المجموع : 3
مَاذا يَرومُ العَذْلُ منيَ ماذا
مَاذا يَرومُ العَذْلُ منيَ ماذا / أو ليسَ قلبي جذْوةً وجُذاذا
قالوا عِياذُك في السُّلُوّ من الهَوى / قُلْتُ الهَوى أختارُ منهُ عِياذا
بأَبي مَهاةٌ عَوّدَتْ ألْحَاظَها / فَرْسَ الأسُودِ فَما تُطيقُ لِواذا
عَزْلاءُ والشاكي السلاحَ قَنيصُها / جَعَلَتْ أخيذَ دَلالِها الأخّاذا
إنْ تَعْتَقِلْ رُمْحاً فثَدْياً ناهداً / أوْ تَشْتَمِلْ دِرعاً فَوَشْياً لاذا
فُولاذَ مَا سَلّتْ عَلَيّ جُفُونُها / تَرَك الفُؤادَ لِمَا به أفْلاذا
ومِنَ العَجائِب قتْلُها بنَوافذٍ / ما أصْحَبَتْها أنْصُلاً وقَذاذا
لِلْمسك والصّهْباء مَا في ثَغْرِها / أتُرى بِهِ دَارِيا أوْ نَبّاذا
شَمسٌ تَجَلتْ فانجَلَتْ سدُفُ الدُّجى / واجلوّذَت عن نورها اجلِواذا
تَبأى على نفَر السواد بعدِّهَا / كِسْرى أباً تُنْمَى لَهُ وقَبَاذا
بالشعبِ مِنْ بوَّان حلّ شَغوفها / ومَحَلُّها بالكَرْخِ مِنْ بَغداذا
وَرَدَتْ بِحاراً للفُراتِ ودَجْلَةٍ / وجَفَتْ أضَاءً بِالفَلاةِ إخَاذا
إنْ لَمْ تُجِرْ وَبِها ألُوذُ مِن الهَوى / فَكَفى أبو يَحْيَى الأمِيرُ مَلاذا
لَذَّ النّسيب بِها ولكِنْ مِقْوَلي / بِمَديحِهِ يَتَولّع اسْتِلْذاذا
مَلِكٌ يُريكَ بِحِلْمِهِ وبِعِلْمِه / قَيْساً يُحاضِرُ منقُراً ومُعاذا
قدْ قدّمته إلَى الإمامةِ صَفْوَةٌ / زَانُوا الزّمانَ أئِمّةً أفْذاذا
كَالعَضْبِ لكِن لا يجوزُ مُضَارِباً / كالمُزْن لكِن لا يَصُوبُ رَذاذا
حَاز العُفَاةَ إلى العُنَاةِ جَوائِزاً / تُولِيهِمُ الإثْراء والإنْقَاذا
لِلصّالِحاتِ نَصيرهُ وَمَسيره / يَسْتَنْفدُ الإهْذَابَ والإهبَاذا
هَزّتْ مَعاطِفَها المَنابرُ حَبْرَةً / بِفَتىً يَفوتُ شَهامةً ونفَاذا
ما انْحَازَ مَوْقوذٌ إلى سُلطانِهِ / إلا غَدا لِزمانِه وقّاذا
ردْءُ الخِلافَةِ والذي أودى بهِ / أهْلُ الخِلافِ وأصْبَحوا شُذّاذا
يُقرِي الأسِنّةَ والظُّبى مَشْحوذَةً / مَنْ لاذَ باسْتِعْصائِهِ ملاذا
آذى وآد فَسَادُه وعِنَادُهُ / فَكَفى الوَرى ما آد مِنْهُ وآذى
وَيْحاهُ وهوَ يبزُّ أقرانَ الوَغَى / فَمَحَاه سبّاقاً له بَذّاذا
أَمّا الإمامُ المُرْتَضَى فاخْتارَهُ / لَمّا ارْتَضى حالاً لدَيه وحاذا
وَرَجاهُ إذْ جاراهُ طَالِبَ غَايةٍ / سَاواهُ في إدْراكِها أوْ حاذى
أمْضَى وأنْفَذُ مِنْ ولايَة عَهْدِه / ما شَرّفَ الإمْضاء والإنْفَاذا
ونَضا لِنَصْرِ الحَقّ مِنْهُ مُهَنّداً / يَسقِي العِدى صرْف الرّدى هذّاذا
