القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : بَديع الزَّمان الهَمَذاني الكل
المجموع : 7
أيا دمع إن لم ينجد الصبر أنجد
أيا دمع إن لم ينجد الصبر أنجد / ويا شوق ألحق غائرين بمنجد
ويا حاديي أظعانها إن نويتما / نوى فقفا لي وقفة المتردد
فلي مهجة لم تنبتر وتكاد أن / ولي نَفَس لم ينقطع وكأن قدِ
وزوراء من كافي الكفاة على النوى / وضعت لها يمناي في فم أسود
وعيد كصنع النار في يابس الغضى / شددت على الأحشاء من خوفه يدي
وظلت بصبح اليوم منه مهابة / وبت له رعباً بليلة أنقَد
أرى كل ممدود عليّ حبالة / وكلَّ خيال قاعداً لي بمرصد
واحسب زِرّي قابضاً بمخنقي / ومحمل سيفي آخذاً بمقلدي
أحُول حذار الظل رعباً وأحتمي / من الماء إلا أن يرنّق مَوردي
وأتّهم الظلماء أن لا تُجنَّني / وأمقُت ضوء البدر خيفة مهتدٍ
وأشرَق بالماء القراح على الصدى / وذاك لِما خُبرتُ أنك مُوعدي
أحاذر كيداً منك طلاب أنجم / وأرقب رأياً منك طلاع أنجد
وكنت امرأً لا يأتلي الخير فاعلاً / ومهما تعد بالشر تحصد وتخضد
أكافي الكُفاة استبقِ مني ومن دمي / حُشاشة مجد في البلاد مشرَّدِ
أفي موجب الفضل الذي أنت أهله / توعّد مثلي أم قضية سودد
أبعد مقاماتي لديك وهجرتي / إليك وإنفاقي طريفي ومُتلَدي
وجوَّابةٍ للأفق فيك طردتها / غدت بين منثور وبين مقصَّد
وقفتُ بها استطلع الرأي منشداً / وقلت وأعلى اللّه قولَك جوِّدِ
فأين زماني بالخِوان حضرته / وأين إلى الباب الرفيع ترددي
ومالي وأبواب الرجا فيك جمة / وقفتُ بباب من رجائك مُوصَد
ولا باعُ آمالي إليك بقاصر / ولا وجه أعمالي لديك بأسود
فماذا عسى الواشون خاضوا على دمي / ومن أي وجه ثار لي أيُّ مؤْيِد
وأيّة نار شبَّها أيُّ مُوقد / وأي عظيم هاج مِن أيّما دَدِ
فإن كنت حقاً موعدي بكريهة / فرأيك في تعجيل يوميَ عن غدي
وإن تنو تحريكاً وتهذيب جانب / فقد صك ذرعي وقد فتَّ في يدي
حنانَيْكَ من ظن لمولاك جائر / ولبيك من رأى على العبد معتد
ولم تُمضها في مُخلص الودّ نية / يروج إليه الموت منها ويغتدي
ولا أنا إلا في ولائك محتَبٍ / ولا أنا إلا بالهوى لك مرتد
وعذري عند اللّه فيك ممهد / وإن كان عند الناس غير ممهد
وعقد ولائي في ذراك مؤكد / وإن لم يكن عقد المنى بمؤكد
ولست لأني واجد منك مهرباً / أحُث ركابي فَدْفَداً بعد فدفد
ولكن سأبلي العذر في كل حالة / بشكرك في يومَيْ مغيبي ومشهدي
فتبدي لك الأيام ما أنا عنده / ويأتيك بالأخبار من لم تزوّدِ
كم حسرات لي وكم وجد
كم حسرات لي وكم وجد / ليست على غور ولا نجدِ
لا بل على جرجان من بلدة / سكنتُ منها جنة الخلد
أرض من المسك ووشيٌ من الط / طل على فرش من الرَّند
وسادة عاشرتهم لم أزل / في ظل عيش بهمُ رغد
كنت بهم طول مُقامي بها / ومنهمُ في زمن الورد
يا صاح هل تذكر كم ليلة / سعدتُ منها بأبي سعد
ألم يكن غرة إخواننا / ألم يكن واسطة العقد
أليس كنا سُوَراً للعلى / وكان فينا سورة الحمد
ناهيك من حلم ومن سؤدد / فيه ومن علم ومن رفد
شمائل الغيث وخلق الصبا / له وقلب الأسد الوَرْد
ذو خلُق لو أنه دمعة / ما أثرت في صفحة الخد
