القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَفيف الدين التِّلِمْسانيّ الكل
المجموع : 44
مُحَيَّاكَ تَهْوَاهُ الحُمَيَّا أَمَا تَرىَ
مُحَيَّاكَ تَهْوَاهُ الحُمَيَّا أَمَا تَرىَ / حَشَا الكَأْسِ فِيهِ جُذْوَةٌ تَتَوَقَّدُ
وَلَوْلاَ بُكَاهَا مَا بَدَا فَوْقَ خَدِّهَا / دُمُوعٌ حَكَاهَا اللُّؤلُؤُ المُتَبَدِّدُ
وَمَا كُنْتُ أَدْرِي فِتْنَةَ العِشْقِ قَبْلَهَا / إِلى أَنْ رَأَتْ عَيْنِي جَمَالَكَ يُعْبَدُ
إِذَا مَا ارْتَشَفْتَ الرَّاحَ مِنْ ثَغْرِ كَأْسِهَا / أَلَستَ تَرَاهَا نَحْوَ وَجْهِكَ تَسْجُدُ
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مَعْنَاكَ في الكَوْنِ مُطْلَقاً / يَدُّلُ عَلَيْهِ مِنْكَ حُسْنٌ مُقَيَّدُ
لَمَا شَهِدَتْ عَيْنِي جَمَالَكَ جَهْرَةً / وَمَنْ لَمْ تُشَاهِدْ عَيْنُهُ كَيْفَ يَشْهَدُ
عَجِبْتُ لِكَأسٍ قَدْ صَحَوْتُ بِشُرْبِهَا / بِهَا أَبَداً صَحْوى عَلىَّ يُعَرْبِدُ
أَقَامَتْ عَليِّ الحَدَّ أَسْمَاءُ ذَاتِهَا / فَهَلاَّ أُقِيمَ الحَدُّ فيمَنْ يُحَدِّدُ
رَأُوا عِطْفَ لَيْلَى قَدْ تَثَنَّى فَأَشْرَكُوا / وَقَدْ يَتَثَنَّى وَهْوَ في الحُسْنِ مُفْرَدُ
فَإِنْ حاولوُا مِنيِّ الحُجُودُ أَوْ الرَّدَى / فَهَذَا دَمِي حِلٌّ لَهُمْ لَسْتُ أَحْجَدُ
وَحَقِّكَ مَا الجُفُونُ السُّوْدُ رُمْدُ
وَحَقِّكَ مَا الجُفُونُ السُّوْدُ رُمْدُ / وَلاَ سَلَّتْ بِهَا الهِنْدِيَ هِنْدُ
ولَكِنَّ الفُتُورَ بِهَا فُتُونٌ / وَفِي الوَسَنِ الَّذِي تُبْدِيهِ سُهْدُ
لَقَدْ أَطْرَبْتَ سَمْعي يَا عَذُولِي / بذِكْراَهَا كَأَنَّكَ كُنْتَ تَشْدُو
وَسُقْتَ رِكَابَ أَشْوَاقِي وَدَمْعِي / فَعَذْلٌ ذَاكَ لِي أَمْ أَنْتَ تَحْدُو
وأَغْيَدَ في المَنَاطِقِ مْنْهُ غَوْرٌ / أَهِيمُ بِهِ وَفِي الأَعْطَافِ نَجْدُ
شَهِدْتُ بِوَجْهِهِ بَدْراً وَأَدْنَى / وَقَائِعِ لَحْظِهِ بَدْرٌ وَأُحْدُ
وقالُوا خَدُّهُ ماءٌ وخَمْرٌ / وَكُلُّ مِنْهُا لأَخِيهِ ضِدُّ
فَقُلْتُ وَمَقْصِدِي بِالقَوْلِ خَالٌ / هُنَاكَ نَعَمْ وَفَوْقَ الضِّدِّ نَدُّ
وَأَعْجَبُ مِنْهُمَا وَرْدٌ وآسٌ / وَلَيْسَ بِكَائنٍ فِي الآسِ وَرْدُ
سَقَى عِلْمِ غَدَائِرَهُ دُمُوعِي / فَحُسْنُ الطَّلِّ فَوْقَ الآسِ يَعْدُو
وَحَيَّا الأَبْرَقَيْنِ وَلَيْسَ إِلاَّ / ثَنَايَاهُ وَجِيدٌ فِيهِ عِقْدُ
حَلَتْ أَلْفَاظُهُ لِمْ لاَ وَثَغْرُ / المَلِيحَةِ سُكَّرّ والرِّيقُ شَهْدُ
مَتَى زُرْتُمُ نَجْداً فَإِنِّي أَرَاكُمُ
