المجموع : 66
قرَّبا مني حسامي وجوادي
قرَّبا مني حسامي وجوادي / وانظرا صدق ضِرابي وطِرادي
ودعاني من أحاديث الهوى / فالعُلى بين عنانٍ ونجادِ
أن بري جسمي سقامٌ عارقٌ / فبحب المجد لا حُبِّ سُعاد
لقحتْ حربُ بني فاعلةٍ / جهلوا حقِّي ولم يرعوا ودادي
فظُبى البيض وأطرافُ القَنا / طالباتُ الثأر من نحرٍ وهادِ
وعلى الحي ديونٌ جمَّةٌ / من سفاهِ واعتراضٍ واضطهاد
نطقوا لا نطقوا في فارعٍ / رفعَ الفضلَ إلى السبع الشداد
نَقموا منه عُلاً أحرزها / والصِّبا اغيدُ مُخضرُّ المَراد
بأس مطرور الشَّبا تشفهُ / كلِمٌ تسخرُ من قُس إياد
ووراء الضَّيم نفسٌ مِرَّةٌ / تستلين العزَّ في خرط القتاد
كلما ذدتُ حسامي عن عِديّ / ولجَ الضيمُ بتأخير ذيادي
طلباً لليوم ريَّانِ القَنا / كأسيَ الآفاق مِبْطان السيادِ
ينجلي نقعُ وغاهُ في الضُّحى / عن وساد التُّرب أو مُلْكِ البلاد
كرِّرا لحظكما في عارضٍ / لبي الصبحُ به ثوبَ سَواد
يلمعُ البارقُ من حافاته / بدلاصٍ ونصالٍ وصعادِ
مستهلُّ القطر لكن ماؤه / حلبُ الأوداج لا صوبُ العِهاد
ملأَ الخرقَ رجالاً وقَناً / وجياداً مثل مبثوثِ الجراد
واستمر الطعنُ حتى فُجعتْ / ذُبَّلُ الخطي بالرزقِ الحداد
وأتى الضَّربُ درِاكاً مثلما / رادفَ الجودَ عليُّ بن طِراد
أسد يُخشى وغيثٌ يُرتجى / في غنى مُقْوٍ وإرغامِ مُعادِ
يقصُ الأُقران من غير زئيرٍ / ويسحُّ الجودَ من غير رِعادِ
حاملُ المُغْرم خوَّاض الوغى / قاطعُ الليلةِ من غير رُقادِ
مستمرُّ الطعم مستعذبهُ / حين يُبْلي في خصامٍ وودادِ
آسرُ الألباب من أكمامه / وهو للمأسور يوم الحرب فادِ
حاز قولي شرف الدين الرِّضا / فاصطفى أسبقهُ يوم التعادي
فلباقي القوم سوقٌ وحوامٍ / وله الأعناق من هو الهوادي
نصعَ الشعر وقد أهديتهُ / سالم اللَّفظ إلى الخِرْقِ الجواد
لكريمٍ هاشميٍّ نَجُرُهُ / سَبَلُ الجود وإجراء الجياد
من أناسٍ كان من عاداتهم / محمدُ الأفعال في حربٍ ونادِ
غُلُبُ الأعناق صيدٌ نُبُلٌ / أهلُ إسراءٍ وأحلافُ سُهاد
بلمامٍ جُعْدةٍ غيرِ سِباطٍ / وأكفٍّ سبْطةٍ غيرِ جَعاد
يطرق الأَضياف منهم في الدُّجى / كل سامي النَّار مرفوع العِمادِ
لَهْمِمٌ من مسعاته / قاب قوسين وارشاد العباد
وجري البأس أبلجُ جَمٌّ علمهُ / نازلٌ في كل ثغرٍ بسداد
الْقِ الحدائج ترع الضُّمَّر القود
الْقِ الحدائج ترع الضُّمَّر القود / طال السُّرى وتشكَّتْ وخْدك البيد
يا سائر الليل لا جدب ولا فرقٌ / النبتُ أغيدُ والسلطانُ محمودُ
قَيْلٌ تألفت الأضداد خيفتهُ / فالمورد الضنك فيه والشَّاءُ والسيِّد
أغرُّ يشرق ديجورُ الظلام به / ومشرقات الضحى من غزوه سودُ
يروي غروب الظُّبي والمعتفين به / ما أنبط الجُرحُ أو ما أسبلَ الجود
فللقبيلين من نيءٍ ومُقْتدرٍ / زادانِ ما فيهما مَنٌّ وتَصْريدُ
مسحنفر الخطو غطى الشمس عثيره / فيه السَّوابقُ والغرُّ المناجيد
تحيد سمر العوالي وهو مقتحمٌ / وتستطير الرواسي وهو صِنديد
يزيدهُ جذلاً صوت الصريخ ضحىً / كأنما الحربُ في ألحاظه رُودُ
ألْهوب حرب له يوم الوغى شعلٌ / ويوم سلمٍ شهيُّ الطَّعم مورودُ
يصمي بطير من الأعواد هافيةٍ / أوكارهُنَّ المجالي واللَّغاديدُ
من كل أهيف ممشوقٍ يظاهره / مؤلَّلٌ من حديد الهند مجرود
ألفى به النسرُ عهداً من قوادمه / يميرُهُ ورواقُ الحرب ممدودُ
