المجموع : 16
إِلى اللهِ أَشكُو لا إِلَى النّاسِ أَنَّنِى
إِلى اللهِ أَشكُو لا إِلَى النّاسِ أَنَّنِى / قَرِيبٌ وَأَنَّى حاضِرٌ لا أَزورُهَا
وَأَنِّى إِذا ما جِئتُ بَيتَكِ أَرشَقَت / إِلىَّ بَصِيراتُ العُيُونِ وَعُورُهَا
أَحَقاً عِبادَ اللهِ أَن لَستُ رَائياً
أَحَقاً عِبادَ اللهِ أَن لَستُ رَائياً / سَنامَ الحِمى أُخرى اللّيَالى الغَوَابرِ
كأَنَّ فُؤَادِى مِن تَذكُّرِهِ الحِمى / وَاَهلَ الحِمى يَهفو بِهِ رِيشُ طائرِ
يَقُولُونَ لا تَنظُر وَتِلكَ بَلِيَّةٌ
يَقُولُونَ لا تَنظُر وَتِلكَ بَلِيَّةٌ / أَلاَ كُلُّ ذِى عَينَينِ لا بُدَّ ناظِرُ
وَلَيسَ اكتِحَالُ العَين بِالعَينِ رِيبَةً / إِذا عَفَّ فِيما بَينَهُنَّ الضَّمائِرُ
وبِيضٍ كالظّباءِ مُنَعَّماتٍ
وبِيضٍ كالظّباءِ مُنَعَّماتٍ / يَصِدنَكَ جَهرَةً غَيرَ اغتِرَارِ
إِذا حاوَلنَنى فَاَصَدنَ قَلبِى / جَعَلتُ الوُدَّ مِنهُنَّ انتِصارِى
وَصَرَّفتُ الحَدِيثَ لَهُنَّ حَتَّى / اُصافِىَ وُدَّهُنَّ عَلَى اقتِدَارِ
فَإِن تَكُنِ الحَوادِيثُ وَقَّرَتنِى / وَعَدَّى الشَّيبُ عَن طَلبِ الجَوارِى
فَقَد عاوَرتُهُنَّ ثِيابَ لَهوٍ / لَبِسناهُنَّ وَالمَحرُومُ عارِى
لَيالَى لا يُغَيِّرُ حُبَّ لَيلَى وَوُدِّها / وَما أَنا مِن حُبِّ لِلَيلَى بِتائِبِ
لَقَد كَثُرَ الأخبَارُ أَن قَد تَزَوَّجَت
لَقَد كَثُرَ الأخبَارُ أَن قَد تَزَوَّجَت / فَهَل يَأتِيَنِّى بِالطَّلاقِ بَشِيرُ
دَعَوتُ إِلهي دَعوَةً ما جَهِلتُهَا / وربّي بما يُخفِى الضَّميرُ بَصيرُ
لَئِن كانَ يُهدَى بَردُ أَنياَبِهَا العُلا / لأَفقرَ منّى إِنَّنى لَفَقِيرُ
أَلا حَبَّ بِالبَيتِ الّذِى أَنتَ هاجِرُهُ
أَلا حَبَّ بِالبَيتِ الّذِى أَنتَ هاجِرُهُ / وَأَنتَ بِتَلماحٍ مِن الطَّرفِ زائِرُه
فَإِنَّكَ مِن بَيتٍ لَعَينِىَ مُعجِبٌ / وَاَحسَنُ فِى عَينِى مِنَ البَيتِ عامِرُهُ
أَصُدُّ حَيَاءً أَن يَلِجَّ بِىَ الهَوَى / وَفِيكَ المُنَى لَولاَ عَدُوٌّ حاذِرُه
وَكَم لائمٍ لَولال نَفاسَةُ حُبِّها / عَلَيكَ لَمَا بالَيتَ أَنّكَ خَابِرُه
أُحِبُّكِ يا لَيلَى عَلى غَيرِ رِيبَةٍ / وَما خَيرُ حُبٍّ لا تَعَفُّ سَرائِرُه
وَقَد مَاتَ قَبلِى أَوَّلُ الحُبِّ فَانقَضَى / فَإِن مِتُّ أَضحَى الحُبُّ قَد ماتَ آخِرُه
