القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ قَلاقِس الكل
المجموع : 53
على الطائرِ الميمونِ والكَوْكَبِ السَّعْدِ
على الطائرِ الميمونِ والكَوْكَبِ السَّعْدِ / تبلَّجَ بَدْرُ الفضلِ من فَلَكِ المَجْدِ
لو لَمْ يُحَرَّمْ على الأَيامِ إِنجادِي
لو لَمْ يُحَرَّمْ على الأَيامِ إِنجادِي / ما واصَلَتْ بَيْنَ إِتْهامي وإِنْجادِي
طوراً أَسيرُ مع الحيتانِ في لُجَجٍ / وتَارةً في الفيافي بَيْنَ آسادِ
إِمّا بِطامِرَةٍ في ذَا وَطارِمَةً / أو في قَتَادٍ على هذا وأَقْتادِ
والناسُ كُثْرٌ ولكنْ لا يقدَّرُ لي / إِلا مرافَقَةُ المَلاَّح والحادي
هذا ولَيْتَ طَرِيقَيْ ما رَمَيْتُ لَهُ / مَسْلُوكَتَانِ لِرُوَّادٍ ووُرّادِ
وما أَسيرُ الى رومٍ ولا عربٍ / لكنْ لريحٍ وإِبراقٍ وإِرعادِ
أَقلَعْتُ والبَحْرُ قد لانَتْ شكائِمُهُ / جِدًّا وأَقلَعَ عن مَوْجٍ وإِزْبادِ
فعادَ لا عاد ذا ريحٍ مُدَمِّرَةٍ / كأَنَّها أُخْتُ تلك الرّيحِ في عادِ
ولا أقولُ أَبَى لي أَن افارقَكُمْ / فحيثُ ما سِرْتُ يلقاني بمِرْصادِ
وقد رأيتُ به الأَشراطَ قائِمَةً / لأَنَّ أَمواجَهُ تجرِي بأَطْوادِ
تعلُو فلولا كتابُ اللِه صَحَّ لنا / أَنَّ السّموات منها ذاتُ أَعمادِ
ونحنُ في منزلٍ يُسْرَى بِسَاكِنِهِ / فاسْمَعْ حديثَ مُفيمٍ بَيْتُه غادِ
أَبِيتُ إِنْ بِتُّ منها في مُصَوَّرَةٍ / من ضيقِ لَحْدٍ ومن إِظلامِ أَلْحادِ
لا يَسْتَقِرُّ لنا جَنْبٌ بمضْجَعِهِ / كأَنَّ حالاتِنا حالاتُ عُبَّادِ
فكم يُصَعَّرُ خَدٌّ غيرُ مُنْعَفِرٍ / وكم يَخِرُّ جبينٌ غيرُ سَجَّادِ
حتى كأَنَّا وكَفُّ النَّوْءِ تُقْلِقُنا / دراهمٌ قَلَّبَتْها كفُّ نَقَّادِ
وإِنما نحن في أَحشاءِ جاريةٍ / كأَنما حَمَلَتْ مِنَّا بأَوْلادِ
فلا تعُدُّوا لنا يومَ السَّلامَةِ إنْ / حُزْنا السَّلامَةَ إِلاَّ يومَ مِيلادِ
يا إِخوتي ولنا من وُدِّنا نَسَبٌ / على تبايُنِ آباءٍ وآجدادِ
نقرا حُروفَ التَّهَجِّي عن أَواخِرِها / ونحنُ نَخْبِطُ منها في أبي جادِ
ولا تلاوةَ إِلاَّ ما نُكَرِّرُهُ / من مُبْتَدَى النَّحْلِ أو من مُنْتَهَى صادِ
متى تُنَوِّرُ آفاقُ المنَارَةِ لي / بكوكبٍ في ظلامِ الليل وَقَّادِ
وأَلحَظُ الشُّرفاتِ البِيضَ مُشْرِفَةً / كالبَيْضِ مُشْرِفَةً في هامِ أَنْجادِ
وأَستجِدُّ من الباب القديمِ هوًى / عنِ الكنيسةِ فيه جُلّ أَسْنَادي
بِحيثُ أَنْشِدُ آثاراً وأُنْشِدُهَا / فَيُبْلِغُ العُذْرَ نِشْدانِي وإِنشادي
القصرُ فالنخلُ فالجَمَّاءُ بينهما / فالأثلُ فالقَصَبَاتُ الخُضْرُ فالوادي
عَلِّي أَروحُ وأَغدو في معاهِدِها / كما عَهِدْتُ سَقَاها الرَّائحُ الغادي
متى تعودُ ديارُ الظَّاعنينَ بِهِمْ / والبينُ يطلُبُهمْ بالماءِ والزَّادِ
عادَ له الدَّهْرُ كما قد بدا
عادَ له الدَّهْرُ كما قد بدا / فراحَ في صَبْوَتِهِ واغْتَدَى
وفائِض العَبْرَةِ ذي حَنَّة / يَسْرِي ولا يقدِرُ أَن يَبْعُدا
قُلِّدَ كالعِقْدِ بأَولادِهِ / فَقَلَّدَ الدَّوْحَ بما قُلِّدا
وراح يستَرْفِدُ من غَيْرِهِ / وإِنَّما اسْتُرْفِدَ كي يَرْفُدا
تنبعِثُ الأَمواهُ منه إِلى / خَوَرْنِقٍ أَبيضَ قد جُعِّدا
كأَنما الموجُ على متنِهِ / صرحُ سليمانَ الذي مرَّدا
ومجلسٍ شَقَّ تفارِيجَهُ / نَهْرٌ كما شَقَّ الطَّروبُ الرِّدا
يلعب كالأَيْمِ فإِن درَّجَتْ / منه الصَّبا أَبْصرْتَهُ مِبْرَدَا
تنحَدِرُ الكاساتُ في مَتْنِهِ / فتَذْكُرُ العيُّوقَ والفَرْقَدا
كَلَّل شَطَّيْهِ أُولُو هِمَّةٍ / مدَّتْ لهم في الطَّيِّباتِ المَدَى
قد جَعَلُوا اللَّهْوَ مطاياهُم / وقد كَبَتْ عنهُمْ صُروفُ الرَّدَى
ونافخٍ في صُورِ ناياتِهِ / يُحْيِي المَسَرَّاتِ كما عوَّدا
تلا المزاميرَ بمِزْمارِهِ / لَحْنًا فَخَرَّيْنَا له سُجَّدا
وروْضِ يُسْتانٍ بجنَّاتِهِ / تَعْبَقُ في راحَةِ قَطْرِ النَّدى
ذابَ له الغَيْمُ لُجَيْناً وقَدْ / جَمَّدَ في أَغصانِهِ عَسْجَدا
تَضْحَكُ في أَحشائِهِ لُجَّةٌ / أَرَقُّ من دمْعةِ مَنْ أُكْمِدا
فِسْقيَّةٌ يرشُقُ حافاتِها / بأَسهُمٍ ليستْ تُبيدُ العِدا
هذِي هِيَ الجَنَّةُ قد عُجِّلَتْ / لو كانَ فيها أَحدٌ خُلِّدا
عَرَّسَ بالتوفيقِ والسَّعْدِ
عَرَّسَ بالتوفيقِ والسَّعْدِ / أَبو الوفاءِ بْنُ أَبي سَعْدِ
بَدْرٌ حوى شَمْسًا تُجَلِّي الدُّجَى / ما لم يكُنْ من فاحم جعْدِ
كريمَةُ المَنْصِبِ قد حازَها / مِثالُها في رُتَبِ المَجْدِ
أَلْبَسَهُ حَمْدِي ومن ذا الذي / أَلْبَسَهُ مفتخراً حَمْدي
