المجموع : 16
خَرَجنا نَمتَطي الزَهَرا
خَرَجنا نَمتَطي الزَهَرا / وَنَجعَلُ سَقفَنا الشَجَرا
وَنَشرَبُها مُعَتَّقَةٌ / تَخالُ بِكَأسِها شَرَرا
وَجَوهَرُ عِندَنا تَحكي / بِدارَةِ وَجهِها القَمَرا
يَزيدُكَ وَجهُها حُسناً / إِذا ما زِدتَهُ نَظَرا
وَجَوهَرُ قَد رَأَيناها / فَلَم نَرَ مِثلَها بَشَرا
خافي اللَهَ يا بَربَرْ
خافي اللَهَ يا بَربَرْ / فَقَد أَفسَدتِ ذا العَسكَر
أَفَضتِ الفِسقَ في الناسِ / فَصارَ الفِسقُ لا يُنكَر
وَمَن ذا يَملِكُ الناسَ / إِذا ما أَقبَلَت بَربَر
وَأَعطافُ جَواريها / كَريحِ المِسكِ وَالعَنبَر
وَجَوهَرُ دُرَّةُ الغَوّا / صِ مَن يَملِكُها يُحبِر
لَها ثَغرٌ حَكى الدُرَّ / وَعَينا رَشَأٍ أَحوَر
أَلا يا جَوهَرَ القَلبِ / لَقَد زِدتِ عَلى الجَوهَر
وَقَد أَكمَلَكِ اللَهُ / بِحُسنِ الدَلِّ وَالمَنظَر
إِذا غَنَّيتِ يا أَحسَ / نَ خَلقِ اللَهِ بِالمَزهَر
فَهذا حَزناً يَبكي / وَهذا طَرَباً يَكفُر
وَهذا يَشرَبُ الكَأسَ / وَذا مِن فَرَحٍ يَنعَر
وَلا وَاللَهِ ما المَهدِيُّ / أَولى مِنكَ بِالمَنبَر
فَما عِشتِ فَفي كَفَّيـ / ـكِ خَلعُ اِبنِ أَبي جَعفَر
قَد لامَني في حَبيبَتي عُمَر
قَد لامَني في حَبيبَتي عُمَر / وَاللَومُ في غَيرِ كُنهِهِ ضَجَرُ
قالَ أَفِق قُلتُ لا فَقالَ بَلى / قَد شاعَ في الناسِ عَنكُما الخَبَرُ
فَقُلتُ قَد شاعَ فَاِعتِذاري مِمّا / لَيسَ لي فيهِ عِندَهُمُ عُذُرُ
عَجزٌ لَعَمري وَلَيسَ يَنفَعُني / فَكُفَّ عَنّي العِتابَ يا عُمَرُ
وَاِرجِع إِلَيهِم وَقُل لَهُم قَد آبى / وَقالَ لي لا أُفيقُ فَاِنتَحِروا
أَعشَقُ وَحدي فَيُؤخَذونَ بِهِ / كَالتُركِ تَغزو فَيُقتَلُ الخَزَرُ
وَخَمسَةٍ قَد أَبانوا لي كَيادَهُمُ
وَخَمسَةٍ قَد أَبانوا لي كَيادَهُمُ / وَقَد تَلَظّى لَهُم مِقلي وَطَنجيرُ
لَو يَقدِرونَ عَلى لَحمي لَمَزَّقَهُ / قِردٌ وَكَلبٌ وَجِرواهُ وَخَنزيرُ
خَرَجنا نَبتَغي مَكَّ
خَرَجنا نَبتَغي مَكَّ / ةَ حُجّاجاً وَزُوّارا
فَلَمّا قَدِمَ الحيرَ / ةَ حادي جَملي حارا
وَقَد كادَ يَغورُ النَج / مُ لِلإِصباحِ أَو غارا
فَقُلتُ اُحطُط بِها رَحلي / وَلا تَحفِل بِمَن سارا
فَجَدَّدنا عُهوداً سَ / لَفَت مِنّا وَآثارا
وَقضَّينا لُباناتٍ / لَنا كانَت وَأَوطارا
وَصاحَبنا بِها دَيراً / وَقِسّيساً وَخَمّارا