فَلَمّا تَنَاهَى الحُبُّ فِى القَلبِ وارداً / أَقامَ وَأَعيَت بَعد ذاكَ مَصَادِرُه
وَقَد كانَ قَلبِى فِى حِجابٍ يُكنُّهُ / وَحُبُّكِ مِن دُونِ الحِجابِ يُسَاتِرُه
فَماذَا الّذِى يَشفَى مِن الحُبِّ بَعدَما / تَشَرَّبَهُ بَطنُ الفُؤَادِ وَظاهِرُه
أَلِمَّا بِحَرسٍ ذِى الزُّرُوعِ فَسَلِّمَا
أَلِمَّا بِحَرسٍ ذِى الزُّرُوعِ فَسَلِّمَا / وَإن كانَ عن قَصدِ المَطِيِّ يَجورُ
فَإنَّ بِحَرسٍ ذِى الزُّرُوعِ لِنِسوَةً / فُؤَدُكَ فى تَكليمِهنَّ يُحُورُ
ألا حَبَّذا الماءُ الذِى قابَلَ النَّقا
ألا حَبَّذا الماءُ الذِى قابَلَ النَّقا / ويا حَبّذا مِن أَجلِ ظَمياءَ حاضِرُه
إِذا ابتَسَمَت ظَمياءُ وَاللَّيلُ مُسدِفٌ / تَجَلَّى ظَلامُ اللَّيلِ حِينَ تُباشِرُه
وَلَو سَأَلَت للنَّاسِ يَوماً بِوَجهِها / سَحابَ الثُّرَيّا لاستَهَلَّت مَواطِرُه
زُوروا بِنَا اليَوم سَلمى أَيُّها النَّفَرُ
زُوروا بِنَا اليَوم سَلمى أَيُّها النَّفَرُ / وَنَحنُ لمَّا يُفَرِّق بينَنا القَدَرُ
نَنظُر سُلَيمَى فإِن ضَنَّت بنائِلِها / عَنَّا انصَرَفنا وماذا يَنفَعُ النَّظَرُ
مِن حُبِّ سَلمَى الّتى لَو طُولِعَت كَبِدِى / بَينَ الضُّلوعِ بَدَا مِنها بها أَثَرُ
لقد حَذِرتُ غَدَاةَ البَينِ من نملى / والمبتنى مِن وَرَالَو يَنفَعُ الحَذَرُ
بينَ الخَليطُ فَمِنهُم سالكٌ يَمناً / مُصَعِّدِينَ وبَعضُ القَومِ مُنحَدِرُ
رَدُّوا الجَمائِلَ أَو باتَت مُعَلِّقةً / حتَى استَقلّوا معَ الإصباحِ فابتَكروا
فأَقبلُوها بَياضَ المَتنِ قَد جَعَلُوا / مِنًى شِمالاً وفيها عَنهُمُ زَورُ
واستَقبَلَتهُم فِجَاجُ الهَضبِ فاتِحَةً / أَفوَاهَها كلُّهَا نَهجٌ لَهُم دَرَرُ
كأَنَّهُم دُلُحٌ يَسقِي جَدَاوِلَها / مُحَلِّمٌ حَيثُ أَدَّت خَرجَها هجَرُ
فِيحُ العَرَاجينِ غَضُّ البُسرِزَيّنَهُ / فَوقَ الحُدوجِ عُذُوقٌ زَانَها الثَّمَرُ
تلوِى بِأمطائِهَا الأَروَاحُ فاختَلَفَت / أَمطاؤها فَجُذوعُ النَّخلِ تَنهَصِرُ
حُمراً وَخُضراً كساها اللهُ زُخرُفَهُ / كَما اكتَسَى بالنَّباتِ العَازِبِ الزَّهَرُ
وَفِى الظَّعَائنِ سَلمَى وَهيَ وادِعَةٌ / مثلُ الغَمامةِ يَعشَى دُونَهَا البَصَرُ
عارَضتهُم بِكَنازِ اللّحمِ ناجيةٍ / اَعرَت دَسائعَها الحاجاتُ وَالنَّفَرُ
