المجموع : 7
أيا دمع إن لم ينجد الصبر أنجد
أيا دمع إن لم ينجد الصبر أنجد / ويا شوق ألحق غائرين بمنجد
ويا حاديي أظعانها إن نويتما / نوى فقفا لي وقفة المتردد
فلي مهجة لم تنبتر وتكاد أن / ولي نَفَس لم ينقطع وكأن قدِ
وزوراء من كافي الكفاة على النوى / وضعت لها يمناي في فم أسود
وعيد كصنع النار في يابس الغضى / شددت على الأحشاء من خوفه يدي
وظلت بصبح اليوم منه مهابة / وبت له رعباً بليلة أنقَد
أرى كل ممدود عليّ حبالة / وكلَّ خيال قاعداً لي بمرصد
واحسب زِرّي قابضاً بمخنقي / ومحمل سيفي آخذاً بمقلدي
أحُول حذار الظل رعباً وأحتمي / من الماء إلا أن يرنّق مَوردي
وأتّهم الظلماء أن لا تُجنَّني / وأمقُت ضوء البدر خيفة مهتدٍ
وأشرَق بالماء القراح على الصدى / وذاك لِما خُبرتُ أنك مُوعدي
أحاذر كيداً منك طلاب أنجم / وأرقب رأياً منك طلاع أنجد
وكنت امرأً لا يأتلي الخير فاعلاً / ومهما تعد بالشر تحصد وتخضد
أكافي الكُفاة استبقِ مني ومن دمي / حُشاشة مجد في البلاد مشرَّدِ
أفي موجب الفضل الذي أنت أهله / توعّد مثلي أم قضية سودد
أبعد مقاماتي لديك وهجرتي / إليك وإنفاقي طريفي ومُتلَدي
وجوَّابةٍ للأفق فيك طردتها / غدت بين منثور وبين مقصَّد
وقفتُ بها استطلع الرأي منشداً / وقلت وأعلى اللّه قولَك جوِّدِ
فأين زماني بالخِوان حضرته / وأين إلى الباب الرفيع ترددي
ومالي وأبواب الرجا فيك جمة / وقفتُ بباب من رجائك مُوصَد
ولا باعُ آمالي إليك بقاصر / ولا وجه أعمالي لديك بأسود
فماذا عسى الواشون خاضوا على دمي / ومن أي وجه ثار لي أيُّ مؤْيِد
وأيّة نار شبَّها أيُّ مُوقد / وأي عظيم هاج مِن أيّما دَدِ
فإن كنت حقاً موعدي بكريهة / فرأيك في تعجيل يوميَ عن غدي
وإن تنو تحريكاً وتهذيب جانب / فقد صك ذرعي وقد فتَّ في يدي
حنانَيْكَ من ظن لمولاك جائر / ولبيك من رأى على العبد معتد
ولم تُمضها في مُخلص الودّ نية / يروج إليه الموت منها ويغتدي
ولا أنا إلا في ولائك محتَبٍ / ولا أنا إلا بالهوى لك مرتد
وعذري عند اللّه فيك ممهد / وإن كان عند الناس غير ممهد
وعقد ولائي في ذراك مؤكد / وإن لم يكن عقد المنى بمؤكد
ولست لأني واجد منك مهرباً / أحُث ركابي فَدْفَداً بعد فدفد
ولكن سأبلي العذر في كل حالة / بشكرك في يومَيْ مغيبي ومشهدي
فتبدي لك الأيام ما أنا عنده / ويأتيك بالأخبار من لم تزوّدِ
كم حسرات لي وكم وجد
كم حسرات لي وكم وجد / ليست على غور ولا نجدِ
لا بل على جرجان من بلدة / سكنتُ منها جنة الخلد
أرض من المسك ووشيٌ من الط / طل على فرش من الرَّند
وسادة عاشرتهم لم أزل / في ظل عيش بهمُ رغد
كنت بهم طول مُقامي بها / ومنهمُ في زمن الورد
يا صاح هل تذكر كم ليلة / سعدتُ منها بأبي سعد
ألم يكن غرة إخواننا / ألم يكن واسطة العقد
أليس كنا سُوَراً للعلى / وكان فينا سورة الحمد
ناهيك من حلم ومن سؤدد / فيه ومن علم ومن رفد
شمائل الغيث وخلق الصبا / له وقلب الأسد الوَرْد
ذو خلُق لو أنه دمعة / ما أثرت في صفحة الخد
ومن كمولاي أبي معمر / والأخ غُصْنَيْ شجر المجد
