القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَمْرو بنُ أَحمَرَ الباهِلِيّ الكل
المجموع : 18
كُسِعَ الشِتاءُ بِسَبعَةٍ غُبرِ
كُسِعَ الشِتاءُ بِسَبعَةٍ غُبرِ / أَيّامَ شُهلَتِنا مِنَ الشَهرِ
فَإِذا اِنقَضَت أَيّامُها وَمَضَت / صِنُّ وَصِنَّبرٌ مَعَ الوَبرِ
وَبِآمِرٍ وَأَخيهِ مُؤتَمِرٍ / وَمُعَلِّلٍ وَبِمُطفِئِ الجَمرِ
ذَهبَ الشِتاءُ مُوَلَّياً هَرَباً / وَأَتَتكَ واقِدَةٌ مِنَ النَجرِ
بانَ الشَبابُ وَأَفنى ضِعفَهُ العُمُرُ
بانَ الشَبابُ وَأَفنى ضِعفَهُ العُمُرُ / لِلَهِ دَرُكَ أَيَّ العَيشِ تَنتَظِرُ
هَل أَنتَ طالِبُ وِترٍ لَستَ مُدرِكَهُ / أَم هَل لِقَلبِكَ عَن أُلّافِهِ وَطَرُ
أَم كُنتَ تَعرِفُ آياتِ فَقَد جَعَلَت / أَطلالُ إِلفِكَ بِالوَدكاءِ تَعتَذِرُ
أَم لا تَزالُ تُرَجّي عيشَةً أُنُفاً / لَم تُرجَ قَبلُ وَلَم يُكتَب بِها زُبُرُ
يَلحى عَلى ذاكَ أَصحابي فَقُلتُ لَهُم / ذاكُم زَمانٌ وَهَذا بَعدَهُ عُصُرُ
مَن لِنواعِجِ تَنزو في أَزِمَّتِها / أَم لِتَنائي حُمولُ الحَيِّ قَد بَكَروا
كَأَنَّها بِنَقا العَزّافِ طاوِيَةٌ / لَمّا اِنطَوى بَطنُها وَاِخرَوَّطَ السَفَرُ
مارِيَّةٌ لُؤلُؤانُ اللَونِ أَوَّدَها / طَلٌّ وَبَنَّسَ عَنها فَرقَدٌ خَصِرُ
ظَلَّت تُماحِلُ عَنهُ عَسعَساً لِحَماً / يَغشى الضَرّاءَ خَفِيّاً دونَهُ النَظَرُ
تُربي لَهُ وَهوَ مَسرورٌ بِغَفلَتِها / طَوراً وَطَوراً تَسَنّاهُ فَتَعتَكِرُ
في يَومِ طَلٍّ وَأَشباهٍ وَضافِيَةٍ / شَهبا وَثَلجٍ وَقَطرٍ وَقعُهث دِرَرُ
حَتّى تَناهى بِهِ غَيثٌ وَلَجَّ بِها / بَهوٌ تَلاقَت بِهِ الآرامُ وَالبَقَرُ
طافَت وَسافَت قَليلاً حَولَ مَرتَعِهِ / حَتّى اِنقَضى مِن تَوالي إِلفِها الوَطَرُ
فَلَم تَجِد في سَوادِ اللَيلِ رائِحَةً / إِلّا سَماحيقَ مِمّا أَحرَزَ العَفَرُ
ثُمَّ اِرعَوَت في سَوادِ اللَيلِ وَاِدَّكَرَت / وَقَد تَمَزَّعَ صادٍ لَحمُهُ دَفِرُ
ثُمَّ اِستَمَرَّت كَضَوءِ البَرقِ وَاِنفَرَجَت / عَنها الشَقائِقُ مِن بَهنانَ وَالضَفِرُ
تَطايَحَ الطَلُّ عَن أَردافِها صُعُدا / كَما تَطايَحَ عَن ماموسَةَ الشَرَرُ
كَأَنَّما تِلكَ لَمّا أَن دَنَت أُصُلاً / مِن رَحرَحانَ وَفي أَعطافِها زَوَرُ
حَتّى إِذا كَرَبَت وَاللَيلُ يَطلُبُها / أَيدي الرِكابِ مِنَ اللَغباءِ تَنحَدِرُ
حَطَّت وَلَو عَلِمَت عِلمي لَما عَزَفَت / حَتّى تَلَينَ واهٍ كَرُّها بَسَرُ
شَيخٌ شَموسٌ إِذا ما عَزَّ صاحِبُه / شَهمٌ وَاِسمَرُ مَحبوكٌ لَهُ عُذُرُ