كأن مرماهُ مغناطيس أنصُله / ففيه قبل انتحاءِ القصد تسديدُ
لو أبصرت عينُ داوودٍ منافذه / لما تحدى بنسج السَّرْدِ داوودُ
من قلب محنيَّةٍ ملويَّةٍ قُذُفٍ / سيَّان في قصدها قربٌ وتبعيدُ
لها رنين إذا ما أنْبضتْ زجِلٌ / كما أرنَّ أبيُّ النفسِ مجهود
كأنها حاجب المذعور مُرْشقةً / ما فيه للخوف تدريجٌ وتجعيدُ
وتنثني حين تُلفي غيرُ موترةٍ / كأنها حاجبٌ بالغَيظ معقودُ
له ألَفٌ قويم القد معتدلٌ / مثقَّفٌ من عروق الخط أُمْلودُ
سكرانُ من عسلانٍ في معاطفه / لكنه عند طعن النَّحر عِرْبيدُ
يجري به وهو كيوانٌ لزرقته / وينثني وهو كالمريخ مردودُ
وصارمٌ تسبقُ التقحيم قتلتهُ / يوم الكريهةِ فالأيماءُ تقْديد
يغتالُ من لمعانٍ لحظ ناظِرهِ / فما لمُقْلة راءٍ فيه ترديد
كأنه جدولٌ والبحر قابضهُ / إذا انتضاه شديد البأس مجدود
على أقبَّ رحيب الصدر ذي خصل / فيه على الريح تبريزٌ وتجويد
نوَّامُ مربطه يقظانُ معركهِ / سهلُ العنانِ وفي التعداء تشديد
مصغ إلى هاجس من سرِّ فارسهِ / كأنَّه بضمير الركض مجلودُ
في جحفل كأتيِّ الطود ذي لجبٍ / له بمخترق البيداء تنضيد
كأنما القاع طِرْس وهو أسطرُه / والبيضُ والسمرُ أعرابٌ وتأكيد
كأن حياً تهادوا نار ممسيةٍ / نارُ السنابكِ تُعليها الجلاميدُ
لاحت به الطلعةُ الغراء إذ حجبت / شمس الضحى فضياء اليوم موجود
من نور أبلج لا في عوده خَورٌ / للعاجمين ولا في الرأي تفنيدُ
صَدْقِ البديهة في تأميم مقصدِه / وللرويَّةِ تصويبٌ وتصْعيدُ
يصيب من غير تقدير ولا فكر / كأنَّ آراءهُ في الأمر تأييدُ
تنام عنه الرعايا وهي وادعةٌ / والنوم عن مقلة السلطان مطرودُ
كم شامخٍ ذي قنانٍ من مفاخره / نمتك نحو ذُراه السادةُ الصيدُ
قومٌ أناملهم سحبٌ وأعصرهم / خصب وعافيهُم في الجدب مودود
تُسطْرب العيس من ذكرى محامدهم / فللحداةِ بهم رجْعٌ وتغريدُ
المطعمون وأرض الحي مُكْديةٌ / والمقدمون إذا فرَّ الرعاديدُ
من كل معتصب بالتاج ينعتهُ / على المنابر تعظيمٌ وتمجيدُ
يُهاب وهو جنين قبل رؤيتهِ / ويُستفاد إليه وهو مولودُ
يا صائماً قبل صوم اليوم من ورعٍ / هَناكَ باليُمن هذا الصَّومُ والعيد
أأهجعُ أم آوي إلى لينِ مَرْقَد
أأهجعُ أم آوي إلى لينِ مَرْقَد / ولم يرو في كفي غرارُ مُهنَّدي
أدنْ فمقامي في تميم بنِ خِندفٍ / مُقام أخي عُرٍّ بقفرٍ مُعقَّد
سل الهول عني هل نبت بي عزيمة / وحمس الجلاد هل جبنتُ بمشهد
نمانيَ صيْفيٌ وسُفيانُ والذي / أباح دماً يوم الكُلابِ ولم يَدِ
مُلوكٌ إذا عُدَّ الفخارُ تَساندوا / إلى حسبٍ بالمكرماتِ مُوَطَّدِ
غنيونَ بالبأس الجريء عن القَنا / وبالحمد عن نُعْمى لُجينٍ وعسجد
إذا أخمدَ النيرانَ قُرٌ مُراوحٌ / بأهداب رجَّاف العشيَّة مُرْعدِ
ولم يُطق العجلان في قبس ضرمةٍ / حفاظاً لما يعروه من رعشةِ اليد
ولاذت بفرث المُوديات مع الدجى / من القُرِّ رُعيْانُ الغريب المُردد
رأيتَ ضيوف الدارميينَ هُجَّعاً / لدى خير مثوىً من رجالٍ وموقد
إذا ناصفات الحي آنَسْنَ طارقاً / مشين سراعاً بالسَّديف المنضَّدِ
وقد عَلمَ الأقوامُ أنِّيَ مُدركٌ / مساعي قومي غير وانٍ مُعَرَّدِ
نعشتُ بزوراء العراق فَضيلةً / سرى ذكرها ما بين غورٍ وأنْجُدِ
سَفيتُ بها في وجه كل مُجوِّدٍ / من الأوَل الماضين هَبْوةَ رِمْدد
وزدتُ على ما أدركوهُ فصاحةً / وإن يزد الرحمانُ في العمر أزدد
