القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَبد الحَمِيد الرّافِعي الكل
المجموع : 15
طاب الزمان واضحى أمرنا شورى
طاب الزمان واضحى أمرنا شورى / لما غدا علم الدستور منشورا
فجر أطل وجيش الليل يدفعه / حتى إنجلى فمحا تلك الدياجيرا
وأشرقت أثره شمس الخلافة من / برج الرشاد فزادت نوره نورا
محا مظالم الاستبداد وانقشعت / غمائم عمت الآكام والقورا
وقد هوى زحل من علو مطلعه / يشكو الزمان ويبكي الحظ مدحورا
وطهر الملك من أعوانه فمضوا / صلبا ونفياً وتذليلا وتخسيرا
على الخيانة عاشوا ليس همهم / إلا الدراهم جمعاً والدنانيرا
كانوا لدولتنا أركان عزتها / اسما وأفعالهم كانت مناشيرا
متى تُصان عناقير الكروم إذا / ما السارقون هم كانوا النواطيرا
فسلهم أين خلوا بعد نكبتهم / تلك الخزائن ملأى والمطاميرا
ما قد مواقط من خير لكي يجدوا / ولا اتوا عملاً في الدهر مبرورا
فما بكتهم سماء لا ولا حزنت / أرض عليهم ومن يبكي الزنابير
لو أنهم بالأذى كالنحل لسعتها / توسى بشهد لكان الذنب مغفورا
لكنهم خُلقوا شرا فلا رحموا / سحقا لهم ولمن قد عاش شريرا
وصرح يلذز لم يحرس مشيده / كأن أحجاره كانت قواريرا
ولو تمكن اسرافيله لقضى / ان يقلب الأرض او أن ينفخ الصورا
ولى وخلى كنوزاً ما تصورها / قارون يوماً فهل اغنته قطميرا
مودعاً جنة قد أشبهت ارما / ذات العماد وفاقتها مقاصيرا
لو طال لاتخذ العرش المنير لها / سقفا ودقَّ دراريه مساميرا
كأنما خالها دار الخلود فكم / شاد القصور بها واستخدم الحورا
وود لو أحرز الدنيا وزينتها / في ذلك القصر اسرافاً وتبذيرا
مهلاً فذا مال بيت المال يا ملكا / قد غره الدهر حتى ظُن مسحورا
ما شأن مثلك ان تلهيه زخرفة الد / نيا ويسحب ذيل اللهو مجرورا
ادنيت من قرناء السوء شرذمة / أنسوك ما العدل حتى بات مهجورا
ضيعت ملكاً عظيم الشأن ذا حظر / فنلت ما لم يكن بالبال مخطورا
أين اليمين وما عاهدت أمتك ال / حسرى عليه فهل أضمرت تكفيرا
رجعت ظلماً بدستور منحتهم / قبلا جعلت به المكسورا مجبورا
فيا لها عثرة أودت بصاحبها / وما نراه لعمر اللَه معذورا
الحمر للّه رب العالمين على / احسانه إذ جلا تلك التقاديرا
وانقذ الملك والاحكام من نفر / قد أوسعوا الناس توحشيا وتنفيرا
فيا له عصر سوء ساء مخبره / وعيشه كان بالأكدار موقورا
ويح الجواسيس كم جاسوا الخلال وكم / داسوا الرجال به غدراً وتزويرا
ويح الاضاليل كم راجت بضاعتها / فيه وظل حليف الحق منفورا
لا كان من زمن بالعكس ممتحنٍ / أنأى الفحول وقد أدنى الطناجيرا
أمسى به الغش والتدليس وا أسفي / وصفا لأكثر من ندعوه مأمورا
وصار أخذ الرشى في الأكثرين بهم / داء عقيماً لقد أعيا العقاقيرا
من جاءهم ويداه بالذي اقترحوا / مملوأتان كُفي هما وتحسيرا
ومن يكن عاجزاً سموه من حَنَقٍ / معجزاً وجزوا دعواه تأخيرا
وللمساكين في أبواب عزتهم / ذل يفطر قلب الدين تفطيرا
صغيرهم قد زها كبرا وقيمته / أقل لو أن للتصغير تصغيرا
أما الكبير فقل عجلا وقل صنما / لقد أبحتك في التشبيه تخييرا
وان تجد بينهم يوماً أخا شرف / وعفة تلقهم منه مضاجيرا
يدعونه باسم صوفي إذا سُئلوا / عنه وقد قصدوا ذماً وتحقيرا
مناقب كلها رجس فلو قُطرت / في البحر لاحتاج تطييباً وتطهيرا
باللَه يا أُمةَ الدستور فانتبهوا / وايدوا نصره جداً وتشميرا
واستشرفوا بجميع العزم مملكة / قد صار أكثرها بالجهل مدثورا
أذكر اخواني عسى تنفع الذكرى
أذكر اخواني عسى تنفع الذكرى / وأرجو بهم في العسر للوطن اليُسرا
وما هي إلا همة من كرامهم / يشقون في ليل الأماني بها فجرا
