القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو فِراس الحمَداني الكل
المجموع : 27
أوصيكَ بِالحُزنِ لا أوصيكَ بِالجَلَدِ
أوصيكَ بِالحُزنِ لا أوصيكَ بِالجَلَدِ / جَلَّ المُصابُ عَنِ التَعنيفِ وَالفَنَدِ
إِنّي أُجِلُّكَ أَن تُكفى بِتَعزِيَةٍ / عَن خَيرِ مُفتَقِدٍ ياخَيرَ مُفتَقِدِ
هِيَ الرَزِيَّةُ إِن ضَنَّت بِما مَلَكَت / مِنها الجُفونُ فَما تَسخو عَلى رَحَدِ
بي مِثلُ مابِكَ مِن حُزنٍ وَمِن جَزَعٍ / وَقَد لَجَأتُ إِلى صَبرٍ فَلَم أَجِدِ
لَم يَنتَقِصنِيَ بُعدي عَنكَ مِن حُزُنٍ / هِيَ المُواساةُ في قُربٍ وَفي بُعُدِ
لَأَشرِكَنَّكَ في اللَأواءِ إِن طَرَقَت / كَما شَرِكتُكَ في النَعماءِ وَالرَغَدِ
أَبكي بِدَمعٍ لَهُ مِن حَسرَتي مَدَدٌ / وَأَستَريحُ إِلى صَبرٍ بِلا مَدَدِ
وَلا أُسَوِّغُ نَفسي فَرحَةً أَبَداً / وَقَد عَرَفتُ الَّذي تَلقاهُ مِن كَمَدِ
وَأَمنَعُ النَومَ عَيني أَن يُلِمَّ بِها / عِلماً بِأَنَّكَ مَوقوفٌ عَلى السُهُدِ
يامُفرَداً باتَ يَبكي لامُعينَ لَهُ / أَعانَكَ اللَهُ بِالتَسليمِ وَالجَلَدِ
هَذا الأَسيرُ المُبَقّى لافِداءَ لَهُ / يَفديكَ بِالنَفسِ وَالأَهلينِ وَالوَلَدِ
قولا لِهَذا السَيِّدِ الماجِدِ
قولا لِهَذا السَيِّدِ الماجِدِ / قَولَ حَزينٍ مِثلِهِ فاقِدِ
هَيهاتَ مافي الناسِ مِن خالِدِ / لابُدَّ مِن فَقدٍ وَمِن فاقِدِ
كُنِ المُعَزّى لا المُعَزّى بِهِ / إِن كانَ لابُدَّ مِنَ الواحِدِ
هَل لِلفَصاحَةِ وَالسَما
هَل لِلفَصاحَةِ وَالسَما / حَةِ وَالعُلى عَنّي مَحيدُ
إِذ أَنتَ سَيِّدي الَّذي / رَبَّيتَني وَأَبي سَعيدُ
في كُلِّ يَومٍ أَستَفي / دُ مِنَ العَلاءِ وَأَستَزيدُ
وَيَزيدُ فِيَّ إِذا رَأَي / تُكَ في النَدى خُلُقٌ جَديدُ
إِنّي مُنِعتُ مِنَ المَسيرِ إِلَيكُمُ
إِنّي مُنِعتُ مِنَ المَسيرِ إِلَيكُمُ / وَلَوِ اِستَطَعتُ لَكُنتُ أَوَّلَ وارِدِ
أَخكو وَهَل أَخكو جِنايَةَ مُنعِمٍ / غَيظُ العَدُوِّ بِهِ وَكَبتُ الحاسِدِ
قَد كُنتَ عُدَّتي الَّتي أَسطو بِها / وَيَدي إِذا اِشتَدَّ الزَمانُ وَساعِدي
فَرُميتُ مِنكَ بِغَيرِ ما أَمَّلتُهُ / وَالمَرءُ يَشرَقُ بِالزُلالِ البارِدِ