ولم أَزَلْ أَنْظِمُ في وَصْفِهِ / فرائدَ الأَمداحِ كالعِقْدِ
من آلِ موسى عبدوا ربَّهُمْ / ووَحَّدُوهُ غايَةَ الجُهْدِ
ليس من العُبَّاد للعِجْلِ في / ما قد مَضَى من لا ولا البُدِّ
ولا الذين اتَّخذوا نارَهُمْ / ربًّا كما يُحْكَى عن الهِنْدِ
لكنهم أَهلُ كتابٍ قَضَى / بالفَصْلِ بين الحُرِّ والعَبْدِ
جاءَتْهُمُ التوراةُ وهي التي / كانَتْ إِلى سُبْلِ الهُدَى تَهْدي
ونُزِّلَ المَنُّ عليهم مع السَّ / لْوَى كما اختاروا من القصدِ
يا من حوى فضلاً ونبلاً ومَنْ / إِليه فيما قُلْتُهُ قصدي
اِهْنَأْ بعُرْسٍ قد غدا يُوْمُهُ / عيداً لأَهلِ الغَوْرِ والنَّجْدِ
أَقبَلَ والإِقبالُ قد حاطهُ / حِياطَةَ الخَلْخَالِ بالزَّنْدِ
وعندك الحَلْواءُ معقودَةً / أَحْكَمها الصّانِعُ في العِقْدِ
أَحْلى من الأَمْنِ ولكنَّها / أَفْوَحُ في الطِّيبِ منَ النَّدِّ
فجُدْ على الشاعِرِ منها فما / يُعِيدُه عنكَ وما يُبْدِي
وعَجَّلِ الجائزةَ الآنَ لي / فإِنَّني أَصْبحْتُ في جَهْدِ
لا زِلْتَ في عِزٍّ وفي نِعْمةٍ / ما غَرَّدَ الطيرُ على الرَّنْدِ
أَيُّها السّائِلُ عن ناظِرِنا
أَيُّها السّائِلُ عن ناظِرِنا / قد نَفَى عَنْهُ عماهُ الرَّمَدَا
جَلَبَ المالَ عليه معشرٌ / جَعَلُوه بَوَّهُ المُعْتَمدَا
سِرْ إِلى الديوانِ فانظُرْ صُورةً / جُمعَ الجهلُ بها فانفردا
صَنَمٌ في بِيعَةٍ لكنَّهُ / صَنَمٌ في بِيعةٍ ما عُبِدَا
أَرْقَصَها مُطْرِبُ الأَغارِيدِ
أَرْقَصَها مُطْرِبُ الأَغارِيدِ / فاسْتَرَقَتْ هِزَّةَ الأَماليدِ
ودبَّ خمرُ السُّرَى بأَذْرُعِها / فَهْيَ على البِيدِ في عَرَابِيدِ
وغازَلَتْها الصَّبا بمأْلُكَةٍ / تُفَجِّرُ الماءَ في الجلاميدِ
تحملُ عن روضِ عالِجٍ خَبَرًا / تُسْنِدُه عن ظِبائِهِ الغِيدِ
أَجرى عليه السحابُ دَمْعَ شجٍ / وفَرَّقَ البرقُ قَلْبَ معمودِ
فأَغرق الريحَ بين أربُعِها / موجُ وجَيفٍ ببحْرِ تَوْخِيدِ
وخيَّلَتْ ماءَهم يبُلُّ صدًى / وموْرِدُ الآلِ غيرُ مورودِ
في ذِمَّةِ الشوقِ مُهْجَةٌ رَكَضَتْ / تَتْبَعُ زُورًا مِنَ المواعيدِ
أَهدَى إِليها الخيالُ إِذ كحلوا / جفون أَحْداقِها بتَسْهِيدِ
وانْعَطَفُوا للأَراكِ وَهْيَ على / عهدٍ من البانِ غيرِ معهودِ
عُذْرٌ يَهُزُّ الجفاءُ دوحَتَه / تحت صَدُوحِ المَلالِ غِرِّيدِ
وناصحٍ يمحَضُ المَوَدَّةَ لي / وليس في نصحِه بمَوْدودِ
ظنَّ فؤادي معي فأَنَّبَهُ / وهو من الوجدِ غيرُ موجودِ
سارَ وجيشُ الغرامِ يتبَعُه / تحت لواءٍ عليه معقودِ
يخبِطُ مجهولَةً تضِلُّ بها / على اعترافٍ مناخِرُ السِّيدِ
عَرَّج عنها الصباحُ منطلقاً / وعادَ والليلُ رَهْنُ تَقْيِيدِ
يلقى المُرَجِّين من أَسِرَّتِهِ / بِشْرٌ كفيلٌ بحُسْنِ تمهيدِ
ويغتَدِي عند كُلِّ نازِلَةٍ / غَوْثَ صريخٍ وغَيْثَ مَصْدودِ
ويبسُط العُذْرَ عن مُقَصِّرِهِ / بطُولِ طَوْلٍ عليه مَمْدودِ
لا يعرفُ الثَّعْلَبُ المقيمُ بها / لولا الثَّرَيَّا مكانَ عُنْقُودِ
من عَلِقَ البِيضَ صارَمَتْ يَدُهُ / حبالَ تلك الغدائِرِ السُّودِ
وعِمَّةُ الشيبِ لا خُدِعْتَ بها / أَخْلَقُ شيءٍ أَوانَ تَجْديدِ
واللهوُ خِدْنُ الصِّبا فمُذْ فُقِدَتْ / أَيامُه لم يكن بمحمودِ
وأَغبَنُ الناسِ من أَلَمَّ به / فقْدُ سوادٍ وفَوْتُ تسويدِ
وفي بنِي الدهرِ كُلُّ مُعْضِلَةٍ / مِنَ الذي فاتَ والمواجِيدِ
إِن أَسكروني بخمرِ لَوْمِهِمُ / فَقَدْ رَمَوْا عِرْضَهُمْ لِعِرْبيدِ
ومُوعِدٍ صاحَ بي فقلتُ له / رُبَّ وعيدٍ يطيحُ في البيدِ
قد أَقسم الحمدُ لا يسيرُ إِلى / غيرِ أَبى القاسِمِ بن حَمُّودِ
في يَدِهِ لِلنَّوالِ معركة / أَرى بها البخل صارم الجيدِ
وعنده للضيوف نار قِرًى / تعْرِفُها البُزْلُ كلما نُودي
وتلتقي كُتْبُهُ الكتائِبَ في / جيشٍ من الخَطِّ صائِدِ الصِّيدِ
بكُلِّ لفظٍ كأَنه نَفَسٌ / غَيْرِ مُمِلٍّ بِطُولِ تَرْدِيدِ
صَحَّتْ معانِيهِ فاقْتَسَمْنَ إِلى / فَضْلِ ابتكار وحُسْنِ تَوْليدِ
وربما اسْتَضْحَكَ الخميسُ به / عن أَهْرَتِ الماضِغَيْنِ صِنْدِيدِ
يهوَى قوامَ القناةِ ذَا هَيَفٍ / وَوَجْنَةَ العَضْبِ ذاتَ توريدِ
دَوْحَةُ مجدٍ تميدُ ناضِرَةً / بمُيَّسٍ من غُصونِهِ مِيدِ
عَرَضْتُ منها لِنارِ تجربَتِي / عُودًا ففاحَتْ روائِحُ العودِ
سَيْفُ القريضِ كامِنٌ في غِمْدِهِ
سَيْفُ القريضِ كامِنٌ في غِمْدِهِ /
أَبلاه فَقْدُ سلَّه ورَدِّهِ /
والجُودُ أَولَى صاقلٍ لِحَدِّه /
والشعرُ مثلُ الروضِ حَوْكُ بُرْدِه /
