المجموع : 7
أَلا طَرَقَت رُويمَةُ بَعدَ هَدءٍ
أَلا طَرَقَت رُويمَةُ بَعدَ هَدءٍ / تَخَطّى هَولَ أَنمارٍ وَأُسدِ
تَجوسُ رِحالَنا حَتّى أَتَتنا / طُروقاً بَينَ أَعرابِ وَجُندِ
فَقالَت ما فعلتَ أَبا كَثيرٍ / أَصَحَّ الودُّ أَم أَخلفتَ عَهدي
كَأَنَّ المِسكَ ضُمَّ عَلى الخُزامى / إِلى أَحشائِها وَقَضيبَ رَندِ
أَلا مَن مُبلِغٌ عَنّي نُعيماً / فَسَوفَ يُجَرِّبُ الأخوانَ بَعدي
رَأَيتُكَ كالشُموسِ تُرى قَريباً / وَتَمنَعُ مَسحَ ناصيَةٍ وَخَدِّ
فاني ان أَقَع بِكَ لا أُهَلِّل / كَوَقعِ السَيفِ ذي الأَثرِ الفِرِندِ
فَأَولى ثُمَّ أَولى ثُمَّ أَولى / فَهَل لِلدَّرِ يُجلَبُ من مَردِّ
فَلا يَصرِمِ اللَهُ اليَمينَ الَّتي عَلَت
فَلا يَصرِمِ اللَهُ اليَمينَ الَّتي عَلَت / عَلى البُغضِ وَالشَحناءِ أَنفَ لبيدِ
فآبَ بَنو ولدِ استِها بِمُضاعَفٍ / مِن اللطم لا يُحصونَهُ بِعَديدِ
نمت بِكَ أَعراقُ الزُبيرِ وهاشِمٍ / وَعَمروٌ نَمى مِن خالِدِ بن سَعيدِ
تأَوَّبَ عينَ ابنِ الزبيرِ سُهودُها
تأَوَّبَ عينَ ابنِ الزبيرِ سُهودُها / وَوَلّى عَلى ما قَد عَراها هُجودُها
كأن سوادَ العَينِ أَبطنَ نَحلَةً / وَعاوَدَها مِمّا تَذكَّرُ عِيدُها
مُخَصَّرةً مِن نَحلِ جيحانَ صعبَةً / لَوى بِجناحَيها وَليدٌ يَصيدُها
مِن اللَيلِ وَهناً أَو شَظيَّةَ سُنبلٍ / أَذاعَت بِهِ الأَرواحُ يُذري حَصيدُها
إِذا طُرِفت أَذرت دُموعً كَأَنَّها / نَثيرُ جُمانٍ بانَ عَنها فَريدها
وَبتُّ كَأَنَّ الصَدرَ فيهِ ذُبالَةٌ / شَبات حَرّها القِنديل ذاكٍ وَقودُها
فَقُلتُ أُناجي النَفسَ بَيني وَبَينَها / كَذاكَ اللَيالي نَحسُها وَسُعودها
فَلا تَجزَعي مِمّا أَلَمَّ فانَّني / أَرى سنةً لَم يَبقَ إِلّا شَريدُها
أَتاني وَعُرضُ الشامِ بَيني وَبَينَها / أَحاديثُ وَالأَنباءُ ينمي بَعيدُها
بِأَنَّ أَبا حَسّانَ تَهدمُ دارَهُ / لُكَيزٌ سَعَت فُسّاقُها وَعَبيدُها
جزت مُضَراً عَنّي الجَوازي بِفعلِها / وَلا أَصبحت الا بِشَرٍّ جُدودُها
فَما خَيرُكُم لا سَيِّداً تنصرونَهُ / وَلا خائِفاً ان جاءَ يَوماً طَريدُها
أَخذلانَهُ في كُلِّ يَومِ كَريهَةٍ / وَمسألة ما أَن يُنادي وَليدُها
لأمكُمُ الوَيلاتُ أَنّى أُتيتُمُ / جَماعاتِ أَقوامٍ كَثيرٍ عَديدُها
