أَأَرجو حَياةً بَعدَ فَقدِ زُمُرُّدِ
أَأَرجو حَياةً بَعدَ فَقدِ زُمُرُّدِ / وَكانَت بِها روحي تَلَذُّ وَتَغتَذِي
زُمُرُّدُ قَد خَلَّفتِ للصَّبِّ لَوعَةً / وَحُزناً بِقَلبي آخِذاً كُلَّ مَأخَذِ
رَمَيتِ بِسَهمٍ وَسطَ قَلبٍ مُجَرَّحٍ / كَأَنَّ بِهِ وَقعَ الحُسامِ المُشَحَّذِ
فَحَصَّنتُهُ بِالصَبرِ فيكِ وَعِندَما / نَبَضت أَتاه السَهمُ مِن كُلِّ منفَذِ
فَمِن مُقلَتي تَسهادُ جَفنٍ كَأَنَّما / يَمُرُّ عَلَيهِ اللَيلُ جلدةَ قُنفُذِ
وَمِن مَسمَعي صَغوٌ لِصَوتك دائِماً / وَمِن معطَسي تَوقٌ إِلى عَرفِكِ الشَذِي
وَمِن مَبسَمي أَنفاسُ نارٍ تَردَّدَت / عَلى كَبِدٍ حَرّى وَعَقلٍ مُؤَخَّذِ
بِهِ لَمَمٌ قَد مَسَّهُ وَتَخَبُّطٌ / فَلا بالرُقى يُهدى وَلا بِالتَعوُّذِ
تقدّمها بنتي نَضيرةُ بِنتها / وَقَد جُمِعا في مُلحدٍ لَم يُسرَّذِ
وَكُنّا الَّذي مَع وَصلَةٍ لي وَعائِدٍ / وَقَد حُذفا لَم يَبقَ مِنها سِوى الَّذي
وَزينةِ حِلم عَقلُها ثابِتٌ فَلا / تَأثرُ مِن إِيهامِ كُلِّ مُشَعوذِ
وَحازَت لِحُسنِ الخَلقِ خُلقاً مُدَمَّثاً / وَلينَ كَلامٍ طاهِرٍ لَيسَ بِالبَذي
فَما دَنَّسَت فاها بِغيبَةِ غائِبٍ / وَلا مَنَعَت رفداً لِمَن جاءَ يَحتَذي
وَتعرف أَجناسَ المَبيعِ جَميعه / وَأَثمانه مِن فَحمَةٍ للزُمُرُّذِ
وَإِن جاءَ كَحّالٌ وَذو الطب نَحوَها / تُباريهما فَأَذعنا للتَّتلمُذِ
تَغيَّر ذِهني بَعدَ جِسمي / فَعَقليَ لَم يَقبل عَزائمَ عوَّذِ
وَجسمي إِذا رُمتُ اِضطِجاعاً لِراحَةٍ / يَقلَّب عَلى جَمرِ الغَضا ثُم يَحتَذي
وَإِن رُمتُ نَهضاً لِلقيام فَأَخمَصِي / أَراهُ كَأَن شَوكُ القَتادِ بِهِ حُذي
وَإِن أَنا حاوَلتُ القُعودَ تَواتَرَت / هُمومٌ مَتى تَعلَق بِروحِيَ تَجبذِ
فَقَلبيَ في حُزنٍ وَعَينيَ في بُكا / فَيا لَكَ شَجواً بينَ ذا قَد ثَوى وَذِي
جَميلةُ خَلقٍ سَهلةُ الخُلقِ لينةٌ / رَقيقَةُ قَلبٍ ثاقِبِ الذهنِ أَحوَذي
أَجدك لَن تُصغِي لِشاكٍ مُوَلَّهٍ / جَريحِ فُؤادٍ فيكَ ذي مَدمَعٍ قَذي
تَباخَلتِ حَتّى الطيفُ لَيسَ بِزائِرٍ / لَدى هَجعَةٍ ساهِي الفُؤادِ مُجَذَّذِ
يَقي صالِحٌ وَأَحمَدُ وُمُحَمَّدٌ / وَبلقيسُ كَالأَيتامِ بَعدَ زُمُرُّذِ
وَكانَت لَهُم أُمّاً حَنوناً وَجَدَّةً / شَفوقاً تُشَهِّيهِم بِكُلِّ تَلَذُّذِ
وَتَختارُ أَنواعَ المَطاعِمِ سُكّرٍ / وَحَلوى وَبانيذٍ لَهُم وَطَبَرزَذِ
رَوَت مِن أَحاديثِ الرَسولِ مَسانِداً / وَكانَ لَها روحٌ بِتَسماعِها غُذي
صَحيحَ بُخارِيٍّ وَمسندَ دارمٍ / بِسَمعِ إِمامٍ ثابتِ النَقلِ جَهبَذِ
وَرَوَّت بِبَيتِ اللَهِ وَالقُدسِ ما رَوَت / لِمصريٍّ أَو شاميٍّ أَو مُتَبَغدِذِ
وَحجَّت وَزَارَت مَرَّتَينِ وَقَدَّست / وَما يَكُ مِن بِرٍّ تُعجِّل وَتنفِذِ
قَضى اللَهُ أَن عاشَت وَماتَت سَعيدَةً / وَلَيسَ امرؤٌ مِما قَضاهُ بِمنفَذِ
مَضَت وَلَها ذكرٌ جَميلٌ مُخَلّدٌ / ثَناء كَعَرف المسكِ وَالعَنبَرِ الشَذِي
إِلى العالَمِ العُلويِّ راحُوا بِروحِها / لِروح وَرَيحانٍ وَجَنَّةِ مغتَذِ
وَلَم تَكتَرِث يَوماً بِلِبسٍ وَزينَةٍ / وَحَليٍ فَتَبدو في النَعيمِ المُلَذّذِ
وَلَكن بِجودٍ وَاحتِمالٍ يَزينُها / بِنَفحٍ لِذي فَقرٍ وَصَفحٍ عَن البَذي
مُطَهرةٌ لَفظاً وَقَلباً وَبَرَّةٌ / مُبَرَّأةٌ عَن كُلِّ ما قادحٍ رَذي