المجموع : 19
مولاي أبشر لن تزال مجيدا
مولاي أبشر لن تزال مجيدا / حفظ الإله مقامك المحمودا
إقبال دهرك بالبشائر مؤذن / تزجي جدودا أشرقت وسعودا
نظرت إليك من السعادة عينها / فارفع يديك لتشكر المعبودا
وعد تحققه المشيئة قد أتى / ولسوف تعرف ذلك الموعودا
قرب الزمان وأشرقت أيامه / ليس الزمان بما أقول بعيدا
سترى العجائب مسرعات ترتمى / تحيي جهارا ميتا مفقودا
خذ الإشارة من لسان صادق / حتى تشاهد يومك المشهودا
و لقد أتيتك قبلها بإشارتي / وأظن أنك تذكر المعهودا
أبدى الزمان بما يكن ضميره / وترى زماناً بعد ذاك جديدا
أ خليفة الرحمان أيقن بالقضا / ليس القضا بحيله مردودا
يا من أضل بعيره بمضيعة / أبشر وجدت بعيرك المنشودا
فإذا انقضى خاء ودال بعدها / ألفان لام فارقب المعدودا
ستفور من قعر البحار جهنم / وتصير هاتيك البحار جليدا
ويعود مبيض السحائب أسودا / ترمي الأفاعي جندلا وحديدا
ستبيد خضراء الجراد فلا ترى / فوق البسيطة للجراد وجودا
فإذا انقضت يس طه بعدها / أسقطت بندا إذا رفعت بنودا
وإذا انقضت حاميم قام محمد / للاستقامة طالعا مسعودا
هذا كتابي قد تركت لذا الحجى / مفاتحه في قفله معقودا
وأراك فاتحة وخازن سره / عش في السعادة والجلال مجيدا
سموط ثناء في سموط فريد
سموط ثناء في سموط فريد / بكل لسان قد بثثن وجيد
وحمد تغص الكائنات بنشره / اذا نشرت منه أجل برود
وذكر له تحيا النفوس بذكره / ويبعث قبل البعث من هو مودي
تعطرت الآفاق من طيب عرفه / فما مسك دارين يشاب بعود
ويزري بنور الشمس نور ابتسامه / اذا ما تجلى في صحائف سود
لمن هو أهل الحمد والمدح والثنا / لذى الفضل والألاء خير مفيد
لمن سبحته الكائنات شواهدا / بتوحيده والله خير شهيد
أعاد وأيدى من أياديه أنعما / فيا أنعم المولى بدأت فعودي
ويارب لطفا من لعبد مؤمل / بسيط لسان بالدعاء مديد
ويقصر منه القول ذكر ذنوبه / وقبح الخطايا فهو أي بليد
ويغضي حياء هيبة ومخافة / لعزك اجلالا بكل شهود
فجد بمتاب عن مقر مصرح / بذنب وتقصير وطول صدود
منيب يرجى عندك مول / بذكرك لا ذكر اللوا وزرود
فقير لما أسديت من كل نعمة / شكورلما أوليت غير جحود
دعاك ولا يرجو سواك لفقره / وأنت الذي تدعى لكل شديد
وما ظن يوما ان يخيب آمل / بباب كريم في غناه حميد
ولم يك يشقى في دعائك عمره / ومنك يرجى اليوم كل مزيد
الهي تداركني بلطف واغنني / بواسع رزق من نداك عتيد
فمهما ترد شيئا يكن بمقال كن / فهلا بكن تقضتي بأوسع جود
يجود به من جوده العمر شامل / على كل موجود بكل وجود
فما كان لي في غير جودك مطمع / وجودك منه طالارفي وتليدي
وجودك اذ عز الشفيع وسيلتي / وجودك اذ عز البريد بريدي
واني لوقاف ببابك سائل / لفضلك راج منك نجح وعودي
وقد دفعتني الكائنات بأسرها / اليك ولم تحفظ وثيق عهودي
واني ان زايلت بابك قاصدا / سواك فقد أبرمت نقض عقودي
وحاشاك عن ردي وقطع مطامعي / لشؤم جدودي واتضاح جمودي
وان كان سعي لا يفي بمطالبي / وان حظوظي عن مناي قيودي
فان بقصدي الله تغدو صعابها / وان عظمت قدرا أذل مقود
ومن يتمسك بالاله تكن له / اذا رامها العنقا أذل مصيد
ولما رأيت الحظ عني نائما / وكان قيامي فيه مثل قعودي
وان فعالي مثل مالي كلاهما / لدارس دين الله غير معيد
وان لساني مثل كفي كلاهما / لاظهار دين الله غير مفيد
وان حسامي كاليراع كلاهما / لأعداء دين الله غير مبيد
ودهري لم يأذن بغير اهانتي / واكرام خصم للاله عنيد
وغاية محصولي المواعيد والمنى / وان وعود الغدر أي وعود
ولم يبق عندي اليوم الا تمسكي / بعروة ركن للاله شديد
جمعت همومي وانتجعت بهمتي / الى باب وهاب الجدود مجيد
الى باب من يدعوه في الأرض والسما / ومن فيهما من سيد ومسود
الى باب من في كل يوم بحمده / له أي شأن في الأنام جديد
الى باب خير الناصرين وأكرم ال / فيدين خير الفاتحين ودود
الى باب وهاب الممالك قالب ال / كراسي قهار لكل عنيد
الى مالك الملك العظيم اقتداره / الى من له الأملاك خير عبيد
وقوفا على أبوابه منه راجيا / قيام حظوظي في العلى وجدودي
فتخرق لي فيه العوائد نفحة / سماوية من مبدئ ومعيد
حظوظا يقوم به الدهر فيها بخدمتي / ويسعى بما لا يشتهيه حسودي
تقوم بتدبير الاله وكيده / لأمر عليه لم أكن بجليد
وتسعى بما يرضي الاله لدينه / اذا ما أمات الحق كل مريد
بها قام من قلبي الأئمة بالهدى / وكانت لرسل الله قبل وجودي
يتم بها النعما على متمها / قديما على خير الخلائق صيد
ومن لي بهذا في زمان مضاعة / به سنن الاسلام بين قرود
ومن لي بأن يرضى الاله لدينه / بتعطيل أحكام ورفض حدود
ومن لي بأن يرضي لأمة أحمد / وقد سامها بالخسف كل كنود
ومن لي بأنصار الى الله وحده / اشداء بأس في الحروب أسود
تباري النعام الربد خليهم اذا / بحيء على نصر المهيمن نودى
يغاث بهم داع الى الله قد دعا / وخوصم في ذات الاله وعودي
ومن لي بسهم يقطع الهام والطلى / ويفري من الأعداء كل وريد
حسام لدين الله والله ضارب / بحدية والهيجاء ذات وقود
ولو عارض الشم الجبال بضربة / لناحت على طود أشم فقيد
فيا غارة الله اغضبى وخيوله / اركبي ومواضيه انعمي بورود
ومني على الأعداء منك بزورة / تريحهم من كفرهم بلحود
ويا رب مزق كل سور وخندق / عليهم وحصن شامخ ووصيد
وقد مكروا فامكر بهم وأذقهم / عواقب مكر في البلاد شديد
فطهر بقاع الأرض منهم بأنفس / من البغي تجريها بكل صعيد
وشرد بهم في كل أرض فلا سوى / قتيل ومأسور يرى وطريد
وصب عليهم سوط منتقم كما / لعاد وفرعون جرى وثمود
ولا تبق ديارا على الأرض منهم / فما قوم نوح منهم ببعيد
وعجل بنصر منك للدين مظهر / وعن كيد من عاداك غير مكيد
يقوم بأرباب الديانات والتقى / ويسطع نور الحق بعد خمود
وتنشر أعلام العلوم لواءها / بأسياف عدل لم تلق بغمود
يدبرها ماضي العزيمة حاذق / بانفاذ أمر الله غير مَؤُود
تذل له الآساد حتى النقاد لا / تذاد عن المرعى بأطلس جيد
أمين على دين الاله وشرعه / خليفته المأمون خير رشيد
به قرت الدنيا عيونا وأهلها / على العدل والاحسان منه شهودي
ومن على عبد دعاك بنظرة / تجلي على الآفاق شمس سعودي
فتشمل من في الأرض حتى أراهم / الى الله أنصاري وفيه جنودي
فاحشد في نصر الاله ودينه / ومن قام بالدين الحنيف حشودي
فأصبح منصورا مطاعا مؤيدا / بفتح وتمكين وجاه سعيد
عسى ولعل الله يظهر دينه / على كل دين لم يكن بسديد
فتخضر آمالي وتورق منيتي / ويثمر في دوح المكارم عودي
فانك فعال لما قد تريده / قدير على ما شئت خير مريد
الهي استجب دعوى اليك بعثتها / وقد طال ترجيعي بها ونشيدي
عقود ثناه قد أجدت نظامها / وان كنت للأشعار غير مجيد
قصدت بها باب المليك ولم تزل / على بابه الآمال خير وفود
وصل وسلم مثل معلوم ما يجري / به القلم الأعلى من الخلق والأمر
بلا أمد يأتي ولا منتهي حصر / على المصطفى الهادي محمد البر
أيها العاذل ذرها تنهمي
أيها العاذل ذرها تنهمي / تلك احشائي فدعها تتقد
لا تظن الحب شيئا ً هينا ً / ليس في الحب قياس يطرد
