المجموع : 14
تَجَلَّت لِوحدانية الحق أَنوار
تَجَلَّت لِوحدانية الحق أَنوار / فدلت عَلى أَن الجحود هو العار
وَأَغرت لداعي الحق كل موحد / بمقعد صدق حبذا الجار وَالدار
وَأَبدَت مَعاني ذاته بصفاته / فَلَم يحتمل عقل المحبين أنكار
تَراءى لهم في الغَيب جل جَلاله / عيانا فَلَم يدركه سمع وَأَبصار
مَعان عقلن العقل وَالعَقل ذاهِل / واقباله في برزخ البحث أَدبار
اذاهمّ وَهم الفكر ادراك ذاته / تعارض أَوهام عليه وَأَفكار
وَكَيفَ يحيط الكيف ادراك حده / وَلَيسَ له في الكَيف حدو مقدار
وَأَينَ يحل الاين منه وَلَم يَكن / مَع اللَه غير اللَه عين وَآثار
وَلا شيء مَعلوم وَلا الكَون مضيئة / وَلا الرزق مَقسوم وَلا الخلق افطار
وَلا الشمس بالنور المنير مضيئة / وَلا القمر الساري وَلا النجم سيار
فأنشأ في سلطانه الأرض وَالسَما / ليخلق منها ما يَشاء وَيَختار
وَزين بالكرسي وَالعَرش ملكه / فمن نوره حجب عليه وَأَستار
فَسُبحان من تعنو الوجوه لوجهه / وَيَلقاه رهن الذل من هو جبار
وَمن كل شيء خاضع تحت قهره / تصرّفه في الطوع والقهر أَقدار
عَظيم يهون الاعظمون لعزه / شديد القوى كاف لدى القهر قهار
لطيف بلطف الصنع فضلنا على / خَلائق لا تحصى وَذَلكَ ايثار
يرى حركات النمل في ظلم الدجى / وَلم يحف اعلان عليه واسرار
وَيحصى عديد النمل وَالقطر وَالحصى / وما اشتملت نجد عليه وأغوار
ووزن جبال كم مَثاقيل بنوره / دراها وكيل البحر والبحر تيار
أَضاءَت قُلوب العارفين بنوره / فَباحَت بأحوال المحبين أَسرار
وَشق عَلى أَسمائهم من عَلى اسمه / عَلى الاصل فهو البر والقَوم أَبرار
فَذاكَ الَّذي يلجا إِليه توكلا / عليه وَيَعصى وَهُوَ بالحلم ستار
فأدنى الرجا للخلق من باب فضله / لتمعي اسا آن وَتغفر أَوزار
وَضامنة الآمال تَسعى مواشيا / إِلى مزن استغفاره وَهُوَ غفار
تسبح ذرّات الوجود بحمده / وَيسجد بالتَعظيم نجم وَأَشجار
وَيبكى غمام الغيث طوعا لامره / فتَضحَك مِمّا يَفعَل الغَيث أَزهار
ومن شق وجه الأَرض عن معشب الثرى / وَتَجري وَلا يَجري سِوى اللَهَ أَنهار
ومن عرد القمرى شكرا لربه / فَجاوبن بأسجع الالهى أَطيار
وان نفحت هوج النسيم تعطرت / به خلع الأَكوان وَالسكون معطار
تَبارك رب الملك وَالمَلكوت من / عَجائِب يرويهن بدو وَحضار
فَيا نفس للاحسان عودى فربما / أقلت عثارا فابن آدم معثار
وَيا فرقة الاحباب بالرغم لا الرضا / لعل بلطف اللَه تجمعنا الدار
فأصبح في الأَرض البَعيدة عهدها / فَلا ثم أَوطان وَلاثم أَقطار
وأدرك من ريحانة القلب نظرة / وَراها لصوم القلب عيد وافطار
الهى أذقني برد عفوك واهدنى / اليك بِما يُرضيك فالدهر غرار
وصل حبل أنسى باجتماع أحبتى / فَفي صرم حبل الانس بشمت غدار
وصن ماء وَجهي عَن مقام مذلة / وَحصنه من جور الطغاة اذا جاروا
فاني بِتَقصيري وَفَقري وَفاقَتي / عَلى أَملى من مصر حودك أَمتار
خَلعت عذارى واعتذرتك سيدى / وَلَم يَبقَ لي بعد اعتذاري أعذار
فَقل فزت يا عبدالرَحيم بِرَحمَتي / وَطبت وَلا خزى لديك وَلا عار
وأكرم لاجلى من يَليني وأعطنا / من النار أَمنا يوم تستعر النار
وَصل عَلى روح الحَبيب محمد / حميد المَساعي فَهُو في الخلق مختار
وَأَزواجه والآل وَالصحب انهم / له وَلدين الحق بالحق أَنصار
لَك الحَمد حمدا نستلذ به ذكرا
لَك الحَمد حمدا نستلذ به ذكرا / وان كنت لا أَحصي ثناء وَلا شكرا
لَك الحَمد حَمداً طَيبا يَملأ السَما / وَأَقطارها وَالأَرض وَالبر وَالبَحرا
لَك الحَمدُ حَمد اسر مدبا مُباركا / يقل مداد البحر عن كتبه حصرا
لَك الحمد تَعظيما لوجهك قائما / يخصك في السراء منى وَفي الضرا
لَك الحمد مقرونا بشكرك دائما / لَك الحمد في الاولى لك الحمد في الاخرى
لَك الحَمد حمد اطيب أَنتَ أَهله / عَلى كل حال يشمل السر والجهرا
لَك الحمد موصولا بغير نهاية / وَأَنتَ الهى ما أَحق وَما أحرى
لَك الحمد يا ذا الكِبرياء ومن يكن / بحمدك ذا شكر فقد احرزا الشكرا
لَك الحمد حَمدا لا يعد لحاصر / أَيحصى الحصى وَالنبت وَالرمل وَالقطرا
لَك الحَمد أَضعافا مضاعفة عَلى / لطائف ما أَحلى لدينا وَما أَمرا
لَك الحمد ما أَولاك بالحمد وَالثَنا / عَلى نعم أَتبعتها نعما تترى
لَك الحمد حمد أَنتَ وَفقتنا له / وَعلمتنا من حمدك النظم وَالنثرا
لَك الحَمدُ حَمد انبتغيه وَسيلة / اليك لِتَجديد اللطائف وَالبشرى
لَكَ الحَمد كم قلدتنا من صَنيعة / وَأَبدلتنا بالعسر يا سيدي يسرا
لَك الحمد كم من عثرة قد أقلتنا / ومن زلة أَلبستنا معها سترا
لَك الحمد كم خصصتني ورفعتني / عَلى نظرائي من بَني زَمَني قدرا
لَك الحمد حمدا فيه وردى وَمشرعي / اذا خابَت الآمال في السنة الغبرا
لَك الحمد حَمدا ينسخ الفقر بالغنى / اذا خرت يا مَولاي بعد الغنى فقرا
الهى تغمدني برحمتك الَّتي / وَسعت وَأَوسعت البرايا بهابرا
وَقوّ بروح منك ضعفي وَهمتي / عَلى الفقر واغفر زلتي واقبل العذار