فهيا بني الفيحاء للعم وانهضوا / بناصره تستوجبوا الحمد والشكرا
وغذوا بها أبناءكم لحياتهم / فما عاش ميت الجهل مهما يطل عمرا
اقيموا صدور العزم واحتملوا الونى / فكم راحة في طيه تشرح الصدرا
وجودوا ببذل المال في كل صالح / لأوطانكم تجنوا بها الراحة الكبرى
وجدوا لأحياء العلوم فإنها / لبالروح لا بالمال يجدر أن تشرى
بها تدفع البلوى بها تبلغ المنى / بها تدرك الدنيا بها تحرز الأخرى
بها سبق الغرب البلاد بشوطه / ومن عجب ان لم يسر شرقنا فترا
فان لم يقم أبناؤه بحقوقه / فمن ذا الذي يرثي لمقلته العبرى
وهل قام مجد الغرب إلا بأهله / وقد قتلوا الأيام في كدهم صبرا
هم القوم قد جدوا فنالوا وأوجدوا / فطالوا وردوا عين حاسدهم حسرى
أقاموا بأفعال البخار عجائباً / بها ذللوا البحر المطمطم والبرا
وكم أحدثوا بالكهرباء غرائباً / فتحسب ان الكهرباء حوت سحرا
مناطيدهم كالطير تسبح في الفضا / تحاول في أوج السماء لها وكرا
وأبراجهم في البر تشمخ رفعة / كأسطولهم في البحر إذ يمخر البحرا
وقد أحرزوا كل الصنائع فاجتنوا / متاجرنا واستنزفوا مالنا طرا
وشادوا كما شاؤا لها من مصانع / بها استنزلوا شم الصعاب لهم قسرا
وبالشركات استسهلوا كل معجز / تنوء به الأفراد فاغتنموا الفخرا
وفي كل شيء نحن في حاجة لهم / ولو ابرة فيها نخيط لنا سترا
غدونا نباهي بالحدود وليتنا / قفونا لهم في بعض ما بلغوا أثرا
بني وطني ما ذا التكاسل كله / وما عذر من قد أحرز المال والوفرا
اتخشون فقرا بعدكم لبنيكم / أعيذكم ان تسلكوا الخطة البترا
فما الفقر كل الفقر إلا لمفلسٍ / من العلم مهما كان في ماله أثرى
وماذا الذي يلهيكم عن صنائع / تشاد لها في الثغر مدرسةٌ كبرى
تنالون من خيراتها ريع مالكم / ويحيى فقير بينكم جاع واستعرى
وطني يا وطني يا وطني
وطني يا وطني يا وطني / انت من عيني مكان النظر
نجح ابنائك طول الزمن / منتهى قصدي واقصى وطرى
ولعمري كل خير ونجاح / قائم في ظل تحصيل العلوم
هي في كل مساء وصباح / راحة النفس وترياق السموم
تملأ الصدر بروح الانشراح / تنعش القلب بتنوير الفهوم
تغرق الاعمار بالعيش الهني / تفتق الأذهان مثل الزهرِ
كم جلت أربابنا من درن / فهي والله حياة الفِكرَ
من أراد الدين والدنيا معاً / فهو بالعلم ينال الاملا
ما أرى كالجهل سماً منقعا / قتل الجهل فكم قد قتلا
أي خليليّ اصيخا واسمعا / كلما في الناس سارت مثلا
ان حيّ الجهل ميت الفطن / ان ميت العلم حيّ الأثر
بعد ما بينهما للمعن / بعد ما بين الثرى والقمر
أيها الشبان اني لكم / ناصح والنصح شأن المخلص
بفنون العلم جدوا وانظموا / حللا من درها المستخلص
لا تعيروا لملول منكم / نظرة واخشوا فوات الفرص
ان مبدا العمر غالي الثمن / لا تبيعوه بلعب الاكر
واشتروا العلم بنور الأعين / واستلذوا فيه طول السهر
كل ويل وانحطاط وشقا / اصله الجهل إذا الجهل طما
وكذا كل اعتلاء وارتقا / روحه العلم ولولاه لما
فرق ما بين فناء وبقا / في البرايا فرق ما بينهما
فتأمل يابن ودي واعتن / بطلاب العلم طول العمر
وإذا ما شاقك المال الجني / تلق طي العلم كنز الدُرر
ليس بالمال يُنال العلم بل / هو للعلم كبعض الخدم
وإذا ما جمّل العلم العمل / كان كالتاج بطرز الانجم
فاجتهد ثم اجتهد دون ملل / وتعلّم وتعلم واعلم
انما قدر الفتى ما يبتني / من فخار العلم بين البشر
ليس مقدار الفتى ما يقتني / من لجين أو نضار اصفر
نحن أبناء الزمان الحاضر / هون اللَه علينا الطلبا
هل ترى من قرية أو حاضر / ما حوت مكتبة أو مكتبا
وتفكر في الزمان الغابر / حين كانوا ينسخون الكتبا
ذاك أمر لم يكن بالهين / حيث لا مطبعة في قُطر