أنت خلو وأنا صب شج / فاذا حدثت عني قل وزد
فاترك اليوم ملامي انه / يترك الشيء اذا ما لم يفد
أنا أسلو عن حبيبي ساعة / يا عذولي " قل هو الله أحد"
بصائرنا في القضا خامده
بصائرنا في القضا خامده / وكل قضيته واحده
ففيم التصور تحت العمى / وفيم الدعاوي ولا شاهده
رأيت التقصي بآرائنا / بحتم القضا فضلة زائده
ولو فاز أي بموهوبة / فأم القضاء له والده
وكل الوجود ببحر الشئون / حقيقة نقطة راكده
وخبطك بالرأي تحت القضا / ذهول وعجرفة بارده
وما وهب الله من مكنة / فتلك محركة جامده
وان كشف الرأي محجوبة / فتلك برفق القضا وارده
فسلم الى الله افعاله / لتجري الأمور على القاعده
فما لك حول يرد القضا / وذائدة العجز كالقائده
وما لك في الأمر من شركة / تأدب... ولا ذرة واحده
تلاقي القضاء بغير الرضا / وأنت على قدرة نافذه
اذا دبر الله أمرا جرى / برغم تدابيرنا الفاسدة
اتنهض رأيك ضد القضا / فاوهن بها نهضة قاعده
وفكرك في قدر فائت / وفي مقبل رتبة واحده
وأفكارنا وسياساتنا / وتدبيرنا شرر خامده
وجد النفوس وكل القوى / الى نسبة فوقها عائده
وان كان لا بد من فكرة / ففي هذه البرهة البائده
وفي النشأتين وعقباهما / وصادرة الموت والوارده
أما ترعوي في مراعي الغرور / وصائدة المنتهى راصده
تعيش بها بين مفقودة / وراقبة حتفها فاقده
نهش الى زخرف منقض / ونعرض عن دارنا الآبده
وننسى المنايا وقد انفذت / مقاتلنا الأسهم الصادره
نروح ونغدو على مأمن / وآساد آجالنا حارده
ننازع أيامنا صفوها / وما للصفاء بها واجده
ونأمن فيها هجوم الردى / وليس لهجمته جاحده
وتنعي الجنائز أرواحنا / ودمعة أعيننا جامده
تثير السوافي علينا الثرى / وذاك السفا الأعظم الهامده
نوى الأصل والفرع في بطنها / وقد بقيت نوبة واحده
وهيهات قد بادرت زرعها / ومدت مناجلها الحاصده
علام التهافت في حائل / وقد علق القيد بالآبده
سيعلو البلاء الى الفرقدي / ن ينتهب الصحبة الخالده
ويصدع في قبة الشمس من / غوائله صدعة صاعده
وتبلى الجديدين مقدورة / من الخطب بارقة راعده
ويدهى الوديع بنعمائه / زوال معيشته الراعده
كأن الردى حاسد للمعا / ش وحتى على شظف الهابده
الى أين يسمو علو البنا / وقرح المعاول بالقاعده
ترفق بطينة هذا البنا / فهاتيك أجسامنا الهامده
نشاهد تفتيت أجسامنا / وليس لأرواحنا شاهده
ولكنها حبست في العمى / وسوف تعود لها عائده
متى ينزع الموت عن فتكه / فتبقى لمولودها الوالده
يحز الحياة شبا قارظ / ولم تنتبه هذه الراقده
وان حياة الى منتهى / خيال يحول بلا فائده
حظيرة مفتقد ما بها / هناء سوى صرخة الفاقده
وتفتأ تعقد آمالنا / وينجل ما تعتقد العاقده
يصال على صيحة المعتدي / فتنشب بين اللها الزارده
يلم السوابغ سرادها / فتفرجها الطعنة السارده
ويفري المدجج حد الردى / فما تدفع الشكة الهامده
وما يحفز الدهر الا البلا / وان اسجحت يده الآبده
ممض فما تنقضي ليلة / ولم تكن الليلة العامده
لياليه كالسفن ميادة / ببلواه غامدة آمده
دهت ذات روقين من خطبة / بموئد مقصدة قاصده
فكرت ولا رأي في ردها / ولا فاتها مهرب الشارده
أتت لا يؤبسها قارص / ولا تنقي الأبرج المارده
تؤز الصياخيد أهوالها / فما بال أكبادنا الكابده
فما استنزفت من دماء القلو / ب كما استنزفت من أسى الواجده
ولا امترست لسماء العلو / م حتى تكدكت الماهده
لها أجهشت بالبكاء السما / تناوح أجفاننا الساهده
رزيئة دهر فجعنا بها / لأفظع مفجعة حاشده
نحت مستقر الندى والهدى / فدكتهما دكة واحده
فهل صادف الدهر ثارا بها / وداوى بها علة عامده
تحزمت المجد في غارة / شناخيب رضوى بها مائده
اغارت شعوب على خيرنا / وكانت لميقاتها راصده
رزئنا المرزء طود العلا / أبا صالح عليم الوارده
رزئناه غيثا يعم الملا / وقد اعدمت غيثها الرائده
تخطف أحمد ريب الردى / فيا حرب الحمد والحامده
حمدنا الزمان به برهة / فصالت عليها يد صائده
فما أسوأ العيش من بعده / وما أصغر النوب الوافده
فيالحياة قضت نخبها / وكل حياة أمرئ نافده
حياة القلوب بتلك الحيا / ة واصلاح أنفسنا الفاسده
يضن بها الكون في حجره / فصارت الى جدث خامده
ويوم الضنين كيوم المه / ين وفي المنتهى تقف القاصده
وما بيد أحمد بيد امرئ / ولكن نفوس الورى بائده
لقد كان يرجح ميزانه / وذات الكمال به شاهده
يجلي بابلج ذي فرجة / من العلم مشكلة عانده
شداد العوارض آراؤه / اذا اعتزمت خطة ناهدة
فيا للمعارف حسن العزا / لقد أصبحت سوقها راكده
لقد كان نير أفلاكها / فخر الى حفرة رامده
فواحربا لصروف القضا / لقد طعنت طعنة عامده
وما من صروف القضا وائل / وما لصروف القضا كارده
ولا بد من نهش صل الردى / وما للرقى عنده فائده
وكيف نضن بأرواحنا / وتلك غنيمته البارده
فيالهف نفسي على أحمد / اذا نفعت لهفة الفاقدة
سلوت السلو ورشد الأسى / وأحمد أنفاسه خامدة
لقد زهدت نفسه في الوجو / د فهل للحياة معا زاهدة
تعبد حتى أتاه اليق / ين فذابت له الأنفس العابده
تحالفت الأرض في عمره / وآرابه الزهر الساجدة
فليت حليفة آرابه / وقته بلى التربة الرامده
لقد دهش الكون لما ثوى / فما وجدت رشدها الراشده
وزلزلت الأرض زلزالها / وضاقت بأجزائها هامده
وما ضاقت الأرض من رزئه / كما ضاقت المنن الخالده
طوى العالمين الى ذاته / بطارفة المجد والتالده
فيا غارة اللّه اغضبي وخيوله
فيا غارة اللّه اغضبي وخيوله / اركبي ومواضيه انعمي بورود
ومني على الأعداء منك بزورة / تريحهم من كل كفرهم بلحود
ويا رب مزق كل سور وخندق / عليهم وحصن شامخ ووصيد
وقد مكروا فامكر بهم وأذقهم / عواقب مكر في البلاد شديد
فطهر بقاع الأرض منهم بأنفس / من البغي تجريها بكل صعيد
وشرد بهم في كل أرض فلا سوى / قتيل ومأسور يرى وطريد
وصب عليهم سوط منتقم كما / لعاد وفرعون جرى وثمود
ولا تبق دياراً على الأرض منهم / فما قوم نوح منهم ببعيد
ان المعارف للقلوب مصائد
ان المعارف للقلوب مصائد / وسنا العقول بغير وهب خامد
والجد قبل الكسب في ادراكها / والكسب في التحقيق وهب وارد
واذا تحجبت الحقائق عن حجى / فكثائف الاهواء فيه رواكد
وقداسة التجريد مجلبة الصفا / وصفا النفوس هو البصير الناقد
واذا تقدست القلوب من الهوى / فلهن اسرار الغيوب مشاهد
وسنا البصائر مدرك إن مده / من بحر نور الله نور واقد
ومتى تواردت الأشعة وانجلت / فاقصد فعندك في طريقك قائد
وعلى كمالك فاعترف بالنقص لا / يغررك وهمك والخيال الفاسد
فعلى المراصد من صفاتك قاطع / وهواك من دون الموارد ذائد
وعلى المدارج في المعارج دافع / ان لم يكن لك في الرقي مساعد
هلا اتتك عن السعادة خبرة / واتاك من فيض المعارف شاهد
بكمال طبع صحائف نبوية / شرعية لهدى النفوس موارد
تحلي حواشيها خرائد خلب / لله من خلف الحجاب خرائد
توحي الى الروع الهدى من نورها / وهدى النبي هو الضياء الواقد
فيها لمقتبس العلوم مصابح / ومعالم ومواقف ومقاصد
ومعارف ولطائف فيضية / ومظاهر قدسية ومشاهد
تحيا القلوب بها وتهوى رشدها / ولكل ما تهوي القلوب شواهد
