متى ينجلي بالقْربِ ذا الناظرُ القذي
متى ينجلي بالقْربِ ذا الناظرُ القذي / ويَرجِعُ سهمُ البعيدِ غيرَ مقذَّذِ
وأصبحُ لا مِن روعةِ البينِ والنوى / اخافُ ولا مِن وِقْفَةِ المتلَوَّذِ
وتَنفحُني مِن نسمةِ القربِ نفحةٌ / أهيمُ سروراً مِن تأرُّحِها الشذي
ولمّا تفرَّقنا وأمسيتُ ممسكاً / بكفِّي على أعشارِ قلبٍِ مغلَّذِ
وقفتُ على بالي الديارِ كأنَّني / بجمرِ الأسى والشوقِ فيهنَّ محتذي
سقى دارهَمْ بالخَيْفِ كلُّ غمامةٍ / يعيشُ بها ميتُ النباتِ ويغتذي
أناسٌ نأوا عنِّي فها أتا بعدَهمْ / أجوبُ الفيافي منفذاً بعدَ منفذِ
أقابلُ مِن شمسِ الظهيرةِ نارَها / على كلَّ مفتولِ الذراعِ مُهَربِذِ
كلانا غَراماً أو عُراماً إلى الحمى / أخو عَزَماتٍ كالحُسامِ المُشَحَّذِ
به جِنَّةٌ فيه وبي فضلُ جِنَّةٍ / كلانا على عِلاتِه كالمُوَخَّذِ
نجيبٌ نمتْهُ للِفجاجِ نجائبٌ / سفائنُ بيدٍ مِن نجائبِ شُمَّذِ
فِانْ وقفتْ دون المرادِ طلائحاً / فعذْ برسولِ الريحِ أن هبَّ أو لُذِ
فِانَّ النسيمَ الرطبَ مِن جانبِ الحمى / يُبِّردُ تسعيرَ الفؤادِ المحنَّذِ
فؤادٌ مشوقٌ قد تشرَّبَ شوقهُ / الى مَنْ نأى عن أرضِ نجدٍ وقد غُذي
يحاسبُ أيامَ الفراقِ ولم يكن / حنانيكَ لولا الشوقُ فيها كَجِهْبِذِ
فمن لي بأيامِ الغرامِ ولم أقلْ / على مؤلمِ الهجرانِ هل أنتَ منقذي
ومَنْ لي بأنْ تُثنَى الحدوجُ رواجعاً / فَتَغْنَمَ عيني نظرةَ المتلذِّذِ
وأغدو ولا ذا القلبُ مِن حرِّ بينهمْ / كما غادروه مِن جُذا الشوقِ يَجتذي
ولمّا ترامَى السربُ قلتُ بليةٌ / تراءتْ لمسلوبِ الفؤادِ مجذَّذِ
لئن أخطأتْهُ يومَ رامةَ أعينٌ / مِنَ العِينِ لم تثبتْ حشاشَتَه فذي
ومزمعةٍ مِن غيرِ جرمٍ ترحُّلاً / ودمعي عليها رُقْيَةُ المتعوِّذِ
أقولُ لها في عشرةِ البينِ هذه / يميني وهذا البينُ عطفاً بها خُذي
فقد أخذَ الهجرانُ والشوقُ والنوى / بنا في أفانينِ الهوى كلَّ مأخَذِ
مُعاهِدُكِ المأمونُوهو على الهوى / أمينٌ فِانْ لم يرعَ عهدَكِ يُنْبَذِ
فتَّى يدُه الطولى واِنْ طالَ عهدُه / بها مِن حبالِ الشوقِ لم تَتجبَّذِ
يُنَظِّمُ وجداً كلَّ بِكرٍ رقيقةٍ / بحكمٍ على أهلِ القريضِ منفَّذِ
مسلَّمةٍ مِن كلَّ عيبٍ يَشينُها / مبرّأةٍ مِن وصمةِ المنطقِ البذي
تعجِّزُ مِن أهلِ الفريضِ فحولَهُ / قصائدُ مِن صوغِ اللبيتِ المجرَّذِ
ينقِّحُها فكري على ما يُريدُه / فيصبيكَ تنقيحُ المجيدِ المنجِّذِ
لقد هزأتْ مِن أهل ذا الفن جملةً / بلابسِ شُربُوشِ ولابسِ مِشْوَذِ