المجموع : 10
ومن يسدُ عليه الضوء باصره
ومن يسدُ عليه الضوء باصره / فليس ينفعه انّ الفصحى بادِ
من بني المنذرين وهو انتسابٌ
من بني المنذرين وهو انتسابٌ / زاد في فخره بنو عباد
فتية لم تلد سواها المعالي / والمعالي قليلةُ الاولاد
نتيجة عقل الفتى فعله
نتيجة عقل الفتى فعله / بما عندَهُ يُغدق المعدى
ترى الطلّ في أخلائها مثل لؤلؤ
ترى الطلّ في أخلائها مثل لؤلؤ / ولكن تبقى نظمه في القلائد
وتحسب في أطراف طرفائها الندى / بقية كحل في رؤوس المراود
كأنّ رياض الحزن بُسطٌ تدّبجت / بأنواع ألوانٍ حسانٍ فرائد
وا بأبي ذلك من حاسبٍ
وا بأبي ذلك من حاسبٍ / خطُّ استواء الحسن في خدّهِ
لما رآني في الهوى واحداً / اسقطني للامن من عدّه
يقرأ باب الضرب في مهجتي / ولا يسمي في سوى بعده
ويلزم الطرح لوصلي فلا / أنفكُّ طول الدهر من صده
معاملات ليتها لم تكن / وليت ما أبداهُ لم يبده
يا شادنا حل في السّواد
يا شادنا حل في السّواد / من لحظ عيني ومن فؤادي
وكعبة للجمال طافت / من حولها أنفُس العباد
مازدتني في الوصال حظا / إلا غدا الشوق في ازدياد
أعشى سنا ناظريك طرفي / فليس يلتذّ بالرقاد
تخللت حتى غابة الأسد الورد
تخللت حتى غابة الأسد الورد / وأنزلت حتى ساكن الابلق الفرد
وجردت دون الدين سيفك فانثنى / من النصر في حلي من الدم في غمد
بصير بأطراف المؤثّلة الشبا / سميع بآذان المسومة الجرد
لقد ضمّ أمر الملك حتى كأنه / نطاق بخصر أو سوارٌ على زند
وحسّ طعم العيش حتى أعاده / ألذّ من الاغفاء في عقب السهد
وحسب الليالي أنها في زمانه / بمنزلة الخيلان في صفحة الخد
وجاءت به الأيام تاجر سؤدد / يبيع نفيسات المواهب بالحمد
يغيثك في مَحلٍ يعينك في ردى / يروعك في درع يروقك في برد
جمالٌ واجمال وسبق وصولة / كشمس الضحى كالمزن كالبرق كالرعد
بهمته شاد العُلا ثم زادها / بناءً بأبناء جحاجحةٍ لُدّ
بأربعة مثل الطباع تركبوا / لتعديل جسم المجد والكرمِ العِدّ
هو الشعر من درٍّ رطيبٍ نحته / وقد تنحت الاشعار من حجر صلد
ولا عجبٌ ان جئت فيه ببدعة / فما هي الا النار تقدح في زند
أيا معلناً لفظي ويا معلياً يدي / ويا حاملاً كَلي ويا حافظاً عهدي
خلعت عذارى في عذارٍ على خد
خلعت عذارى في عذارٍ على خد / حكى خضرة الريحان في حمرة الوردِ
صقيل كمثل السيف أخضر مثله / يبيت ولكن من فؤاديَ في غمد
ومما شجاني شكل شاربه الذي / تمثل قوساً مثل ميسمه البرد
كفاني أنا بالزبرجد أشتكي / فقد صار لي قفلا على الدّر والشهد
يقر بعيني أن أزور كناسه / ولو كان محفوفاً بضارية الأسد
ويقنعني شعري لدى ناظر العلى / وان كان لي في كل وادٍ بنو سعد
هو الدهر في تصريفه لصروفه / فمن جهة يحيى ومن جهة يُردي
خصيب نواحي الفضل يضحك كله / عن المكرمات السبط والحسب الجعد