فاني من تَدبير حالي وَحيلَتي / اليك ومن حولي وَمن قوتي أَبرا
ومن ماء وَجهي عَن سؤال مذلة / وَعَن جوردهر لَم يزل حلوه مرا
وَلا طف أَطيفالي واخوتهم فقد / رمتهم خطوب ما أَطاقوا لَها صَبرا
وَهم يألفون الخير وَالخير واسع / لديك وَلا وَاللَه ما عرفوا شرا
ربوافى ربا روض النَعيم وظله / فجدد لهم من جودك النعمة الخضرا
ومن محن الدنيا والاخرى تولهم / بخير وَيسرهم بفضلك اليسرى
وهبنى لهم أَسعى عليهم مجاهدا / لوجهك وافسح لي بطاعتك العمرا
وَبعد حَياتي في رضاكَ توفني / عَلى الملة البَيضاء وَالسنة الزهرا
وَفي القبر آنس وحشتي بند وحدتي / فان نزيل القر يَستَوحش القبرا
وان ضاق أَهل الحشر ذرعا بموقف / بك الكتب تعطى باليَمين وَباليسرى
فقل فزت يا عبدالرَحيم برحمتي / وَمَغفرتي لا تَخش بؤسا وَلا ضرا
وأكرم لاجلى مَن يَليني رحامة / وَصحبا وَفرج همنا واغفر الوزرا
وَلا نبق لي مِمّا نويت علاقة / وَلا حاجة كبرى وَلا حاجة صغرى
وَصل عَلى روح الحَبيب محمد / حميد المَساعي مقتَفي مضر الحمرا
صَلاة وَتَسليما عليه وَرَحمة / مباركة تَنمو فَتَستَغرق الدهرا
وَتَشمَل كل الآل ما هبت الصبا / وَما سرت الركبان في اللَيلة الغرا
مقيل العاثرين أَقل عثارى
مقيل العاثرين أَقل عثارى / وَخذلي من بَني زمني بثاري
وَجملتي بعافية وَعَفو / من الأَمراض وَالعلل الطواري
فغم البَلغَم اِستَوفى نَعيمي / وَمقدم ام ملدم لفح نار
اذاب حَماؤُها لَحمي وَعَظمي / وَلست من الحَديد وَلا الحجار
فَيا فردا بلا ثان اجرني / بعز علاك من ثان ودار
وَلا تشمت بي الاعداء وانظر / اليّ برحمة نظر اختيار
فَقَد هَتَكوا حماى وعاندوني / على نعم تدر عَلى دِياري
وان تضرري وَعناي منهم / نظير تذللي لك واِفتِقاري
فان يخسر بسوقهم اتجاري / ففضلك سوق أَرباح التجاري
وان يك عقنى صحبي وَجاري / فَجودك بالَّذي أَرجوه جاري
واني بعت حين عرفت دَهري / خيار بَني الزَمان بلا خيار
لانهم ذياب في ثياب / فَيالي من شرار في شرار
فَكَم لحم شووه بغير نار / وعرض مزقوه بلا شغار
وَكَم نَصَبوا العداوَةَ لي بكيد / فكادوا يهدمون به جدار
فَهَل لَك يا خَفي اللطف لطف / يعود عَلى اِحتسابي واِصطِباري
فأَتَت بنيتها سبعا شِدادا / يغرين جوّها شهب سواري
وَمهدت الأَراضي من نجود / دَبيبَ النَمل في ظلم المَجاري
وَسخرت البحار السبع نجرى / بها الأَفلاك من غادو ساري
وانشأت السحاب وَلا سَحاب / واذريت الرياح وَلا ذراري
جعلت الشمس خلف البدر تَسعى / كَسعي اللَيل في طرف النهار
وَتَعلم كل خائنة وَتَدري / دَبيبَ النَمل في ظلم المَجاري
وَتمسك في الهَواء الطير بسطا / وَقبضا في رواح واِبتِكاري
وَتكفل كل وحش في البَراري / وَترزق كل حوت في البحار
وَكَم من نعمة غذَت البرايا / يَراها من محل الخلق باري
كَريم منعم بر روف / مقيل العاثرين من العثار
الهى عافنى واصح جِسمي / وَصل واقبل برحمتك اِعتِذاري
وَطهر قالبي وَتغش قَلبي / بانوار السَكينة والوقار
وان كررت مشلتي فكلني / إِلى كرم يَفيض بلا انحصار
فتحت يدى أَطفال صغار / فهبني للأَطفال الصِغار
أُجاهِد فيك محتسبا عليهم / وأبذل فيك جُهدي واِقتِداري
وَتَيسير الامور عليك دونى / ففرج هم عسرى باليَسار
ومن على يوم الكتب تقرا / وَتعطى باليَمين وَباليَسار
وَعافَ أَبو السعود أَخص صحبي / من الجرح الَّذي يصلى بنار
وكن لِدَخيل علته طَبيبا / بِلا نار وَلا طول اِنتظار
فانك ان لطفت به تعافى / وَعاد بلطف صنعك وَهُوَ باري
وَقل عَبد الرَحيم وَمن يَليه / من المحن العَظيمة في جواري
وَصل عَلى النَبي وتابعيه / وعترته الخيار بَني الخيار
فمدح محمد شرفي وَعزى / وَجاهى في العَشائِر واِفتِخاري
طيف الخَيال من النيابَتين سَرى
طيف الخَيال من النيابَتين سَرى / إِلى الحجاز فَوافي مَضجَعي سحرا
سَرى عَلى بعد دار بناينم به / روح النَسيم فأهدى منهلا عطرا
فَكَم وَكَم حازَ من سهل ومن جبل / ومن وعور الى أم القُرى وَقرى
أَفديه من زائر ما زارَني أَبَدا / وذاكر ما نسى ودي وَلا ذكرا
وَحاضر نصب عَيني وَهُوَ مُبتَعِد / عَني فَما غابَ عَن عَيني ولا حضرا
لَيت الاراك الَّتي مر النَسيم بها / تَدري بِشَكواي بَل ليت النَسيم دَرى
ما صبر صب له في كل جارحة / جرح أَعاد عليه صبره صَبرا
وَطالَما هاجَت الشَكوى له شجنا / فذكرته زَمانا مر فادكرا
مَن لي بطفلين من خَلفي كَأَنَّهما / زغب القطا اذعد من الماءِ وَالشَجَرا
فارقت ريحانَتي قَلبي وَما رَضيت / نَفسي الفراق وَلا اِخترت النَوى بطرا
وَلَم يَكونا حَبيبين افتقدتهما / في غُربَتي بل فقدت السمع وَالبَصرا
هما وَديعة من يَرعى وَدائعه / وَمَن يَرى وَهو داني القرب لَيسَ يَرى
في ذمة اللَه مَحفوظان أسأله / يَكفيهما المكر وَالمَكروه وَالضررا
يا قطعة مِن فؤادي ان عتبت فَما / جَفاك والدك النائي وَلا هجرا
وانما هي أَحكام مقدرة / موصولة بقضاء سابق قدرا
