المجموع : 7
ما سمح الدهر لي بشئٍ
ما سمح الدهر لي بشئٍ / إِلا تقاضاه فاستَرَدَّا
كنت ضَنيناً بودِّ قومٍ / أَرعى لهم ذِمَّة وعهدا
فاختلَستْهُمْ يَدُ الليالي / وعَوَّضَتْ بالوصال صَدَّا
ليلتيْ رامةَ عُودَا
ليلتيْ رامةَ عُودَا / واجعلا العهد جَديدا
قَرِّبَا ما كان صَفْواً / لهوًى منا بَعِيدا
وإذا ما بَخِل الدهرُ / بإِسعافي فجودا
أَذكَرَتْني سَمْراتُ ال / حيِّ إِذا مْسنَ قدودا
مثلما أَذكرني الرَّبْ / رَبُ أَحداقاً وجيدا
ولقد أنصَفْنَ حِيناً
ولقد أنصَفْنَ حِيناً / ثم أَعقَبْنَ صدودا
وغدا صَرفُ الليالي / مُبدِياً فينَا مُعِيدا
فلكم أَمَرَح بالدم / عِ جفوناً وخُدُوداً
ولقينا بعد لينِ الع / يشةِ الصَّعبَ الشديدا
أَيها الدهر أَقلنِي / جُزتَ في الجَوْر الحدودا
قد أَرَى الليل طويلاً / فِيكَ والأَيامَ سُودا
فأَنا الدهرَ طريدٌ / أَبتَغِي صَبراً طريدا
قد قتلتِ فاتئدي
قد قتلتِ فاتئدي / لا تُعَذَّبي كَبدي
وانظري جَوًى وهوًى / سُلَّطا على جسدي
لا تهتدي بغَدٍ / فالمماتُ بعد غدِ
كلما طلبتُ رِضاً / بالوصال لم أَجدِ
ما أَرَى صدودكُمُ / ينتهي إلى أمدِ
إِنني بذلتُ دَمي / ما عليكِ من قَوَدِ
إِن بخلتِ أَن تصلي / فاسمحي بأَن تعدي
مُذْ عَلِقْتُ حُبَّكُمُ / لم أَمِل إِلى أَحَدِ
ما جرى صدودُكمُ / قبل ذاك في خَلَدِي
فارحمي قتيلَ ضناً / في هواكِ واقتصدي
قل لمن وكَّلَني بالسُّهُدِ
قل لمن وكَّلَني بالسُّهُدِ / إِنَّ مَن أَسهَرتَه لم يَرقُدِ
بنتَ والشوقُ مقيمٌ في الحشَا / يتمادَى حَرُّهُ في الكبدِ
أَنا في أَسركَ واحتكم / ما على هجركَ لي من جَلَدِ
لا يَغرُّنَّكِ يا ملكتي / رَمَقٌ يبقى ليومٍ أَو غَدِ
تلذُّ لي في هَوَى ليلى معاتبتي
تلذُّ لي في هَوَى ليلى معاتبتي / لأَنَّ في ذكرها بَرْداً على كَبدي
وأَشتهي سَقَمي أَن لا يفارقني / لأَنها أَودعَتهُ باطنَ الجَسد
وليس في النوم لي ماعشتُ من أَرَبٍ / لأَنها أَوقَفتْ جَفني على السُّهُدِ
ولو تمادت على الهِجران راضيةً / بالهجر لم أَشكُ ما أَلقى إِلى أَحدِ
فإِن أَمت في هواها فَهيَ مالكتي / وما لعبدٍ على مولاه من قَوَدِ
اللومُ أَشبه بي منها وإِن ظلمت / أنا الذي سقتُ حَتفي في الهوى بيدي
لو أَن عندكَ بعضَ ما عندي
لو أَن عندكَ بعضَ ما عندي / لرثيتَ لي من شدَّةِ الوجْد
كلَّفتني ما لو يُكلَّفُهُ / صَلدٌ لذابَ له صَفَا الصَّلْدِ
يا ليت لما رُمتَ تُتْلفِنُي / في الحبِّ كان بما سوى الصَّدِّ
لو كان هذا من سواكَ على / ضَعفي لكنتُ إِليك أَسْتَعدي
يا من بدا هجرانُهُ / ما أَنتَ أَوَّلُ من هَجَر
هيَ سنَّةٌ مألوفةٌ / فيمن تَقَدَّمَ أَو غَبَر
دوامْ على ما أَنت في / هِ فإِنما الدنيا عِبَرْ
عَوَّدتُ نفسي الصبرَ والأَج / رُ الجزيلُ لمن صَبَرْ