المجموع : 48
أَلا يا عَيشُ هَل لَكَ مِن مُعيدِ
أَلا يا عَيشُ هَل لَكَ مِن مُعيدِ / وَأَنّى لي التَناوُشُ مِن بَعيدِ
صبرتُ عَلَيكِ يا نَزَواتِ دَهري / فَزيدي ما بَدا لَكِ أَن تَزيدي
وَلا وَأَبيكِ أُجري دَمعَ جَفنٍ / فَما أجريتُ غَيرَ دَمِ الوَريدِ
وَماذا الحُسنُ مِمّا قَد عَهِدنا / وَلَكِن جاءَ في خَلقٍ جَديدِ
ذَهَبَ الرَسولُ إِلى الحَبيبِ وَعادا
ذَهَبَ الرَسولُ إِلى الحَبيبِ وَعادا / وَعَلَيهِ وَجهٌ لِلحَديثِ أَعادا
قُل يا رَسولُ فَلي فُؤادٌ في الهَوى / سَمَّتْهُ سُكّانُ الهُمومِ بِلادا
إِن كُنتَ مِنهُ عَلى رَبيعٍ لَم تَفِد / فَعَلى جَنوبي ما وَفَدتُ جَمادى
جَمرٌ مِنَ الهِجرانِ مَكتوبٌ عَلى ال / قَلبِ اِستمدَّ مِنَ الهُمومِ مِدادا
لا لَفظَةٌ لانَت أَتَيتَ بِها وَلا / عَتباً أَتَيتَ بِهِ وَلا ميعادا
مُذ قُلتَ ما اِستَوفى الرِسالَةَ صامِتاً / قُلنا وَلا لَبّى النِداءَ مُنادى
وَزَعَمتَ أَنَّ الغَيظَ أَوقَدَ جَمرَهُ / أَفَلا صَبَرتَ عَسى يَصيرُ رَمادا
مَن يُذكِرُ المَولى تَناسى عَبدَهُ
مَن يُذكِرُ المَولى تَناسى عَبدَهُ / لي عِندَهُ وَعدٌ وَقَلبِيَ عِندَهُ
لي في وَلائِكَ أَيُّ عَقدٍ صادِقٍ / ما حَلَّ شَكٌّ حَلَّ يَوماً عَقدَهُ
فَلَديَهِ لي قَلبٌ أَسيرٌ لَم أُرِد / إِلّا كَرامَتَهُ لَهُ لِأَرُدَّهُ
قَلبٌ أَجَلُّ وَسيلَةٍ عِندي لَهُ / وَكَفى بِها أَن قَد تَضَمَّنَ وُدَّهُ
لا تَفتَحَن بابَ العِتابِ فَإِنَّني / أَخشى عَلَيهِ أَن يُفَتِّحَ وَردَهُ
يُمَزِّقُني ذا الحُبُّ كُلَّ مُمَزَّقٍ
يُمَزِّقُني ذا الحُبُّ كُلَّ مُمَزَّقٍ / وَيُصبِحُ خَلقي فيهِ وَهوَ جديدُ
مُقيمٌ وَقَلبي في رِكابِكَ سائِرٌ / قَريبٌ وَلَكِن ما أُريدُ بَعيدُ
إِذا أَخلَفَ الراجي البخيلة جودُها
إِذا أَخلَفَ الراجي البخيلة جودُها / فَإِنَّ سَواءً فَقدُها وَوُجودُها
وَكَيفَ يَخافُ البَينَ إِن جَدَّ جِدُّهُ / وَما البَينُ كُلُّ البَينِ إِلّا صُدودُها
فَأَيُّ غَرامٍ لا يُقامُ لِنارِهِ / وَأَيُّ وُشاةٍ لا يُبارى وَعيدُها
تَعَلَّقَها قَلبي كَأَنْ لا يجوزُها / وَيَجتازُها طَرفي كَأَنْ لا أُريدُها
هَل لَكَ يا مَولايَ في حاجَةٍ
هَل لَكَ يا مَولايَ في حاجَةٍ / لَستَ تُرى مِن بَعدِها عَبدي
ما تَكسِرُ التيهَ وَلا تَنثَني / في خَجلَةٍ مِنها وَلا جَهدِ
