ختامُها / إذ كان يدخر كنزها في ما دَخَرْ
كانت مذاب التُبْر فيما قد مضى / فأحالها ذوبَ اللجين لمن نظرْ
جدّدْ بها عرس الصبوح فإنها / بكر تحييها الكرام مع البُكرُ
وابلُلّ بها رمق الأصيل عشيةً / والشمس من وعد الغروب على خطَرْ
محمرة مصفرة قد أظهرتْ / خجلَ المريب يشوبه وَجَلُ الحَذِرْ
في كف شفَاف تجسّد نوره / من جوهرِ لألاءُ بهجته بَهَرْ
تهوى البدور كماله وتودُّ أن / لو أوتيت منه المحاسن والغررْ
قد خَطّ نونَ عذاره في خده / قلمان من آس هناك ومن شعر
وإلى عليك بها الكؤوس وربما / يسقيك من كأس الفتور إذا فَتَرْ
سُكْرُ النّدامى من يديه ولحظه / متعاقب مهما سقى وإذا نظَرْ
حيث الهديلُ مع الهدير تناغيا / فالطير تنشد في الغصون بلا وترْ
والقضبُ مالتْ للعناق كأنها / وفد الأحبة قادمين من السَفَرْ
متلاعبات في الحلي ينوب في / وجناتهنَّ الوردُ حسناً عن خَفَرْ
والنرجس المطلول يرنو نحوها / بلواحظ دمعُ الندى منها انهمَرْ
والنهر مصقول الحُسام متى تَرِدْ / درعُ الغدير مصفقاً فيها صَدَرْ
يجري على الحصباء وهي جواهرٌ / متكسِّراً من فوقها مهما عَثَرْ
هل هذه أم روضة البشرى التي / فيها لأرباب البصائر مُعتَبَرْ
لم أدرِ من شغفٍ بها وبهذه / من منهما فَتَن القلوب ومن كَسَرْ
جاءت بها الأجفان مِلْءَ ضلوعها / مِلْءَ الخواطر والمسامع والبصَرْ
ومسافرٍ في البحر مِلْء عنانه / وافى مع الفتح المبين على قَدَرْ
قادته نحوَك بالخِطام كأنه / جَمَلٌ يساقُ إلى القياد وقد نفَرْ
وأراه دينُ الله عزّةَ أهله / بك يا أعفَّ القادرين إذا قدرْ
يا فخر أندلس وعصمة أهلها / للناس سرُّ في اختصاصك قد ظهرْ
كم معضل من دائها عالجتَه / فشفيتَ منه بالبدار وبالبدِرْ
ماذا عسى يصف البليغ خليفة / واللهِ ما أيامه إِلاَّ غرَرْ
وُرَّثتَ هذا الفخرَ يا ملك الهدى / من كلِّ من آوى النَّبِيَّ ومن نَصَرْ
من شاء يعرفُ فخرهم وكمالهم / فليتلُ وحي الله فيهم والسَّيَرْ
أبناؤهم أبناء نصر بعدهم / بسيوفهم دين الإله قد انتصرْ
مولاي سعدُك والصباح تشابها / وكلاهما في الخافقين قد اشتهرْ
هذا وزير الغرب عبد آبق / لم يُلفِ غيرَك في الشدائد من وَزَرْ
كفر الذي أوليته من نعمة / واللهُ قد حتم العذابَ لمن كفرْ
إن لم يمت بالسيف مات بغيظه / وصَلّى سعيراً للتأسّف والفِكرْ
ركب الفِرارَ مطيَةً ينجو بها / فجرتْ به حتى استقر على سَقَرْ
وكذا أبوه وكان منه حِمامُهُ / قد حُمَّ وهُوَ من الحياة على غَرَرْ
بلّغتَهُ واللهُ أكبرُ شاهدٍ / ما شاء من وطن يعزّ ومن وَطرْ
حتى إذا جحد الذي أَوْلَيْته / لم تُبق منه الحادثات ولم تذَرْ
في حاله واللهِ أعظم عِبرةٍ / لله عَبدٌ في القضاء قد اعتبرْ
فاصبرْ تنلْ أمثالها في مثله / إن العواقب في الأمور لمن صبَرْ
رِدْ حيث شئت مسوَغاً وِرد المنى / فالله حسبك في الورود وفي الصَّدَرْ
لا زلتَ محروساً بعين كلاءةٍ / ما دام عين الشمس تعشي من نَظَرْ
والعودُ في كف النديم بسر ما
والعودُ في كف النديم بسر ما / تُلقي لنا منه الأنامل قد جَهَرْ
غنَى عليه الطير وهو بدوحه / والآن غنَّى فوقه ظبي أغَرْ