أَبيضُه يضحكُ عن مُسْوَدِّه /
تختالُ بين آسِه وَوَرْدِه /
وإِنما ضامِنُ رِيِّ ورْدِه /
وهَزَّ أَعطافِ قدودِ مُلْدِه /
ما فاضَ من غيثِ الندى وجوْده /
والحافظُ المطلِعُ نَجْمَ سَعْدِه /
يحدو له ببَرْقِه ورَعْدِه /
غيثاً يَضيعُ الغيثُ دون ثَمْدِه /
فكلُّ خير عندَهُ من عِنْدِه /
حَبْرٌ جلا الظلماءَ وَرْيُ زَنْده /
والويلُ والويلُ لِمَنْ لَمْ يَهْدِهِ /
بدرُ علاهُ في سماءِ مَجْده /
ذو نسبٍ يُريكَ عند عَدِّه /
دُرًّا أَجادَ المجدُ نَظْمَ عِقْدِه /
ورونقاً كالعَضْبِ بل فِرِنْدِهِ /
كِسْرَى به مفتخِرٌ من مَهْدِهِ /
يرويهِ عن والِدِه وجَدِّه /
وعبدُهُ الخادِمُ وابْنُ عَبْدِه /
قد أَنطقَ الجودُ لِسانَ حَمْدِهِ /
يطلبُ منه اليومَ فَرْضَ بَعْدِهِ /
وَهْوَ يُحاشِي فَضْلَهُ من رَدِّه /
هُوَ النَّادي وأَنتَ به أُنادي
هُوَ النَّادي وأَنتَ به أُنادي / فيامروي الحيا موري الزنادِ
لسانك أَم سنانك دار فيما / أَراه من الجدال أَو الجلادِ
يبرز في اطِّلاع واضطلاع / وتبرز في اتِّقاد وانتقادِ
وكم لك في الفصاحة من أَياد / ملكت بها الفخار على إِيادِ
قريض يدعيه الجو زُهراً / ينظمها بأَجياد الدآدي
وترسيل يراه الروض زهراً / ينثّره براحات الوهادِ
من الشعراءِ أَضحى فيك قلبي / يهيم صبابة في كل وادِ
تخذتك من صقلِّية خليلا / فكنت الورد يقطف من قتادِ
وشمتك بين أَهليها صفيّا / فكنت الجمر يقبس من زنادِ
وما هي إِذ تحوزك غير صدر / حتى الأَضلاع منك على فؤادِ
فإِن وسعتك حيزوماً وآلا / فما ضاقت حيازيم البلادِ
مرادي أَن أَراك ولست أَشدو / عذيرك من خليلك من مرادِ
بأَرضٍ نعمة النعمان فيها / تزاد لمن يقصر عن زيادِ
وإِنِّي عنكَ بَعْدَ غَدٍ لَغَادٍ / وقلبي عن فنائِكَ غيرُ غادِ
فأَبْعَدَ بُعْدَنَا بُعْدُ التَّدانِي / وَقرَّبَ قُرْبَنَا قُرْبُ البِعادِ
لَسْتُ أَدرِي أَتُحْفَةٌ تُتَهادَى
لَسْتُ أَدرِي أَتُحْفَةٌ تُتَهادَى / أَم عَروسٌ في حَلْيِها تَتَهَادى
أم عهودٌ قد أَضْحَكَ الدهرُ فيها / مَبْسِمَ الزهرِ حين أَبْكَى العِهادا
أَم بياضُ الخدودِ نَشْرَ طِرْساً / وسوادُ الأَصداغِ سالَ مِدادا
بل قريضٌ من سِّيدٍ سَدَّ عَنِّي / لَهَواتِ العِدَا وشَدَّ وشَادا
فاحَ من مِجْمَرِ القريحةِ منه / نَدُّ شعرٍ قد أَعْجَزَ الأَنداد
ورأَتْ ما رأَتْ صِقِلِّيَّةٌ من / هُ فَحَقٌّ أَنْ فاخَرَتْ بغدادا
ماجِدٌ جَدَّ في اكتساب المعالي / والمعانِي فأَتْعَبَ الأَمجادا
زادَ عن رُتْبَةِ المُنَظِّمِ للشع / ر ولو شاءَها لكانَ زِيادا
ولقَدْ أَظْلَمَ الزَّمانُ لِعَيْني / وأَرانِيه كوكباً وَقَّادا
فَحَمِدْتُ المُرادَ ِفي ظِلِّ نُعْما / هُ على بَسْلِهِ ونِلْتُ المُرادا
ومضَى يدفَعُ الشَّدائدَ عَنِّي / ويشُدُّ القُوَى ويُولِي الرَّشادا
شاهِراُ سَيْفَ عَزْمِهِ في مُلِمَّا / ت أُموري لا يَعْرِفُ الأَغْمَادا
يا عِمادِي وقد حُرِمْتُ العِمادا / ووِدادي وقد نَسِيتُ الوِدادا
والذي يَمْلأُ الزمانَ اتِّقاداً / في دياجِي خطوبهِ وانْتِقادا
من يُجارِيكَ فِي العلومِ وقد مَلَّ / كَكَ الفضلُ والكمالُ القِيادا
فَابسُطِ العُذْرَ إِنَّها بِنْتُ فِكْرٍ / لَيْسَ يَزْوَى وَلَيْسَ يُورِي زِنادا
راحَ يوافي طِرَادُه طَرَدَهْ
راحَ يوافي طِرَادُه طَرَدَهْ / فالسُّمْرُ كالسُّمْرِ تَيَّمَتْ كَبِدَهُ
هيهات َيصطادُهُ الظِّباءُ وقَدْ / هَيَّجَ منه إِباؤُه صَيَدَهْ
كأنه من عيونِ رامِقِهِ / ظاهَرَ من فوقِ عِطْفِهِ زَرَدَهْ
أَبَتْ له ذاك هِمَّةٌ شُغِفَتْ / بالجُودِ لو ساعَدَتْ عليه جِدَه
وعزَّةٌ حَلاتْهُ عن آجِن / يظمَأُ بالذُّلِّ فيه من وَرَدَه
فلْيَعْجَبِ الدَّهْرُ أَنه وَلَدٌ / لو كانَ للدهرِ والِدٌ وَلَدَه
أَرَى اختلافَ الزَّمانِ يُوهِمُنِي / أَنْ ما دَرَى غَيِّه وَلا رَشَدَه
من لَمْ يَرِدْ ثَمْدَهُ وزاخِرَهُ / ولم يَجُبْ وَعْسَهُ ولا جَدَدَه
بَهْرَجَهُ صَيرف الخطوب إِذا / باشَرَهُ بالمَحَكِّ فَانَتَقَدَه
والبيت قَفْرٌ بِمَنْ أَبَنَّ ولو / كَثَّر بَيْتِي طُرَّاقُهُ عَمَدَه
كم مُفْرَدٍ لم يَرِمْ جَمَاعَتُه / وكم غريبٍ لم يَجْتَنِبْ بَلَدَه
ولم يُرِحْ نَفْسَهُ سوى يَقِظٍ / أَتعب فيماً يُرِيحُها جَسَده
وما يَحُطُّ الحسودُ من كَرَمٍ / كَثَّرَ منه فَكَثَّرَ الحَسَدَه
الشمسُ شمسٌ وإن تَجَنَّبَهَا / بالرَّغْمِ أَهْلُ النواظرِ الرَّمِده
رُبَّ طعامٍ مساغُ طَيِّبِهِ / مُمْتَنِعٌ عِند فاسِدِ المَعِدَه