لا كات الريح أن تُبدي لَنا خَبَرا / من المحبين أَو تهدي لهم خبرا
حَسى من الوجد أَني ما ذكرتهم / الا تكفكف ماء العين واِنحدرا
رحلت عنهم عداة البين من برع / وَفي الحَشا لهب النيران مستعرا
وَسرت وَالشَوق يطويني وَينشرني / موصلا بهجير بين وَسرى
حَتّى انتهيت الى الميقات في زمر / من وفد مكة يا طوبى لها زمرا
ثم اِغتَسَلنا وأحرمنا وَساربنا / حادى المطى يَخوض الهَول وَالخَطرا
وَلَم أزل رافِعا صَوتي بِتَلبيَتي / مَع الملبين مِمَّن حج واِعتَمرا
حَتّى أَناخَت مطايانا بِذي كَرم / لكل وفد لديه زلفة وَقرى
من ريف رأفة رب الحجر وَالحجر / لما وصلنا الحجر وَالحَجرا
طفنا القدوم وَصلينا الندرك ما / رمنا وَجئنا بركن السعي ان شكرا
ثم اطمأن بنا التعريف بعداذ / في موقف جمع السادات وَالكبرا
وَفي المفيضين عدنا حين تم لهم / رَمى الجمار وَهاجَ النفر من نفرا
حجوا فَراحوا يَزورون ابن آمنة / لوعدت في الفرقة الحافين مستطرا
عَسى لِطائف رَبي أَن تبلغني / قبرا بقر بعيني رأيه نظرا
قبرا بطيبة يَسهو نوره صعدا / فَيَجعَل النيرين الشمس وَالقَمَرا
حيث الكَرامات والآيات ظاهرة / لمن حَوى الفخر تَعظيما وَمُفتَخرا
وَحيث مهبط جبريل وَمصعده / يَتلو عَلى أَحمد الآيات وَالسورا
فرد الجَلالة فرد الجود مكرمة / فرد الوجود عن الأشياء وَالنَظرا
أعلا العلا في العلا قدرا وأمنعهم / دارا وجارا واسما في السَماء ذرا
سرّ السَرارة لب اللب منتخب / من هاشِم خير مدفون بخير ثَرى
هداية اللَه في الدنيا وَصَفوته / فيها وَخيرته مِمَّن ذرا وَبرا
ان كان في الكَون موجودا وآدم في / ماء وَطين حماء لم يكن بشرا
نبوّة قبل خلق الخلق سابقة / ان الامام امام وَالوراء ورا
السهلة السمعة الغراء ملته / وآله الطيبون السادة الغررا
أَتى وأمته العَمياء قد حملت / اصرا فخفف أَثقالا وحل عرا
عَلى شفا جرف هار فأنقذها / لما أقل بحسن البشر من عثرا
وَقامَ يَتلو من التَنزيل معجزة / تمحو الاناجيل وَالتَوراة وَالزبرا
دينا قَويما أحل الطَيبات لنا / لا دين من سيب الانعام أَو بحرا
وَحرم الدم وَالميتات محكمه / وَما أَهل لغير اللَه أَو نذرا
يَكفيك أَنَّ الفَتى المَكي طلعته / في ظلمة الشرك بدرا ساطِعا ظهرا
فقل لمن يحط علما برفعته / عَلى النَبيين سل من قد قرا وَدَرى
يس فيه وَطس امتداح علا / وَالطور وَالنور وَالفُرقان وَالشعرا
كَم عاندته قريش وَهيَ عالمة / بأنه خير من فوق الثَراء يَرى
وَكَم رَعى بالتَعنى حق حرمتهم / مبالغا فيهم التَحذير وَالنذر
يَلقى المسيئين بالحسنى كَعادته / وَيوسع المذنبين العفو مُقتدرا
لما غدا واعظا صموا فَخالطهم / بالسَيف بأسا فَلبى السيف اذ شهرا
وَشن غاراته في كل ناحية / وَقامَ لِلَّه والاسلام منتصرا
بفتية من قريش الابطحين ومن / أَبناء قيلة أَهل الدار أَسد شرى
قَوما أَقاموا حدود اللَه واِبتَدروا / ظل السيوف ليعطا وأجر من صبرا
وَأَخلصوا دينهم لِلَّه واِعتَصَموا / بِاللَه واِمتَثَلوا لِلَّه ما أَمرا
باعوا نَفائسهم منه وأنفسهم / بجنة الخلد بيعا رابحا فَشَرى
وَدمروا كل باغ عز جانبه / بالسَيف حَتّى اِستَباحوا البدور وَالحضرا
محبة لِنَبي بين أَظهرهم / غدا به الدين في الآفاق مشتهرا
مبارك الوجه يَستَسقي الغمام به / غوث الارامل والايتام وَالفقرا
كهف المرجين كنزا السائلين اذا / غبر السنين كمت أَنواؤها المطرا
يا رحمة اللَه حي روحه أَبَدا / عنى وَظلى وَباتى حيثما قبرا
هدية من أَسير الذئب مرتجيا / أن يطلق اللَه بالغفران من أَسرا
اليك يا صاحب الجاه العَريض رمت / بي الاماني وَالباع الَّذي قصرا
مستعديا من زَمان لا نصير به / يرجى سواك ولا ملجا وَلا وزرا
أَرجو السَعادة في الدارين جائزة / لا حرف فيك منى تشبه الدررا
فاعطف حنانا عَلى عَبد الرَحيم ومن / يَليه باللطف حَتّى يبلغ الوطرا
فأَنتَ مالي وَمأمولي وَمُعتَمدي / وَحجتي يوم أَلقى اللَه معتذرا
لعل ظل لواء الحمد يشملني / مَع الحَبيب اذا النار اِرتَمَت شررا
مني عليه تحيات مباركة / تنمى فَتَستَغرِق الآصال وَالبكرا
ما لاحَ زهرا لرياض الغر مبتسما / او عانق الريح غصنا مائسا خضرا
تخص ارواح قوم هاجَروا معه / وَالتابعين ومن آوى ومن نصرا
مَوصولة بسلام اللَه دائِمة / ما البرق من علويات الحجاز سرى
دمى طلل بين الطلول بحا جر
دمى طلل بين الطلول بحا جر / فَلا تعجَبوا من عبرة بمحاجري
وَخلوا فؤادي يستبيد فراقهم / غراما يَرى ما بين ناس وَذاكر
فذكرى حييمات الاباطح لم تزل / تهيج لِقَلبي وَجد مَجنون عامر
وَما الحب الا لوعة وَصَبابة / تذيب وَمهجور يحن لهاجر
وخل الهَوى العذرى ينم به الفَتى / بخلع عذار الحب من غير عاذر
عَسى نسمة من سفح نجد تهب لي / بريح الخزامى وَاليشام النواضر
وَتشرَح لي حال الغَريق فَربما / ازاحَت بذكري منجد وجد غائر
فَلِلَّه عيش بالحمى سمحت به / شحاح الغواني في المغاني الدوائِر