مع هذا عزمهم لم ينثن / بل علوا بالعلم هام الزُهر
تعالى اللَه ما اسمى اقتداره
تعالى اللَه ما اسمى اقتداره / واعظم شانه واعز جاره
لقد جعل الورى دولا ولكن / على قدر بهم اجرى اختياره
فمنهم كل مقتدر شكور / غدا برد التقى ابداً شعاره
ومنهم ظالم للنفس أمسى / مبيع الدين في الدنيا اتجاره
ومنهم من تذبذب في البرايا / فيصدق تارة ويمين تاره
أولئك أمة يا من يراهم / بهم اضحت طرابلس شراره
لهم في كل عرس قرص فن / وكل شريط طنبور عباره
فمن متكبر بالمال مغرى / يخال بأنه رب الوزاره
ولا عجب فذا ابن خلا ولكن / ظننا ان تهذبه الحضاره
ومن متهافتٍ دوماً على ما / يزول من الحطام ولو قطاره
جهول ليس يدري العار يوماً / وبرد الكبرياء غدا دثاره
يظن الفضل في طول وعرض / وفي دجل ومكذوب استخاره
وكم أجرى الدموع لنهب مال / وكم أبدى لدى النصب اضطراره
وهل يشكو الكريم من البرايا / لغير اللَه في الدنيا افتقاره
ولكن لا أراك اللَه كرهاً / له طمع تذوب به المراره
فما يخلو محل من مرامي / مطامعه ولا زيت المناره
ورب فتى حكاه وزاد فضلاً / وكم يعدي ضنى الجربان جاره
فتى بمصارف الأوقاف مغرى / كسنور يظن المال فاره
يدل على الخيانة من تولى / مصالحها إلا بئس التجاره
وينهب معهم مال اليتامى / ويظهر ان ذلك بالاجاره
له في الشر يرجع حيث اضحى / على فتوى الضلال له جساره
واني يهتدى للحق يوماً / فتىً ابليس اصبح مستشاره
فيا تعسا لقوم قد طغاهم / غبي ليس يدري ما الطهاره
لميراث العفاة قد استباحوا / وقد اكلوه يال بني فزاره
فما ربحت تجارتهم ولكن / لعمر اللَه ذا عين الخساره
وارباب المحاكم يا لقومي / بصائرهم خلت منها البصاره
وفيهم كل مغرور وغر / تدرع بالضلالة والدعاره
يروح مسربلاً ثوب المعاصي / ويغدو خالعاً فيها عذاره
فكم مثر أعانوه ولكن / بطول يمينهم سلبوا يساره
وكم من معسر حبسوه ظلماً / وما تخفى على الفطن الإشارة
قلوب كالحجارة بل وزادت / قساوتها وان من الحجاره
فوا بلواي من زمن مسيء / أبى يهدي لنا إلا شراره
لقد ضاعت حقوق الناس ظلماً / فمن للعدل من يحمي ذماره
ومحكمة الشريعة ضاع فيها / مكان الحق بل تركوا ادكاره
فقاضيها وسوف اللَه يقضي / عليه ولا يقيل له عثاره
يسوم الناس ظلماً أو يداووا / فضيلته بفضل أو عصاره
فكم بوعود عرقوب يمني / ورب الحق قد مل انتظاره
تلاعب بالشريعة كيفما قد / أراد ولم يخف من ذا بواره
وارشد رهطه للظلم جهلاً / وانهلهم كما راموا عُقاره
فما منهم فتى إلا وأمسى / ردا الأوزار في الدنيا ازاره
فكم ولغوا اناء أخي اضطرار / وكم ذي عسرة بلغوا ضراره
وكم وقف أبادوه وشادوا / بغلته كما شاؤوا عماره
وكم جنحوا لأغراض قباح / وجنح الليل قد أرخى ستاره
كذا البلدية البلداء فيها / بغير السوء ليس لهم شطاره
ولولا ان فيها بعض قوم / كرام هدم المظلوم داره
فكم هي قد حوت من كل فظ / غليظ القلب معدوم الإداره
يصعر خده للناس كبرا / وقد أبت العلى إلا صغاره
ويا شتان ما بين المعالي / وبين ألي الدناءة والحقارة
فليت الدهر يسعفنا إذا ما / أزاح الانتخاب لنا خماره
فكم يسر أتى من بعد عسر / وكم للدهر يوماً من آثاره
ألا يا أيها الناس اتقوا من / له تعنوا الوجوه المستناره
فيا طوبى لمن رفض المعاصي / وامسى آخذاً منها حذاره
أخي إلى م غفلتنا فبادر / لطاعة من يخاف العبد ناره
ألم تعلم بأن الموت حق / فما لك لاكمن يخشى بداره
لعمرك انما الدنيا غرور / بلى وحقيقة العمر استعاره
من فتك لحظيه الحذار الحذار
من فتك لحظيه الحذار الحذار / لا يخدعنك السقم والانكسار
اخفتني الاسقام في حبه / كأنما جسمي ضمير استتار