مَتَى زُرْتُمُ نَجْداً فَإِنِّي أَرَاكُمُ / تَضُوعُ عَلَيْكُمْ نَفْحَةٌ مِنْ شَذى نَجْدِ
أَظُنُّ حِمَى لَيْلَى حَلَلْتُمْ بِرَبْعِهِ / فَضَاعَ لَكُمْ مِنْهُ شَذَى مَسْحَبِ البُرْدِ
أَلاَ يَا بِرُوحِي أَنْتَ هَلْ لَكَ عَوْدَةٌ / فَتُقْرِي سَلاَمِي جِيرَةَ العَلَمِ الفَرْدِ
عُرَيْبٌ لَهُمْ عِنْدِي رِعَايَةُ عَهْدِهِمْ / وَمَا عِنْدَهُمْ لِي نَقْضُ عَهْدٍ وَلاَ عَقْدِ
إِذَا زَمْزَمَ الحَادِي بِأَلْحَانِ حُبِّهِمْ / يُسَابِقُهُ رَكْبٌ مِنَ الدَّمْعِ في خَدِّي
صًَبَغْتُ بِمُحْمَرٍ مِنَ الدَّمْعِ بَعْدَهُمْ / مِنَ الرَّمْلِ مُبْيَضاً لأَرْعَى لَهْمْ عَهْدِي
خُذُوا عَنْ تَثَنِّي الغُصْنِ أَخْبَارَ قَدِّهِ
خُذُوا عَنْ تَثَنِّي الغُصْنِ أَخْبَارَ قَدِّهِ / وَلاَ سِيْمَا عَنْ بَانِ نَجْدٍ وَرَنْدِهِ
وَلاَ تَسْأَلُوا عَنْ فَاتِكَاتِ لَحِاظِهِ / وَأَسْيَافِهَا إِلاَّ حُشَاشَةَ عَبْدِهِ
تَعَشَّقْتُهُ عِشْقَ السِّقَامِ لِجَفْنِهِ / وَعِشْقَ الصَّدِي الظَّمْآنِ مَنْهَلَ وَرْدِهِ
وَمَا كُنْتُ أَدْرِي قَبْلَ وَسْنَانِ جَفْنِهِ / بِأَنَّ كَلاَلَ السَّيْفِ أَمْضَى لِحَدِّهِ
وَلاَ لَذَّةً لِلسُّكْرِ مِنْ قَبْلِ عِشْقِهِ / إِلى أَنْ سَقَانِي نَاظِرِي كَأْسَ خَدِّهِ
وَدَانٍ وَلَكِنْ بَيْنَ نَوْمِي وَنَاظِرِي / مِنَ البُعْدِ مَا بَيْنَ الوَفَاءِ وَوَعْدِهِ
وَكَيْفَ تَدَانِيهِ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ / مَسَافَةُ هَجْرٍ وَاصَلَتْ نَقْضَ عَهْدِهِ
وَقَدْ كُنْتَ أَرْجُو أَنَّ طَرْفِي يُطِيعُنِي / إِلى أَنْ رَأيْتُ القَلْبَ مِنْ بَعْضِ جُنْدِهِ
فَلاَ طَرْفَ إِلاَّ تَحْتَ رَايةِ شَعْرِهِ / وَلاَ قَلْبَ إِلاَّ تَحْتَ مَعْقُودِ بَنْدِهِ
أَنْتَ الحَبِيبُ وَإِنْ سَلَبْتَ رُقَادِي
أَنْتَ الحَبِيبُ وَإِنْ سَلَبْتَ رُقَادِي / وأَطْعْتَ فِيَّ تَعَرُّضَ الحُسَّادِ
لاَ كَانَ قَلْبٌ ضَلَّ فِيكَ بِوَجْدِهِ / إِنْ مَال عَنْكَ إِلى هُدَىً ورَشَادِ
مَلَكَتْ خُدُودُكَ أَسْوَدَيَّ فَمَاؤُهَا / مِنْ مُقْلَتِي وَلَهيبُهَا بِفُؤَادِي
وَا رَحْمَتَاهُ لِمُقْلَةٍ بِدُموُعِهَا / غَرْقَى وَنَاظِرُهَا لِوَجْهِكَ صَادِي
قَسَماً بِسَالِفِ عيشَةٍ سَلَفَتْ لَنَا / بِسُلاَفَةٍ أَوْ شَادِنٍ أَوْ شَادِي
وَبِطيِبِ لَيْلاَتِ العَقِيقِ وَمَا جَنَتْ / تِلْكَ الظِبَاءُ بهِ عَلى الآسَادِ
لاَ حِلْتُ عَنْ وَادِي الاُثَيْلِ بَسَلْوَةٍ / تُنْسِي عُهُودَ أُهَيْلِ ذَاكَ الوَادِي