كَأَنَّ وَقعَتَهُ لَو ذانَ مِرفَقِها / صَلقُ الصَفا بِأَديمِ وَقعُهُ تِيَرُ
حَنَّت قَلوصي إِلى بابوسِها جَزعاً / فَما حَنينُكَ أَم ما أَنتَ وَالذِكَرُ
إِخالُها سَمِعَت عَزفاً فَتَحسَبُهُ / إِهابَةَ القَسرِ لَيلاً حينَ تَنتَشِرُ
خُبّي فَلَيسَ إِلى عُثمانَ مُرتَجَعٌ / إِلّا العَداءُ وَإِلّا مَكنَحٌ ضَرَرُ
وَاِنجي فَإِنّي إِخالُ الناسَ في نَكَصٍ / وَأَنَّ يَحيى غِياثُ الناسِ وَالعُصُرُ
يا يَحيى يا اِبنَ إِمامِ الناسِ أَهلَكَنا / ضَربُ الجُلودِ وَعُسرُ المالِ وَالحَسَرُ
إِن تَنبُ يا اِبنَ أَبي العاصي بِحاجَتِنا / فَما لِحاجَتِنا وِردٌ وَلا صَدَرُ
ما تَرضَ نَرضَ وَإِن كَلَّفتَنا شَطَطاً / وَما كَرِهتَ فَكُرهٌ عِندَنا قَذَرُ
نَحنُ الَّذينَ إِذا ما شِئتَ أَسمَعَنا / داعٍ فَجِئنا لِأَيِّ الأمرِ نَأتَمِرُ
إِنّي أَعوذُ بِما عاذَ النَبِيُّ بِهِ / وَبِالخَليفَةِ أَن لا تُبَلُ العُذُرُ
مِن مُترَفيكُم وَأَصحابٍ لَنا مَعَهُم / لا يَعدِلونَ وَلا نَأبى فَنَنتَصِرُ
فَإِن تُقِرَّ عَلَينا جَورَ مَظلِمَةٍ / لَم تَبنِ بَيتاً عَلى أَمثالِها مُضَرُ
لا تَنسِ يَومَ أَبي الدَرداءِ مَشهَدَنا / وَقَبلَ ذَلِكَ أَيّامٌ لَنا أُخَرُ
مَن يُمسِ مِن آلِ يَحيى مُغتَبِطاً / في عِصمَةِ الأَمرِ ما لَم يَغلِبِ القَدَرُ
وَرّادَةٌ يَومَ نَعبِ المَوتِ رايَتُهُم / حَتّى يَفيءَ إِلَيها النَصرُ وَالظَفَرُ
مِن أَهلِ بَيتٍ هُمُ لِلَهِ خالِصَةٌ / قَد صَعَدوا بِزِمامِ الأَمرِ وَاِنحَدَروا
كَأَنَّهُ صُبحَ يَسري القَومُ لَيلَهُمُ / ماضٍ مِنَ الهِندُوانِيّاتِ مُنسَدِرُ
يَعلو مَعَدّاً وَيُستَسقى الغَمامُ بِهِ / بَدَّرٌ تَضاءَلَ فيهِ الشَمسُ وَالقَمَرُ
هَل في الثَماني مِنَ التِسعينَ مَظلمَةٌ / وَرَبُّها لِكِتابِ اللَهِ مُستَطِرُ
يَكسونَهُم أَصبَحِيّاتٍ مُحَدرَجَةً / إِنَّ الشُيوخَ إِذا ما أوجِعوا ضَجِروا
حَتّى يَطيبوا لَهُم نَفساً عَلانِيَّةً / عَنِ القِلاصِ الَّتي مِن دونِها مَكَروا
لَسنا بِأَجسادِ عادٍ في طَبائِعِنا / لا نَألَمُ الشَرَّ حَتّى يَألَمَ الحَجَرُ
وَلا نَصارى عَلَينا جِزيَةٌ نُسُكٌ / وَلا يَهودُ طَغاماً دينُهُم هَدَرُ
إِن نَحنُ إِلّا أُناسٌ أَهلُ سائِمَةٍ / ما إِن لَنا دونَها حَرثٌ وَلا غُرَرُ
مَلّوا البِلادَ وَمَلَّتهُم وَأَحرَقَهُم / ظُلمُ السَعادَةِ وَبادَ الماءُ وَالشَجَرُ
إِن لا تُدارِكهُمُ تُصبِح مَنازِلُهُم / قَفراً تَبيضُ عَلى أَرجائِها الحُمرُ