ومن كمولاي أبي معمر / والأخ غُصْنَيْ شجر المجد
ضبعَيْ يد الفضل وسبعي وغا ال / علم وربعي كرم العهد
ولؤلؤيْ درْج ونجمين في / برج وصمصامين في غمد
والخولكيين فما منهمُ / إلا معيد في العلى مبد
يأوون في المجد إلى خُطة / تُلقي الثريا بثرى الوهد
وشيخ أرْجان فناهيك من / أرْوع في همته فرد
سيد من أخلصني وده / وخير من أخلصته ودي
ما أنس لا أنس فقيهاً لنا / يُكْنَى أبا الفضل السمرقندي
وفاضلاً يكنى أبا قاسم / إليه عرض الجيش والجند
تزخرفت جرجان أنساً به / واستوحشت أرض نهاوَنْدِ
أنزلني الدّهر على حكمه / من شامخ عالِ إلى وَهْد
كب على الوجه سروري بهم / كبّاً على الجبهة والخد
أوطأني ظهر النوى عنهمُ / إني ما نمت من الصد
لا زلت يا جرجان معمورة / للرجل الآمل يستجدي
صفا لنا دَنُّكِ لكنه / لا بد في الآخر من دُردي
فالنذل قاضيك على لؤمهِ / وفرطِ ما يعلوه من بَرد
لا يلبُس الجوزاء ألحاظَه / تيهاً ولا يخرا على النَد
تراه لا يعلم أن الخرا / أجمل من لحيته عندي
والزنجمانيّ فواحسرتا / منه على هامته الوغد
فاز بذاك الرأس مني ولم / أبُح بما فيه ولا أُبدي
والماسراباذيّ أيُّ امرىء / مخنث في ذلك الجلد
إذا أتى زوجته زانياً / تُنْزِل أسماءُ على هند
سماجة القرد وخلق الصِّبى / وذلك الداء الذي يُردي
إن خلصت فروته من يدي / فلا اجتدت ناراً من الزند
مغتلم الثقبة لكنه / يوهمنا الرغبة في المرد
ويشتهي المرد ولكنه / كل صُمُلّ عارم جَلْد
يا كرم الأستاذ نحوي ويا / فواضل الشيخ التي عندي
لا زلتما في نعمة بعدي / وعشتما في القرب والبعد
قامرني الدهر سروري بكم / بغير شطرنج ولا نَرْد
قد عشتما قبلي فعِيشا معي / ثم ابقيا بعدي لمن بعدي
قسماً لقد عَجَمَ الزما
قسماً لقد عَجَمَ الزما / نُ كِنانتي عُوداً فعودا
وأرانِيَ الأيام شُو / ساً والمنى بيضاً وسودا
ولقد أساء فما رفع / تُ إليه طرفي مستزيدا
كلاَّ وسَرَّ فما حطط / تُ لِثامي مستجيدا
لَقِيَتْ تصاريف الزما / ن بِيَ الحجارة والحديدا
وأحلني حيث التفت / فلم أجد إلا حسودا
ولئن أحلَّنيَ الحضي / ض فدون تقديري وجُودا
وإذا أحلني السما / ءَ فدون مقداري قُعودا
أنا عبد مولانا الوزي / ر فما نهاني أن أسُودا
إنّي بواقية اسمه / أطأ الأساوِد والأُسُودا
أَدَع الصعيد إذا أعر / تُ ترابَه قدمي سعيدا
مَنْ مُبْلغ عني العرا / ق وسائر عني بَريدا
أن الوزير انتاشني / وأعادني خَلْقاً جديدا
لك يا وزير المشرقي / ن زففتها خوداً فريدا
وعقدت نذراً لا منح / ت سواك قافية شرودا
وإذا نقضت فلن أكو / ن لرشدتيّ ولا رشيدا
كبّرت فيك على الملو / ك وقلت بعدك لا مزيدا
وسمعت أنك ظاعن / فضحكت من أملي شديدا
خل الزمان كذاك عن / دي مبدياً ومعي معيدا
سقى اللّه نجداً كلما ذكروا نجداً
سقى اللّه نجداً كلما ذكروا نجداً / وقَلَّ لنجد أن أهيم به وَجْدا
طربتُ وهاجتني شمالٌ بَليلةٌ / وجَدت لمسراها على كبدي بَردا
ويا حبذا نجد وبَرد أصيله / وعيشاً تركناه بساحته رغْدا
لياليَ شملي بالأحبة جامعٌ / وإذ غصنيَ الريانُ لا يسع الجلدا
لَعمر ظباءٍ بالعقيق أوانسٍ / لقد صدن مني باللوى أسداً وَردا