حَيٌّ بهِ مَاتَ السُّلُوُ أَمَا تَرَى / لُبْسَ الجُفُونِ عَلَيهِ ثَوْبَ حِدَادِ
وَمُحَجَّبٍ مَا الوَجْدُ فِيهِ مُحَجَّباً / عَنْ عَاذِليِّ وَلاَ التَّصَبُّرُ بَادِي
مَهْمَا انْثَى فَأَنَا الطَّعِينُ بِقَامَةٍ / هَيْفَاءَ تَهْزَأَُ بِالقَنَا المَيَّادِ
وَإِذَا رَنَا فَأَنَأ القَتِيلُ بِمُقْلَةٍ / نَجْلاَءَ أمض مِنْ حُدُودِ حِدَادِ
عَجَباً لِمَنْهَلِ خَدِّهِ منْ مَوْرِدِ
عَجَباً لِمَنْهَلِ خَدِّهِ منْ مَوْرِدِ / وَعيُوُنُهُ هِيَ مِنْ عُيُونِ الوُرَّدِ
تَتَزَاحَمُ الأَلْحَاظُ وَهْيَ بِدَمْعِهَا / رَيَّا وتَصْدُرُ عَنْهُ أَكْثَرُهَا صَدِي
يَا سَاكِناً حَبَّ القُلُوبِ خَوَافِقَاً / إِنَّ السُّكُونَ بِخَافِقٍ لَمْ يُعْهَدِ
مَا بَالُ قَلْبٍ أَنْتَ فِيهِ ونَارُهُ / فِي مَاءِ حُسْنِكَ دَائِماً لَمْ تُخْمَدِ
وَلقَدْ سَلَلْتَ فَلاَ تَكُنْ مُتَمَسِّكاً / سَيْفاً مِنَ الأَجْفَانِ لَيْسَ بِمُغْمَدِ
وَقَتلْتَ سُلْوَانِي وَصَبْرِيَ والكَرَىَ / وبِمُقْلَتِي دَمُهَا جَرَى لَمْ تَجْحَدِ
إِنْ شَاهَدَتْ عَطْفَيْكَ أَغْصَانُ النَّقَا / وَسَهَتْ فَكَيْفَ لِسَهْوِهَا لَمْ تَسْجُدِ
ومُحَجَّبٍ أَهْدَى إِلىَّ خَيَالَهُ / فِكْرِي لِعَجْزِ النَّاظِرِ المُتَسَهِّدِ
فَظَفِرْتُ بِالدَّانِي القَريبِ وَإِنْ نَأَى / وَالنَّازِحِ النَّائِي وَإِنْ لَمْ يَبْعُدِ
بَيْنَ لَمَاهُ وَحُمْرَةِ الخَدِّ
بَيْنَ لَمَاهُ وَحُمْرَةِ الخَدِّ / خَالٌ حَكَى نَحْلَةً عَلى شَهْدِ
عَجِبْتُ مِنْهُ والتٌُّرْكُ تُشْبِهُهُ / كَيْفَ اعْتَزَى لَحْظُهُ إلى الهِنْدِ
نَابِغَةً صِرْتُ في مَحَبَّتِهِ / مِنْ فَرْطِ وَجْدِي بِصْدْغِهِ الجَعْدِ
دُونَ وِصَالِي لِلَثْمِ وَجْنَتِهِ / دِرْعُ عِذَارٍ مُقَدّرِ السَّرْدِ
هَبْ أَنَّهَا لاِخْضِرَارِهِ مَنَعَتْ / كَمْ جُهْدِ مَنْعِ الرَّبِيعِ لِلوَرْدِ
سَأَلْتُهُ والرِّيِّحُ يَعْبِقُ مِنْ / وَجْنَتِهِ تَارَةً وَمِنْ رَنْدِ
ذَا الطِّيبُ مِنْ أَيْنَ لِلشَّقِيقِ أَتَى / فَقَالَ مِنْ نَدِّا خَالِيَ النَّدِّ
يَا لاَئِميِ فِي مَدَامِعٍ سُكِبَتْ / قَدْ نَثَرَتْ دُرَّهَا عَلى العِقْدِ
أَضْيَعُ شَيءٍ مَلاَمَةٌ بُذِلَتْ / لِحَاضِرِ الغَيِّ غَائِبِ الرُّشْدِ
فَأَيْنَ عَقْلِي يَا قَاتِلي خَطَأً / أَوْ دِيَتي إِنْ قَتلْتَ بِالعَمْدِ
لِي مُقْلَةٌ سَمْحَةُ القِيَادِ لَهَا / مَدَامِعٌ قَصْرُهَا عَلى المَدَّ
زيَادَةُ النِّيلِ بَعْضُ نَاقِصِهَا / فَهَلْ أُمْدَّتْ مِنَ النَّدَى السَّعْدِي