أٌقولُ لركبٍ مُدلجينَ تذارعوا / بُرودَ الفيافي بالرَّسيم المُردَّدِ
نشاوى من التَّهويم حتى كأنما / سقاهم سُهادُ الليل خمرةَ صرخدِ
إذا ساور الإِعياءُ منهم عزيمةً / نفاهُ مقالٌ من فصيحٍ مُغرِّد
وقد لفظوا عن عيسهم كل مُثْقلٍ / من الرَّحْل حتى بُلْغةَ المُتزود
خُذوا برقابِ العيس أنْ رمتم الغنى / إلى ذي الأيادي طُغْرلِ بن محمد
فجاؤا على خوص العيونِ كأنَّها / من الشد والارْقال ظِلمانُ فدفدِ
إلى ملكِ ضَخْم الدَّسيعة جُودهُ / لدى المحْلِ والَّلأواء غير مصرَّد
كريمِ المساعي والخلائفِ والثَّنا / شديد مراس البأس طلاع أنُجدِ
مُعيضِ الجياد الجرد في كل مأزق / بماء الطُّلى والهام عن كل مورد
وتُعرض عن رعي الجميم خمائصاً / إلى ناضرٍ من منبت العز أغْيد
يُذمُّ بأفْواهِ العِشار عَشيَّةً / وتحمده العقبان عند ضُحى الغد
إذا ما انتدى يوم السلام وأشرقت / أسرَّتُه فوق الحشي المُعسْجدِ
رأيت مجن الشمس في وضح الضحى / وليث الشَّرى ما بين تختٍ ومسند
سباطُ خِلالٍ كالدمقس للامسٍ / وبأسٌ كحد المَشْرفيِّ المُهنَّد
وأبْلَجُ مِتلافٌ كأنَّ نوالَهُ / تحدر سيل من ذرى الطَّود مزبد
هنيءُ النَّدى لا واهبٌ بوسيلةٍ / ولا شائب المعروف منه بموعد
وأرْعَن خفَّاق البنود مُزمْجرٍ / تضيق به بيداؤه حين يغْتدي
شديد ارتصاف الدارعين كأنه / على جنبات القاع بُنْيَةُ قَرْمدِ
مفارط ملفوظ القنا مشهرِ الظُّبى / فلا حربَ إلا هبَّةٌ من مُجرَّدِ
دلَفْت له تحت العجاجة دَلْفَةً / فغادرته من بين ثاوٍ ومُسندِ
وما حملتْك الخيلُ إلا مُغيرةً / على حيِّ فُتَّاكٍ وغزْوة سيد
ولا ابيضَّ صبحٌ لم تشد في بياضِه / بناءَ المعالي بين مُرْدٍ ومُرْقدِ
إذا غدرتْ دارٌ وهبْت تُرابها / لأيدي المذاكي والعجاجِ المُصعِّد
تسيرُ إليها أيمنَ الحظ والسُّرى / بطيرٍ عليها أشأم الزجر أنْكدِ
وكم جلَّ جرمٌ فاغتفرتَ خطيرهُ / بحلم جميل الصَّفح رحب التَّغمد
فإنكَ من قومٍ علتْ مكرماتُهم / عن الحصر في ألفاظ مُثْن ومنشد
إذا ارتفقوا كان القيامُ تخادماً / أمام سرير المُلْك فخر المُسوَّدِ
بكم تشرق التيجان في كل مجلسٍ / ويبرق بيضُ اللأم في كل مشهد
وأدرك ركنُ الدين مسعاةَ قومهِ / برأي شميطٍ في نضارةِ أمرد
غرست الأيادي عند قومٍ كثيرةً / ولا كاليد البيضاء عند ابن مزْيَدِ
لدى مَلكٍ لا بأسُهُ بمذلَّلِ / ولا أصلهُ يوم الفخار بمُسند
أبا طالبٍ أعطى أخوكَ فلم يكُن / بما جاد منَّاناً ولا باخلَ اليد
وجئتُك أسْري من بلادٍ بعيدةٍ / فجُدْ لي بما أولي من المال أو زِد
حيِّ نجداً وأين من مَرْوَ نجدُ
حيِّ نجداً وأين من مَرْوَ نجدُ / إنما يبعثُ التحيَّة وجْدُ
عرُضتْ بيننا البلادُ وأضْحى / للمطايا دون التَّزوار وخْدُ
شامخاتٌ من الجبالِ صِعابٌ / وقِفارٌ من التَّنائفِ مُلْدُ
ووراءَ الفِراقِ طيْفُ خيالٍ / لم يعُقهُ عن الزيارة بُعْدُ
يفضلُ اليقظةَ الكرى حين يخطو / والظِّلامُ الصَّباحَ أيَّانَ يَبْدُو
لا تظنوا أنَّ الغَرامَ وأنْ بِنَّا وبنْ / تُمْ يقْضي عليه الصَدُّ
دونَ سُلوانِ حُبكم زفراتٌ / لافحاتٌ لها ضِرامٌ ووقْدُ
كلما هاج لاعجُ الشَّوق ذكْرى / خُذلتْ نجدةٌ وأضْعِفَ جَلْد
أيها الراكبُ المُغِذُّ على الأيْ / نِ لهُ بالنجاء حَثٌّ وكَدُّ
يستطيلُ الرقادَ إِدمانُ مَسْرا / هُ ويثْني عن المُعرَّس شدُّ
كلما ناسَ بالمَطيِّةِ عِشْرٌ / فمنَ السَّبْتِ والذميلِ الورْد
