المجموع : 18
هذا ابنُ أُمِّي عديلُ الرُّوحِ في جسدي
هذا ابنُ أُمِّي عديلُ الرُّوحِ في جسدي / شقَّ الزَّمانُ به قلبي إلى كَبِدي
فاليومَ لم يبقَ شيءٌ أستريحُ بهِ / إلاَّ تفتُّتُ أعضائي من الكَمَدِ
أو مُقلَةٌ بخفِيِّ الهمِّ باكيةٌ / أو بيتُ مرثِيَّةٍ تبقى إلى الأبدِ
تُرى أُناجيكَ فيها بالدموعِ وقد / نامَ الخَليُّ ولم أهجع ولم أكَدِ
مَن لي بمثلكَ يا نورَ الحياةِ ويا / يُمنى يَديَّ التي شلَّت من العَضُدِ
مَن لي بمثلكَ أدعوه لحادثةٍ / يُشكى إليه ولا يشكو إلى أحدِ
قد ذُقتُ أنواعَ ثُكلٍ كنتَ أبلغَها / على القُلوبِ وأجناها على كبدي
قُل للرَّدى لا تُغادر بَعدَهُ أحَداً / وللمنيَّةِ مَن أحببتِ فاعتَمدِي
إنَّ الزَّمانَ تَقَضَّى بعدَ فُرقَتِهِ / والعيشُ آذَنَ بالتَّفريقِ والنَّكَدِ
هَبني بقيتُ على الأيَّامِ والأبدِ
هَبني بقيتُ على الأيَّامِ والأبدِ / ونلتُ ما شئتُ من مالٍ ومن وَلدِ
مَن لي برؤيةِ مَن قد كنتُ آلَفُهُ / وبالشَّبابِ الذي ولَّى ولم يَعُدِ
لا فارقَ الحزنُ قلبي بعدَ فُرقَتهم / حتَّى يُفرّقَ بين الرُّوحِ والجسدِ
قالوا تَمَنَّ ما هَوِيتَ واجتَهِدْ
قالوا تَمَنَّ ما هَوِيتَ واجتَهِدْ /
فقلتُ قولَ المُتَشَكِّي المُقتصِدْ /
لقاءَ من غابَ وفقدَ مَن شَهِدْ /
فلمَّا وردَ الشَّيبُ
فلمَّا وردَ الشَّيبُ / بِنَوعينِ من الوِردِ
تصدَّيتُ فصدَّت خلو / وةٌ من ألمِ الصَّدِّ
كما صدَّت عن الشمسِ / سِراعاً أعيُنُ الرُّمدِ
وبيتٍ قد بَنَينا فا
وبيتٍ قد بَنَينا فا / رِدٍ كالكوكبِ الفَردِ
رَفَعناهُ على أعمِ / دَةٍ من قُضُبِ الهِندِ
على حِقفِ نَقاً مثلِ / تَداريجِ قَفاً جَعدِ
ومَن سلَّمَ جَبريل
ومَن سلَّمَ جَبريل / عليه ليلةَ الجَدِّ
كأنَّ همومَ النَّاسِ في الأرضِ كلَّها
كأنَّ همومَ النَّاسِ في الأرضِ كلَّها / عليَّ وقلبي بينَهُمْ قلبُ واحدِ
ولي شاهِداً عَدلٍ سهادٌ وعَبرةٌ / وكم مُدَّعٍ للحقِّ من غيرِ شاهِدِ
فإن تسأليني ما الخضابُ فإنَّني
فإن تسأليني ما الخضابُ فإنَّني / لبستُ على فقدِ الشَّبابِ حِدادا
إِذا كنت لم أفقِدِ الغائبينَ
إِذا كنت لم أفقِدِ الغائبينَ / وإن غبتَ كنتُ فريداً وحيدا
تَباعَدُ نفسي إِذا ما بعُدتَ / فليست تُعاوِدُ حتَّى تَعُودا
وأشبَهكَ البدرُ حُسناً فما / تَناقَصَ حسنُكَ حتَّى يزيدا
محا حسنُ وجهِكَ عنِّي الملامَ / وأسكَتَ طَرفُكَ عنِّي الحسودا
لو اكتنفتَ النَّضرَ أو مَعدّا
لو اكتنفتَ النَّضرَ أو مَعدّا /
أو اتَّخذتَ البيتَ كهفاً مهدا /
وزَمزَماً شريعةً وَوِردا /
والأخشَبينِ مَحضَراً ومَبدى /