ضبعَيْ يد الفضل وسبعي وغا ال / علم وربعي كرم العهد
ولؤلؤيْ درْج ونجمين في / برج وصمصامين في غمد
والخولكيين فما منهمُ / إلا معيد في العلى مبد
يأوون في المجد إلى خُطة / تُلقي الثريا بثرى الوهد
وشيخ أرْجان فناهيك من / أرْوع في همته فرد
سيد من أخلصني وده / وخير من أخلصته ودي
ما أنس لا أنس فقيهاً لنا / يُكْنَى أبا الفضل السمرقندي
وفاضلاً يكنى أبا قاسم / إليه عرض الجيش والجند
تزخرفت جرجان أنساً به / واستوحشت أرض نهاوَنْدِ
أنزلني الدّهر على حكمه / من شامخ عالِ إلى وَهْد
كب على الوجه سروري بهم / كبّاً على الجبهة والخد
أوطأني ظهر النوى عنهمُ / إني ما نمت من الصد
لا زلت يا جرجان معمورة / للرجل الآمل يستجدي
صفا لنا دَنُّكِ لكنه / لا بد في الآخر من دُردي
فالنذل قاضيك على لؤمهِ / وفرطِ ما يعلوه من بَرد
لا يلبُس الجوزاء ألحاظَه / تيهاً ولا يخرا على النَد
تراه لا يعلم أن الخرا / أجمل من لحيته عندي
والزنجمانيّ فواحسرتا / منه على هامته الوغد
فاز بذاك الرأس مني ولم / أبُح بما فيه ولا أُبدي
والماسراباذيّ أيُّ امرىء / مخنث في ذلك الجلد
إذا أتى زوجته زانياً / تُنْزِل أسماءُ على هند
سماجة القرد وخلق الصِّبى / وذلك الداء الذي يُردي
إن خلصت فروته من يدي / فلا اجتدت ناراً من الزند
مغتلم الثقبة لكنه / يوهمنا الرغبة في المرد
ويشتهي المرد ولكنه / كل صُمُلّ عارم جَلْد
يا كرم الأستاذ نحوي ويا / فواضل الشيخ التي عندي
لا زلتما في نعمة بعدي / وعشتما في القرب والبعد
قامرني الدهر سروري بكم / بغير شطرنج ولا نَرْد
قد عشتما قبلي فعِيشا معي / ثم ابقيا بعدي لمن بعدي
قسماً لقد عَجَمَ الزما
قسماً لقد عَجَمَ الزما / نُ كِنانتي عُوداً فعودا
وأرانِيَ الأيام شُو / ساً والمنى بيضاً وسودا
ولقد أساء فما رفع / تُ إليه طرفي مستزيدا
كلاَّ وسَرَّ فما حطط / تُ لِثامي مستجيدا
لَقِيَتْ تصاريف الزما / ن بِيَ الحجارة والحديدا
وأحلني حيث التفت / فلم أجد إلا حسودا
ولئن أحلَّنيَ الحضي / ض فدون تقديري وجُودا
وإذا أحلني السما / ءَ فدون مقداري قُعودا
أنا عبد مولانا الوزي / ر فما نهاني أن أسُودا
إنّي بواقية اسمه / أطأ الأساوِد والأُسُودا
أَدَع الصعيد إذا أعر / تُ ترابَه قدمي سعيدا
مَنْ مُبْلغ عني العرا / ق وسائر عني بَريدا
أن الوزير انتاشني / وأعادني خَلْقاً جديدا
لك يا وزير المشرقي / ن زففتها خوداً فريدا
وعقدت نذراً لا منح / ت سواك قافية شرودا
وإذا نقضت فلن أكو / ن لرشدتيّ ولا رشيدا
كبّرت فيك على الملو / ك وقلت بعدك لا مزيدا
وسمعت أنك ظاعن / فضحكت من أملي شديدا
خل الزمان كذاك عن / دي مبدياً ومعي معيدا
سقى اللّه نجداً كلما ذكروا نجداً
سقى اللّه نجداً كلما ذكروا نجداً / وقَلَّ لنجد أن أهيم به وَجْدا
طربتُ وهاجتني شمالٌ بَليلةٌ / وجَدت لمسراها على كبدي بَردا
ويا حبذا نجد وبَرد أصيله / وعيشاً تركناه بساحته رغْدا
لياليَ شملي بالأحبة جامعٌ / وإذ غصنيَ الريانُ لا يسع الجلدا
لَعمر ظباءٍ بالعقيق أوانسٍ / لقد صدن مني باللوى أسداً وَردا