عود ثوى حجر القضيب رعى له / أيام كانا في الرياض مع الشَّجَرْ
لا سيما لما رأى من ثغرهِ / زهراً وأين الزهر من تلك الدُرَرْ
ويظن أن عذاره من آسه / ونظن تفاح الخدود من الثمَرْ
يسبي القلوب بلفظه وبلحظه / وَافِتْنَتي بين التكلم والنظرْ
قد قيّدته لأُنسنا أوتاره / كالظبي قُيِّد في الكناس إذا نَفَرْ
لم يُبلَ قلبي قبلَ سمع غنائه / بمعذَّر سلب العقول وما اعتذرْ
جَسَّ القلوب بجَسّه أوتارَهُ / حتى كأن قلوبنا بَيْن الوتَرْ
نمّت لنا ألحانه بجميع ما / قد أودعت فيه القلوب من الفكرْ
يا صامتا والعود تحت بنانه / يُغنيك نطق الخُبر فيه عن الخَبَرْ
أغنى غناؤك عن مدامك يا ترى / هل من لحاظك أم بنانك ذا السَّكَرْ
باحت أناملك اللدان بكل ما / كان المتيم في هواه قد سَتَرْ
ومقاتلٍ ما سَلَّ غير لحاظه / والرمحَ هزّ من القوام إذا خطرْ
دانَتْ له منا القلوب بطاعة / والسيف يملك ربه مهما قَهَرْ
نفسي الفداء لشادن مهما خطرْ
نفسي الفداء لشادن مهما خطرْ / فالقلب من سهم الجفون على خطرْ
فضح الغزالة والأقاحة والقنا / مهما تثنَى أو تبسّم أو نظرْ
عجباً لليل ذوائبِ من شعرهِ / والوجه يُسفر عنْ صباح قد سفرْ
عجباً بعِقدِ الثغر منه منظماً / والعِقد من دمعي عليه قد انتثرْ
ما رمتُ أن أجني الأَقاحَ بثغره / إلاّ وقد سلَّ السيوف من الحورْ
لم أنسَهُ ليلَ ارتقاب هلاله / والقلب من شك الظهور على غَررْ
بتنا نراقبه بأول ليلةٍ / فإِذا به قد لاح في نصف الشهرْ
طالعته في روضة كخلاله / والطيب من هذي وتلك قد اشتهرْ
وكلاهما يُبدي محاسن جمة / مِلْءَ التنسّم والمسامع والبصرْ
والكأسُ تطلع شمسها في خدِّهِ / فتكادُ تُعشي بالأشعة والنظرْ
نورية كجبينة وكلاهما / يجلو ظلامَ الليل بالوجه الأغرْ
هي نسخة للشيخ فيها نسبة / ما إن يزالا يرعشان من الكبرْ
أفرغتَ في جسم الزجاجة روحها / فرأيتُ روح الأنس فيها قد بهرْ
لا تسقِ غير الروض فضلة كأسها / فالغصن في ذيل الأزاهر قد عثرْ
ما هبَ خفاق النسيم مع السحرْ / إلا وقد شاق النفوس وقد سحرْ
ناجى القولبَ الخافقات كمثله / ووشى بما تخفي الكِمام مع الزهرْ
وروى عبد الضحاك عن زَهر الربُّى / ما أسند الزهري عنه عن مطرْ
وتحملت عنه حديث صحيحه / رُسُلُ النسيم وصدّق الخُبُرُ الخَبَرْ
يا قصر شنّيل وربعك آهلٌ / والروض منك على الجمال قد اقتصرْ
لله بحرك والصِّبا قد سرَّدْتْ / منه دروعاً تحت أعلام الشجرْ
والآس حفَّ غداره من حوله / عن كلِّ من يهوى العِذارَ قد اعتذرْ
قَبِّلْ بثغر الزهر كفَّ خليفة / يُغنيك صوبُ الجود منه عن المطرْ
وافرشْ خدود الورد تحت نعاله / واجعل بها لون المضاعف عبد خفرْ
وانظمْ غناء الطير فيه مدائحاً / وانثر من الزهر الدراهم والدررْ
المنتقى من جوهر الشرف الذي / في مدحه قد أنزلت آيُ السورْ
والمجتبى من عنصر النور الذي / في مطلع الهَدي المقدس قد ظهرْ
ذو سطوة مهما كفى ذو رحمة / مهما عفا ذو عفة مهما قدرْ
كم سائل للدهر أقسمَ قائلاً / والله ما أيامُهُ إلا غُرَرْ
مولايَ سعدك كالمهنّد في الوغى / لم يُبق من رسم الضلال ولم يَذَرْ
مولاي وجهُك والصباحُ تشابها / وكلاهما في الخافقين قد اشتهرْ