أَدرِك نِساءً وَشيباً لا قَرارَ لَهُم / إِن لَم يَكُن لَكَ فيما قَد لَقَوا غِيَرُ
إِنَّ العِيابَ الَّتي يُخفونَ مَشرَجَةٌ / فيها البَيانُ وَيُلوى دونَكَ الخَبَرُ
فَاِبعَث إِلَيهِم فَحاسِبهُم مَحاسَبَةً / لا تَخَف عَينق عَلى عَينٍ وَلا أَثَرُ
وَلا تَقولَنَّ زَهواً ما تُخَيِّرُني / لَم يَترُكِ الشَيبُ لي زَهواً وَلا العَوَرُ
سائِلهُمُ حَيثُ يُبدي اللَهُ عَورَتَهُم / هَل في صُدورِهِم مِن ظُلمِنا وَحَرُ
وَما أَنسَ مِ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها
وَما أَنسَ مِ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها / لِجارَتِها ما إِن يَعيشُ بِأَحوَرا
فَمِثلُكَ أَلوى بِالفُؤادِ وَزَارَ بالـ
فَمِثلُكَ أَلوى بِالفُؤادِ وَزَارَ بالـ / ـعِدادِ وَأَصحا في الحَياةِ وَأَسكَرا
تَغَمَّرتُ مِنها بَعدَما نَفَذَ الصَبا / وَلَم يَروَ مِن ذي حاجَةٍ مَن تَغَمَّرا
فَبِتُّ أُعاطيها الحَديثَ بِمُسنِفٍ / مِنَ اللَيلِ أَبقَتهُ الأَحاديُ أَخضَرا
إِلى ظُعُنٍ ظَلَّت بِجَوِّ أُشاهِمٍ / فَلَمّا مَضى حَدُّ النارِ وَقَصَّرا
تَواعَدنَ أَن لا وَعيَ عَن فَرجَ راكِسٍ / فَرُحنَ وَلَم يَغضِرنَ عَن ذاكَ مَغضَرا
تَزاوَرنَ عَن مَردٍ وَدافَعنَ رَكنَهُ / لِمُنعَرَجِ الخابورِ حَيثُ تَخبَرا
وَعَبَّرنَ عَن فَرقيسَياءَ لِعَرعَرٍ / وَفُرضَةِ نُعمٍ ساءَ ذاكَ مَعَبَّرا
تُقَطَّعُ غيطاناً كَأَنَ مُتونَها / إِذا ظَهَرَت تُكسى مُلاءً مُنَشَّرا
إِلى نِسوَةٍ مَنَّينَها بِمُثَقَّبٍ / أَمانِيَّ لا يُجدينَ عَنكَ حَبَربَرا
عَلَيهِنَّ أَطرافٌ مِنَ القَومِ لَم يَكُن / طَعامُهُم حَبّاً بِزُغبَةَ أَغبَرا
لَقَد ظَعَنَت قَيسٌ فَأَلفَت بُيوتَها / بِسِنجارَ فَالأَجزاعِ أَجزاعِ دَوسَرا
وَقَد كانَ في الأَطهارِ أَو رَملِ فارِزٍ / أَوِ الدَومِ لَمّا أَن دَنا فَتَهَصَّرا
غِنىً عَن مِياهٍ بِالمُدَيبِرِ مُرَّةٍ / وَعَن خَرِبٍ بُنيانُهُ قَد تَكَسَّرا
أَبَعدَ حُلولٍ بِالرِكاءِ وَجامِلٍ / غَدا سارِحاً مِن حَولِنا وَتَنَشَّرا
تَبَدَّلَت إِصطَبلاً وَتَلّاً وَجَرَّةً / وَديكاً إِذا ما آنَسَ الفَجرَ فَرفَرا
وَبُستانَ ذي ثَورَينِ لا لينِ عِندَهُ / إِذا ما طغى ناطورُهُ وَتَغَشمَرا
أَبا سالِمٍ إِن كُنتَ وُلّيتَ ما تَرى / فَأَسجِح فَقَد لا قَيتَ سَكناً بِأَبهَرا
فَلَمّا غَسى لَيلي وَأَيقَنتُ أَنَّها / هِيَ الأُرَبى جاءَت بِأُمِّ حَبَوكَرا
وَأَفلَتُّ مِن أُخرى تَقاصَرَ طَيرُها / عَشِيَّةَ أَدعو بِالسَتّارِ المُجَبِّرا