ورّادَ أمْواهِ الطِّلى طُرُقاً بها / فَكَأنَّ أشْرِبَةً هُناك لِذاذا
أبَنِي أبِي حَفْصٍ ذَهَبْتُمْ بالعُلى / وأفَذّت الدُّنيا بكُمْ إفْذاذا
وتَعَاصَمَتْ عِيدانُكُم أن تُعتَزى / في آلِ بَرْمَك أو بَنِي يَزْداذا
شِدْتُمْ بِإفْريقِيّةٍ مُلْكاً عَفا / لَمّا اصْطَفَتْكُمْ مَلْجأ ومَعَاذا
وَطَرَدتمُ عَنْ جَانِبَيْها كُلّ ذِي / دَعْوَى تَهادَى بَيْنَهَا ونَهاذَى
والليثُ قَضْقاضاً أحَقُّ بِجاذِبٍ / يَحْمِيه مِنْ ذِئْب الغَضا لَذْلاذا
أنَسَيتُم ذِكر الأغالِبة الأُلى / غَلَبوا عَلى أَطرافِها استِحواذا
وَبَنُو عبيد اللّهِ أزريتم بِهم / إِذ حارَبوا الإخشيدَ والأُستَاذا
إقبالُكُم سَلَب القَبائِلَ بأْوَها / وَكَسا البُطونَ الهوْن والأفخاذا
وَسعودُكُم وافَت بسَبتة دونَ أن / تتَجَشموا الإرقالَ والإغذاذا
تأتِي الفتوح وما حمَلتُم صعدة / فيها ولا جرَّدتُم فولاذا
للدينِ والدُنيا خُلِقتُم عِصمةً / هَذا هُو الشرَفُ المُؤَثَّلُ هَذا
عَبَر البَحْرَ يَؤُمّ الأبْحُرا
عَبَر البَحْرَ يَؤُمّ الأبْحُرا / آمِناً في ورْدِهِ أن يَصْدُرا
وامتَطَى اللجّة خَضْراء بِما / ألِفَ العَيْشَ لَدَيْهِم أخْضَرا
خاضَ صَدرَ الهَوْل جَهْماً عابِساً / يَنْتَحيهِم ضاحِكاً مُسْتَبشِرا
وَسَما للغايَةِ القُصْوى عَلَى / خَطِرٍ أحزَرَ عنهُ الأخْطَرا
أثْرَةٌ أظْفَرَه الصّبْرُ بِها / وَأخُو الصّبْر حرٍ أن يَظْفَرا
يَا لَهُ مُعتَزِماً مُعْتَزِلاً / عِيشةَ الخَفضِ ولِذاتِ الكَرَى
جَدَّ مَجبولاً على رَفضِ الوَنى / فتَرى منهُ فَتىً مَا فَتَرا
أسْأَرَتْ منهُ الفلاذَا سَوْرَة / لِلْجَوارِي كالمَذاكِي ضمَّرا
طَامِحَ الهِمّة لا مُقْتَصِداً / في تَرَقِّيهِ وَلا مُقْتَصِرا
قُلباً في حَالتَيْهِ حُوَّلاً / طَعِمَ الشّهْدَ وَذاقَ الصّبرا
للمَوامِي والطّوامِي مَوجُها / ما مَضَى مِن عُمُر أو غَبَرا
لا يُبَالي كَيفَما بَاشَرَها / غَيْرُهُ من يَتَوَقّى الغِيَرا
إنْ يَكُنْ زَحزَحَ عَنْهُ وَطَناً / فلَقَدْ أمكَنَ مِنْهُ وَطَرا
يَا لَسَاحاتٍ ثَواهُنّ العِدى / فَبَدا المَعْرُوفُ مِنْها مُنكِرا
راحَ مَن آمنَ عَنْها راحِلاً / وَغَدا يَحْتَلها مَنْ كَفَرا
فَغَرَ الشرْكُ عَلَيْها فَمَهُ / لَيْتَهُ أُلْقِمَ فِيها الْحَجَرا
أَزَمَاتٌ طَعَنَتْ عَنْها بِهِ / عَزَماتٌ تَتَلَظّى سُعُورا
ضَايَقَتهُ في الذَّرى ثُمّ سَمتْ / بأمانيهِ إلَى شُمّ الذُّرى
فَلَهُ البُشْرَى بِمَرْمَاهُ الذي / أنْجحَ السّيْرَ عَلَيْهِ والسُرى