لَكِنأَتَت دونَ السُرورِ مَساءَةً / وَصَلَت لَها كَفُّ القَبولِ بِساعِدِ
فَصَبَرتُ كَالوَلَدِ التَقِيِّ لِبَرِّهِ / أَغضى عَلى أَلَمٍ لِضَربِ الوالِدِ
وَنَقَضتُ عَهداً كَيفَ لي بِوَفائِهِ / وَسُقيتُ دونَكَ كَأسَ هَمٍّ صارِدِ
وَداعٍ دَعاني وَالأَسِنَّةُ دونَهُ
وَداعٍ دَعاني وَالأَسِنَّةُ دونَهُ / صَبَبتُ عَلَيهِ بِالجَوابِ جَوادي
جَنَبتُ إِلى مَهري المَنيعِيِّ مُهرَهُ / وَجَلَّلتُ مِنهُ بِالنَجيعِ نِجادِ
لَقَد كُنتُ أَشكو البُعدَ مِنكَ وَبَينَنا
لَقَد كُنتُ أَشكو البُعدَ مِنكَ وَبَينَنا / بِلادٌ إِذا ما شِئتُ قَرَّبَها الوَخدُ
فَكَيفَ وَفيما بَينَنا مُلكُ قَيصَرٍ / وَلا أَمَلٌ يُحيّ النُفوسَ وَلا وَعدُ
إِلى اللَهِ أَشكو ما أَرى مِن عَشائِرٍ
إِلى اللَهِ أَشكو ما أَرى مِن عَشائِرٍ / إِذا مادَنَونا زادَ جاهِلُهُم بُعدا
وَإِنّا لَتَثنينا عَواطِفُ حِلمِنا / عَلَيهِم وَإِن ساءَت طَرائِقُهُم جِدّا
وَيَمنَعُنا ظُلمُ العَشيرَةِ أَنَّنا / إِلى ضُرِّها لَو نَبتَغي ضُرِّها أَهدى
وَإِنّا إِذا شِئنا بِعادَ قَبيلَةٍ / جَعَلنا عِجالاً دونَ أَهلِهِمُ نَجدا
وَلَو عَرَفَت هَذي العَشائِرُ رُشدَها / إِذاً جَعَلَتنا دونَ أَعدائِها سَدّا
وَلكِن أَراها أَصلَحَ اللَهُ حالَها / وَأَخلَفَها بِالرُشدِ قَد عَدِمَت رُشدا
إِلى كَم نَرُدُّ البيضَ عَنهُم صَوادِيا / وَنَثني صُدورَ الخَيلِ قَد مُلِأَت حِقدا
وَنَغلِبُ بِالحِلمِ الحَمِيَّةَ مِنهُمُ / وَنَرعى رِجالاً لَيسَ نَرعى لَهُم عَهدا
أَخافُ عَلى نَفسي وَلِلحَربِ سَورَةٌ / بَوادِرَ أَمرٍ لانُطيقُ لَها رَدّا
وَجَولَةَ حَربٍ يَهلِكُ الحِلمُ دونَها / وَصَولَةُ بَأسٍ تَجمَعُ الحُرَّ وَالعَبدا
وَإِنّا لَنَرمي الجَهلَ بِالجَهلِ مَرَّةً / إِذا لَم نَجِد مِنهُ عَلى حالَةٍ بُدّا
يامُعجَباً بِنُجومِهِ
يامُعجَباً بِنُجومِهِ / لا النَحسُ مِنكَ وَلا السَعادَه
اللَهُ يَنقُصُ ما يَشا / ءُ وَفي يَدِ اللَهِ الزِيادَه
دَع ما أُريدُ وَما تُري / دُ فَإِنَّ لِلَّهِ الإِرادَه
دَعوتُكَ لِلجَفنِ القَريحِ المُسَهَّدِ
دَعوتُكَ لِلجَفنِ القَريحِ المُسَهَّدِ / لَدَيَّ وَلِلنَومِ القَليلِ المُشَرَّدِ
وَما ذاكَ بُخلاً بِالحَياةِ وَإِنَّها / لَأَوَّلُ مَبذولٍ لِأَوَّلِ مُجتَدِ
