القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الحِمّاني الكوفي الكل
المجموع : 18
هذا ابنُ أُمِّي عديلُ الرُّوحِ في جسدي
هذا ابنُ أُمِّي عديلُ الرُّوحِ في جسدي / شقَّ الزَّمانُ به قلبي إلى كَبِدي
فاليومَ لم يبقَ شيءٌ أستريحُ بهِ / إلاَّ تفتُّتُ أعضائي من الكَمَدِ
أو مُقلَةٌ بخفِيِّ الهمِّ باكيةٌ / أو بيتُ مرثِيَّةٍ تبقى إلى الأبدِ
تُرى أُناجيكَ فيها بالدموعِ وقد / نامَ الخَليُّ ولم أهجع ولم أكَدِ
مَن لي بمثلكَ يا نورَ الحياةِ ويا / يُمنى يَديَّ التي شلَّت من العَضُدِ
مَن لي بمثلكَ أدعوه لحادثةٍ / يُشكى إليه ولا يشكو إلى أحدِ
قد ذُقتُ أنواعَ ثُكلٍ كنتَ أبلغَها / على القُلوبِ وأجناها على كبدي
قُل للرَّدى لا تُغادر بَعدَهُ أحَداً / وللمنيَّةِ مَن أحببتِ فاعتَمدِي
إنَّ الزَّمانَ تَقَضَّى بعدَ فُرقَتِهِ / والعيشُ آذَنَ بالتَّفريقِ والنَّكَدِ
هَبني بقيتُ على الأيَّامِ والأبدِ
هَبني بقيتُ على الأيَّامِ والأبدِ / ونلتُ ما شئتُ من مالٍ ومن وَلدِ
مَن لي برؤيةِ مَن قد كنتُ آلَفُهُ / وبالشَّبابِ الذي ولَّى ولم يَعُدِ
لا فارقَ الحزنُ قلبي بعدَ فُرقَتهم / حتَّى يُفرّقَ بين الرُّوحِ والجسدِ
قالوا تَمَنَّ ما هَوِيتَ واجتَهِدْ
قالوا تَمَنَّ ما هَوِيتَ واجتَهِدْ /
فقلتُ قولَ المُتَشَكِّي المُقتصِدْ /
لقاءَ من غابَ وفقدَ مَن شَهِدْ /
فلمَّا وردَ الشَّيبُ
فلمَّا وردَ الشَّيبُ / بِنَوعينِ من الوِردِ
تصدَّيتُ فصدَّت خلو / وةٌ من ألمِ الصَّدِّ
كما صدَّت عن الشمسِ / سِراعاً أعيُنُ الرُّمدِ
وبيتٍ قد بَنَينا فا
وبيتٍ قد بَنَينا فا / رِدٍ كالكوكبِ الفَردِ
رَفَعناهُ على أعمِ / دَةٍ من قُضُبِ الهِندِ
على حِقفِ نَقاً مثلِ / تَداريجِ قَفاً جَعدِ
ومَن سلَّمَ جَبريل
ومَن سلَّمَ جَبريل / عليه ليلةَ الجَدِّ
كأنَّ همومَ النَّاسِ في الأرضِ كلَّها
كأنَّ همومَ النَّاسِ في الأرضِ كلَّها / عليَّ وقلبي بينَهُمْ قلبُ واحدِ
ولي شاهِداً عَدلٍ سهادٌ وعَبرةٌ / وكم مُدَّعٍ للحقِّ من غيرِ شاهِدِ
فإن تسأليني ما الخضابُ فإنَّني
فإن تسأليني ما الخضابُ فإنَّني / لبستُ على فقدِ الشَّبابِ حِدادا
إِذا كنت لم أفقِدِ الغائبينَ
إِذا كنت لم أفقِدِ الغائبينَ / وإن غبتَ كنتُ فريداً وحيدا
تَباعَدُ نفسي إِذا ما بعُدتَ / فليست تُعاوِدُ حتَّى تَعُودا
وأشبَهكَ البدرُ حُسناً فما / تَناقَصَ حسنُكَ حتَّى يزيدا
محا حسنُ وجهِكَ عنِّي الملامَ / وأسكَتَ طَرفُكَ عنِّي الحسودا
لو اكتنفتَ النَّضرَ أو مَعدّا
لو اكتنفتَ النَّضرَ أو مَعدّا /
أو اتَّخذتَ البيتَ كهفاً مهدا /
وزَمزَماً شريعةً وَوِردا /
