المجموع : 4
لقد كنتُ جَلْداً قبْلَ أَنْ تُوقِدَ النَّوَى
لقد كنتُ جَلْداً قبْلَ أَنْ تُوقِدَ النَّوَى / على كبدي ناراً بطيئاً خُمودُها
ولو تُرِكَتْ نارُ الهَوى لَتَضرَّمَتْ / ولكنَّ شَوْقاً كلَّ يومٍ يَزِيدُها
فقدْ جَعَلتْ في حَبَّةِ القَلْبِ والحَشا / عِهادُ الهَوى تُولَى بِشَوْقٍ يُعِيدُها
وقد كنتُ أَرْجُو أنْ تموتَ صَبابَتي / إذا قَدُمَتْ أيَّامُها وعُهودُها
بِمُرْتَجةِ الأرْدافِ هِيفٌ خُصورُها / عِذابٌ ثَناياها لِطافٌ قُيودُها
وَصُفْرٌ تَراقِيها وحُمْرٌ أكُفُّها / وسُودٌ نَواصِيها وبِيضٌ خُدودُها
يُمَنِّينَنَا حَتَّى تَرِفَّ قُلُوبُنَا / رَفِيفَ الخُرَامَى بَاتَ طَلٌّ يَجُودُها
وَفِيهِنَّ مِقْلاقُ الوِشَاحِ كَأنَّها / مَهاة بتُرْبَانٍ طَويلٌ عَمُودُها
مُخَصَّرةُ الأوْسَاطِ زَانتْ عُقُودَها / بِأحْسَنَ مِمَّا زَيَّنَتْهَا عُقُودُها
مِنَ البِيضِ لا تَخْزَى إذا الرِّيحُ أَلْصَقَتْ / بِها مِرْطَها أَوْ زَايلَ الحَلْيَ جِيدُها
ألاَ لَيْتَ شِعري هَلْ تَغيَّرَ بَعْدَنا / مَلاَحَةُ عَيْنيْ أُمِّ عَمْرو وجِيدُها
وهل بَلِيَتْ أثْوَابُها بعدَ جِدَّةٍ / ألا حَبَّذا أخْلاَقُها وجَدِيدُها
وكنتُ أذُودُ العَيْنَ أَنْ تَرِدَ البُكا / فقد وَرَدَتْ ما كنتُ عَنْهُ أذُودُها
خَلِيليَّ ما في العيش عَيْبٌ لو انَّنا / وجدنا لأيامِ الصِّبا من يُعِيدُها
إذَا جِئْتُها بَيْنَ النِّساءِ مَنَحْتُها / صُدُوداً كأنَّ النَفْسَ لَيْسَ تُرِيدُها
ولِي نَظْرَةٌ بعد الصُّدودِ منَ الجَوى / كنظرة ثَكْلَى قد أُصِيبَ وَلِيدُها
هَل اللّهُ عافٍ عَنْ ذُنوبٍ تَسَلَّفَتْ / أمِ اللّهُ إن لم يَعْفُ عنها مُعِيدُها
لَوْ يَعْبُدُ النَّاسُ يَا مَهْديُّ أَفْضَلَهُمْ
لَوْ يَعْبُدُ النَّاسُ يَا مَهْديُّ أَفْضَلَهُمْ / مَا كانَ فِي النَّاسِ إِلاَّ أَنْتَ مَعْبُودُ
أضْحَتْ يَمِينُكَ مِنْ جُودٍ مُصَوَّرَةً / لاَ بَلْ يَمِينُكَ مِنْها صُوِّرَ الجُودُ
مِنْ حُسْنِ وَجْهِكَ تُضْحى الأرضُ مُشْرِقَةً / وَمِنْ بَنَانِكَ يَجْري المَاءُ في العُودِ
لَوْ أَنَّ مِنْ نُورِهِ مِثْقَالَ خَرْدَلَةٍ / فِي السُّودِ طُرّاً إذاً لاَبْيَضَّتِ السُّودُ
بَكَرَتْ عَلَيْكَ فَهَيَّجَتْ وَجْدَا
بَكَرَتْ عَلَيْكَ فَهَيَّجَتْ وَجْدَا / هُوجُ الرِّياحِ وأذْكَرَتْ نَجْدَا
أَتَحِنُّ مِنْ شَوْقٍ إذا ذُكِرَتْ / نَجْدٌ وأَنْتَ تَرَكْتَها عَمْدَا
قَضَى اللّهُ يَا سَمْراءُ مِنِّي لَكِ الهَوَى
قَضَى اللّهُ يَا سَمْراءُ مِنِّي لَكِ الهَوَى / بِعَزْمٍ فَلَمْ أَمْنَعْ وَلَمْ أُعْطِهِ عَمْدَا
وَكُلُّ أًَسِيرٍ غَيْرَ مَنْ قَدْ مَلَكْتِهِ / مُرجَّى لِقَتْلٍ أَوْ لِنَعْماءَ أَوْ مُفْدَى