ليال سرقناهن من زمن مضت / به غفلات العيش من شعب حاجر
أَما وَالَّذي حج الخَلائق بيته / رجالا وَركباناعَلى كل ضامر
وَمن طاف تعظيما وهرول ساعيا / وَكرر أَذكار الصفا وَالمَشاعِر
لاستعطفن الوصل منكم عَلى النَوى / بلوعة قلب أَو بعبرة ناظر
فَما برحت مَرضى الرياح تنم عَن / قديم غرام في خفى ضمائري
وَيوم كظل الرمح خلفت طوله / وَرائي واِستقبلت ليلة ساهر
أَشيم بروقا من غوير تهامة / وأخرى بنجد نصب تلك الغَوائِر
وَتنظر عيني نور شمس جلاله / قبال قبا تجلود ياجى الدياجر
شعاع تسامى من ضَريح محمد / وأشرقن منه طالعات البَشائِر
هُوَ الرَحمة المهداة للخلق حبذا / كَريم السَجايا خير باد وَحاضِر
أَلَيسَ انشقاق البدر معجزة له / وَظل غمام الجو عند الهواجر
وَسجدة أَجمال وَسجدة ظبية / وَحنة جذع من هشيم المنابر
وَتَسبيح حصباء ليمن يَمينه / وَفيض زلال الماء يوم العَساكِر
واخبار عضو الشاة أنى مسمم / فتبا لافعال اليهود الاصاغر
وَيوم دعا الاشجار من غير حاجة / سعت نحو خير الخلق سعى مبادر
وأشبع يوم الخندق الجيش كله / بصاع شعير كان في بيت جابر
وَفي ثمر أَهوى بسهم فَلَم يزل / بِجيش لهم بالرمى من غير حافِر
وَمسرى رَسول اللَه من بطن مكة / الى المَسجد الاقصى كلمحة ناظر
فأم بها الاملاك وَالرسل واِنثَنى / الى الملا الاعلى بقدرة قادِر
وَساربه جبريل في سمر الرضا / وَبشر من أَهل السما كل سامر
وَزج به في النور حَتّى اذا اِنتَهى / الى موقف ما فيه نهج لسائر
اشار إِليه اللَه بالبشر فاِنثَنى / يَخوض بحار النور خوض مباشر
مشاهد لم توطأ بأخمص غيره / وآثار تخصيص عَلى كل آثر
وَبَيداء نور وحده جاز جنحها / عَلى قدم ساع إِلى الخير طاهر
فَلَمّا دَنا من قاب قَوسين رفعة / وألبسه الرحمن تاج المفاخر
سَقاه بكأس الحب من فوق عرشه / سلافة قرب لا سلافة عاصر
وَتوأه فوق النبيين رتبة / تحاشى بها عَن مشبه وَمناظر
وَشفعه في المذنبين مدائحا / خَصائص أخرى لا تعد لحاصر
غداة لواء الحمد وَالكوثر الَّذي / يوافيه ظامى الورد بالمصادر
اليك شفع المذنبين مدائحا / مؤلفة تزوى بنظم الجَواهِر
أَتيتك يا شمس الهدى متشفعا / بها لاخى في اللَه أَعنى الحصاورى
سميك يا مَولاي أَثقل ظهره / بفعل المناهى واِجتناب الاوامر
فَكن من جَميع النائبات حمى له / وَعامله بالحسنى وواصل وَناصر
ازح محن الدارين بالعطف منك عَن / مؤلفها عَبد الرَحيم المهاجري
وأتمم لنا النعمى عَلى ذي قَرابة / وَصحب وأَشياخ وَحار وَمجاور
وَصلى عليك اللَه ما هبت الصبا / وَما حن رعد في عريض المواطر
صَلاة اذا خصتك عمت بنورها / بقية أَصحاب وآل أَخاير
حروف معان أَو عقود جواهر
حروف معان أَو عقود جواهر / تحاكى مصابيح النجوم الزواهر
وابر يزتبر بزمن النظم فتحت / قوافيه زهرا في رياض الدفاتر
يَروح بأرواح المحامد حسنها / فيرقى بها في ساميات المفاخر
فَتلك عَلى بعد الديار وَقربها / قَريبة عهد بالحَبيب المهاجر
عَرائس لا ينكحن غير مهذب / كَريم وَلا يعشقن من لم يخاطر
اذا ما هَداها الفكر أَهدت لذي النهي / شَمائل أَشهى من شمول المعاصر
تشعشع من نور المَعاني عناية / بها تضرب الامثال بين المَعاشِر
وَتنظم مِن نثر المثانى قَلائدا / تزخرف جيد الجود من كل فاخر
وَتنشر من طي المروءة لِلفَتى / مَكارِم أَخلاق وَحسن سرائر
اذا ستروها بالحجاب تبرجت / محاسن تَبدو من وَراء السَتائِر
وان فض في الاكوان مسك ختامها / تعطر منها كل نجد وَغائر
تخيرتها للهاشمي محمد / حَميد المَساعي خير باد وَحاضِر
نبيّ أَتى وَالناس في جاهلية / يَخوضون في بحر من الشرك زاخر
عَلى الغي في طغيانهم يعمهون قد / هوت بهم الاهوا إِلى غير ناصر
فمد عليهم منه ظل هداية / وأرشد منهم للهدى كل حائِر
واحكم أَسباب النجاة وَهم عَلى / شفا جرف هار لانقاذ عاثر
له معجزات الوحي لا قولَ كاهِن / كَما زعموا زورا وَلا قول شاعِر
عَزيز عَن الافك الَّذي يَفتَرونه / عَلى اللَه مِن تَحريم ذات البحائر
وَعن رجس أَوثان وَخمر وَميسر / وَطغيان أَنصاب وازلام فاجر
فَنحن به في ملة خير ملة / عَلى خير دين ظاهر متظاهر
هدانا الصراط المُستَقيم بهديه / وأورى بنور الحق نور البَصائر
وَعلمنا الاحكام والرشد رحمة / لنا ووقانا دائرات الدوائر
سَقى واكف الوسمى اكناف طيبة / وَروى ربا تلك الرياض النَواضِر
مشاهد يَرضى اللَه مسح ترابها / وَيوضع فيها الوزر عن كل وازِر
وارض بها للهاشميّ مآثر / يَعود عَلَينا خير تلك المآثر
فَيا زائِرا روح الحَبيب محمد / بِنَفسي وَأَهلي من حَبيب وَزائِر
اذا ما رأت عَيناك روضة أَحمد / فَباه رياض الخلد فيها وَفاخر
وَقبل ثرى ذاكَ الحَبيب مسلما / عَلى خيرمَقبور بخير المَقابِر
سَلام اذا ما عد بالرمل وَالحصى / وَنبت الفلا حصرا وقطر المواطر
فَضاعف عَلى أَعشاره وَمئينه / بسبعين أَلفا ثم ضاعف وَكاثر
وَقل يا شَفيع المذنبين اعانة / لذى دعوة يَرجو اقالة عاثر