مالَكَ والدُّرَّ تنتقيهِ لمَنْ / لا يَرْتَضِي جَوْدَه ولا جَيِدَه
أَنت على الراغِبينَ تَمْنَعُه / فهَلْ تَرَى بَذْلَهُ على الزَّهَدَه
لو حَجَبَ الحَمْدَ عنه ذو شَرَف / ما سَمِعَ اللهُ حَمْدَ مَنْ حَمِده
كم مُعْجَبٍ من نداهُ قلتُ له / طولُ أَيادِيه لا يُطِيلُ يَدَه
دَعْهُ وأَصْدَافَهُ بمُلْتَطِمٍ / أَصْبح بالشَّيْب قاذِفاً زَبَدَه
يسقيكَ من طَلَّه ووابِلِهِ / إِنَّ الفتى جَودُهُ بما وَجَدَه
حتى إِذا أَشْرَق المُفَضَّل مِنْ / سُرادِقِ الدَّسْتِ مالِئاً سُدَدَه
فالمَنْهَلُ المستَمَدُّ والروضةُ ال / غنَّاءُ تزوهو والعيشَةُ الرَّغِده
مُحَسَّدٌ يَوْمُهُ ثَنَى نَظَرَ ال / أَمْسِ إِلى حُسْنِهِ ومدَّ يَدَه
أَيُّ مَحَلٍّ سمى فمَدَّ له / علاءَه سُلَّماً وما صَعِدَه
بالجَيْش كالعارِضِ الأَحَمِّ إِذا / أَتْبَعَ في الجَوِّ بَرْقَه بَرَدَه
غابَ بغابِ القنا فأَطْلَعَهُ / فَتْكُ حسام يغيبُ من شَهِده
وراغَ حتَّى دَعَوْهُ ثَعْلَبَهُ / وراعَ حتى دَعَوا بهِ أَسَده
بَدائِعٌ فِي الحروبِ ولَّدَها / من فِطَنٍ لا تزالُ مُتَّقِدَه
لو كَثَّر الإِرتياحُ هِزَّتَهُ / لَكَثَّرَتْ من عَدُوِّهِ رِعَدَه
نَجْمٌ علا نورُه فَأَوشَكَ أَنْ / يَفْقَأَ بالضوءِ عَيْنَ من جَحَدَه
وصارِمُ الحدِّ فوقَ صفحتِهِ / تجرِي مياهُ الفِرِنْدِ مُطَّرِده
من قَتَلَ الدهرَ واسْتقادَ به / مَلَّكه من حَيَاتِه قَوَدَه
سائِلْ به من نَضَتْه غرّته / فماتَ من خَوْفِهِ وما غَمَدَه
أَلم تَزُرْهُ كواكِبٌ ضَمِنَتْ / رَجْمَ شياطِينِ كَيْدِهِ المَرَدَه
فابتَزْهُ ذِرْوَةَ العُقابِ وقد / أنْزَلَ فيها بِجَهْلِهِ ردَدَه
حتى انتهى المُلْكُ عندَ ناصِرِه / فطوَّلَ الله عنده أَمدَه
وأَصبح العاضِدُ الإِمامُ به / في دولةٍ بالسعودِ مُعْتَضِدَه
واستضحك الثغرُ عن مُفَضَّلهِ / بما ارْتَضَى اللهُ جِدَّهُ ودَدَه
فاستْعَمَل العَدْلَ فِي ثَقَافتِه / بحيثُ قَوَّتْ وقَوَّمَتْ أَوَدَه
واستقبل العِيدَ مِثْلَ عادَتِه / بالعَدَدِ الجَمِّ حامِلاً عُدَدَه
فالجَوُّ مكسُوَّةٌ جَوانِبُهُ / بالنَّقْعِ والجُرْدُ فيه مُنْجَرِدَه
والبِيضُ مُنْحَلَّةٌ أَزِرَّتُها / وخافِقاتُ البُنودِ مُنْعَقِدَه
وهو يَكُدُّ العيونَ منظَرُهُ / وهْيَ بذاكَ الجمالِ مُضْطَهَدَه
حتى إِذا استَنْبَتَ الثناءَ ولَمْ / يَأُلُ جديداً بالسَّمْعِ أَن حَصَدَه
وأَوجَدَ الدِّسْتَ من جلالَتِه / غايَة آمالِهِ فلا فَقَدَهْ
خَرَّ له الناسُ ساجِدينَ ولو / شِئْتَ عَدَدْتَ النجومَ في السَّجَدَهْ
لا زَايَل النَّحْرُ حاسِدِيه وإِنْ / عدا عنه وإِنْ عَبَدَهْ
قلتُ لمن يسألُ عن أحمدٍ
قلتُ لمن يسألُ عن أحمدٍ / ما أحمدٌ عندي بمحمودِ
نزْرٌ فلو ماتَ لما كان في / جُثّتِه ما يأكُلُ الدّودُ
وساقِطُ الهِمّةِ لو أنّهُ / يُصلَبُ ما قام له عُودُ
ويعشقُ السّؤدُدَ لكنّه / يعجَزُ دالاً فهو السّودُ
صدَرْنا وقد نادى السّماحُ بنا رِدُوا
صدَرْنا وقد نادى السّماحُ بنا رِدُوا / فعُدْنا الى مغناكَ والعَوْدُ أحمَدُ
وجاذَبَنا للأهلِ شوقٌ يُقيمُنا / وشوقٌ لمُغْنينا عن الأهلِ يُقعِدُ
وما فاحَ فينا غيرُ ذكراكَ روضةٌ / ولا ساحَ فينا غيرُ نُغماكَ مورِدُ
وكم خدعَتْنا من ملوك يسُرُّها / لو انّكَ ترضى أنها لك أعبُدُ
حمدنا وأثنينا وملء صدورِنا / سوى ما به يُثْنى عليهم ويُحمَدُ
وقد علمَتْ تلك القصائدُ أننا / بما نبتني فيها لعَلياكَ نقصِدُ
ولما عَسا غصنُ الزمانِ عطَفْتَهُ / بكفّيْكَ فهْو الناضرُ المتأوّدُ
محَوْتَ ذُنوبَ الأمسِ من هَفواتِه / بما قام في إثباتِه اليومُ والغدُ
وقد تُنشَرُ الأرزاقُ من حيث تنطوي / وتنصلِحُ الأحوالُ من حيث تفسُدُ
ليَهْنِ يدَ الخَطْبِ التي طرّقَتْ لنا / إليك سبيلاً أنها عندنا يَدُ
وأنّ نجوماً سيْرتْنا بطالعٍ / إليك منيراتُ المطالع أسْعدُ
سقى الله عهداً منك مرتفِعَ الذُرى / إذِ العهدُ ممّنْ لا نسمّيه معهَدُ
وإذ بيتُك المشهودُ في كل ساعةٍ / لكثرة زوّارِ النّدى فيه مشهَدُ
ولما ضرَبْنا للأماني ونيلها / أوَناً شرَطْنا فيه أنك موعِدُ
فمنّا ثناءٌ قد أتاكَ مكرّرٌ / ومنك عطاءٌ قد أتانا مردَّدُ
فيا أيها البحرُ الذي من هِباتِه / أُعدِّدُ فيما أنتَقي وأعَدّدُ
أجِرْني من البحر الذي أنا صارمٌ / أجرِّدُ من مالي به حيثُ أغمَدُ
طوانى بسُحْبِ الموجِ تحت سمائه / على أنني يا أيها الشمسُ فرقدُ
وحاول إطفائي وإني لَجمرةٌ / تكادُ تُباري ماؤه تتوقّدُ
وما زلت أعطي البرق والرّعد مثله / فأُبرق غيظاً بالزفير وأرعدُ