وَظَبياً عاقِداً بَي / نَ النَقا وَالخَصرِ زِنّارا
شَرَحنا لَكَ أَخبارا / وَأَدمَجناكَ أَخبارا
أَلَم تَرَني وَيَحيى قَد حَجَجنا
أَلَم تَرَني وَيَحيى قَد حَجَجنا / وَكانَ الحَجُّ مِن خَيرِ التِجارَه
خَرَجنا طالِبَي خَيرٍ وَبِرٍّ / فَمالَ بِنا الطَريقُ إِلى زُرارَه
فَعادَ الناسُ قَد غَنِموا وَحَجّوا / وَأُبنا مُوَقَرَيْنِ مِنَ الخَسارَه
لا تَبعُدي يا جَوهَرٌ
لا تَبعُدي يا جَوهَرٌ / عَنّا وَإِن شَطَّ المَزارُ
وَيلي لَقَد بَعُدَت دَيا / رُكِ سُلِّمَت تِلكَ الدِيارُ
يَشفى بَريقَتِها السَقا / مُ كَأَنَّ ريقَتَها العُقارُ
بَيضاءُ واضِحَةُ الجَبيـ / ـنِ كَأَنَّ غُرَّتَها نَهارُ
القَلبُ قَلبِيَ وَهوَ عِنـ / ـدَ الهاشِمِيَّةِ مُستَعارُ
أَمِن آلِ لَيلى عَزَمتَ البُكورا
أَمِن آلِ لَيلى عَزَمتَ البُكورا / وَلَم تَلقَ لَيلى فَتَشفي الضَميرا
وَقَد كُنتَ دَهرَكَ فيما خَلا / لِلَيلى وَجاراتِ لَيلى زَؤورا
لَيالِيَ اَنتَ بِها مُعجَبٌ / تَهيمُ إِلَيها وَتَعصي الأَميرا
وَإِذا هِيَ حَوراءُ شِبهُ الغَزالِ / تُبصِرُ في الطَرفِ مِنها فُتورا
تَقولُ اِبنَتي إِذ رَأَت حالَتي / وَقَرَّبتُ لِلبَينِ عَنساً وَكورا
إِلى مَن أَراكِ وَقَتكَ الحُتوفَ / نَفسي تَجَشَّمتُ هذا المَسيرا
فَقُلتُ إِلى البَجَلِيِّ الَّذي / يَفُكُّ العُناةَ وَيُغني الفَقيرا
أَخي العُرفِ أَشبَهَ عِندَ الفِدى / وَحَملِ المَئينِ أَباهُ جَديرا
عَشيرُ النَدى لَيسَ يَرضى النَدى / يَدَ الدَهرِ بَعدَ جَريرٍ عَشيرا
إِذا اِستَكثَرَ المُجتَدونَ القَليلَ / لِلمُعتَفينَ اِستَقُلَّ الكَثيرا
إِذا عَسُرَ الخَيرُ في المُجتَدينَ / كانَ لَدَيهِ عَتيداً يَسيرا
وَلَيسَ بِمانِعٍ ذي حاجَةٍ / وَلا خاذِلٍ مَن أَتى مُستَجيرا
بِنَفسي أَقيكَ أَبا خالِدٍ / إِذا ما الكُماةُ أَغاروا النُحورا
إِلى اِبنِ يَزيدٍ أَبي خالِدٍ / أَخي العَرفِ أَعمَلتُها عَيسَجورا
لِنَلقى فَواضِلَ مَن كَفِّهِ / فَصادَفتُ مِنهُ نَوالاً غَزيرا
فَإِن يَكُنِ الشُكرُ حَصنَ الثَناءِ / بِالعُرفِ مِنّي تَجِدني شَكورا
بَصيراً بِما يَستَلِذُّ الرُواةُ / مِن مُحكَمِ الشِعرِ حَتّى يَسيرا
أَمسَيتُ جَمَّ بَلابِلِ الصَدرِ
أَمسَيتُ جَمَّ بَلابِلِ الصَدرِ / دَهراً أُزَجّيهِ إِلى دَهرِ
إِن فُهتُ طُلَّ دَمي وَإِن كُتِمَت / وَقَدَت عَلَيَّ تَوَقُّدَ الجَمرِ