لا تعجبوا ان غاب عن ناظري / يوماً فعادات البدور السرار
ولا تلوموه على صده / باللَه فالغزلان تهوى النفار
قد جار بالهجران يا ليته / إذ سكن الأحشاء راعى الجوار
فيا بروحي يا زمان اللقا / أين ليالينا بتلك الديار
أما وقد طال حنيني لها / يا حبذا تلك الليالي القصار
حيث الهنا واف وورد المنى / صاف ومجنى اللهو داني الثمار
فكم حلالي بالتصابي بها / لبسُ الخلاعات وخلع العِذار
هذه أنوار وفد الطرب
هذه أنوار وفد الطرب / أقبلت فوق مطايا الدرر
في كؤوسٍ توجت بالشهب / فعليك الحد ان لم تسكر
يا نديمي قل هو اللَه أحد / كم له من آية فيما برا
خلق الأقداح من نور جمد / وعقيق الراح فيها قد جرى
لطفت حتى حكى الروح الجسد / فهي تبرام لجين يا ترى
ان اخت اللهو بنت العنب / مدد الروح ونور الفكر
فارتشفها من ثغور الحبب / وانا الضامن طول العمر
لا تقل للراح في الرأس خمار / انما هذى طبول الفرح
صفق الهم من القلب وطار / عندما ابصر شهب القدح
فانتهزها فرصة تنفي العثار / وصل المغبق بالمطبح
وعلى ذكر الجبين الكوكبي / عاطنيها يا بن ام البصر
وسناها في دياجي الغيهب / آخذ باللب قبل البصر
أترى والكاس من هالاتها / هي شمس أم هي البدر المنير
حارت الأفكار في مشكاتها / حيرة الأبصار في الخد النضير
فانقد العقل على كاساتها / وادرها من يد الظبى الغرير
رشاً في السرب يا للعرب / قام معتزاً بملك الحور
ما على عينيه غير اللعب / بقلوب في الهوى كالأكر
هل درى أي دم قد سفكا / جفنك الفاتر يا ظبي النقا
ما عليه في الهوى لو تركا / من فؤادي رمقاً إذ رمقا
خفّفِ الرشق والا هلكا / صبك العاني لعينيك البقا
فتكت فينا بماضي القضب / مرهفات كنصال القدر
وبكسر الطرف زادت وصبي / وشديد ظفر المنكسر
اعطني من سحرها بعض الأمان / وتلطف فلقد جزت الحدود
ما دواعي هذه الحرب العوان / بينها والقلب يا ريم زرود
لحظها يهزأ بالسيف اليمان / واساراها مجاريح الكبود
كيف يلقى حربها وا حربي / مدنف جاوز حد الخطر
غال منه حب ذاك الربرب / من بقايا الصبر عين الاثر
سلسل الدمعُ أحاديث الغرام / في الهوى فهو لأسراري مذيع
عبرات ولعت بالانسجام / ان هذا شأن من يهوى البديع
فأقلا من زخاريف الكلام / يا خليلي فاني لا أطيع
في هوى ذاك الغزال الاشنب / قد تقضى بالتصابي عمري
فانظرا لي راحة من تعبي / فلقد افنى الهوى مصطبري
ابروق من فروق يا ترى
ابروق من فروق يا ترى / لمعت أم تلكم نار القرى
ليس تنفك وطرفي باهت / جمد النور أم الجمر جرى
لهب من وقده مسك الدجى / فكأن الأفق أضحى مجمرا
وبروحي نفحةٌ من طيه / حملت عن أرض ليلي خبرا
ضمخت أذيالها من تربها / فنشقنا من شذاها العنبرا
أيها المدلج والليل على / رسله والنجم يمشي القهقري
غارقاً في لجة الظلماء لا / يهتدي كيف سرى كيف سرى
حائراً والدجن يغشى سبله / وكأن الزنج جرت عسكرا
أطبق الجفن وقل يا با الهدى / وانظر الليل انجلى أم أقمرا
ذاك من في ذكره والفجر ما / دق صخر الليل إلا انفجرا
هكذا يا ابن الرفاعي رفعة / تخذت هام الثريا كالثرى
هكذا الاشراف في سيماهم / لا من اعتاض الطراز الأخضرا
أي فضل لشريف لم يكن / ينصر السنة أو يجدي الورى
يا رعى اللَه زماناً لذت في / حيه اشكر ذاك العمرا
انتحي أبوابه مستبشراً / فكأني وافد أم القُرى
وإذا ما قمت في حضرته / أحسب الشمس استحالت بشرا
يملأ الأسماع أقراطاً ويا / بهجة الناظر فيما نظرا
كرمت أخلاقه حتى لقد / عقد المجد عليها الخنصرا
سيدي يا با الهدى ياذا الندى / يا وفي الوعد يا سامي الذرى
دم كما أنت وما ذاك سوى / ان تدوم الدهر سام مظهرا