إن الملوك كواكبٌ أخفيتها / وطلعت وَحْدَك في مظاهرها قمرْ
في كل يوم من زمانك موسمٌ / في طَيّهِ للخلق أعيادٌ كُبَرْ
فاستقبل الأيام يندَى روضها / ويرف والنصر العزيز له ثمرْ
قد ذهَبتْ منها العشايا ضعف ما / قد فضَّضَتْ منها المحاسن في السحرْ
يا ابن الذين إذا تُعَدُّ خلالهم / نفِدَ الحسابُ وأعجزت منها القدرْ
إن أوردوا هِيمَ السيوف غدائراً / مصقولةٌ فلطالما حَمِدُوا الصِّدَرْ
سائلْ ببدرٍ عنهمُ بدرَ الهدى / فبهم على حزب الضلال قد انتصرْ
واسألْ مواقفهم بكل مشهّر / واقرَ المغازي في الصحيح وفي السِّيَرْ
تجد الثناء ببأسهم وبجودهم / في مصحف الوحي المنزل مُستطرْ
فبمثل هديك فلتُنِزْ شمس الضحى / وبمثل قومِكَ فليفاخر من فَخَرْ
ماذا أقول وكل وصف معجزٌ / والقول فيك مع الإطالة مختصرْ
تلك المناقب كالثواقب في العلا / من رامها بالحصْرِ أدركه الحَصَرْ
إن غاب عبدُك عن حماك فإنه / بالقلب في تلك المشاهد قد حضرْ
فاذْكُرْهُ إن الذكرَ منك سعادةٌ / وبها على كل النام قد افتخرْ
ورضاك عنه غايةٌ ما بعدها / إلا رضى الله الذي ابتدع البشرْ
فاشكر صنيع الله فيك فإنه / سبحانه ضمن المزيد لمن شكرْ
وعليك من رَوْح الإله تحيةٌ / تهفو إليك مع الأصائل والبُكَرْ
مولايَ يا ابن السابقين إلى العلا
مولايَ يا ابن السابقين إلى العلا / والرافعين لواءها المنشورا
إن لوحظوا في المعلُوَات فإنهم / طلعوا بآفاق العلاء بدورا
أو فوخروا في المكرمات فإِنّهم / نظموا بأسلاك الفخار شذورا
أبناء أنصار النّبِيّ وصحبه / في الذكر أصبح فخرهم مذكورا
والمؤثرين وربُّنا أُنى بها / في الحشر خلَّد وصفهم مسطورا
فاضتْ علينا من نداك غمائمٌ / وتفجرت من راحتيك بحورا
من كفّ شفاف الضياء تخاله / لصفاء جوهرهِ تجسَّدَ نورا
نِعمّ منوّعة تعدد وفْرها / أعجزت عنها شكريَ الموفورا
في موسمٍ للدين قد جدَّدته / وأقمتَ فينا عيده المشهورا
أضعافَ ما أهديتنا من منّةٍ / تُهدِي إليكَ ثوابَها عاشورا
وعلى الطريق بشائرٌ محمودة / ألقاك جذلاناً بها مسرورا
يا أيها المولى الذي بركاتُه
يا أيها المولى الذي بركاتُه / رفعت لواءً للنّدى منشورا
لك راحة تزجي الغمام بأنمل / فَجْرْتَ منها بالنوال بحورا
واليوم موسم قُربةٍ وعبادة / وغداً ظفرت بأجره عاشورا
راعيتَ فيها سنَةً نبوِيّةً / تَروي الثّقاتُ حديثه المشهورا
لا زلتَ عامُك كلُّه في غبطةٍ / لُقِّيتَ منها نَضْرَةً وسرورا
نعم قرّت العينان وانشرح الصدرُ
نعم قرّت العينان وانشرح الصدرُ / وقد لاح في وجه الإمام لنا البدرُ
سرينا بليل التيه يكذب فجره / فلما تجلّى فجره صدق الفجرُ
أغرّ المحيّا بالحياء مقنّعٌ / زهاه الكلامُ الحرُّ والنَّسَبُ الحرُّ
إمامُ الهدى قد خصّه بخلافةٍ / إلهٌ له في خلقه النهي والأمرُ
ذروني فإني بالعلاء خبيرُ
ذروني فإني بالعلاء خبيرُ / أَسيرُ فإِنّ النَّيِّراتِ تسيرُ
فكم بتُّ أطوي الليل في طلب العُلا / كأني إلى نجْمِ السماء سفيرُ
بعزمٍ إذا ما الليل مَدَّ رِواقَه / يكر على ظلمائه فينيرُ
أخو كلف بالمجد لا يستفزه / مِهاد إذا جَنَّ الظلامُ وثيرُ