وَلا يَغيضُ الغَيظُ في فِعلِها / ما فَوقَ خَدَّيكَ مِنَ الوَردِ
وَهيَ إِذا ما شِئتَ سَمَّيتَها / لِياطَةً وَالأَمرُ مِن عِندي
أَبى الحُبُّ إِلّا وَقفَةً بِالمَعاهِدِ
أَبى الحُبُّ إِلّا وَقفَةً بِالمَعاهِدِ / يَجودُ عَلَيها بِالدُموعِ الجَواهِدِ
فَلا تُسمِ في دُنياكَ داراً بِجَنَّةٍ / بِآيَةِ أَنَّ المَرءَ لَيسَ بِخالِدِ
دِيارَ الَّتي كانَت وَكُنتُ وَكُنتُمُ / فَيا وَحشَتي مِن مَورِدي وَمَوارِدي
تَخَوَّفَ مِنها أَن يَقولَ مَتى الوَعدُ
تَخَوَّفَ مِنها أَن يَقولَ مَتى الوَعدُ / وَلَيسَ لَها بِالوَعدِ مُذ وَعَدَت عَهدُ
وَلا عِندَهُم عِلمٌ بِما في فُؤادِهِ / وَلا عِندَها مِن أَمرِهِ ما لَها عِندُ
وَكُلُّ عِتابٍ بَينَ وُدَّينِ داخِلٌ / وَإِلّا فَلا تَتعَب فَما يَأذَنُ الوُدُّ
وَإِن كانَ طَعمُ العَتبِ ذا حَنظَلِيَّةٍ / فَصَبراً عَلى مُرٍّ عَواقِبُهُ الشَهدُ
وَكَم لَيلَةٍ قَد مَرَّ عَتبي بِسَمعِها / فَجاوَرَ عِقداً كانَ في نَحرِها عِقدُ
وَلَمّا بَكَت عَيني لَها وَتَبَسَّمَت / تَكاثَرَ فيها بَينَنا الشَرحُ وَالسَردُ
وَظاهَرَها آثارُ كَونِكَ في الحَشا / بِأَن قَد بَدا في ماءِ وَجنَتِكَ الوَقدُ
وَإِلّا فَإِنَّ الوَردَ فيهِ مَلالَةٌ / كَما عَهِدوا مِنهُ وَما مَلَّ ذا الوَردُ
لَها خُلُقٌ ما فيهِ لِلحَمدِ مَوضِعٌ / وَلِلوَجهِ مِنها قُلْ هُوَ اللَهُ وَالحَمدُ
لَقَد عَلَّلوهُ مِن مُنىً بِبَعيدِ
لَقَد عَلَّلوهُ مِن مُنىً بِبَعيدِ / كَما أَنجَزوهُ مَوعِداً بِوَعيدِ
فَريدُ هَوىً يَبكي فَريدَ مَلاحَةٍ / فَيَنثُرُ مِن جَفنَيهِ عِقدَ فَريدِ
وَقَومٍ عَنَوا شَمسَ السَما بِسُجودِهِم / وَفي الأَرضِ بَدرٌ قَد عَناهُ سُجودي
وَعَقرَبٍ في وَردِ خَدٍّ وَفي
وَعَقرَبٍ في وَردِ خَدٍّ وَفي / مُستَأنِسِ اللَثمِ بِها نَدَّهْ
ما عَقرَبٌ إِلّا لَها شَوكَةٌ / وَعَقرَبُ الخَدِّ لَها وَردَهْ
وَما ليَ في صَيدِ العَقارِبِ حيلَةٌ
وَما ليَ في صَيدِ العَقارِبِ حيلَةٌ / سِوى عَقرَبٍ دَبَّت عَلى وَرَقِ الوَردِ
وَإِنّي شُجاعٌ لا عَلى كُلِّ حَيَّةٍ / سِوى حَيَّةٍ صيغَت مِنَ الشَعرِ في الخَدِّ
ما لَكَ يا إِبليسُ مِن خَلفِنا
ما لَكَ يا إِبليسُ مِن خَلفِنا / تَطلُبُنا بِالماءِ وَالزادِ
أَمسِ مِنَ الجَنَّةِ أَخرَجتَنا / بحيَّةٍ من ذلك الوادي
واليومَ قد عادت إلى جنةٍ / مِن وَجَناتٍ ذاتِ إيقادِ