الى أن أذابَتْني حرارةُ قرّةٍ / بأيسرَ منها ذائبُ النارِ يجمُدُ
وصرتُ كحِرباءِ الظهيرةِ كلّما / تراءَتْ لعيني غرّةُ الشمس أسجُدُ
وقُيّدْتُ في أرضٍ كأن رسومَها / يمشّي عليها الدهرُ وهْو مقيّدُ
أقمتُ بها في الضيقِ ستّةَ أشهر / وذاك أقلّ الحمْل واليومَ مولِدُ
فيا ياسراً نلنا به الفضل ياسراً / لنا ووجدنا منه ما ليس يوجَدُ
دعوتَ بصوت الجودِ حيَّ على النّدى / لأنك تروي عن بلالٍ وتُسنِدُ
سيُنشئني ضرْعٌ لفضلك حافلٌ / ويكنفُني منه المكانُ الممهّدُ
ويمطِرُني نُعمى لساني ومَعطِفي / بها نبتُه لدنُ المهزّةِ أغيَدُ
وإن كانتِ الحسّادُ فيك كثيرةً / فلا قلّ عندي ما به فيك أحسَدُ
لقد طوّقَتْني في رياضِكَ أنعُمٌ / هتفْتُ بها مثلَ الحمام أغرِّدُ
وأسكرَني بالمَطْلِ غيرُك مدةً / وما يُعرفُ السكرانُ حتى يعربدُ
وإني وعندي نشوةٌ منك بالغِنى / لأرفَعُ صوتي بالغناءِ وأُنشِدُ
وأتلو حروفَ الحمدِ لله كلَّها / وأُسْقِطُ حرفاً قبل إياكَ نعبُدُ
وأنت امرؤٌ ما زالَ عن دارِ مُلكِه / وسيرتُه عندي تَغورُ وتُنجِدُ
مَهيبٌ إذا ابيضّتْ أساريرُ وجههِ / رأيتَ وجوهَ الخَطْبِ كيف تسوَّدُ
مصمّمُ جيشٍ والصّوارمُ تنثَني / ورابِطُ جأشٍ والفرائصُ تُرعَدُ
وبادِهُ صارفِ الدهر بالعَزمةِ التي / خواطرُه عن حلِّها تتبلّدُ
وباعثُها خضراءَ كالبحرِ موجُها / دِلاصٌ وعسّالٌ وعضبٌ وأجرَدُ
يروعُ بها شوسَ الأسنّةِ أروعٌ / ويصطادُ عِقبان الأعنّة أصيَدُ
وناثرُ هاماتِ الكُماةِ بصارمٍ / على صفحِه دُرُّ الفِرنْدِ المنضّدِ
وناظمُها في مَتْنِ لدن كأنّه / بها شطَنٌ فوقَ الذِّراعِ معقّدُ
مصوِّرُ وجهٍ في قَذالِ عدوّه / له ناظرٌ من سائِلِ النّدمِ أرمَدُ
وفاتحُ ثغرٍ منه في غير وجهِه / ولكنّ ذاك الثغرَ أهتَمُ أدرَدُ
ومُعلي دُعاة الدين في رأسِ هضبةٍ / يُجيبُهمُ أدنى عليها وأبعَدُ
وما المُلْكُ إلا ما تناولَهُ أبو الس / عودِ بيُمنى ياسرٍ ومحمّدُ
أميرانِ كلٌّ منهما ينهض اسمُهُ / بأضعافِ ما في مُلكِه يتقلّدُ
وبدرانِ كلٌّ منهما في كماله / وإنْ ظهَرا في الدعوة اثنَيْنِ أوحَدُ
سليلا كريمٍ لو حوى الغيثَ كفُّه / لسالَ لُجَينٌ منه وانهلّ عسْجَدُ
وما مات مَنْ أخبارُه مستفيضةٌ / تسطَّرُ عن أبنائه وتُخلّدُ
ألا إنما كسْبُ المكارمِ عادةٌ / وكلُّ امرئٍ يجري على ما يُعوّدُ
وكل حديثٍ كان أو هو كائنٌ / شمائلُه تُنبيكَ عنه وتشهدُ
وقد تنطِقُ الأفعالُ والفمُ صامتٌ / ويأتيك بالأخبارِ من لا تُزوّدُ
وأصدَقُ مدحٍ ما تردِّدُه العِدى / وتشهدُ فيه أنه ليس يُجْحَدُ
وما الشعْرُ إلا سلكُ منتِثرِ العُلا / ينظَّمُ فيه دُرُّها المُتبدّدُ
ولو لم يكن قيدَ المآثِر أوشكَتْ / تُنفَّرُ عن أسماعِنا وتُشرَّدُ
ولولا ضياءُ اللبّ ما كان والجاً / مضايقَ منها مستنيرُ وأربَدُ
فولّدَ منه الجاهليّ بذهنِه / معانيَ عُقْماً فيها الموَلَّدُ
هل لركْبِ العراقِ بعدَ نُجودِه
هل لركْبِ العراقِ بعدَ نُجودِه / أوبةٌ تقتضي دنوّ بَعيدِهْ
فيُردُّ الحسودُ وهو حسيرٌ / عن محبٍّ صبِّ الفؤادِ عميدِهْ
لن ترى في جميع ذا الخلقِ أتْلى / قولَ صدقٍ لعائقٍ من حَسودِهْ
وغزالٍ أغنّ أحوى رخيمٍ / أهيفِ القدّ مخطفِ الكشحِ رُودِهْ
مثل بدرِ السماءِ وجهاً ومثلِ الد / رِّ ثغراً قد راعني بصدودِه
يُخلِفُ الوعدَ بالدنوّ ويوفي / لمحبّيه في الهوى بوعيده
ساحرُ الطرفِ كالغزالِ مَتاعُ ال / عينِ في خدّه وفي توريدِه
رُمتُ أستنجدُ الفؤادَ عليه / فوجدتُ الفؤادَ بعض جُنودِه
زارني في الدُجى وقد أقبل البدْ / رُ سريعاً ولاح ضوءُ عمودِه
مُعطياً ضد ما لعمرُك يعطى / وهو مستيقظٌ أذًى من صدودِه
ولقد قلت حين زار وقلبي / ذو ثباتٍ على الهوى وعهودِه
يا مريضَ الجفونث من غير سُقمٍ / والذي يُمرِضُ القلوبَ بجيدِه
لا تعذّبْ صبّاً غدا غير مُصغٍ / لملامِ العذولِ أو تفْنيدِه
وفلاةٍ قطعتُها بمطيٍّ / أربُ النفسِ لُفّ في توحيدِه
لم يزلْ في مذموم عيشٍ فلما / أن رأى الخيرَ ظلّ في محمودِه
أحمد الحافظُ الأجلُّ ومن أص / بح كلُّ الورى عَبيدَ عَبيدِه
سندُ المستجيرِ عرّفهُ الل / ه تعالى برغم أنف حسودِه
بركاتِ الشهرِ المباركِ في العزّ / ولقّاهُ باكراتِ سُعودِه
علمٌ عمّ مَنْ يُعاديه بأسا / مثل ما عمّ قاصديهِ بجودِه
يُصدرُ الجودَ عن سماحِ وجودٍ / كالسحابَينِ مُزنِه ورُعودِه
رفعَتْهُ جدودُه وكثيرٌ / من أتاهُ انخفاضُه من جُدودِه
فإذا مدّ كفَّه كان أعلى / سؤدُدٍ عنده كحبلِ وريده