زهراء تنثر جوهرا كلماتها / ومن العلوم نفائس وفرائد
حار ابن إبراهيم في ترتيبه / شرفا له زهر النجوم سواجد
متن تود الشمس لو عقدت له / تاجا وأن له النجوم قلائد
حسن تضيء به محاسن يوسف / ولحسن يوسف كل حسن ساجد
طوبى لفرقتنا المحقة انه / نعم الامام امامنا والقائد
قطع الخصوم هدى وفض ثغورهم / وكذا المحق عن الحقائق زائد
والحق يعلو والموفق غالب / والبطل يرهق والملفق فاسد
أو ما ترى فصل الخطاب بحكمة / للحق فيه مصادرٌ وموارد
أو ما ترى ربعا منيرا دوحه / فيه لفرسان العلوم مطارد
نبت الفلاح على زبى صفحاته / يسقيه والقران ماء واحد
رتعت أوابد كل عارفة بسا / حته فهن لمن اراد مصائد
أمحمد مهدت شرع محمد / نعم المهاد لنا ونعم الماهد
وبسطت حاشية ملأت وصابها / درا وذاك الدر كنز خالد
ولقد توفرت السعادة وانجلى ال / اقبال وانكمش العدو الحاسد
وتأقت غرر البشائر حينما انت / ظمت لجوهرها الثمين قلائد
بكمالها طبعا وكون كمالها / فيه لغايات الكمال معاقد
وأتاك تأريخي ادرس الترتيب أو / قمرا ً بدا للشرع فيه مقاصد
أو شئت برٌّ ظاهر تاريخه / أو قول حاشية الحديث فرائدّ
مدد الحق للقلوب الصوادي
مدد الحق للقلوب الصوادي / هن ملقى الأنوار والامداد
أخذة الحق للقلوب اليه / بعد نسف الوجود نسف الرماد
بعد محو الآثار في طلب ال / عين وكون المريد عين المراد
بعد ادراك وحدة الحق لل / خلق والغاء وحدة الاحاد
آه والحب لا تسليه آه / وحرام آه على ذي وداد
لي نفس أذابها وهج الشو / ق فلم يبق غير خفق الفؤاد
قمت أشكو سري بسري الى ال / حب فكان الشكوى كوري الزناد
ثم ألقت اليَّ هيمنة ال / حق اصطبر في محبتي يا مرادي
أيها الراكب المغذ إلينا / يا ترى هل شارفت ذاك الوادي
هل ترحلت منك شبرا إلينا / أنت في مركز الهوى متمادي
لو سبرت الأغوار منك لأبصر / ت جثى الأغيار كالأطواد
لو خلعت الملابس السود سود / ناك بين الرجال وسط النادي
أنت مفتاح الكنز لو كنت تدري / ومدار الاصدار والايراد
أنت منا ونحن منك ولكن / حال ما بيننا سواد الأعادي
لو نعارضك للجفا لم نطالب / ك بصدق الدعوى وصفو الوداد
ما رأى الحق فيك ذرة مشهو / د سواه فالقرب عين البعاد
فتخلص محمديا من ال / علة واشطح على رؤوس العباد
وافن فينا فلا حياة لحي / وحياة الاحياء بعد النفاد
واحتجب منك بي ولا تحتجب م / ني بسجف التأثير والايجاد
دعك من ذا وتلك والرسم والاس / م فما في الميدان الا جوادي
واحترق من محبتي أنا وحدي / من طباق النيران في كل وادي
فعلى صحة المحبة تستع / أذب تعذيب الصد والابعاد
واذا صحت المحبة لم تح / فل برقص النعيم والانكاد
لي في كل ذرة من وجودي / حكمة قد طويتها عن عبادي
تتضنى من الهوى والهوى عن / ك بواد وأنت عنه بواد
لو صدقت الهوى لأغناك حبي / وتمسكت في الهوى بمرادي
تطلب الوصل والمقام صدود / قبل قض الحصا وخرط القتاد
رب لبيك حجة الحق أعلى / وعيون الجلال بالمرصاد
من توليته تجلت عليه / من كمالات الحق شمس الرشاد
من أنا والأنا فناء ومحو / في مقام التعذيب والأشهاد
من أنا والأنا خيال ووهم / في مقام الخطاب والارشاد
من أنا والأنا مجاز وظل / في مقام الابعاد والايجاد
من أنا نسبة الى أثر ال / حق شهيد للحق بالانفراد
وأنا من حيث انتسابي إليه / ملك الحمد والثناء والمجاد
وأنا من حيث انتسابي إليه / كل نقص ووصمة في عدادي
وأنا من حيث انتسابي إليه / منعش الروح باعث الأجساد
نسبة الحق صرفتني الى أن / قمت أتلو الزبور بين الجماد
ان يكون في الوجود سمع شهيد / فأنا في الوجود أحسن شادي
ما ألنت الحديد الا لأني / قمت أشدو بنعمة الحداد
وارث الفيض والكمالات والحك / مة من جده الرسول الهادي
موصل السالكين بالحق لل / حق ومجلي مشارق الامداد
مد من فيضه على الكون بحرا ً / في قصيد كالجوهر الوقاد
فشهدنا من مدّه مجمع ال / بحرين من غامض هناك وباد
من سقته المحمدية بحرا ً / غير بدع ارواؤه للعوادي
فتلقي تلك المعارف كشا / ف المعمى خبيئة الأفراد
من هيولاوة النبوة سيطت / قبل اظهار نشأة الايجاد
مصدر الفضل أحمد ابن أبي بكر / شريف الأباء والأجداد
عَلويّ محمدي عليه / من سنا النسبتين سيما السداد
جمع العلم في مزاد من التق / وى ولله جمع ذاك المزاد
واقتنى الدر من علوم الاشارا / ت فحلى به صدور النوادي
جرَّد النفس من كثائفها فانه / لت عليها لطائف الامداد
وتلقى من ربه كلمات / صبها الفيض في لباس المداد
برزت من مضارب الوهب ثكلى / فهي من فقد أهلها في حداد
فترامت تبين منه خفيا / ت طوتها فريدة الحداد
كن شرحا لها واعظم بهذا الش / رح كنزا ما ان له من نفاد
يبرق الحق من مصادره العل / يا وينهل حكمة للعباد
قام بالشرع والحقيقة يدعو / باللسانين للهدى والرشاد
شكل نور به خبايا زوايا / رقبتها دوائر الافراد
جامع من ذخائر العلم والحك / مة ذخرا ً يبقى ليوم المعاد
حاصر من معارف القوم ما يف / تح للسكالكين باب المراد
ولعت بانتشاره مكة الله / لتسرع أنواره في البلاد
فادارت عليه من فلك الطب / ع نجوم التووفيق والاسعاد
جاء تاريخ طبعه ضمن بيت / كان تاجا ً لمفرق الانشاد
سلسبيل مزاجه زنجبيل / فاشربوه " بمنهل الوراد
اللّه اللّه هو اللّه أحد
اللّه اللّه هو اللّه أحد / اللّه اللّه هو اللّه الصمد
سبحانه عن والد وعن ولد / ولم يكن لذاته كفواً أحد
بحق لا إله إلا اللّه / وحق أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه العزيز القاهر / اللّه اللّه المحيط الفاطر
سبحانه لا مثل لا نظائر / لا ضد لا أنداد لا مظاهر
بسر لا إله إلا اللّه / وسر أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه الكبير المتعال / اللّه اللّه الجليل ذو الجلال
سبحانه له الجمال والكمال / والمجد والعز وشدة المحال
بعز لا إله إلا اللّه / وعز أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه القدير القادر / الأول المحي المميت الآخر
سبحانه النور البديع الظاهر / الباطن الحق الغفور الغافر
بمجد لا إله إلا اللّه / ومجد أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه المليك المقتدر / اللّه اللّه الولي المنتصر
سبحانه من شأنه أن يفتقر / له الوجود الأبدي المستمر
بقدس لا إله إلا اللّه / وقدس أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه العلي قدره / اللّه اللّه العظيم أمره
سبحانه القدوس جل ذكره / أغنى وأقنى وكفانا سره
بنور لا إله إلا اللّه / ونور أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه المجيد الماجد / اللّه اللّه الشهيد الشاهد
سبحانه البر الغني الواجد / الباسط المعطي الحميد الواحد
بفضل لا إله إلا اللّه / وفضل أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه اللطيف بالعباد / المنعم المحسن ذو الفضل الجواد
سبحانه عن الفناء والنفاد / كم أيد النعمة لي وكم أعاد
ببسط لا إله إلا اللّه / وبسط أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه القديم القائم / الأزلي الأبدي الدائم