فقل في أياديه رياضته الذرى / وقل في معاليه مصافحة المجد
اليه والا قيدوا قدم السرى / وفيه والا اخرسوا منطق الحمد
يطالع عن صبح وينهل عن حياً / ويخطف عن برق ويعصف عن رعد
وعنه أفيضوا أنه مُشعر العُلى / وحوليه طوفوا انه كعبة القصد
وألقوا حديث البحر عند حديثه / فكم يَبني في جُزر وكم يَبني في مدّ
تؤثر في الأفلاك من بعد غوره / كتأثير نور الشمس في الأعين الرمد
تخصصت أحياناً بلخم ويعرب / وظاهرت أحياناً بغسان والأزد
ولما حللت الناصرية أقبلت / اليك وفود الشعر وفداً على وفد
وثقت به ضيفاً على رغم حاسدي / كأني وقف ضاق منه على زند كذا
سكنت له حتى أرقت وانما / كمنت كمون النار في حجر الزند
تقيسني الأعداء في مهجاتها / كمَن قاس في أوداجه ظبة الهند
وتحسب في عودي ليانا وانه / لفي السر من نبع وفي الجَهر من رند
غمدت مع الفتح الكواسر طايرا / وها أنا مشاء مع النُعم الرقد
ويا عجباً من جهل كل فراشةٍ / تعارض مصباحي لتحرقها وقدي
وأيقظ من صلٍّ خلقت وها أنا / يسامرني من ظَلَّ أنوم من فهد
شكرتك عن ود وليس مركباً / من الشكر الا من بسيط من الود
وفيك جرعت الذل والعز عاد لي / فلي سيمة المولى ولي سيمة العبد
تبكي السماء بمزنٍ رائحٍ غادي
تبكي السماء بمزنٍ رائحٍ غادي / على البهاليل من أبناء عباد
على الجبال التي هدت قواعدها / وكانت الارض منهم ذات أوتاد
والرابيات عليها اليانعات ذوت / أنوارها فغدت في خَفضِ أوهاد
عِرِّيسةٌ دخلتها النائبات على / أساود لهمو فيها وآساد
وكعبة كانت الامال تعمرها / فاليوم لا عاكف فيها ولا باد
تلك الرماح رماح الخط ثقفها / خطب الزمان ثقافاً غير معتاد
والبيض بيض الظبى فلت مضاربها / أيدي الردى وثنتها دون اغماد
لما دنا الوقت لم تخلف له عدةٌ / وكل شيء لميقات وميعاد
كم من درارى سعدٍ قد هوت ووهت / هناك من درِرِ للمجد أفراد
نورٌ ونور فهذا بعد نعمته / ذوي وذا خبا من بعد ايقاد
يا ضيف أقفر بيت المكرمات فخذ / في ضم رحلك واجمع فضله الزاد
ويا مؤمل واديهم ليسكنه / خفّ الفطين وجف الزرع بالوادي
ضلت سبيل الندى بابن السبيل فسر / لغير قصد فما يهديك من هادي
وأنت يا فارس الخيل التي جعلت / تختال في عدد منهم وأعداد
ألق السلاح وخلّ المشرفي فقد / أصبحت في لهوات الضيغم العادي
من يؤت من مأمن لم يجده حذر / وقاتل نفسه ما أن له راد
ومن يسّد عليه الضّر ناظره / فليس ينفعه أن الضحى باد
لا عطر بعد عروس في حديثهم / قد أقفر الحي من هند ومن عاد
خانت أكفهم الاعضاد فانقطعوا / وكيف تقوى أكف دون أعضاد
غابت عن الفلك الأرضي أنجمهم / فليس للسعد فيهم نور اسعاد
ويدلوا غيرنا قوماً فنحن نرى / تركيب أرواحنا في غير أجساد