قُلْ لأهلِ العراقِ أنَّ ابن صيَ / فيٍّ جريءٌ كما عَهدتهم ألَدُّ
عاصفٌ بالمُلوكِ لا هُجْنةٌ في / هِ ولكن قَبولهُ والجَدُّ
لا ادكارُ الأوطانِ سَنَّ لي الذُّ / لَّ ولا راعني الردى والرمْدُ
بي عن خُطَّةِ الهَوان التفاتٌ / مثلما ألفِتَ البعيرُ المُغِدُّ
أنَّ صبري صبرَ الدِّلاص على الطَّ / عْنِ وقد أحكمَ القُوى والسَّرْدُ
هانَ عندي الزمانُ بؤسي ونُعْمى / وتساوي نحسٌ لديَّ وسَعدُ
وإذا الحبُّ لم يدُمْ فَسواءٌ / عذب الوصل أو أمرَّ البُعْدُ
يفعلُ اللهُ ما يشاءُ فما مِن / هُ مفرٌ ولا لما شاءَ رَدُّ
حازمُ القوم عاجزٌ في توقيِّ / هِ وكالجاهل اللَّبيبُ الأسَدُ
ما لفضلي يُذالُ بينَ أناسٍ / جودَهُمْ موعدٌ وشعري نقْدُ
كنزوا المالَ للخُطوبِ وذمي / لهم من أشد خَطْبٍ أشدُّ
كم أذَلْتُ المديحَ في حمْد قومٍ / كان كُفْراً بالمجد ذاكَ الحمدُ
حرجٌ ألْجأَ الصَّدوقَ إلى المَيْ / وما منْ لوازم العيْش بُدُّ
لستُ أخشى فوْتَ الغِنى وأمامي / شرفُ الحظ والمَليكُ الجعْد
بأبي الفتح يُفْتحُ المُرْتجُ الصَّعْ / بُ وتُعطفُ الخطوبُ النُّكد
مَلكٌ عندهُ قِراءانِ للضَّيْ / فِ وللجيش فتْكهُ والرِّفدُ
كلما نازلَ الكتائبَ والفَقْ / ر شكا جحفلٌ وأثنى وفْدُ
نِعْمَ من لَثَّمتْهُ هَبْوةُ حربٍ / وجلاهُ تحت السَنَوَّرِ طردُ
وإذا ملَّ سيفهُ الغِمْدَ أضْحى / وله مفرقُ المُتوَّج غِمْدُ
دارهُ حوْمة الوغى من عَوادٍ / وحشاياه عُودُ سَرجٍ ولِبْدُ
في لقاءِ الحروب ليثَ عَرينٍ / نال منه الطَّوى وفي الحلم أحْدُ
مُتلفٌ ما احتواهُ جُوداً جُوداً وبذْلاً / يُهدمُ المالُ حيث يُبْنى المجْدُ
مالُهُ بعدَ حمْدِه ومَعالي / هِ حسامٌ ماضٍ وطِرْفٌ علَنْد
يقِظٌ يُدركُ الخَفَّية منهُ / خاطرٌ أصْمعٌ ورأي أسَدُّ
نافرٌ بالوقار عن موطِن الفُحْ / شِ كما تنفرُ النَّعامُ الرُّبْدُ
كرمٌ زانهُ التبرعُ بالبذْ / لِ وما شانهُ سؤالٌ وكدُّ
كسراياهُ في البلادِ عَطايا / هُ تَوالى وليس يُدْركُ عَدُّ
لَغياثُ الدين اشترى الحمد النَّفْ / سِ وبالمالِ صفْقةً لا تُردُّ
فبما أثْنَت القَوافي عليه / طَفِقَ القائلُ المُغرِّدُ يحدو
يا ابنَ مُستخدمِ المُلوكِ ببأسٍ / تتَّقيهِ المؤلَّلاتُ المُلْدُ
والذي أضحتِ البهاليلُ من هَيْ / بتهِ وهي في التَّخادُم جُنْدُ
غُرُّ تيجانهم نِعالُ مَذاكي / هِ إذا جازَ بالتَّخالُفِ حدُّ
لكم البيضُ والذَّوابلُ والَّلأ / مُ شَعارٌ والسَّابقاتُ الجُردُ
وإذا ما الأحسابُ جاذبها النَّا / سُ فأنتم ألمُستَمدُّ العِدُّ
نشر أعراضكمْ إذا ما مَساعي / كم أعيدتْ مسكٌ يضوعُ ونَدُّ
أوفِ فضلي حقوقه أنَّ فضلي / راح فرداً وأنت في الناس فَرْدُ
رُبَّ رِفْدٍ وإنْ تكاثرَ عدّاً
رُبَّ رِفْدٍ وإنْ تكاثرَ عدّاً / قَلَّ من فَرطِ كَثرةٍ التَّردادِ
إنما الجُودُ كالحياةِ ولكنْ / يَعتريها السَّقامُ بالميعادِ
وسؤالُ الأحرار من غير خَلْفٍ / ثمنٌ للنَّدى من الأجْوادِ
ظلُّ الأسنَّةِ لا جيرانُ بغدادِ
ظلُّ الأسنَّةِ لا جيرانُ بغدادِ / وسابغُ الزغْف لا موشيُّ أبرادِ
أدنى إلى المجد من عيشٍ يقارنُه / تَهضَّمٌ من أباةٍ الحمدِ أوغادِ
فارغب بنفسك أنْ يقتادها رغدٌ / ودونه جائرٌ في حكمه عادي
رحلتُ عنكم فلا جيدٌ بملْتفتٍ / إلى الديار ولا شوقٌ بمُعْتادِ
وكم وراء رحيلي من مُحبَّرةٍ / روعَاءَ بارقةٍ بالشرِّ مِرْعادِ