كم رجالٍ قاموا لكسبِ المعالي / لم ينالوا ما نالَه في قُعودِه
فإذا ما العُداةُ يوماً رأوهُ / رجعوا خيبةً لفرطِ سعودِه
بوجوهٍ مسودّةٍ وشُعورٍ / عُدْنَ بيضاً هذا حديثُ حسودِه
صان أعراضَهُ وجادَ بما في / راحتَيْهِ فلن ترى مثلَ جودِه
سيدٌ أجمعَتْ جميعُ البرايا / قولَ صدقٍ إذاً على تسويدِه
هو مُبدي العلوِّ والمجدِ أكرِمْ / بإمامٍ مُبدي العُلوّ مُعيدِه
يا إماماً عمّ الورى بعد قحطٍ / عمهم من طريفِه وتليدِه
عشْ فداءٌ لك النفوسُ موقًّى / من صروفِ الزمانِ مع تنكيدِه
وابقَ واسلَمْ في العزّ ما أرّقَ الصبّ / حمامٌ في أيكِه بنشيدِه
لم يُلْفَ للهون عاشقٌ جاحِدْ
لم يُلْفَ للهون عاشقٌ جاحِدْ / فخلِّ قولَ العذولِ والحاسِدْ
وذِلَّ واخضعْ عسى الحبيبُ الى / وصلِك من بعد هجرِه عائدْ
ولا تقلْ نام طول ليلته / وبتُّ في طول ليلتي ساهِدْ
فمذهبُ العاشقين ذاك فقدْ / أضحى عليه كلامهم واحدْ
لله ظبيٌ أغرُّ مختصَرُ ال / خصْر غريرٌ عني غدا شارِدْ
قد صاد قلبي ولن ترى عجباً / كنافرٍ في نِفاره صائد
يا صاحبيّ اتركا ملامَكُما / لا تزرَعا الشّرّ إنه فاسِدْ
وكاعبٍ ناهدٍ وريحَ فتًى / أصبح صبّاً بكاعبٍ ناهدْ
خُمْصانةٍ طَفلةٍ خدلّجةٍ / سارتْ على ظهرِ بازلٍ واخدْ
أفقدَني الصبرَ بينُها وغدا / شوقي لما ترحّلَتْ زائدْ
من يحمَدُ الآن ذا الزمانَ فما / أصبحت ممّنْ غدا له حامدْ
لقد رماني بأسهُم تركَتْ / قلبيَ حيرانَ قائماً قاعِدْ
فقرٌ يحاذي صبابةً أبداً / وغربةٌ ما بلاؤها واحدْ
لولا الإمام الأجلُّ يُدرِكُني / بالعَذْبِ من بحر جودِه الباردْ
متّ ولكنه تداركَني / أكرِمْ به من مهذّب ماجدْ
أبو العلا وابنها فلا عدِم ال / مولودَ منها الزمانُ والوالدْ
إن قال أوفى بما يقولُ ومَنْ / عداه لو قال ماطلُ واعدْ
يذودُ عن عِرضِه وما هوَ عن / لُهاهُ طولَ الزمان بالذّائدْ
صفاءُ أعراضِه على كرمِ ال / أخلاقِ أخلاقِه غَدا شاهدْ
بحرُ نداه بحرٌ طمى فلذا / لم يخْلُ من صادرٍ ومن واردْ
يُرى العِدى نحوَه بأجمعهم / ذا راكعٌ تارةً وذا ساجدْ
من قاسَ وجهَ الإمام أحمدَ بال / بدرِ فعندي قياسُه فاسِدْ
البدر طوراً تراه ينقصُ وال / حافظُ ما زال ضوؤهُ زائدْ
يا من عطاياهُ عند أجمعنا / منها طريفٌ في إثْرِه تالِد
جودُك أزرى بحاتمٍ وغدَتْ / علياكَ ترمي ما قد بنى خالدْ
أتاك فاهْنأْ به إذاً رجبٌ / ولتَهْنِه أنت أيها الماجدْ
وهاك بكراً أتتك تخطِرُ في / ثوبَيْ فخارٍ وسؤدُدٍ شائِدْ
واسلَمْ ودُمْ في النعيمِ يا علَمَ الد / هرِ حقيقاً وملجأَ القاصدْ
لا زلتَ صِنوَ العُلا ومجتمَعَ ال / فضلِ وغيظَ العدوّ والحاسدْ
صاحِ هذا ربعُ الهوى المعهودُ
صاحِ هذا ربعُ الهوى المعهودُ / فتلقِفْ ساعةً فقلبي عميدُ
لا تعرِّجْ على سواهُ ففيه / لي ظلٌّ من الهوى ممدودُ
قفْ به فالغرامُ وقْفٌ عليه / ليس لي ما حييتُ عنه مَحيدُ
أتُرى ترجعُ الليالي المواضي / كان ما كان ما مضى لا يعودُ
وغزالٌ أغنُّ مختصرُ الخص / رِ رخيمُ الدلالِ عنّي شَرودُ
قيّدوني على هواهُ وهَيْها / تَ لمثلي أن ينفَع التقْييدُ
لي غَدْرٌ منه ومني وفاءٌ / ووصالٌ مني ومنه صدودُ
نفّر النومَ عن جفوني ظبيٌ / نافرٌ وهْو في النِّفارِ صَيودُ
دلّهُ الدّلُّ في الهوى فتجنّى / وتجنّيه في الهوى المعهودُ
كم جحدتُ الهوى فباح به دم / عي ودمعي مهما جحدتُ شهيدُ
قُلْ له أيها الخيالُ الذي يط / رقُ ليلاً والحاسدون هُجودُ
مات ذاك الهوى وعاش التسلّي / وانطَفا من حشايَ ذاك الوَقودُ
وتبدّلْتُ منك إلفاً أَلوفاً / وتسلّى عنك الفؤادُ العَميدُ
فالْهُ عني فقد لهوتُ بظبي / هو طول الزمان برٌّ وَدودُ
فاقَ في حسنِه الحسانَ كما فا / ق ذوي العلم أحمدُ المحمودُ
الأجلُّ الإمامُ سيدنا الحا / فظُ فخرُ الأئمةِ الصّنْديدُ
شهدَ الناس أنه أوحدُ في / كل فنٍّ وفضلُه مشهودُ
هو في دولة النّدى والمعالي / مُبدئٌ دون غيره ومُعيدُ
هو صدرٌ للدين شرقاً وغرباً / وعلى بابه الأنيسِ الوُفودُ
هو كالشّافعيّ في الحلمِ والعل / مِ وفي النصّ دونَه داوودُ
ومفيدٌ أموالَه للبَرايا / وهْو للحمدِ والثّنا يستفيدُ
في الدجى ساهرٌ يصلي ويدعو / خائفاً والأنامُ طُرّاً رُقودُ
مَن كفخرِ الأئمّة العلَمُ العا / لم مَن بحرُ رفدِه مورودُ
لا مزيدٌ على الذي قد حواه / من فخارٍ وسؤددٍ لا مزيدُ
ومُريدٌ للمكرماتِ وإن لا / مَ على فعلِها بخيلٌ مَريدُ
ومُجيدٌ في كل ما يتولاّ / ه وما عنه للثناءِ مَحيدُ
وسديدٌ في الرأي ليْنٌ ولكن / هو في النائبات جَلدٌ شديدُ
