القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبراهِيم طوقان الكل
المجموع : 11
يا سراةَ البِلاد يَكفي البِلادا
يا سراةَ البِلاد يَكفي البِلادا / ماأَذابَ القُلوبَ وَالأَكبادا
اِنتِداب أَحدُّ مِن شفرة السَي / ف وَأَورى مِن المَنايا زِنادا
وَعَد بَلفور دَكّها فَلِماذا / تَجعَلون الأَنقاض مِنها رَمادا
ما الَّذي تَفعَلون وَالجَو مربد / د وَهَذي الأَعداء تَقضي المُرادا
أَفرغتم مِن كُل أَمرٍ سِوى المَج / لس يَحتاج همَةً وَجِهادا
أَحبط اللَه سَعيكُم أَلِحبِّ الذ / ذا قُمتم تَهيّئونَ العِتادا
تنبذون الأَوطان في طَلَب المَن / صب وَالدين وَالهُدى وَالرَشادا
إِن في المَوطن العَزيز سِواه / أَلف شغل فَأَوسعوها اِجتِهادا
وَطن بائس يُباع وَأَنتُم / لا تَزالون تَخدَعون العِبادا
مثخن بِالجِراح أَبرَأه ال / لَه فَهلا كُنتُم لَهُ عوّادا
كَيفَ يَلقى مِن هادِميه بِناةً / كَيفَ يَرجو مِن جارِحيه ضمادا
يا جُناة عَلى البِلاد بِدَعوى ال / خَير وِالبر لا نَعمتم رقادا
قامَ مِن بَينكُم سَماسرة السو / ء فَهَل تَشتَكون ثُم اِقتِصادا
في غَدٍ يَنشأ الصِغار فَيبغو / ن تلاداً وَما تَرَكتُم تلادا
بعتموه إِلى العَدو فَمِن أَي / ن يُلاقون مَلجأ وَمهادا
أَنتُم اليَوم تَزرَعون فَساداً / وَغَداً سَوف يُثمر اِستعبادا
يا سَماء اِنقضّي وَيا أَرض ميدي / قَتلت أُمَةً وَبادَت بِلادا
كَيفَ أَغوَيتني وَأَمعَنت صَدا
كَيفَ أَغوَيتني وَأَمعَنت صَدا / يا حَبيبياً أَعطى قَليلاً وَأَكدى
وَدَّ قَلبي لَو يَجهل الحُب لَما / أَن رَآه يَحول سَقماً وَوَجدا
وَشَكَت أَضلُعي مِن القَلب ناراً / هَل عَهدن الهَوى سَلاماً وَبَردا
طَلَعَ الفَجر باسِماً فَتَأمل / بِنُجوم الدُجى تَرنّحُ سهدا
هِيَ مثلي حيرى وَعَما قَريب / تَتَوارى مَع الظَلام وَتَهدا
لَكَ حَمّلتها رِسالة شَوقٍ / وَعِتاب أَظنها لا تَؤدى
قُلت للطَير حينض أَصبَحَ يَشدو / أَيُّها الطَير عَم صَباحاً فَردّا
ثُمَ غَنى أُنشودة عَن حَبيب / لَم يَكُن ظالِماً وَلا خان عَهدا
أَضرم الذكريات بي ثُمَ وَلى / لا رَماكَ الصَياد أَسرفت جدا
جَمعَ اللَهُ في مَحيا حَبيبي / أُقحواناً وَياسميناً وَوَردا
وَاِبتِساماً لا يَهجر الثَغر إِلّا / عِندَ قَولي لَهُ أَتنجز وَعدا
لا عَرَفتُ الوَفا وَلا كانَ وَعدٌ / يَجعَل البَسمة الوَديعة حِقدا
لي بِالحَياة تَعلق وَتَشدد
لي بِالحَياة تَعلق وَتَشدد / وَالعُمر ما بَعدَ المَدى فَسينفد
نَفسٌ أُردده وَأَعلم أَنَّهُ / لِلمَوت بَينَ جَوانِحي يَتَرَدد
وَيَلمُّ بي أَلم أُخاتله بِما / يَصف الطَبيبُ فَيَستَكين وَيَخمَد
وَيسرني أَني نَجَوتُ مِن الأَذى / وَيلي كَأَني إِن نَجَوت مخلد