يا غامزينَ قناةً غيرَ خائرةٍ / وراسِنينَ شديداً غيرَ منْقادِ
كُفُّوا عن الأوراق العاديِّ إنكم / لا تستطيعون نقل الأوْرق العادي
ولا تَسنُوا لأقوالي سِبابكمُ / فما العضيهةُ من شأني ولا عادي
طويتُ منكم حيازمي على ضمدٍ / وأكثر الضيَّمُ تغويري وأنْجادي
حيث انتهيتم فما قدري بمضطهدٍ / عند المُلوك ولا قومي بآحادِ
وإنْ أكن مادحاً من غير قارضةٍ / فربما كنتُ يوماً حيَّةَ الوادي
عزِّي نواصي جوادي حين أركبها / والمجدُ مستودعٌ في قلب أغمادي
وبالفَلاةِ لنا يومٌ تَراجُمُه / بالهام ينجزُ مأمولي وميعادي
تُطيلُ فيه عِذامَ اللُّجْم سُبَّقٌه / ويُكثرُ السيفُ من تقبيل أجْياد
صحا به كل سكرانٍ لهيبتهِ / حتى الرُدينيُّ فيه غيرُ مَيَّادِ
واستضحكت فيه بيض الهند من نهل / واستعبر الهامُ من سَح وامدادِ
كأنما دمُ أوداج الرجالِ به / سيلٌ تدافعَ أو جودُ ابنِ حمَّاد
مُروي شفار المواضي وهي ظامئة / ومطعمُ الضيفِ في جدب وإرغاد
الطاعنُ الطَّعنة النَّجلاء تتبعها ال / رَّعْلاء في لبَّة الغطريف والهادي
لا تستخفُّ تأنِّيهِ حفيظتُه / ولا يَشوبُ عطاياهُ بميعادِ
يسطو ويحلم في سلْمٍ ومُعتركٍ / فالفتك للحرب والإعراضُ للنادي
تُغلُّ بالعرف أعناقُ الرجال له / ولا تبيتُ أساراهُ باصْفادِ
يحمي ويقْري لدى خوف ومسبغةِ / فالضيف والجار في أمنٍ وفي زا دِ
فما يُعِدُّ حُساماً أو يَعِد لُهىً / إلا لإِدراكِ إِعطاءٍ وأنْجادِ
ثبت العهود لو أنَّ الغدر عن عُرض / وردٌ لباتَ يقاسي غُلَّةَ الصَّادِ
سأبعثها بين البيوت شَوازِياً
سأبعثها بين البيوت شَوازِياً / تُقَضُّ لها بالراقدين المراقدُ
تميميَّةٌ صيفيَّةٌ دارميةٌ / لها الحزمُ حادِ والعزيمةُ قائدُ
تمطرُ في غَبراء يَظْما لحرِّها ال / رجالُ وتَروي المرهفات البوارد
تشاكين من جور الملوك فصافحتْ / سنابكها تيجانُهم والمعاقِدُ
معجْنَ بفتيانٍ كأنَّ قُلوبهمْ / إذا عصفوا بالدارعين الجلامدُ
يهونُ عليهم صعبُ كل ملمَّةِ / غِضاباً ويدنو الشاحظ المُتباعدُ
على معشرٍ لا يُقدحُ الزندُ فيهم / إذا ارتفعت فوق الجبال المواقدُ
مقاديمُ في طردِ الضيوفِ أذلَّةٌ / إذا الخيل جالت تبتغي من تُطارد
هم كدَّروا صفو الوداد وزعزعوا / نسيم التَّقالي وهو بالوصل راكدُ
وهم أسخطوا فيَّ المعالي سَفاهةً / على غير جُرمٍ والليالي شواهدُ
ومما شجاني أنَّ نفسي ألُوفَةٌ / وقلبي على جور الحبيب مُراودُ
أبيٌّ عطوفٌ في الدنيَّةِ والهوى / فلا الحبُّ مطرودٌ ولا الجيش طارد
تنفس صبح الشيب في ليلِ مفرقي / ضلالاَ ولم يعقد به التاجَ عاقدُ
وما خلتُ في خمس وعشرين شيبةً / سوى أن همّاً أشعل الرأس زائد
إِلامَ أمنِّي النفس كل عظيمةٍ / ودهريَ عنها دافعْ لي ذائدُ
وأستوكفُ المعروف أيدي معشرٍ / تموتُ الأماني عندهم والمحامد
إذا أنا بالغُرِّ القوافي مدحتُهم / لعُذرٍ هجتني بالمديحِ القصائد
هل للزمان وقد جلَّتْ جرائمُهُ
هل للزمان وقد جلَّتْ جرائمُهُ / وأضعف الخطب من تلقائه الجلدا
أن يجمعَ الشملَ ما بيني وبينكم / حتى أعُدُّ له تلك الذنوبَ يَدا
فإنَّ رؤيا أبي نصْرٍ على كبدي / كالماء ينقعُ مني بالورود صَدى
أغَرُّ تفضل حدَّ السيف عزمتُه / بأساً ويفْضُل هطَّال السحاب جدا
كُفي مقالك عن لومي وتَفْنيدي
كُفي مقالك عن لومي وتَفْنيدي / صبابتي بالعُلى لا الخُرَّدِ الغِيدِ