وبِمَرْقاه إِلى مَرْتَبَةٍ / هَوَتِ الأنْجُم عَنْها مَظْهرا
حَسْبُهُ مَعْلُوةً خِدْمَتُهُ / لِلأمِيرِ ابْن إِمَام الأُمَرا
زَكَرِياءَ بن يَحْيَى المُرْتَضَى / ابْن عَبْد الواحدِ بن عُمَرا
نَسَبٌ أبْهرُ مِن شَمسِ الضُّحى / ليسَ ماءُ المُزْنِ منْهُ أطْهَرا
وأَبٌ يخْلُفُهُ ابنٌ في العُلى / كالجَنَى يعْقُبُ بَعْدُ الزّهَرا
إنّما آلُ أبي حَفص هُدىً / يكْشِفُ الغَيَّ ويَجْلو السَّرَرا
قَد أفاءَ بهِمُ ظِلُّ المُنى / وَصَفا مِنْ شرْبِها ما كَدَرا
تَخِذَ الناسُ علاهُم سُنَناً / وَتَلا الدّهرُ حُلاهُم سُوَرا
فَلَهُم مِن عِزّة أن يَفْخَروا / وعَلى حُسَّدِهِم أن تُقْصِرا
لا يَنالُ الفَوْزَ إلا رَاشِدٌ / حَجَّ شَرْعاً بَيْتَهُم واعْتَمَرا
بَيْت عَلْيَاءَ سَمَتْ أَطرْافُه / وَرَسَتْ بَيْنَ الثرَيَّا والثَّرَى
أَوْطَنَ التوْحيدُ منهُ مَشْعَراً / وتَبنَّى الهَدْيُ مِنْهُم مَعْشَرا
لهمُ المجْدُ الذِي لا يُمتَرَى / فيهِ والحَقُّ الذِي لا يُفْتَرى
سَلّم الأَمْلاكُ لَمَّا عَلِمُوا / أنَّ كل الصّيد في جوْفِ الفَرا
أعْظَمُ الأمّةِ وِزْراً نَاكِبٌ / عنهُمُ لَم يَعتَمِدْهم وَزَرا
صَفْوَةُ العالَمِ رَاقوا فِطَناً / تُبْرِزُ الأخفَى وَرَقَّوا فِطَرا
مِنْ وُلاةٍ شرّفَ اللّه بِهِم / دَهرَهُم مذْ أُوجِدوا والبَشَرا
لَوْ أَباحُوا لِلسُّهى أن يَرْتدِي / نُورَهُم أخْفَى سَناهُ القَمَرا
زُرْ ذَراهُمْ تَجِدِ اليَوم ضُحىً / كُلَّه والليل طيباً سحرا
وانتَجِعْهُم مُوسِراً أو مُعسِراً / تَرِد الجُود زُلالاً خَصِرا
كيْفَ يَخشَى عائِلٌ تَهلكَةً / وأَبو يَحيَى مُعيلٌ لِلوَرى
مَلِكٌ يَدعُو نَداه الجَفلَى / حينَ لا تَدعُو الملوكُ النَّقَرى
نَصَر الإحْسانَ والعَدْلَ بهِ / مَن قَضَتْ أقْدارُهُ أنْ يَنْصُرا
أرْوَعٌ طلقُ المُحيَّا لم يَزَل / يَنشُرُ الأمنَ ويَطوي الحذَرا
كُلَّما فَتّحَ ذكراً بِاسْمِهِ / مادِحٌ فتّقَ مِسْكاً أذْفَرا
أطْلَعَتْ منهُ الليالي بُورِكَتْ / في سَماءِ المَجدِ بَدْراً نَيِّرا
أحْرَزَ السؤْدَدَ عَنْ آبائِهِ / واقْتَفَاهُم أكْبَراً فَأكْبَرا
فَجّرَتْ يُمْناهُ ينبوعَ النَدى / فجَرَى يَروِي الصَّدَى ما فَجَّرا
ما رُسوخُ الطّوْد ما جُوْدُ الحَيا / ما حُسامُ الهِنْدِ ما لَيْثُ الشَّرى
إنْ حبَا في مجْلِس أَو احتَبى / أَو يُرى في مأزَق أو انْبَرى
باذِلٌ والغَيثُ فيها باخِلٌ / سَنةً شَهْباء تُزْجِي العِبَرا
