المجموع : 3
هذا كتابي إلى من غاب عن نظري
هذا كتابي إلى من غاب عن نظري / وشخصه في سويدا القلب والبصر
ولا يَمُنّ بطيف منه يطرقني / عند المنام ويأتيني على قدر
ولا كتاب له يأتي فأسمع من / أنبائه عنه فيه أطيبّ الخبر
حتى الشمال التي تسري على حلب / ضنّت على فلم تخطر ولم تسر
أخصه بتحياتي وأخبره / أني سئمت من الترحال والسفر
أبيت أرعى نجوم الليل مكتئبا / مفكرا في الذي ألقى إلى السحر
وليس لي أرب في غير رؤيته / وذاك عندي أقصى السؤل والوطر
وأهيفَ معسولِ المراشف خلتُه
وأهيفَ معسولِ المراشف خلتُه / وفي وجنتيه للمُدامة عاصرُ
يسيل إلى فيهِ اللذيذ مدامُه / رحيقاً وقد مرَّت عليه الأعاصرُ
فيسكر منه عند ذاك قوامه / فيهتزُّ تيهاً والعيونُ فواترُ
كأنَّ أميرَ النوم يهوى جفونه / إذا همَّ رفعاً خالفته المحاجرُ
خلوتُ به من بعد ما نام أهله / وقد غارت الجوزاء والليل ساترُ
فوسدته كفي وبات معانقي / إلى أن بدا ضوء من الصبح سافرُ
فقام يجر البرد منه على تقى / وقمت ولم تحْلَلْ لإثم مآزرُ
كذلك أحلى الحبِّ ما كان فرجُه / عفيفاً ووصلاً لم تَشِنْه الجرائرُ
أليس بياض الأفق في الليل مؤذناً
أليس بياض الأفق في الليل مؤذناً / بآخر عمر الليل إذ هو أسفرا
كذاك سواد النبت يقرب يبسه / إذا ما بدا وسط الرياض منورا