بابك الدنيا ومرآك المنى / ونداك الطوق في جيد الورى
يقولون لا تبك المنازل واصبر
يقولون لا تبك المنازل واصبر / فرب اغتراب كان جرعة سكر
ورب حسامٌ فارق الغمد قد غدا / بجوهره يزهو على كل جوهر
وما الأرض إلا منزل واحد لمن / يراها بأنظار الحقيقة فانظر
فقلت لهم ما الاغتراب هو الذي / شجاني فلم أملك جميل التصبر
ولكنه نأي الحبيب وفرقة ال / أليف وفقد الصاحب المتخير
ولوثة تغريب على غير ريبة / ولست بذي ذنب ولا سوء مخبر
واني أرى ان الغريب وان يكن / بأوطانه أهل احترام ومظهر
يعود ذليلاً بين من يجهلونه / ويغدو زرياً لا يروق بمنظر
ولا سيما من كان مثلي مبُعَدا / يُقال به لم يُنف لو لم ينفر
اقول لمن قد أوسعونا شماته / ولم يفهموا معنى القضا والمقدر
لو أنكم لاقيتم بعض ما به / دهينا لهنتم بعد كل تجبر
وان تك لاقينا الشدائد كلّها / وصالت بقِرضاب علينا وسمهري
فلم يُبل منا حادث الدهر قيمة / ولم تنأ عنا شيمة المتصبر
ولا حط من أقدارنا النفي إنما / هو الدر منظوماً كدر منثر
وما نحن في تلك النوائب كلما / ذكت نارها إلا كعود بمجمر
فانا اناس لا نذل لمعتد / ولو سد عنا كل ورد ومصدر
صمدت لأسياف الخطوب وما سوى / تقى اللَه والتسليم درعي ومغفري
فلو كشفت حجب الهياكل شمتها / على درع صبري كالقنا المتكسر
ألا يا زمان السوء حسبك ما جرى / علينا من العدوان منك فأقصر
أهجت علينا كل باغ مكشر / وأطمعت فينا كل طاغ مشمر
وحكمت قوما لا خلاق لهم بنا / توخوا من الاعمال كل منفر
تمادوا بأهواء النفوس وما اعتنوا / بحكم النهى أو حكمة المتفكر
وفاروا على نار من الحقد أُضرمت / فجاروا ولكن فوق حد التصور
حُثالة ناس لا حياء ولا تقى / وليس لهم أصل ولا عرق مفخر
كأنهم قد أنشئوا من ثرى الخنا / ولم يخلقوا إلا لخمر وميسر
فحتى متى يا دهر نصبر أننا / غدونا على جمر الهوان المسعر
فقد طال ما بالغت بالضر فاتئد / وان زدت تنشق العصا ويك فاحذر
فإن هناك النار يذكو ضرامها / ويخشى بأن تردي مع الآثم البري
زار الخليل ديارنا
زار الخليل ديارنا / فتخايلت بأعز زائر
هتفت لها زهر السما / هنئت يا روض الازاهر
ان كنت جوهرة البلا / د فذاك نظام الجواهر
القى القياد له بمضما / ر البلاغة كل شاعر
رقت بدائعه وجل / ت فهي معجزة الخواطر
شعر كمنظوم الجما / ن ينافس الشهب الزواهر
سحر العقول وانني / لأجله عن نعت ساحر
لكنها روح الخلي / ل تطل في الكلم النواضر
تسبي النهى وترف لط / فاً تستهيم به السرائر
أنسى بها ذكرى حبي / ب في البوادي والحواضر
أهلاً بيوم قدومه / ما بين رنات البشائر
قرت به الأدباء عي / ناً كيف لا وبه تفاخر
أهلاً بنابغد النوا / بغ في الزمان بلا مكابر
ولقد شهدت مكانه العا / لي بمرآة المآثر
وتعارف الأرواح في / ما بيننا سبق المحاجر
وعشقت أكرم ما عرف / ت من الشمائل والمفاخر
وإذا اختصرت بوصفها / عجزاً فان الحب ساتر
طر بي إلى النجم أو سر بي إلى سير
طر بي إلى النجم أو سر بي إلى سير / فمطلع الحسن يحكي مطلع النور
بل اين للنجم جنات معطرة / اجواؤهن بفواح الازاهير
هي العروس تجلت في محاسنها / تسبي العقول بمشموم ومنظور
أثمارها كالحلى من كل فاكهة / تحكي بطيب شذاها وردها الجوري
والزهر يلقى نثاراً فوق هامتها / مثل الدراهم أو مثل الدنانير
كأنما نبعها العالي تفجر من / نهر المجرة صاف غير مكدور
وتحته نهرها المسحور مندفق / فيا له ساحراً يُسمى بمسحور
ولو شهدت مطل الأربعين تجد / أضاً لديها جنان الأرض كالبور
تدني البعيد إلى الأبصار مشرفة / على فضاءٍ طليق غير محصور
ما غوطة الشام ان قيست بنظرتها / إلا كذابل أرض غير ممطور