وَما الأَسرُ مِمّا ضِقتُ ذَرعاً بِحَملِهِ / وَما الخَطبُ مِمّا أَن أَقولَ لَهُ قَدي
وَما زَلَّ عَنّي أَنَّ شَخصاً مُعَرَّضاً / لِنَبلِ العِدى إِن لَم يُصَب فَكَأَن قَدِ
وَلَكِنَّني أَختارُ مَوتَ بَني أَبي / عَلى صَهَواتِ الخَيلِ غَيرِ مُوَسَّدِ
وَتَأبى وَآبى أَن أَموتَ مُوَسَّداً / بِأَيدي النَصارى مَوتَ أَكمُدَ أَكبَدِ
نَضَوتُ عَلى الأَيّامِ ثَوبَ جَلادَتي / وَلَكِنَّني لَم أَنضَ ثَوبَ التَجَلُّدِ
وَما أَنا إِلّا بَينَ أَمرٍ وَضِدَّهُ / يُجَدَّدُ لي في كُلِّ يَومٍ مَجَدَّدِ
فَمِن حُسنِ صَبرٍ بِالسَلامَةِ واعِدي / وَمِن رَيبِ دَهرٍ بِالرَدى مُتَوَعَّدي
أُقَلِّبُ طَرفي بَينَ خِلٍّ مُكَبَّلٍ / وَبَينَ صَفِيٍّ بِالحَديدِ مُصَفَّدِ
دَعَوتُكَ وَالأَبوابُ تُرتَجُ دونَنا / فَكُن خَيرَ مَدعُوٍّ وَأَكرَمَ مُنجِدِ
فَمِثلُكَ مَن يُدعى لِكُلِّ عَظيمَةٍ / وَمِثلِيَ مَن يُفدى بِكُلِّ مُسَوَّدِ
أُناديكَ لا أَنّي أَخافُ مِنَ الرَدى / وَلا أَرتَجي تَأخيرَ يَومٍ إِلى غَدِ
وَقَد حُطِّمَ الخَطِّيُّ وَاِختَرَمَ العِدى / وَفُلَّلَ حَدُّ المَشرَفيِّ المُهَنَّدِ
وَلَكِن أَنِفتُ المَوتَ في دارِ غُربَةٍ / بِأَيدي النَصارى الغُلفُ ميتَةَ أَكمَدِ
فَلا تَترُكِ الأَعداءَ حَولي لِيَفرَحوا / وَلا تَقطَعِ التَسآلَ عَنّي وَتَقعُدِ
وَلا تَقعُدَن عَنّي وَقَد سيمَ فِديَتي / فَلَستَ عَنِ الفِعلِ الكَريمِ بِمُقعَدِ
فَكَم لَكَ عِندي مِن إِيادٍ وَأَنعُمٍ / رَفَعتَ بِها قَدري وَأَكثَرتَ حُسَّدي
تَشَبَّث بِها أُكرومَةً قَبلَ فَوتِها / وَقُم في خَلاصي صادِقَ العَزمِ وَاِقعُدِ
فَإِن مُتَّ بَعدَ اليَومِ عابَكَ مَهلَكي / مَعابَ النِزارِيِّنَ مَهلَكَ مَعبَدِ
هُمُ عَضَلوا عَنهُ الفِداءَ فَأَصبَحوا / وَهُذّونَ أَطرافَ القَريضِ المُقَصَّدِ
وَلَم يَكُ بِدعاً هُلكُهُ غَيرَ أَنَّهُم / يُعابونَ إِذ سيمَ الفِداءُ وَما فُدي
فَلا كانَ كَلبُ الرومِ أَرأَفَ مِنكُمُ / وَأَرغَبَ في كَسبِ الثَناءِ المُخَلَّدِ
وَلا بَلَغَ الأَعداءُ أَن يَتَناهَضوا / وَتَقعُدَ عَن هَذا العَلاءِ المُشَيَّدِ
أَأَضحَوا عَلى أَسراهُمُ بِيَ عُوَّداً / وَأَنتُم عَلى أَسراكُمُ غَيرُ عُوَّدِ