سبحانه ليس له مقاوم / وليس منه للعباد عاصم
بقهر لا إله إلا اللّه / وقهر أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه الحليم المجمل / اللّه اللّه الرؤوف المفضل
سبحانه في حلمه لا يعجل / من شأنه الغفران والتفضل
بأنس لا إله إلا اللّه / وأنس أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه العفو الساتر / اللّه اللّه الشكور الشاكر
سبحانه يعفو ولا يكاثر / تمحى بجنب عفوه الجرائر
بجود لا إله إلا اللّه / وجود أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه الكريم المبتدع / اللّه اللّه العلي المخترع
سبحانه لا شيء عنه ممتنع / لم يترك الخلق سدى ولم يضع
بحكم لا إله إلا اللّه / وحكم أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه المبين الهادي / اللّه من ألهم للرشاد
سبحانه الرشيد للعباد / منور المريد والمراد
بفيض لا إله إلا اللّه / وفيض أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه المعز ناصره / اللّه اللّه المذل كافره
سبحانه عن شركة الموازرة / ألا إلى اللّه الأمور صائرة
بعون لا إله إلا اللّه / وعون أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه القوي الأقدر / الخالق البارىء والمصور
سبحانه المقدم المؤخر / ما للوجود غيره مدبر
بقدر لا إله إلا اللّه / وقدر أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه المكون المديد / الحي والقيوم باق لا يبيد
سبحانه ذو الطول مبدي ومعيد / ليس بظلام تعالى للعبيد
بمن لا إله إلا اللّه / ومن أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه المبين المانع / اللّه اللّه المقيت الواسع
سبحانه وهو الحميد النافع / الخافض المولى النصير الدافع
بيمن لا إله إلا اللّه / ويمن أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه الحفيظ الباعث / اللّه اللّه الصبور الوارث
سبحانه دل عليه الحادث / لم يخلق الأشياء وهو عابث
بلطف لا إله إلا اللّه / ولطف أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه السميع والبصير / اللّه اللّه مجير المستجير
سبحانه جابر ذي القلب الكسير / الهنا الرحيم راحم الفقير
بعطف لا إله إلا اللّه / وعطف أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه الحبيب المنتقم / الضار والمدرك ملهم الأمم
سبحانه الغيور من هتك الحرم / ولا يرد بأسه عمن ظلم
بنصر لا إله إلا اللّه / ونصر أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه القريب الأعلى / اللّه اللّه القريب المولى
سبحانه المجيب كم تجلى / على القلوب من له تخلى
بغوث لا إله إلا اللّه / وغوث أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه هو المحصي الوكيل / اللّه علام الغيوب والكفيل
سبحانه عن الشبيه والبديل / في صنعه على وجوده دليل
بعظم لا إله إلا اللّه / وعظم أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه رفيع الدرجات / مصرف الآيات موجود الذوات
سبحانه مقدر الأوقات / ذو الشأن ربي جامع الشتات
بحول لا إله إلا اللّه / وحول أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه هو المفتاح / بفتحه تنبسط الأرواح
سبحانه وفالق الأصباح / من نوره المشكاة والمصباح
بضوء لا إله إلا اللّه / ونور أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه هو الوهاب / بفتحه تنفتح الأبواب
سبحانه وأمره المجاب / وكنهه يحير الألباب
بوهب لا إله إلا اللّه / ووهب أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه الخبير في القدم / بالكل من قبل الوجود والعدم
سبحانه كشاف أستار الظلم / وواهب الاسرار أسرار الحكم
بكشف لا إله إلا اللّه / وكشف أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه السلام المؤمن / الملك القدوس والمهيمن
سبحانه الجبار ليس يوهن / المتكبر الودود المحسن
بملك لا إله إلا اللّه / وملك أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه هو الغفار / اللّه اللّه هو القهار
سبحانه القابض ما يختار / والحاكم العَدّلُ له الاكبار
بحكم لا إله إلا اللّه / وحكم أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه المنيع السامي / اللّه ذو الجلال والاكرام
سبحانه ذو الفضل والانعام / المقسط القضاء في الأحكام
بقسط لا إله إلا اللّه / وعدل أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه المجيب المغني / ومالك الملك عظيم المن
سبحانه أدنى إلي مني / يا رب حقق في رضاك ظني
بفتح لا إله إلا اللّه / وفتح أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه الاله الحق / له الكمال المطلق الاحق
سبحانه له البقا والسبق / من وعده الوعد الأتم الصدق
بصدق لا إله إلا اللّه / وصدق أسمائك عجل المدد
اللّه لا إله إلا هو له / قداسة مطلقة عن الشبه
سبحانه عن غير ما يحق له / لوجهه تعنو الوجوه بالوله
بأيد لا إله إلا اللّه / وأيد أسمائك عجل المدد
اللّه لا إله إلا هو عن / مراده ما كان أو ما لم يكن
سبحانه أحصى الخفايا والعلن / يكون ما يريده بقول كن
بقلب لا إله إلا اللّه / وقلب أسمائك عجل المدد
اللّه لا إله إلا هو في / قدرته سيطرة التصرف
سبحانه بالعسر لم يكلف / الخلق في مراحم التلطف
برحم لا إله إلا اللّه / ورحم أسمائك عجل المدد
اللّه لا إله إلا هو لا / تدركه الأبصار جل وعلا
سبحانه عن التصور اعتلى / لا كيف لأحد لا جنس خلا
بكبر لا إله إلا اللّه / وكبر أسمائك عجل المدد
اللّه لا إله إلا وهو لم / يدرك سواه الكبرياء والعظم
سبحانه عن جهة ومن وكم / وعن متى وما ورود ما حكم
بجد لا إله إلا اللّه / وجد أسمائك عجل المدد
اللّه لا إله إلا هو به / قام الوجود في صنوف رتبه
سبحانه من يعتصم بسببه / نجا به من موبقات غضبه
بفوز لا إله إلا اللّه / وفوز أسمائك عجل المدد
اللّه لا إله إلا هو ما / فاتته ذرة بأرض وسما
سبحانه والحمد للّه كما / أحصى وسوى وقضى وعلما
بممد لا إله إلا اللّه / ومدد أسمائك عجل المدد
اللّه لا إله إلا هو عم / عباده كما أراد بالنعم
سبحانه جف بما شاء القلم / ليس له معقب فيما حكم
بكنه لا إله إلا اللّه / وكنه أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه له الحمد على / ما مر من مر القضا وما حلا
سبحانه أحمده على البلا / حمداً بآباد البقا متصلا
بروح لا إله إلا اللّه / وروح أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه ولي الحمد / اللّه اللّه علي الجد
سبحانه إليه وحي قصدي / حاشاه أن يجبهني بالطرد
بجاه لا إله إلا اللّه / وجاه أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه جميل الستر / اللّه اللّه جليل الذكر
سبحانه جل عظيم القدر / اللّه ذخري يا لنعم الذخر
بكثر لا إله إلا اللّه / وكثر أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه ولي المغفره / اللّه ربي قابل للمعذره
سبحانه كم فاضح قد ستره / بذكر من ينساه أو من ذكره