أطَلْت حتى حسبت المجد منقصةً / كلا ولو أنه حتَفُ المماجيدِ
لما رأيتِ غَراماً جَلَّ عن عَذَلٍ / حسبتِه بهوى الحُسَّانةِ الرُّودِ
لا والرَّواقصِ بالأنْساعِ يَبْعثها / زجرُ الحُداةِ بإنشادٍ وتغريدِ
إذا ونين من الأرقال واضْطمرتْ / من اللُّغوب خلطْن البيدَ بالبيدِ
لُغامهنَّ وما ينضحن من عَلَقٍ / غِسْل الأزمَّة أو صبغُ الجلاميدِ
يحملن شُعثاً على الأكوار تحسبهم / أزِمَّةَ العيسِ منهمٍّ وتَسْهيدِ
ما حنَّ قلبي إلى الحسناء من علقٍ / لكنني بالمعالي جِدُّ مَعْمودِ
صبابتي دون عِقْدٍ زانهُ عُنُقٌ / إلى لواءٍ أمامَ الجيش معقودِ
أميسُ تِيهاً على الأحياءِ كلِّهِمُ / علماً بأنَّ نظيري غيرُ موجودِ
كيف الإجادةُ في نظمٍ وقافيةٍ / عن خاطرٍ بصروف الدهر مكدود
كم قد قريت هَنيَّ العزْم نازلةً / والخطب يُجلب في ساحاتِ رعديد
تَبَصَّرُوها مِراحاً في أعِنَّتِها / يجفن ما بين مقتولٍ ومطرودِ
تكرُّ ف ليلةٍ ليْلاءَ من رَهَجٍ / على نجيعٍ لخيل اللهِ مورودِ
تنزو بحُمْسٍ هفت أضغانهم بهم / فحطموا في التراقي كل أمْلودِ
كأنَّ فرْط توالي الطَّعن بينهمُ / ولْغُ العواسل أو معروف محمود
الواهب الحتف والعيش الخصيب معاً / فالموتُ بالبأسِ والإحياءُ بالجودِ
والمُبْتَني شَرفاً ترسو دعائمُهُ / بمحمد السَّعي لا صُمِّ القَراميدِ
إنْ أمسك الغيث لم يحبس مكارمه / طولُ المِطالِ ولا خُلْفُ المواعيدِ
مالٌ يُذالُ وعرضٌ بذْلتهِ / خوضُ الأسنَّةِ في ماءِ اللَّغاديدِ
أرقُّ من خُلقِ الصهباء شيمتُهُ / فإن يُهَجْ فهو كاسٍ خُلق جلمودِ
فسخطهُ ورضاهُ حين تخبُره / ماءٌ قَراحٌ ونارٌ ذاتُ أخْدودِ
شاكي السلاح من الإقدام حِيلتهُ / لَطافةُ الزولِ في صبر الصَّناديدِ
فكل مُعضل خطبٍ في رويَّتهِ / حديدُ سابغةٍ في كفِّ داودِ
بنانُه البحرُ والأطراسُ شاهدةٌ / بقذف دُرٍّ على الأطراس منضودِ
صوابُ فتْواه في الإحكام مُثبِتةٌ / قواعِدَ الشَّرعِ من أسٍّ وتشييدِ
كأنَّ بُرهانَ مدلولٍ بفوهُ بهِ / عذبُ الفصاحة في ترجيع غِرِّيدِ
فضلْت حَدَّ التهاني فانصرفتُ إلى / هُني بك العيد من هُنِّيت بالعيدِ
أبا الفوارسِ والأيامُ شاهدةٌ
أبا الفوارسِ والأيامُ شاهدةٌ / أني بمدحك ذو شدوٍ وتغريدٍ
وأنني صُغت في علناكَ من مدحي / غراً يُبارين حُسن الخُرَّدِ الغيدِ
وحسنُ عهدكَ مشهورٌ وأكرمهُ / وفاؤه لصحيح الودِّ مَودودِ
يغبُّ الغيثُ أكنافَ البلادِ
يغبُّ الغيثُ أكنافَ البلادِ / ويُخلف بارقُ السحبِ الغوادي
ويغبرُّ الشتاء ومنه يُرجى / نمو الروض أو رِيُّ الصَّوادي
وسيف الدولة الملكُ المُرَّجى / سَحوحُ الجُوْدِ مُنْهلُّ العِهادِ
يبيد نواله فقرَ المَقاوي / وحَدُّ حُسامه مُهج الأعادي
إذ افتخرت ملوك الأرض طُراً / بتعديد المساعي والأيادي
شآها عند مُعتبر المعالي / طيلُ الرمحِ واليد والنجادِ
طليقُ الوجه أغلب مزْيديٌّ / مُضيءُ النارِ مرفوعُ العِمادِ
حماهُ الصبر من وقْع الرزايا / فما يُصْمى بداهيةٍ نَآدِ
ولما أن بلاهُ الدهرُ خُبْراً / وعَجْماً في المُلمَّاتِ الشدادِ
وأبصر منه طوداً ذا هضابٍ / وقوراً لا يُزعزعُ بالعَوادِي
أذلَّ له القياد وكان صعباً / على الأحرار مُمتنعَ القِيادِ
هو الغاني ببلغته وحمْدٍ / عن النَّشب المُجمَّع والتِّلادِ
وواهبُها ألوفاً رابحاتٍ / مُكرمةً عن الوعْد المُعادِ