مَتى تُخلِفُ الأَيّامُ مِثلي لَكُم فَتىً / طَويلَ نِجادِ السَيفِ رَحبَ المُقَلَّدِ
مَتى تَلِدُ الأَيّامُ مِثلي لَكُم فَتىً / شَديداً عَلى البَأساءِ غَيرَ مُلَهَّدِ
فَإِن تَفتَدوني تَفتَدوا شَرَفَ العُلا / وَأَسرَعَ عَوّادٍ إِلَيها مُعَوَّدِ
وَإِن تَفتَدوني تَفتَدوا لِعُلاكُم / فَتىً غَيرَ مَردودِ اللِسانِ أَوِ اليَدِ
يُدافِعُ عَن أَعراضِكُم بِلِسانِهِ / وَيَضرِبُ عَنكُم بِالحُسامِ المُهَنَّدِ
فَما كُلُّ مَن شاءَ المَعالي يَنالُها / وَلا كُلُّ سَيّارٍ إِلى المَجدِ يَهتَدي
أَقِلني أَقِلني عَثرَةَ الدَهرِ إِنَّهُ / رَماني بِسَهمٍ صائِبِ النَصلِ مُقصِدِ
وَلَو لَم تَنَل نَفسي وَلاءَكَ لَم أَكُن / لِؤورِدَها في نَصرِهِ كُلَّ مَورِدِ
وَلا كُنتُ أَلقى الأَلفَ زُرقاً عُيونُها / بِسَبعينَ فيهِم كُلَّ أَشأَمَ أَنكَدِ
فَلا وَأَبي ما ساعِدانِ كَساعِدٍ / وَلا وَأَبي ما سَيِّدانِ كَسَيِّدِ
وَلا وَأَبي ما يَفتُقُ الدَهرُ جانِباً / فَيَرتُقُهُ إِلّا بِأَمرٍ مُسَدَّدِ
وَإِنَّكَ لِلمَولى الَّذي بِكَ أَقتَدي / وَإِنَّكَ لِلنَجمِ الَّذي بِكَ أَهتَدي
وَأَنتَ الَّذي عَرَّفتَني طُرُقَ العُلا / وَأَنتَ الَّذي أَهدَيتَني كُلَّ مَقصَدِ
وَأَنتَ الَّذي بَلَّغتَني كُلَّ رُتبَةٍ / مَشيتُ إِلَيها فَوقَ أَعناقِ حُسَّدي
فَيا مُلبِسي النُعمى الَّتي جَلَّ قَدرُها / لَقَد أَخلَقَت تِلكَ الثِيابُ فَجَدِّدِ
أَلَم تَرَ أَنّي فيكَ صافَحتُ حَدَّها / وَفيكَ شَرِبتُ المَوتُ غَيرَ مُصَرَّدِ
يَقولونُ جَنِّب عادَةً ما عَرَفتَها / شَديدٌ عَلى الإِنسانِ مالَم يُعَوَّدِ
فَقُلتُ أَما وَاللَهِ لاقالَ قائِلٌ / شَهِدتُ لَهُ في الحَربِ أَلأَمَ مَشهَدِ
وَلَكِن سَأَلقاها فَإِمّا مَنِيَّةٌ / هِيَ الظَنُّ أَو بُنيانُ عِزٍّ مُوَطَّدِ
وَلَم أَدرِ أَنَّ الدَهرَ في عَدَدِ العِدى / وَأَنَّ المَنايا السودَ يَرمَينَ عَن يَدِ
بَقيتَ اِبنَ عَبدِ اللَهِ تُحمى مِنَ الرَدى / وَيَفديكَ مِنّا سَيِّدٌ بَعدَ سَيِّدِ
بِعيشَةِ مَسعودٍ وَأَيّامِ سالِمٍ / وَنِعمَةِ مَغبوطٍ وَحالِ مُحَسَّدِ
وَلا يَحرَمَنّي اللَهُ قُربَكَ إِنَّهُ / مُرادي مِنَ الدُنيا وَحَظّي وَسُؤدَدي
لِمَن جاهَدَ الحُسّادُ أَجرُ المُجاهِدِ