وَكَأَنَّني ضَلّلتُ سَيرَ مَنيتي / إِن الطَريق إِلى الفَناء معبّد
هَيهات لَستُ بِخادع عَينُ الرَدى / عَين الرَدى يَقظى وَعَينك تَرقد
أَنا أَنتَ بَعد المَوت لا مُستعبد / حرّاً فَأَحقره وَلا مُستعبَد
وَرَأَيت خَزاف الحَياة يَذلها / فَيَدوسها وَيعزّها فَينضد
هَل كانَ سَعد كَما علمت مِن الوَرى / فَيَموت كلا إِن سَعدَ لأَوحَد
هَبَت عَواصف نَعيه مصريةً / فَإِذا بِها شَرقية تَتَمَرد
وَطَفقت أَسأل يَومه فَإِذا بِهِ / يَومٌ لَعمر المَوت أَبكم أَسوَد
وَأَرتبت في الأَقدار لَيلة نَعيه / وَلحدت ريبي يَوم قيل سَيُلحد
فُجِعت بَنو مَصر بِفَقد زَعيمها / اللَهُ أَكبر أَي أَروَع تَفقد
يا سَعد يا ابن النيل رَنَّقَ ماءه / ثكلُ البَنين وَهَل كَسَعدِ يولد
مصر الَّتي فَقدتك قَلب خافق / وَالشَرق أَضلعه الَّتي تتَوقَد
وَكَأَنَّها كَبد يَصرّعها الأَسى / وَكَأَنَّهُ لَمّا تَعلقها يَد
عَبدتك مصر وَأَنتَ باعث مَجدها / إِن البُطولة مُنذُ كانَت تعبد
رَب البُطولة عَبدَها قَذَفت بِهِ / شَمل الخُطوب يَبيدها وَيبدد
يَلقى الخُطوب وَقَد طَغى تَيارها / فَإِذا بِهِ صَخر هُنالك جَلمد
وَإِذا بِها لجج تَدافع موجها / فَيصدها فَتحورُ عَنهُ وَيَصمد
وَإِذا بِهِ فَوقَ الأَكُفِّ مُكَلل / بِالغار يَكبره الوَرى وَيمجد
وَإِذا بِهِ تَحتَ الصَفيح بِمعبد / وَالكَعبة الغَراء حَيث المَعبد
وَإِذا بِهِ عَينُ الخُلود وَسره / تَعنو لَهُ حر الوجوه وَتَسجد
يا سَعد شَأنك وَالبُطولَةَ أَنَّها / تَجثو لَديك وَأَنتَ أَنتَ السَيد
اللَهُ في سَبع وَستين اِنطَوت / وَالمَوت مَضاء العَزيمة يَطرد
نَصب الحَبائل جمة فَتَقَطَعَت / وَعهدته يَرمي السِهام فَيقصد
ما كانَ في المَنفى بِأَخفق مِنهُ في / مصر يَريشُ سِهامه وَيسدد
وَرَأى بطولتك الَّتي صَمدت لَهُ / وَكَأَنَّها درع عَليك مسرَّد
فَرَمى حَبائِله وَحَطم قَوسه / وَأَتى سَريرك خائِفاً يَتَرصَد
فَسَقاك خَمرةَ كَأسِهِ فَعَرفتها / وَجرعتها وَأَنا اِنتَهَيت تردد
نعم اِنتَهيتَ وَإِنما تِلكَ القوى / نور يَفيض وَجذوة لا تَهمد
فَهَدت سَبيل الشَرق في ظَلماته / فَجَرى يَغوّر في الحياة وَينجد
وَهَوَت بِكلكلها عَلى أَعدائِها / وَتَفَرَغَت مَصرٌ لِمَن يَتَنَمرَد
الفرقد الهادي يحجبّه الثَرى / فَمَتى يَؤوب وَأَينَ يَطَلَع فَرقد
يا حَسرَتاه عَلى البِلاد يَقيمها / غَدر المَنية بِالرَئيس وَيَقعد
زَفراتها زَفَراتُ مَصر تَصدَعَت / مِن هولهن قُلوبنا وَالأَكبد
عيبال مُنذ تَزَلزَلَت أَركانَه / ما اِنفَك يَسعده نَداك وَيَسعد
عَزَّيته بِمصابه وَوَصلته / حَسبي عَزاؤك نَعمةً لا تَجحد
جود خَتَمت بِهِ الحَياة وَإِنَّهُ / لختام أَلف صَنيعة لَكَ تَحمد