تُطْفِئُ الأجْوادُ فيها نارَها / وَهو في الهَضْبِ يَشُبّ العَنبَرا
وَإِذا ما شَرِيَ الشّرُّ فَلَم / يَقْتَصِر حتّى يجُزّ القَصَرا
حَسَمَ الأوْجالَ شَهْماً بَطلا / وَفَرى الأحوالَ عَضْباً ذَكَرا
أسْعَدُ الأملاك جَدّاً لا يَني / أو يَفوتَ النيرات الزُّهُرا
وأمَدُّ الناسِ في البَأسِ مَدىً / وَالرّدى عَن نابِهِ قدْ كَشَرا
نَعَّمَ السّمع بِما شَيّدَه / مِن مَعالٍ وأَقَرّ البَصَرا
ليسَ يَرْجو مَن عَصَى مُعْتَصِماً / مِنْ عَواليهِ ولا مُعْتَصَرا
هذِه الأحْياءُ قَد دَوّخَها / فَسَلِ البِيضَ بِها والسُّمُرا
زَارَها لَيْثاً مَهيباً زَأْرُهُ / لا يُهابُ الليْثُ حتّى يَزْأَرا
مُهْدِراً مِن دَمِها مَا حَقَنت / ودَم المرَّاق يَمْضي هَدَرا
غَادَر الغَدْر وَمن دانَ بهِ / لِلعَوالي والعَوافي جَزَرا
وثَنَى للذُّلِّ والإذعانِ مَنْ / عنَّ في سُلْطانِهِ واستَكبَرا
أوْحَدٌ تَخْدُمُه أيّامُه / وتُواليهِ نَهَى أوْ أَمَرا
خَلَعَ الحُسْنُ عَلى دَوْلَتِهِ / حُلّة تَخْتَالُ فيها سِيَرا
واقتَفاها مِن أبِيه سُنَناً / سارَ في الناسِ بها أوْ سِيَرا
وَكَفَاه أنّ في حَضْرتِهِ / باهَرَتْ نُورَ الهُدى نارُ القِرى
بَابُهُ مُبتَدأ الخَيْر الذِي / صَدَّقَ الخُبْر لَدَيْهِ الخَبَرا
أبَداً لا تَتَعَدّى قَرْعَهُ / زُمَرٌ لِلْفَتْحِ تَتْلو زُمَرا
يَا وَلِيَّ العَهْدِ فيما طَالَمَا / نَافَسَ الدّينَارُ فِيهَا المِنْبَرا
هاكَ مَا حَبّرْتُهُ مِنْ مِدَحٍ / جِئْتُ عَن تَقصيرِها مُعْتَذِرا
وَهيَ الإمْرَةُ أَعيا وَصْفُها / نُظِمَ الحَمْدُ لَها أونُثِرا
قَدْ تحَرَّمْتُ بِها مُستَنصِراً / أوْ تَشَيّعْتُ لَهَا مْسْتَبشِرا
مِنَنٌ كيفَ يُقَضَّى حقُّها / ولَهَا القَدْرُ الذي لنْ يُقْدَرا
وَهَنيئاً أوْبَةٌ مَيْمُونَةٌ / ألْبَسَتْنا مِنْ حُبُورٍ حِبَرا
وفُتُوحٌ يَمّمَتْ حَضْرَتَكم / أُوَلٌ تَقْدُمُ مِنها أُخَرا
ذُخِرَتْ وِتْراً وشَفْعاً لَكُمُ / فاقْتَضُوا مِنْ غُرِّها ما ذُخِرا
هَذِه أنْدَلُسٌ قَد أصْبَحَت / وَكَفَى بالشّرْقِ عَنها مُخبِرا
فتَسوّغْها عَلى حُكمِ المُنى / آثِراً مِنْ حَقها أن تُؤْثِرا
دُمْتَ والدُّنيا بِسُلْطانِكُمُ / طَلْقَةٌ والدّين مَشدُودُ العُرى
يا آخذاً في غير مسلك رشدهِ
يا آخذاً في غير مسلك رشدهِ / لم تدّكر أنّ الردى أخّاذُ
هاذي الشعوب أحلّها بطن الثرى / فتلاحقت ببطونها الأفخاذُ
سيّان إمهالٌ وإعجالٌ مضى / أنسٌ على تعميره ومعاذُ
باللّه عُذ وإليه عد مستبصراً / فاللّهُ ممّا تتّقيه معاذُ