لِمَن جاهَدَ الحُسّادُ أَجرُ المُجاهِدِ / وَأَعجَزُ ما حاوَلتُ إِرضاءُ حاسِدِ
وَلَم أَرَ مِثلي اليَومَ أَكثَرَ حاسِداً / كَأَنَّ قُلوبَ الناسِ لي قَلبُ واجِدِ
أَلَم يَرَ هَذا الناسُ غَيرِيَ فاضِلاً / وَلَم يَظفَرِ الحُسّادُ قَبلي بِماجِدِ
أَرى الغِلَّ مِن تَحتِ النِفاقِ وَأَجتَني / مِنَ العَسَلِ الماذِيَّ سُمَّ الأَساوِدِ
وَأَصبِرُ مالَم يُحسَبُ الصَبرُ ذِلَّةً / وَأَلبَسُ لِلمَذمومِ حُلَّةَ حامِدِ
قَليلُ اِعتِذارٍ مَن يَبيتُ ذُنوبُهُ / طِلابُ المَعالي وَاِكتِسابُ المَحامِدِ
وَأَعلَمُ إِن فارَقتُ خِلّاً عَرَفتُهُ / وَحاوَلتُ خِلّاً أَنَّني غَيرُ واجِدِ
وَهَل غَضَّ مِنّي الأَسرُ إِذ خَفَّ ناصِري / وَقَلَّ عَلى تِلكَ الأُمورِ مُساعِدي
أَلا لا يُسَرُّ الشامِتونَ فَإِنَّها / مَوارِدُ آبائي الأُلى وَمَوارِدي
وَكَم مِن خَليلٍ حينَ جانَبتُ زاهِداً / إِلى غَيرِهِ عاوَدتُهُ غَيرَ زاهِدِ
وَما كُلُّ أَنصاري مِنَ الناسِ ناصِري / وَلا كُلُّ أَعضادِ مِنَ الناسِ عاضِدي
وَهَل نافِعي إِن عَضَّني الدَهرُ مُفرَداً / إِذا كانَ لي قَومٌ طِوالُ السَواعِدِ
وَهَل أَنا مَسرورٌ بِقُربِ أَقارِبي / إِذا كانَ لي مِنهُم قُلوبُ الأَباعِدِ
أَيا جاهِداً في نَيلِ مانِلتُ مِن عُلاً / رُوَيدَكَ إِنّي نِلتُها غَيرَ جاهِدِ
لَعَمرُكَ ما طُرقُ المَعالي خَفِيَّةٌ / وَلَكِنَّ بَعضَ السَيرِ لَيسَ بِقاصِدِ
وَيا ساهِدَ العَينَينِ فيما يُريبُني / أَلا أَنَّ طَرفي في الأَذى غَيرُ ساهِدِ
غَفَلتُ عَنِ الحُسّادِ مِن غَيرِ غَفلَةٍ / وَبِتُّ طَويلَ النَومِ عَن غَيرِ راقِدِ
خَليلَيَّ ما أَعدَدتُما لِمُتَيَّمٍ / أَسيرٍ لَدى الأَعداءِ جافي المَراقِدِ
فَريدٍ عَنِ الأَحبابِ صَبٍّ دُموعُهُ / مَثانٍ عَلى الخَدَّينِ غَيرُ فَرائِدِ
إِذا شِئتَ جاهَرتُ العَدُوَّ وَلَم أَبِت / أُقَلِّبُ فِكري في وُجوهِ المَكائِدِ
صَبَرتُ عَلى اللَأواءِ صَبرَ اِبنِ حُرَّةٍ / كَثيرِ العِدى فيها قَليلِ المُساعِدِ
فَطارَدتُ حَتّى أَبهَرَ الجَريُ أَشقَري / وَضارَبتُ حَتّى أَوهَنَ الضَربُ ساعِدي
وَكُنّا نَرى أَن لَم يُصِب مَن تَصَرَّمَت / مَواقِفُهُ عَن مِثلِ هَذي الشَدائِدِ