وَلَقَد نَعيت لَهُ فَباتَ وَحُزنه / عَين تَسيل بِهِ وَعَين تَجمد
هَذا ثَرى مَصرَ الَّتي أَحببتها / نَم هادِئاً يا سَعدُ طابَ المرقد
تَفديك أَفئِدَة تَود لَو أَنَّها / أَمسَت هِيَ الرَمس الَّذي تَتَوسد
وَتَود لَو أَن الأَزاهير الَّتي / قَد كَللوك بِها عُيون تَسهد
الروح وَالريحان خَير تَحية / وَالسَلسَبيل وَلَست تَظمأ مَورد
لَم يَخل مِنكَ الذكر في وَطَن وَما / بَرِحَت لِذكرك لَوعة تَتَجَدَد
أعيدي إلى المضنى وإنْ بَعُد المدى
أعيدي إلى المضنى وإنْ بَعُد المدى / بُلَهْنِيَةَ العيشِ الذي كان أرغْدا
تبارك هذا الوجهُ ما أوْضَحَ السَّنى / وما أطيبَ المفْتَرَّ والمتورِّدا
فقدتكِ فقْدانَ الصبا وهل امرؤٌ / توَّلى صِباه اليومَ يرجعه غدا
فقدتكِ لكنِّي فقدتُ ثلاثةً / سواك فؤادي والأمانيَّ والهدى
وأبقيتِ لي غيرَ القنوط ثلاثةً / هواك وسقمي الحنينَ المؤَّيدا
أيا وادي الرمان لا طِبْتَ وادياً / إذا هي لم تنعم بظلِّك سرمدا
ويا وادي الرمان لا ساغ طعمُهُ / إذاً أنا لم أْمدُدْ لذاك الجنى يدا
ويا وادي الرمان واهاً وعندهم / حرامٌ على المحزون أنْ يتنهَّدا
كأنيَ لم أنزلْ دياركَ مرة / ولم ألقَ في أهليك حباً ولا ندى
ولم تَسقني كأسَ المدام حبيبةٌ / وردتُ ثناياها مع الكأسِ موردا
ولم تُوحِ لي شعراً ولا قمتُ منشداً / ولم يَرْوِ شعري عندليبُكَ منشدا
أخي وحبيبي كنتُ أرجوكَ مسعداً / يسامحك الرّحمن لم تَكُ مسعدا
ألم ترني في مصر أطلب شافياً / وراعك إشفائي على هوَّة الردى
ألم ترني في مضجعي متقلّباً / أُقَلَّبُ في الأفلاك طرفاً مُسهَّدا
ومن عجبٍ أنَّا شبيهان في الهوى / بِمنْ أنت تهوى هل أطَقتَ تجّلدا
أنا ساعةُ الرجل العتيدِ
أنا ساعةُ الرجل العتيدِ / أنا ساعةُ البأسِ الشديدِ
أنا ساعةُ الموت المشر / رف كلَّ ذي فعلٍ مجيدِ
بطَلي يُحطَّمُ قيدَهُ / رمزاً لتحطيم القيودِ
زاحمتُ مَنْ قَبْلي لأْس / بقَها إلى شَرَفِ الخلود
وقَدحتُ في مُهجِ الشبا / بِ شرارةَ العزمِ الوطيد
هيهاتَ يُخدَعُ بالوعودِ / وأن يُخدَّرَ بالعهود
قسماً بروحِ محمدٍ / تَلْقى الردى حُلْوَ الورودِ
قسماً بأُمَّكَ عند مو / تِكَ وهي تهتف بالنَّشيد
وترى العزاءَ عَنْ ابنِها / في صيتِهِ الحسنِ البعيدِ
ما نال مَنْ خدمَ البلادَ / أَجلَّ من أجْرِ الشهيدِ
أَغمدان ما يُبكيكَ يا كَعبةَ الهُدى
أَغمدان ما يُبكيكَ يا كَعبةَ الهُدى / وَفيم الأَسى يا هَيكل الفَضلِ وَالنَدى
عذرتُكَ لَو أَصبَحتَ وَحدَكَ مُبتلىً / أَغمدان صَبراً لَست بِالخَطب أَوحَدا
لَئن ماتَ يا غَمدان جبرٌ فَشدَّما / أَعدَّ رِجالاً للحياةِ وَجنّدا
أَتَبكي عَلى جَبر وَحَولك جنده / عَزاؤك فيمن راحَ حَولك وَاِغتَدى
