المجموع : 6
يا أمة سلكت ضلالاً بينا
يا أمة سلكت ضلالاً بينا / حتى استوى إِقرارها وجحودها
ملتم إلى أن المعاصي لم تكن / إلا بتقدير الإِله وجودها
لو صح ذا كان الإله بزعمكم / منع الشريعة أن تقام حدودها
حاشا وكلا أن يكون إِلهنا / ينهى عن الفحشاء ثم يريدها
أبى اللّه إِلا أن يكون مؤيداً
أبى اللّه إِلا أن يكون مؤيداً / مدى الدهر منصور اليدين على العدا
وكم جاهل قد زاده الحلم عزة / على غيره لما فسحت له المدى
فأوردنه من راحتي مورد الندى / ولما أسر الغدر أوردته الردى
وهاجر فاستدرجته ورفعته / بحلمي أناةً وانتظاراً به غدا
عسى هو أن يصحو من الجهل أو يرى / عليه الحسام المشرفي معربد
فعاجله مستحكم الرأي قد غدا / لقهر الأعادي في الحروب مؤيدا
رميت به سهماً مصيباً وأنه / لدى الحرب ما زال القديم المسددا
هو الأسد الورد الذي عاد سبقه / إِلينا من الضرب الدراك الموردا
فلا يغترر بي بعدها ذو جهالة / فليث الشرى يخشى وإن كان ملبدا
فإذا تبدد شمل عقدكما
فإذا تبدد شمل عقدكما / لا تأمنا من شاور السعدى
سقى الحمى ومحلاً كنت أعهده
سقى الحمى ومحلاً كنت أعهده / حيا بحور بصوب المزن أجوده
فإن دنا الغيث واستسقت مرابعه / ربىً فدمعي بالتسكاب ينجده
بانت أهالي ذاك الحي واقتسموا / قلبي فافقد أحبابي وأفقده
أحرزت في الصدر دراً من عقودهم / عند الوداع فأجفاني تبدده
فقد كان يسعدني في البحر بيضه / فساعة البين وافاني مورده
بين السهاد وجفني منكم صلة / نبعدكم عن لذيذ النوم يبعده
كأنما الليل يهواني فيرصدني / كالنجم أهواه في ليلي فأرصده
وليلة بت فيها ما بها كدر / والهجر قام له وصل ينكده
يدير كأس حمياها قضيب نقا / كالخيزرانة أودى بي تأوده
مهفهف القد أخشى من لطافته / أن يخجل الغصن منه حين يشهده
وقد يطوق أيم في ذوابته / حرز فعز على الراقي تصلده
كما بدا الحق في آل الوصي فأنـ / ـوار الهدى لعَّمي القلب ترشده
يا راكب الغي دع عنك الضلال فه
يا راكب الغي دع عنك الضلال فه / ذا الرشد بالكوفة الغراء مشهده
من ردت الشمس من بعد المغيب له / فأدرك الفضل والاملاك تشهده
ويوم خمَّ وقد قال النبي له / بين الحضور وشالت عضده يده
من كنت مولى له هذا يكون له / مولى أتاني به أمر يؤكده
من كان يخذله فاللّه يخذله / أو كان يعضده فاللّه يعضده
قالوا سمعنا وفي أكبادهم حرق / وكل مستمع للقول يجحده
وأظلمت بسواد الحقد أوجههم / وأنه لم يزل بالكفر أسوده
والباب لما دحاه وهو في سغب / عن الصيام وما يخفى تعبده
وقلقل الحصن فارتاع اليهود له / وكان أكثرهم عمداً يفنده
واسأل به مرحباً لما أعد له / مشطباً غير فرارٍ مجرده
ألقى مهنده في وسط قمته / فغاص في الأرض يفريها مهنده
نادى بأعلى العلى جبريل ممتدحاً / هذا الوصي وهذا الطهر أحمده
وفي الفرات حديث إذ طغى فأتى / كل إليه لخوف الهلك يقصده
قالوا أجرنا فقام المرتضى فرحاً / بالفضل واللّه بالافضال مفرده
وقال للماء غفر طوعاً فبان لهم / حصباؤه حين وافاه يهدده
فللعفاف وللإيمان طاعته / وللقنوت وللتقوى تهجده
يا قائم الليل تمجيداً لخالقه / وأين مثلك قواماً تمجده
يا حجة اللّه يا من يستضاء به / إلى الهداية يا من طاب مولده
ألستم أنتم أهل الكساء بكم / جبريل يفخر إذ فيكم نعدده
يا عروة سلَّم المستمسكون بها / ومسلكاً بالولا فيكم يمهده
أبوكم جد في طوع لجدكم / وعترة جد في خلف تجدده
نحن المقرون بالافضال أنكم / فرع نما إذ ذكا في المجد محتده
نفوز يا آل طه باسمكم صلة / بعد الصلاة لمن طوعاً نوحده
جعلتكم يا بني الزهراء معتمدي / يوم المعاد بما فيكم أجدده
لفظاً بإحسانكم عندي أنثره / دراً وأفعالكم عندي ننضده
أنا المظفر سيف الدين معتقداً / أن القريض إذا ما فهت أنشده
في مدح آل رسول اللّه دار غدٍ / في جنة وحساماً في أجرده
يا للرجال لمدنف مجهودِ
يا للرجال لمدنف مجهودِ / لم يؤت من هجر وطول صدودِ
نظر الغزال فما يغر بسحر ذا / ك اللحظ منه ولا بحسن الجيدِ
هذا ولم يعلق بذات مؤالف / ومعاطف وروادف ونهود
لكنه غماً وحزناً مثل من / غلبت عليه سلافة العنقود
أسفاً لموت الدين بعد حياته / ودثور نهج مالك التوحيد
ولأجل ما قد بات آل محمد / من مبدء في ظلمهم ومعيد
من كل جبار عنيد لم يزل / يأوي لشيطان إليه مريد
في أمة قد أشبهت عاداً كما / قد شبهت في بغيها بثمود
فإذا تذكرت الشهيد فمقلتي / لا تنطوي إلا على التسهيد
منعوا الحسين من الفرات لقد أتو / في قتله بالمعضلات السود
حملوا حريم المصطفى سبياً كأمـ / ـثال الإماء على المطايا القود
أوصاهم الرحمن وداً فيهم / فنفوهم بالقتل والتصفيد
فلذاك في الليل الطويل عليهم / لتململي لم أكتحل بهجود
لهفي على ما فاتني من نصرهم / لهفاً تشب وقود نار حقودي
إذ لم أكن ممن يحامي عنهم / كعوائدي في مصدري وورودي
حتى يقول السامعون بموقفي / هذا التضوع عرف ذاك العود