فَزِعتُ إِلى القَصواءِ وَهيَ مُعَدَّةٌ / لِأَمثالِها عِندي إِذا كُنتُ أَوجَرا
كَثَورِ العَذابِ الفَردِ يَضرِبُهُ النَدى / تَعَلّى النَدى في مَتنِهِ وَتَحَدَّرا
تَقولُ وَقَد عالَيتُ بِالكورِ فَوقَها / يُسَقّي فَلا يَروى إِلَيَّ اِبنث أَحمَرا
أُخَبِّرُ مَن لا قَيتُ أَنّي مُبَصِّرٌ / وَكائِن تَرى مِثلي مِنَ الناسِ بَصَّرا
أَلا قَلَّ خَيرُ الدَهرِ كَيفَ تَغَيَّرا / فَأَصبَحَ يَرمي الناسَ عَن قَرنِ أَعفَرا
وَإِن قالَ غاوٍ مِن تَنوخٍ قَصيدَةً / بِها جَرَبٌ عُدَّت عَلَيَّ بِزَوبَرا
وَيَنطِقُها غَيري وَأَكلَفُ جُرمَها / فَهَذا قَضاءٌ حَقُّهُ أَن يُغَيَّرا
جَزى اللَهُ قَومي بِالأُبُلَّةِ نُصرَةً / وَبَدوا لَهُم حَولَ الفِراضِ وَحُضرا
هُمُ خَلَطوني بِالنُفوسِ وَأَشفَقوا / عَلَيَّ وَرَدّوا البَختَرِيَّ المُؤمَّرا
عوجوا فَحَيّوا أَيُّها السَفرُ
عوجوا فَحَيّوا أَيُّها السَفرُ / أَم كَيفَ يَنطِقُ مَنزِلٌ قَفرُ
خَلَدَ الجُبَيبُ وَبادَ حاضِرُهُ / إِلّا مَنازِلَ كُلُّها قَفرُ
لَعِبَت بِها هوجٌ يَمانِيَةٌ / فَتَرى مَعارِفَها وَله تَدري
وَلَهِت عَلَيها كُلُّ مُعصِفَةٍ / هَوجاءُ لَيسَ لِلُبِّها زَبرُ
عَشواءُ رَعبَلَةُ الرَواحِ خَجَو / جاةُ الغُدُوِّ رَواحُها شَهرُ
خَرقاءُ تَلتَهِمُ الجِبالَ وَأَج / وازَ الفَلاةِ وَبَطنُها صِفرُ
وَالقوفُ تَنسُجُهُ الدَبورُ وَأَت / لالٌ مُلَمَّعَةُ القَرا شَقرُ
وَتَقنَّعَ الحِرباءُ أَرنَتَهُ / مُتَشاوِساً لِوَريدِهِ نَقرُ
وَعَرَفتُ مِن شُرُفاتِ مَسجِدِها / حَجَرَينِ طالَ عَلَيهِما الدَهرُ
بَكَيا الخَلاءَ فَقُلتُ إِذ بَكَيا / ما بَعدَ مِثلِ بُكاكُما صَبرُ
إِن تَغدُ مِن عَدَنٍ فَأَبينَةٍ / فَمَقيلُها الحُوّارُ وَالبِشرُ
تَضَعُ الحَديثَ عَلى مَواضِعِهِ / وَكَلامُها مِن بَعدِهِ نَزرُ
عوجي اِبنَةَ البَلَسِ الظَنونِ فَقَد / يَربو الصَغيرُ وَيُجبَرُ الكَسرُ
بانَ الشَبابُ وَأَخلَفَ العَمرُ / وَتَغَيَّرَ الإِخوانُ وَالدَهرُ
وَلَقَد غَدَوتُ وَما يُفَزِّعُني / خَوفٌ أُحاذِرُهُ وَلا ذُعرُ
رُؤدُ الشَبابِ كَأَنَّني غُصنٌ / بِحَرامِ مَكَةَ ناعِمٌ نَضرُ
كَشَرابِ قيلٍ عَن مَطِيَّتِهِ / وَلِكُلِّ اَمرٍ واقِعٍ قَدرُ
مُذِ النَهارُ لَهُ وَطالَ عَلَيهِ ال / لَيلُ وَاِستَنعَت بِهِ الخَمرُ
وَمُسِفَّةٌ دَهماءُ داجِنَةٌ / رَكَدَت وَأُسبِلَ دونَها السَترُ
مِن دونِهِم غِن جِئتَهُم سَمَراً / عَزفُ القِيانِ وَمَجلِسُ غَمرُ
وَجَرادَتانِ تُغَنِّيانِهِم / وَعَليهِما الياقوتُ وَالشَذرُ