كأنَّ مِن زَبَدٍ جَعدٍ جَماجَمها / بِالسّابِرِىِّ وبالكَتّانِ تَختَمِرُ
حَتّى لَحِقنا وَدُونَ الحىِّ مُنصلتاً / شاكى السِّلاَحِ بَعِيدُ السَّأوِ مُنشَمِرُ
قٌلنا السَّلامُ عليكُم وَهوَ يَزبُرُنا / وَرحمةُ الله أَمّا بَعدُ ما الخبرُ
يَرمِى لِنَفرَقَ منه أو يخوِّفَنا / بذَاتِ لوثاء يرمى فيهما الوترُ
منكم قريبا فَهل مِن وَاردٍ لكُم / قد ضَمَّهُنَّ إِلى وَهدَاهُما العكرُ
أَلاَ حَيِّيا الأطلالَ بالجَرعِ العُفرِ
أَلاَ حَيِّيا الأطلالَ بالجَرعِ العُفرِ / سَقاهُنَّ رِيّاً صَوبُ ذِى نَضَدٍ غَمرِ
مُسيلُ الرُّيا واهِى الكُلَى سَبِطُ الذُّرا / أَهلّةُ نَضّاخِ النّدَى سابِغ القَطرِ
وَإِن كُنَّ قد هَيَّجنَ شوقَي بَعدَمَا / تَدَاوَيتُ مِن حُبّى أُمَيمَةَ بالهَجرِ
اُمَيمُ لَقَد طالَ التَّنائِى وَإِنّما / أُدَارِى النَّوَى عن نَقضِ مِرّاتشها الشَّزرِ
ألاَ يا خَليلىَّ اتبعانى لِتُؤجَرا / ولَن تَكسِبا خَيراً مِنَ الحَمدِ والأجرِ
فقالا اتَّقِ اللهَ العَلِىَّ فإِنَّما / تُصَلّيكَ أَسبَابُ الهَوى وَهَجَ الجَمرِ
فقلتُ أطيعانى فليسَ عليكما / حِسابى إِذا لاَقَيتُ ربّى ولاوِزرِى
عَلىَّ الَّذِى أَجنى وليسَ عليكما / وربّىَ أَولى بالتَّجَاوُزِ وَالغَفرِ
أَتُحرِقُنى يا رَبَّ إِن عُجتُ عَوجَةً / عَلَى رَخصَةِ الأطرافِ طَيِّبةِ النَّشرِ
ضِناكِ مَلاثِ المِرطِ مَمكورةِ الحَشا / بَعِيدَةِ مَهوَى القُرطِ مَهضومَةِ الخَصر
وَأنذُرُ للرَّحمنِ مَا دُمتِ أَيِّماً / وَهَل أنتَ يا رَبَّ العُلاَ مُوجِبٌ نَذرِى
صِياماً وَحَجّاً ثُمَّ بُدناً أقودُها / أُوَافي بها يومَ الذَّبائحِ والنَّحرِ
لاحَت لنا وَهناً يُرفِّعُ ضَوءها
لاحَت لنا وَهناً يُرفِّعُ ضَوءها / ريحٌ ينفح طلة وقطارُ
سَقياً لِمَوقِدِها المَليحِ لَو أنَّهُ / يَوماً عَلَى شَحطِ الدِّيارِ يُزَارُ
حَلَفَت أُمَيمَةُ أَنَّ وُدِّى حَجّت لَهُ / شُعثَ الرُّؤوسِ بِمكَّةَ الأَبرَار
كذَبَت أُمَيمَةُ وَالّذى حَجّت لَهُ / مَذِقٌ وَأَنّى خَائنٌ غَدّارُ
لو تَعلَمِينَ وَقَلَّمَا جَرَّبتِنى / وَالعِلمُ يَنفَعُ وَالعَمَى ضَرَّارُ
لَعَلِمتِ اَنّى بالمَغِيبةِ حَافِظٌ / للسِّرِّ مِنكِ وَأنّنى نَصّارُ