وسعيدٌ والناس منهم شقيٌّ / بقضاءٍ مقدّرٍ وسعيدُ
فاقصدَنْه تظفرْ بما تشتهيه / منه فهو المبجّلُ المقصودُ
حسدَتْهُ ذوو الرياسة طُرّاً / وكذا كل فاضلٍ محسودُ
فهناهُ العامُ الجديدُ الذي مرّ / وإنعامُه علينا جديدُ
ولنا كلَّ ساعةٍ من أيادي / هِ وإنعامِه مدى الدهرِ عيدُ
وأدامَ الإلهُ في العزّ عَليا / هُ سعيداً وسعيُه محمودُ
وقضايا الأنامِ تجري مدى الدهْ / رِ بما نبتغي له ونُريدُ
بانَ الحبيبُ فبان الصّبرُ والجلَدُ
بانَ الحبيبُ فبان الصّبرُ والجلَدُ / وأورثَ الجسم ناراً حرّها كبَدُ
كيف السلوّ عن الأحباب ويحكُمُ / عند الرحيل وقلبي شفّهُ الكمَدُ
لله دَرُّ فتاةٍ غادةٍ جمعَتْ / من المحاسنِ شيئاً ما لهُ عددُ
صادَتْ بمقلتِها الآسادَ خاضعة / وما عجيب لها أن تخضع الأسْدُ
في جيدها ذهبٌ في ثغرِها شنبٌ / في طرفها قُضُبٌ في ريقها شُهُدُ
الخصْرُ ذو وهَنٍ والردفُ ذو سِمَنٍ / والناسُ من زمنٍ ماضٍ لها شهِدوا
أنّ المحاسن طُراً فيك قد جمعت / وفي أعاديك نارٌ في الحشى تقِدُ
إن لامني في هواكَ اللائمونَ لقد / حادوا عن الحقّ حقاً والهُدى جحَدوا
لو أبصروكِ وحقِّ الله طالعةً / كالبدرِ فوق قضيبٍ ناعمٍ سجدوا
لما غدَتْ عيسُها تمشي على مَهَلٍ / نادَيْتُ من حُرَقٍ هل في الورى أحدُ
يُجيرُني من هواها إن في كبِدي / ناراً من الشوقِ لا يسطيعُها الكبِد
يا أيها الحافظُ الحبْرُ الإمامُ ومَن / عليه من بعدِ ربِّ العرشِ يُعتمَدُ
أنت الذي ما يضاهيه ويشبهُه / في الخَلْقِ والخُلق ما بين الورى أحد
فأنت بحرٌ لمن وافاكَ مجتدياً / وأنت بدرٌ وما بين العدى أسدُ
واللهِ لو رام أهلُ الأرضِ قاطبةٍ / مِثلاً له طولَ هذا الدهرِ لم يجِدوا
أكرِمْ به أريحيّاً مِصقَعاً فطِناً / عليه ألويةُ الأفضالِ تنعقِدُ
يروي حديثَ النبيّ المصطفى فله / فيه سماعٌ صحيحٌ زانَه السّندُ
قد صحّ عندي وعند الناس كلّهمُ / بأنه في علوم الشرعِ منفَردُ
يحنو علينا كما يحنو على ولدٍ / أبٌ رؤوفٌ ويوفي بالذي يعِدُ
وما نُبالي إذا ما كان مقترباً / منا نداه جميعَ الناسِ لو بعُدوا
يا مَنْ أياديه تَتْرى ليس يجحَدُها / إلا أناسٌ لفضل الله قد جحَدوا
تهنّ قد أقبل الشهرُ الأصمّ وقد / وقاكَ صرْفَ الردى ربُّ العُلى الصّمدُ
وهاكَها غادةً بكراً أتاكَ بها / نصرٌ وأنتَ له دون الورى السّندُ
واسلَمْ وعش في نعيمٍ دائمٍ أبداً / وأنعُمٍ ما لها حدٌّ ولا عددُ
ما لاح برقٌ وما ناحت مطوّقةٌ / وما بدا كوكبٌ جِنْحَ الدُجى يقِدُ
تبقى كذا في نعيمٍ ما له أمدٌ / تعيشُ ألفاً ولا تعلو عليك يدُ
وعدَتْ ولم تفِ لي بذاك الموعدِ
وعدَتْ ولم تفِ لي بذاك الموعدِ / فغَدا الغرام غريمَ قلبي المُكمَدِ
هيفاءٌ أُرضيها وتُسخِطُني وقد / طاوعْتُها وعصَيْتُ كلّ مفنّدِ
يا دمعَ عيني زِدْ ولا تنقُصْ ويا / نارَ الأسى بين الحشا لا تخمُدي
بكرت مؤنّبَتي تلومُ على الهوى / وتروح جاهلةً عليّ وتغتدي
ظنّت بأن اللومَ يصلحني وما / علمَتْ بأن اللومَ فيها مفسدي
تاللهِ لا حاولتُ عنها سلوةً / وإذا انتهيتُ الى النهاية أبتدي
الهجر شرّد نومَ عيني في الهوى / وأذلَّ مع عزّي جنودُ تجلّدي
ويلاهُ من رشأٍ غريرٍ أغيدٍ / أربى على حورِ الحِسانِ النُهّدِ
أشكو أبكي وهو يضحكُ لاهياً / عني ويرثي لي ويبكي حُسّدي
لا تغرُرَنكَ رقّةٌ في خدّه / فالقلبُ منه قد قسا كالجَلْمَدِ
الصدق شيمتهُ ولكن لم يزلْ / في الحبّ يكذبُ مخلِفاً للموعدِ
مالي إذا أبرمتُ عنه سلوةً / في النومِ أنقضُها برغمي في غَدِ
بالله ربّك قلْ له يا عاذلي / زِدْ عزّةً في الحبّ ذُلاً أزدَدِ
أنا قد رضيتُ بأنْ أكونَ مدلّهاً / في حبّه فعلامَ أنت مفنّدي
يا طالبَ النيران دونكَ فاقتبِسْ / من نارِ قلبي المستهامِ المُكمَدِ
يا صادياً هذي دُموعي أصبحتْ / تنهلُّ من جَفنَيْ دونَكَها رِدِ
قد كان دمعي أبيضاً قبلَ النّوى / فاليومَ أصبح أحمراً كالعسجَدِ
أقررتُ أني عبدُه فتيقّنوا / ثم اشهدوا هو سيّدي هو سيدي
فله الجمالُ كما الفخارُ بأسره / متجمّعٌ في الحافظِ بن محمدِ
فخرُ الأئمة أحمدُ المحمودُ مَنْ / فاقَ البريّة بالنّدى والسؤددِ
زُرْهُ تزُرْ أزكى البريّة عنصُراً / متودّداً ناهيكَ من متودّد
متيقظٌ فطنٌ أغرُّ مهذبٌ / جمُّ العطايا صادقٌ في الموعدِ
فاقَ الورى فعَلا عُلوّ الفرقدِ / حتى لقد سمّوهُ سعدَ الأسعُدِ
يُعطيكَ عند سؤاله متبسّماً / وإذا امتنعتَ ولم تسلْهُ يَبتدي
وإذا ادلهمّ الخطبُ يوماً في الورى / لا تعدلَنْ عن رأيه المتوقّد