وَمُجَلجَلٌ دانٍ زَبَرجَدُهُ / حَدِبٌ كَما يَتَحَدَّبُ الدُبرُ
وَنّانِ حَنّانانِ بَينَهُما / وَتَرٌ أَجَشُّ غِناؤُهُ زَمرُ
وَبَعيرُهُم ساجٍ بِجَرَّتِهِ / لَم يُؤذِهِ غَرثٌ وَلا نَفرُ
فَإِذا تَجَرَّرَ شَقَّ بازِلَهُ / وَإِذا أَصاخَ فَإِنَّهُ بِكرُ
خَلّوا طَريقَ الديدَبونِ فَقَد / وَلّى الصِبا وَتَفاوَتَ النَجرُ
وَاِسلَم بِراووقٍ حُبيتَ بِهِ / وَاِنعِم صَباحاً أَيُّها الجَبرُ
لا تَقتَفي بِهِمُ الشَمالُ إِذا / هَبَّت وَلا آفاقُها الغُبرُ
هُضُمٌ إِذا حُبَّ القُتارُ وَهُم / نُصُرُّ إِذا ما اِستُبطِئَ النَصرُ
ما كُنتُ مِن قَومي بِدالِهَةٍ / لَو أَنَّ مَعصِيّاً لَهُ أَمرُ
كَلَّفتَني مُخَّ البَعوضِ فَقَد / أَقصَرتُ لا نُجحٌ وَلا عُذرُ
عَذَّبَني ذو الجَلالِ بِالنارِ
عَذَّبَني ذو الجَلالِ بِالنارِ / إِن هامَ قَلبي بِذاتٍ إِسوارِ
وَلا تَعَشَّقَت قَينَةً أَبَداً / حَتّى تَراني رَهينَ أَحجارِ
كَم مِن غَبِيٍّ تَرَكنَ ذا عَدَمٍ / أَورَثنَهُ الذُلَّ بَعدَ إِكثارِ
سَلَبنَ مِنهُ الفُؤادَ بِالنَظَرِ ال / رَطبِ وَغُنجٍ وَغَمزِ أَبصارِ
وَبِالتَشاجي أَتلَفنَ مُهجَتَهُ / وَحُسنِ لَحنٍ وَقَرعِ أَوتارِ
حَتّى إِذا ما مَضَت دَراهِمُهُ / وَصارَ ذا فِكرَةِ وَتَسهارِ
ناوَلَنَهُ المَسحَ ثُمَّ قُلنَ لَهُ / بَيِّضهُ بِالنَهرِ نَهرِ بَشّارِ
فَلا تَغُرَّنكَ قَينَةٌ أَبَداً / وَدَع وِصارَ القِيانِ في النارِ
فَلَيسَ في الغَدرِ عِندَهُنَّ إِذا / هَوَينَ أَو شِئنَ ذاكَ مِن عارِ
قَد بَكَرَت عاذِلَتي بُكرَةً
قَد بَكَرَت عاذِلَتي بُكرَةً / تَزعُمُ أَنّي بِالصِبا مُشتَهِر
وَإِنَّما العَيشُ بِرُبّانِهِ / وَأَنتَ مِن أَفنانِهِ مُقتَفِر
مِن طارِقٍ يَأتي عَلى خِمرَةٍ / أَو حِسبَةٍ تَنفَعُ مَن يَعتَبِر
بَل وَدَعيني طَفلُ أَنّي بَكُر / فَقَد دَنا الصُبحُ فَما أَنتَظِر
أَن تَغضَبَ الكَأسُ لِما قَد أَنتَ / إِنَّ أَناةَ الكَأسِ شَيءٌ نَكِر
أَو تَبعَثَ الناقَةَ أَهوالُها / تَجُرُّ مِن أَحبُلِها ما تَجُرُّ
أَو يُصبِحَ الرَحلُ لَنا آيَةً / لا يَعذِرُ الناسُ بِما نَعتَذِر
إِنَّ القَيسِ عَلى عَهدِهِ / في إِرثِ ما كانَ بَناهُ حُجُر
بَنَّت عَلَيهِ المُلكَ أَطنابَها / كَأسٌ رَنَوناةٌ وَطِرفٌ طِمِر
يَلهو بِهِندٍ فَوقَ أَنماطِها / وَفَرتَنى تَعدو إِلَيهِ وَهِر
حَتّى أَتَتهُ فَياقٌ طافِحٌ / لا تَتَّقي الزَجرَ وَلا تَنزَجِر
لَمّا رَأى يَوماً لَهُ هَبوَةٌ / مُرّاً عَبوساً شَرُّهُ مُقمَطِر
أَدّى إِلى هِندٍ تَحِيّاتِها / وَقالَ هَذا مِن وَداعي دُبُر