لِبانيك روحٌ ما يَزال يمدُّهُم / وَظلُّك مَمدود عَلى الدَهرِ سرمدا
وَيا مَن رَأى أَركانَكَ الشمَّ في الرُبى / تَبَوّأنَ مِن جَناتِ لبنان مقعدا
حنوتَ عَلى أُمِّ اللُغات فَصُنتَها / وَكُنتُ لَها الصرحَ المَنيعَ الممرَّدا
وَكانَ لَها جبرٌ أَميناً وَحامياً / إِذا ما بَغى الباغي عَلَيها أَو اِعتَدى
وَللعلم في لُبنان شيدت مَعاهِدٌ / فَلَم تبقِ أَيدي الجَهلِ مِنهن مَعهَدا
وَأَقبحُ مِما قَد جَنَوهُ اِعتذارهم / فَقالوا يَضيعُ المالُ في رفعِها سُدى
وَقَد زَعموها تُنفِدُ المالَ كَثرةً / فَهَل ترَكوا مالاً هُناكَ فَينفدا
مَصابيحُ إِن هم أَطفَأوها فَإِنَّها / حَباحبُ شؤمٍ كَم أَضلّت مَن اِهتَدى
وَما لَهفي إِلّا عَلى ساعَةٍ بِها / صدقنا العدا لا باركَ اللَهُ في العِدا
فَكَم مِن يَدٍ بَيضاءَ للعَرب عِندَهُم / وَمن لكَ بِالحَرّ الَّذي يَحفظ اليَدا
لَئن خلّفوا لُبنان يخبط في الدُجى / فَغمدان يا لُبنان ما اِنفَكَّ فَرَقَدا
طَريقُ الرَدى مَهما يَطل يَلقه الرَدى / قَصيراً وَإِن يَوعُر يَجِدهُ ممهدا
وَمَوت الفَتى تَحني الثمانون ظَهرَه / كَمَوت الفَتى في ميعةِ العُمر أَمرَدا
حَياتك يا إِنسان شَتّى ضروبها / تَحيط بِها شَتى ضُروب مِن الرَدى
وَما قَهَرَ المَوتَ القَويَّ سِوى امرئٍ / يَخلِّفُ بَينَ الناس ذكراً مخلّدا
يخلّف طيبَ الذكر لا كَالَّذي قَضى / وَخلّف وَعداً في فَلسطين أَنكَدا
فَأَبكى بِهِ قَوماً وَأَضحك أُمة / أَبى اللَهُ إِلّا أَن تَهيمَ تَشَرُّدا
وَلَكنَّ خَيرَ الناسِ مِن كَفَّ شَرَّه / عَن الناس أَو أَغنى الحَياةَ وَأَسعَدا
كَجَبرٍ وَعبد اللَه طابَ ثَراهُما / وَلا زالَ فَوّاح الشَذى ريِّق النَدى
عَلى خَير ما نَرجوه كانَ كِلاهُما / جِهاداً وَإِسعاداً وَغَيباً وَمَشهَدا
وَهاما هياماً في هَوى مَضرية / كَما اِنقَطَعا دَهراً لَها وَتَجَرَّدا
فَكَم نَشَرا مِن ذَلِكَ الحُسن ما اِنطَوى / وَكَم آيةٍ في ذَلِكَ السحر جَدَّدا
بَلاغَتها اِفتنّت بجبرٍ وَآثرت / فَصاحتها البُستانَ ظلاً وَموردا
إِذا لُغَةٌ عَزَّت وَلَو ضيم أَهلها / فَقَد أَوشَك اِستقلالهم أَن يَوطّدا
لجبرٍ يَدٌ عِندي تَأَلَّقُ كَالضُحى / وَقَلَّ لَها شكراً رثائيكَ مُنشِدا
غَشيتك في دارٍ بِبَيروت لِلنَدى / وَلِلأَدب العالي فِناءً وَمُنتَدى
وَحفَّ ذَويكَ البشرُ مِن كُلِ جانِبٍ / وَبَينَ أَسارير الوُجوه تَرَدَّدا
وَآنستَ بي مِن فَيض نورك لَمحةً / فَأَعليتَ مِن شَأني مَعيناً وَمرشدا
لَقَد كُنتَ بي بَرّاً فيا بِرَّ والدٍ / توسّمَ خَيراً في ابنه فَتَعَهّدا
وَيا حسرتا أَضحي بِنعماكَ نائِحاً / وَكُنتُ بِها مِن قبل حينٍ مغرِّدا
عَجبتُ لَها مِن همةٍ كانَ مُنتَهى / حَياتك فيها حافِلاً مثلَ مبتدا