وَاصَلُونِي بَعْدَ بُعْدِي
وَاصَلُونِي بَعْدَ بُعْدِي / وَرَعُوا سَالِفَ عَهْدِي
وَعلَى رَغْمِ الحَسُودِِ / أَنْجَزُوا بِالوَصْلِ وَعْدِي
يَا سُرُوري بالَّتدَاني / يَا هَنَا حَظِّي وَسَعْدِي
جَادَ لِي بَدْرِي بِوَصْلِ / يا هَنَائِي نِلْتُ قَصْدِي
فَاجْتَمِعْ يَا مَاءَ عَيْني / وانْطَفِي يَا نَارَ وَجْدِي
أَنَا فِي لَيْلَةِ أُنْسِي / قَدْ صَفَا مَوْرِدُ وِرْدِي
وَتَناولْتُ كُؤُوسي / بَين رَيْحَانٍ وَوَرْدِ
مِنْ يَدَيْ حُلْوِ التثَنيِّ / فَاتِنٍ أَهْيَفِ قَدِّ
تَارَةً يُنْشِدُ خُذْ كَاسِي / وَطَوْراً هَاكَ خَدِّي
إِنْ أَقُلْ يَا أَلْفَ مَوْلَى / قَالَ لِي يَا أَلْفَ عَبْدِي
أَوْ سَقَى المَمْزُوجَ غَيْرِي / خَصَّنِي بالصِّرْفِ وَحْدِي
في هَوَاهُ دَعْ مَلاَمِي / وَاطْرِحْ غَييِّ وَرُشْدِي
نَارُ وَجْدي في هَوَاهُ / كَنَعِيمِ الخُلدِ عِنْدِي
مُقِيمٌ لِلمُقِيمَةِ في فُؤَادِي
مُقِيمٌ لِلمُقِيمَةِ في فُؤَادِي / هَوَىً بَيْنَ السُّوَيْدَا والسَّوَادِ
وَوَجْدٌ مَا تُغَيِّرُهُ اللَّيَالي / حَفِظْتُ بِهِ عُهُودَ هَوَى سُعادِ
دَعى مَنْ شَاءَ فِيكِ يَلُمْ كَثِيباً / غَرِيقاً في المَدَامِعَ وَهْوَ صَادِ
وَحَقِّ هَوَاكِ مَا فَقَدَتْ عُيُوني / مَدَامِعَهَا وَلاَ وَجَدَتْ رُقَادِي
سَقَى مَغْنَاكِ مِنْ هَضَبَاتِ نَجْدٍ / كُؤُوسُ القَطْرِ مِنْ أَيْدِي الغَوَادِي
فَكَمْ لِي فِيهِ مِنْ وَطَرٍ تَقَضَّى / بِأَحْيَانٍ عَلى وَفْقِ المُرَادِ
بِحَيْثُ دُنُوُّ سُعْدَى مِنْ تَدَانٍ / كَمَا نَهْوَى وبُعْدٍ مِنْ بُعَادِي
وَإِذْ أَنَا والمَلِيحَةُ فِي عِتَابٍ / يُلِينُ بِلُطْفِهِ عِطْفَ الجَمَادِ
إِذَا ضَلَّتْ بِطُرَّتِهَا عُيُونِي / فَلِي مِنْ ثَغْرِهَا البَسَّامِ هَادِ
مِنَ الشُّعَرَاءِ دَمْعي في هَوَاهَا / تَهِيمُ سُيُولُهُ في كُلِّ وَادِ
فَدَيْتُكِ هَلْ أَذَبْتِ سِوَى جَمِيعي / وَمِنيِّ هَلْ تَرَكْتِ سِوَى وِدَادِي
وكَيْفَ يَكُونُ فِيكِ خَفَاءُ وَجْدي / وَهَذَا حُسْنُكِ الفَتَّانُ بَادِ
يا بَرْقَ نَجْدٍ هَلْ حَكَيْتَ فُؤَادِي
يا بَرْقَ نَجْدٍ هَلْ حَكَيْتَ فُؤَادِي / فِي ذَا التَّلَّهُبِ والخُفُوقِ البَادِي
لَوْلاَ اشْتِرَاكُ هَوَاكُمَا لمْ تَسْفَحَا / دَمْعَيْكُمَا في سَفْحِ ذَاكَ الوَادِي
أَتُرىَ سُوَيْكِنَةُ الحِمَى بِجَمَالِهَا / سَلَبَتْ رُقَادَكَ في الهَوى وَرُقَادِي
عَرَّضْتُ قَلْبِي يَوْمَ رَامَةَ إِذْ بَدَتْ / بِنَوَاظِرٍ تَحْكي حُدُودَ حِدَادِ
