المجموع : 10
اصْبرْ على مَضَضِ الإِدْلاجِ في السَّحَر
اصْبرْ على مَضَضِ الإِدْلاجِ في السَّحَر / وفي الرَّوَاحِ إِلى الحاجاتِ والبَكَرِ
لا تَعْجِزَنَّ ولا يُضْجِرْك مَحْبَسها / فالنُّجْحُ يَتْلَفُ بَيْنَ العَجْزِ والضَّجَرِ
إِنِّى رَأَيْتُ وفي الأَيَّامِ تَجْرِبَةٌ / للصَّبْرِ عاقِبَةً مَحْمُودَةَ الأَثَرِ
وقَلَّ مَنْ جَدَّ في أَمْرٍ يُطالِبُهُ / فاستَصْحَبَ الصَّبْرَ إِلاَّ فاز بالظَّفَر
كم في علاج نبيذ التمر لي تعبٌ
كم في علاج نبيذ التمر لي تعبٌ / الطبخ والدلك والمعصار والعكر
وإن عدلت إلى المطبوخ معتمداً / رأيتني منه عند الناس أشتهر
نقل الدنان إلى الجيران يفضحني / والقدر تتركني في القوم أعتذر
فصرت في البيت أستسقي وأطلبه / من الصديق ورسلي فيه تبتدر
فمنهم باذلٌ سمحٌ بحاجتنا / ومنهم كاذبٌ بالزور يعتذر
فسقني ري أيامٍ لتمنعني / عمن سواك وتغنيني فقد خسروا
إن كان زقٌ فزقٌ أو فوافرةٌ / من الدساتيج لا يزري بها الصفر
وإن تكن حاجتي ليست بحاضرةٍ / وليس في البيت من آثارها أثر
فاستسق غيرك أو فاذكر له خبري / إن اعتراك حياءٌ منه أو حصر
ما كان من ذلكم فليأتني عجلاً / فإنني واقفٌ بالباب أنتظر
لا لي نبيذٌ ولا حرٌّ فيدعوني / وقد حماني من تطفيلي المطر
شاربت قوماً لم أطق شربهم
شاربت قوماً لم أطق شربهم / يغرق في بحرهم بحري
لما تجارينا إلى غايةٍ / قصر عن صبرهم صبري
خرجت من عندهم مثخناً / تدفعني الجدر إلى الجدر
مقبح المشي كسير الخطا / تقصر عند الجد عن سيري
فلست أنسى ما تجشمت من / كدحٍ ومن جرحٍ ومن أثر
وشق ثوبٍ وتوى آخرٍ / وسقطةٍ بان بها ظفري
عَجَباً لي ومِن رضايَ بحالٍ
عَجَباً لي ومِن رضايَ بحالٍ / أنا منها على شَفَا تغريرِ
عالماً لا أشكُّ أني إلى عدْ / نٍ إذا مُتُّ أو عذابِ السَّعير
كلّما مُرَّ بي على أهل نادٍ / كنتُ حيناً بهم كثيرَ المرورِ
قيل مَن ذا على سرير المنايا / قيل هذا محمَّدُ بن يَسيرِ
قل لمن رام بجهلٍ
قل لمن رام بجهلٍ / مدخل الظبي الغرير
بعد أن علق في خ / ديه مخلاة الشعير
ليته يدخل إن جا / ء من الباب الكبير
يا رب رب الرائحين عشيةً
يا رب رب الرائحين عشيةً / بالقوم بين منًى وبين ثبير
والواقفين على الجبال عشيةً / والشمس جانحةٌ إلى التغوير
حتى إذا طفل العشي ووجهت / شمس النهار وآذنت بغئور
رحلوا إلى خيفٍ نواحل ضمها / طول السفار وبعد كل مسير
ابعث على طير المديني الذي / قال المحال وجاءني بغرور
ابعث على عجلٍ إليها بعدما / يأخذون زينتهن في التحسير