إِنَّ الفَتى يُقتِرُ بَعدَ الغِنى / وَيَغتَني مِن بَعدِ ما يَفتَقِر
وَالحَيُّ كَالمَيتِ وَيَبقى التُقى / وَالعَيشُ فَنّانِ فَحُلوٌ وَمُر
إِمّا عَلى نَفسي وَإِمّا لَها / فَعايِشِ النَفسَ وَفيما وَتَر
هَل يُهلِكَنّي بِسطُ ما في يَدي / أَو يُخلِدَنّي مَنعُ ما أَدَّخِر
أَو يَنسَأَن يَومي إِلى غَيرِهِ / أَنّي حَوالِيٌّ وَأَنّي حَذِر
وَلَن تَرى مِثلِيَ ذا شَيبَةٍ / أَعلَمَ ما يَنفَعُ مَمّا يَضُر
كَم دونَ لَيلى مِن تَنوفِيَّةٍ / لَمّاعَةٍ تُنذِرُ فيها النُذُر
يُهِلُّ بِالفَرقَدِ رُكبانُها / كَما يُهِلُّ الراكِبُ المُعتَمِر
يَظَلُّ بِالعَضرَسِ حِرباؤُها / كَأَنَّهُ قَرمٌ مُسامِ أَشِر
كَأَنَّما المُكّاءُ في بيدِها / سُرادِقٌ قَد أَوفَدَتهُ الأُصُر
لا تُفزِعُ الأَرنَبَ أَهوالُها / وَلا تَرى الضَبَّ بِها يَنجَحِر
تَرعى القَطاةُ الخِمسَ قَفورَها / ثُمَّ تَعُرُّ الماءَ فيمَن يَعُرُّ
حَتّى إِذا ما حَبَّبَت رَيَّةً / وَاِنكَدَرَت يَهوي بِها ما تَمُرُّ
صَهصَلَقُ الصَوتِ إِذا ما غَدَت / لَم يَطمَعِ الصَقرُ بِها المُنكَدِر
أَيقَظتُ أَزمَلُها فَاِستَوى / مُصَعصَعُ الرَأسِ شَخيتٌ قَفِر
تُروى لَقىً أُلقِيَ في صَفصَفٍ / تَصهَرُهُ الشَمسُ فَما يَنصَهِر
مُطلَنفِثاً لَونُ الحَصى لَونُهُ / يَحجُزُ عَنهُ الذَرَّ ريشٌ زَمِر
أَطلَسَ ما لَم يَبدُ مِن جَلدِهِ / وَبِالذنابى شائِلٌ مُقمَطِر
فَأَزعَلَت في حَلقِهِ زُغلَةً / لَم تُهطِئِ الجيدِ وَلَم تَشفَتِر
مِن ذي عِراقٍ نيطَ في جَوزِها / فَهوَ لَطيفٌ طَيُّهُ مُضطَمِر
يا قَومُ ما قَومي عَلى نأيِهِم / إِذ عَصَبَ الناسَ شَمالٌ وَقُر
وَراحَتِ الشَولُ وَلَم يَحبُها / فَحلٌ وَلَم يَعتَسَّ فيها مُدِر
أَربَطَ جَأشاً عَن ذُرى قَومِهِ / إِذ قَلَّصَت عَمّا تُواري الأُزُر
قَد جَعَلَت مَيٌّ عَلى الطَرارِ
قَد جَعَلَت مَيٌّ عَلى الطَرارِ / خَمسَ بَنانٍ قانِئِ الأَظفارِ
فَبَعَثتُها تَقِصُ المَقاصِرَ بَعدَما
فَبَعَثتُها تَقِصُ المَقاصِرَ بَعدَما / كَرَبَت حَياةُ النارِ لِلمُتَنَوَّرِ
حَيِّ الدِيارَ بِسَيلَ فَالقَهرِ
حَيِّ الدِيارَ بِسَيلَ فَالقَهرِ / فَجُبابَةٍ فَحِقاءَ فَالوَجرِ
لَيسَت بِشَوشاةِ الحَديثِ وَلا / فُتُقِ مُغالِبَةٍ عَلى الأَمرِ
تُمسي كَأَلواحِ السِلاحِ وَتُض / حي كَالمَهاةِ في صَبيحَةِ القَطرِ
كَوَديعَةِ الهَجهاجِ بَوَّأَها / بِبِراقِ عاذِ البيضِ أَو ثَجرِ
لِهَدَجدَجٍ جُربٍ مَساعِرُهُ / قَد عادَها شَهراً إِلى شَهرِ