فَيالَيتَكُم مِن بَعدِ خُذلانِكم لَهُ / جوارٍ عَلى الأَعناقِ منها عُقودُها
أَلَم تَغضَبوا تَبّاً لَكُم إِذا سطت بكم / مَجوسُ القُرى في دارِكُم وَيَهودُها
تَرَكتم أَبا حَسّانَ تُهدَمُ دارُهُ / مُشَيَّدَةً أَبوابُها وَحَديدُها
يهدِّمُها العِجُليُّ فيكم بشُرطةٍ / كَما نَبَّ في شَبلِ التُيوسِ عتودُها
لَعَمري لَقَد لَفَّ اليَهويُّ ثَوبَهُ / عَلى غَدرةٍ شَنعاءَ باقٍ نَشيدُها
فَلَو كانَ مِن قَحطانَ أَسماءُ شَمَّرَت / كَتائبُ مِن قَحطانَ صُعرٌ خُدودُها
فَفي رَجَبٍ أَو غُرَّةِ الشَهرِ بَعدَهُ / تَزوركُمُ حُمرُ المَنايا وَسودُها
ثَمانونَ أَلفاً دينُ عُثمانَ دينُهم / كَتائِبُ فيها جبرَئيلُ يَقودُها
فَمَن عاشَ مِنكُم عاشَ عَبداً وَمَن يَمُت / فَفي النارِ سُقياهُ هناك صَديدُها
رَمى الحَدَثانِ نِسوَةَ آلِ حَربٍ
رَمى الحَدَثانِ نِسوَةَ آلِ حَربٍ / بِمِقدارٍ سَمَدنَ لَهُ سُمودا
فَرَدَّ شُعورَهُنَّ السودَ بيضاً / وَرَدَّ وَجوهَهُنَّ البيضَ سودا
وانكَ لَو رَأَيتَ بُكاءَ هِندٍ / وَرَملَهَ إِذ تَصُكّانِ الخُدودا
بَكيتَ بُكاءَ مُعوِلَةٍ حَزينٍ / أَصابَ الدَهرُ واحِدَها الفَقيدا
مُعاويَ أَنَّنا بَشَرٌ فأَسجِح
مُعاويَ أَنَّنا بَشَرٌ فأَسجِح / فَلَسنا بالجِبالِ وَلا الحَديدا
أَديروها بَني حَربٍ عَلَيكُم / وَلا تَرموا بِها الغَرضَ البَعيدا
أَرى الحاجاتِ عند أَبي خُبَيبٍ
أَرى الحاجاتِ عند أَبي خُبَيبٍ / نَكِدنَ وَلا أُمَيَّةَ في البِلادِ
مِن الأَعياصِ أَو مِن آل حَربٍ / أَغَرَّ كَغُرَّةِ الفرسِ الجَوادِ
وَمالي حينَ أَقطَعُ ذاتِ عِرقٍ / إِلى ابنِ الكاهليةِ من مَعادِ
وَقُلتُ لصحبتي أَدنوا رِكابي / أُفارِقُ بَطنَ مكَّةَ في سَوادٍ
معاويَ أَنَّنا بَشَرٌ فَأَسجِح
معاويَ أَنَّنا بَشَرٌ فَأَسجِح / فَلَسنا بالجِبالِ وَلا الحَديد
فَهَبنا أُمَةً ذهبت ضَياعاً / يَزيدُ أَميرُها وَأَبو يَزيدِ
أَكَلتُم أَرضَنا فَجَردتُموها / فَهَل مِن قائِمٍ أَو مِن حَصيدِ
أَتَطمَعُ في الخُلودِ إِذا هَلكنا / وَلَيسَ لَنا وَلا لَكَ مِن خُلودِ
ذَروا خَونَ الخِلافَةِ واستَقيموا / وَتأميرَ الأراذِلِ وَالعَبيدِ
وأعطونا السَويَّةَ لا تَزركُم / جُنودٌ مردَفاتٌ بالجُنودِ