جَمَعتُ سُيوفَ الهِندِ مِن كُلِّ بَلدَةٍ / وَأَعدَدتُ لِلهَيجاءِ كُلَّ مُجالِدِ
وَأَكثَرتُ لِلغاراتِ بَيني وَبَينَهُم / بَناتِ البُكَيرِيّاتِ حَولَ المَزاوِدِ
إِذا كانَ غَيرُ اللَهِ لِلمَرءِ عُدَّةً / أَتَتهُ الرَزايا مِن وُجوهِ الفَوائِدِ
فَقَد جَرَّتِ الحَنفاءُ حَتفَ حُذَيفَةٍ / وَكانَ يَراها حُدَّةً لِلشَدائِدِ
وَجَرَّت مَنايا مالِكِ اِبنِ نُوَيرَةٍ / عَقيلَتُهُ الحَسناءُ أَيّامَ خالِدِ
وَأَردى ذُؤاباً في بُيوتِ عُتَيبَةٍ / بَنوهُ وَأَهلوهُ بِشَدوِ القَصائِدِ
عَسى اللَهُ أَن يَأتي بِخَيرٍ فَإِنَّ لي / عَوائِدَ مِن نُعماهُ غَيرُ بَوائِدِ
فَكَم شالَني مِن قَعرِ ظَلماءَ لَم يَكُن / لِيُنقِذَني مِن قَعرِها حَشدُ حاشِدِ
فَإِن عُدتُ يَوماً عادَ لِلحَربِ وَالعُلا / وَبَذلِ النَدى وَالجودِ أَكرَمُ عائِدِ
مَريرٌ عَلى الأَعداءِ لَكِنَّ جارَهُ / إِلى خَصِبِ الأَكنافِ عَذبِ المَوارِدِ
مُشَهّىً بِأَطرافِ النَهارِ وَبَينَها / لَهُ ما تَشَهّى مِن طَريفٍ وَتالِدِ
مَنَعتُ حِمى قَومي وَسُدتُ عَشيرَتي / وَقَلَّدتُ أَهلي غُرَّ هَذي القَلائِدِ
خَلائِقُ لا يوجَدنَ في كُلِّ ماجِدِ / وَلكِنَّها في الماجِدِ اِبنِ الأَماجِدِ
تَمَنَّيتُمُ أَن تَفقِدوني وَإِنَّما
تَمَنَّيتُمُ أَن تَفقِدوني وَإِنَّما / تَمَنَّيتُمُ أَن تَفقِدوا العِزَّ أَصيَدا
أَما أَنا أَعلى مَن تَعُدّونَ هِمَّةً / وَإِن كُنتُ أَدنى مَن تَعُدّونَ مَولِدا
إِلى اللَهِ أَشكو عُصبَةً مِن عَشيرَتي / يُسيؤونَ لي في القَولِ غَيباً وَمَشهَدا
وَإِن حارَبوا كُنتُ المِجَنَّ أَمامُهُم / وَإِن ضارَبوا كُنتُ المُهَنَّدَ وَاليَدا
وَإِن نابَ خَطبٌ أَو أَلَمَّت مُلِمَّةٌ / جَعَلتُ لَهُم نَفسي وَما مَلَكَت فِدا
يَوَدّونَ أَن لُيُبصِروني سَفاهَةً / وَلَو غِبتُ عَن أَمرٍ تَرَكتُهُمُ سُدى
مَعالٍ لَهُم لَو أَنصَفوا في جَمالِها / وَحَظٌّ لِنَفسي اليَومَ وَهوَ لَهُم غَدا
فَلا تَعِدوني نِعمَةً فَمَتى غَدَت / فَأَهلي بِها أَولى وَإِن أَصبَحوا عِدا
عَطِفتُ عَلى عَمرِ اِبنِ تَغلِبَ بَعدَما
عَطِفتُ عَلى عَمرِ اِبنِ تَغلِبَ بَعدَما / تَعَرَّضَ مِنّي جانِبٌ لَهُمُ صَلدُ
وَلا خَيرَ في هَجرِ العَشيرَةِ لِاِمرِئٍ / يَروحُ عَلى ذَمِّ العَشيرَةِ أَو يَغدو