حَلَقَت بَنو عُزوانَ جُؤجُؤَهُ / وَالرَأسُ غَيرَ قَنازِعٍ زُعرِ
طَفّاحَةُ الرِجلَينِ مَيلَعَةٌ / سُرحُ المِلاطِ بَعيدَةُ القَدرِ
وَتَواهَقَت أَخفافُها طَبَقاً / وَالظِلُّ لَم يَفضُل وَلَم يُكرِ
أَبلِغ سَراةَ بَني رِفاعَةَ ال / صِق بِالغَطارِفِ مِنهُمُ الزَهرِ
بِكَ عِترَةُ الضَبِّ الذَليلَةِ تَح / رَنبي عَلى أَرحائِها الخُضرِ
يَدعونَ جارَهُمُ وَذِمَّتُهُ / عَلَهاً وَما يَدعونَ مِن عُصرِ
لا صابَ جارَهُمُ الرَبيعُ وَلا / زادَت حُمولَتُهُ عَلى عَشرِ
طَرَقَ الخَناسِرَةَ اللِثامَ فَلَم / يَسعَ الخَفيرُ بِناقَةِ القَسرِ
لَو كُنتُ ا عِلمٍ عَلِمتُ وَكَيفَ لي / بِالعِلمِ بَعدَ تَدَبُّرِ الأَمرِ
لَو بي تَحَمَّسَتِ الرِكابُ إِذاً / ما خانَني حَسَبي وَلا وَفري
إِذا ماجَعَلتُ السِرَّ بَيني وَبَينَهُ
إِذا ماجَعَلتُ السِرَّ بَيني وَبَينَهُ / فَلَيسَ عَلى قَتلي يَزيدُ بِقادِرِ
فَجِئتُ وَقَد قامَ الخُصومُ كَأَنَّهُم / قُرومٌ تَسامى بَينَهُنَّ الحَناجِرُ
أُزاحِمُهُم بِالبابِ إِذ يَدفَعونَني / وَبِالظَهرِ مِنّي مِن قَرا البابِ عاذِرُ
وَمِن خَطيبٍ إِذا ما اِنساحَ مِسحَلُهُ
وَمِن خَطيبٍ إِذا ما اِنساحَ مِسحَلُهُ / مُفَرِّجِ القَولِ مَيسوراً وَمَعسورا
أَلَم تَسأَل بِفاضِحَةَ الدِيارا
أَلَم تَسأَل بِفاضِحَةَ الدِيارا / مَتى حَلَّ الجَميعُ بِها وَسارا
وَجُردٍ طارَ باطِلُها نَسيلاً / وَأَحدَثَ قَمؤُها شَعَراً قِصارا
يَظَلُّ رِعاؤُها يَلقونَ مِنها / إِذا عُدَّ نَظائِرَ أَو جَمارا
بِصَحراءِ الهِياشِ لَها دَوِيٌّ / غَداةَ قَثامِ لَم يَغنَم صِرارا
أَبا الشَبعانِ بَعدَكَ حَرُّ نَجدٍ / وَأَبطَحُ بَطنِ مَكَّةَ حَيثُ غارا
سَلوا قَحطانَ أَيُّ اِبنَي نِزارٍ / اَتى قَحطانَ يَلتَمِسُ الجِوارا
فَالَفَهُم وَخالَفَ مِن مَعَدٍّ / وَنارُ الحَربِ تَستَعِرُ اِستِعارا
أَرانا لا يَزالُ لَنا حَميمٌ / كَداءِ البَطنِ سُلّاً أَو صُفارا
يُعالِجُ عاقِراً عاصَت عَلَيهِ / لِيُلقِحَها فَيُنتِجَها حُوارا
وَيَزعُمُ أَنَّهُ نازٍ عَلَينا / بِشِرَّتِهِ فَتارِكُنا تَبارا
كَحَجَّةِ أُمِّ شَعلٍ حينَ حَجَّت / بِكَلبتِها فَلَم تَرمِ الجِمارا
نُدارِئُهُ كَما أَنقاءُ وَهبٍ / يُساعِدُها فَتَنهَمِرُ اِنهِمارا
يُدَنِّسُ عِرضَهُ لِيَنالَ عِرضي / أَبا دَغفاءَ وَلِّدها فِقارا
لَها رِطلٌ تَكيلُ الزَيتَ فيهِ / وَفَلّاحٌ يَسوقُ لَها حِمارا
تَقولُ حَليلَتي بِشَراءَ إِنّا / نَأَينا أَن نَزورَ وأَن نُزارا