أَتاكَ يُنادي بالجاه محمد / وأَنتَ جواد باعه غير قاصر
وَما الظن يا مَولايَ فيك بخائب / وَلا العائذ اللاجي اليك بخاسر
فانى عَلى قربى وَبعدي رَفيقكم / وما دحكم في كل ناد وَسامر
فكن من أَذى الدنيا غياثي وَناصري / وَغوثى عَلى باغ عليّ وَغادر
وان ضاق يوم الحشر بالناس جانبا / فَقل لا تخف عَبد الرَحيم المهاجري
وَبرّ وأَكرم من يَليه لاجله / اذا قيل قم فاشفع لاهل الكَبائِر
فَلَيسَ لنا يَوم المعاد ذَخيرة / بلا وجهك المَيمون خير الذخائِر
فَما أَمل الراجين من مطلب الغنى / سواك وَما راجى سواك بظافر
وَصلى عَليك اللَه ما حن راعد / وَما لاحَ برق في دياجى الدياجر
صَلاة تسامى الشمس نورا وَرفعة / وَتزرى برياها عَبير المجامر
من الازل استفتاحها مستمرة / الى أَبد الآباد آخر آخر
تخصك يا فرد الوجود وَتنثني / عَلى آلك الغر الكِرام العَناصِر
ضَرَبوا الخيام عَلى الكَثيب الاخضر
ضَرَبوا الخيام عَلى الكَثيب الاخضر / ما بين روضة حاجر وَمحجر
وَتفيؤا في الأَرض ظلا واِرتَووا / من مائة المنسجم المتفجر
واخضر فَردوس الخَمائِل اذ غَدا / وَسرى عليه حيا العَريض الممطر
فكأن لؤلؤ ظله راد الضحى / درر مَتى تسر النَسائِم تنثر
أَوما تَرى عذبات بانات اللوا / تَرتاح روح نَسيمها المتعطر
وَلع البشام بنفحة نجدية / تغشى الرياض بعنبر وَمعنبر
ان النفوس عَلى اختلاف طباعها / طمعت من الدنيا بما لم تظفر
وَعَلى الكَريم دلالَة عذرية / بصرت به فأرته ما لَم ينظر
يا نازِلا بربا الأراك عداك ما / حملت من وَلَهي وَطول تذكري
سل جيرة الجرعى غداة عدت بهم / نزل الرَكائِب في الفَريق المصحر
هَل جددوا عهدا بمعهد رامة / أَم طنبوا في الشعب شعب العرعر
لِلَّه در العيس وَهي رواسم / بموّح وَمصبح وَمهجر
يخرقن من حجب السراب سرادقا / ما بين طيبة وَالمقام الاكبر
وَيلحن في لجج الظلام ضوامرا / شوقا إِلى المزمل المدثر
الابطحي المنتقى من غالب / وَالطاهِر الطهر البَشير المنذر
الصادِق الهادي الامين المجتَبى / وَالسابِق المتقدم المتأخر
وابن العواتق من سَليم انه / ذو الخفر احماعا ومن لم يفخر
ملأت محاسنه الزَمان وأشرقت / بوجوده الاكوان فاسمع وانظر
وَتَتابَعَت نعم به وَتَطاوَلَت / رتب تَناهى في عراض المشتري
هَذا مَنارك يا محمد مذسمها / طلعت طَلائعه بنور النير
كَم نازعتك الفخر سادة مكة / حسدا وَهَل صدف يقاس بجوهر
ولأنت سر المُرسَلين وَخير من / وَطىء الثرى من منجد وَمغوّر
ضربت رواق العز دونك هيبة / قصمت عرا المتكبر المتجبر
وَسمت نجومك بالسعود وأَشرقَت / شمس الوجود بحظك المتوفر
وأرتك أَنوار النبوّة ما اِنطَوى / في الكون من مَكنون سر مضمر
وَوقتك من لفح السموم غَمائم / مَبسوطَة من فوق بدر مزهر
وَعَلَيكَ سلمت الغَزالَة مذرأت / بك من بَديع الحسن أَكمل منظر
وأَوابد الوحش الكَوانِس في الفَلا / نادتك باسم معرف لم ينكر
وَبِبَطن كفك سبحت صم الحصى / وَكَذاكَ حن الجذع يوم المنبر
وَبنت عليك العَنكَبوت بنسجها / في الغار توهم أَن منهجه بري
وَغدت مغيرة لا ثرك في الثَرى / وَرق الحمام فَعاد غير مؤثر
وَجعلت شق البدر معجزة لمن / في الحي من بدو هديت وَحضر
وَلمدحك الوحي المنزل فصلت / آياته عَن معجزاتك فاشكر
وَمَكارِم قد عمت الدنيا نَدى / وَهدى وأخرى أخرت للمحشر
فخر الجَلالَة وَالمَهابَة وَالعلى / وَشفاعة العقبى وَحوض الكوثر
يا بهجة الدنيا وَعصمة أَهلها / من كل خطب عابس متنكر
كن من أَذى الدارين نصرى واحمنى / وَلنيل ما أَرجوه موسم متجري
وَاِجعل مَديحي فيك حبل تَواصل / بيني وَبينك يا رَفيع المفخر
قل أَنتَ يا عَبدَ الرَحيم وكل من / واليته في ذمة لم تخفر
وَلمن يَليني صحبة وَرحامة / بالخير يا خير العباد فبشر
وادرأ بصولك في نحور حَواسدي / أَبَدا وَقم بي حيث كنت وَشمر
واذا دَعوتك للملمه فاِستَجِب / واذا انتصرت بجاه وَجهك فانصر
وَعليك صَلى اللَه يا علم الهدى / ما لاحَ ملتثم الصباح المسفر
وَعلى المهذبة الكِرام كَواكِب ال / سلام صحب الخير للمتخير
بَكى الغَريب لفقد الدار وَالجار
بَكى الغَريب لفقد الدار وَالجار / ان الغَريب غَزير دمعه الجاري
أَهاجه الركب اذ قالوا الرَحيل غدا / أَم شاقه لمع ذاك البارق الساري
أَم باتَ يرقب نارا بالحمى وَقدت / يا موقد النار لا عذبت بالنار
هب النَسيم بأَرواح يمانية / تهدي إِلى الشأم ذاكَ المندل الداري
فبت وَالقلب مَجروح جوارحه / حيران أَضرب أَخماسا بأَعشار
نام الخليون من حولي وَما عَلِموا / أَتى سَمير صبابات وَتذكار
ذكرت جيرة نجد يوم دارهم / دارى وَسما رذاكَ الحَي سمارى
وَذبت وجدا لأرض لي بها وطر / هَيهات كَم بَينَ أَوطاني وأَوطاري
يا ممرضي بربا نجد أَعد مَرضى / عَسى يَعودون عوادى وزوّاري
فقد وهبت لغزلان العذيب دمي / وَلَم أطالب عيون العين بالثار
لَولا فراق الفَريق النازلين عَلى / حكم الهَوى ما وشى دَمعي باسراري
فَكَم تقسم قَلبي نية عرضت / مَقسومة بين انجاد واغوار