إذا ما طوى يوماً على السر كشحه / فليس له حتّى المَمَاتِ نشورُ
وإنّي وإن كنت الممنّعَ جارُهُ / لتسبي فؤادي أعين وثغورُ
وما تعتريني فترة في مدى العلا / إلى أن أرى لحظاً عليه فتورُ
وفي السرب من نجد تعلقت ظبيةً / تصول على ألبابنا وتُغيرُ
وتمنع ميسور الكلام أخا الهدى / وتبخل حتى بالخيال يزورُ
أسكان نجد جادها واكِفُ الحيا / هواكم بقلبي مُنجدٌ ومغيرُ
ويا ساكناً بالأجْرَعِ الفرد من مِنًى / وأيسير حظّ من رضاك كثيرُ
ذكرتك فوق البحر والبعد بيننا / فمدّتهُ من فيض الدموع بحُورُ
وأومض خفّاق الذؤاية بارقٌ / فطارت بقلبي أَنَّةٌ وزفيرُ
ويهفو فؤادي كلما هبّت الصِّبا / أما لفؤادي في هواك نصيرُ
ووالله ما أدري أَذِكرُكَ هزّني / أَمِ الكأسُ ما بين الخيام تدورُ
فمن مبلغٌ عنّي النوى ما يسوءها / ولَلبين حكم يعتدي ويجورُ
بأنا غدا أو بعده سوف نلتقي / ونمسي ومنّا زائر ومزورُ
إلى كم أرى أكني ووجدي مصرّحٌ / وأُخفي اسْمَ من أهواه وهو شهيرُ
أمنجدّ آمالي ومغليَ كاسدي / ومصدر جاهي والحديث كثيرُ
أَأَنْسى ولا أَنْسى مجالسك التي / بها تلتقيني نَضْرَةٌ وسرورُ
نزورك في جنح الظلام وننثني / وبين يدينا من حديثك نورُ
على أنني إن غبتُ عنك فلم تغبْ / لطائفُ لم يُحْجَبُ لَهنَّ سفورُ
نَروح ونغدو كل يوم وعندها / رواحٌ علينا دائمٌ وبكورُ
فظلُّك فوقي حيثما كنتُ وَارِفٌ / وموردُ آمالي لديك نميرُ
وعذراً فإني إن أطلْتُ فإِنما / قصارايَ من بعد البيان قصورُ
وعذراً فإني إن أَطلْتُ فإنما / قصارايَ من بعد البيان قصورُ
أعلامُك الحمر فوق السُّفْن خافقة
أعلامُك الحمر فوق السُّفْن خافقة / وريح سعدك تجريها على قَدَرِ
ما إن رفعت قِسيَّ السُّفُن في وطن / إلا ونلت قصيّ السؤال والوطر
قالوا السفائن فوق البَرّ ذا عجب / من غير بحر ولا موج ولا غَرَرِ
فقلت آثار مولانا التي سفرت / لنا العناية عن آياتها الكُبَرِ
تجري بريح سعود في بحار ندى / تُغني بنائك عن بحر وعن مطرِ
لله يوم عجيب الصنع ذو أثر / مُحجَلٌ رائق الأوضاح والغُرَرِ
استبشر الناس فيه بالصنيع وقد / تضمّن البشر في وردِ وفي صَدَرِ
زجرتُه بشفاء قد أتاك كما / يُرضي علاك جميل الخُبر والخَبر
إذا شكوتَ فكلّ الكون ذو وصبٍ / فأنت منه مَكان السمع والبصرِ
ومن شكا بأليم الوجد في بصر / فقد تعوّد غير السُّهد والسَّفر
فَأَسْأَلُ اللهَ ربَّ العرش من لُطُفٍ / يسري إليك بها أنعام مقتدرِ
وأن يُدافع عن ذات بحُرمتها / تعوّد الخلقُ لطف الله في القدرِ
وَلَدُ الفقر والرِّباط ولكنْ
وَلَدُ الفقر والرِّباط ولكنْ / نفسُهُ للسلوك ذات افتقار
طعامُك من دار النعيم بعثْتَهُ
طعامُك من دار النعيم بعثْتَهُ / فشرَفتَه من حيث أدري ولا أدري
بهضبة نعمى قد سمونا لأوجها / فصِدْنا بأعلاها الشّهيَّ من الطَّيرِ
وقوراءَ قد دُرْنا بهالة بدرها / كما دارت الزُهرُ النجومُ على البدر
وقد حُمِلَتْ فوق الرؤُوس لأنها / هديَّة مولى حلّ في مفرق الفخر
فما شئت من طعم زكيِّ مهنِّاً / وما شئت من عَرْف ذكي ومن نشر
فلو أنها قد قُدِّمتْ لخليفةٍ / لأَعْظمها قَدْراً وبالغ في الشكر