وباعثُها إلى الغاراتِ تهْفو / سِراعاً مثل مبثوثِ الجرادِ
فيوماً بالمشارق في مغارٍ / ويوماً بالمغارب في جِلادِ
أجلْت الخيلَ في الآفاقِ حتى / تخوَّفتِ السماءُ من الطرادِ
وباراكَ المُلوكُ فكنت منهم / مكان الشامخاتِ من الوهادِ
وكم بخلوا ومالُكَ مُستباحٌ / يظلُّ رغائباً في كل نادِ
وكم رقدوا وأنت من التَّروي / لكسبِ المجد ممتنعُ الرُّقادِ
وكم برموا وأنت رحيبُ بالٍ / تُلاقي الهولَ جذْلانَ الفؤادِ
منحتك مهجة كرُمتْ وعزَّت / ولم تكُ للنوالِ المُستفادِ
ولكني هويتُكَ للمعالي / وما أوتيتَ من شيمٍ وعادِ
وطاب تواضعي لك مثل كِبْري / على الكُبراء في وطءِ الوسادِ
ولستُ بشاعرٍ قدراً ولكن / فصيحٌ بالعُلى والمدح شادِ
أطع فيَّ العُلى وازجر رجالاً / سعوا في شأن مجدي بالفسادِ
فإنَّ الجاهلينَ بغير خُلْفٍ / لأهل الفضل مُذْ خُلِقُوا أعادِ
ولم يزل البعيدُ الشَّوف مرْمىً / لأقوال اللئام من العِبادِ
أرَوْني لينةً وسكونَ عِطْفٍ / وغَرُّوني بشيء كالوداد
وقد كمنَ الأذى والشرُّ فيهم / كُمُونَ النار في جوفِ الزِّنادِ
وقالوا أنه رجلٌ مَريرٌ / متى نُسخطهُ يأخذُ في البِعادِ
فيخلو وجه مولانا ونخلوا / عن المُتزمتين أولي السَّدادِ
ودون فراقِ سيدِ آل عوفٍ / مخاضُ النار أو خرْط القَتادِ
وما أهديته من صفو ودي / فليس مدى الزمان بمستعاد
وقالوا هبه يرفعه علينا / فكيف على خُؤلته الحِدادِ
وما رفعي بمبتدعٍ ولكن / أضَلَّ دليلهمْ طُرقَ الرشادِ
أنا الرجل المقرُّ بفخر فضلي / وهمَّتي الاصادقُ والأعادِي
وقد رفعتني الكُبراءُ قِدْماً / وأوطئْتُ المفارقَ والهَوادِي
فإن حربٌ فعمروٌ في زُبيدٍ / وإنْ نُطْقٌ فقُسٌّ في إيادٍ
ولم أمنحك هذا الرأس إلا / لترفعني على السبع الشِّدادِ
أرى المُغتاب لي منهم كعاوٍ / إلى ضرغامةٍ في الخيس عادِ
أو الساعي ليجرح حدَّ سَيْفٍ / بأنْمُلِه هذا الجهلُ بادِ
سعوا وكرُمْتَ فانقلبوا بخُسرٍ / وما ظفروا بإدراكِ المُرادِ
إذا التوفيق أعوزَ في المساعي / فليس يُفيدُ فرطُ الاجتهادِ
وكم بدروبِ بغدادٍ حديثاً / يسرُّك نشره في كل نادِ
بأنكَ قد بلغت بي الثُّريّا / وأني للترقي في ازديادِ
فكن حيث الظنون فكل كسبٍ / سوى الذكرِ الجميلِ إلى نَفادِ
بقيت ولا زلَّتْ بك النَّعلُ أنني
بقيت ولا زلَّتْ بك النَّعلُ أنني / فقد اصطباري عند فقد ابن خالد
فتىً عاش محمود المساعي مُمدحاً / ومات نقيَّ العرضِ جمَّ المحامدِ
ليهن التُّقى والدين كونك سالماً
ليهن التُّقى والدين كونك سالماً / فلا دينَ إلا حيث أنت مجاهد
تساوى فصاحُ الحي فيك ولُكْنُه / مديحاً فكل القول فيك قصائدُ
كما أنَّ ضوء الشمس شاع فما له / ولا الرجل الأعمى من الناس جاحدُ
وإنْ استطع من فرض حبي لانقضى / زماني في شكريك واللهُ شاهدُ
فلا خَلتِ الأيام منك ولا خَلا / من القول في أوصاف مجدك حامدُ
أُحبُّ مطال الوصل لا عن رضىً به
أُحبُّ مطال الوصل لا عن رضىً به / وهل ترتضي نفس الفتى ما يؤودها
ولكن حياة الحبِّ فيه وطولُه / ولليأس حالٌ لا ينادي وليدُها
فلا تنكروا فرط اغتراري بقولها / وإنْ أخلفتني في اللقاء وعُودها
فما حالةٌ إلا وتُبْقي بقيَّةً / وما الموت كل الموت إلا صدودها
وإني لأطوي مدةَ الوعد بيننا / وأذهلها عن ذكرها لا أعيدها
تكذبُ دعوى الحب ظُلماً وبيننا / شهودُ هوىً لا يستطاعُ جحودها
لظى زفراتٍ ليس يبردُ حَرُّها / ونظم دموعٍ لا تُحلُّ عُقودها