يا معمل العيس من شام الى يمن / معوّدا حمل أَهوال وأحطار
سلم عَلى الحَي من نيابَتي برع / وَقل لهم حين تنبيهم باخباري
رأَيته حول بيت اللَه في زمر / من طائفين وَحجاج وَعمار
وَقَد قَضى عمل النسكين محتسبا / وَنال ما نال من غفران غفار
لكنه ضاقَ ذرعا أَن يحج وَلَم / يزر شَفيع البَرايا صفوة الباري
محمدا دعوة الحق الرَسول إِلى / عرب وَعجم وَبدو ثم حضار
سر السرارة لب اللب خير فَتى / من فتية سادة السادات اخيار
مستودع الحسن والاحسان ذو كرم / بالخير اجود من روح الصبا الذارى
مستغرق باسمه كل المحامد من / علم وَحلم وافضال وايثار
حياك يا طيبة الغراء صوب حيا / يهمى بمنسجم في الحي مطار
حيث النبوة مضروب سرادقها / عَلى رياض جنان ذات أَنهار
اللَه أَكبَر ذافرد الجَلالَة ذا ال / كاسي من الكيس وَالعاري من العاري
ذابهجة الكون ذا سر الهداية ذا / روح الوجود المصفى خير مختار
انجيل عيسى مَع التَوراة بشرنا / ببثه مسندا عن كعب أَحبار
وَكَم له في عَلامات النبوّة من / مصنفات صَحيحات وآثار
كبرء مرضى وَفيض الماء مزيده / وأنس نافر غزلان وأطيار
وَنطق ضب وَنسج العَنكَبوت كَما / باض الحمام الثَاني اثنين في الغار
وَالعضو كلمه وَالجذع حن وَفي / مَعناه تَسليم أَحجار وَأَشجار
وَالغيم ظلله وَالبدر شق له / وَالثدى فاضَ بدر منه مدرارا
وَكَم لا شرف رسل اللَه من شَرف / لَم تبلغ الخلق منه عشر معشار
يا منقذ الخلق من نار الجَحيم وَهم / عَلى شفا جرف هار بمهنار
يا عدتي يا رَجائي في النَوائب يا / عزى وَكنزى وَيسرى بعد اعساري
اسمع غَرائِب مدح لا أريد بها / تحصيل دار وَدينار وَقنطار
بَل أَرتَجي منك في الدارين مرحمة / وَفي الاقامة بين الدار وَالدار
فَما مدحتك بالتَقصير معترفا / الا لتخفيف آصاري وأَوزاري
وأين ينزل مدحي فيك بعد ثنا / سبع المثاني وَما سجعي واشعاري
عليك أَزكى صَلاة اللَه دائمة / تَبقى بقاء عشيات وابكار
تندى عليك عَبير اطيبا وَعَلى / مهاجرين وآل ثم أنصار
فؤادي بربع الظاعنين أَسير
فؤادي بربع الظاعنين أَسير / يقيم عَلى آثارهم وأَسير
وَدَمعي غَزير السكب في عرصاتهم / فَكَيف أَكف الدمع وَهو غَزير
وان نبار يحى بهم وَصبابَتي / لهن رواح في لحشا وَبكور
أحن اذا غنت حَمائم شعبهم / وَينزع قَلبي نَحوهم وَيطير
وأذكر من نجد حوارس بأسهم / فتنجد اشواقي بهم وَتغير
فَيالَيت شعري عَن محاجر حاجر / وَعَن اثلاث روضهن تضير
وَعن عذبات البان يلعبن بالضحى / عليهن كاسات النَسيم تدور
ومن لي بان أَروي من الشعب شربة / وانظر تلك الارض وَهي مطير
واسمع في سفح البشام عشية / بكاء حَمامات لهن هدير
فَيا جيرة الشعب اليَماني بحقكم / صلوا أَو مرو اطيف الخيال يَزور
بعد تم وَلَم يبعد عَن القَلب حبكم / وَغبتم وَأَنتم في الفؤاد حضور
أَغار عليكم أَن يَراكم حَواسدي / وأحجب عنكم وَالمحب غيور
أَحباب قَلبي هَل سواكم لعلتي / طَبيب بداء العاشقين خَبير
غرستم بِقَلبي لوعة ثمراتها / هموم لها حشو الحشا سعير
جيوش هوا كم كل لمحة ناظر / عَلى حصن قَلبي بالغَرام تغير
أَعيروا عيوني نظرة من جَمالكم / وَما كل من يغلى الوصال يعير
أَقام عَلى قَلبي وَسَمعي وَناظري / رَقيب فَما يخفى عليه ضَمير
مرادي هواكم وَالهَوان كَرامَة / لحلو هَواكم وَالعَسير يَسير
أَعدّ علي ديني وَدُنياي بكم / فَتَنقَلب الاحزان وَهي سرور
وَتأَخذ قَلبي نشوة عند ذكركم / كَما اِرتاح صب خامرته خمور
واني لمستغن عَن الكَون دونكم / وَأما اليكم سادتي فَفَقير
أَصوم عَن الاغيار قطعا وَذكركم / لصوصي سحور في الهَوى وَفطور
وَلَيلة قَدري لَيلة بت آنسا / بكم وَلا قلام القبول صَرير
وَضحوة عيدي يوم أَضحى بقربكم / عَلى من اللطف الخَفي ستور
فَجود وابو صل فالزَمان مفرق / وأكثر عمر العاشقين قَصير
وَلا تغلقوا الابواب دوني لزلتي / فنتم كِرام وَالكَريم غفور
وَقَد أَثقلت ظهري الذنوب وانما / رَجائي لغفار الذنوب كَبير
وَجاه رَسول اللَه أَحمَد نصرتي / اذا لَم يَكن لي في الخطوب نَصير
وَمدح رَسول اللَه فأل سَعادَتي / افوز به يوم السَماء تمور
نَبي تَقي اريحىّ مهذب / بَشير لكل العالمين نذير
اذا ذكر اِرتاحَت قلوب لذكره / وَطابَت نفوس وانشرحن صدور
عدمنا عَلى الدنيا وجود نظيره / لَقَد قل موجود وَعز نظير
وَكَيفَ يسامى خَير من وَطىء للثَرى / وَفي كل باع عَن علاه قصور
وَكل شَريف عنده مُتَواضع / وَكل عَظيم القريَتين حقير
لئن كانَ في يمناه سبحت الحصى / فَقَد فاضَ ماء للجيوش نمير
وَخاطبه جذع وَضب وَظبية / وَعضو خَفي سمه وَبَعير
ودرّ له الثَدى الاجد كَرامَة / كَما اِنشق بدر في السَماء مُنير
وَمثل حَنين الجذع سجدة سرحة / وانس غَزال البر وَهي نفور
وَباض حمام الايك في اثره كَما / بنت عَنكَبوت حين كانَ يَسير
وان الغمام الهاطِلات تظله / بروح نَسيم ان أَلم هَجير
وَيوم حَنين اذرمى القوم بالحصى / فَولوا وَهم عمى العيون وَعور
