المجموع : 7
أَلا يا ناصِر الدين المرجّى
أَلا يا ناصِر الدين المرجّى / لِكُلِّ عَظيمَة وَلِكُلِّ جود
نَذَرتُ الصَومَ دَهري يَومَ تأتي / صَحيحَ الجِسمِ لِلَّه الحَميدِ
وانّي إِن رأَيتُكَ حَلَّ نَذري / وحقَّ الصَومُ لِلَّهِ المَجيدِ
وَأَعجبُ ما يقالُ وجوبُ صَوم / عَليَّ وَقَد رأَيت هِلالَ عيدِ
فَدم واسلَم عَلى رغم الحَسود / وَعِش ما شِئتَ في العَيشِ الرَغيدِ
أَمأتَمُ هَذِهِ الأَيامُ أَم عيدُ
أَمأتَمُ هَذِهِ الأَيامُ أَم عيدُ / وَذي الأَغانيَ نَوحٌ أَم أَغاريد
كانَت مَواسِمَ أَفراحٍ تُجدّدُها / فاليَوم هُنَّ لِفَرطِ الوَجد تَجديدُ
مالي أَرى عِنديَ الأَشواقَ بَعدكُمُ / مَوجودَةً وَجَميل الصَبر مَفقودُ
تَمُرُّ بَعدكُمُ الأَيامُ عاطِلَةً / لا الخَصرُ منها لَهُ حَليٌ وَلا الجيدُ
وَأَستَمِرُّ أُموراً كُنتُ أَعهَدُها / وَأَنتُمُ جيرَةٌ وَالعَيشُ قِنديدُ
حالَت عَوائِقُ دونَ الطَرفِ نَحوكُمُ / وَحالَ دونَ طَريق الطَيفِ تَسهيد
يا غَلطَةَ الدَهرِ هَل مِن عَودَةً فأَرى / وَالشَمل مُشتَمِلٌ وَالصَدُّ مَصدود
يأَبى التأسّيَ انهاءَ الأَسى الجَلَدا
يأَبى التأسّيَ انهاءَ الأَسى الجَلَدا / فإِنَّ نَعيَ رَداهُ لِلعَزاءِ ردا
أَذكى بِقَلبيَ ناراً لا خُمودَ لَها / قَول النُعاةِ شِهابُ الدينِ قَد خَمدا
فالعَينُ بعدكَ عَينٌ وَالفُؤادُ لَظىً / نارٌ فَلا رقأت دَمعاً وَلا بَردا
شأى بِكَ الدَهرُ وَهناً كانَ أَصلحهُ / إِذ كُنتَ تُصلِحُ منهُ كُلَّما فَسَدا
مَن لِلفَتاوي ِذا أَعيَت غَوامِضُها / يَحِلُّ مُشلكها المُستَصعبَ العُقَدا
منِ لِلخصومِ إِذا أَبدتِ شَقاشِقَها / وَمالَ جامِحُها في غَيِّهِ لَدَدا
لَيث بلغتَ المَدى المَحتومَ في أَجَل / فَما لِوَجدي وَحُزني ما حَييتُ مَدا
وَلم ينلكَ عِزاءٌ في الوَرى كَرَماً / إِنَّ الوَرى وارِدُ والحَوضَ الَّذي وَرَدا
إِنَّ الرَزيَّةَ فَضلٌ لَستَ مُحصيَهُ / لَيسَ الرَزيَّةَ أَن لا تُحصيَ العَددا
تَعجَّب الناسُ مِن حُزني فَقُلتُ لَهم / ما مِثلُ رُزئي حزني كائِن أَبَدا
خِرقاً يُخالُ عَييّاً مِنِ تكرّمهِ / وَماتَ لا سَبَداً أَبقى وَلا لَبَدا
قَد كُنتُ أَقلقُ مِن بَينٍ أَقولُ غَداً / يَفنى فَكَيفَ بِبين لا أَقول غَدا
لِمَن أُبقي دُموعي بعد فُرقَتِهِ / وَالدَهرُ لَم يُبقِ لي مِن بعده جَلَدا
لَم تُبقِ لي بَعدهُ الأَيامُ منفَسةً / فَما أُبالي أَغابَ الخَلقُ أَم شَهِدا
لَهفي عَلى طيبِ عَيشٍ قَد نَعِمتُ بِهِ / في مَربعٍ ناضِرٍ في ظله نَفَدا