رعى الله ما تحت القميصِ فإنه / ذما مُهْجةٍ لم يبق إلا وجُودها
وأنيقةٍ أنُفٍ يُضَوِّعُ طِيبها
وأنيقةٍ أنُفٍ يُضَوِّعُ طِيبها / جُنْح الدُّجى عمدُ التراب وجعدهُ
جيدَتْ من الديم السراع بواكفٍ / بسمتْ بوارقهُ وزمجر رعْدهُ
في متْن أملس نازحٍ عن طارقٍ / خاوي الصُّوى ما فيه إلا رُبْدهُ
راحت له معتلَّةً من نسمةٍ / تجري فيحسدهُ الكِباءُ ونَدُّهُ
كأريج عرض ابن الحسين وذكره / في العَمِّ إذ تُتْلى عُلاهُ ومجدهُ
تَضِرُ النعيم لبيقُ عطْفٍ بالعُلى / تخشى بوادرهُ ويُرْجى رِفْده
يلوي ويخلفُ في الأمور وعيدهُ / كرماً ويصدقُ في المكارم وعْدهُ
خِرْقٌ ذخائره إذا ذخر امرؤٌ / مالاً مناقبه الفِخامُ وحمْدهُ
يستعذب المُرَّ الأليمَ بعزْمهِ / فكأنما صابُ المآثر شَهْدهُ
وتُطيعهُ شُمس الخطوب بقصدهِ / فكأنَّ أحْداثَ الليالي جُنْدهُ
ويقول في النادي فيحصرُ دونهُ / حُمْس الجدال إذا يقولُ ولُدُّهُ
ولنعمَ مأوى الطَّارقين عشيَّةً / وليلُ يلتهم المواقدَ بَرْدهُ
حين اشتداد القُرِّ يجحدُ عنده / مُستودع النار الكمينةِ زنْدهُ
فهناك ضيفُ الزَّيْنبيِّ بغبْطةٍ / ثاوٍ وللخصب المُحسَّدِ وفْدهُ
منْ مُوردي ماء النحور جيادهمْ / والقاعُ يخْفي بالعجاجةِ وِرْدُهُ
الناصرينَ الدين حالَ يَغُوثُهُ / من دون طاعته وضلَّل وَدُّهُ
وإذا عُرى الأحساب جاذبها الورى / فلهم من الحسب المُكَرَّم عِدُّهُ
سيلٌ من العلياءِ سالَ ومِنْ عُلى / قاضي القُضاة أخي المناقِبِ مَدُّهُ
عجزتُ فما لي حيلةٌ في هواكمُ
عجزتُ فما لي حيلةٌ في هواكمُ / سوى أنني أزداد وجداً مع الصدِّ
ولو أنني جاهدتُ نفسي فيكمُ / سلوتُ ولكن الاجِهاد على العبد
قد حويتُ السُمَّ والشَّهدَ معاً
قد حويتُ السُمَّ والشَّهدَ معاً / بالنَّدى والبأسِ في لونِ مِدادِ
وفضلتُ الجنسَ اِذْ يُكتبُ بي / مَدحُ مولانا عليِّ بن طِرادِ
اُلِينَ لداود الحديدُ كرامةً
اُلِينَ لداود الحديدُ كرامةً / يقدِّر منه السَّرد كيف يريد
ولانَ لكَ المرجانُ وهو حجارةٌ / ومعطفهُ صعبٌ المرامِ شديد
يا فتى الخيرِ من نوالٍ وبأسٍ
يا فتى الخيرِ من نوالٍ وبأسٍ / والمسَاعي بما أقولُ شُهودُ
والذي اِن أطلَّ خطبٌ وجدبٌ / أمِنَ المُعْتَفي به والطَّريدُ
يُقتلُ المَحلُ حيث كنت من الأر / ضِ ويحْيا براحتَيْكَ الهُمودُ
فلمُستصرخي حِماكَ ونُعمْا / كَ عطاءٌ هامٍ ونصْرٌ عَتيدُ
أضعفَ الماجدينَ أوْقُ المَعالي / ورئيسُ الدينِ الصَّبورُ الجليدُ
أبيضُ العِرْضِ والنِّجار لبيقٌ / بالمعَالي سَمْحُ السَّجايا ودودُ
اِنَّ جوداً أتى بغيرِ سُؤالٍ / كفَّ عني الغَريمَ وهو عنودُ
سارَ شعري به وما زالَ شِعري / أرْحبياً يدْنو عليه البعيدُ
تطْربُ الواخِداتُ تحت رواتي / كلَّما طابَ بالأصيلِ النَّشيدُ
وسيأتي مصرَ البعيدةَ والشا / مَ وتَرْويهِ مكَّةٌ والصَّعيدُ
ولِبغدادَ ضجَّةٌ بثناءٍ / كادَ يتلو فصيحهُ المولودُ
كلُّ هذا وما اُعيدتْ حُظوظي / وفؤادي بحبْسها مجهودُ
ولمَّا التقينا ساورتني مُدامةٌ
ولمَّا التقينا ساورتني مُدامةٌ / من الشيِّمِ الغُرِّ العِذاب المواردِ
فرحتُ كنشوانِ العشيَّةِ هزَّهُ / نسيمُ حُزامى طَلُّهُ غيرُ راعِدِ
أميسُ بأكنافِ البيوتِ مَسَرَّةً / بأبْلج من دوْدانَ جَمَّ المحامدِ
بعامِر بيتٍ من خُزَيْمةَ شادَهُ / الدُّبَيْسانِ بالعَلْياءِ لا بالقرامدِ