أَلاَ يا لَقَومٍ لِلأَسَى وَالتَّذكُّرِ
أَلاَ يا لَقَومٍ لِلأَسَى وَالتَّذكُّرِ / وَعَينٍ قَذَى إِنسانِها أُمُّ جَعفَرِ
فَلَم تَر عَينِي مِثلَ قَلبِىَ لَم يَطِر / وَلا كَضُلوعٍ تَحتَهُ لَم تَكَسَّر
شَفى النَّفسَ أَسيَافٌ بأيمانِ فِتيَةٍ
شَفى النَّفسَ أَسيَافٌ بأيمانِ فِتيَةٍ / منَ الفِزرِ جَالَت فِى عُقَيلٍ ذُكُورُها
مُجَرَّبةُ الأَيَّامِ قد أكثَرُوا بها / قِراعَ الأَعَادِى فَهيَ ثُلمٌ صُدُورُها
كأنَّ مَدَبَّ النَّملِ فوقَ مُتونِها / إذا لم تُصَبَّغ من دماءٍ نُميرُها
يَرِدنَهُمُ بيضاً ويَصدُرنَ منهمُ / كامطاءِ نخلٍ تمَّمتها شُهورُها
بأيدى بنى عمّى كأنَّ وجُوهَهُم / مَصَابِيحُ شُبَّت لِلبَريَّةِ نُورُها
دَعَا حَازِماً حُبُّ الشِّوَاءِ فَساقَهُ / لِمَأثُورَةٍ عُلَّت بسُمّ غُرُورُها
تَلاَفى بِغَوثِ اللهِ ثُمَّ بأُمِّهِ / حُشَاشَةَ نَفسٍ غَابَ عَنهَا نَصِيرُها
أَشاقَتكَ الهَوادِجُ والخُدُورُ
أَشاقَتكَ الهَوادِجُ والخُدُورُ / وَبَينُ الحَىِّ والظُّعُنُ البُكُورُ
وَبِيضٌ يَرتَمِينَ إِذا التَقَينا / قُلُوبَ القَومِ أَعيُنُهُنَّ حُورُ
هِجانُ اللَّونِ أَبكارٌ وَعُونٌ / عَلَيهِنَّ المَجاسِدُ وَالحَرِيرُ
إِذا طَرَدَت فُنُونُ الرِّيحِ فِيهِ / تَوَشَّى المِسكُ يأرَجُ وَالعَبِيرُ
بَدَونَ كأَنَّهُنَّ غَمامُ صَيفٍ / تَهَلَّلَ وَاكفَهَرَّ لَهُ صَبِيرُ
فَلَمّا أن رَكِبنَ تَنَكَّبَتنَا / جَوافلُ مِن ذَوِى الحاجاتِ زُورُ
نَعَم فَبَدا المُجَمجَمُ مِن فُؤَادِى / وَكادَ القَلبُ مِن وَجدٍ يَطِيرُ
يُكَلِّفُنِى عَلَى الحَدَثانِ قَلبِى / نَوًى لِلحَىِّ مَطلَبُهَا عَسِيرُ
عَلَى حِينَ اندَمَلَتُ وَثابَ حِلمِى / وَلاحَ عَلَى مَفارِقِىَ القَتِيرُ
كأَنَّ القَلبَ عِندَ دِيارِ سَلمَى / سَلِيمٌ أو رَهِينُ دَمٍ أسِيرُ
كذَلكَ مِن أُمامةَ قَبلَ هذا / لَيالَى أَنتَ مُقتَبَلٌ غَرِيرُ
إِذِ المُتَهانِفُ الغُرنُوقُ يَهوى / زِيارَتنا وَيَكرَهُنا الغَيورُ
وَعِندَ الغانِياتِ لَنا دُيونٌ / وَفِى مَأوَى القُلُوبِ هَوىً ضَمِيرُ
تُرِيكَ مُفَلَّجاً عَذبَ الثَّنايا / كَلَونِ الأُقحُوَانِ لَهُ أُشُورُ
وَعَينَى ظَبيَةٍ بِجِواءِ رَملٍ / يَصُوعُ فُؤَادَها رَشَأٌ صَغِيرُ
فَلَو تُولِينَنِى لَعَلِمتِ أَبِّى / بِمَعرُوفٍ لِفاعِلِهِ شَكُورُ