بذكر لا إله إلا اللّه / وذكر أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه الملي بالكرم / اللّه اللّه الحفي بالنعم
سبحانه قدر أقدار القسم / في الرزق والحرمان عدله انحتم
بشأن لا إله إلا اللّه / وشأن أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه عليه اعتمد / اللّه اللّه إليه أستند
سبحانه البر أبر من قصد / وحصن أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه مقيم شرعته / وحفظه تام نظام فطرته
سبحانه تحت جلال عزته / معتصم بحوله وقوته
بحفظ لا إله إلا اللّه / وحفظ أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه مسبب السبب / بحكمة أجرى بدائع النسب
سبحانه لكل خلقه حسب / ما ضاع من إلى طرقه انتسب
بحبل لا إله إلا اللّه / وحبل أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه له اخلاصي / ليس لعبد منه من مناص
سبحانه أرجو به خلاصي / بالجود يوم الأخذ بالنواصي
بركن لا إله إلا اللّه / وركن أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه إليه مهرعي / ظلمت نفسي وإليه مفزعي
سبحانه بعينه تضرعي / حاشاه ربي يخيب مطمعي
بنفح لا إله إلا اللّه / ونفح أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه إليه رغبتي / ونسكي وأوبتي وتوبتي
سبحانه يرى مقام لهفتي / يمينه تنشلني من كبوتي
بأمن لا إله إلا اللّه / وأمن أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه له وجهي عنا / أشكو إليه ما أقاسي من عنا
سبحانه أحصى الخفا والعلنا / بين يديه من أنا حيث أنا
بجبر لا إله إلا اللّه / وجبر أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه إليه أنظر / لقدره وشأنه استشعر
سبحانه لم يغن عنه الأثر / أسعد بمن إليه ربي ينظر
بباب لا إله إلا اللّه / وباب أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه به أسعد / حبي له بحبه مجرد
سبحانه قاصده لا يطرد / حاشاه أن يشقى به موحد
بحب لا إله إلا اللّه / وحب أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه مقامي يعلمه / ما لمقامي غيره من يكرمه
سبحانه يقوم من يقومه / لا ينقض التدبير أمر يبرمه
بعهد لا إله إلا اللّه / ووصف أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه منور القلوب / اللّه اللّه مفرج الكروب
سبحانه علام مطوي الغيوب / له كمالات السلوب والوجوب
بحمد لا إله إلا اللّه / وحمد أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه شديد البطش لم / يهمل وإن أمهل حيناً من ظلم
سبحانه أشكو إليه ما علم / من بغي ظالم بشره احتدم
بقصم لا إله إلا اللّه / وقصم أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه الذي توحدا / أشكو إليه ظالماً تمردا
سبحانه بعلمه كيف عدا / قبضتك اللهم بسطة العدا
بسيف لا إله إلا اللّه / وبطش أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه هو الشديد / اللّه اللّه فعال لما يرد
سبحانه الكل به مسود / أين المفر عنه والمحيد
بدرك لا إله إلا اللّه / ودرك أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه إليه السلوى / والسر في حيطته والنجوى
سبحانه قدر قدر البلوى / وألهم العبد عريض الدعوى
بوحي لا إله إلا اللّه / ووحي أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه على العرش استوى / ملكاً وقهراً وعلواً وهوى
سبحانه من علمه قد احتوى / على جهار خلقه وما انطوى
بعين لا إله إلا اللّه / وعين أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه هو المنتقم / ما خشيتي منهم وما كيدهم
سبحان ربي حسبي منهم / قد مكر الذين من قبلهم
بحزر لا إله إلا اللّه / وحرز أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه هو المعاين / عجزي من خصم له ضغائن
سبحانه باللّه خصمي واهن / يثبت اللّه الذين آمنوا
بدفع لا إله إلا اللّه / ودفع أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه معاذي بابه / إن العزيز من حوى جنابه
سبحانه مورد من ينابه / عذب فرات سائغ شرابه
بورد لا إله إلا اللّه / وورد أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه به خصم يهون / كم حل بالخصم عذاب منه هون
سبحانه وعيده حتماً يكون / هذا الذي كنتم به تستعجلون
بقمع لا إله إلا اللّه / وقمع أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه دعانا سمعاً / وسمع الدعاء من حيث الدعا
سبحانه عن منع مضطر دعا / ليس للانسان إلا ما سعى
بضمن لا إله إلا اللّه / وضمن أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه المبر المنعم / يرزق من يشاء ليس يسأم
سبحانه نعمته تتمم / ولأتم نعمتي عليكم
بحفظ لا إله إلا اللّه / وحفظ أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه به أستفتح / بغير فتح منه لا يفتتح
سبحانه من ممسك ما يفتح / بفتحه يفوز قوم أصلحوا
بمنح لا إله إلا اللّه / ومنح أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه إليه أصرف / وجهي وهو المصلح المصرف
سبحانه ما خاب منه المسرف / قل يا عبادي الذين أسرفوا
بمدح لا إله إلا اللّه / ومدح أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه ومن قبضته / أفوض الأمر إلى خبرته
سبحانه لا ضيق في رأفته / يدخل من يشاء في رحمته
بعصم لا إله إلا اللّه / وعصم أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه به الكون نشا / بنوره مشى إليه من مشى
سبحانه كم آنس المستوحشا / اللّه يجتبي إليه من يشا
بذات لا إله إلا اللّه / وذات أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه إليه انصب / اللّه اللّه إليه أرغب
سبحانه من كل شيء أقرب / مطلع لا شيء عنه يعزب
بسبق لا إله إلا اللّه / وسبق أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه إليه أبتهل / أعل من مشربه وانتهل
سبحانه من بطشه الكل وهل / أدعوه والعمر مول مكتهل
بروح لا إله إلا اللّه / وروح أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه عليه أتكل / توكلاً بكل طور متصل
سبحانه يرعى حقوق المتكل / ما اتكل العبد على اللّه وذل
برعي لا إله إلا اللّه / ورعي أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه به اعتصم / اللّه اللّه له استسلم
سبحانه لعزه التكرم / لباب ربي أقدم ولا أحجم
بحب لا إله إلا اللّه / وحب أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه بجاهه العظيم / اللّه اللّه بوجهه الكريم
سبحانه أهدنا الصراط المستقيم / ونجنا ربي من الكرب العظيم
بطيب لا إله إلا اللّه / وطيب أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه بكل ما تجب / من صفة الرب وكل ما يجب
سبحانه الطف بي واغفر واستجب / ونجني وعافني وارحم وتب
بوزن لا إله إلا اللّه / ووزن أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه بنور ذاتك / بقدسك اللهم في صفاتك
سبحانك ارحم وقفتي ببابك / وزكني بالنور من أسمائك