وما مصايف لبنان بجانبها / إلا الوصايف عند الكنس الحور
سبحان من خصها بالحسن اجمعه / وأهلها بالتقى من غير تقصير
يغشى الضياء بذكر اللَه مسجدها / فيشمل النور منه سائر الدور
وللآذان جلال في منارته / تخال موسى يناجي اللَه في الطور
أبناؤها بصفاء القلب قد عرفوا / فليس يعثر مصطاف بتكدير
قوم كرام قرأنا في وجوههم / آي البشاشة في صحف الأسارير
يعتز جارهم كالضيف عندهم / والصون يكنفه من كل محذور
لبنان يا جبل السرور
لبنان يا جبل السرور / ولبُانتي زمن الحرور
أنت المليك على الجبا / ل الشامخات مدى العصور
والأرز تاجك اتحفت / ك به يد الرب القدير
يلقى بك المصطاف ان / واع المسرة والحبور
ويرى الكواكب قربه / تهديه ايناس السمير
بنسيمك العطر العلي / ل شفاء علات الصدور
وبمائك العذب البرا / د حياة أموات الهجير
يُذكي العقول هواؤك الصا / في وزند العزم يوري
فلكم ولدت نوابغاً / في الكون نادرة النظير
واشاوساً عزت فلم / تك تستكين لأي نير
ولكم فخرت بكاتب / حر المبادئ والضمير
وبشاعر متفنن / جر الذيول على جرير
ولك الجنان الفيح عا / لية المشارف والقصور
تختال بين رياضها / أسراب ولدان وحور
شكلن ما بين الريا / ض رياض حسن مستنير
سبحان من خلق الحسا / ن وقال للأبصار حيري
لبنان يا عرش الجمال / ل ومعرض اللطف الغزير
أولعت منك وحقّ لي / بمصيف حصرون الشهير
أني التفت رأيت ما / يهنا به طرف البصير
من جدول أو منهل / يمتاز بالعذب المنير
أو روضة مدت لنا / استبرق النبت الخضير
أغنى بساط اللَه فيها ال / ضيف عن بسط الحرير
وبيوتها اشبهن ابرا / ج النجوم بلا نكير
ولأهلها طبع الودا / عة من غني أو فقير
واهم ما يصبو له / قلب الفتى انس العشير
ولقد أناف على المجر / ة حسن واديها الكبير
في عمقه وجلاله / وجمال منظره الوفير
يجد المشاهد روعة / كالغاب لكن في سرور
وكأن في نسماته / راحا تُدار بلا مدير
تشفى الجسوم من الضنا / تجلو النفوس من الكدور
ولقد حكت بزعون حص / رونا بجنات ودور
اختان حيرتا بفر / ط الحسن فكر المستخير
فهما مصيف واحد / كلتاهما صوغ الشذور
قد قامتا من ذلك الوا / دي على أعلى شفير
كحمامتين اطلتا / من رفرف الجو المنير
يا ناعي الحي والاجفان تنهار
يا ناعي الحي والاجفان تنهار / رفقاً فلم يبق اسماع وابصار
اصمّ نعيك سمع الكون وانفجرت / من أعين الدين انهار فأنهار
ومذ غدا العصر يبكي فقد فرقده / بكت لمبكاه أنحاء وأقطار
علامة الدهر عبدالقادر العَلَم ال / فرد الذي ذكره في الكون معطار
الرافعي كبيرُ القَدر من رُفعت / له على هامة العلياء أقدارُ
سل أزهر العلم عنه كم به جُنيت / من فضله الجمّ أزهار وأثمار
وسل به جامع الغوري كم جليت / فيه عرائس علم منه أبكار
واستخبر الأرض هل ساواه من علمٍ / أم هل لعلياه أشباه وانظار
ذاك الذي كان نعمان الزمان ومن / من بحره فقهاء الشرع تمتار
ذاك الذي كانت الدنيا تضيء به / كأن آثاره في الكون أقمار
لقد مضى وأنطوى في طيّ بردته / زهد ونسك وأفضال وايثار
واصبحت هالة الفتيا لفرقته / تشكو الأسى ولها عند القضا ثار
ما كاد يشرق حتى غاب نيرها / عنها وللحظ اقبال وادبار
سرعان ما بكيت من بعد ما ابتسمت / فلتشهد الآن ان الدهر غدار
كأن نور المنى إذ لاح ثم خبا / لعينها كوكب في الأفق غرار
من للمشاكل ان ما احكمت عُقدا / يوماً وحلالها شطت به الدار
من للصعاب إذا ضاقت مذاهبنا / بها وقام لها في الناس مضمار
تصرمت تلكم الآمال واندرست / أيامها الزهر والايام ادوار
وشهب أفراح ذاك العصر قد غربت / عن العيون وللافراح أعمار
والحزن بلبل مصرا مع طرابلس / واظلمت ثم آصال وابكار