أُدِيمُ لَكِ المَوَدَّةَ إِنَّ وَصلِى / بِأَحسَنِ ما ظَنَنتِ بِهِ جَدِيرُ
وَأَمنَحُكِ التِى لا عارَ فِيها / كَأَنَّ نَسِيبَها بُردٌ حَبِيرُ
أتانا بِالمَلاَ كَلِمٌ حَدَاهُ / حِجازِىٌّ بِطِينَتِهِ فَخُورُ
عَدُوٌّ لا يَنامُ ولا تَرَاهُ / وَلَو أَبدَى عَدَاوَتَهُ بَصيرُ
وَلَو جاوَبتَنِى لَقَصَرتَ عَنِّى / وَأَنتَ عَنِ المَدَى نَاءٍ حَسِيرُ
وَلَو عاوَدتَنِى لَرَأَيتَ قَومِى / هُمُ الأَشرافُ وَالعَدَدُ الكَثِيرُ
إِذا الجَوزاءُ أَردَفَتِ الثُّرَيا / وَعَزَّ القَطرُ وافتُقِدَ الصَّبِيرُ
وَبَاتَت فِى مكامِنِهَا الأَفاعِى / وَلَم يَتَكَلَّمِ الكَلبُ العَقُورُ
وَجَدتَ بَقِيَّةَ المَعرُوفِ فِينَا / مُقِيماً ما ثَوَى بِمِنىً ثَبِيرُ
قَد كُنتُ أَحسَبُنى بالبَينِ مُضطَلعاً
قَد كُنتُ أَحسَبُنى بالبَينِ مُضطَلعاً / مابى سَفاهٌ وَلاَ مِن ذَاَكَ تَغميرُ
حتّى استهامَ فُؤَادِى بَعدَ ماطَلَعَت / نَجداً مُوَلِّيةً تُحدَى بها العِيرُ
يا لَيتَنى قَبلَ ذَاكَ البَينٍ أَدركنى / حَتفُ الحِمامِ وقادتنى المقادِيرُ
يومَ انصَرَفتُ كأنّى مُسلَمٌ بِدَمٍ / وَمُغرَقٌ فى مُجاجِ الدَّنِّ مَخمورُ
سَاهِى الفوادِ تَمَشَّت فى مَفاصِلِهِ / صَهباءُ أَخلصَها الحانوتُ والقِيرُ
مَرَى الدَّمعَ مِن عَينَيكَ دارٌ مُحِيلَةٌ
مَرَى الدَّمعَ مِن عَينَيكَ دارٌ مُحِيلَةٌ / بِفَيضِ الحَشا تَسفِي عَلَيها دَبُورُها
عَهِدتُ بِها سِرباً أُمَيمَةُ فِيهِمُ / وَلَم يَدعُ بِالبَينِ المُشِتِّ أَمِيرُهَا
وَقَفتُ فَأَقرَأتُ السَّلامَ فَلَم تُبنِ / جَواباً وَلَم تُعرِب لِمَن يَستَحِيرُهَا
فَحَمِّل نَوَاها عَنسَلاً شَمَّرِيَّةً / يُشَدُّ عَلَى مِثلِ السَّفِينَةِ كُورُها
شَدَدتُ عَلَيها الرَّحلَ لَمَّا تَكَبَّرَت / عَلَى الفَحلِ أَو أَبدَى اللِّقاحَ خُطُورُها
إذَا هِىَ خَافَت خَفقَةَ السَّوطِ لَم تَزَل / كَأَنَّ بِها لَمّاتِ جِنٍّ تُطِيرُهَا
أُمَيمُ احفِظى نَقضَ القُوَى إِن تَذَمَّرَت / كٍلابُ العِدَى دُونِى وَهرَّ عَقُورُهَا
وَلَن يَنقُضَ الهِجرَانُ عَقداً عَقَدتُهُ / إِذا مَلَّ مِن نَقضِ القُوَى مَن يُغِيرُهَا
أُمَيمُ أَما الدُّنيا بِعائِدةٍ لَنا / كَما قَد مَضَى أَم كَيفَ يُرجَى كرُورُهَا