فَيا لُغتي تيهي بجبرٍ عَلى اللُغى / وَيا وَطَني ردِّد بآثاره الصَدى
عهدَ الجدود سقاك صوبُ عهادِ
عهدَ الجدود سقاك صوبُ عهادِ / ورجعت للأحفاد بالاسعادِ
ماضٍ تحصنت البلاد بظّله / من كيد منتدب وصولة عاد
المشرفية في الوغى خطباؤه / تعلو منابر من متون جياد
وشبا الأسنة فيه ألسنَةٌ إذا / نطقت فمنطق سؤددٍ وسداد
وطنية إن يكن عُرِف اسمُها / لم يَخفَ جوهرها على الأجدادِ
وتحرّجوا أن لا يمس حروفها / قلمُ الجبان يخطُّها بمداد
حمراء أوردها الدماءَ حفاظهم / كدراء لم تنفض غبار جهاد
سائل بها عزّون كيف تخضبت / بدم الفرنجة عند جوف الوادي
دعت الرجال ولم تكد حتى مشت / هِمم إلى الهيجاء كالأطواد
ثم التقوا تحت السيوف وبينهم / كأس الحتوف تقول هل من صاد
كسروا من النسر الكبير جناحه / ذي التاج والأَعلام والأجناد
تركوه يجمع في الشعاب فلوله / ويصب لعنته على القوادِ
رجع الأَباة الظافرون وليس من / متبجحٍ فيهم يصيح بلادي
هل أهلكت فروّخ الاَّ نخوة / منّا لعسف فيه واستبداد
لمَ يا دعاة السوء يطمس فضل من / أضحى غداة الظلم أول فادي
ثارت بصالح نخوة قذفت به / في وجه اقبح ظالم متمادِ
ومضت به صُعداً إلى كرسيه / والموت في يده وراء زناد
ألقى به وبظلمهَ من حالقٍ / متضرجين بحمرة الفرصاد
هل عهد إبراهيم غير صحيفة / قد أشرقت بالعِلْيَة الأَمجادِ
أهل الفعال الغر من انجاده / وذوي الحفاظ المر من أنداد
كرمت نحيزتهم فيهم نبلاء في / أهوائهم نبلاء في الأحقاد
قالوا أتمدح قلت أهل فضائل / وفواضل من آل عبد الهادي
أصفيتكم ودّي وأعلم أنه / ثقل على اللؤماء من حسّادي
لم يبتهج قلبي كبهجته بكم / لما تجمّع شمل هذا النادي
شمخت بطارف مجدكم أركانه / وتوطدت منكم بخير تلادِ
ليت لي من جماعة السَّار قوماً
ليت لي من جماعة السَّار قوماً / يتفانون في خلاص البلادِ
أو كإيمانهم رسوخاً وعمقاً / ثابت الأَصل في قرار الفؤادِ
مثل هذا الإيمان يَضْمَنُ / للأوطان عزّاً ومثل هذا التفادي
لا كإيمان من ترى / في فلسطين قصيرِ المدى كليلِ الزناد
يتداعى إذا تسلَّط وعدٌ / أو وعيد عليه عند العودي
أو قطوبٌ تخيب منه المساعي / وابتسامٌ تذوب فيه المبادي
لا تلمني إن لم أجد من وميضٍ / لرجاءٍ ما بين هذا السوادِ
من كان ينكر نوحاً أو سفينَتَه
من كان ينكر نوحاً أو سفينَتَه / فإن نوحاً بأمر الله قد عادا
حلَّ الوبالُ بعيبالٍ فمالَ به / يا هيبةَ الله إبراقاً وإرعادا
في جارفٍ كعجيج البحر ظاغيةَ / أمواجُهُ تحمل الأسواقَ امدادا
ولا تزالُ من الزلزال باقيةٌ / تذكارُها يوقد الأُكبادَ إيقادا
منذ احتللتم وشؤْمُ العيش يرهقنا / فقراً وجوْراَ وإتْعاساً وإفسادا
بفضلكم قد طغى طوفانُ هجرتهم / وكان وعداً تلقَّيناه إيعاداً