مهذب الدينِ امّا قائِلٌ رَشَداً / يَهدي الأَنامَ وَإِمذا فاعِلٌ سَدَدا
لا يَبعُدن كَرَمٌ في التُربِ غَيَبه / ريبُ المَنون وَلا جودٌ وان بَعَدا
أَبا المَعالي وَأَحزان / سُلِبتَ منه وَأَعطي الصَبر وَالجَلَدا
ما لِلمَعالي ثَكالى مِنكَ مَوئمَةً / إِذ كُنتَ والِدَها وَالخِدنَ وَالولَدا
وَيا سَحاباً عَلى أَهلِ التُقى هَطِلاً / وَيا شِهاباً لِشيطان الخَنا رَصَدا
وَيلُ لدافِنه وارى تقىً وَنَدىً / وَمَدَّ إِلى دينِ السَخاءِ يَدا
وَيلُ له إِذ يُواريهِ و ذا / شَماتَةٌ فيواري الوَجدَ وَالكَمَدا
يُلام في السَرَف المَذموم فاعِلُهُ / فَكَيفَ مَن لا قَضى حَقّاً وان جَهدا
يَلقاكَ يَسأل أَن يُعطى فان قَبلَت / منه العَطايا الَّتي ما مِثلُها حَمِدا
وان بَكاهُ الأَعادي راحِمين ضُحىً / لَمّا ثَوى فَلكَم أَبكاهُمُ حَسَدا
أَما كَفى الأَرضَ ما ضَمَّت فَقَد كَفتَت / تُقىً وَأَطهَرَ خَلقٍ فَوقها جَسَدا
صَلّى عَلَيهِ الَهُ العَرشِ في المَلأ ال / أَعلى وَوالى لَهُ مِن لُطفِهِ مَدَدا
لَو أَنَّ مُمرضَهُ بِالهَجرِ عايَدَهُ
لَو أَنَّ مُمرضَهُ بِالهَجرِ عايَدَهُ / يَوماً لَخفَّفَ عَنهُ ما يُكابِدُهُ
لا عَذَّبَ اللَهُ مَن بالصَدِّ عَذَّبَني / دَهري وَطارِفُهُ ظُلمي وَتالِده
أَبكي فَيَضحَكُ مِن دَمعي وَيُعجِبُهُ / شَجوي وَأَسهر ليلي وَهوَ زاهِدُهُ
يا قاصِداً قَتلتي ظُلماً بِلا سَبَب / عَمداً خُفِ اللَهَ فيما أَنتَ قاصِدُهُ
جَمع المَحاسِنَ حينَ عُذّرَ خَدُّهُ
جَمع المَحاسِنَ حينَ عُذّرَ خَدُّهُ / وَبَدا بنفسَجُه الطَريُّ وَوردُهُ
غُصنٌ تَميسُ بِهِ الصبا وَيُعينُها / مَرحُ الصِبا فَيَميلُ ليناً قَدُّهُ
لا غَروَ إِن جَرحَ القُلوبَ بلحظه / أَنَّ الحُسامَ كَذاكَ يَفعَلُ حَدُّهُ
وَيغُرُّكَ الضَعفُ الَّذي في جَفنه / وَالسَيفُ يَقطَعُ نَصلُهُ لا غِمدُهُ
يُشفي غَليلي رَشفُ بَردِ رِضابهِ / وَيَزيدُني ظَمأٌ إِلَيهِ ووردهُ
غَضبان يَقصدُ ذِلَّتي وَأَعزهُ / أَبَداً وَيعشَقُ قتلتي وَأَودُّهُ
يا مَن يُصَوِّرُ كُلَّ شَىء هَيِّن / إِلّا تَعتُّبُهُ عَليَّ وَصَدُّهُ
وَلَئِن وَفا إِن خُنتُ دَمعي مُسعداً / فَلمِثل هَذا اليَوم كُنتُ أُعِدُّهُ
أَبَدى عِذارُكَ إِذ تَبَدّى
أَبَدى عِذارُكَ إِذ تَبَدّى / عُذري وَصارَ هَواكَ جدّا
نَفسي فِداؤُكَ ما أَقَلَّ / لِحُسنِ وَجهِكَ أَن يُفَدّا
يا مَن تَفَرَّد بِالجَمالِ / عَن البَريَّةِ واِستَبَدا