ببرق لا إله إلا اللّه / وبرق أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه بشاهد الوجود / اللّه اللّه بأنوار الشهود
سبحانك اقبلني بأسرار الودود / وهب لي الرحمة في دار الخلود
بود لا إله إلا اللّه / وود أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه برهبياتكا / والمشرقات من تجلياتكا
سبحانك ربي إلى مرضاتكا / وهب لي العصمة من خلافكا
بعفو لا إله إلا اللّه / وعفو أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه يعز السلطنه / اللّه اللّه بمجد الهيمنه
سبحانك اللهم قدر الأزمنه / وبعدها الفوز لأهل الميمنه
بفضل لا إله إلا اللّه / وفضل أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه بسبق الكلمه / بالصحف الطاهرة المكرمه
سبحانك اللهم أهل المرحمه / نفسي أن قومتها مقومه
بجذب لا إله إلا اللّه / وجذب أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه إليه أصعد / بكلماتك التي لا تنفد
سبحانك الموفق المسدد / إياك أدعو سيدي وأحمد
بخير لا إله إلا اللّه / وخير أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه بذكرك الحميد / بحبك المكنون في قلبي العميد
سبحانك اللهم ذا الأمر الشديد / خذ بيدي وارحم مقامي يا مجيد
بوثق لا إله إلا اللّه / ووثق أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه بحق رحمتك / ربي اهدني لقربة من قربك
سبحانك انعشني بفضل العلم بك / واختم برضوانك كي أفوز بك
ببحر لا إله إلا اللّه / وبحر أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه إليك المنتهى / هبني في هواك ربي ولها
سبحانك اللهم عبدك انتهى / إذ لم أكن أصدقك التوجها
بذوق لا إله إلا اللّه / وذوق أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه دنا مني الأجل / ولم يقدر لي صالح العمل
سبحانك اللهم حقق الأمل / إن اعترافي من وسائل العلل
يصفح لا إله إلا اللّه / وصفح أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه رجائي والثقه / بين طباق السيئات الموبقه
سبحانك أرحم من جداه علقه / واجعل ظنوني كلها محققه
بنجح لا إله إلا اللّه / ونجح أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه الجواد المسعف / اللّه يا من ذاته لا توصف
سبحانك العدل العزيز المنصف / تولني يا صادقاً لا تخلف
بستر لا إله إلا اللّه / وسر أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه الحبيب المجمل / المكرم المولى الذي لا يبخل
سبحانك اللهم أنت الموكل / كن يا معيني حافظاً لا تغفل
بكفي لا إله إلا اللّه / وكفي أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه المثيب المجزل / اللّه اللّه العطوف المنزل
سبحانه لخلقه معول / سبحانه لكل شر مبطل
بنفع لا إله إلا اللّه / ونفع أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه رجاء السائلين / اللّه اللّه أنيس العارفين
سبحانه قرة عين العابدين / منفس الكربة ركن اللاجئين
بكفل لا إله إلا اللّه / وكفل أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه بالاسم الأعظم / صل على محمد وسلم
فضل الوجود الفاتح المختتم / وآله والصحب أهل الكرم
بعلم لا إله إلا اللّه / وعلم أسمائك عجل المدد
اللّه اللّه وحل عقدتي / بجاهه الأعظم واجبر علتي
وعافني يا رب واشف كربتي / في الدين والدنيا ويسر عسرتي
بسيب لا إله إلا اللّه / وسيب أسمائك عجل المدد
وافتح لي اللهم من آمالي / انفعها في الحال وفي المآل
والوالدين وجميع الآل / واختم لنا بصالح الأعمال
بعرش لا إله إلا اللّه / وعرش أسمائك عجل المدد
قد أكثر الناس في الشاهي مدائحهم
قد أكثر الناس في الشاهي مدائحهم / ولست أذكر فيه فوق ما أجد
طعم ولون وتفريج وطيب شفا / ونشوة حي عنها الروح والجسد
فاشربه صرفاً ولا تخلط به لبنا / فالصرف أولى وذا المخلوط منتقد
تكب على دنياك وهي تبيد
تكب على دنياك وهي تبيد / وتفتقد النائي وأنت فقيد
حريصاً عليها جامعاً لحطامها / وغاية ما نافست فيه نفود
تساور ملحاحاً على نيل فائت / نعم كل ما يرجو الحصاد حصيد
تكالب فيها أهلها وتذودهم / وعمرك لو كنت اعتبرت تذود
ولو أملا أدركته لم تجد له / بقاء ولم تصحبك منه عهود
ولو وافقت أمنية في حصولها / أتتك وفيها للزوال قيود
وتبني بناء طينه نقض دارس / سيدرس يوماً والغرور جديد
ولو كان طيناً لم تخالطه رمة / لميت ولكن رمة وصديد
تعز عن الدنيا وأيقن بأنها / لئيمة طبع في الهبات تعود
وإنك إن تسكن إليها تركتها / وليس بها مما تركت حميد
تمنيك بالآمال وهي شحيحة / وتعطيك لين القول وهي حقود
تخائل حسناً وهي شوهاء غادر / وأنت بها مضنى الفؤاد عميد
تحذلق بالتمويه مكراً وخدعة / ولا شيء مما تدعيه سديد
ولو نلت منها طائلاً كان آفة / تداجي بها مغرورها وتكيد
تدانيك حتى تؤنس الصدق والصفا / وما الشأن إلا صائد ومصيد
ولو صدقت فالصدق في طي كذبها / إذا عاهدت بالوعد فهو وعيد
تكشف في أطوارها عن خلالها / وأنت لما خلف الستار شهيد
وذلك صدق لو تشاء حذرتها / عليه ونصح لو عقلت مفيد
تفطن لها في شعرها فهي شاعر / لها في أساليب النصيح قصيد
ألست تراها ريثما واصلت جفت / وإن أقبلت حيناً تلاه صدود
وفي هذه الحالات تحذير مبصر / وخصم إذا فكرت فيه ودود
إن مجال الخير والشر بينها / مجال اعتبار للعقول مديد
وإن الذي تأتي به من صروفها / صوارف عن تصديقها وسدود
ألا ترعوي والنوح في كل منزل / ومن عشت فيهم فاقد وفقيد
ألا ترعوي والدوراقوت وأهلها / لهم شققت فوق اللحود لحود
ألست ترى الغارات شنت رعالها / عليهن أودى والد ووليد
تمر بك الأيتام والدمع جامد / وآباؤهم تحت التراب جمود
خماص البطون استحوذ الغم والأسى / عليهم فها هم أعظم وجلود
إذا رجعوا نحو المنازل أظلمت / وضاقت عليهم والقلوب وقود
نبا عنهم من كان يحنو عليهم / إلى القرب منهم والمزار بعيد
سبيتم أطفال عليك أعزة / ويفضي بزيد ما عليه يزيد
وتصبح والأطفال والمال تربة / وتدرك ما قدمت وهو عتيد
نرى غاية الدنيا وكيف صروفها / ونحن على رأي الركون ركود
توبخها والذنب لا ريب ذنبنا / وقد أعذرت والطارقات شهود
ونستعقب الآجال والحكم فارغ / فما ثم تنقيص لها ومزيد
خليلي دلاني على جزء خطوة / خطونا ومن بعد المضي تعود
ذا بيدي نحو المنازل إذ خوت / عساها بخبر الظاعنين تجود
إذا لم نجد منها مجيباً فحالها / يخبر أن الظاعنين همود
وإن وجوهاً كالبدور تغيرت / فللدود طرف أحور وخدود
وإن كراماً أيقظوا المجد والعلا / سكون باحشاء القبور رقود
وإن شئتما أن تقنعاني فقررا / لنا وحشة مثل الممات ترود
وإن تعذلاني في نحيب ألفته / فاسكت عنه إنني لجليد
دعاني أسح الدمع سحاً عسى به / لواقد غم في الفؤاد خمود
خليلي ما دمع يزيل كآبة / ولكن قرظ القارظين شديد
خليلي قرظ القارظين أصارني / كما جذ من دوح وحطم عود
خليلي هدَّ الموت أركان دعوتي / فمن لي عمود بعدهم وعميد
أبى حدثان الدهر إلا انتقالهم / وهذا انتقال يقتضيه خلود