شهدتْ له الأعداءُ أجمعُ أنه / علمٌ ومَن هذا الذي لم يشهدِ
ما زال يرغبُ في الثوابِ ديانةً / منه ويزهدُ في اكتسابِ العسجدِ
علمٌ به كل البريّة تهتدي / وبرائه في كلِّ خَطبٍ تقتدي
أعراضُه للمادحين وجاهُه / للقاصدينَ ومالُه للمجتدي
في الفقهِ مثلُ الشافعيّ ومالكٍ / وأبي حنيفةَ وابنِ حنبلَ أحمدِ
ضاهى البخاريّ المحدّثَ رتبةً / مع مُسلمٍ ومسدَّدِ بنِ مسرْهَدِ
وأبو عبادةَ في القريض وجروَلٌ / لو عاصراهُ أصبحا كالأعبُدِ
يا أحمدُ المحمودُ من دون الورى / أنت الذي أوضحتَ شِرعةَ أحمدِ
خُذها إليك قصيدة رقّت كما / رقّت شكايةَ مُستهامٍ مُكمَدِ
ألبستَها بمديحك السامي إذاً / ثوبَ الفخارِ ومثلُه لم يوجَدِ
أنعِمْ إذاً بقبولها متفضلاً / فقبولُها فرَجي وغيظُ الحُسَّدِ
لا زلتَ في نعَمٍ وعزٍّ دائمٍ / ألفاً فمثلُك في الورى لم يولَدِ
ما ناح قُمريٌّ وغرّد طائرٌ / سحَراً على غُصن رطيبٍ أملَدِ
تيّم قلبي أغيدُ
تيّم قلبي أغيدُ / وخانَ فيه الجلَدُ
وليس لي من يُسْعِدُ / عليه مُذ فارقني
الله في قتل فتى / ذي كبدٍ قد فتّتا
فكم وحتّى ومتى / بعدَ الرِّضا تسخطني
يا قمراً قد قمَرا / قَلبي لما غَدرا
ألِفْتُ منك السّهرا / والقلبُ خِدْنُ الحزَنِ
لقد جفا جَفْني الكَرى / منذُ سرى مع السُّرى
فها أنا بينَ الورى / متيّمٌ ذو شجَنِ
أكثر فيه العُذّلُ / جاروا ولمّا يَعدِلوا
والعدلُ ليس يُجهَل / في حُبِّ من تيّمني
ويلاهُ من مهفهَفِ / أحورَ أحوى صلِفِ
أفي له ولا يفي / بالعهدِ طولَ الزمنِ
يا ويح صبٍّ عشِقا / مثلي ظبياً مؤنِقا
لم يُبْقِ مني رمَقا / مذْ للجفا أسلمني
أورثَ جسمي سقَما / وجار لما حكَما
فالشوق مني كلما / ذكرْتُه يقلقني
أودَع لما ودّعا / نارَ الغرامِ الأضلُعا
فالقلبُ أضحى موجَعا / عليه مذْ ودّعني
أقولُ لما ظعَنا / وزادَ قلبي حزَنا
هيّجْتَ ناراً سكَنا / بين الحشايا سكَني
يا قلبُ دعْ ذِكرَ الهوى / ومن نَوى لك النّوى
وعدِّ عن ذكر اللِّوى / وكلّ ظبيٍ مُفتِنِ
وانْحُ الإمامَ أحمدا / أنْدى الورِ طُرّاً يَدا
ومن يَعُدُّ الفرْقَدا / هجرَ النّدى والمِنَنِ
هو الإمامُ الحافظُ / فأينَ منه الجاحظُ
والألمعيُّ الواعظُ / في كلِّ فنٍّ حسَنِ
لقد حوى المفاخِرا / وجمّل المحابِرا
وحاز فضلاً باهِرا / وفاقَ أهلَ الزمنِ
أكرِمْ به من عالِمِ / فاقَ جميعَ العالَم
بالجودِ والمكارِم / فمثلُه لم يكُنِ
من مثلُه في نخوتِهْ / وفي علوّ همّتِهْ
يجلو ضياءَ طلعَتِهْ / عنّا دياجي الفِتَنِ
علاّمةٌ حبْرٌ علَمْ / العُرْبُ فاقَ والعجمْ
ما مثلُهُ بين الأمَمْ / وحقِّ آلِ الحسَنِ
طلعتُه كالقمرِ / وجودُه في البشرِ
يفيضُ فيضَ المطرِ / في السّرِ ثم العلنِ
في الحِلْمِ فاقَ أحنفا / وفي الجمالِ يوسُفا
فكم كتابٍ ألّفا / ناهيكَه من فطِنِ
أسعدَنا بسعْدِه / وخصّنا برفدِه
كأنّه في زُهدِه / مثلُ أوَيسَ القُرَني
يجود وهو مبتسِمْ / من قاصديه محتشِمْ
وجوده مثل الدِّيَمْ / وكالغمامِ الهَتِنِ
لم ترَ عيني قبلَه / في كل فن مثلَهُ
حوى الفخارَ كلَّهُ / وحازه في قرَنِ
همّتهُ فوق السُّها / بذا قضى أهلُ النُهى
وطبعُه بذلُ اللُهى / بذلَ الجوادِ المحسِنِ
زُرْهُ تزُرْ مهذّبا / أزكى الأنامِ منصبا
في النطق فاق العَرَبا / وفي العلوّ المُزَني
له الحِجى والسّؤدُدُ / والفضلُ والتودّدُ
فمَنْ سواهُ يُقصَدُ / عند حلولِ المحَنِ
أكرِمْ به من بارع / مثل الهلال الطّالعِ
كمالكٍ والشافعي / ومَعمرٍ باليَمنِ
إذا سألناه النِّعَمْ / جوابه لنا نعَمْ
وبذْلُه حُمرُ النِّعَمْ / ما بُخلُه بمُمكِنِ
يا سيّداً حاز العلا / على السِّماكين عَلا
أربَيْتَ في الفقه على / ابنِ ثابتٍ والحسَنِ
يا ذا العلا والحسبِ / والفضل والتأدّبِ
يا عُدّتي في النّوبِ / ومنقِذي من زمني
تهنّ يا سيّدنا / فالعيدُ وافي ودَنا
وأنت أنتَ عيدُنا / فابْقَ ممرَّ الزمن
وعِشْ سعيداً مُسْعَدا / ألفا على رغم العدى
ودُم لنا مدى المدى / في أطيب العيش الهَني
انزعْ لباسَك فالآجالُ حاكمةٌ
انزعْ لباسَك فالآجالُ حاكمةٌ / أن لا ترُدَّ سِهامَ الموتِ بالزّرَدِ
إذا ابْنُ آوى تولّتْهُ سعادته / أوى إليه مُطيعاً كاسرُ الأسدِ
وإن ألمّتْ بليثِ الغِيلِ منحَسَةٌ / صالتْ على لَبدَتَيْهِ راحةُ النّقَدِ
أخالد إنّ الحمدَ يُبقي لأهلِه
أخالد إنّ الحمدَ يُبقي لأهلِه / كمالاً ولا تبقى الكنوزُ على الكَدِّ
فأطعِمْ وكلْ من عارةٍ مُستردَّةٍ / ولا تُبقِها إنّ العواريّ للرّدِّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025