فَضَحَ الغَزالَةَ حُسنُه / وَأَبانَ نَقصَ البانِ قَدّا
وَحَمَت عَقارِبُ صُدغِه / آساً بوجنَتِهِ وَوَردا
أَوما كَفاكَ عَذابنا / بِالصَدِّ حَتّى زِدتَ بُعدا
أَتُحَرّمُ الوَصلَ الحلالَ / وَتَسحَتِلُّ القَتلَ عَمدا
أَسَفي عَلى سَعدٍ وَمِن / خَوفِ الوِشاةِ أَقول سُعدى
أَجد الشمالض وان جَرَت / حَرّى عَلى الأَحشاءِ بَردا
قالوا تَنامُ فَقُلتُ مَن / شَوقِ الخَيالِ رَقدتُ قَصدا
النَومُ يُصلحُ بَينَنا / وَالنَومُ أَصلحُ لي وَأَجدا
لَولا مَحبَّتُهُ الَّتي / أَبَداً تُريني الغيَّ رُشدا
لَصبرتُ عَنه تَجَلُّدا / إِذ لَم أَكُن في الحُبِّ جَلدا
وَشَغَلتُ بِالهادي الدُعاةِ وَذا / كَ أَرشَدُ لي وَأَهدى
مَلِكٌ أَنامِلُهُ عَلى / العافي مِن الأَنداءِ أَندى
سَهل خَلائِفُه إِذا / يَمّمتَهُ يَمَّمتَ سَعدا
غَرَسَ الصَنائِعَ في الأَنا / مِ فأَثمرت شُكراً وَحَمدا
مِن آلِ غَسّانَ الأُلى / فَضلوا الوَرى بأساً وَمَجدا
صَبٌّ عَلى طولِ الزَمانِ / يَزيدُ بِالعَلياءِ وَجدا
حَسَنُ السَريرَةِ لَم يَزَل / لِلَّهِ ما أَخفى وَأَبدى
ماضٍ عَلى الأَعداءِ / لا فَلَّت لَهُ الأَعداءُ حَدّا
مَلأَ الفَضاءَ عَليهُمُ عَدَداً / وَسَدَّ الأَرضَ سَدّا
كالبَحرِ يُجري خَلفَهُم / سُفُناً وَفَوقَ الأَرضِ جُردا
فَتَبعتَهُمُ مَسرىً وَمغَدا /
ما كانَ مثلهُما لِذي / القَرنينِ أَعواناً وَجُندا
شادَت عَلَيها دونَتهم / مِن خَوفِها يأجوجُ سَدّا
بحتوفِهم طَعناً / واِحراقاً وَقَدّا
أَلا ظَبيةَ / أَو شادِنٍ تَخذوهُ عَبدا
بِجِراحِه أَو مُوثَقاً / حَلَقاً وَقَيدا
وَمُحارِبٌ نَجّاهُ ذو عُددٍ / يَفوتُ الطَيرَ شَدّا
بِالفَرارِ مِن / الرَدى وَالعارُ أَردى
هَولٌ أَشابَ صِغارَهُم / وَأَتوكَ شيبَ الرأسِ مُردا
أفنَيتَهُم وَورِثتَهم / مالاً وَمَملكَةً وَوِلدا
يا خَيرَ غَسّانٍ أَباً / وَأَحقَّهم بِالمُلكِ جَدا
وَسبقتَ سَبقَهم الوَرى / بأَساً وَنَيلَ عُلىً وَجِدا
مَولايَ لا وَقفَ الرَسولُ عَليَّ / ما أَبقَيتَ جُهدا
طَلَباً لِشكركَ ما اِستَطَع / تَ وَحَقُّ شُكرِكَ لا يُرَدّا
فاِغفر فان أَخطأتَ في قَلبي / فَقَد أَحسَستُ قَصدا
يا بَهجَةَ الأَيامِ لا / ذاقَت لَكَ الأَيام فَقدا
ما كانَ واشٍ عَن تَلدّدِه
ما كانَ واشٍ عَن تَلدّدِه / لَو غادَرَ البَينُ شَيئاً مِن تجلّدِه
أَوما إِلَينا بأَطرافٍ مُخَضَّبةٍ / وَماسَ فآنآدَ صَبري في تَوَدّدِه
رَمى بِطَرفٍ وَلَم يَمدُد إِليَّ يَداً / فَما لِنَضح دَمي الهامي عَلى يَدِهِ