لو كان بالصبرِ الجميلِ مَلاذُه
لو كان بالصبرِ الجميلِ مَلاذُه / ما سَحَّ وابِلُ دَمْعِه ورَذاذُهُ
ما زال جيشُ الحبِّ يَغْزو قلبه / حتى وَهَى فتقطعتْ أَفْلاذه
لم يَبْقَ فيه مع الغرام بقيةٌ / إلا رَسيس تحتويه جُذاذه
من كان يرغبُ في السلامة فلْيَكُن / أبداً من الحَدَق المِراضِ عياذُه
لا تَغْرُرَنَّك بالفتورِ فإنه / مرضٌ يضرُّ بقلِبك اسْتِلْذاذه
يا أيُّها الرَّشَأُ الذي مِنْ لحظِه / سهمٌ إلى حَبِّ القلوب نَفاذه
دُرٌّ يلوح بِفيكَ من نَظّامُه / خمرٌ يجول عليه مَنْ نَبّاذُه
وقناةُ ذاك القَدِّ كيف تَقوَّمت / وسِنان ذاك اللحظِ ما فُولاذه
رِفْقاً بجسمك لا يذوبُ فإنني / أخشى بأنْ يَجْفو عليه لاذُه
هاروتُ يَعْجِز عن مَواقعِ سِحْره / وهو الإمامُ فمن تُرى أستاذه
تاللهِ ما علقتْ مَحاسُنك أمرأً / إلا وعزَّ على الورى اسْتِنْقاذه
أَغْزيتَ حبَّك في القلوبِ فأذعنتْ / طَوْعاً وقد أَوْدَى بها اسْتِحواذه
مالي أتيتُ الحظَّ من أبوابه / جهدي فَدام نفورُه ولواذه
إياكَ من طمعِ المُنَى فعَزيزه / كذَليله وغنيُّه شَحّاذه
ذالية ابن دريد استهوى بها / قوماً غداةَ نَبتْ به بغداذه
دانوا لُزخرفِ قوله فتفرقوا / طمعاً فهم صَرْعاه أو جُذّاذه
من قَدَّر الرزقَ الذي لك أَيْنَما / قد كان ليس يضرُّه إنفاذه