إلا أن مقدار الحياة مقدر / عليها وإن طال البقاء حدود
خليلي إن راعت رياض نضارة / فللماء في تلك الرياض وجود
فإن غيض عنها الماء غاضت حياتها / وعادت هشيماً للتراب يعود
فغن نبك أهل العلم نبك حياتنا / عليهم كما بالماء ينضر عود
حنتني عوادي الدهر غماً بفقدهم / على شرعات فتلهن شديد
إلى أن تشظى العود وانجرد اللحا / واصلب عود في الخطوب مؤود
خذا حدثاني عن شموس تساقطت / ببطن الثرى ماذا هناك تريد
نعم كونت تجري إلى مستقرها / وكل الذي يجري مداه ركود
إذا أرسلت شمس شعاعاً من الهدى / دعاها فلبت للخمود صعيد
أكل مراد الموت إن نهارنا / قصير وليل الراحلين مديد
اكفكف دمعي والرزايا تذيعه / فحزني قطين والدموع شريد
إلا كل حي في يد الموت حاصل / فماذا بكاء الفاقدين يفيد
وما ندب الأعمار مثل حدودها / لان نفاذاً يقتضيه وجود
لقد صدعت قلبي صوادع للردى / لهن انحدار بالأسى وصعود
ولا كمصاب القطب يوم تفطرت / قلوب بمعناه لنا وكبود
فذاك لعمري صادع لا تطيقه / جبال ولا يقوى عليه حديد
لقد جاز نزر العمر والعمر بائد / ولكن ما أبقاه ليس يبيد
مضى وله كنزان خير مقدم / وكنز علوم للعباد عتيد
تخلص للعقبى واعقب نافعاً / من العلم يبلي الدهر وهو جديد
هنيئاً مليكا لعلم لاقيت صالحاً / بما خلفه مما تركت يزيد
لقد شقي التغرير منك برفضه / وبادرت للباقي وأنت سعيد
رفضت فضول العيش خشية ذمه / وأنت غني ما حييت حميد
وإن نعيم الدهر والموت حده / نعيم ولو عند الغبي زهيد
ولم تجنح الدنيا إليك لمطمع / ومطمعها فيمن عداك أكيد
ولا قدرت تصطاد عندك لحظة / وقد طفقت للغافلين تصيد
نعم شئتها للحرث فالزرع قد زكى / وباركه الرحمن فهو حصيد
فيا قطب هذا الدين ياغوث ملكه / فديتك ما عن ذا الحمام محيد
تقربت من مولاك قرباً مؤبداً / وادعوك لا تبعد وأنت بعيد
ترحلت فالاسلام مقلة ثاكل / وأوجه أيام السعادة سود
ترحلت لا تبعد وهل لك أوبة / وواحربا اوب اللحيد لحيد
فهلا تركت العيش بعدك صالحاً / وهيهات ما عيش الحزين رغيد
إذا شئت أن أحيا بعيدك عامداً / أردت حياة للحياة تذود
وإني لأدري إن للحي غاية / وإن صدوراً حيث كان ورود
ولكن رفع العلم في موت أهله / وهذا لأشراط القيام شهيد
انقضي على جهل أمانة ربنا / ويرقبها وعد له ووعيد
وهذا مضيق يستحيل سلوكه / وطود تزل الرجل عنه كؤود
فقم سيد العرفان والجهل عامر / وقد لويت فوق القيود قيود
أتتركنا والليل مرخ سدوله / وما بيننا هاد إليه نهود
وإن كنت قد خلفت فينا أشعة / عرا الشمس من اشراقهن خمود
نرى السبعة السيارة امتثلت لها / فهن ركوع حولها وسجود
ولكن ما أثرت في البحر نقطة / وأنت محيط والبحار وفود
أبا يوسف انظر نظرة في مصابنا / فإن مصاب العارفين شديد
من الحسر أن تبقى على الجهل أمة / وليس عليها مرشد ورشيد
ورثت رسول اللّه علماً ودعوة / تسوق على منهاجه وتقود
ولم تأل جهداً في نصيحة دينه / تقارع عنه خصمه وتسود
كسرت على التأويل سلطان بطله / وأنت على الحق المبين مجيد
تثعلبت الأقوال حول حياضه / فقمت وأنت الليث عنه تذود
بسيف من البرهان منصله الهدى / وليس له إلا القران حدود
فقطع أعناق الخلاف وأصبحت / ملوك حجاج البطل وهي عبيد
ودوخت بالبرهان عارضة العدى / فولت لها بالخزي عنك فديد
قفي يا زقاة البطل لا تتفرقي / فليس سواء ثابت وطريد
فدى لامام الدين نفسي وقد طغت / عليَّ من الحزن المقيم جنود
وإني وإن أطريته لمقصر / وحسبي هم في الفؤاد وقيد
وحسبي وفاء من حقوق رثائه / ضمائر مفجوع إليه تعود
وأين مقامي بين أبحر نعته / ولكن دموع سبق ونشيد
عهودي بصبري يقضم الصخر نابه / فقد نسخت تلك العهود عهود
وما كنت أدري أن بعد ابن يوسف / سيلبث رشد أو يعيش جليد
وكنت أخال الأرض بعد هويه / تزلزل أغوار لها ونجود
وكنت أرى الأفلاك بعد فراقه / ستهوي ويعرو السابحات ركود
أما وشموس للمعارف أسفرت / بأسفاره إني به لكميد
وللصبر سلطان على كل نكبة / وصبري فيه لا يقوم مؤود
ولو كان هذا البحر دمعاً أفيضه / نسبت إليه الشح وهو يجود
أرى المزن فيه قلدتني فأسبلت / دموعاً وشقت جيبهن رعود
معاشر أهل الاستقامة هل لكم / عزاء وهل عيش يعد سعيد
علام يضج الشرق والغرب ضجة / به ذعر في دهشة وسمود
وما بال هذا الكون ولهان مطرقاً / كما ضيم بين الأقوياء حريد
أليس أبو الأهوال قد شن غارة / فباء وقطب العارفين فقيد
أليس لأن الحشر والنشر آزف / ولم يبق إلا سائق وشهيد
أئن فرغت أيامنا من محمد / وأصحابه يوم النشور بعيد
لقد آذنتنا صعقة الموت هجمة / ونحن على مهد الغرور رقود
وماذا نرجي بعد موت خيارنا / قعاصاً وأنواع الفساد تزيد
أنرجو بأن نعفى من الموت بعدهم / أو الحشر يلغى والحياة خلود
لقد جد جد الخطب فلننتبه له / ووافى شقي حده وسعيد
وقد صح مصداق الحديث فديننا / غريب كيوم الابتداء وحيد
وأكثر اشراط القيامة وارد / وأوشك للباقي القليل ورود
تيقظ لهذا الشأن يقظة حازم / وآخر في ثني الطريق رصيد
وما هو إلا سكرة الموت بغتة / وذلك أمر كنت منه تحيد
أما في وصايا اللّه أنا سننتهي / وإن حياة تنتهي ستعود
أما هذه الآجال في كل لحظة / بهن على دعوى النذير شهود
أينتقر الأخيار مثنى وموحداً / ويبقى لأشرار العباد محيد
لنا أعين في المدبرات كليلة / ولكن لحظ المقبلات حديد
أتنتظر الأجال منا فراغنا / أم الموت من قبل الحياة بعيد
ومن أعجب الأشياء وادعة النهى / وحرب المنايا عدة وعديد
وأعجب منه لهوها بين مفجع / تولى وآت ليس عنه محيد
فهلا تواعدنا على نصح مبصر / وأعلمنا أن الظنون همود
وأن مصيراً حل فيه قديمنا / يتابعهم للحل فيه جديد
فيا صعقات الحزن كم تتعهدي / قلوباً عليها للغموم غمود
وبئست قلوباً تثبت الحرص والبقا / وليس بها للموت قط جحود
وبئست قلوباً إن الظت بحائل / تنازع فيه وارث ولحود
نلقب ما يغري تلاداً وطارفاً / وما الشأن إلا جندل وصعيد
وبئست قلوباً إن قست وامامها / رفات وهم نسل لنا وجدود
وبئست قلوباً إذ تروح وتغتدي / بأمن ومحياها القصير مكيد
أما في صروف الحادثات مواقف / لفكر لملقي السمع وهو شهيد
تهد المنايا هضبة بعد هضبة / وفي سمعنا للباقيات هديد
ونحن على ما نحن أهداف رميها / ونمرح فيما نشتهي ونريد
هبلتك يا حرب المنايا تركتنا / نذوق مذاق الشهد وهو هبيد
متى فازت الآمال فيما ترومه / بباق وهل هذا الوجود وجود
وهل فقدنا للعارفين بقية / علينا وهل رأي الركون سديد
أبعد مليك الأولياء محمد / يروق نضير أو يلذ رغيد
ألا تلبس الأكوان فيه حدادها / كما نكست للدين فيه بنود
أيثلج صدر أو تغيض مدامع / ويبدىء عقل بعده ويعيد
عزاء بني الاسلام أن مصابكم / عظيم وأن الحزن فيه شديد
ربيع من العرفان أما جنانه / فغلب وأما نفعه فمديد
ذوى واكفهرت واقشعرت رياضه / فهل للجنى والظل بعد شهود
اضم إلى نشج السموات عبرتي / إذا استرجعت غب النشيج تعود
وليس بكاء العالمين مؤيداً / بقاء ولا فوق الحدود يزيد
على سيد لو عاش عاشت حياتنا / وإذ مات ماتت أنفس وجدود