وَلَكِن دُنُوُّ لايُوَلَّدُ هِجرَةً / وَهَجرٌ رَفيقٌ لايُصاحِبُهُ زُهدُ
نُباعِدُهُم طَوراً كَما يُبعَدُ العِدى / وَنِكرِمُهُم طَوراً كَما يُكرَمُ الوَفدُ
وَلَقَد عَلِمتُ وَما عَلِم
وَلَقَد عَلِمتُ وَما عَلِم / تَ وَإِن أَقَمتُ عَلى صُدودِه
أَنَّ الغَزالَةَ وَالغَزا / لَ لَفي ثَناياهُ وَجيدِه
سَلامٌ رائِحٌ غادِ
سَلامٌ رائِحٌ غادِ / عَلى ساكِنَةِ الوادي
عَلى مَن حُبَّها الهادي / إِذا ما زُرتُ وَالحادي
أُحِبُّ البَدوَ مِن أَجلِ / غَزالٍ فِحِمُ بادِ
أَلا يا رَبَّةَ الحَليِ / عَلى العاتِقِ وَالهادي
لَقَد أَبهَجتِ أَعدائي / وَقَد أَشمَتِّ حُسّادي
بِسُقمٍ مالَهُ شافٍ / وَأَسرٍ مالَهُ فادِ
فَإِخواني وَنُدماني / وَعُذّالي وَعُوّادي
فَما أَنفَكُّ عَن ذِكرا / كِ في نَومٍ وَتَسهادِ
بِشَوقٍ مِنكِ مُعتادِ / وَطَيفٍ غَيرِ مُعتادِ
أَلا يا زائِرَ الموصِ / لِ حَيِّ ذَلِكَ النادي
فَبِالموصِلِ إِخواني / وَبِالموصِلِ أَعضادي
فَقُل لِلقَومِ يَأتونِ / يَ مِن مَثنىً وَأَفرادِ
فَعِندي خِصبُ زُوّارٍ / وَعِندي رَيُّ وَرّادِ
وَعِندي الظِلَّ مَمدوداً / عَلى الحاضِرِ وَالبادي
أَلا لا يَقعُدِ العَجزُ / بِكُم عَن مَنهَلِ الصادي
فَإِنَّ الحَجَّ مَفروضٌ / مَعَ الناقَةِ وَالزادِ
كَفاني سَطوَةَ الدَهرِ / جَوادٌ نَسلُ أَجوادِ
مَناهُ خَيرُ آباءٍ / نَمَتهُم خَيرُ أَجدادِ
فَما يَصبو إِلى أَرضٍ / سِوى أَرضي وَرُوّادي
وَقاهُ اللَهُ فيما عا / شَ شَرَّ الزَمَنِ العادي
دَعَوناكَ وَالهِجرانُ دونَكَ دَعوَةً
دَعَوناكَ وَالهِجرانُ دونَكَ دَعوَةً / أَتاكَ بِها يَقظانَ فِكرُكَ لا البُردُ
فَأَصبَحتَ مابَينَ العَدُوِّ وَبَينَنا / تَجارى بِكَ الخَيلُ المُسَوَّمَةُ الجُردُ
أَتَيناكَ أَدنى مانُجيبُكَ جُهدَنا / فَأَهوَنَ سَيرِ الخَيلِ مِن تَحتِنا الشَدُّ
بِكُلِّ نِزارِيٍّ أَتَتكَ بِشَخصِهِ / عَوائِدُ مِن حالَيكَ لَيسَ لَها رَدُّ
نُباعِدُهُم وَقتاً كَما يُبعَدُ العِدى / وَنُكرِمُهُم وَقتاً كَما يُكرَمُ الوَفدُ
وَنَدنو دُنُوّاً لا يُوَلَّدُ جُرأَةً / وَنَجفو جَفاءً لايُوَلِّدُهُ زُهدُ
أَفضَت عَلَيهِ الجودَ مِن قَبلِ هَذِهِ / وَأَفضَلُ مِنهُ ما يُؤَمِّلُهُ بَعدُ