هيهات ينتج هذا الدهر ثانية / او تحتوي مثله مدن وامصار
من جوهر الفضل من لب المفاخر من / محض العلى من صميم المجد مختار
قد كان لي قبل هذا الخطب وا أسفي / صبر على نكبات الدهر كرار
واليوم اصبحت لا نوم ولا جلد / كلاهما عن أسير الحزن فرار
فحرقتي فيه ما تجلى دياجرها / وما لفجر عزائي قط اسفار
اب رؤوف رحيم كم لنا قُضيت / في ظله بطلاب العلم أوطار
أيام كنا عليه عالة ولنا / من فيض جدواه البان واوبار
نرعى بروضة عز من مكارمه / يحيطها من حنان القلب اسوار
فللظواهر منا والسرائر في / شكران نعماه اعلان واسرار
ألا كل نفس للمنون مصيرها
ألا كل نفس للمنون مصيرها / ولو شيدت بين النجوم قصورها
ولو تفتدى نفس بأخرى لفديت / بأرواحنا نفس عزيز نظيرها
فرب رجال في الأنام بقاؤها / حياة لقوم بالفداء سرورها
ولكن أمر الموت حتم على الورى / تساوى به مأمورها وأميرها
واجسامنا تهوى المعاد لأصلها / ومهما تزكّت فالتراب طهورها
خليلي هلا تسعداني بعبرة / فقد نضبت عيني وجف مطيرها
تخيلت قطرات الدموع من الأسى / جماراً تلظى فوق خدي سعيرها
خليل هل بعد الإمام أبي الهدى / يبيت سخين العين وهو قريرها
مضت تلكم الآمال وانصرم الرجا / وصوح من روض الأماني نضيرها
مضى العلم المنشور للرشد وانطوت / سماوات فضل غاب عنها منيرها
مضى العيلم المقصود للري والندى / إذا اشتد بالهيم العطاش حرورها
فيا لك خطباً يرزح الصبر تحته / تداعت له العلياء وانهدَّ سورها
وقامت به في الخافقين مآتم / اصمّ صماخ الفرقدين نفيرها
تسلسل عن بيت النبوة سيدا / به قضيت للمكرمات نذورها
إذا عد اشياخ الهدى فهو شمسهم / وان عدت الاشراف فهوغيورها
تسامت طريق ابن الرفاعي في الورى / به عزّة واختال فيه سريرها
فوا أسفا ان يفقد الدين مثله / إذ الناس تغلي بالخلاف قدورها
تمالأت الأيام حسب طباعها / عليه واحمى شفرة الغدر كيرها
فاوسعها صبراً وما ازداد خبرة / ولن يغلب الأيام إلا خبيرها
هو العمر ما تصفو لياليه كلها / إذا ما حلت يوماً تلاه مريرها
ومن خُلق الدنيا امتحان كرامها / ولكن بظل الصبر يندى هجيرها
على ان ابطال التوكل مثله / سواء لديهم سجعها وزئيرها
ولما تغالت واستطار شرارها / تولى وخلاها تفور شرورها
واعرض عن زور الأماني عندها / فلا كانت الدنيا ولا كان زورها
وما حزن ثكلى افقد الدهر فذها / فأوحش مغناها واقفر دورها
وراحت ومغداها الاسى ومراحها / عشياتها ويل وليل بكورها
بأعظم من حزني عليه وإنما / يظن خليا في الرجال صبورها
جدير بقلبي ان يذوب لفقده / وحق لعيني ان تفيض بحورها
وما يذكر المعروف إلا أخو وفا / ولا ينكر النعماء إلا كفورها
ولعت زماني في مدائحه التي / تناغت بها بين الأنام صدورها
وكنت أصوغ الدر فيه تهانيا / يطيب بعرنين الكرام عبيرها
فويح فؤادي ان يكون مراثياً / تخط وتمحى بالدموع سطورها
كأن بيوت الشعر شاطرنني الأسى / فقد أوشكت تعصى علي شطورها
سرى لجوار اللَه يرفل بالتقى / وفارق دنيا لم يمله غرورها
فيا رب روح بالمراحم روحه / وزده من الآلاء فهو جديرها
يا دهر لو تدري بمن فجعتني
يا دهر لو تدري بمن فجعتني / لرحمتني مهما تكن جبارا
افقدت عيني نورها وحشاشتي / دمها وروحي روحها المعطارا
افقدت يومي انسه ودجتني / نبراسها وصباحي الاسفارا
افقدت قومي شيخها وعميدها / يوم النضال وليثها المغوارا
افقدت أوطاني اجل رجالها / علماً وحلماً واسعاً ونجارا
صنوى الكبير محمد من كان لي / من بعد فقد أبي أبا مغيارا
من جوهر الإحسان صيغ وكم له / في صنعه ما يعجب الابرارا
لِلّه كم لك يا محمد من يد / معروفها يجري وليس يجاري