والأخشَبينِ مَحضَراً ومَبدى /
ما ازدَدْتَ إلاَّ من قريشٍ بُعدا /
أو كنتَ إلاَّ مَصقَليًّا وَغدا /
أُجالسُ معشراً لا شكلَ فيهم
أُجالسُ معشراً لا شكلَ فيهم / وأشكالي قدِ اعتَنَقوا اللُّحُودا
أعادَهُ من عُقابيلِ الصِّبا عيدُ
أعادَهُ من عُقابيلِ الصِّبا عيدُ / وعادَ لِلَّومِ فيه اليومَ تفنيدُ
هذا وحرفٌ إِذا ماتت مفاصِلُهُ / عن راكبٍ وصلت أكفالَهُ بيدُ
يَهماءُ لا يتخطَّاها الدليلُ سُرًى / إلاَّ وناظِرُهُ بالنَّجمِ مَعقُودُ
جاوزتُها والردى رحبٌ مَعالمُه / فيها ومسلكُها بالخوفِ مسدودُ
حسبُ العواذلِ أنَّ الوجدَ أوحَشَهُ
حسبُ العواذلِ أنَّ الوجدَ أوحَشَهُ / من نومِهِ فكأنَّ النَّومَ تسهيدُ
أبقى الهَوَى منه جسماً كالهواء ضنًى / تَنَسَّمَ الرِّيحُ فيهِ وهو مفقودُ
كأنَّ مدمَعَهُ تجري أوائلُهُ / كما يَفيضُ على أُخراهُ مَردودُ
أنِستُ بالذِّكرِ منها والسُّهادِ لهُ / أعجِب به مِن مُسيءٍ وهو مَورودُ
أتبَعتُها نَفَساً تَدْمَى مسالِكُهُ / كأنَّهُ من حِمى الأحشاءِ مقدودُ
ما زلتُ أعرفُ أيَّامي وأُنكِرها / حتَّى انبرت وهيَ لا بيضٌ ولا سُودُ
خاضتْ بيَ الشَّكَّ حتَّى قالَ قائلُها / لا القُربُ قربٌ ولا التَّبعيدُ تبعيدُ
دانٍ مسِفٌّ له في كلِّ ناحيَةٍ
دانٍ مسِفٌّ له في كلِّ ناحيَةٍ / من قُطرِهِ طَنَبٌ في الأرضِ مشدودُ
ظلَّت مناكِبُه في الأرضِ لاصقةً / كأنهُ بتلاعِ الأرضِ مَصفودُ
بين الوصيِّ وبينَ المصطفى نسبٌ
بين الوصيِّ وبينَ المصطفى نسبٌ / تختالُ فيه المعالي والمحاميدُ
كانا كشمسِ نهارٍ في البُروجِ كما / أدارَها ثَمَّ إحكامٌ وتجويدُ
كسيرِها انتقلا من طاهرٍ عَلمٍ / إلى مُطَهَّرةٍ آباؤها صيدُ
تَفَرَّقا عندَ عبدِ الله واقترنا / بعدَ النبوَّةِ توفيقٌ وتسديدُ
وذَرَّ ذو العَرشِ ذَرًّا طابَ بينهما / فانبَثَّ نورٌ لهُ في الأرضِ تخليدُ
نورٌ تفرَّقَ عندَ البعثِ وانشعَبَت / منه شُعوبٌ لها في الدِّينِ تمهيدُ
هم فتيةٌ كسيوفِ الهِندِ طالَ بِهم / على المُطاوِلِ آباءٌ مناجيدُ
قومٌ لماء المعالي في وجوهِهمُ / عندَ التَّكرُّمِ تصويبٌ وتصعيدُ
يدعونَ أحمدَ إن عُدَّ الفَخارُ أباً / والعودُ ينبتُ في أفنانِه العُودُ
المُنعِمونَ إِذا ما لم تكن نِعمٌ / والذَّائدونَ إِذا قَلَّ المذاويدُ
أوفَوا من المجدِ والعلياءِ في قُلَلٍ / شُمٍّ قواعِدُهُنَّ البأسُ والجودُ
ما سَوَّدَ الناسُ إلاَّ مَن تَمكَّنَ في / أحشائِه لهمُ ودٌّ وتسويدُ
سُبطُ الأكفِّ إِذا شيمت مخايلُهم / أُسْدُ اللِّقاءِ إِذا صَدَّ الصناديدُ
يُزهي المطافُ إِذا طافُوا بكعبتِهِ / وتَشرَئبُّ لهم منها القواعيدُ
