المجموع : 88
كَمْ مِنْ صديقٍ صدوقِ الودِّ تحسبُهُ
كَمْ مِنْ صديقٍ صدوقِ الودِّ تحسبُهُ / في راحةٍ ولديهِ الهمُّ والنَّكَدُ
لا تغبطنَّ بني الدنيا بنعمتهم / فراحةُ القلبِ لم يظفَر بها أحدُ
قيلَ لي ماذا يحاكي
قيلَ لي ماذا يحاكي / قدُّ سعدى قلتُ صعدَهْ
قيل فالريقةُ منها / أيُّ شيءٍ قلت شهدَهْ
قالوا فسادُ الهواءِ يُردي
قالوا فسادُ الهواءِ يُردي / فقلتُ يردي هوى الفسادِ
كم سيئاتٍ وكم خطايا / نادى عليكم بها المنادي
سلِّمْ إلى اللهِ فكلُّ الذي
سلِّمْ إلى اللهِ فكلُّ الذي / ساءَكَ أو سرَّكَ مِنْ عندِهِ
إنَّ الذي الوحشةُ في دارِهِ / تؤنسُهُ الرحمةُ في لحدِهِ
وعادتْ دمشقٌ فوقَ ما كانَ حسنُها
وعادتْ دمشقٌ فوقَ ما كانَ حسنُها / وأمستْ عروساً في جمالٍ مجدَّدِ
وقالتْ لأهل الكفرِ موتوا بغيظكمْ / فما أنا إلاّ للنبي محمّدِ
فلا تذكروا عندي معابدَ دينكُمْ / فما قصباتُ السَّبْقِ إلاّ لمعبدي
طارتْ لقلعِ القلاعِ زلزلةٌ
طارتْ لقلعِ القلاعِ زلزلةٌ / ما خشيتْ رامياً ولا صائدْ
إذا درى الحصنُ مَنْ رماهُ بها / خرَّ لهُ في أساسهِ ساجدْ
إنْ هربوا أُدركوا وإن وقفوا / خشوا ذهابَ الطريفِ والتالدْ
فالأمرُ للهِ رُبَّ مجتهدٍ / ما خابَ إلاّ لأنَّهُ جاهدْ
هلكوا همُ وديارُهم في لحظةٍ
هلكوا همُ وديارُهم في لحظةٍ / فكأنهم كانوا على ميعادِ
نبشوا وأوجُهُهم تضيءُ من الثرى / مثلَ السيوفِ منَ الأغمادِ
أبرأُ إلى الرحمنِ من بهتانِهِ
أبرأُ إلى الرحمنِ من بهتانِهِ / وفجورِهِ وعتوِّهِ المتزايدِ
مَنْ ذا يجيزُ قضاءَ قاضٍ جاهلٍ / بالعلم في هذا الزمانِ الفاسدِ
لقد آذى الشهودَ بغير حَقٍّ
لقد آذى الشهودَ بغير حَقٍّ / فأيّ الناس ما رحمَ الشهودا
أيرضى المسلمونَ لهمْ بهذا / وقدْ سرَّ النصارى واليهودا
يحبسُ في الردةِ مَنْ
يحبسُ في الردةِ مَنْ / شاءَ بغير شاهدِ
لا كانَ من قاضٍ حكى ال / فُقَّاع خدَّ باردِ
سألتُ كتابي إذْ أتى بعدَ برهةٍ
سألتُ كتابي إذْ أتى بعدَ برهةٍ / فقالَ الفلانيُّونَ زادوا توددي
رأَوْني مأخوذاً غريباً فأقبلوا / يقولون لا تهلِكُ أسىً وتجلَّدِ
سحائبُ البَرَدِ المرْفَضِّ صائلةٌ
سحائبُ البَرَدِ المرْفَضِّ صائلةٌ / على جنانِ دمشقَ صولةَ الأسد
كَمْ كسَّرتْ أصلَ تفاحٍ وكم حَطَمَتْ / ورداً وعضت على العنَّاب بالزرد
إنْ قلت قدُّكِ غصنٌ
إنْ قلت قدُّكِ غصنٌ / قالتْ له الغصنُ ساجدْ
أو قلتُ ريقُكِ ثلجٌ / قالتْ تشبِّهُ باردْ
لي بالمعرةِ شمسٌ
لي بالمعرةِ شمسٌ / رضاهُ عينُ مرادي
فلا تذمُّوه إني / أدرى بشمسِ بلادي
وبي بدويَّةٌ فتكَتْ
وبي بدويَّةٌ فتكَتْ / بأفئدةٍ وأكبادِ
بدتْ كالبدْرِ في حَضَرِ / فقالوا الفضلُ للبادي
ترى ظَنَّني مِنْ جلدةِ الرَّقِّ عاذلي
ترى ظَنَّني مِنْ جلدةِ الرَّقِّ عاذلي / فلامَ على مَنْ تشتكي رقةَ الجلْد
وتحمرُّ خدَّاها إذا ما نظرْتُها / حياءً أبى أنْ تجرحَ الوردَ بالوردِ
ردَّ كتابي عليَّ مغتنماً
ردَّ كتابي عليَّ مغتنماً / مدحي وبابُ الهجاءِ مسدودُ
فيه عيوبٌ قد اعترفْتُ بها / فارددْهُ إنَّ المعيبَ مردودُ
أما وقطافُ رمّانِ النهودِ
أما وقطافُ رمّانِ النهودِ / وطيبُ عناقِ أغصانِ القدودِ
وتقبيلِ المراشفِ والثنايا / وعضِّ جناءِ تفاحِ الخدودِ
لقدْ سمحَ الحبيبُ بطيبِ وصلٍ / فأورَقَ يابسي واخْضَرَّ عودي
وبتُّ قرير عينٍ للتداني / كما قدْ كنتُ أسهرُ للصدودِ
رمى لحظَهُ فأصابَ الحشا
رمى لحظَهُ فأصابَ الحشا / قضيبُ نقا ماسَ في بُرْدِهِ
فلمْ أَرَ أرْشَقَ مِنْ لحظِهِ / ولمْ أرَ أرشقَ مِنْ قدِّهِ
تقولُ وخالطني الشيبُ هلْ
تقولُ وخالطني الشيبُ هلْ / وصالٌ فقلتُ اغربي وابعدي
فقدْ صرتُ أبلقَ قالتْ أجلْ / وأبلقُ خيرٌ من الأسودِ