يا كامل الأوصاف قد البستني / بنواك حزناً ينقص الأعمارا
أبكي شمائلك التي لو صورت / شخصاً لخالته الأنام نزارا
عربية تجد العروبة عندها / عزاً ومجداً باذخاً وفخارا
أبكي مكارمك التي قد علمت / عند الخصاصة قومك الإيثارا
أبكي صلاحك والتصوف منك عن / ذوق يفيض على الحجى أنوارا
أبكي شجاعتك التي كانت لنا / عند الشدائد عسكراً جرارا
أبكي ابتهاجك بالضيوف كأنما / قد ألبسوك من الحبور دثارا
أبكي اهتمامك بالصديق كأن له / حق الشقيق وان هفا أو جارا
أبكي مجالسك التي كنا بها / نستعذب الأبحاث والاسمارا
لهفي عليك أخي وما يجدي الفتى / طول التلهف والعيون حيارى
ترنو لتبصر من خيالك لمحة / متلفتات يمنة ويسارا
هي لمحة المذهول لا رؤيا الكرى / ليت الكرى من بعد فقدك زارا
لولا الخيال وفضله لرأيتني / كالجاهلين أعاتب الأقدارا
طوراً احاوله فيعجزني كمن / قد راح يرصد كوكباً غرارا
ويسرني طوراً بشخصك ماثلا / للعين اذ نتبادل الأنظارا
فأخال أني في حياتك ما نأى / عني سناك ولا بعدت مزارا
ويلاه من فقد الأحبة أنه / يوهي القوى ويضعضع الأفكارا
ماذا احرر في رثائك يا أخي / وقف الفؤاد على الرثاء فحارا
ادعو القريحة ان تعين عواطفي / لأعد في تأبينك الأسفارا
فأحسها جمدت كأن الحزن قد / أخنى على أقدارها وأغارا
فعذرتها ولعل عذري واضح / ولقد عهدتك تقبل الأعذار
حياك ما بكت الحمامة الفها / رب يكافيء مثلك الأخيارا
وحباك من رضوانه ونواله / ما ينعش الأرواح والأسرارا
رأت شرار الأسى في مدمعي الجاري
رأت شرار الأسى في مدمعي الجاري / فهالها الجمع بين الماء والنار
رخيمة الدل كحلاء الجفون لها / في قلب كل شج غارات جبار
رمت فؤادي بسهم العشق ثم سرت / روحي الفداء لهذا الكوكب الساري
راحت لبكاي يوم البين ضاحكة / تقول صبرا وما قلبي بصبار
رحماك يا شمس حسن راق مطلعها / من بانة القد جل الخالق الباري
ردي عليّ فؤادا يا أميم غدا / من الهوى والنوى ما بين أخطار
رعيا لأيامنا والشمل منتظم / مثل النجوم على لبات أقمار
راعت طوال الليالي بعدها كبدي / بكل هم على الأحشاء كرار
رد بي لك الله يا حادي المطي ضحى / لمسقط الغيث من جنات أوطاري
رحاب واسط حيث النور منبسط / على هضاب بها جمر القرى جاري
رحاب عز رعاها الله كم بلغت / مجد الشيخ العريجا حافظ الجار
رب العلاء الرفاعي الذي وضحت / من هدية في البرايا شمس أنوار
راعي الحمى يوم لا خصم يلين ولا / خل يعين بزند الهمة الواري
راحت لهيبته الآساد خاضعة / وذاب في الغمد منها كل بتار
رواق علياه فوق الشهب قام على / عز مع الفلك الدوار دوار
ردت عيون السواري عن مكانته / حسرى وأحجم عنها كل سيار
راياته البيض جل الله قد خفقت / في الخافقين ومدت ظل أسرار
روض الفضائل بين الأولياء زهى / منه بأزهار أخلاق وأطوار
روت رياح المعالي عن شمائله / حديث لطف رياحين ونوار
راحاته بصنوف الجود واكفة / والقوم ما بين حماد وشكار
روحي قد أغرة كالنجم ساطعة / منه تغدى بأسماع وأبصار
رويت عنها معاني الصبح صادقة / ورب نجم تراه العين غرار
ركبت نجب الأماني نحو ساحته / من كل متقد بالعزم طيار
راج أياديه والأطماع حافلة / أسير في عسكر منهن جرار
روح فؤادي بعادات المراحم يا / شيخ العواجز والحظني بأنظار
رأيت حبك نورا قد تجسم في / سرى وضاءت به أقطار أفكاري
رمت امتداحك مع عجزي فسابقني / له القريض ورقت فيك أشعاري
روقت كأس الثنا والنيرات به / سكرى فخلت الثريا بعض سماري
راقت بمعناك آنائي بأجمعها / فأنعم الله آصالي وأبكاري

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025