في كُلِّ يومٍ لهم بأسٌ يعاشُ بهِ / حَبلَ المَودَّةِ يُضحِ وهو محسودُ
لا يُنكَرُ الدَّهرُ إن ألوى بحقِّهمُ / فالدَّهرُ مُذ كانَ مذمومٌ ومحمودُ
سيرٌ حثيثٌ وزمانٌ مُسعِدُ
سيرٌ حثيثٌ وزمانٌ مُسعِدُ /
وغُدوةٌ طابَ عليها المرقدُ /
سَيلتقي مُنحدِرٌ ومُصعِدُ /
يا فَرحتي وفَرَحٌ لا يَنفدُ /
بالظَّهرِ يومَ عيدُنا يستحشدُ /
ثمَّ غدونا والغُدوُّ أحمدُ /
والقادسيَّةُ الهَوَى والمَنشَدُ /
وبالمغيثةِ استغاثَ المُكمَدُ /
يوماً له القرعاءُ لا شكَّ غدُ /
ثمَّ إلى واقصَ كان المقصدُ /
ثمَّ لنا ب العقبات مَورِدُ /
وفي ضحا القاعِ العليلِ نَبرُدُ /
وغادةٌ يطلبها المُعَوَّدُ /
والوصلُ يدنو والهمومُ تبعدُ /
وراحت العِيسُ العتاقُ تُنجِدُ /
إلى زبالةَ اطَّباها المُنشِدُ /
وبالشقوق غَرَّدَ المُغرِّدُ /
والقبرُ لا سقاهُ غيثٌ مُرعِدُ /
قبر العباديِّ الذي يُعَدَّدُ /
وقد جَرت لكَلَفٍ ما ترقُدُ /
ب الثعلبية النجومُ الأسعدُ /
ومن زرودٍ فَوَّزَ المُزردُ /
يمضي إلى الأجفر لا يُعدِّدُ /
وراحت العِيسُ ب فيدٍ تنهِدُ /
تحطُّ في أنيابِها وتحصِدُ /
ووردَ توز وسميرا تُوعدُ /
وكانَ بالحاجرِ يومٌ أسعدُ /
منه إلى النقرة قد تُومي اليَدُ /
ثمَّ إلى الماوان رحباً تَعمدُ /
واللهُ بالنزولِ فيها يُحمَدُ /
والرَّبذات حمدٌ محَدَّدُ /
ثُلثان قد مروا وثلثٌ ينفدُ /
والهائمُ المشتاقُ ليسَ يرقُدُ /
وكم حسا السليل منا مؤبِدُ /
حتَّى إِذا ما سدَّدَ المُسدِّدُ /
ودَّعها في المعدن المدودُ /
لوح بالأفيعيات الموقِدُ /
ومنزلٌ من بعدِها يستطردُ /
اسمٌ قبيحٌ ومحلٌّ يُجهِدُ /
وحَمِدَ الغمرةَ منا الموفدُ /
ثمَّ يُلبى الصمدُ المُوحَّدُ /
وذات عِرقٍ ويغورُ مُنجدُ /
ومنزل البستان فيه المَحشدُ /
لا زلتَ تُولى بالثنا وتُعهَدُ /
صارت عليكَ مُهجتي تَبدَّدُ /
ومكَّة الله فحَلَّ الوُفَّدُ /
فحُطَّ عنها رحلُها المؤكَّدُ /
واختلف الصفاءُ والتودُّدُ /
يا مشهداً ما مثل ذاك مشهدُ /
كم مُفردٍ يسطو بحزنٍ يضهدُ /
وغلَّةٍ تُطفى وعينٍ تجمدُ /
يقول لكَ ابنُ عمِّكَ من بعيدِ
يقول لكَ ابنُ عمِّكَ من بعيدِ / لشيثٍ أو لنوحٍ أو لهودِ
لهجتَ بنا بلا نسبٍ إلينا / ولو نُسِبَ اليهودُ إلى القرودِ
لحِقتَ بنا على عَجَلٍ كأنَّا / على وطنٍ وأنتَ على البريدِ
فَهَبنا قد رضيناكَ ابنَ عمٍّ / فمن يرضى بأفعالِ اليهودِ
مؤرَّقٌ من سَهَدِه
مؤرَّقٌ من سَهَدِه / مُعذَّبٌ من كِمَدِه
خلا به السُّقمُ فما / أسرَعَه في جسَدِه
يرحمُهُ مِمّا بهِ / من ضُرِّهِ ذو حَسدِه
كأنَّ أطرافَ المُدى / تجرحُ أعلى كَبِدِه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025