وكم لك من نُعمى عليّ عميمةٍ / يقلُّ لأدناها الجميلُ من الذكر
فلا زلت يا مولى الملوك مُبَلَّغاً / أمانيَّ ترجوها إلى سالف الدهرِ
أحافد عبد التين يملأُ بطنَه
أحافد عبد التين يملأُ بطنَه / من التين والمسوا لهم في غيرِ
لقد كنتُ قبل اليوم فيكَ مُحَيَّراً / إلى أن هديت الفكر مِنِّيَ للسيرِ
فقد طبت من طير العصير بنسبة / فخرت بها بين القضاة على الغير
فأنتَ إذاً من ذرق جدك نابتٌ / كما تنبت الأشجار من ذرق الطيرِ
أمولاي تقبيلي ليمناك شاقني
أمولاي تقبيلي ليمناك شاقني / ولا ينكر الظمآنُ شوقاً إلى البحر
ولما رأيت الدهر ماطلني بها / وشوَّقني من حيث أدري ولا أدري
بعثت لك الزهر الجنيِّ لعلّه / يقبّلها عني ثغور من الزهرِ
أما وانصداع النور من مطلع الفجر
أما وانصداع النور من مطلع الفجر /
لك الله من فذ الجلالة أوحد / تطاوعه الآمال في النهي والأمر
لك الله من فذ الجلالة أوحد / تطاوعه الآمال في النهي والأمر
لك القلم الأعلى الذي طال فخره / على المرهفات البيض والأسَل السُّمُرِ
تُقلِّد أجياد الطروس تمائماً / بصنفَيْ لآلٍ من نظام ومن نثر
تهيَّبَكَ القرطاس فاحْمَرَّ إذ غدا / يُقِلُّ بحوراً من أناملِكَ العَشْرِ
كأنّ رياض الطَرس خدُّ مورّدٌ / يُطَرْزه وشيُ العذار من الحِبْرِ
فشارة هذا الملك رائقة الحُلى / بألوية حمر وبالصُّحف الحمرِ
فما روضة غناء عاهدها الحيا / تحوك بها وشيَ الربيع يدُ القطرِ
تُغني قيانُ الطيَر في جنباتها / فيرقص غصن البان في حُلَلٍ خضرِ
تمد لأَكواس العَرار أناملاً / من السَّوسن الغضِّ المختَّم بالتَّبرِ
ويحرس خدَّ الورد صارمُ نهرها / ويُمنع ثغر النّوْر بالذابل النضرِ
يفاخر مرآها السماء محاسِناً / وتُزري نجوم الزَهر منها على الزُّهر
إذا مسحت كفُّ الصِّبا جفن نَوْرها / تنفّس ثغر الزهر عن عنبر الشَّحْرِ
بأعطرَ من رَيَّا ثنائكَ في السُّرى / وأبهرَ حُسناً من شمائلك الغُرِّ
أما وانصداع النور من مطلع الفجر /
لك الله من فذ الجلالة أوحد / تطاوعه الآمال في النهي والأمر
وإن كَلَح الأبطال في حومة الوغى / ترقرق ماء البشر في صفحة البدرِ
لك الحسب الوضاح والسؤدد الذي / يضيق نطاق الوصف فيه عن الحصرِ
تشرَّف أفقٌ أنت بدرُ كماله / فغرناطةٌ تختال تيهاً على مصرِ
تَكلَّلَ تاجُ الملك منك محاسناً / وفاخرت الأملاكَ منك بنو نصرِ
بعزمة مضمون السعادة أوحد / وغرّة وضّاح المكارم والنّجرِ
طوى الحيفُ منشورَ اللواء مؤيداً / فعزّ حمى الإسلامِ بالطّيِّ والنَشرِ
ومدَّ ظلالَ الأمن إذ قصر العدا / فيُتُلى سناءُ الملك بالمدّ والقصرِ
إذا احتفل الإيوان يوم مشورة / ومضطرب الآراء من كل ذي حجرِ
صدعتَ بفضل القول غَيْرَ منازَع / وأطلعتَ آراءً قُبِسْنَ من الفجر
فإِنْ تظفرِ الخَيْلُ المغيرة بالضحى / فعن رأيك الميمون تظفر بالنَّضْرِ
فلا زلتَ للعلياء تحمي ذمارها / وتسحب أذيال الفخار على النَّسرِ
وللعلم فخر الدين والفتك بالعدا / بأوْتَ به يا ابن الخطيب على الفخرِ
فيهنيك عيدُ الفطر من أنت عيده / ويُثني بما أوليتَ من نِعَمِ غُرِّ
أما وانصداع النور من مطلع الفجر /