سقى ذاته من ربه صوب رحمة / ولاقاه بين المصطفين خلود
إلا في ربيع الآخر الحزن فاحسبوا / فهذا لتأريخ الوفاة مفيد
سبق الارادة سلم المرتاد
سبق الارادة سلم المرتاد / فارتدْ لعلك سابق الرواد
نادتك ألسنة الحقيقة فالتفت / نحو النداء ونحو ذاك النادي
ارحل طليحك للنفير فربما / سبق الطليح وكل ظهر القادي
قد رشحتك لشأنها بشواهد / أبدى كواكبها الجمال البادي
أتراه يدعوك الحبيب لقربه / فإذا اقتربت رماك بالابعاد
لو تهت من نور الجمال بمشهد / لرأيت سر اللطف بالأشهاد
نور الجمال على المظاهر لائح / فالحظه مرتسماً على الايجاد
لولاه لاحترقت بنور جلاله / وجهلت حكمة عالم الأضداد
ألقاك في دار الفناء لحكمة / خفيت حقائقها عن الأفراد
ودعاك أن أقبل إلي ولا تخف / في المدلجين إلي من أجنادي
أنت الأمين على أمانتنا التي / ثقلت على الأفلاك والأطواد
أترى تؤديها بغير اعانتي / أو كنت تحملها بغير مرادي
ألبستك السبع المثاني خلعة / في هيكل من عالم الأجساد
فاخلع كثيفتك التي لا تنبغي / لشهود حضرتنا مع الأشهاد
واغسل بماء القدس عشر لطائف / هي أنت من دنس الطباع الكادي
أشربت خمسة أبحر لتعيش في / ظمأ فرد فرطا مع الوراد
فجرتها لك من صفات الذات في / عين الظهور ومبدأ الآحاد
ومن على عبد دعاك بنظرة
ومن على عبد دعاك بنظرة / تجلي على الآفاق شمس سعودي
فتشمل من في الأرض حتى أراهم / إلى اللّه أنصاري وفيه جنودي
فاحشد في نصر الاله ودينه / ومن قام بالدين الحنيف حشودي
فأصبح منصوراً مطاعاً مؤيدا / بفتح وتمكين وجاه سعيد
عسى ولعل اللّه يظهر دينه / على كل دين لم يكن بسديد
فتخضر آمالي وتورق منيتي / ويثمر في دوح المكارم عودي
فإنك فعال لما قد تريده / قدير على ما شئت خير مريد
الهي استجب دعوى إليك بعثتها / وقد طال ترجيعي بها ونشيدي
عقود ثناء قد أجدت نظامها / وإن كنت للأشعار غير مجيد
قصدت بها باب المليك ولم تزل / على بابه الآمال خير وفود
وصل وسلم مثل معلوم ما يجري / به القلم الأعلى من الخلق والأمر
بلا أمد يأتي ولا منتهي حصر / على المصطفى الهادي محمد البر
وحاشاك عن ردي وقطع مطامعي
وحاشاك عن ردي وقطع مطامعي / لشؤم جدودي واتضاح جمودي
وإن كان سعِيْ لا يفي بمطالبي / وإن حظوظي عن مناي قيودي
فان بقصدي اللّه تغدو صعابها / وإن عظمت قدراً أذل مقود
ومن يتمسك بالإله تكن له / إذا رامها العنقا أذلَّ مصيد
ولما رأيت الحظ عني نائما / وكان قيامي فيه مثل قعودي
وإن فعالي مثل مالي كلاهما / لدارس دين اللّه غير معيد
وإن لساني مثل كفي كلاهما / لاظهار دين اللّه غير مفيد
وإن حسامي كاليراع كلاهما / لأعداء دين اللّه غير مبيد
ودهري لم يأذن بغير اهانتي / واكرام خصم للاله عنيد
وغاية محصولي المواعيد والمنى / وإن وعود الغدر أي وعود
ولم يبق عندي اليوم إلا تمسكي / بعروة ركن للاله شديد
جمعت همومي وانتجعت بهمتي / إلى باب وهاب الجدود مجيد
إلى باب من يدعوه في الأرض والسما / ومن فينما من سيد ومسود
إلى باب من في كل يوم بحمده / له أي شأن في الأنام جديد
إلى باب خير الناصرين وأكرم ال / فيدين خير الفاتحين ودود
إلى باب وهاب الممالك قالب ال / كراسي قهار لكل عنيد
إلى مالك الملك العظيم اقتداره / إلى من له الأملاك خير عبيد
وقوفاً على أبوابه منه راجياً / قيام حظوظي في العلى وجدودي
فتخرق لي فيه العوائد نفحة / سماوية من مبدئ ومعيد
حظوظاً يقوم الدهر فيها بخدمتي / ويسعى بما لا يشتهيه حسودي
تقوم بتدبير الإله وكيده / لأمر عليه لم أكن بجليد
وتسعى بما يرضي الإله لدينه / إذا ما أمات الحق كل مريد
بها قام من قلبي الأئمة بالهدى / وكانت لرسل الله قبل وجودي
يتم بها النعما على متمماً / قديماً على خير الخلائق صيد
ومن لي بهذا في زمان مضاعة
ومن لي بهذا في زمان مضاعة / به سنن الاسلام بين قرود
ومن لي بأن يرضى الاله لدينه / بتعطيل أحكام ورفض حدود
ومن لي بأن يرضي لأمة أحمد / وقد سامها بالخسف كل كنود
ومن لي بأنصار إلى اللّه وحده / أشداء بأس في الحروب أسود
تباري النعام الربد خيلهم إذا / بحيء على نصر المهيمن نودى
يغاث بهم داع إلى اللّه قد دعا / وخوصم في ذات الاله وعودي
ومن لي بسهم يقطع الهام والطلى / ويفري من الأعداء كل وريد
حسام لدين اللّه واللّه ضارب / بحديه والهيجاء ذات وقود
ولو عارض الشم الجبال بضربة / لناحت على طود أشم فقيد
فقير لما أسديت من كل نعمة
فقير لما أسديت من كل نعمة / شكور لما أوليت غير جحود
دعاك ولا يرجو سواك لفقره / وأنت الذي تدعى لكل شديد
وما ظن يوماً أن يخيب آمل / بباب كريم في غناه حميد
ولم يك يشقى في دعائك عمره / ومنك يرجى اليوم كل مزيد
الهي تداركني بلطف واغنني / بواسع رزق من نداك عتيد
فمهما ترد شيئاً يكن بمقال كن / فهلا بكن تقضتي بأوسع جود
يجود به من جوده العمر شامل / على كل موجود بكل وجود
فما كان لي في غير جودك مطمع / وجودك منه طارفي وتليدي
وجودك إذ عز الشفيع وسيلتي / وجودك إذ عز البريد بريدي
وإني لوقاف ببابك سائل / لفضلك راج منك نجح وعودي
وقد دفعتني الكائنات بأسرها / إليك ولم تحفظ وثيق عهودي
وإني إن زايلت بابك قاصدا / سواك فقد أبرمت نقض عقودي
وعجل بنصر منك للدين مظهر
وعجل بنصر منك للدين مظهر / وعن كيد من عاداك غير مكيد
يقوم بأرباب الديانات والتقى / ويسطع نور الحق بعد خمود
وتنشر أعلام العلوم لواءها / بأسياف عدل لم تلق بغمود
يدبرها ماضي العزيمة حاذق / بانفاذ أمر اللّه غير مَؤُود
تذل له الآساد حتى النقاد لا / تذاد عن المرعى بأطلس جيد
أمين على دين الاله وشرعه / خليفته المأمون خير رشيد
به قرت الدنيا عيوناً وأهلها / على العدل والاحسان منه شهودي
خلق اللّه للمكلف عقلاً
خلق اللّه للمكلف عقلاً / فلماذا يهيم في كل وادي
شرك النفس لا يغيب عن العق / ل فكيف الوقوع في الأصفاد
ينفذ العقل حيث لا ينفذ الرم / ح ويجري أمام حضر الجواد
لا يرد العقول باب عن الح / ق ولا تنطوي بقرع العوادي
كيف تكبو بصائر مشرقات / دون ادراك مشرقات الرشاد
يعجز الجيش عن مهم وكم فض / فض ذو نهية صدور الهوادي
نحن لا ندرك العواقب إلا / أن للعقل منفذاً في الدآدي
ويا رب لطفاً من لعبد مؤمل
ويا رب لطفاً من لعبد مؤمل / بسيط لسان بالدعاء مديد
ويقصر منه القول ذكر ذنوبه / وقبح الخطايا فهو أي بليد
ويغضي حياء هيبة ومخافة / لعزك اجلالاً بكل شهود
فجد بمتاب عن مقر مصرح / بذنب وتقصير وطول صدود
منيب يرجى عندك العفو مولع / بذكرك لا ذكر اللوا وزرود
لنا أنفس لكنها اليومَ ظلمة
لنا أنفس لكنها اليومَ ظلمة / وناشئة لكنها بعدُ في المهدِ
إذا نحن طالعنا عهود فخارنا / راينا عظاماً لا تُعيد ولا تبدي
وإن نحن لاحظنا قضايا انحطاطنا / حكمنا بأن الجهل آفتُنا المردي
تصدر أقوام على عرش مجدنا / وما ذاك إلا للقعود عن الجِدِّ
وكنا سراج المجد قبل خمودنا / فلا كان من أمجادنا آخِرَ العهد
أقيموا بني أمي صدور مطيكم / فلسنا إلى غور نسير ولا نجدِ
نضحي بروح المجد في سُبل عارنا / نكستُ لها رأسي حياءً من المجدِ