في كل ما وصفوا المراحل وابتدوا / في المبتدين بهن والتكسير
ومضين عن دور الخريبة زلفةً / دون القصور وحجرة الماخور
مع كل ريح تغتدي بهبوبها / في الجو بين شواهن وصقور
من كل أكلف بات يدجن ليله / فغدا بغدوة ساغبٍ ممطور
ضرمٍ يقلب طرفه متأنساً / شيئا فكن له من التقدير
يأتي لهن ميامناً ومياسراً / صكًّا بكل مزلقٍ ممكور
من طائرٍ متحيرٍ عن قصده / أو ساقطٍ خلج الجناح كسير
لم ينج منه شريدهن فإن نجا / شيءٌ فصار بجانبات الدور
لمشمرين عن السواعد حسرٍ / عنها بكل رشيقة التوتير
سدد الأكف إلى المقاتل صيبٍ / سمت الحتوف بجؤجؤ ونحور
ليس الذي تخطي يداه رميةً / منهم بمعدودٍ ولا معذور
يتبوعون وتمتطي أيديهم / في كل معطية الجذاب نتور
عطف السيات دوائراً في عطفها / تعزى صناعتها إلى عصفور
ينفثن عن جذب الأكف ثواقباً / متشابهات القد والتدوير
تجري بها مهج النفوس وإنها / لنواصلٌ سلتٌ من التحبير
ما إن تقصر عن مدى متباعدٍ / في الجو يحسر طرف كل بصير
حتى تراه مزملاً بدمائه / فكأنه متضمحٌ بعبير
فيظل يومهم بعيشٍ ناصبٍ / نصب المراجل معجلي التنوير
ويئوب ناجيهن بين مضرجٍ / بدمٍ ومخلوبٍ إلى منسور
عاري الجناح من القوادم والقرا / كاسٍ عليه مائر التامور
فيئوده متبهنسٌ في مشيه / خطف المؤخر مشبع التصدير
ذو حلكه مثل الدجى أو غبثةٍ / شغبٌ شديد الجد والتشمير
فيمر منها في البراري والقرى / من كل أعصل كالسنان هصور
في حين تؤذيها المبايت موهناً / أو بعد ذلك آخر التسحير
يختص كل سليل سابق غايةٍ / محض النجار مجربٍ مخبور
عجل عليه بما دعوت له به / أره بذاك عقوبة التنوير
حتى يقول جميع من هو شامتٌ / هذي إجابة دعوة ابن يسير
فلألفينك عند حالي حسرةٍ / وتأسفٍ وتلهفٍ وزفير
ولتلفين إذا رمتك بسهمها / أيدي المصائب منك غير صبور
أقول لما رأيته كلفاً
أقول لما رأيته كلفاً / بكل سوداء نزرةٍ قذره
أهلٌ لعمري لما كلفت به / عند الخنازير تنفق العذره
قامتْ تُخاصرني لِقُبَّتِها
قامتْ تُخاصرني لِقُبَّتِها / خَوْدٌ تَأَطَّرُ ناعِمٌ بِكْرُ
كلٌّ يَرَى أنَّ الشَّبابَ له / في كل مبلغ لَذَّةٍ عُذْرُ
أيا عجباً من ذا التَّسَرِّي فإنه
أيا عجباً من ذا التَّسَرِّي فإنه / له نخوة من نفسه وتكابرُ
يشارط لما زار حتى كأنه / مُغَنٍّ مجيدٌ أو غلامٌ مؤاجر
فلولا ذمامٌ كان بيني وبينه / للطم بشارٌ قفاه وياسر
وطعن خليسٍ كفرْغ النّضيح
وطعن خليسٍ كفرْغ النّضيح / أُفْرِغَ منْ ثَعبِ الحاجِرِ
تُهالُ العوائدُ من فَتْقِها / تردُّ السِّبارَ على السّابرِ