وَجند في بدر ملائكة السما / فجِبريل تحتَ الرايَتَين أَمير
وَمن قومه في البئر سَبعون سيدا / قَتيلا وَمثل الهالِكين أَسير
وَمن عزمه تَخريب خَيبر مثل ما / قَريظة قرض وَالنَضير نَظير
وان رسول اللَه من مكة سرى / الى القدس وَالروح الامين سمير
فَجازَ السَماء السبع في بعض لَيلَة / وَلكن بعد السبع أَينَ يَصير
فَلاح له من رفرف النور لائح / من النور للهادي البَشير بَشير
وَشاهد فوق العرش كل عَجيبة / وماثم الازائر وَمزور
حَبيب تَملى بالحَبيب فحصه / وَشرفه بالقَرب وَهوَ جَدير
وَقالَ له سَلني رضاك فانني / عَلى كل شيء في رضاك قَدير
فَماد قَرير العين في خلع الرضا / وَقَد شملته بهجة وَحبور
محمد قم بي في الخطوب فان لي / تجارة مدح فيك ليس تبور
عَرائس لا تَرضى بغيرك ناكِحا / لهن عَزيزات المهور مهوز
علت وَغلت الاعليك فأرخصت / لترخص حور في القصور قصور
مؤلفها عَبد الرَحيم كَأَنَّها / كَواكب في جوّ السَماء تنير
لبسن مَعانيها بمدحك بهجة / فَلاح لَها نور وَفاح عَبير
فقل أَنتَ في الدارين في خربنا وَمن / يَليك صَغير سنه وَكَبير
وَصلى عَلَيك اللَه واِختص واجتبى / فأَنتَ هدى للعالمين وَنور
وَعم رضاه الآل وَالصحب انهم / لدينك يا شمس الزَمان بدور
تعلقت بالاسباب دون مدبري
تعلقت بالاسباب دون مدبري / فَقطعها بي فاِنقلبتُ الى حسري
وَلَو أَنَّني اِستَغنيت باللَه وحده / عَن الخلق لَم أَحتج لزيد وَلا عمرو
فَيا واسع اللطف الخَفي تولني / بلطفك واشرح سيدي بالرضا صَدري
وألبس حمى ذلي بعزك عزة / وأسبل عَلى الستر يا مسبل الستر
وَلا تَمتَحني في الورى بعَظيمة / يَضيق بها ذرعي وَيفنى لَها صَبري
وان رأت الاعداء كيف تكيدني / فخذها بكف الكف من حيث لا أَدري
وَصن ماءَ وَجهي عَن سؤال مذلة / بفضلك واشملني لدى العسر باليسر
وَجوهر بنور العلم قَلبي وَقالبي / وَضَع أَصر أَوزاري الَّتي أَنقضت ظَهري
وأكرم لاجلي من يَليني رحامة / وَحط أَنسهم بالخبر من شرر الشر
وَكن سَيدي عوني وَغوثي دائِما / وَعزى وَحرزى دائما وَغنى فقري
هب النَسيم فَما ست منه أَشجار
هب النَسيم فَما ست منه أَشجار / وَغردت في بشام الشيح أَطيار
وَضاحك البرق أَزهار الرياض فمن / فضى مذهبها نور وَأَنوار
فهزني الشوق لا دَمعي يكف وَلا / قَلبي اذا رمت منه الصبر صبار
وَطال عَهدي بدار كنت ساكنها / قد حال من دونها نجد وَأَغوار
فَلَيت شعري هَل الايام تسعدني / بوصل قوم نأت بي عنهم الدار
احن وجدا وَتذكارا لهم وَبهم / وَالحب اقتله وَجد وَتذكار
يا جيرة الحي كَيفَ المنجدون وَهَل / بالشعب في سمرات الحي سمار
وَهَل المت صبا نجده مودعة / للظاعنين وَسارَت اينما ساروا
واين حلوا من الوادي وَهَل ضربت / لهم عَلى العلم الغربي اخدار
يا هائم القلب ثق بالصبر معتصما / فكل شيء له حد وَمقدار
وان بليت باحكام الزَمان فَلا / تجزع فللدهر اقبال وادبار
واعلم بانك جار الاهدلي وَفي / ذمام محترم يحمى به الجار
فانزل بتربته ايما نزلت وَسل / أَهذه طيبة وَالخلق زوار
ام مشهد الكعبة البيت الحَرام وَفي / اكنافها الوفد حجاج وَعمار
بجاه من شرفت هذى البلادبه / كَما بأحمد قدما شرف الغار
سَقى الكَثيب كَثيب السدر صوب حيا / غمامه بصنوف الخير مطار
فَفيه سر من الاسرار مبتهج / في سمت كل ولي منه اسرار
مهذب شرف اللَه الوجود به / وانما ولد المختار مختار
ظل ظَليل وَغيث يَستَغيث به / عجم وَعرب وَبدو ثم حضار
له الحماية في الدنيا وَيوم غد / تمحي به عن جَميع الخلق أَوزار
وَلَو أَشارَ إِلى نار السَعير خبت / اذ ذاكَ وانطفأت من نوره النار
وَلَو دَعا بجماد الارض معجزة / لباه ترب واشجار واحجار
وَكَم له مِن كَرامات اذا قرنت / بالبحر تخجله وَالبحر تيار
حلت محاسنه الايام وامتلأت / منها جهات كَثيرات واقطار
وَفي المراوعة الغراء شهب هدى / هم في حظائر قدس اللَه أَزهار
آل النَبي وأَبناء الوصي فهم / في الارض وَالعرض سادات واخيار
قوم سموا برسول اللَه مرتبة / فكل افعالهم في المجد آثار
سبع المثاني ثناء يمدحون به / وَمدح غيرهم سجع واشعار
وَفيهم الفرد يحيى الاريحى له / فوق الخَليقة اخطار واقدار
بدر منير امام عالم علم / سيف من السر ماضي الحدبتار
مبارك الوجه برحى فيض نائله / وَمنه تقضي لبانات واوطار
أَما وآل عليّ الاهدلي فهم / لخلعة الكون تطريز وانوار
لا بعت شعرا نَفيسا بالخَسيس وَلَو / هلكت جوعا فللاشعار اسعار
وَلا تعاظمى في مدح منصبهم / مال وَدار وَدينار وَقنطار
بل اطلب الخلد في ادنى محبتهم / وَما عَلى اذا احببتهم عار
فهم ثمالى وَمنهم نصرتي وَغنى / فقري وَقبلة قصدي اينما صاروا
اولاك ان عاهَدوا اوفوا وان وهبوا / اغنوا وان يستشار وانصره شاروا
كأَنَّما الكون شخص ميت وَهم / للكون روح واسماع وابصار
وَلَم يَزَل جارهم يحمي وَسائلهم / يعطى وَعارضهم بالخير مطار
خَيال سعد أسعف بالمزار