وَسَأَلْتُهَا سَلْبِي لِعِلْمِيَ أَنْ مَنْ / سَلَبَتْهُ صَارَ أَمِيرَ ذَاكَ النَّادِي
وَأَغَنَّ تَعْشَقُ لَيْنَهُ قُضُبُ النَّقَا / إِنْ مَاسَ أَهْيَفُ قَدِّهِ الميَادِ
يسقِي الندِيمَ بِكَأْسِهِ وَبِلَحْظِهِ / وَبِثَغْرِهِ رَيّاً فَيُصْبِحُ صَادِي
مَاذَاكَ إِلاَّ أَنَّ وَقَّادَ الجَوَى / بَيْنَ الجَوَانِحِ دَائِمُ الإِيْقَادِ
وَيَبِيتُ أَدْنَى لِلحَشَا مِنْ مُهْجَتِي / وَأَبِيتُ أَشْكُو مِنْهُ فَرْطَ بُعَادِ
فَكَأَنَّمَا نَهْوَى اتحَادَ وَصِالِنَا / شَغَفاً وَنَكْرَهُ فُرْقَةَ التَّعْدَادِ
غَزَالُ الحَيِّ مِنْ أَثَلاَتِ نَجْدِ
غَزَالُ الحَيِّ مِنْ أَثَلاَتِ نَجْدِ / لِوَجْهِكَ وِجْهَتِي وَهَوَاكَ قَصْدي
وَدَيْنُكَ فِي مُدَاوَمَةِ التَّصَابِي / عَليَّ وَلِي وَفِي قَبْلِي وَعِنْدِي
أَحِنُّ إِذَا تَبَسَّمَتِ النُّعَامَى / مُعَطَّرَةً بِمَسْحَبِ ذَيْلِ هِنْدِ
وَاَصْبُو لِلصِّبَا النَّجْدِي إِذَا مَا / سَرَى ما بَيْنَ بَانَاتٍ وَرَنْدِ
وَمَعْشُوقُ الدَّلاَلِ يَغَارُ مِنْهُ / مِنْ الأَغْصَانِ كُلُّ رَشِيقِ قَدِّ
سَقَتْ أَلْحاظُهُ العُشَّاقُ كَاْسَاً / حَبَاهَا خَالُهُ بِخَتَامِ نَدِّ
فَرَاحُوا فِي مَحَبَّتِهِ نَشَاوَى / لِغَيْرِ نِهَايِةٍ وَلِغَيْرِ حَدِّ
لِقِبْلَةِ وَجْهِهِ أبَداً صَلاَتِي / وَلَثْمُ الوَرْدِ مِنْ خَدَّيْهِ وِرْدِي
سَلَبْتُمْ رُقَادِي فِي الهَوَى وتَجَلُّدِي
سَلَبْتُمْ رُقَادِي فِي الهَوَى وتَجَلُّدِي / وَزِدْتُمْ بِدَمْعِي فِي ظَمَا قَلْبِيَ الصَّدِي
وَأَلْبَسْتُمُونِي مِنْ جُفُونِكُمُ ضَناً / فَوَا عَجَباً مِنْ لاَبِسٍ مُتَجَرِّدِ
أَأَحْباَبَنَا لاَ والْغَرَامِ الَّذِي لَهُ / ورُودِي وَمَالِي مَصْدَرٌ بَعْدَ مَوْرِدِي
لَئِنْ كُنْتُمُ أَنْبَتُّمُو رَسْمِيَ الَّذِي / مِنَ السُّقْمِ لَوْلاَ الوَصْل لمْ يَتَجَسَّدِ
فمَا نَبَتَتَ تِلْكَ الرُّسُومُ بِغَيْرِكُمْ / وَلَوْلاَكُمُ كَانَ الفَنَاءُ بِمَرْصَدِ
دَعُوا أَدْمُعِي تَسْقِي مَعَاهِدَ أَرْضِكُمْ / فَفِي غَيْثِهَا الهَامِي رِضَا كُلِّ مَعْهَدِ
وَلاَ تَسْأَمُوا مِنْ نَاحِلٍ أَشْبَهَ الضَّنَا / سِقَاماً وَأَنْفَاساً وَفَرْطَ تَرَدُّدِ
فَمَا حَقُّ أَنْفَاسِ الصَّبَا أَنْ تَمَلَّهَا / غُصُونُ النَّقَا مَعْ لِينِهَا وَالتَّأَوُّدِ
وَلا تَسْأَمُوا مِنْ نَاحِلٍ أَشْبَهَ الضَّنَا / سِقَاماً وَأَنْفَاساً وَفَرْطَ تَرَدُّدِ