مِمّا جَناهُ عَلى أَبي حَسَنٍ / عُمَرٌ وَصاحِبُهُ أبو بَكرِ
أَظُنُّ خَليلي غَدوَةً سَيَسيرُ
أَظُنُّ خَليلي غَدوَةً سَيَسيرُ / وَرَبّي عَلى أَن لا يَسيرَ قَديرُ
عَجِبتُ لِمَن أَمسى مُحِبّاً وَلَم يَكُن / لَهُ كَفَنٌ في بَيتِهِ وَسَريرُ
أَلا إِنَّ أَهلَ الدارِ قَد وَدَّعوا الدارا
أَلا إِنَّ أَهلَ الدارِ قَد وَدَّعوا الدارا / وَقَد كانَ أَهلُ الدارِ في الدارِ أَجوارا
وَقَد تَرَكوا قَلبي حَزيناً مُتَيَّماً / بِذِكرِهِمُ لَو يَستَطيعُ لَقَد طارا
يُبَكّي عَلى إِثرِ الجَميعِ فَلا يَرى / سِوى نَفسِهِ فيها مِنَ القَومِ دَيّارا
وَلَقَد قُلتُ مُعلِناً
وَلَقَد قُلتُ مُعلِناً / لِسَعيدٍ وَجَعفَرِ
إِن أَتَتني مَنِيَّتي / فَدَمي عِندَ بَربَرِ
قَتَلَتني بِمَنعِها / لِيَ مِن وَصلِ جَوهَرِ
أَنتِ يا جَوهَرُ عِندي جَوهَرَه
أَنتِ يا جَوهَرُ عِندي جَوهَرَه / في قِياسِ الدُرَرِ المُشتَهِرَه
أَو كَشَمسٍ أَشرَقَت في بَيتِها / قَذَفَت في كُلِّ قَلبٍ شَرَرَه
وَكَأَنّي ذائِقٌ مِن فَمِها / كُلَّما قَبَّلتُ فاها سُكَّرَه
وَكَأَنّي حينَ أَخلو مَعَها / فائِزٌ بِالجَنَّةِ المُختَضِرَه
يا رِئمُ قَد أَتلَفَتِ روحي فَما
يا رِئمُ قَد أَتلَفَتِ روحي فَما / مِنها مَعي إِلّا القَليلُ الحَقير
فَأَذنِبي إِن كُنتِ لَم تَذنُبي / فِيَّ ذُنوباً إِنَّ رَبّي غَفورُ
ماذا عَلى أَهلِكِ لَو جُدتِ لي / وَزَرتِني يا رِئمُ فيمَن يَزور
هَل لَكِ في أَجرٍ تُجازَي بِهِ / في عاشِقٍ يُرضيهِ مِنكِ اليَسيرِ
يَقبَلُ ما جُدتِ بِهِ طائِعاً / وَهُوَ وَإِن قَلَّ لَدَيهِ كَثيرُ
لَعَمرُ مِن أَنتِ لَهُ صاحِبٌ / ما غابَ عَنهُ في الحَياةِ السُرورُ
أَلا اَبلِغ لَدَيكَ أَبا عُمَيرِ
أَلا اَبلِغ لَدَيكَ أَبا عُمَيرِ / أَراني اللَهُ في اِستِكَ نِصفَ أَيرِ
يا بِأَبي وَجهُكِ مِن بَينِهِم
يا بِأَبي وَجهُكِ مِن بَينِهِم / فَإِنَّهُ أَحسَنُ ما أُبصِرُ
يا بِأَبي وَجهُكِ مِن رائِعٍ / يُشبِهُهُ البَدرُ إِذا يَزهَرُ
جارِيَةٌ أَحسَنُ مِن حَليِها / وَالحُليُ فيهِ الدُرُّ وَالجَوهَرُ
وَجِرمُها أَطيَبُ مِن طيبِها / وَالطيبُ فيهِ المِسكُ وَالعَنبَرُ
جاءَت بِها بَربَرُ مَكونَةً / يا حَبَّذا ما جَلَبَت بَربَرِ
كَأَنَّما ريقَتُها قَهوَةٌ / صُبَّ عَلَيها بارِدٌ أَسمَرُ