بِالأَمسِ في إِخراجِهِ والِداً / وَاليَومَ في إِخراجِ أَولادِ
تُريدُ أَن تُهبِطَنا ثانِياً / إِلى مَتى أَنتَ بِمِرصادِ
يا شَيخُ سِر عَنّا فَفي دَهرِنا / ما جاءَ مَعشوقٌ بِقَوّادِ
وَفي الرَوضِ وَردٌ طائِرٌ مِن مَلالَةٍ
وَفي الرَوضِ وَردٌ طائِرٌ مِن مَلالَةٍ / وَفَوقَ خُدودِ الغيدِ وَردٌ مُقَيَّدُ
تَبَوَّأَ فيها الوَردُ وَجنَةَ جَنَّةٍ / وَمَن بُوِّئَ الجَنّاتِ فَهوَ مُخَلَّدُ
لَستَ مِن صَدِّي وَلا رَشَدي
لَستَ مِن صَدِّي وَلا رَشَدي / فَاِفهَمِ التَفنيدَ لِلفَندِ
بِلِساني لَستَ تَملِكُني / وَيَدي لَم تَعلُها بِيَدِ
أَنتَ مِثلي في دِيارِهِمُ / راجِياً لِلمِقولِ السَدَدِ
وَهيَ تَعيا في الجَوابِ لَهُم / وَيكَ ما بِالرَبعِ مِن أَحَدِ
قَد حَمى الغَيرانُ شَمسَ هَوىً / مِنهُ عَينُ الشَمسِ في رَمدِ
لا تَزُرها بَعدَ ذِئبِ هَوىً / إِنَّ تِلكَ الشَمسَ في الأَسَدِ
يا طَرفُ ما لَكَ ساهِدٌ في راقِدِ
يا طَرفُ ما لَكَ ساهِدٌ في راقِدِ / يا قَلبُ ما لَكَ راغِبٌ في زاهِدِ
مَن يَشتَري عُمري الرَخيصَ جَميعَهُ / مِن وَصلِكَ الغالي بِيَومٍ واحِدِ
عاتَبتُهُ فَتَوَرَّدَت وَجَناتُهُ / وَالقَلبُ صَخرٌ لا يَلينُ لِقاصِدِ
فَنَظَرتُ مِن ذي في حَريرٍ ناعِمٍ / وَضَرَبتُ مِن ذا في حَديدٍ بارِدِ
وَكُنتَ وَكُنّا وَالزَمانُ مُساعِدٌ
وَكُنتَ وَكُنّا وَالزَمانُ مُساعِدٌ / فَصِرتَ وَصِرنا وَهوَ غَيرُ مُساعِدِ
وَزاحَمَني في وِردِ ريقِكَ شارِبٌ / وَنَفسِيَ تَأبى شِركَها في المَوارِدِ
جِهادُكَ حُكمُ اللَهِ لَيسَ بِمَصدودِ
جِهادُكَ حُكمُ اللَهِ لَيسَ بِمَصدودِ / وَعَزمُكَ أَمرُ اللَهِ لَيسَ بِمَردودِ
سَفينَةُ نوحٍ ما رَكِبتَ وَعَسكَرٌ / كَطوفانِهِ وَالشامُ بِالفَتحِ قَد نودي
كَأَنّا بِبَحرِ الكُفرِ قَد غيضَ ماؤُهُ / إِذا ما اِستَوَت سُفنٌ لَها القُدسُ كَالجودي
وَلا يُخلِفُ اللَهُ المَواعيدَ بَعدَ ما / بَعَثتَ القَنا مُستَنجِزاً لِلمَواعيدِ
لَقَد لَقِحَت بَعدَ الحِيالِ مَطالِبٌ / تَوَلَّدُ ما بَينَ الشِجاعَةِ وَالجودِ
وَما زالَتِ الأَطرافُ أَطرافُ سُمرِهِ / مَفاتيحَ أَعلامٍ وَأَقلامَ تَقيلدِ
بِما في قُدودِ السُمرِ مِن ماءِ هَزِّهِ / وَما في خُدودِ البيضِ مِن ماءِ تَوريدِ
نُصيب مِنَ النُعمى بِمَيسورِ عَفوِهِ / وَلَم أَرضَ في عَفوي بِغايَةِ مَجهودي