واليوم من شؤْمكم نُبلى بكارثةٍ / هذا هو الطَّينُ والماءُ الذي زادا
أَيُّها المَوت أَيّ مَجلس أنسٍ
أَيُّها المَوت أَيّ مَجلس أنسٍ / وَوَقارٍ عَطّلتَ بَعد سَعيدِ
أدبٌ كَالرِياض في الحسن وَالطي / ب قَريبٌ جَناه لِلمُستَفيدِ
وَكَأَنّي بِعلمه البحر عمقاً / وَاِتِساعاً تَغشاه عَذب الوُرودِ
وَنُفوس الجلّاس تَأنف إِلّا / عِندَه أَن تَكون رَهن القُيودِ
بِغَزير مِن علمه وَمُفيدٍ / وَقَريب مِن حفظه وَبَعيد
وَغَريبٍ مِن أُنسِهِ وَعَجيبٍ / وَطَريفٍ مِن ظَرفه وَتَليد
جامع الفَضل في الرِواية وَالشع / ر إِلى الأَصمَعيّ طَبع الوَليدِ
سلف صالح بَقية قَومٍ / بارك اللَهُ عَهدَهُم في العُهودِ
عَرَفوا الخَير أَكرَموا فَاعليه / جَهلوا اللؤم جَهلهم للجُحودِ
وَإِذا ما تَجَرَّدوا لِعِداءٍ / وَقَفوا بِالعداء عِندَ حُدودِ
لَيتَ قَومي تَخلّقوا بِكَريم الخل / ق هَذا عِندَ الخِصام الشَديدِ
ما أَشَدَّ اِفتِقارنا لسموّ ال / خلق في هَذِهِ اللَيالي السودِ
ما لَكُم بَعضَكُم يمزق بَعضاً / أَفرَغتُم مِن العَدوّ اللدودِ
إِذهَبوا في البِلاد طولاً وَعَرضاً / وَاِنظُروا ما لِخَصمكم مِن جُهودِ
وَالمَسوا بِاليدين صَرحاً مَنيعاً / شادَ أَركانه بِعَزم وَطيدِ
شادَهُ فَوق مَجدكم وَبَناه / مشمخراً عَلى رُفات الجُدودِ
كُل هَذا اِستَفاده بَينَ فَوضى / وَشقاق وَذُلة وَهجودِ
وَاِشتِغالٍ بِالتُرَهاتِ وَحُبِّ الذ / ذات عَن نافع عَميم مَجيدِ
شهد اللَه أَن تِلكَ حَياة / فُضِّلَت فَوقَها حَياة العَبيدِ
أَصبَح المَوت نعمةً يُحسَدُ المي / تُ عَلَيها موسّداً في الصَعيدِ
وَسَعيد مَن نالَ مثل سَعيدٍ / بَعد دار الفَناء دار الخُلودِ
فَهَنيئاً لَكَ النَعيم مُقيماً / أَنتَ فيهِ جارُ العَزيز الحَميدِ
بِلادَ الحِجاز إِلَيك هَفا
بِلادَ الحِجاز إِلَيك هَفا / فُؤادي وَهامَ بِحُبّ النَبي
وَيا حَبَّذا زَمزمٌ وَالصَفا / وَيا طيبَ ذاكَ الثَرى الطَيّبِ
ذِكرى الهادي وَالأَمجادِ / ملءُ الوادي وَالأَنجادِ
أَثر الهِمَم مُنذُ القِدَم / حَول الحَرَم أَبَداً بادِ
بِلادَ الكِرامِ / شُموس الهُدى
عَلَيك سَلامي / مَدىً سَرمدا
هَنيئاً لِمَن حَضر المَشهَدا / وَطافَ بِكَعبة ذاكَ الحَرَم
وَمِن قَبّل الحَجَرَ الأَسوَدا / وَظَلّله الرُكنُ لَمّا اِستَلَم
بِروحي رُبوعُ النَبي الأَمين / وَصحبُ النَبي هداةُ المَلا
وَمُشرقُ نور الكِتاب المُبين / عِمادِ الحَياة وِرُكنِ العلا
ذِكرى الهادي وَالأَمجادِ / ملءُ الوادي وَالأَنجادِ
أَثر الهِمَم مُنذُ القِدَم / حَول الحَرَم أَبَداً بادِ
بِلاد الكِرامِ / شُموسِ الهُدى
عَلَيك سَلامي / مَدىً سَرمدا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025