ولو لم يُساقطن الحديث كأنما / يشعشعن بالخمر المعتقة الشهدا
منعت فؤادي أن يباح له حمى / وصنت دموعي أن أفض لها عقدا
وعزم إذا خيمت سافر وحده / شققت به لِليل عن منكبي بُردا
فطمت عليه العزم قبل رضاعه / إليه وأعملت المسوَّمة الجردا
ولا غَرَرٌ إلا شمِمْتُ له يداً / ولا خطر إلا قدحت له زندا
ولا قفرة إلا وأمسيت صِلَّها / ولا حَضَرٌ إلا وظلْتُ له وَفْدا
كحلت بهمّي عين كل كريهة / إليها تخطّيت الأساوِدَ والأُسدا
بهمة مستحْلٍ من المجد مُرة / وعزمة مستدنٍ من الشرف البُعدا
وطئت بها بُسْط الملوك مبجلاً / وما وصلَت لي منهم رَحمٌ عهدا
وأصبحت للباب المحجب والجاً / ويُوسَعُ غيري أن يمرَّ به طردا
ولست بهياب إذا لم تطل يد / تميمته ذم الزمانَ أو الْجَدا
أبى اللّه لي دار الهوان وهمة / موكَّلة والواخدات بنا وخدا
غدا الدهر مني حالياً بمفاخر / ورحت كنصل السيف يحملني فردا
وقد علم الأقوام أن شريعتي / من المجد لم تسهل على أحد وِردا
ولست فتى إن شمت برق سحابة / لغير كريم أو سمعت لها رعدا
متى أتتِ الشيخ الجليل مطيتي / فقدت يدي إن لم أقدَّ لها جلدا
تزر ملكاً يعطي الجزيل إذا صحا / ويضرب هاماتِ الملوك إذا شدَّا
يُحكّم إلا في محارمه الندا / ويُعمل إلا في مكارمه القصدا
ألم ترني قيدت في طوس عزمتي / ولولاه ما كانت على كبدي تندى
وكنت امرأ لا أرتضي المجد خادماً / ذهاباً بنفسي فاتسمت له عبدا
قصدناك لا إن الضلال أجارنا / ولكننا جرنا لنلقاكُم عمدا
فلا أملي أعيا ولا صارمي نبا / ولا منزعي أشوى ولا مطلبي أكدى
فلو كنت غيثاً لم يشم برق خلب / ولو كنت بحراً لم يزل أبداً مَدّا
أملء فمي فخراً ووسع يدي ندا / وحسب المنى منا وقدر الْجَدا جَدّا
أعرني يداً تهمي دنانير في الندا / كما تنثر الأغصان يوم الصبا وَرْدا
أُعرك ثناء لا تغُبّ وفوده / كما تنشر الأمطار فوق الربى بردا
وأُلبسك مدحاً لا يعاد فُريده / كما ينفح الند الذكي إذا ندا
تعيد المساعي غضة بعد يبسها / وشِيب المعاني بعد كبرتها مردا
هلمَّ العطايا فاللُّهى تفتح اللَّها / وسح الندا يستنجز الخاطرَ الوعدا
جلبت إليك المدح مغلىً بسومه / أرغبةَ مبتاع لمدحيَ أم زهدا
أشِم مِدَحي كفا بها تَبتني العلى / ولا تُعْدني رأياً به تَعمر المجدا
فما العمر إلا ما اقتنى لك ذكرة / وما المال إلا ما اشتريت به الحمدا
وما دولة أنت المدبر أمرها / بمَنْشَب ظفر ما بقيت لها سَدّا
يا غرة النجم الرشيدي
يا غرة النجم الرشيدي / لا تنقضي أبداً وزيدي
يا من يتيه على أخي / ه بحسن منعطف وجِيدِ
تِهْ ما بدا لك إنني / قد صُغتُ قلباً من حديد
وجلست أنتظر الكسو / فَ وليس ذلك بالبعيد
يا حريصاً على الغنى
يا حريصاً على الغنى / قاعداً بالمراصدِ
لست في سعيك الذي / خضت فيه بقاصد
إن دنياك هذه / لستَ فيها بخالد
بعضَ هذا فإنما / أنت ساع لقاعدِ
ما عاشق ألْوَط من قردِ
ما عاشق ألْوَط من قردِ / قد صيغ شكلاً صيغة العقدِ
بما أبى ما تحته من نقا / وفوقه من غصن القد
في صيغة العقد ولكنه / يلتف في خاصرة المرد
إن أنت لم تخرجه يا سيدي / خريت بالمفعل من خد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025