هي المقادير لا تبقي على أحد / وكل ذي نفس فيها لآماد
وأسوة لهم في غيرهم حسنت / فما شماتة أعداء وحسّاد
ان يخلعوا فبنو العباس قد خلعوا / وقد خلت قبل حمص أرض بغداد
نقول فيهم وهم أعلى برامكة / فالحال ذا الحال إفساد كافساد
كانت أسرتها من فضلها بهم / مثل المنابر أعواداً بأعواد
انا الى اللَه في أيامهم فلقد / كانت لنا مثل أعراس وأعياد
هم الشواهق فيها كهف معتصم / مثل الأباطح فيها خصب مرتاد
تباً لدنيا أذاقتهم حوادثها / برح العذاب وما دانوا بالحاد
أضحت مكسرة أرعاط أسهمهم / واسهم الدهر فيهم ذات اقصاد
ذلوا وكانت لهم في العزّ مرتبةٌ / تحط مرتبتي عادٍ وشداد
كانوا ملوكاً ملوك الأرض فانصرفوا / ومالهم حومة فيها ولا ناد
حموا حريمهم حتى اذا غُلبوا / سيقوا على نسقٍ في حبل مقتاد
تبدلوا السَجن بعد القصر منزلةٌ / وأحدقوا بلصوص عوض أجناد
وأنزلوا عن متون الشهب واحتملوا / فويق دهم لتلك الخيل أنداد
وعيث في كل طوق من دروعهم / فصيغ منهن أغلال لأجياد
وغُيرت نشوات اللائذين بهم / بمثل ما قصفوا من كل مناد
تُرى نرى بعد أن قامت قيامتهم / من يوم بعث لهم فينا وميلاد
وهل يكون لهم زندٌ يُرى فيرُى / لنارهم هبة من بعد إخماد
نسيتُ الاغداة النهر كونهم / في المنشآت كأموات بألحاد
والناس قد ملأوا العبرين واعتبروا / من لؤلؤ طافيات فوق أزباد
حُطّ القناعُ فلم تستر مخدرة / ومزقت أوجه تمزيق أبراد
تفرقوا جيرة من بعدما نشأوا / أهلاً بأهل وأولادا بأولاد
حان الوداع فضجت كل صارخة / وصارخ من مفداة ومن فاد
سارت سفائنهم والنوح يصحبها / كأنها ابل يحدو بها الحادي
كم سال في الماء من دمع وكم حملت / تلك الفظائع من قطعات أكباد
من لي بكم يا بني ماء السماء اذا / ماء السماء أبى سقيا حشا الصادي
وأين ألقاكم في الروع من فئة / مدربين على الهيجاء أنجاد
ومن يحقّ لي الآلاف من ذهب / كأنما أشربت
كأنما سكبت في جوف بارقةٍ / بنار نور من المريخ وقّاد
واين معتمدٌ نعمى يقسمها / مرعى وماء لزوار وروّاد
واين يوضح لي هدي الرشيد ضحىً / أجلو به في ظلام الغي ارشادي
واين لي كنف المعتد منزلةً / على احتفال من النعمى واعداد
مكارم ومعال كنت بينهما / كأنني بين روضات وأطواد
لقاكم الله خيراً انكم نفر / لم تعرفوا غير فعل الخير من عاد
إن كان بعدكم في العيش من آرب / فإن في غصصٍ عيشي وأنكاد
يا مَن عليه من المكارم والعُلى
يا مَن عليه من المكارم والعُلى / بُردٌ بتطريز المحامد
هل نظرة ترسى اليّ وعطفةٌ / تندى عليّ ورأفة تترحم
وعسى أراك بحيث ينبعث الندى / فلقد رأيتك حيث ينبعث الدم
قد كنت في أرض الوغى أجني الردى / وأنا بروض الجود لا أتنسّم
ما كان بين يديك غيري والظبى / متلفعاتٌ والقنا يتحطم
قد رشتني سهما فرشني طائراً / وكما نفدت فانني أترنم