لك الله من فذ الجلالة أوحد / تطاوعه الآمال في النهي والأمر
وسَوَّغتني الآمال عذباً مسلسلاً / وأسميت من ذكري ورفَّعت من قدري
فدهريّ عيد بالسرور وبالمنى / وكلّ ليالي العمر لي ليلةُ القدرِ
فأصبحت مغبوطاً على خير نعمة / يقلّ لأدناها الكثير من الشكرِ
لولا تألق بارق التذكارِ
لولا تألق بارق التذكارِ / ما صابَ واكفُ دمعيَ المدرارِ
لكنه مهما تعرض خافقاً / قَدحَتْ يدُ الأشواق زند أواري
وعلى المشوق إذا تذكر معهداً / أن يُغْريَ الأجفانَ باستعبارِ
أمذكّري غرناطةً حلّت بها / أيدي السحابِ أَزرةَ النُوَّارَ
كيف التخلص للحديث وبيننا / عرض الفلاة وطافح الزخَارِ
هذا على أن التغربَ مركبي / وتولُّجَ الفيحِ الفساحِ شعاري
فلكم أقمت غداةَ زُمَّتْ عيسُهم / أبغي القرار ولات حين قرارِ
وطفقت أستقري المنازلَ بعدهم / يمحو البكاءُ مواقع الأثارِ
إنَّا بني الآمال تخدعنا المنى / فنخادع الآمال بالتسيار
نَتَجَشْم الأهوال في طلب العلا / ونروع سربَ النوم بالأفكارِ
لا يحرز المجدَ الخطير سوى امرئ / يمطي العزائم صهوةَ الأخطار
إمّا يفاخرْ بالعتاد ففخْرُه / بالمشرفية والقنا الخطّارِ
مستبصر مَرمى العواقب واصلٌ / في حمله الإيرادَ بالإصدارِ
فأشدُّ ما قد الجهول إلى الردى / عَمَهُ البصائر لا عمى الأبصارِ
ولربَ مُرْبَدِّ الجوانح مزبدٍ / سبح الهلالُ بلُجّهِ الزخّار
فُتقت كمائم جنحه عن أنجم / سفرت زواهرُهنَّ عن أزهارِ
مثلت على شاطي المجرة نرجساً / تصطفُّ منه على خليجِ جاري
وكأنما خمسُ الثريا راحَةٌ / ذرعَتْ مسير الليل بالأَشبارِ
أسرجْتُ من عزمي مصابيحاً بها / تهدي السراة لها من الأقطارِ
واتارع من بازي الصباح غرابُهُ / لما أطلّ فطار كلَّ مَطارِ
وغريبةٍ قطعت إليك على الونى
وغريبةٍ قطعت إليك على الونى / بيداً تبيدُ بها همومُ الساري
تُنسيه طِيَّتَه التي قد أمَّها / والركب فيها ميّت الأخبارِ
يقتادها من كل مشتمل الدجى / وكأنما عيناه جذوة نارِ
تشدو بحمد المستعين جداتُها / يتعلّلون به على الأكوارِ
إن مسَّهم لفح الهجير أبلّهم / منه نسيم ثنائك المعطارِ
خاضوا به لجج الفلا فتخلصت / منها خلوصَ البدر بعد سرارِ
سلمت بسعدك من غوائل مثلها / وكفى بسعدك حامياً لذمارِ
وأتتك يا ملك الزمان غريبةٌ / قيد النواظر نزهة الأبصارِ
موشيّة الأعطاف رائقة الحلى / رقمت بدائعها يدُ الأقدارِ
راق العيونَ أديمها فكأنه / روضٌ تفتح عن شقيق بهارِ
ما بين مبيضٍّ وأصفرَ فاقع / سال اللّجين به خلال نُضارِ
يحكي حدائق نرجس في شاهق / تنساب فيه أراقم الأنهارِ
تحدو قوائمَ كالجذوع وفوقها / جبلٌ أشمُّ بنوره متوارِ
وسمت بجيدٍ مثل جذع مائل / سهل التعطف ليّن خوّارِ
تستشرف الجدران منه ترائباً / فكأنّما هو قائم بمنارِ
تاهت بكلكلها وأتلع جيدُها / ومشى بها الإعجابُ مشيَ وقارِ
خرجوا لها الجمَّ الغفيرَ وكلُّهم / متعجَب من لطف صنع الباري
كلٌّ يقول لصحبه قوموا انظروا / كيف الجبال تقاد بالاسيار
ألقت ببابك رحلها ولطالما / ألقى الغريب به عصا التسيار
عَلِمَتُ ملوك الأرض أنك فخرها / فتسابقت لرضاك في مضمارِ