خَيال سعد أسعف بالمزار / فَزار من الغوير بلا ازورار
سَرى تهديه نسمة ريح نجد / جعلت فداه من سار وَساري
سَرى من أبرق العلمين وَهنا / خَفي الشخص مأمون الاثار
ألم بمضجَعي نفظرت منه / بما ظفر الفرزدق من نوار
تنمّ به رياح المسك عرفا / وَشمس الحسن من خلف الخمار
بِنَفسي من علقت به غَراما / فبعت القلب منه بلا خيار
أَذوب صبابة وأحن وَجدا / اليه يَفيض أَجفان غزار
عَسى علم عن العلمين أوعن / وَسيمات المَحاسن من نزار
فبين البان والاثلات ربع / لظبي الانس لا ظبي الصحاري
تسفهني العَواذِل فيه جهلا / وَما عذري سوى خلق العذار
أخى سر منهجي واصبر كَصَبري / لشرب الملح أَو رعي المرار
فاني قد مشيت بكل فج / وَقاسيت الملمات الطواري
وَذقت مَرارة التَجريب حَتّى / تبينت النحاس من النضار
فخل معاشرات الناس تسلم / وَعاملهم بحلم واِصطبار
وان ضاق الخناق عليك فانزل / بسيدنا ابن سيدنا النَهاري
كَريم تعلق الآمال منه / بعز الجار مَحمود الجوار
امام قائم بالحق ساع / بنصح الخلق بحر الاعتبار
عماد المتقين وَمنتقاهم / وَقطب الدين مرتفع الفخار
هو العلم المَلىء بكل علم / هو البحر المحيط عَلى البحار
هُوَ النجم المضيء لكل سار / هُوَ القمر المنزه عَن سرار
مَلاذ مؤمل وَغياث راج / وَغاية مصلب وَغَني افتقار
وَسيف في يَمين اللَه يَقفو / بهمته طَريقة ذي الفقار
ربت في ريف رأفته البرايا / وَطيرا الجوبل وحش القفار
نما من دوحة فيها تَسامَت / فروع الدين ثابتة النحار
وَجيه لَو جه ذو كرم عَريض / وَذو صفح تَراه عَلى اِقتدار
وَشمس علاه لَيسَ لها أفول / وَزند نده في الازمات وارى
يَلوذ بجاهه من خاف ظلما / فَيَلقاه قَريب الانتصار
غمام المكرمات لكل راج / وَثملان السَكينة وَالوقار
وأسرع من يجاب له دعاء / اذا رمق السماء بلا اِفتخار
يَرى بطلائع الانوار مالا / تَراه العين سرا كالجهار
وَكل الكون دون حياط قاف / بمرأى منه متضح المنار
لَقَد شرف الوجود بنور احيا / مَوات الدين مشتهر الشعار
قَصير لوعد وافى لعهد جاوي / مَقاليد الهدى عف الازار
لدنى العلوم يجيب عنه / لسان حَقيقة الحبر الحواري
أَجبني يا فَتى عمر بن موسى / أَقلني يا محمد من عثارى
فَكَم لك من يد وَرَهين جود / وَمَولى نعمة وَعتيق نار
سمى أَبيك جارك فيكما لي / ظنون حماية وَجوار جار
فَقَوما بي وَقَولا أَنتَ منا / اذا النيران طائرة الشرار
فَكَم أَنقذتما بهداكما من / شفا جرف من النيران هارى
وان مكرت بي الاعداء ظلما / فَكونا نصرتي وَخذا بثاري
وان خفت الذنوب فبشراني / بعقبي الدار في دار القرار
وَها هي من لسان مهاجري / أَجازَ بها عَلى بعد الديار
ليلقى راحة الدارين فيها / وَيعطى الامن في اَهل ودار
وَجاد ثراكما في كل حين / غزيرات الغوادي وَالسَواري
وَباتَت كل والفة وَظلت / عَلى الحرم المعظم في قعار
قال مستودع الغيوب النهاري
قال مستودع الغيوب النهاري / وَهو في حضرة العَزيز الباري
حين أوتى مَفاتح الاسرار / طحعت رفعَتي عَلى الابصار
واِصطَلى كل عاشق من نار /
كل مَن في مَقام صدق صديقي / وَفَريق الموحدين فَريقي
نفر الضد خوف شهب حَريقي / واِنتَحى كل فارس عَن طَريقي
وَخيولي تحيط بالاقطار /
رفقت رايَتي بمقعد صدق / وَسما بي سر اِعتقادي وَنطقي
فَثنائي في كل غرب وَشَرق / وَشموسي تضىء في كل أفق
وَحسامي يَلوح في الامصار /
بارق بالابرق الفرد سرى
بارق بالابرق الفرد سرى / وَتراءى لي بنجد سحرا
وَسَقى خيف مني عارضه / واثيلات النقا وَالسمرا
واِتيحت بالمصلى ديمة / غادرت وادي المصلى خضرا
فأنار النور من فضيه / في ربا تلك النواحي زهرا
فرياض الشعب رضوانية / ينثر الطل عليها دررا
يا نَسيم الريح من كاظمة / اهدلي ذاك النَسيم العطرا
واعد لي بالحمى ساجعة / فرقت بين جفوني وَالكرى
من عذ برى من حَبيب راحل / اخذ الموم واعطى السهرا
وَعذول لامى في الحب لَو / ذاق كاس الحب مثلي عذرا
لا يظن الدهر اني مهمل / بعد مدحي من يجيز الشعرا
قبل لي ما نلت من نائله / قلت كل الصيد في جوف الفرا
ذا الوجيه الوجه في الدارين ذا / صيدي الشيخ العرابي عمرا
صفوة الحق الَّذي انواره / عمت الدنيا فَشاعَت في الوَرى
واحد الامة هدا وَهدى / غوث أَهل الارض كهف الفقرا
قبلة الوفد المرجى جوده / بل إِمام الصالحين الكبرا
كعبة المجد الَّذي من زاره / حج في زورته واِعتمرا
والذي ما جئته مستلما / كفه الا اِستَلمت الحجرا
غيم برّ ظله مرحمة / لَم يزل صببه منهمرا
سادتي لا تهملوا مادحكم / فَلَقَد لذت بكم منتصرا
ان أدنى واجب الخدمة أن / تبلغوا عَبد الرَحيم الوطرا
فصلواحَبلي وَشدوا عروتي / واِرفَعوا قَدري اذا خطب عرا
لا تخصوا بالدعا أَنفسكم / واذكروا من غاب فيمن حضرا
واسألوا الرحمن يَهدي رَحمة / تشمل الاموات في بطن الثرى
وَصَلاة اللَه تَغشي روضة / أَحمد المختار فيها قبرا
وَضجيعيه وَسبطيه ومن / آثر الهجرة أَو من نصرا
وَجَميع الآل والاصحاب ما / بارق بالابرق الفرد سرى