القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الوأواء الدِّمَشقي الكل
المجموع : 34
سِلْكانِ لِلدَّمعِ مَحْلولٌ وَمَعْقُودُ
سِلْكانِ لِلدَّمعِ مَحْلولٌ وَمَعْقُودُ / عَلَى التي لَحْدُها في القَلْبِ مَلْحُودُ
ما سَوَّدَ الحزْنُ مُبْيَضَّ السُّرورِ بِها / إِلا وَأَيَّامُ عُمْري بَعْدَها سُودُ
عَنَّتْ يَدُ الدَّمْعِ في خَدِّي عِنانَ دَمٍ / كأنَّهُ مِنْ أَديمِ القَلْبِ مَقْدُودُ
ما اسْتَعْبَرَ الغَيْثُ إِلا عِنْدَ عَبْرَتِهِ / فَخَدُّ وَجْهِ الثَّرى لِلْغَيْثِ مَخْدُودُ
مَنْ لي بِرَحْمَةِ قَلْبٍ ليسَ يَرْحَمُني / كأَنَّ نُقْصانَ وَجْدي فيهِ تَزْييدُ
تولد النار فيهِ ماء سَلْوَتِهِ / فَاعْجَبْ لنارٍ لها في الماءِ تَوْليدُ
كَمْ بِتُّ أَرْجُمُ أَعضائِي بِجَمْرِ غَضاً / وَالفَجْرُ في صَفَدِ الظَّلْماءِ مَصْفُودُ
نامَتْ عيونُ عُداتي إِذ زَفَرْتُ وَلي / من مَغْمَدِ الدَّمْعِ في عَيْنَيَّ تجريدُ
لَولا عَلائقُ بَيْنٍ مِنْكِ تَعْلَقُ بي / لَقُلْتُ إِنَّ اقتِرابي مِنْكِ تَبعيدُ
وَلَيْتَ بَعْدَكِ تسويد البَياضِ فَلي / بالدَّمْعِ في صُحُفِ الأَحْزانِ تَسْويدُ
فَلا صَفا كَدَرُ الدُّنْيا لِمُصْفِيَةٍ / ما جاهَدَتْ فيكِ أنْفاسي المَجاهيدُ
إِنْ أَزْمَعَتْ عنكِ صَبْراً أُبْدِلَتْ بِجَوىً / مَعْدومُهُ بِكِ طُولَ الدَّهْرِ مَوْجودُ
لازالَ خدِّي تَريباً فوقَ تُرْبَتِها / ما دارَ في خَلَدِ الأَيَّامِ تَخْليدُ
جَبُنْتُ مِنْ عَسْكَرَيْ دَمْعي فشجَّعَني / قلبٌ له في انْحِدارِ الدَّمْعِ تَصْعِيدُ
متى يُبالي ثَرىً أَنْ لا يَرى مطراً / فَمُسْبَلُ الدَّمع مِنِّي وهو مَوْرُودُ
هَا قَدْ تَأَمَّلْتُ بالعُتْبى الَّتي سَلَفَتْ / أَنْ لا يُعاوِدَني من بَعْدِها عِيدُ
ودَّعْتُها وَبِنَحْري مِنْ مَدَامِعِها / نَحْرٌ وفي جيدِها مِنْ مَدْمَعِي جِيدُ
فبرَّدَتْ حرَّ أَنفاسي عَلى بَرَدٍ / كأنَّهُ مِنْ صَديدِ النَّفسِ مَصْدُودُ
وَاسْتُدْعِيَتْ فأَجابَتْ بعد ما ظَهَرَتْ / في وَجْنَةِ الفَجرِ قبلَ الصُّبحِ تَوريدُ
وصُوِّرت في مِراةِ الأُفق صورتُها / فلي إليها برُسلِ اللحظِ تَرديدُ
جَاهَدْتُ بِالصَّبْرِ في إِثْرِ العَزاءِ فَمَا / رَجَعْتُ إِلا وَصَبْرِي عَنْكِ مَفْقُودُ
زَمَنٌ ضاحِكٌ وَرَوْضٌ جَدِيدُ