يتبؤأون به وإِنْ بعد المدى / من جاهك الأعلى أعزَّ جوارِ
فارفع لواء الفخر غير مُدافعٍ / واسحب ذيولَ العسكرِ الجرارِ
واهنأ بأعياد الفتوح مخوَّلاً / ما شِئت من نصر ومن أنصارِ
وإليكها من روض فكري نفحةً / شفَّ الثناء بها على الأزهارِ
من فصل منطقها ورائق رسمها / مستمتعُ الأسماع والأبصارِ
وتُميل من أصغى لها فكأنني / عاطيتُه منها كؤوس عُقارِ
حيَّاكِ يا دار الهوى من دارِ
حيَّاكِ يا دار الهوى من دارِ / نوءُ السَّماك بديمةٍ مدرارِ
وأعاد وجهَ رُباك طلقاً مشرقاً / متضاحكاً بمباسم النوّارِ
أَمذكُري دارَ الصبابة والهوى / حيث الشبابُ يرفُّ غصن نُضارِ
عاطيتني عنها الحديث كأنما / عاطيتني عنها كؤوسَ عُقارِ
إيهٍ وإن أذكيت نار صبابتي / وقدحتَ زندَ الشوق بالتذكارِ
يا زاجر الأظعان وهي مشوقة / أشبهتها في زفرة وأوارِ
حنَّتْ إلى نجد وليست دارَها / وصَبتْ إلى هنديّهِ والغارِ
لكنَّها شامَتْ به برق الحمى / واعتادها طيف الكرى بمزارِ
هل تُبلغُ الحاجاتِ إن حُمُلتها / إنّ الوفاء سجيةُ الأحرارِ
عرّضْ بذكري في الخيام وقلْ إذا / جئت العقيق مُبَلِّغ الأوطارِ
عارٌ بقومكِ يا ابنةَ الحيَّيْنِ أن / تلوي الديون وأنت ذات يسارِ
أمتعت ميسورَ الكلام أخا الهوى / وبخلت حتى بالخيال الساري
وأبان جاري الدمع عذرَ هيامه / لكن أضعتِ له حقوق الجارِ
هذا وقومُكِ ما علِمتُ خلالهم / أوفى الكرام بذمةِ وجوارِ
الله في نفس شُعاعٍ كلّما / هبّ النسيم تطير كل مطارِ
باللهِ يا لمياءُ ما منع الصَّبا / أَلاَّ تهبَّ بعَرفِكِ المعطارِ
يا بنتَ من تشدو الحداةُ بذكره / مُتَعَلِّلين به على الأكوارِ
ما ضر نسمة حاجر لو أنها / أهدتْ لنا خبراً من الأخبارِ
هل بانُه من بعدنا متأوّدٌ / متجاوبٌ مترنم الأطيارِ
وهل الظباء الآنسات كعهدنا / يصرعن أسْدَ الغاب وهْيَ ضوارِ
يفتكن من قاماتها ولحاظها / بالمشرفية والقنا الخطَّارِ
أشعرتُ قلبي ُبَّهُنَّ صبابةٌ / فَرَمَيْنَني من لوعتي بجمارِ
وعلى الكثيب سوانحٌ حمرُ الحلى / بيض الوجوهِ يُصَدْن بالأفكارِ
أَدْنَى الحجيجُ مزارهنَّ ثلاثةٌ / بمِنّى لَوَاَنَّ مِنىَ ديارُ قرارِ
لكنّ يوم النفر جُدنّ لنا بما / عوَّدْنَنا من جفوة ونِفارِ
يا ابن الأُلى قد أَحرزوا فضل العلا / وسَمَوْا بطيب أرومةِ ونِجارِ
وتنوب عن صوب الغمام أكفُّهم / وتنوب أوجُههم عن الأقْمارِ
من آل سعدٍ رافعي علم الهدى / والمصطَفَيْنَ لنصرة المختارِ
أصبحتَ وارثَ مجدهم وفخارهم / ومشرَفَ الأعصار والأمصارِ
وجهٌ كما حَسَر الصباحُ نِقابَهُ / ويدُ تمدُّ أناملاً ببحارِ
جدّدت دون الدين عزمة أروعٍ / جدّدت منها سُنَّة الأنصارِ
حُطْتَ البلاد ومن حوته ثغورُها / وكفى بسعدك حامياً لذمارِ
للهِ رحلتك التي نلنا بها / أجرَ الجهاد ونزهة الأبصارِ
أوردتنا فيها لجودك مورداً / مستعذبَ الإيراد والإِصدارِ
وأفضت فينا من نداك مواهباً / حسُنت مواقعُها على التكرارِ
أضحكت ثغر الثغر لما جئته / وخَصَصْتَهُ بخصائص الإيثارِ
حتى الفلاةُ تقيمُ يوم وردتها / سُنَنَ القِرى بثلاثةِ الأثوارِ
وسَرَتْ عُقاب الجو تهديك الّذي / تصطاد من وحش ومن أطيارِ