فَمَا حَقُّ أَنْفَاسِ الصِّبَا أَنْ تَمَلَّهَا / غُصُونُ النَّقَا مَعْ لِينهَا وَالتَّأَوُّدِ
وَلاَ تَعْتِبُوا فِي النَّوْحِ كُلَّ مُطَوَّقٍ / عَلَى هَيْفِ أَعْطَافِ الغُصُونِ مُغَرِّدِ
لأَنَّكُمُ طَوَّقْتُمُ كُلَّ عَاشِقٍ / بِدَمْعٍ فَرَاحُوا بَيْنَ بَاكٍ وَمُنْشِدِ
فَيَا سَاقِيَ الأَجْفَانِ خَمْرَكَ عَاطِني / وَيَا سَكْرَتِي مِنْهَا عَلى الصَّحْوِ عَرْبِدِي
لاَ تُخْدَعَنَّ بِرِقَّةٍ فِي خَدِّهِ
لاَ تُخْدَعَنَّ بِرِقَّةٍ فِي خَدِّهِ / فَالسَّيْفُ قَتَّالٌ بِرِقْةِ حَدِّهِ
وَدَعِ الجُفُونَ فَإِنَّمَا وَسْنَانُهَا / أَضْحَى سِنَاناً فِي مُثَقَّفِ قَدِّهِ
ظَبْيٌّ حَكَى نَوْمِي دَوَامُ نَفَارِهِ / عَنِّى فَواصَلَ ضِدَّهُ مَعَ صَدِّهِ
وَسَرَى إِلى جِسْمِي الضَّنَا مِن خَصرِهِ / فَهَوِيتُ ذَاكَ لإِنَّهُ مِنْ عِنْدِهِ
عَجِبَ الحَسُودُ وَقَدْ رَأَى سُكْرِي بِلاَ / حَدٍّ وقَلْبِي فِي عُقُوبَةِ حَدِّهِ
خَفِّضْ عَلَيْكَ أَلَيْسَ خَفْقُ وِشَاحِهِ / يَحْكِي فُؤَادِي أَوْ تَلَهُّبُ خَدِّهِ
هِيَ نِسْبَةٌ لَوْ أَنَّ قَلْبِيَ نَالَهَا / مُتَوَقِّداً لَعَذَرْتُهُ فِي وَقْدِهِ
شُكْرِي لِصَبْرِي عَنْهُ إِذْ هُوَ خَانَنِي / وَرَأَى الخِيَانَةَ كَالْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ
ولَمْدَمَعِي بُعْداً وَسَحْقاً إِنَّهُ / دُرٌّ لَدَيَّ ولَمْ يَكُنْ فِي عِقْدِهِ
مَنْ مُنْصِفِي مِنْ قُرْبِهِ فَلَقَدْ أَبَى / قُرْبِي وَمَنْ ذَا مُنْقِذِي مِنْ بُعْدِهِ
يا بَانَةَ الوَادِي وَيَا وَرْقَاءَهُ / نُوحِي لِغُصنِكِ إِذْ أَنُوحُ لِفَقْدِهِ
أَنْتِ الحَزِينَةُ والحَزِينُ أَنَا كِلاَنَا / اليَوْمَ مَعْذُورٌ يَنُوحُ بِوَجْدِهِ
حَالِي كَحَالِكِ وَالمُجَاوِرُ كَفُّهُ / لِلمَاءِ يَعْرِفُ حَرَّهُ مِنْ بَرْدِهِ
بِاللهِ بَلِّغْ سَلاَمِي أَيُّهَا الحَادِي
بِاللهِ بَلِّغْ سَلاَمِي أَيُّهَا الحَادِي / إِلىَ غَزَالِ الصَّرِيمِ الرَّائِحِ الغَادِي
وَقُلْ لَهُ لِي عَلى مَغْنَاكَ حَقُّ هَوَىً / لأَنَّ دَمْعِيَ رَوَّىَ رَبْعَهُ الصَّادِي
وَقَفْتُ مِمَّا جَرَى لِي فِي مَعَاهِدِهِ / أَبْكِي إِلىَ أَنْ جَرَىَ مِنْ دَمْعِيَ الوَادِي
وَلَمْ أُنَادِ سِوَى بِاسْمِ التِي سَفَرَتْ / لَيْلاً فَأَشْرَقَ مِنْ أَنْوارِهَا النَّادِي
خُذْ يَا نَسِيُم بَقَايَا المَيْتِ فَاسْرِ بِهِ / لِلْحِيِّ تَجْمَعُ أَرْوَاحاً بِأَجْسَادِ
وَالثُمْ ظُهُورَ الثَّرىَ مِنْ حَيْثُ مَا خَطَرَتْ / بِهِ سُعَادُ إِذَا حَاوَلْتَ إِسْعَادِي