زَمَنٌ ضاحِكٌ وَرَوْضٌ جَدِيدُ / وَغُصونٌ مُرَنَّحاتٌ تَميدُ
أَنْجُمُ الزَّهْرِ حَوْلَها فَتَراها / طالِعاتٍ كأَنَّهُنَّ سُعُودُ
تَغْتَدِي لِلْعُيونِ مِنْها عُيونٌ / وتُلاقي الخُدودَ مِنْها خُدودُ
تَتَثَنّى مَعَ الرِّياحِ اخْتيالاً / بِغُصونٍ كأَنَّهُنَّ قُدودُ
فَلَها كُلَّما تَثَنَّتْ وِصالٌ / وَلها كلَّما اسْتَقامَتْ صُدُودُ
اِسْقِني يا غُلامُ فَالعَيْشُ غَضٌ / وَعُيونُ الخُطُوبِ عَنَّا رُقُودُ
لا تَدَعْ عاجِلَ السُّرورِ وَبادِرْ / فَعَساهُ يَعُودُ أَوْ لا يَعُودُ
فُؤادُ صَبٍّ أَذابَهُ الكَمَدُ
فُؤادُ صَبٍّ أَذابَهُ الكَمَدُ / وَجَفْنُ عَيْنٍ أَودى بِهِ السَّهَدُ
يا زَفَراتي كَمْ أَشْتَكيكِ فَمَا / يُنْصِفُني مِنْكِ في الهَوى أَحَدُ
لِكُلِّ شَيْءٍ حَدٌّ يَبينُ بِهِ / وَما لِوَجْدي حَدٌّ وَلا أَمَدُ
مَنْ كَانَ مِثْلي فَالْمَوْتُ راحَتُهُ / وَالمَوْتُ وَاللَهِ دُونَ ما أَجِدُ
وَلَيْلٍ مِثلِ يَوْمِ البَيْنِ طُولا
وَلَيْلٍ مِثلِ يَوْمِ البَيْنِ طُولا / كَواكِبُهُ إِذا أَفَلَتْ تَعُودُ
يُدافِعُ نَوْمَها فِيهِ انْتِباهٌ / فَأَعْيُنُها مُفَتَّحَةٌ رُقُودُ
لَطَمَتْ بِعُنَّابِ البَنانِ شَقائِقَ الْ
لَطَمَتْ بِعُنَّابِ البَنانِ شَقائِقَ الْ / وَجناتِ لي في مَأْتَمِ الصَّدِّ
فَكَأَنَّهُ لَمَّا تَكاثَفَ لَطْمُها / في خَدِّها مِسْكٌ عَلَى وَرْدِ
واسْتَضْحَكَتْ فَبَكَيْتُ قالَتْ لا تَخَفْ / بي فَوقَ ما بِكَ يا أَخَا الوَجْدِ
لَوْ صُيِّرَتْ شَمْعاً عَلَيْكَ أَنامِلي / مَا آلَمَتْني فيكَ بِالْوَقْدِ
تَوْريدُ وَرْدِ الخَدِّ أَلْبَسَ أَدْمُعي
تَوْريدُ وَرْدِ الخَدِّ أَلْبَسَ أَدْمُعي / لَمَّا اسْتَهَلَّتْ حُلَّةَ التَّوريدِ
قَدْ كانَ لِي صَبْرٌ حَميدٌ مَرَّةً / فَالْيَوْمَ صَبْري صارَ غَيْرَ حَمِيدِ
إِقْرارُ دَمْعي بالهَوى مِلءَ الهَوى / فَضَحَ استِتاري في الهَوى وَجُحُودي
سَرابُ الْفَيافي صادِقٌ عِنْدَ وَعْدِها
سَرابُ الْفَيافي صادِقٌ عِنْدَ وَعْدِها / وَسَمُّ الأَفاعي مُبْرِئٌ عِنْدَ صَدِّها
رَمَتْني وَلَمْ أَسْعَدْ بِأَيَّامِ قُرْبها / بِعَيْنَيْ مَهاةٍ أَنْحَسَتْني بِسَعْدِها
تَعَلَّقَها قَلْبي كَما قَد تَعَلَّقَتْ / صَوالِجُ صُدْغَيْها بِتُفَّاحِ خَدِّها
وَكأَنَّ كافورَ الدُّموعِ وَقَدْ جَرى