ولو لم يُساقطن الحديث كأنما / يشعشعن بالخمر المعتقة الشهدا
منعت فؤادي أن يباح له حمى / وصنت دموعي أن أفض لها عقدا
وعزم إذا خيمت سافر وحده / شققت به لِليل عن منكبي بُردا
فطمت عليه العزم قبل رضاعه / إليه وأعملت المسوَّمة الجردا
ولا غَرَرٌ إلا شمِمْتُ له يداً / ولا خطر إلا قدحت له زندا
ولا قفرة إلا وأمسيت صِلَّها / ولا حَضَرٌ إلا وظلْتُ له وَفْدا
كحلت بهمّي عين كل كريهة / إليها تخطّيت الأساوِدَ والأُسدا
بهمة مستحْلٍ من المجد مُرة / وعزمة مستدنٍ من الشرف البُعدا
وطئت بها بُسْط الملوك مبجلاً / وما وصلَت لي منهم رَحمٌ عهدا
وأصبحت للباب المحجب والجاً / ويُوسَعُ غيري أن يمرَّ به طردا
ولست بهياب إذا لم تطل يد / تميمته ذم الزمانَ أو الْجَدا
أبى اللّه لي دار الهوان وهمة / موكَّلة والواخدات بنا وخدا
غدا الدهر مني حالياً بمفاخر / ورحت كنصل السيف يحملني فردا
وقد علم الأقوام أن شريعتي / من المجد لم تسهل على أحد وِردا
ولست فتى إن شمت برق سحابة / لغير كريم أو سمعت لها رعدا
متى أتتِ الشيخ الجليل مطيتي / فقدت يدي إن لم أقدَّ لها جلدا
تزر ملكاً يعطي الجزيل إذا صحا / ويضرب هاماتِ الملوك إذا شدَّا
يُحكّم إلا في محارمه الندا / ويُعمل إلا في مكارمه القصدا
ألم ترني قيدت في طوس عزمتي / ولولاه ما كانت على كبدي تندى
وكنت امرأ لا أرتضي المجد خادماً / ذهاباً بنفسي فاتسمت له عبدا
قصدناك لا إن الضلال أجارنا / ولكننا جرنا لنلقاكُم عمدا
فلا أملي أعيا ولا صارمي نبا / ولا منزعي أشوى ولا مطلبي أكدى
فلو كنت غيثاً لم يشم برق خلب / ولو كنت بحراً لم يزل أبداً مَدّا
أملء فمي فخراً ووسع يدي ندا / وحسب المنى منا وقدر الْجَدا جَدّا
أعرني يداً تهمي دنانير في الندا / كما تنثر الأغصان يوم الصبا وَرْدا
أُعرك ثناء لا تغُبّ وفوده / كما تنشر الأمطار فوق الربى بردا
وأُلبسك مدحاً لا يعاد فُريده / كما ينفح الند الذكي إذا ندا
تعيد المساعي غضة بعد يبسها / وشِيب المعاني بعد كبرتها مردا
هلمَّ العطايا فاللُّهى تفتح اللَّها / وسح الندا يستنجز الخاطرَ الوعدا
جلبت إليك المدح مغلىً بسومه / أرغبةَ مبتاع لمدحيَ أم زهدا
أشِم مِدَحي كفا بها تَبتني العلى / ولا تُعْدني رأياً به تَعمر المجدا
فما العمر إلا ما اقتنى لك ذكرة / وما المال إلا ما اشتريت به الحمدا
وما دولة أنت المدبر أمرها / بمَنْشَب ظفر ما بقيت لها سَدّا
يا غرة النجم الرشيدي
يا غرة النجم الرشيدي / لا تنقضي أبداً وزيدي
يا من يتيه على أخي / ه بحسن منعطف وجِيدِ
تِهْ ما بدا لك إنني / قد صُغتُ قلباً من حديد
وجلست أنتظر الكسو / فَ وليس ذلك بالبعيد
يا حريصاً على الغنى
يا حريصاً على الغنى / قاعداً بالمراصدِ
لست في سعيك الذي / خضت فيه بقاصد
إن دنياك هذه / لستَ فيها بخالد
بعضَ هذا فإنما / أنت ساع لقاعدِ
ما عاشق ألْوَط من قردِ
ما عاشق ألْوَط من قردِ / قد صيغ شكلاً صيغة العقدِ
بما أبى ما تحته من نقا / وفوقه من غصن القد
في صيغة العقد ولكنه / يلتف في خاصرة المرد
إن أنت لم تخرجه يا سيدي / خريت بالمفعل من خد