مَا أَعْشِقُ الغُصْنَ مَيَّاساً مَعَاطِفُهُ / إِلاَّ لِقَادمَةِ قَدٍّ مِنْهُ مَيَّادِ
وَلاَ أَرَى البَرْقَ أَهْلاً أَنْ أُلاحِظُهُ / إِلاَّ لِمَا مِنْهُ يَحْكِي ثَغْرَهُ البَادِي
يَا خَدَّهُ وَثَنَايَا ثَغْرِهِ النّضِدِ
يَا خَدَّهُ وَثَنَايَا ثَغْرِهِ النّضِدِ / مَنْ سَوّغَ الجَمْعَ بَيْنَ الجَمْرِ وَالبَرَدِ
وَيَا تَلَهُّبَ قَلْبِي فِي مَحَاسِنِهِ / قَدْ أُعْجِزَ الدَّمْعُ أَنْ يُطْفِيكَ فَاتَّقِدِ
مَا ضَرَّ مِعْطَفَكَ البَّادِي تَأَوُّدُهُ / لَوْ كَانَ يُبْقِي تَثَنِّيةِ عَلى أَوَدِي
وَصَلْتَ هَجْرَكَ إِعْرِاضاً لِتَقْطَعَنِي / أَمَا كَفَاكَ الذِّي أَخْلَدْتَ فِي خَلَدِي
لَوْ كَانَ يَعْلَمُ طَرْفِي أَنْ يَزيدَ ظَماً / فِي وِرْدِهِ مَاءَ ذَاكَ الحُسْنِ لَمْ يَرِدِ
فاليَوْمَ مِنْ فَرْطِ إِلْفِي بِالصَّبَابَةِ لَوْ / تَرُومُ نُقْصَانَ مَا أَلْقَى لَقُلْتُ زِدِ
فَلاَ تُغِبْ نَاظِراً تَلْقَاكَ عَبْرَتُهُ / فالشَّمْسُ تُسْبِلُ دَمْعَ الأَعْيُنِ الرُّمُدِ
قَدْ بَذلْنا النُّفُوسَ يَا أُخْتَ سَعْدِ
قَدْ بَذلْنا النُّفُوسَ يَا أُخْتَ سَعْدِ / فَاقْبَلِيهَا نَقْداً وَجُودِي بِوَعْدَ
وَنَثَرْنَا دُمُوعَنَا فَانْظِمِيهَا / فَهْيَ أَبْهَى مِنْ كُلِّ لوْلُؤِ عِقْدِ
يَا ابنَْةَ القَوْمِ يَكُنْ لَكِ بُرْدٌ / مِنْ بَدِيعِ الجَمَالِ فَالسُّقْمُ بُرَدِي
كَيْفَ أَبْغِي وَرْداً بَرَوْضٍ وَوِرْداً / مِنْ مُدَامٍ وَمِنْكِ وَرْدِي وَوِرْدِي
جَنَّةٌ حُسْنُهُا كَحُسْنِ وِصَالٍ / فِيهِ مِنْ خَالِهَا بَقِيَّةُ صَدِّ
قَدْ تَعَدَّتْ عَلى النُّفُوسِ وَلَكِنْ / لاَ يُسَمِّيِهِ عَاشِقُوهَا تَعَدِّي
مَا رَأَيْنَا مَنْ صَيَّرِ الجَفْنَ سَيْفاً / يَخْجِلُ الهِنْدَ غَيْرَ أَجْفَانِ هِندِ
قَالَ لَِي خَدُّهَا الصَّقِيلُ وَقَدْ صَارَ / مِرْآةً مَاذَا تَرَى قُلْتُ خَدِّي
بُرُوقَ الحِمَى هَلْ دَمْعُكُنَّ يَجُودُ
بُرُوقَ الحِمَى هَلْ دَمْعُكُنَّ يَجُودُ / وَهَلْ عَطِشَتْ بَعْدَ الغَرِيقِ زَرُودُ
مَنَازِلُ مِنْ سُعْدَى سْعِيدٌ نَزِيُلهَا / كَأَنَّ بِهَاتَيكَ البِيُوتِ عُقُودُ
إِذَا ابْتَسَمَتْ لَيْلاً بَكَى مُسْتَهَامُهَا / فَمِنْهَا وَمِنْهُ بَارِقٌ وَرُعُودُ
وَفِي الحَيِّ وَسْنَانُ اللَّوَاحِظِ سَالِبٌ / وَآخرُ مَسْلُوبُ الفُؤَادِ فَقِيدُ
وَظَبْي فَلاَةٍ آنسٍ فَكَأَنَّهُ / لِرَائِيهِ عِنْدَ الإِلْتِفَاتِ شَرُودُ
تَرَقْرَقَ مَاءُ الحُسْنِ فِي وَجَنَاتِهِ / وَلَيْسَ لِظَمْآنٍ إليْهِ وُرُودُ