وَكأَنَّ كافورَ الدُّموعِ وَقَدْ جَرى / بِخلوقِهِ مِنْها عَلَى الخَدِّ
دُرٌّ وَياقُوتٌ تَساقَطَ بَيْنَهُ / في نَثْرِهِ كُحْلٌ مِنَ النَّدِّ
وَكَأَنَّما نَظَمَتْ دُمُوع جُفُونِها / في نَحْرِها بَدَلا مِنَ العِقْدِ
لَوْ أَنَّها نادَتْ بِحُسْنِ كَلامِها / مَيْتاً لَلَبَّاها مِنَ اللحْدِ
كأنَّ الهِلالَ وَقَدْ أَسْرَعَتْ
كأنَّ الهِلالَ وَقَدْ أَسْرَعَتْ / يَدُ البَيْنِ في فَرْطِ إِنفادِهِ
وَحَفَّتْ بِهِ طالِعاتُ النُّجومِ / عَلِيلٌ لَقىً بَينَ عُوَّادِهِ
خَفِيٌّ عَنِ اللَّحْظِ عِنْدَ العِيانِ / كَصَبٍّ نأى خَوْفَ حُسَّادِهِ
كأَنَّ السَّقامَ لَهُ عاشِقٌ / فَقَدْ سارَ قُرْباً بإِبعادِهِ
رُبَّ لَيْلٍ مازِلْتُ أَلْثِمُ فيهِ
رُبَّ لَيْلٍ مازِلْتُ أَلْثِمُ فيهِ / قَمَراً لابِساً غِلالَةَ وَرْدِ
وَالثُرَيا كأَنَّها كَفُّ خَوْدٍ / داخَلَتْها لِلْبَيْنِ رِعْدَةُ وَجْدِ
لَمْ تُطِقْ دَفْعَها عَنِ الوَجْدِ حَتَّى / قَطَّعَتْها لِلْبَيْنِ مِنْ أَصْلِ زَنْدِ
مَا بَدا لِي بَدْرٌ مِنَ الوَصْلِ إِلا / كَسَفَتْهُ أَيْدي الفِراقِ بِصَدِّ
ظَلَمَني والظُّلْمُ مِنْ عِنْدِهِ
ظَلَمَني والظُّلْمُ مِنْ عِنْدِهِ / وَجازَ في الظُّلْمِ مَدى حَدِّهِ
ظَبْيٌ غَدا طَرْفي لهُ ناظِراً / لَمَّا رأى قَلْبيَ مِنْ جُنْدِهِ
فَدَيْتُ مَنْ صَبْري عَلى جَوْرِهِ / أَحْسَنُ مِنْ صَبْري عَلى فَقْدِهِ
انْظُرْ إِلَيْهِ وَإِلى خَدِّهِ / والعارِضِ المُثْبَتِ في خَدِّهِ
كَأَنَّهُ فَجْرُ وِصالٍ بَدا / تَحْتَ ظَلامٍ مِنْ دُجى صَدِّهِ
تَحْسُدُهُ الشَّمسُ عَلى حُسْنِهِ / كما يَغارُ الغُصْنُ مِنْ قَدِّهِ
وَيَظَلُّ صَبَّاغُ الحَياءِ بِخَدِّهِ
وَيَظَلُّ صَبَّاغُ الحَياءِ بِخَدِّهِ / أَبَداً يُعَصْفِرُ مِن غلائِلِ وَرْدِهِ
مَلَكَ القُلوبَ فَمَلَّكَتْهُ قِيادَها / فَأَصارَها طَوْعاً لِطاعَةِ ودِّهِ
لَو قَيَّدَ الأَرْواحَ مِنْ أَجْسادِها / لَوَجَدْتَها مَنْظُومَةً في عِقْدِهِ
لَسْتُ أَنْسى قَلْبي وَقَدْ باتَ نَهْباً
لَسْتُ أَنْسى قَلْبي وَقَدْ باتَ نَهْباً / بَيْنَ بَيْنٍ مُبَرِّحٍ وَصُدودِ
وَسَماءُ العُيونِ إِذْ ذاكَ تَسْقي / بِسَحابِ الجُفُونِ رَوْضَ الخُدودِ
لَمْ أَجِدْ مَا بِهِ أَجودُ بِدَمعي / غَيْرَ رُوحي فَجُدْتُ بِالْمَوْجُودِ
قالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فينا لَواحِظُها
قالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فينا لَواحِظُها / كَمْ ذَا أَمَا لِقَتيلِ الحُبِّ مِنْ قَوَدِ
وأَمْطَرَتْ لُؤْلُؤاً مِنْ نَرْجِسٍ وَسَقَتْ / وَرْداً وَعَضَّت عَلَى العُنَّابِ بِالْبَرَدِ
إِنْسِيَّةٌ لَوْ رَأَتْها الشَّمْسُ ما طَلَعَتْ / مِنْ بَعْدِ رُؤْيَتِها يَوْماً عَلى أَحَدِ
كَأنَّما بَيْنَ غاباتِ الجُفُونِ لَها / أُسْدُ الحِمامِ مُقيماتٍ عَلى الرَّصَدِ
اِشْرَبْ عَلى وَرْدَيْنِ قَدْ
اِشْرَبْ عَلى وَرْدَيْنِ قَدْ / وُصِلا بِعَيْشٍ مُسْتَجَدِّ
وَرْدِ الرِّياضِ ونزهَةُ ال / أَلْحاظِ فيهِ وَوَرْدِ خَدِّ
واصِلْهُما مِن قَبلِ أَنْ / يَرْميكَ وَصْلُهُما بِصَدِّ
إِنّي أَرى الأَيامَ تُنْ / ذِرُنا بِعَيْشٍ مُسْتَرَدِّ
فاسْتَغْنِمِ العَيْشَ الْمُعا / رَ لَها فما تُوفي بِعَهْدِ
يا مُوْقِدَ النَّارِ في قلبي وفي كَبِدي
يا مُوْقِدَ النَّارِ في قلبي وفي كَبِدي / أَوقَدْتَ ما لَيْسَ يُطْفا آخِرَ الأَبَدِ
أَوقَدْتَ نارَ الهَوى بِالشَّوقِ فَاشْتَعَلَتْ / مِنَ الجَوانِحِ لم تَخْمُدْ ولَم تَكَدِ
ولَيلٍ مثلِ يومِ البَيْنِ طُولاً
ولَيلٍ مثلِ يومِ البَيْنِ طُولاً / كأَنَّ ظَلامَهُ لَوْنُ الصُّدودِ
بياضُ هِلالِهِ فيهِ سَوادٌ / كَإِثْرِ اللَّطمِ في يَقَقِ الخُدودِ
وليلٍ كَفِكْري في صُدودِ مُعَذِّبي
وليلٍ كَفِكْري في صُدودِ مُعَذِّبي / وإِلا كأَنْفاسي عليهِ منَ الوَجْدِ
وإِلا كَعُمْرِ الهَجْرِ مِنْهُ فَإِنَّهُ / إِذا قِسْتَهُ بِالوَصْفِ كانَ بِلا حَدِّ
عَادَ وكَمْ قالَ لا أَعودُ
عَادَ وكَمْ قالَ لا أَعودُ / كأَنَّما وَعْدُهُ وَعِيدُ
أَحسنُ ما نحنُ في وصالٍ / يَعْرِضُ ما بيننا الصُّدُودُ
وكَمْ تَجَلَّدْتُ لا لِأَنِّي / عَلى عذابِ الهَوى جَليدُ
لكِنَّني طالِبٌ رِضاهُ / وهكذا تفعلُ العَبيدُ
يا غائِباً لم يَغِبْ هَواهُ
يا غائِباً لم يَغِبْ هَواهُ / عنْ قلبِ صَبٍّ به عَميدِ
قد صارَ يومُ الفِراقِ عندي / أَظلمَ منْ ظُلمَةِ الصُّدودِ
وكلُّ أُنْسٍ تَغيبُ عنهُ / فإِنَّهُ وحشةُ الجُحودِ
لَوْ فَجَعَ البَيْنُ قلبَ صَبٍّ / ذابَ ولوْ كانَ مِنْ حَديدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025