وَحُمرِ سُيوفٍ لا تَجِفُّ لَها ظُبىً / بِأَيدي رِجالٍ لا يُحَطُّ لَها لِبدُ
وَزُرقٍ تَشُقُّ البُردَ عَن مُهَجِ العِدى / وَتَسكُنُ مِنهُم أَينَما سَكَنَ الحِقدُ
وَمُصطَحَباتٍ قارَبَ الرَكضُ بَينَها / وَلَكِن بِها عَن غَيرِها أَبَداً بُعدُ
نُشَرِّدُهُم ضَرباً كَما شَرَّدَ القَطا / وَنَنظِمُهُم طَعناً كَما نُظِمَ العِقدُ
لَئِن خانَكَ المَقدورُ فيما نَوَيتَهُ / فَما خانَكَ الرَكضُ المَواصِلُ وَالجُهدُ
تُعادُ كَما عَوَّدتَ وَالهامُ صَخرُها / وَيُبنى بِها المَجدُ المُؤَثَّلُ وَالحَمدُ
فَفي كَفِّكَ الدُنيا وَشيمَتُكَ العُلا / وَطائِرُكَ الأَعلى وَكَوكَبَكَ السَعدُ
وَلَمّا تَخَيَّرتِ الأَخِلّاءَ لَم أَجِد
وَلَمّا تَخَيَّرتِ الأَخِلّاءَ لَم أَجِد / صَبوراً عَلى حِفظِ المَوَدَّةِ وَالعَهدِ
سَليماً عَلى طَيِّ الزَمانِ وَنَشرِهِ / أَميناً عَلى النَجوى صَحيحاً عَلى البُعدِ
وَلَمّا أَساءَ الظَنَّ بي مَن جَعَلتُهُ / وَإِيّايَ مِثلَ الكَفِّ نيطَت إِلى الزِندِ
حَمَلتُ عَلى ضَنّي بِهِ سوءَ ظَنِّهِ / وَأَيقَنتُ أَنّي بِالوَفا أُمَّةٌ وَحدي
وَأَنّي عَلى الحالَينِ في العَتبِ وَالرِضى / مُقيمٌ عَلى ماكانَ يَعرِفُ مَن وُدّي
لَيسَ جوداً عَطِيَّةٌ بِسُؤالِ
لَيسَ جوداً عَطِيَّةٌ بِسُؤالِ / قَد يَهُزُّ السُؤالُ غَيرَ الجَوادِ
إِنَّما الجودُ ما أَتاكَ اِبتِداءً / لَم تَذُق فيهِ ذِلَّةَ التَردادِ
وَزِيارَةٍ مِن غَيرِ وَعدِ
وَزِيارَةٍ مِن غَيرِ وَعدِ / في لَيلَةٍ طُرِقَت بِسَعدِ
باتَ الحَبيبُ إِلى الصَبا / حِ مُعانِقي خَدّاً لِخَدِّ
يَمتارُ فِيَّ وَناظِري / ماشِئتَ مِن خَمرٍ وَوَردِ
قَد كانَ مَولايَ الأَجَل / لَ فَصَيَّرَتهُ الراحُ عَبدي
لَيسَت بِأَوَّلِ مِنَّةٍ / مَشكورَةٍ لِلراحِ عِندي
وَإِذا يَإِستُ مِنَ الدُنُو
وَإِذا يَإِستُ مِنَ الدُنُو / وِ رَغِبتُ في فَرطِ البِعادِ
أَرجو الشَهادَةَ في هَوا / كَ لِأَنَّ قَلبي في جِهادِ
لَئِن خُلِقَ الأَنامُ لَحَسوِ كَأسٍ
لَئِن خُلِقَ الأَنامُ لَحَسوِ كَأسٍ / وَمِزمارٍ وَطُنبورٍ وَعودِ
فَلَم يُخلَق بَنو حَمدانَ إِلّا / لِمَجدٍ أَو لِبَأسٍ أَو لِجودِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025