ما ازدَدْتَ إلاَّ من قريشٍ بُعدا /
أو كنتَ إلاَّ مَصقَليًّا وَغدا /
أُجالسُ معشراً لا شكلَ فيهم
أُجالسُ معشراً لا شكلَ فيهم / وأشكالي قدِ اعتَنَقوا اللُّحُودا
أعادَهُ من عُقابيلِ الصِّبا عيدُ
أعادَهُ من عُقابيلِ الصِّبا عيدُ / وعادَ لِلَّومِ فيه اليومَ تفنيدُ
هذا وحرفٌ إِذا ماتت مفاصِلُهُ / عن راكبٍ وصلت أكفالَهُ بيدُ
يَهماءُ لا يتخطَّاها الدليلُ سُرًى / إلاَّ وناظِرُهُ بالنَّجمِ مَعقُودُ
جاوزتُها والردى رحبٌ مَعالمُه / فيها ومسلكُها بالخوفِ مسدودُ
حسبُ العواذلِ أنَّ الوجدَ أوحَشَهُ
حسبُ العواذلِ أنَّ الوجدَ أوحَشَهُ / من نومِهِ فكأنَّ النَّومَ تسهيدُ
أبقى الهَوَى منه جسماً كالهواء ضنًى / تَنَسَّمَ الرِّيحُ فيهِ وهو مفقودُ
كأنَّ مدمَعَهُ تجري أوائلُهُ / كما يَفيضُ على أُخراهُ مَردودُ
أنِستُ بالذِّكرِ منها والسُّهادِ لهُ / أعجِب به مِن مُسيءٍ وهو مَورودُ
أتبَعتُها نَفَساً تَدْمَى مسالِكُهُ / كأنَّهُ من حِمى الأحشاءِ مقدودُ
ما زلتُ أعرفُ أيَّامي وأُنكِرها / حتَّى انبرت وهيَ لا بيضٌ ولا سُودُ
خاضتْ بيَ الشَّكَّ حتَّى قالَ قائلُها / لا القُربُ قربٌ ولا التَّبعيدُ تبعيدُ
دانٍ مسِفٌّ له في كلِّ ناحيَةٍ
دانٍ مسِفٌّ له في كلِّ ناحيَةٍ / من قُطرِهِ طَنَبٌ في الأرضِ مشدودُ
ظلَّت مناكِبُه في الأرضِ لاصقةً / كأنهُ بتلاعِ الأرضِ مَصفودُ
بين الوصيِّ وبينَ المصطفى نسبٌ
بين الوصيِّ وبينَ المصطفى نسبٌ / تختالُ فيه المعالي والمحاميدُ
كانا كشمسِ نهارٍ في البُروجِ كما / أدارَها ثَمَّ إحكامٌ وتجويدُ
كسيرِها انتقلا من طاهرٍ عَلمٍ / إلى مُطَهَّرةٍ آباؤها صيدُ
تَفَرَّقا عندَ عبدِ الله واقترنا / بعدَ النبوَّةِ توفيقٌ وتسديدُ
وذَرَّ ذو العَرشِ ذَرًّا طابَ بينهما / فانبَثَّ نورٌ لهُ في الأرضِ تخليدُ
نورٌ تفرَّقَ عندَ البعثِ وانشعَبَت / منه شُعوبٌ لها في الدِّينِ تمهيدُ
هم فتيةٌ كسيوفِ الهِندِ طالَ بِهم / على المُطاوِلِ آباءٌ مناجيدُ
قومٌ لماء المعالي في وجوهِهمُ / عندَ التَّكرُّمِ تصويبٌ وتصعيدُ
يدعونَ أحمدَ إن عُدَّ الفَخارُ أباً / والعودُ ينبتُ في أفنانِه العُودُ
المُنعِمونَ إِذا ما لم تكن نِعمٌ / والذَّائدونَ إِذا قَلَّ المذاويدُ
أوفَوا من المجدِ والعلياءِ في قُلَلٍ / شُمٍّ قواعِدُهُنَّ البأسُ والجودُ
ما سَوَّدَ الناسُ إلاَّ مَن تَمكَّنَ في / أحشائِه لهمُ ودٌّ وتسويدُ
سُبطُ الأكفِّ إِذا شيمت مخايلُهم / أُسْدُ اللِّقاءِ إِذا صَدَّ الصناديدُ
يُزهي المطافُ إِذا طافُوا بكعبتِهِ / وتَشرَئبُّ لهم منها القواعيدُ