والأرض تعلمُ أنك الغوث الذي / تُضفي عليها واقيَ الأستارِ
وَلَرُبَّ ممتدِّ الأباطح موحش / عالي الربى متباعد الأقطارِ
هَمَلِ المسَارح لا يُراعُ قنيصُهُ / إلا لنَبْأةِ فارسٍ مغوارِ
سَرَحَتْ عنان الريح فهي وربما / أَلْقَتْ بساحته عصا التّسيارِ
باكرته والأفق قد خلع الدجى / مِسْحاً لِيلبَسَ حُلَّةَ الإِسفارِ
وجرى به نهر النهار كمثل ما / سكب النديم سُلافةً من قارِ
عَرَضَتْ به المستنفرات كأنَّها / خيلٌ عِرابٌ جُلْنَ في مضمارِ
أتبعتها غُرَرَ الجياد كواكباً / تنقضُّ رجماً في سماء غُبارِ
والهاديات يؤمُّها عبلُ الشَّوى / متدفّقٌ كتدفّق التيَّارِ
أَزْجَيْتَها شقراءَ رائقةَ الحلى / فرمَيْتَهُ منها بشعلةِ نارِ
أثبتْ فيه الرمح ثُمَّ تركته / خَضِبَ الجوانح بالدَّمِ الموَّارِ
حامت عليه الذابلات كأنَّها / طيرٌ أوَتْ منه إلى أوكارِ
طفقت أرانِبُهُ غداة أثرتها / تبغي الفرار ولات حين فرارِ
هل ينفع الباعُ الطويل وقد غدتْ / يوم الطراد قصيرةَ الأَعْمارِ
من كل منحفزٍ بملحمة بارق / فاتتْ خطاه مدارك الأبصارِ
وجوارح سبقتْ إليه طلابها / فكأنّما طالَبْنَهُ بالثّارِ
سودٌ وبيضٌ في الطراد تتابعت / كالليل طارده بياضُ نهارِ
ترمي بها وهي الحنايا ضمّراً / مثل السهام نُزعن عن أوتارِ
ظننتُ بأن تنجو بها كلاَّ ولو / أغريتَه بأرانب الأقمارِ
وبكل فتخاء الجناح إذا ارتمت / فكأنها نجم السماء الساري
زجِلُ الجناح مصفق كمن الردى / في مخلب منه وفي منقارِ
أجلى الطريد من الوحوش وإن رمى / طيراً أتاك به على مقدارِ
وأريتنا الكسب الذي أعداؤه / ملأت جمالاً أعين النظارِ
بيضٌ وصفرٌ خِلتُ مطرح سرحها / روضاً تفتّح عن شقيق بهارِ
من كل موشيّ الأديم مفوْفٍ / رقمت بدائعه يد الأقدارِ
خُلِطَ البياضُ بصفرة في لونه / فترى اللجين يشوب ذوب نُضارِ
أوْ أشْعلِ راق العيونَ كأنه / غَلَسً يخالط سُدفةً بنهارِ
سَرَحَتْ بمخضرْ الجوانب يانعٍ / تنسابُ فيه أراقم الأنهارِ
قد أرضعته الساريات لبانها / وحَلَلْنَ فيه أَزِرْةَ النُّوّارِ
أخذت سعودك حذرها فلحكمةِ / أَغْرَتْ جفون المزن باستعبارِ
لما أرتك الشمس صفرة حاسدٍ / لجبينك المتألق الأنوارِ
نفثت عليك السُّحُبُ نفث معوّذٍ / من عينها المتوقَّع الإضرارِ
فارفعْ لواء الفخر غيْرَ مدافعٍ / واسحب ذيول العسكر الجرارِ
واهنأ بمقدمك السعيد مُخَوَّلاً / ما شئت من عز ومن أنصارِ
قد جئتُ دارك محسناً ومؤملاً / مُتعت بالحسنى وعقبى الدارِ
وإليكَها من روض فكري نفحةً / شفّ الثناء بها على الأزهارِ
أضياءُ هَدِي أم ضياء نهارِ
أضياءُ هَدِي أم ضياء نهارِ / وشذا المحامد أم شذا الأزهارِ
قسماً بهديك في الضياء وإنه / شمس تمدُّ الشهب بالأَنوارِ
كم من لطائف للهدى أوضحتها
كم من لطائف للهدى أوضحتها / خَفِيَتْ لطائفها على الأفكارِ
كم من جرائم قد غفرت عظيمها / مستنزلاً من رحمة الغفارِ
علمت ملوك الأرض أنك فخرها / فتسابقت لرضاك في مضمارِ
سالت به تحت العَجاج سفينة
سالت به تحت العَجاج سفينة / لقحت بريح العزم من أنصارِ
أرستْ بجودي الجود في يوم الندى / وجرت بيوم الحرب في تيارِ