عَلَيكَ الجانِبَ الوَحشِيِّ إِنّي / سَمِعتُ لِقَومِنا حِلَفا حَرارا
لَئِن وَرَدَ السُمارَ لَنَقتُلَنهُ / فَلا وَأَبيكِ لا أَرِدُ السُمارا
أَخافُ بَوائِقاً تَسري إِلَينا / مِنَ الأَشياعِ سِرّاً أَو جَهارا
جَنانُ المُسلِمينَ أَوَدُّ مَسّاً / وَلَو جاوَرتَ أَسلَمَ أَو غِفارا
وَرُبَّتَ سائِلٍ عَنّي حَفِيٍّ / أَعارَت عَينُهُ أَم لَم تُعارا
فَإِن يَفرَح بِما لاقَيتُ قَومي / لِئامُهُمُ فَلَم أُكثِر حِوارا
وَلَستُ بِهَيرَعٍ خَفِقٍ حَشاهُ / إِذا ما طَيَّرَتهُ الريحُ طارا
وَلَستَ بِعِرنَةٍ عِرِكٍ سِلاحي / عَصاً مَثقوبَةٌ تَقِصُ الجِمارا
وَلا يُنسينِيَ الحَدَثانُ عِرضي / وَلا أُلفي مِنَ الفَرحِ الإِزارا
وَفِتيانٍ كَجَنَةِ آلِ عِسرٍ / إِذا لَم يَعدِلِ المِسكُ القُتارا
إِنَّكَ لَو رَأَيتَني وَالقَسرا
إِنَّكَ لَو رَأَيتَني وَالقَسرا / مُجَشَّرَينِ قَد رَعَينا شَهرا
لَم تَرَ في الناسِ حَشرا / اَتَمَّ مِنّا قَصَباً وَسَيُرا
ما لِلكَواعِبِ يا عَيساءُ قَد جَعَلَت
ما لِلكَواعِبِ يا عَيساءُ قَد جَعَلَت / تَزوَرُّ عَنّي وَتُطوى دونِيَ الحُجَرُ
قَد كُنتُ فَرّاجَ أَبوابٍ مُفلَقَةٍ / ذَبَّ الرِيادِ إِذا ما خولِسَ النَظَرُ
فَقَد جَعَلتُ أَرى الشَخصَينِ أَربَعَةً / وَالوَحِدَ اِثنَينِ مِمّا بورِكَ البَصَرُ
وَكُنتُ أَمشي عَلى رِجلَينِ مُعتَدِلاً / فَصِرتُ أَمشي عَلى رِجلٍ مِنَ الشَجَرِ
وَقَد جَعَلتُ إِذا ما قُمتُ يُثقِلني / ثَوبي فَأَنهَضُ الشارِبِ السَكِرِ
إِنّي أُقَيِّدُ بِالمَأثورِ راحِلَتي
إِنّي أُقَيِّدُ بِالمَأثورِ راحِلَتي / وَلا أُبالي وَلَو كُنّا عَلى سَفَرِ
نَهارُهُم ظَمآنُ ضاحٍ وَلَيلُهُم
نَهارُهُم ظَمآنُ ضاحٍ وَلَيلُهُم / وَإِن كانَ بَدراً ظُلمَةُ اِبنِ جَميرِ
إِذا أَنتَ راوَدتَ البَخيلَ رَدَدتَهُ / إِلى البُخلِ وَاِستَمطَرتَ غَيرَ مَطيرِ
مَتى تَطلُبِ المَعروفَ في غَيرِ أَهلِهِ / تَجِد مَطلَبَ المَعروفِ غَيرَ يَسيرِ
إِذا أَنتَ لَم تَجعَل لِعِرضِكَ جَنَّةً / مِنَ الذَمِّ سارَ الذَمُّ كُلَّ مَسيرِ
تَجلو بِأَخضَرَ مِن نَعمانَ ذا أُشُرٍ
تَجلو بِأَخضَرَ مِن نَعمانَ ذا أُشُرٍ / كَعارِضَ البَرقِ لَم يَستَشرِبِ الحِبِرا
فَإِنَّ قَصرَكُما مِن ذاكَ أَن تَرَيا / وَجهاً يَكادُ سَناهُ يَلمِسُ البَصَرا
كانَت مَناجِعَها الدَهنا وَجانِبُها / وَالقُفُّ مِمّا تَراهُ فِرقَةً دَرَرا
أَو باغِيانِ لِبُعرانٍ لَنا رَفَضَت / كَي لا تُحِسّونَ مِن بُعرانِنا أَثَرا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025