في كُلِّ يومٍ لهم بأسٌ يعاشُ بهِ / حَبلَ المَودَّةِ يُضحِ وهو محسودُ
لا يُنكَرُ الدَّهرُ إن ألوى بحقِّهمُ / فالدَّهرُ مُذ كانَ مذمومٌ ومحمودُ
سيرٌ حثيثٌ وزمانٌ مُسعِدُ
سيرٌ حثيثٌ وزمانٌ مُسعِدُ /
وغُدوةٌ طابَ عليها المرقدُ /
سَيلتقي مُنحدِرٌ ومُصعِدُ /
يا فَرحتي وفَرَحٌ لا يَنفدُ /
بالظَّهرِ يومَ عيدُنا يستحشدُ /
ثمَّ غدونا والغُدوُّ أحمدُ /
والقادسيَّةُ الهَوَى والمَنشَدُ /
وبالمغيثةِ استغاثَ المُكمَدُ /
يوماً له القرعاءُ لا شكَّ غدُ /
ثمَّ إلى واقصَ كان المقصدُ /
ثمَّ لنا ب العقبات مَورِدُ /
وفي ضحا القاعِ العليلِ نَبرُدُ /
وغادةٌ يطلبها المُعَوَّدُ /
والوصلُ يدنو والهمومُ تبعدُ /
وراحت العِيسُ العتاقُ تُنجِدُ /
إلى زبالةَ اطَّباها المُنشِدُ /
وبالشقوق غَرَّدَ المُغرِّدُ /
والقبرُ لا سقاهُ غيثٌ مُرعِدُ /
قبر العباديِّ الذي يُعَدَّدُ /
وقد جَرت لكَلَفٍ ما ترقُدُ /
ب الثعلبية النجومُ الأسعدُ /
ومن زرودٍ فَوَّزَ المُزردُ /
يمضي إلى الأجفر لا يُعدِّدُ /
وراحت العِيسُ ب فيدٍ تنهِدُ /
تحطُّ في أنيابِها وتحصِدُ /
ووردَ توز وسميرا تُوعدُ /
وكانَ بالحاجرِ يومٌ أسعدُ /
منه إلى النقرة قد تُومي اليَدُ /
ثمَّ إلى الماوان رحباً تَعمدُ /
واللهُ بالنزولِ فيها يُحمَدُ /
والرَّبذات حمدٌ محَدَّدُ /
ثُلثان قد مروا وثلثٌ ينفدُ /
والهائمُ المشتاقُ ليسَ يرقُدُ /
وكم حسا السليل منا مؤبِدُ /
حتَّى إِذا ما سدَّدَ المُسدِّدُ /
ودَّعها في المعدن المدودُ /
لوح بالأفيعيات الموقِدُ /
ومنزلٌ من بعدِها يستطردُ /
اسمٌ قبيحٌ ومحلٌّ يُجهِدُ /
وحَمِدَ الغمرةَ منا الموفدُ /
ثمَّ يُلبى الصمدُ المُوحَّدُ /
وذات عِرقٍ ويغورُ مُنجدُ /
ومنزل البستان فيه المَحشدُ /
لا زلتَ تُولى بالثنا وتُعهَدُ /
صارت عليكَ مُهجتي تَبدَّدُ /
ومكَّة الله فحَلَّ الوُفَّدُ /
فحُطَّ عنها رحلُها المؤكَّدُ /
واختلف الصفاءُ والتودُّدُ /
يا مشهداً ما مثل ذاك مشهدُ /
كم مُفردٍ يسطو بحزنٍ يضهدُ /
وغلَّةٍ تُطفى وعينٍ تجمدُ /
يقول لكَ ابنُ عمِّكَ من بعيدِ
يقول لكَ ابنُ عمِّكَ من بعيدِ / لشيثٍ أو لنوحٍ أو لهودِ
لهجتَ بنا بلا نسبٍ إلينا / ولو نُسِبَ اليهودُ إلى القرودِ
لحِقتَ بنا على عَجَلٍ كأنَّا / على وطنٍ وأنتَ على البريدِ
فَهَبنا قد رضيناكَ ابنَ عمٍّ / فمن يرضى بأفعالِ اليهودِ
مؤرَّقٌ من سَهَدِه
مؤرَّقٌ من سَهَدِه / مُعذَّبٌ من كِمَدِه
خلا به السُّقمُ فما / أسرَعَه في جسَدِه
يرحمُهُ مِمّا بهِ / من ضُرِّهِ ذو حَسدِه
كأنَّ أطرافَ المُدى / تجرحُ أعلى كَبِدِه