أَلاَ هَلْ إِلى عَصْرِ الصِّبَا ليَ عَوْدَةٌ / وَهَيْهَاتَ مَا قَدْ فَات لَيْسَ يَعُودُ
كَأَنَّ لَيَالِيهِ لِمُبْدِعِ حُسْنِهَا / شُعُورٌ وَمُحْمَرَّ الأَصِيلِ خُدُودُ
يَا أُهَيْلَ الحَيِّ مِنْ ذَاكَ الحِمَى
يَا أُهَيْلَ الحَيِّ مِنْ ذَاكَ الحِمَى / أَنْتُمُ المَقْصُودُ مِنْ كُلِّ الوُجُودْ
ظَبْيُّ أَبْيَاتِكُمُ ذَاكَ الَّذي / لاَ تَسَلْ مَا حَلَّ مِنْهُ بالأُسُودْ
وَسَقِيمُ الجَفْنِ قَدْ صَحَّ لَهُ / سُنَّةُ المَنْعِ وَإِبْطَالُ الوُعُودْ
لَوْلاَكَ يَا غَايَتي وَقَصْدِي
لَوْلاَكَ يَا غَايَتي وَقَصْدِي / مَا هِمْتُ وَجْداً بَرَبْعِ نَجْدِ
أَسْقَيْتَنِي في الهَوىَ حَدِيثاً / يُسْكِرُ لِلْعَاشِقِينَ بَعْدِي
وَمُذْكِرِى للسُّلُوِ عَهْداً / بِذِكْرِ غَيْرِي نَسِيتَ عَهْدِي
وَرُبَّ مُهْدِي الصِّبَا سُحَيْراً / أَغْنَتْهُ عَنْ نَشْرِهَا بِبُرْدِ
لاَ تَذْكُرُوا لِلنَّسِيمِ سُكْرِي / فَقَدْ أَتَى مُبْشِراً بِوَجْدِي
سَلَّتْ جُفُونُكَ لي سُيوفَ حِدَادِ
سَلَّتْ جُفُونُكَ لي سُيوفَ حِدَادِ / فَقَتَلْنَنِي وَلَبَسْنَ ثَوْبَ حِدَادِ
وَطَفِقْنَ يُبْدِينَ الذُّبُولَ تَصَوُّنَا / أَنَسَيْنَ أَنَّ دَمِي بِخَدِّكَ بَادِي
يَا بَدْرَ تَمٍّ سَلْوَتي كَمَحَاقِهِ / وكَمَا لُهُ وَنُمُوُّهُ كَوِدَادِي
لَوْ أَنَّ فَرْطَ نُعَاسِ جَفْنِكَ مَانِحي / مَا عَنْهُ يَفْضُلُ مَا شَكَيْتُ سُهَادِي
بَرِّدْ بِظَلْمِكَ حَرُّ ظُلْمِكَ جَارِياً / فِيهِ عَلى مَا لَيْسَ بِالمُعْتَادِ
أَوَ فَارْتَجِعْ قَلْبِي الذَّيِ أَعْدَيْتَني / فِيهِ كَمِثْلِ قَوَامِكَ المَيَّادِ
وَعَجِبْتُ مِنْ وِرْدِ العِطَاشِ بِمْنَهَلٍ / وَعُيُونُهُ مِنْ أَعْيُنِ الوُرَّادِ
أَرْسَلْتُ طَرْفِي نَحْوَ خَدِّكَ رَائِداً / فَعَلِمْتُ كَيْفَ خِيَانَةَ الرُّوَادِ
قَالُوا القَضِيبُ عَلى الكَثِيبِ نَظِيرُهُ / أَرَأَيْتَ كَيْفَ تَقَوُّلُ الحُسَّادِ
مَنْ لِي لَو أنَّكَ كَالقَضِيبِ تَنَالُهُ / كَفِّي وَيُصْبحُ زَهْرُهُ بِوِسَادِي
قَالَ العَذُولُ أَرَى حَلاَوَةَ وَعْدِهِ / لِخِدَاعِهِ ضَرْباً مِنَ الإِيعَادِ
كَالعُودِ يَضْرِبُ في فُؤَادٍ فَارغٍ / فَتَأَسَّ لَو أَحْتَالُ بِالإِنْشَادِ
لاَ تَعْذِلَنِّي مَا فُؤَادُكَ فِي يَدي / صَبْراً وَلَمْ يَكُ في يَدَيْكَ فُؤَادِي
وَتَنحْ عَنْ زَفَراتِ أَنْفَاسِي التِّي / لَوْلاَ الدُّمُوعُ لأَحْرَقَتْ عُوَّادِي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025