أُجَرِّدُ فيهِ دَعوَةً كُلَّ لَيلَةٍ / فَعُمدَتُهُ دونَ الحَوادِثِ تَجريدي
وَبَيتُكَ مِن فَوقِ السَماكينِ سَمكُهُ / علِمنا وَلَكِن لَيسَ يُجهَلُ تَشييدي
وَلَيسَ بِمَعدودٍ جَميلُكَ عِندَهُ / وَلا كانَ لَولا ذا الجَميلُ بِمَعدودِ
فَلا كانَ دَهرٌ بِالعُلا غَيرَ شاهِدٍ / لَكُم وَزَمانٌ مِنكُمُ غَيرَ مَشهودِ
إِذا سُدَّ بابُ الإِذنِ فَالجودُ نافِذٌ / وَيا رُبَّ مَفتوحٍ كَآخَرَ مَسدودِ
إِذا قَدَحو زَندَ الظُبا سَرَتِ الدِما / تَمَزَّنُ مِثلَ الشُهبِ في إِثرِ مِرّيدِ
أَضاءَت وَأَعطَتهُمُ وَسَرَّت وَسَيَّرَت / فَتِلكَ سُيوفٌ أَم سُعودُ مَواليدِ
وَإِنَّكَ بَحرٌ هادِمٌ لِشَواهِقٍ / وَما أَنتَ سَيلٌ قاذِفٌ لِجَلاميدِ
نُسَيِّرُها وَالمَجدُ فيها مُقَيَّدٌ / فَلا تَنسَ تَسييري عُلاكَ وَتَقييدي
وَفَنَّدَني يَأسي وَشَجَّعَني المُنى / فَيا كِذبَ تَشجيعي وَيا صِدقَ تَفنيدي
لِيَهنِكَ شِبلٌ جاءَ مِن أَسَدٍ وَردِ
لِيَهنِكَ شِبلٌ جاءَ مِن أَسَدٍ وَردِ / سَيُهدَى إِلى طُرقِ المَكارِمِ وَالمَجدِ
أَقولُ وَقَد وافى البَشيرُ بِذِكرِهِ / عَلى الطائِرِ المَيمونِ وَالطالِعِ السَعدِ
إِذا كَفَرَ النُعمى اللَئيمُ المُزَنَّدُ
إِذا كَفَرَ النُعمى اللَئيمُ المُزَنَّدُ / فَلا سَتَرَ الجودَ الكَريمُ المُفَنَّدُ
كَفاكَ حَصادُ الأَجرِ عَمّا زَرَعتَهُ / وَما كُلُّ مَزروعٍ مِنَ البَذرِ يُحصَدُ
وَحَسبُكَ أَن يَلقاكَ لِلجودِ مَقصِداً / إِذا لَم يَكُن فيهِ لِشُكرِكَ مَقصِدُ
تَرَدَّدَ في شُكرِالصَنيعِ وَإِنَّهُ / وَأَنتَ إِذا اِستَجداكَ لا تَتَرَدَّدُ
سَيَكفيكَ مِنهُ أَن يَموتَ وَذِكرُهُ / وَأَنَّكَ في دارِ الثَناءِ مُخَلَّدُ
وَلَو رُمتَ تَقديراً لَما كُنتَ قادِراً / وَهَل يَترُكُ الإِنسانُ ما يَتَعَوَّدُ
عَطاؤُكَ فَضلٌ لا نَقومُ بِحَمدِهِ / إِذا كُنتَ مِمَّن حينَ تُحمَدُ تَحمَدُ
لَقَد سالَمَتنا صُروفُ الزَمانِ
لَقَد سالَمَتنا صُروفُ الزَمانِ / وَما بَرِحَت قَبلَها عانِدَه
وَأَمطَرتَ نَوءَ النَدى دائِماً / فَهُزَّت بِهِ أَرضُنا الهامِدَه
وَأَسهَرتَ عَينَكَ لِلمَكرُماتِ / فَأَقرَرتَ أَعيُنَنا الهاجِدَه
وَأَطفَت حَرارَةَ آمالِنا / مَغانِمُ إِحسانِكَ البارِدَه
وَبَوَّأَكَ الجودُ يَااِبنَ الكِرامِ / نَجائِبَ أَقوالِنا الخالِدَه
فَكَم نِعمَةٍ مَدَّها مِثلُها / وَفائِدَةٍ بَعدَها فائِدَه